من ثمارهم تعرفهم

Large image

جزء من إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح 7.. { احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخلٍ ذئاب خاطفة .. من ثمارهم تعرفونهم .. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً .. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية .. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة .. كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار .. فإذاً من ثمارِهم تعرفونهم } ( مت 7 : 15 – 20 ) إن أردت أن أعرف نوع شجرة وأنا غير خبير في الزراعة أنه إن رأيت ثمرة واحدة أعرف عن طريقها نوع الشجرة .. إن رأيت بها تفاحة أعرف أنها شجرة تفاح .. إن رأيت بها زيتونة أعرف أنها شجرة زيتون .. وأولاد الله الثمر الذي فيهم هو ثمر بر .. فضيلة .. ثمر مختلف عن ثمر أولاد العالم .. أولاد الله حياتهم فيها ثمر الروح .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. وداعة .. تعفف( غل 5 : 22 ) الإنسان المسيحي حياته مثمرة لله .. تعرفه من ملامحه .. من كلامه .. من سلوكه .. تصرُّفه .. مظهره .. لِبسه .. الآباء القديسين يقولون لنا إملأ قلبك سلاماً وكثيرين حولك يخلصون .. جميل أن الفضيلة تُزرع داخلي وتنمو إلى أن تُثمر .. وما أجمل أن أشهد للمسيح بثماري .. ما أجمل أن تخرج مني ثمار تشهد لنوع الشجرة الخاصة بيَّ .. كلٍ منا شجرة صغيرة مغروسة في شجرة كبيرة ( الكنيسة ) .. كلٍ منا في طقس صلاة المعمودية يُدهن بالزيت من الكاهن ويقول له { تُغرس في شجرة الزيتون اللذيذة .. في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة } عندما غُرسنا فيها أخذنا شكلها وتعاليمها ثم ثمارها .. يُقال عن أحد الملوك كان يُعذب المسيحيين فوجد فيهم شئ غريب أنهم يحبون التعذيب .. يسعون للإستشهاد ويُقبِلون عليه بالآلاف .. ومن يُقبِل على الموت نجده يُصلي ويُسبح .. شئ يُثير العجب .. فأرسل الملك شخص جاسوس وطلب منه أن يعيش في وسط المسيحيين ويقول له كيف يُفكر هؤلاء وكيف يعيشون ؟ هل هذا لون من ألوان الإنتحار ؟ قل لي أفكارهم .. فكتب هذا الجاسوس تقرير للملك يقول له : " لم أرى مثل هؤلاء .. لا يزنون ولا يسرقون .. لا يكذبون .. يعيشون في العالم غرباء كأنهم ينتظرون مدينة أخرى .. يقولون أنها مدينة باقية .. يعيشون في العالم ولكن ليس حسب العالم .. أي مدينة يسكنونها يعتبرونها كأنها وطن غريب .. يُشبهون النفس في الجسد .. مختلفين عن الجسد لكن عايشين مع الجسد وهم سر حياة الجسد " .. ويقول أيضاً : " أن المسيحيين هم سر حياة العالم " .. فإنها شهادة جميلة عن أولاد الله الذين أحبوا المدينة السماوية .. عندما نحتك بإنسان تظهر ثماره الداخلية .. إن وُضِع في اختبار للأمانة أو المحبة .. الغضب .. الشهوة تظهر ثماره .. فكيف أصل إلى أن أكون مسيحي فِعلاً .. ويكون داخلي ثمر يُمجد ربنا ؟

أولاً : البذرة :-
كلٍ منا إعتباراً من يوم المعمودية حصل على بذرة سماوية حية تصلُح أن تأتي بثمر سماوي .. عليَّ كشخص أن أحافظ عليها حية كما حصلت عليها وأتأكد أنها كذلك .. لكي أُثمر لله عليَّ أن أكون بذرة حية .. وعلامة الحياة هي أن يكون بها بذرة حية .. عليك أن تعرف نفسك حية أم ميتة .. هل بك نبض في الصلاة .. في الكنيسة متفاعل ؟ علاقة مع الله بلا روتين .. وقفة الصلاة بها إحساس .. الإنجيل كلمة حية تدخل داخلي .. لتسكن فيكم كلمة المسيح بغِنى ( كو 3 : 16) .. أقول له يارب أعطيني أن أسمع وأعمل وأعيش وأسلك .. هذه هي علامة حياة وليست ممارسات روحية فقط من علامات الحياة أن لا يكون هناك ملل .. ممكن أن تمل من شئ ولا تمل من كائن آخر .. علامة الحياة الموجودة في الإنسان أو أي كائن حي أنه متجدد .. عندما أقف مع الله أقف باشتياق .. وكما يقول معلمنا داود النبي بالليل تُنذرني كليتاي ( مز 16 : 7 ) .. ويقول سبقت عيناي وقت السَحَر لأتلو في جميع أقوالك ( مز 119 : 148) لكي يُصلي جميل أن نشعر أننا أخذنا الحياة .. ندخل الكنيسة أحياء وليس مجرد مبنى من أحجار لكنها كائن حي هو جسد ربنا يسوع المسيح الحي .. أصعب شئ أن تعيش وأنت ميت .. فالآباء القديسين يقولون لنا كن ميتاً بالحياة لا حياً بالموت .. وأنت عايش عِش الإتضاع .. ولا تكن حياً وأنت ميت ( الكنيسة ثقيلة .. الحياة صعبة .. الصلاة هكذا ..... ) .. إن كان هناك حياة تكون الممارسات جميلة .. الإنجيل يُفهم .. الصلاة بلا ملل .. القداس متجدد .. لذلك يقول الرب أنا نيري هيِّن وحملي خفيف ( مت 11 : 30 ) كيف يارب ؟ فيقول لك لو أنت حي ويوجد داخلك تفاعل وحب مثلما سأل أولاد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس " يا أبانا الوصايا ثقيلة علينا ولا نستطيع حملها " .. فقال لهم " إعلموا يا أولادي أن ليس كل الوصايا ثقيلة أو صعبة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعته وجودنا معاً ليس تجمع اجتماعي .. أصحاب يأتون .. مجرد إننا جئنا لكي نُثبت بعض في الحياة .. ربنا يسوع قال لنا لكي تعيشوا ينبغي أن تأكلوا .. وأنا الذي سأُطعمكم .. وقديماً ربنا يسوع بنفسه هو الذي كان يرعى آدم وحواء ويُطعمهم فغار الشيطان من هذا وأراد أن يُطعمهم هو – الشيطان – ونجح في ذلك وطُرد أبونا آدم من الجنة بسبب الأكل .. الأكل الذي كان وسيلة شرِكة وتعاون بينه وبين آدم .. وهذا ما يحدث إلى الآن بدلاً من أن آكل وأشكر آكل وأتذمر لذلك يؤكد لك الرب أنه ينبغي أن تأكل من يده مرة ثانية لكي تحيا .. أكل المذبح .. خذوا كلوا منه كلكم .. وعندما تريد أن تأكل صلي أولاً وقول له " يارب افتح يدك فتُشبع كل حي رِضى " .. أقول له " تباركت يارب يا من تعولنا منذ حداثتنا " .. علامة الحياة أن آكل وأشرب أيضاً .. أشرب ينابيع روح .. { سواقي الله ملآنة ماء } ( مز 65 : 9 ) .. عطايا روح بلا حدود ونحن محجبين لأننا فاقدين الرغبة في الحياة الأبدية .
ثانياً : التربة :-
عليك أن تضع البذرة في التربة حتى تأتي بثمر .. أي تدفن البذرة في الأرض .. كيف ؟ أي تُوضع في طين – البذرة الجميلة تُوضع في طين – إن لم تُوضع في الطين لا يمكن أن تكون شجرة .. البذرة حياتها في الطين .. ولا يمكن أن تضعها في برواز مثلاً أو علبة ثمينة .. لكي نُثمر يجب أن ننظر ذواتنا ونحمل صليب ربنا يسوع المسيح وأعرف أنه لابد أن تقع حبة الحنطة في الأرض وتموت ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير( يو 12 : 24 ) .. هذا هو شرط الثمر .. لا تصنع لنفسك طريق غير طريق ربنا يسوع المسيح .. ربنا يسوع أخذ طريق الحبة التي تُدفن .. { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ).. هو سلك بطريق الإتضاع .. لابد أن أُقمع جسدي وذاتي .. لكي أُثمر لابد أن تكون حياتي كلها جهاد .. أعمال جهاد كثيرة تنتظرني .. فالصلاة تنتظر أمانتك .. لكي تحب الذي أمامك يجب أن تُنفق نفسك وتبذِل وتُضحي وتبذر البذرة الآباء القديسين يقولون لنا إعطي دماً لكي تأخذ روحاً .. { لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله } ( أع 14 : 22 ) .. يجب أن ندخل من الباب الضيق .. حذاري أن يِوسع الباب .. يجب أن تنزِل البذرة في التربة وتتفاعل مع ظلمتها وهذا هو ألذ صراع وأفيد صراع للبذرة .. الصراع الذي يدخل عُصارة التربة داخل البذرة .. بذرة تأخذها وتشكلها حسب تكوينها .. تخيل أن تكوين التربة يمكن أن يُشكل وردة جميلة .. فما أكثر الضيقات المرة التي يجتازها الإنسان وتُثمر وردة جميلة .. يسمح الله بضيقات واضطهادات وأتعاب ويسمح بأمور قاتمة جداً ويُخرج منها وردة جميلة .. مثل الضيقات التي تعرَّض لها يوسف الصديق وأستير الملكة لكي يُخرج منها وردة جميلة .. الضيقات التي تعرَّض لها أبونا إبراهيم .. إسحق .. والقديسين مثل مارجرجس خاصةً ( أمير الشهداء ) لأنه تعذب 7 سنوات .. الكنيسة توجت مارجرجس ملك لأنه تألم كثيراً تريد أن تُثمر لربنا عِد نفسك للآلام ولا تشفق على ذاتك وجسدك .. لا تقل كرامتك أو جسدك أو مُرهق .. بل ضع نفسك في التربة وضع نفسك في يد الله .. لا تجعل البذرة في برواز بل ضعها في التربة .. من أراد أن يُخلص نفسه يُهلكها ( مت 16 : 25 ) .. هذا ما قاله الإنجيل وعلَّمهُ لنا ربنا يسوع المسيح .. أن من أراد أن يأتي ورائي يحمل صليبه كل يوم ويتبعني ( مت 16 : 24 ) .. هذا هو طريق القديسين .. طريق الباب الضيق لا تستطيع أن تفعل ذلك وأنت حزين ومكتئب .. يوجد فرق كبير بين شخص يضع البذرة وهو مضطر في التربة وبين شخص وضعها في التربة لأنه عشمان في الثمر .. وضعها وهو فرِح .. ننتظر المجد السماوي .. نحن ننتظر الأمور التي لا تُرى وليست الأمور التي تُرى لأن الأمور التي لا تُرى أبدية ( 2كو 4 : 18) .. الآباء القديسين يقولون لنا أن الإتضاع هي أرض حاملة جميع الثمار .. لكي تُثمر عليك أن تتضع .. لا تكلمني عن زرع وأنت لا تملُك الأرض .. فالإتضاع خلَّص كثيرين بلا تعب وتعب كثيرين بلا اتضاع لم ينفع شيئاً .
ثالثاً : النمو :-
راعي نفسك وانظر هل أنت تنمو ؟ هل أنت تتابع نفسك ؟ جميل أن تراقب نفسك وتكتشف أمورٍ ما .. إن رأيت إنسانٍ ما منذ معرفته لم يتغير ولم ينمو ربما تجد هذه الزرعة تحتاج إلى ماء .. سماد رش كيماوي آفة على هذه الزرعة وتحتاج إلى يدك لتلتقطها .. هل حياتنا مع الله لا تستحق المتابعة ؟ يقول القديس أغسطينوس { لك حياة واحدة .. ولك نفس واحدة فلا تُضيعهما } .. إسهر عليها وارعاها .. إحترس من الإهتمامات الكثيرة التي دخلت عليك .. لاحظ المعاشرات والصداقات والموضوعات التي تطرأ عليك .. لاحظ العاطفة .. الجسد .. الأفكار .. كن يقِظ .. لاحظ أسباب خطاياك .. فما أكثر الأمور التي تجعل الإنسان في هذا الجيل مُشتتاً ومشاعره الروحية باردة .. إعرف أن الباب ضيق وأن الذين يدخلون ملكوت السموات قليلين .. لو كان أهل العالم يعيشوا بأي أسلوب كان فنحن يجب أن نختلف عن أهل العالم إغمض عينيك كل يوم واسأل نفسك عن خطايا اليوم .. وتسأل نفسك لماذا أخطأت ؟{ الذين يُراعون أباطيل كاذبة } ( يون 2 : 8 ) .. أتظن أن نعمة ربنا توجد في إنسان لا يصلي ولا يفتح إنجيله ويعيش في رياء وصراعات ؟ كيف تعمل إذن النعمة داخلك ؟ لابد أن تُخلي المكان ليسوع .. وقلبي يلاحظ الإهتمامات التي تدخل فيَّ وأراها .. جدد روح الله داخلك واستدعيه باستمرار .. لا تنزعه مني بل جدد روحك في أحشائي .. إجري على أب اعترافك لكي تقول له على ما اكتشفته من سوء .. إظهر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك .. أصعب شئ هو المريض المُتصالح مع مرضه .. والأصعب هو المرض الذي لا يُلاحظ – لأنه مثل المرض الخبيث لأنه لا يُلاحظ – .. إن الخطية مرض خبيث فإنها تمنعني من الملكوت وأنا لا أشعر .. إهتم بالبذرة لأن ثمرها جيد وعطاياها جميلة القديس أبو مقار كان يجلس مع أولاده ويقول لهم : " ها أن البئر عميقة ولكن مائها طيِّب وحلو ولذيذ " .. صحيح أن الحياة مع الله فيها تعب ولكن ثمر هذا حلو وجميل .. { ها أن الطريق ضيق ولكن المدينة ملآنة فرح وسرور } .. وأنت تعيش مع الله وجدته يُعزيك ويسندك وتذوقت نعمته ربما تجد البذرة بعد فترة نمو توقفت فقد تجد هناك بعض الحجر الذي يعوق نموها .. فما أكثر خداعات العدو .. قد لا يقدر هو عليك فيسلط عليك أحد المُقربين لكي يسلط عليك مضايقاته .. إن عدو الخير عندما طُرد من حضرة الله كوَّن حزب إسمه " أعداء الله " .. دخل مع الله في صراع لكي يأخذ كل أولاد الله .. إن أكثر الناس المُستهدفين هم أولاد الله إن الإنسان الذي يأتي بالبذرة ويدفنها في التربة ويرعاها بالتأكيد سيُثمر كثيراً .. وما أكثر الثمار .. دعوة للفرح .. يعيش السماء على الأرض .. { ها ملكوت الله داخلكم } ( لو 17 : 21 ) .. الله أعطانا الحياة لكي نعمل الثلاث خطوات السابقين لنذهب إليه حاملين فضائلنا .. { يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم } .. ولكننا لم نستشهد ولم نعيش في عصر استشهاد .. أعطانا الله فترة زمن محددة لكي يقول لك في النهاية هل أثمرت ؟ الله أعطانا كلمته لكي يعرفنا شخصه وطبيعته كان هناك شاب يعيش في أمريكا .. طلب من والدته أن تجد له عروسة في مصر .. فأرسلت له والدته تقول له أن هناك فتاة بنت ربنا ولكن رفضت الفتاة وقالت إنها لم تعرفه جيداً لكي توافق على الإرتباط به .. فكتب لها هذا الشاب خطاب طويل لكي يعرفها على نفسه في هذا الخطاب .. أمسكت الفتاة بالخطاب باستهزاء وقالت كيف يستطيع هذا أن يعرفني بنفسه عن طريق خطاب ؟ قرأت سطرين منه ثم تركته .. وبعد فترة جاء العريس وطرق باب الفتاة .. عندما فتحت له لم تعرفه فقال لها من هو .. وعندما دخل قال لها أن الخطأ الأول عندك أنكِ لم تعرفيني وأنا أرسلت لكِ صورة لي في الخطاب .. سألته متى جئت ؟ فقال لها أنه الخطأ الثاني لأني كتبت لكِ متى سأحضر .. سألته إلى متى تمكث معنا ؟ فقال لها وهذا خطأ ثالث لأني كتبت لكِ فترة جلوسي في الخطاب .. وهكذا .. وبعد جلوسه معها فترة من الوقت إعتذر لها لأنها لم تحترم رسالته ولم تقرأها إن نفس الموقف سيحدث في السماء معنا .. الله كتب لنا أشياء كثيرة في كتابه لكي يعرفنا به ونحن لا نعرفها .. إننا نستهين برسالته التي أرسلها لنا لكي تقرأها عمرك كله .. لكي ترسم صورة لكل حقائقه .. إقرأه واعرفه .. ربنا يسوع المسيح قادر أن يُثمر فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .. ولألهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 4658

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل