أوْعِيَة مُمْتَلِئَة

مِنْ سِفر مُلُوك الثَّانِي 4 : 1 – 7 { وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأنْبِيَاءِ قَائِلَةً إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ وَأنْتَ تَعْلَمُ أنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ . فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ . فَقَالَ لَهَا ألِيشَعَ مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ . أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ . فَقَالَتْ لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي الْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ . فَقَالَ اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ أوْعِيَةً فَارِغَةً لاَ تُقَلِّلِي . ثُمَّ ادْخُلِي وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هذِهِ الأوْعِيَةِ وَمَا امْتَلأَ انْقُلِيهِ . فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا . فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ . وَلَمَّا امْتَلآَتِ الأوْعِيَةُ قَالَتْ لإبْنِهَا قَدِّمْ لِي أيْضاً وُعَاءً . فَقَالَ لَهَا لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وَعَاءٌ فَوَقَفَ الزَّيْتُ . فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ اللهِ فَقَالَ اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ وَعِيشِي أنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ } أرْمَلَة أي زَوْجَهَا تَوَفّى .. صَرَخَت الأرمَلة لإِلِيشَع قَائِلَةً أنَّ المُرَابِي أتَى لاَ لِيَسْتَرِد دِينه بَلْ لِيَأخُذ وَلَدَيهَا عَبِيد وَلَيْسَ لَدَيهَا إِلاَّ دَهْنَة زِيْت .. فَقَالَ لَهَا إِسْتَعِيرِي أوْعِيَة مِنْ جِيرَانِك وَلاَ تُقَلِّلِي وَاغْلِقِي عَلَى نَفْسِك وَبَنِيكِ بَابِك وَصُبِّي مِنْ دَهْنِة الزَّيْت .. فَمَلأت الأوْعِيَة كُلَّهَا وَوَقَفَ الزَّيْت وَأخْبَرَت إِلِيشَع " إِلِيشَع " مَعْنَاه " الله يُخَلِّص " .. طَلَبَ إِلِيشَع مِنْ المَرأة أوْعِيَة بِثَلاَثة شُرُوط هِيَ :-
1. أوْعِيَة فَارِغَة
2. لاَ تُقَلِّلِي
3. إِغْلِقِي عَلَى نَفْسِك وَأوْلاَدِك
المَرأة هِيَ الكِنِيسة وَالزُوج المُتَوَفِّي هُوَ رَبِّنَا يَسُوع وَالمُرَابِي هُوَ عَدُو الخِير .. صَرَخِت المَرأة لإِلِيشَع أي لِلمُخَلِّص فَقَالَ لَهَا لاَبُد أنْ يَكُون الحَل دَاخِلِك .. فَأجَابِته دَاخِلِي دَهْنِة زِيْت أي عَمَل رُوح الله فِي النَّفْس أي المَيْرُون .. هُوَ مُفْتَاح الحَل .. عِنْدَمَا نُقَدِّم دَهْنِة الزّّيْت وَأوْعِيَة فَارِغَة كَثِيرة وَأبوَاب مُغْلَقَة عِنْدَئِذٍ يُبَارِك الله فِي كُلَّ أوْعِيَتنَا وَيُعْطِي غِنَى{ وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأنْبِيَاءِ قَائِلَةً إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ }رَبَّنَا يَسُوع عِنْدَمَا تَجَسَّد عَلَى الأرْض تَزَوَّج الكِنِيسة أي أنَّ الكِنِيسة هِيَ عَرُوسه بَحَث عَنْ عَرُوس تُنَاسِبه فَهُوَ بِلاَ عِيب وَيَجِب أنْ تَكُون عَرُوسه بِلاَ عِيب .. هُوَ أزَلِي أبَدِي غِير مَحْدُود وَيَجِب أنْ تَكُون عَرُوسه مِثْله .. لِذلِك هُوَ إِقتَرَن بِالكِنِيسة وَأتَى بِأولاَد مِنْهَا هُمْ نَحْنُ وَبِذلِك أصْبَحْنَا أبنَاء الْمَسِيح بِالحَقٌّ وَلِذلِك أيْضاً تُسَمَّى المَعْمُودِيَّة رَحَمْ الكِنِيسة وَكُلِّنَا وُلِدنَا مِنْ بَطْن الكِنِيسة لِذلِك تُصَمِّمْ الكِنِيسة أنْ نُدْفَن فِي المَعْمُودِيَّة كَي نُولِد مِنْهَا أوْلاَده بِالحَقِيقة وَلأِنَّ الْمَسِيح قَالَ لاَ أترُكَكُمْ يَتَامَى ( يو 14 : 18) فَقَدْ أرْسَل لَنَا الرُّوح القُدُس لِيُذَكِّرنَا بِكُلَّ شِئ وَيَسْنِد جِهَادنَا مَنْ الَّذِي غَارَ مِنْ عِلاَقِة الكِنِيسة بِالمَسِيح ؟ عَدُو الخِير .. المُرَابِي .. فَأرَادَ أنْ تَسْتَغِل الظُرُوف وَفِي أُسْلُوب طَرِيف مُخَادِع يُعْلِن خَدَمَاته وَيُحَاوِل أنْ يُقِيم عِلاَقة مَعَنَا فَيُقْرِضنَا أي شِئ .. يَسْتَغِل ضَعْف الإِنْسَان وَأنَّ لَدَيْهِ غَرِيزَة فَيُثِيرهَا .. لَدَيْهِ عَاطِفَة فَيُلَوِّثهَا .. لَدَيْهِ طَاقَة فَيُبَدِّدهَا .. هكَذَا يُقْرِضَهُ أي شِئ وَالإِنْسَان يَتَخَيَّل إِنَّهَا خِدمة .. لكِنْ لاَ .. فَالشَّيْطَان يَطْلُب ثَمَنْهَا .. وَمَا هُوَ ثَمَنْهَا ؟ أنْ يَأخُذْنَا عَبِيد عِنْده مَسْلُوبِين الإِرَادَة .. يَخْدَعنَا أوَّلاً بِشَهوة أوْ لَذَّة أوْ فِكرَة ثُمَّ يَسْتَعبِدنَا .. تَبْدُو أفكَاره لَذِيذَة مُقْنِعة وَنَحْنُ مُحْتَاجِين لَهَا ثُمَّ يَرْبُطنَا وَيَسْتَعْبِدنَا عَدُو الخِير لاَ يُشْفِق أبَدَاً بَلْ هُوَ خَدَّاع وَكَاذِب لاَ يُحِب أي عِلاَقَة بَيْنَنَا وَبَيْنَ الله بَلْ يُرِيد أنْ يُعَوِّج المُسْتَقِيمَات فَجَاءَ لِيُبَدِّد وَيُفْسِد عِلاَقِتنَا بِالله .. إِحْذَر أنْ تُصَدِّق عَدُو الخِير وَتُطِيعه ..قَدْ تَقُول أنَّكَ تَشْعُر بِفَرَاغ وَتُرِيد التَسْلِيَة لَيْسَ إِلاَّ فَتُضَيِّع وَقْتَك فِي مُشَاهَدَة التِلِيفِزيُون وَبِالتَدرِيج تَدْخُل دَاخِلَك أفكَار خَاطِئة وَشَهَوَات قَبِيحَة وَرَدِيئَة .. التَسْلِيَة تَحَوَّلَت إِلَى خَطِيَّة ثُمَّ بَعْدَهَا يَرْبُطَك بِهَا فَتَصْرِف سَاعَات فِي أُمور غِير بَنَّاءة وَيَنْجَح العَدُو فِي عَمَله .. يُرِيد أنْ يَأخُذْنَا عَبِيد لَهُ .. عَدُو الخِير يَسْتَغِل فُرْصِة الجَسَد الضَعِيف أوْ أنَّ لِلإِنْسَان شَهوة وَطَاقَة وَوَقْت وَعَاطِفة وَيَسْتَعبِده بِذلِك .. رغم أنَّ الله أعْطَى الإِنْسَان هذِهِ الطَاقَات لِلبُنَاء لكِنْ عَدُو الخِير يَجْعَلهَا طَاقَات لِلهَدْم صِرَاع المُرَابِي مَعَ المَرأة هُوَ صِرَاع عَدُو الخِير مَعَ الكِنِيسة وَنَحْنُ نَعِيش حَتَّى الآن وَالكِنِيسة تَأخُذْنَا فِي حُضنَهَا وَتُغَذِّينَا وَعَدُو الخِير يُصَارِعهَا لِيَأخُذْنَا وَلَوْ بِطُرُق غِير مَرْئِيَّة وَغِير جَيِّدة وَلاَ يَقْبَل أنْصَاف الحُلُول أي يَأخُذ الأولاَد عَبِيد يَومِياً وَيَعُودُونَ كُلَّ لِيلَة إِلَى أُمُهُمْ .. لاَ .. هُوَ يُرِيد أنْ يَأخُذَهُمْ عَبِيد دَائِماً لِيل نَهَار .. يُرِيد أنْ يَمْلِك طَاقِتنَا إِحْذَر .. لأِنَّ الْمَسِيح إِقتَنَانَا بِدَمه وَتَرَكَ الكِنِيسة لِتُرَبِينَا لأِنَّهُ لاَ يُوجد فَرْق بَيْنَ الكِنِيسة وَالْمَسِيح لأِنَّ الكِنِيسة جَسَد الْمَسِيح وَهُوَ مَخْفِي فِيهَا لِذلِك عِنْدَمَا تُعَلِّمنَا الكِنِيسة فَفِي الحَقِيقَة الْمَسِيح المَخْفِي فِيهَا هُوَ الَّذِي يُعَلِّم لأِنَّهُ وَضَعَ فِيهَا مَبَادِئ التَّعْلِيم .. الْمَسِيح تَرَكنَا أمَانة عِنْدَ الكِنِيسة لِتُغَذِّينَا وَتِفَرَّحنَا .. تَسْأله مِنْ أيْنَ غِذَاءهُمْ ؟ يُجِيبهَا مِنْ جَسَدِي وَيَنَابِيع الرُّوح وَفَرَّحِيهُمْ بِالوَصَايَِا وَالتَّسْبِيح وَاجعَلِيهُمْ يَغْلِبُونَ العَالم بِرُوحِي .. الْمَسِيح أودَع فِي الكِنِيسة كُلَّ بِرَّه وَغِنَاه وَقَدَاسَته وَكَأنَّهُ تَرَكَ لَنَا رَصِيد فِي بَنْك كُلَّ مَنْ عَاشْ مَعَ الكِنِيسَة بِتَفَاعُل وَإِيجَابِيَّة تَأخُذ رُوح الْمَسِيح نَفْسه وَكَلاَمه تَأخُذ الْمَسِيح بِذَاته عَدُو الخِير يَغَار .. مَنْ الَّذِي يَغَار مِنْ عِلاَقِة الإِنْسَان بَالله ؟ الشَّيْطَان .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ كَانَ مُتَمَتِّع بِحَضرِة الله وَطُرِدَ مِنْهَا لِذلِك يَهِيج عِنْدَمَا يَرَى إِنْسَان قَرِيب مِنْ الله وَلِذلِك أيْضاً سُمِّيَ عَدُو كُلَّ خِير .. هُوَ المُرَابِي الَّذِي يَسْتَخدِم سُلْطَانه وَقُوَّته لِيَأخُذ أولاَد المَرأة لَمْ تَصْمُت المَرأة بَلْ صَرَخَت لإِلِيشَع الَّذِي هُوَ الله المُخَلِّص .. الكِنِيسَة تَصْرُخ لله قَائِلَةً " خَلِّص أولاَدك وَاجمَعْهُمْ وَشَجَّعْهُمْ وَارْسِل مَلاَئِكَتَك لِتَحْرُسَهُمْ .. لاَ تَسْمَح لَهُمْ أنْ يُذَلُّوَا وَيُسْتَعبَدُوا " .. حَتَّى اليُوْم رِسَالِة الكِنِيسَة أنْ تَصْرُخ عَنْ أولاَدهَا .. عَمَل الكَاهِن أنْ يَصْرُخ عَنْ أولاَده عَلَى المَذْبَح .. عَمَل الكِنِيسَة أنْ تُرَدِّد كَلِمَة " كَيريَاليصُون " مِئَات المَرَّات كُلَّ يُوْم لِيُرْسِل عَمَل رَحمَة .. إِرْحَمنَا .. إِرْحَمنَا .. تَخَيَّل الكِنِيسَة تَصْرُخ عَنْ أولاَدهَا كَي يُنْقِذَهُمْ الله مِنْ يَد عَدُو الخِير بينَمَا الأولاَد يُرِيدُون أنْ يُسْتَعبَدُوا لِلمُرَابِي أي يَسْتَحْسِنُوا الخَطِيَّة وَكَأنَّهُمْ يَقُولُون لِلكِنِيسَة نَحْنُ لَسْنَا لَكِ أُصْرُخِي كَمَا تَشَائِين .. كَمْ تَكُون الكِنِيسَة فِي مَرَارَة . قَدْ يُصَارِع المُرَابِي عَلَيَّ لكِنِّي أرْفُض وَأصْرُخ وَأحَاوِل أنْ أهرَب مِنْهُ .. أولاَد الْمَسِيح لاَبُد وَإِنْ كَانِت الكِنِيسَة تَصْرُخ عَنْهُمْ أنَّ هُمْ أيْضاً يَصْرُخُون عَنْ أنْفُسَهُمْ كَي تَتَفِق الإِرَادَة .. عِنْدَمَا تَقُول الكِنِيسَة إِرْحَمنَا نَصْرُخ مَعَهَا مِنْ أعْمَاق قُلُوبنَا .. وَعِنْدَمَا تَصْرُخ { أبِثُ لَدَيْهِ ضِيقِي عِنْدَ فَنَاء رُوحِي مِنِّي } ( مز 141 مِنْ مَزَامِير النُّوم ) نَصْرُخ مَعَهَا مِنْ أعْمَاق قُلُوبنَا .. عِنْدَمَا يَصْرُخ أولاَدهَا مَعَهَا تِجَاهِد هِيَ مَعَهُمْ حَتَّى النَهَايَة هذَا الصِرَاع قَائِمْ مُنْذُ القِدَم .. مَنْ الَّذِي يَمْتَلِك النَّفْس الكِنِيسَة أم الشَّيْطَان ؟ نَحْنُ فِي مَوضِع صِرَاع لِذلِك لاَ تَقْبَل أي فِكرَة أوْ إِتِجَاه أوْ مَلْبَس أوْ لأِنَّ عَدُو الخِير يُرِيد أنْ يُشَكِّك كَمَا يُرِيد وَالكِنِيسَة تَصْرُخ عَنْكَ وَتُرِيدَك فِي حُضْنَهَا .. دُور كَبِير عَلَى الكِنِيسَة وَدُور أيْضاً عَلِيكُمْ وَهُوَ أنْ لاَ تَترُكُوا يَد أُمُكُمْ وَاصْرُخُوا رَافِضِينَ عَدُو الخِير .. لَوْ جَاهَدتُمْ تَصْرُخ هِيَ مَعَكُمْ وَتُجَاهِد عَنْكُمْ لكِنْ إِنْ إِسْتَحْسَنْتُمْ الإِسْتِعبَاد تُخْجِلُونَ أُمُكُمْ وَتُخْزُونَ الْمَسِيح وَكَأنَّكُمْ تُعْلِنُونَ لَهُ أنَّهُ لَيْسَ فِيهِ فَرَح فَتَفْقِدُونَ كَيَانَكُمْ المُقَدَّس ذَهَبَت المَرأة لإِلِيشَع فَقَالَ لَهَا مَاذَا عِنْدِك ؟ أجَابَتَهُ دَهْنِة زِيْت .. تَخَيَّل إِنْسَانة عَلَيْهَا دِين وَيَسْألُوهَا مَاذَا تَملُكِينَ لِسَدَاد دِينِك ؟ تَقُول دَهْنِة زِيْت .. كَانَ يَجِب أنْ تَقُول عَنْ أي شِئ تَمْتَلِكه يُبَاع بِمَبلَغ مِنْ المَال يَسِد دِينهَا .. لكِنَّهَا قَالت دَهْنِة زِيْت .. أي أُمور رُوحِيَّة .. المَيرُون الَّذِي أعْطَاه الله لِكُلَّ أولاَده .. أُشْكُرُوه عَلَى دَهْنِة الزَّيْت أي المَيرُون مُفْتَاح عَمَلُه فِينَا .. يَسْألَك الله هَلْ عِنْدَك دَهْنِة زِيْت ؟قُلْ نَعَمْ .. لاَ تَقُل عِنْدِي مَركَز أوْ مَال أوْ نَسَب أوْ بَلْ قُلْ لَهُ عِنْدِي دَهْنِة زِيْت .. يُجِيبَك أنْتَ غَنِي لَنْ تَدْخُل فِي عُبُودِيَّة لأِنَّ عِنْدَك مُفْتَاح النُصرَة لِذلِك الكِنِيسَة تَحْرِص أنْ تَدْهِن أولاَدهَا بِالمَيرُون إِلِيشَع قَالَ لَهَا خِطَّة العِلاَج .. إِلِيشَع النَّبِي قَصَد أنْ تَشْتَرِك المَرأة فِي سَدَاد دِينهَا فَقَالَ لَهَا إِحْضِرِي أوْعِيَة وَلاَ تُقَلِّلِي وَاغْلِقِي البَاب عَلَى نَفْسِك وَعَلَى أولاَدِك وَسَتَرِينَ سَخَاء الرُّوح هذَا دُور الجِهَاد لِخَلاَصنَا .. الدُور الكِبِير عَلَى الله لكِنْ يُوجَد دُور عَلِينَا نَحْنُ أيْضاً .. صَعْب أنْ تَجْعَل دَهْنِة زِيْت تَملأ أوْعِيَة لكِنْ سَهل أنْ تُقَدِّم لَهُ دَهْنِة زِيْت وَتُحْضِر أوْعِيَة فَارِغَة وَنِفُوس وَطَاقَات هذَا هُوَ الجِهَاد وَالنِّعمَة لاَ يُمْكِن أنْ نَقُول لَهُ إِحْضِر لِي وَعَاء وَإِملأه أَنْتَ لِي بِالزَّيْت .. لاَ .. يَقُول لَك صَلِّي وَأنَا أفَرَّحَك .. إِفتَح الإِنْجِيل وَأنَا أفَهِّمَك .. أُطلُب الطَّهَارَة وَأنَا أُعْطِيهَا لَكَ لِذلِك لاَبُد أنْ تَعْمَل مَا يَتَفِق مَعَ عَمَل الله .. إِعْطِيه إِرَادَتَك وَهُوَ يُقَدِّسهَا .
شروط عمل الله فينا :-
طَلَبَ إِلِيشَع مِنْ المَرأة ثَلاَثَة شُرُوط
1. أوْعِيَة فَارِغَة :-
كَي يَمْلأنِي الله لاَبُد أنْ أمْتَلِك أوْعِيَة فَارِغَة .. لاَ يُمْكِن أنْ يَمْلأنِي وَأنَا مَملُؤ أُمور غَرِيبَة لاَ يُمْكِن أنْ أُقَدِّم لَهُ عَاطِفَة مَملُؤة أوْ عَقْل مَملُؤ أفكَار غَرِيبَة .. لاَ .. لاَبُد أنْ أُعْطِي الله فُرْصَة لِيَعْمَل .. يَقُول أحد الآبَاء { إِخْلِ المَكَان لِيَسُوع } .. كَي يَمْلأ لاَبُد أنْ تَخْضَع لَهُ وَلِكي تَخْضَع لاَبُد أنْ تِفَرَّغ أوْعِيَتَك .. مُلُوك يَهُوذَا فِي بِدَايِة مُلْك كُلَّ وَاحِد مِنْهُمْ يَقُول الكِتَاب إِنَّهُمْ { أزَالَ الْمُرْتَفَعَاتِ }( 2مل 18 : 4 ) .. لاَ يُمْكِن أنْ أبدَأ عِلاَقَة مَعَ يَسُوع وَأنَا مَملُؤ مِنْ العَالَم .. إِذاً مَطْلُوب أوْعِيَة فَارِغَة .. مَا أجمَل أنْ تَسْجُد أمَام الله تَطْلُب مِنْهُ أنْ يَمْلأك بِصَلاَحه .. بِهذَا نُقَدِّم لَهُ وَعَاء فَارِغ .. مَا أجمَل إِنْسَان مَفْطُوم عَنْ العَالَم يَمْلأه الله بِرُوحه وَعَمَل نِعْمِته .. لاَ تَبْخَل فِي حَيَاتَك الرُّوحِيَّة .. أحْيَاناً نُقَدِّم لله أوْعِيَة مَملُؤة بِمَعْرِفَتنَا بِأُمُور لاَ يَهوَاهَا هُوَ فَلاَ يَمْلأنَا .. كَي يَعْمَل الله فِينَا لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا أوْعِيَة فَارِغَة .. إِسْتِعدَاد لِلخُضُوع لِلإِنْجِيل .. وَقْت فَارِغ لِلجُلُوس مَعَهُ كَي يَمْلأ لَوْ كُنْت مَشْغُول اليُّوْم كُلَّه فِي أُمُور كَثِيرَة وَجَلَسْت أمَام التِلِيفِزيُون وَ ثُمَّ وَقَفْت أمَامه لِتُصَلِّي سَتَكُون أوْعِيَتَك مَمْلُؤة بِأُمُور غَرِيبَة فَلَنْ يَمْلأك هُوَ .. الله تَرَكَ لَكَ كَمْ مِنْ البَرَكَات لِتَأخُذَهَا فَلاَ نُقَدِّم لَهُ أوْعِيَة مُمْتَلِئَة .. لاَ تَقِف أمَامه بِفِكر مُشَتَّت وَتَقُول لَهُ إِمْلأنِي .. لاَ تُقَلِّل أوْعِيَتَك الفَارِغَة أي لاَ تَترُك جُزء مِنْكَ يَشِت عَنْهُ بَلْ قُلْ تَجَمَعِي يَا كُلَّ حَوَاسِي وَجَسَدِي وَفِكرِي وَعَقْلِي وَقَلْبِ كُلَّ مَا هُوَ بَعِيد إِجمَعه وَهُوَ يَمْلأك .
2. لاَ تُقَلِّلِي :-
أكثِر أوْعِيَتَك .. بِقَدر مَا تَأتِي بِأوْعِيَة سَتَأخُذ أوْعِيَة مَملُؤة وَهذَا هُوَ عَمَل الله فِي حَيَاتنَا نَحْنُ نُرِيد أنْ يَعْمَل الله فِينَا وَهُوَ بِالفِعل يَعْمَل أكثر مَا نَتَوَقع لكِنْ أحْيَاناً نُقَدِّم لَهُ وَعَاء وَاحِد أحْيَاناً يَكُون عِنْدَنَا بُخل شِدِيد مَعَ الله فَنَقِف أمَامه لَحَظَات قَلِيلَة وَنَقرأ مِنْ الإِنْجِيل القَلِيل وَ لكِنْ الَّذِينَ يُحِبُّونَ الله بِقَلْب صَادِق يُعْطُوه أوْعِيَة فَارِغَة كَثِيرَة وَهُوَ يَمْلأ حَتَّى يَقُولُونَ كَفَانَا كَفَانَا لكِنْ الَّذِي يَزْرَع بِالشُّح بِالشُّح يَحْصُد وَالَّذِي يَزْرَع بِالبَرَكَات بِالبَرَكَات يَحْصُد ( 2كو 9 : 6 ) لاَ تُقَلِّل عَلَى قَدْر سَخَاءك وَعَلَى قَدْر أمَانَتَك وَجِهَادَك سَتَأخُذ تَخَيَّل عِنْدَمَا كَانْت المَرأة تَمْلأ الأوعِيَة كَمْ كَانِت فَرْحِتهَا وَعِنْدَمَا مَلأت كُلَّ الأوْعِيَة وَأرَادَت المَزِيد فَلَمْ تَجِد أوْعِيَة فَارِغَة أُخْرَى بِالطَبع قَالَت فِي نَفْسَهَا لَيْتَنِي أحْضَرت أوْعِيَة أكثَرالمُتَنَيِّح أبُونَا بِيشُوي كَانَ يَقُول لِمَاذَا عِنْدَمَا نَقِف لِنُصَلِّي نَقِف فِي فُتُور .. وَلِمَاذَا عِنْدَمَا نَطْلُب فَضِيلَة نَطْلُبهَا بِضَعْف ؟ الَّذِي يَسْتَذكِر دُرُوسه وَاضِعاً أمَامه هَدَف مَجْمُوع 50 % هذَا مُعَرَّض لِلسُقُوط لكِنْ الَّذِي يَسْتَذكِر بِهَدَف مَجْمُوع 97 % هذَا يَنَال مَجْمُوع مُفْرِح جِدّاً .. نَحْنُ مَعَ الله بُخَلاَء رُوح الله يُرِيد أنْ يُعْطِي وَنَحْنُ نَرفُض بَلْ وَنَمْنَعه { الرَّبَّ لاَ يَمْنَع الخَيْرَات عَنْ السَّالِكِينَ بِالدَعَة }( مز 83 مِنْ مَزَامِير السَّادِسَة ) .
3. إِغْلِقِي البَاب :-
عَمَل الرُّوح يَحْتَاج خَفَاء .. لِمَاذَا ؟ إِنْسَانَة تَمْلأ زِيْت فَلِمَاذَا تُغْلِق بَابهَا عَلَى نَفْسَهَا وَأولاَدهَا ؟ لأِنَّ هذَا كُلَّه أسْرَار .. الإِمْتِلاَء بِالرُّوح يَحْتَاج إِلَى بَاب مُغْلَق وَمَنْظَر دَهْنِة الزَّيْت وَهيَ تَمْلأ الأوْعِيَة الفَارِغَة مَنْظَر عَجِيب يَحْتَاج بَاب مُغْلَق .. إِرْفَع يَدَيكَ لله وَالبَاب مُغْلَق .. جَيِّد أنْ تَكُون عِشْرِتك مَعَ الله وَرَاء بَاب مُغْلَق لاَ يَرَاهَا أحد .. خَفَاء .. المَرأة ذَهَبَت مِنْ عِنْدَ إِلِيشَع مُبَاشَرَةً إِلَى بَيْتِهَا وَأغْلَقَت البَاب عَلَى نَفْسَهَا وَعَلَى وَلَدَيهَا .. صَعْب تَتَمَتَّع بِالإِمْتِلاَء بِالرُّوح وَحَوَاسَك مَفْتُوحة .. البَاب المُغْلَق لَيْسَ مُجَرَّد بَاب المَخدَع بَلْ أيْضاً بَاب حَوَاس وَقَلْب لأِنَّ الحَيَاة مَعَ الله بِهَا أسْرَار وَانْتِصَار .. مُهِمْ غَلْق بَاب الحَوَاس وَالقَلْب .. قَدْ تَكُون فُرْصَة غَلْق بَاب المَخْدَع مُتَاحَة لكِنْ القَلْب غِير مُغْلَق وَقَدْ لاَ تَكُون فُرْصَة غَلْق المَخْدَع مُتَاحَة لكِنْ القَلْب مُغْلَق عَلَى النَّفْس وَالله مَعاً .. قِف قَبْل الصَّلاَة لَحَظَات صَمْت كَي تَجْمَع حَوَاسَك وَأفْكَارَك مِنْ التَّشَتُّت وَتُغْلِق أبوَابهَا وَتَطْرُد المُيُول وَالأفْكَار الغَرِيبَة وَقِف أمَامه فِي حَالِة إِخْلاَء .. الكِنِيسَة الأُولَى كَانِت بَعْد قُدَّاس المَوعُوظِين كَانَ غِير المؤمِنِين يَنْصَرِفُون وَمِنْ أوِّل قَانُون الإِيمَان وَقُدَّاس الصُلْح تُغْلَق أبوَاب الكِنِيسَة وَيَحْرُسهَا شَمَامِسَة .. عَمَل الله يَتِمْ فِي الخَفَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ .. فِيض الرُّوح يَتِمْ فِي الخَفَاء فَلاَبُد أنْ يَكُون لَنَا خَفَاء .. مَخْدَع .. سِر حَيَاة دَاخِلِيَّة وَلِنَرَى مَا حَدَث .. الأبنَاء يَأتُون بِالأوْعِيَة الفَارِغَة وَالمَرأة تَمْلأ مِنْ دَهْنِة الزَّيْت .. فَرْحَة لَوْ اتَبَعْت الشُرُوط الَّتِي قَالَهَا الله سَتَمْتَلِئ وَتَفْرَح وَتَتَشَجَع فَتَمْتَلِئ أكثَر .. أحْيَاناً عَدُو الخِير يُصِيبنَا بِالمَلَل لكِنْ قَاوِمه وَقُلْ لَيْتَنِي أتَيْت بِأوْعِيَة أكثَر وَكُلَّمَا فَرَّحنَا الله بِصَلاَة أوْ الإِنْجِيل كُلَّمَا شَعَرنَا أنَّنَا نَحْتَاجه أكثَر فَيُمَتِّعَك بِغِنَى الرُّوح وَسَخَاءه أكثَر .. يَأتِي المُرَابِي لِيَأخُذ الأولاَد فَتُعْطِيه دِينه لِيَخْرُج مِنْ عِنْدَهَا وَعِنْدَمَا يُعْلِن لَهَا خَدَمَاته مَرَّة أُخْرَى تَرْفُضه لأِنَّهَا أصبَحَت فِي غِنَى .. هذَا أُسْلُوب أوْلاَد الله مَعَ الشَّيْطَان لاَ يُعْطُوه فُرْصَة .. { رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيءٌ } ( يو 14 : 30 ) .. هُوَ يُعْلِن لِي أُموره وَأنَا أرْفُضهَا وَأجَاهِد وَأصَلِّي حَتَّى لاَ يَسْتَعْبِدنِي لكِنْ لَوْ أخَذْت مِنْهُ شِئ وَكَبَّرتَهَا دَاخِلِي يُعْلِن عِنْدَئِذٍ يُرِيد أنْ يَسْتَعْبِدَنِي الكِنِيسَة تَصْرُخ وَأنَا أصْرُخ وَلاَ أُسَلِّم نَفْسِي لِلمُرَابِي وَأرْفُض عُبُودِيِته وَأرْفُض سِلَعُه الَّتِي يَعْرِضهَا .. العَالم اليُّوم مَمْلُؤ إِغْرَاءَات فَإِنْ لَمْ تَمْتَلِئ بِعَمَل الرُّوح سَيَسْتَعْبِدَك العَالم .. قَدِّم لله أوْعِيَة فَارِغَة وَنِفُوس خَاضِعَة وَهُوَ سَيَمَلأ .. لاَ تُقَلِّل وَلاَ تُشْفِق عَلَى ذَاتك وَاغْلِق بَابك وَالله سَيَمْلأك وَتَتَمَتَّع بِالخَفَاء مَعَهُ رَبِّنَا يِغْنِيكُمْ بِنِعْمِته وَيِفَرَّحكُمْ بِعِشْرِته رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين