مشيئة الله

من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بركاته على جميعنا آمين .. ” لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة “ ( رو 12 : 2 ) كيف أعرف مشيئة الله ؟
1.سمات مشيئة الله .
2.قنوات مشيئة الله .
3.تحذيرات .
أولاً : سمات مشيئة الله :-
(1) مشيئة الله صالحة :-
كلمة " صلاح " في الكتاب المقدس وردت بأكثر من معنى .. إما إنها شئ حسن .. وباليونانية تُدعى " كيلوس " أي الخير النسبي .. وهناك معنى آخر بإنه شئ حسن جداً لطف أو وداعة وصاحبه لا يأذي ولكنه لا يُقدم عمل إيجابي .. وهناك معنى ثالث وهو " أغاثوس " .. أي الصلاح المُطلق أو الخير الإيجابي .. العطاء الذي بلا حدود ولا يتوقف على الآخر .. وهذا النوع من الصلاح هو المقصود بالنسبة لحديثنا عن الله .. فإنه صالح رغم تعدياتنا .. تُضئ بشمسك على الأبرار والأشرار وتُضئ على كل المسكونة .. وعندما تُعاقب فإنك تُعاقب من أجل النجاة والخلاص إن الله إرادته صالحة دائماً ولا تتوقف على شرك أو خطيتك .. يريد الله أن يقودنا إلى ينابيع الفرح .. إنه يريد أن يسدد كل احتياجاتنا .
(2) مرضية :-
الرضا هو كمال القبول .. أي تعطينا قدر من الفرح والكفاية والسرور ولا تجعلنا نحتاج إلى شئ آخر .. إن مشيئة الإنسان عاجزة جداً أن تُرضي الإنسان .. فتجد الإنسان غير راضي عن حياته .. لكن مشيئة ربنا تعمل للإنسان إرضاء كامل حتى ولو كانت مؤلمة وإن وُجِد إنسان غير راضي ذلك لأنه لا يوقن أنه خاضع لإرادة الله .. وهذه سمة من سمات المجتمع .. وعليك أن تعرف أن الرضا من سمات الفردوس .. يجب أن يكون هناك إيمان كامل بأن الله جعلني في هذا الوقت في هذه الظروف كجزء من خطة خلاصي .
(3) كاملة :-
الله يهتم بالكل .. أيضاً يهتم بالروحيات .. كما يهتم بالجزئيات .. إن مشيئته كاملة وتعطي اعتبار لكل الأمور ولا تجعل في الإنسان أي عجز أو احتياج .
(4) مباركة :-
مشيئة الله تعطي بركة للإنسان في حياته وتُزيد على النمو الروحي ومن انسكاب نعمة الله .. وتُزود من تودُّده من الروح القدس .. عدم الرضا يأتي بتمرد ثم عصيان ثم الفراق عن الله .. ولكن الإقتراب إلى الله يأتي بفرح وسلام وشبع وسرور وبركة بركة الله تُنمي في الروح وتُزود علاقتك بالله يجب أن تعرف أن كل ظروف حياتك بسماح من الله لجلب البركة .. جميل أن تقول له " يارب أقدم لك إرادة حياتي من أجل أن تقودني أنت " .
ثانياً : قنوات مشيئة الله :-
(1) الإنجيل ( كلمة الله ) :
عن طريق كلمة .. آية .. موقف .. ستجد الإنجيل يسندك ويؤيدك .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن الجهل بالكتاب المقدس هو علة جميع الشرور “ .. فكلمة ربنا هي التي تُحكِّمك للخلاص .. ويقول ” سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي “ ( مز 119 : 105) .. فالإنجيل هو من أهم قنوات الإرشاد الإلهي .. في القراءة اليومية ستجد كلمة توقفك أو تُعزيك أو تسندك جميل أن تقول لربنا ” برأيك تهديني “ ( مز 73 : 24 ) .. وفي رسالة تيموثاوس الثانية يقول ” تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكِّمك للخلاص “ ( 2تي 3 : 15) .. ينبغي التركيز أيضاً في قراءات الكنيسة للحصول على المشورة .. فالإنجيل يُخاطبكم بما تستريحوا إليه .. فالإنجيل هو رسالة الله لنا وعلينا أن نستوعبها .
(2) روح الصلاة :-
لا تفعل شئ في حياتك بدون الصلاة .. أُطلب في الصلاة أن الله يُحقق إرادته في حياتك .. قل له ” تكلم يارب لأن عبدك سامع “ ( 1صم 3 : 9 ) .. إحذر من المشورات الخاصة ولا تخضع لفكرك بل لإرادة الله .. إن صوت الرب صوت وديع وهادي .. ما أجمل ما قيل في سفر أرميا النبي عندما أخذ وعد على نفسه أن لا يُنادي باسم الرب بسبب رفض الناس لكلامه ولكن الله لم يتركه .. فوجدناه يقول ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت “ ( أر 20 : 7 ) .. جاء هذا من روح الصلاة روح الصلاة تعطينا فهم ووعي .. عند الخضوع لكلمة الله يعطينا الله هذا الوعي مثل ما حدث مع إيليا النبي .. فقط هيئ أُذنك للسمع .. أُطلب من الله أن يعطيك تأييد لإرادته وسماع صوته .
(3) الشهادة الداخلية :-
أي تشعر بسلام ورضاء وفرح شديد جداً داخل قلبك تجاه عملٍ ما .. فهي علاقة داخلية أن ضميرك وقلبك الذي يسكنه روح الله راضي وسعيد وشاكر .. حتى أن في سفر يهوديت يقول ” يؤيد كل مشورة قلبك “ ( يهوديت 10 : 8 ) .. ولكن يكون القلب قد صلى وخضع لمشورة الله .. ” ليس لك مُشير أنصح منه “ ( سيراخ 37 : 17) من يقود الله حياته يشعر برضى كامل وفرح كامل .. في سفر العدد يقول ” فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز .. وشِبه الرب يُعاين “ ( عد 12 : 8 ) .. الله يتحدث إلى موسى مباشرةً .. الله الذي سكن داخلنا سيُحدثنا داخلنا .. شهادة داخلية القلب فرحان والعقل مقتنع .. نحن في عهد النعمة والله سكن فينا .. وهذا هو امتياز المؤمنين أن يحدثنا الله بطريقة مباشرة .
(4) الإرشاد الروحي :-
كل النقاط السابقة ينبغي أن تُعرض على المرشد الروحي .. أب الإعتراف .. في سفر الأمثال يقول” المقاصد تُثبَّت بالمشورة “ ( أم 20 : 18) .. الله إستودع كلمته وفكره في الإنجيل وعندما أُخضِع فكري في الإنجيل بهذا بخضع فكري لفكر الله .. الله آمِّن الكنيسة على فكره ولذلك ينبغي أن أراجع فكري على الكنيسة .. والكنيسة تعلمنا أن نطيع مُرشدينا .. من عاش بلا مدبر لا تكون له سلامة .. ويقول الكتاب ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المُشيرين “ ( أم 11 : 14) راجع فكرك مع أب الإعتراف .. بطاعة وإخلاص .. أُطلب صوت الله بروح تضرع .. نرى بولس عندما ذهب لاستشارة باقي الرسل بكل وداعة لمراجعة الإنجيل يقول ” لما سرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمتهِ أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشِّر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً “( غل 1 : 15 – 16) .
ثالثاً : تحذيرات :
(1) التشاؤم :-
هناك آية صريحة في الإنجيل تقول ” لا تتفاءلوا ولا تعيفوا “ ( لا 19 : 26 ) .
(2) القرعة :-
أُسلوب لا يتفق مع العهد الجديد في مشورة الله .. قصة القرعة كبيرة جداً في الكتاب المقدس ولكن في العهد القديم .
(3) العلامات :-
(4) مشورة الأشرار :-
السحرة والدجالين وخلافه .
موضوع التحذيرات بنقاطه الأربعة نتحدث عنها في عظة أخرى بالتفصيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين