الشكلية والمسيحية الحقيقية

Large image

مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِمَتَّى 25 : 1 – 13 { حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّموَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحُهنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ . وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ . أمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأَخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً . وَأمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ . وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ . فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ . فَقَامَتْ جَمِيعُ أُوْلئِكَ الْعَذَارَى وَأصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ . فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ . فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاَتٍ لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ . وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ . أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أيْضاً قَائِلاَتٍ يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا فَأَجَابَ وَقَالَ الْحَقَّ أقُولُ لَكُنَّ إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ . فَاسْهَرُوا إِذاً لأِنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ } . ( مجداً لِلثَّالُوث الأقدَس ) مَثَل يُكَلِّمنَا عَنْ عَشَر عَذَارَى مُتَشَابِهِين فِي كُلَّ شِئ تَقْرِيباً إِلاَّ شِئ وَاحِد فَالعَشَرَة كُلَّهُنَّ عَذَارَى .. كُلَّهُنَّ خَرَجْنَ لاسْتِقبَال العَرِيس أي لَهُنَّ هَدَف وَاحِد .. إِذاً لَقَب وَاحِد وَهَدَف وَاحِد .. العَشَرَة سَهَرْنَ مَعَاً .. كُلَّهُنَّ تَعِبنَ وَنِمْنَ { وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ } .. كُلَّهُنَّ مَعَهُنَّ مَصَابِيح مُضَاءة .. إِذاً مَا الفَرْق بَيْنَهُنَّ ؟ الفَرْق فِي الجَوهَر .. خَمْس مِنْهُنَّ كَانَ مَعَهُنَّ زَيْت إِحْتِيَاطِي فِي أوَانِي .. نَعَمْ مَصَابِيحَهُنَّ مُضَاءة وَبِهَا زِيْت لكِنْ مَعَهُنَّ آنِيَة أُخْرَى أيْضاً بِهَا زِيْت إِحْتِيَاطِي حَتَّى إِذَا فَرَغَ زِيْت المِصْبَاح يَكُون مَعَهُنَّ زِيْت آخَر إِحْتِيَاطِي لاسْتِمرَار المَصَابِيح مُضَاءة لِذلِك هُنَّ حَكِيمَات المَسِيحِيَّة الشَكْلِيَّة لاَ تُمَيِّز عَنْ المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة إِلاَّ فِي شِئ بَسِيط خَفِي وَهُوَ الزَّيْت أي عَمَل الرُّوح القُدُس فِي النَّفْس .. كَثِيرُونَ مَسِيحِيُون يَتبَعُون الْمَسِيح وَإِسم الْمَسِيح مَدعُو عَلَيْهُمْ لكِنْ هَلْ كُلُّهُمْ حَقِيقِيُون ؟ لِذلِك الْمَسِيح يَضَع وَصِيَته لِيُفْرِز الْمَسِيحِي الشَكْلِي مِنْ الْمَسِيحِي الحَقِيقِي .. الوَصِيَّة هِيَّ الغُربَال الَّذِي يَفْرِز الجَيِّد مِنْ الرَدِئ .

أوَّلاً : المَسِيحِيَّة الشَكْلِيَّة :-
1/ مَسِيحِيَّة شَكْلِيَّة :-
شَكْلُه فَقَط مَسِيحِي .. قَدْ تِعْرَف إِنَّه مَسِيحِي مِنْ إِسْمه وَإِنْ لَمْ يَكُنْ إِسْمه وَاضِح أُنْظُر بِطَاقته أوْ عَائِلَته .. أشْيَاء خَارِجِيَّة .. كَثِيرُونَ مَسِيحِيُون لاَ يُعْرَفُون أنَّهُمْ مَسِيحِيُون إِلاَّ مِنْ أشْيَاء خَارِجِيَّة أي مَسِيحِيَّة إِسْمِيَّة .. الإِسم مَسِيحِي .. دِمْيَانَة .. كِرِستِين .. وَقَدْ نَقُول لِلأسَف هذِهِ الفَتَاة مَسِيحِيَّة أي كُنَّا نَتَمَنَّى أنْ لاَ تَكُون مَسِيحِيَّة لأِنَّهَا لاَ تَمُّت بِصِلة لِلْمَسِيح بَلْ قَدْ تَكُون عِبء عَلَى الْمَسِيح وَتُسَّبِب تَجْدِيف عَلَى إِسم الْمَسِيح .. هُنَاكَ مَنْ يَكْتَفِي بِأنَّ إِنْتِمَائه مَسِيحِي وَالده .. وَالِدَته مَسِيحِيين وَإِسْمه مَسِيحِي فَقَط وَكَثِيرُونَ يَكْتَفُونَ بِذلِك .. نَقُول يُوجد فَرْق بَيْنَ إِنْسَان مُتَمَسِّك بِالإِيمَان لِذَاته وَآخَر مُتَمَسِّك بِالإِيمَان لأِنَّهُ يُحِب الْمَسِيح .. قَدْ يَتَمَسَّك بِالإِيمَان لإِعْتِزَازه بِذَاته وَلأِنَّهُ يَسْتَمِد مِنْهُ قُوَّته لكِنْ سُلُوكه غِير مَسِيحِي تَمَاماً وَقَدْ يَظْهَر أنَّهُ زَعِيم لكِنَّه مَسِيحِي بِالإِسم فَقَط وَكُلَّ سُلُوكه وَأفْكَاره غِير مَسِيحِيَّة .
2/ مَسِيحِيَّة أخْلاَقِيَّة :-
يَقُول أنَا لاَ أكرَه أوْ أحْلِف أوْ أشْتِم .. لاَ أُؤذِي أحَد أي إِنْسَان مُهَذَّب .. مَسِيحِيَّة أخْلاَقِيَّة سُلُوكه مُهَذَّب .. هذِهِ أخْلاَق جَمِيلَة لكِنْ لاَ قِيمَة لَهَا بِدُون الْمَسِيح لأِنَّهَا تَعُود لِلذَّات .. يَفْعَل ذلِك كَي يُقَال عَنْهُ أنَّهُ شَخْصِيَّة مُهَذَّبَة مُحْتَرَمة .. هذِهِ مَسِيحِيَّة أخْلاَقِيَّة وَالدُوَل الغَربِيَّة تَكْتَفِي بِهَا فَهُمْ أُمَنَاء فِي العَمَل .. لاَ يَكْذِبُون .. حَتَّى عِنْدَمَا تَتَعَرَّف فَتَاة بِشَاب وَتَسْقُط مَعَهُ فِي الخَطِيَّة فَمِنْ الجِهَة الأخْلاَقِيَّة فِي نَظَرهَا أنْ لاَ تَعْرِف غِيره .. لاَ .. هذَا أمر لاَ يَكْفِي الشَّخْص الرَّاقِي أخْلاَقِياً جَيِّد لكِنْ لاَ يَكْفِي لأِنَّ ذلِك لَيْسَ مَسِيحِيَّة لأِنَّ المَسِيحِيَّة لاَ تُقَدِّم مُسْتَوَى إِجْتِمَاعِي أوْ هِيَ دِيَانَة إِجْتِمَاعِيَّة بَلْ إِرْتَقَت جِدّاً حَتَّى أنَّهَا قَالَت أنَّ الفَقِير هُوَ الْمَسِيح وَالمَرِيض هُوَ الْمَسِيح .. إِخْتَلَف الأمر مِنْ أنْ أزُور فَقِير لأِنَّهُ مِسْكِين وَأنْ أزُور فَقِير لأِنَّهُ الْمَسِيح لِذلِك فَرْق كَبِير بَيْنَ المَسِيحِي وَغِير المَسِيحِي فِي نَفْس الفَضِيلَة .. نَحْنُ نَقُول لله عِنْدَمَا نُعْطِي فَقِير مِنْ يَدَك وَأعْطَيْنَاك ( 1أخ 29 : 14) لأِنَّنَا لاَ نَمْلُك شِئ بَلْ كُلَّ شِئ مِلْك لَكَ لِذلِك نَحْيَا فَضِيلَة العَطَاء بَيْنَمَا عِنْدَ الغِير مَسِيحِي تُسَمَّى زَكَاه أي عَطَاء ذَاتِي وَالمَسِيحِي يُسَمِّيهَا فَضِيلَة العَطَاء أوْ عَمَل رَحْمَة أوْ خِدمَة إِخْوَة يَسُوع .. نَحْنُ نُحِب النَّاس مِنْ خِلاَل الْمَسِيح الَّذِي أحَبَّنِي رَغْم عَدَم إِسْتِحْقَاقِي وَأعْطَانِي رَغْم عَدَم إِسْتِحْقَاقِي فَكَيْفَ أفَرَّق بِيْن إِنْسَان مُحْتَاج وَآخَر غِير مُحْتَاج .. بَلْ الإِنْجِيل يَأمُرنَا بِأكثَر مِنْ ذلِك وَهُنَا تَقِف الأخْلاَق وَتَصْمُت .. الإِنْجِيل يَطْلُب مِنَّا أنْ نُقْرِض وَلاَ نَسْتَرِد مَا أقرَضنَاه( لو 6 : 35 ) لأِنَّ مَالنَا هُوَ مِنْ الله وَلَيْسَ مِلْك لَنَا فَلاَ حَقٌّ لَنَا فِي إِسْتِردَاده .. الأخْلاَق مُسْتَوى مَحْدُود مِنْ الفَضَائِل لَهُ نِهَايَة .. ضَيِّق .. بَيْنَمَا المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة لاَ حُدُود لَهَا فِي مُسْتَوى الفَضَائِل .
3/ مَسِيحِيَّة رُوتِينِيَّة :-
هِيَ أنَّ الإِنْسَان يَكُون مَسِيحِي وَيُمَارِس كُلَّ المُمَارَسَات المَسِيحِيَّة .. صُوم .. صَلاَة حُضُور قُدَّاسَات .. كُلَّ الأُمور الشَكْلِيَّة المَسِيحِيَّة يُمَارِسهَا وَرَغْم ذلِك لَيْسَ مَسِيحِي حَقِيقِي فَالعَذَارَى كُلَّهُنَّ عَذَارَى وَخَرَجْنَ لاسْتِقبَال العَرِيس وَكُلَّهُنَّ سَهَرْنَ وَكَانْت مَصَابِيحَهُنَّ مُوقَدة وَكُلَّهُنَّ نِمْنَ .. لكِنْ يُوجَد مَسِيحِي رُوتِينِي فِي مُمَارَسَاته وَشَكْله حَتَّى الإِعْتِرَاف وَالتَنَاوُل رُوتِينِي بَلْ هُوَ يُمَارِس المَسِيحِيَّة الشَكْلِيَّة لإِرْضَاء الضَمِير أوْ لأِنَّ الوَسَط الَّذِي نَشَأَ فِيهِ هُوَ كذَلِك قَدْ يَأتِي بَعْضِنَا لِحُضُور الإِجْتِمَاع لِلِقَاء الأصْحَاب وَلَيْسَ لِلِقَاء يَسُوع .. قَدْ نَتَنَاوَل رُوتِين حَتَّى أنَّهُ لاَ تَخْتَلِف مَعَهُ كَثِيراً التَّنَاوُل مِنْ لُقمَة البَرَكَة .. وَالصُوم لاَ يَخْتَلِف سِوَى فِي نَوعِيَة الطَّعَام خُطُورَة كَبِيرَة هِيَ المَسِيحِيَّة الشَكْلِيَّة يُوجَد كَاهِن يَعِيش فِي المَهجَر وَهُوَ تَقِي جِدّاً .. سَأَلوه عِنْدَمَا أتَى إِلَى مِصْر بَعْد فِترِة غُرْبَة طَوِيلَة فَقَالَ أنَّ المَسِيحِيين مُحْتَاجِين إِلَى إِعَادِة تَنْصِير أي يُعَاد تَرْتِيب أفْكَارهُمْ وَحَيَاتهُمْ الرُّوحِيَّة .. كَثِيرُون يَتَنَاوَلُون لكِنْ هَلْ كُلَّ هؤلاَء يَشْعُرُون وَيَتَمَتَعُون بِالتَّنَاوُل ؟ قَدْ تَدْخُل فِي دَائِرَة شَكْلِيَّة لكِنْ لاَ تَحْسِب مَاذَا أخَذْت وَمَاذَا رَبَحْت وَمَاذَا تَغَيَّر فِيه .. العَذَارَى الجَاهِلاَت كَانِت كُلَّ أعْمَالُهُنَّ جَمِيلَة لكِنَّهَا شَكْلِيَّة وَلكِنْ لأِنَّهُنَّ لَيْسَ لَدَيْهُنَّ زِيْت فَلاَ فَائِدَة لِكُلَّ أعْمَالِِهُنَّ الزَّيْت هُوَ عَمَل الرُّوح القُدُس فِي النَّفْس .. هُوَ الخَفَاء .. هَلْ أنَا لِي خَفَاء ؟هَلْ أنَا مَسِيحِي حَقِيقِي ؟
ثَانِياً : المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة :-
1/ مَسِيحِيَّة رُوحَانِيَّة :-
أي لَهُ عُمْق وَرُوحَانِيَّة وَمُمَارَسَات رُوحِيَّة فِي خَفَائه فِي الدَّاخِل لاَ تَرَاهَا .. فِي نِهَايِة يُومه يَقِف لِلصَّلاَة وَيَفْتَح إِنْجِيله .. يَقُول القِدِيس سِيرَافِيم سَارُوفِيسكِي{ المَسِيحِيَّة مَا هِيَ إِلاَّ أنْ تِجْمَع زِيْت }يِجْمَع زِيْت أي يُمَارِس مُمَارَسَات رُوحِيَّة يُضِيف بِهَا كُلَّ يُوْم حُب إِلَى حُب وَعُمْق إِلَى عُمْق بِهِ رُوحَانِيَّة أي يَتَعَامَل بِالرُّوح لِذلِك كِنِيستَك وَأُسْرِتَك وَصَلِت بِك لِلتَّعَرُّف عَلَى الْمَسِيح وَبَقَى أنْ تَجْمَع زِيْت وَأنْ تَحْيَا الرُّوحَانِيَّة .. كَانِت أُسْرِتَك تَأتِي بِكَ لِلكَنِيسَة أصْبَحْت الآن أنْتَ تَأتِي إِلَيْهَا بِشَغَف كَي تَسْتَمتِع وَتَفْرَح وَتَشْبَع لِذلِك إِنْجِيل لُوقَا يَقُول لَنَا اليَوْم { وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً } ( لو 14 : 25 – 27 ) أي كَانَ العَدَد حَوْل يَسُوع كَثِير جِدّاً فَقَالَ لَهُمْ شُرُوط التَبَعِيَّة لَهُ .. حَمل الصَلِيب .. الحَيَاة المَسِيحِيَّة لَهَا نَفَقَة جُزء مِنْ عِنْدِي .. فِيهَا خَفَاء وَتَقوَى .. هَلْ تَحْيَا هذِهِ الحَيَاة المَسِيحِيَّة ؟ لِذلِك لاَ يَهِمْ الْمَسِيح كَثرِة عَدَد الَّذِينَ يَتْبَعوه بَلْ عِنْدَمَا كَانَ يَرَى عَدَد كَثِير يَتْبَعه كَانَ يَقُول لَهُمْ كَلِمَات تَصْدِمَهُمْ إِحْمِلُوا صَلِيبَكُمْ ( مت 10 : 38 ) .. مَنْ لاَ يَتْرُك أبَاه وَأُمَّه وَإِخْوَته وَيَتْبَعْنِي لاَ يَسْتَحِقَنِي ( مت 10 : 37 ) .. مَا أضيَق البَاب وَأكرَب الطَّرِيق ( مت 7 : 14) .. لأِنَّهُ يُرِيد مَسِيحِي حَقِيقِي فِي خَفَاءه وَفِي الدَّاخِل لِذلِك الإِحْتِكَاك بِالوَصِيَّة يُظْهِر الضَعْف وَيُظْهِر إِنْ كُنْت مَسِيحِي حَقِيقِي أم لاَ .. الشَّاب الغَنِي طَلَب الوَصِيَّة ( مت 19 : 16 – 22 ) .. سؤاله جَيِّد يَعْنِي أنَّهُ مَسِيحِي حَقِيقِي لكِنَّه عِنْدَمَا سَمَعَ الجَوَاب تَرَاجَع عَلِيك أنْ تَعْرِف مَعْرِفَة رُوحِيَّة وَخُضُوع لِرُوح الله .. كُلِّنَا عَرَفنَا الْمَسِيح لكِنْ هَلْ كُلِّنَا إِخْتبرنَاه ؟ هَلْ لَنَا خَفَاء مَعَهُ ؟ قَدْ تَسْأل مَا هِيَ عِلاَقِتنَا الشَّخْصِيَّة بِالْمَسِيح ؟ نُجِيب فِي مَخْدَعَك وَسَتَجِده هُنَاك .. هَلْ لَنَا عِلاَقة شَخْصِيَّة مَعَهُ فِي مَخْدَعنَا وَهُنَاك وَجَدْنَاه أم لَمْ نَعْرِفه حَتَّى الآن ؟ جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَعْرِف كَيْفَ يَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح الَّذِي يَلْمِس القَلْب وَيُغَيِّره .
2/ مَسِيحِيَّة مَعْرِفَة :-
لاَبُد أنْ تَكُون لِي مَعْرِفَة بِالإِنْجِيل وَاللاَهُوت وَالعَقِيدَة وَالكَنِيسَة وَالأسْرَار وَلِذلِك قَالَ الله عَلَى لِسَان هُوشَع النَّبِي { هَلِكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ } ( هو 4 : 6 ) أيْضاً قَالَ { تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ } ( مت 22 : 29 ) .. كَيْفَ تَكُون مَسِيحِي وَلَيْسَ لَكَ عِلاَقَة بِكِتَاب الْمَسِيح أي الإِنْجِيل ؟ كَيْفَ تَكُون مَسِيحِي وَلَمْ تَفْهَمْ بَعد قَصْد الله مِنْ خِلْقِتَك .. لاَبُد أنْ أقرأ وَأعْرِف البَرَكَات الَّتِي تَنْتَظِرنِي مِنْ المُوسِف أنَّ إِنْجِيل الإِنْسَان المَسِيحِي مُغْلَق وَإِنْ قَرَأ مِنْهُ لاَ يَفْهَمْ وَقَدْ تَسْمَع مِنْهُ العَجَب لأِنَّ نَفْسَه غِير مُدَرَّبَة .. جَيِّد أنْ يَكُون لِلإِنْسَان مَعْرِفَة وَأنْ يَخْضَع لِلإِنْجِيل وَأنْ يُصَلِّي كَي يَفْهَمْ مَا يَقْرَأ .. وَلِنَرَى الدِيَانَات الأُخْرَى كَيْفَ هُمْ مَشْغُوفُون عَلَى قِرَاءِة كُتُبهُمْ بَلْ وَحِفْظَهَا .. فَكَيْفَ نَحْنُ لاَ نَعْرِف إِنْجِيلنَا ؟ هَلْ لأِنَّنَا نَعْلَم أنَّ مَسِيحنَا حَنُون وَطَوِيل الأنَاة إِسْتَهَنَّا بِهِ ؟هَلْ لاَبُد أنْ يُعَامِلنَا بِعُقُوبَات كَي نَعْرِفه ؟ مَعْرِفَة يَسُوعِي مُهِمة .. طَبِيعته .. لاَهُوته .. الثَّالُوث حَاوِل أنْ تَفْهَمْ الله وَإِلاَّ سَتَكُون مَسِيحِي لاَ تَعْرِف مَسِيحِيِتَك .. مَنْ مِنَّا يَشْتَرِي كِتَاب فِي أمر لاَ يَعْرِفه ؟ لأِنَّ الْمَسِيح لَيْسَ مَوْضِع لَهفَة لِلمَعْرِفَة صَارَ الأمر صَعْب جِدّاً لكِنْ أنْ نُنْفِق أموالنَا فِي أُمور مَادِيَّة فَهذَا سَهل جِدّاً بَلْ وَقَدْ صَارَ أمر تَكْوِين مَكْتَبة فِي كُلَّ بِيْت مَسِيحِي مَسْئُولِيِة الكِنِيسَة وَلِلأسَف نَأخُذ مِنْهَا الكُتُب وَلاَ نَقْرَأَهَا .. مَنْ مِنَّا شَغُوف بِقِرَاءِة كُتُب عَنْ اللاَهُوت وَ ؟قَالُوا لِفَتَاة جَامِعِيَّة أنَّ الإِنْجِيل يَقُول { وَإِنْ شَرَبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ } ( مر 16 : 18 ) وَأتُوا لَهَا بِالشَّاهِد .. لَمْ تَعْرِف كَيْفَ تُجِيبَهُمْ وَلَمْ تُكَلِّف نَفْسَهَا بِقِرَاءِة الإِنْجِيل بَلْ ذَهَبَت لِتَسْأل الأب الكَاهِن .. المَسِيحِيَّة تُهَاجَم بِالتَشْكِيك فَيَأتِيك بِآيَة أوْ مَوْقِف وَيَسْألَك كَيْفَ يَكُون الْمَسِيح هُنَا هُوَ الله ؟ هذَا أمر يَحْتَاج مَعْرِفَة فَلاَ تَسْتَخِف بِالأُمُور .. كَمْ نَتَأثَّر عِنْدَمَا نَذْهَب لِمَعْرَض الكِتَاب فَنَجِد شَبَاب يُقْبِلُون عَلَى قِرَاءِة كُتُب عَجِيبَة لَوْ أخَذْنَا مِنْهَا صَفْحَة عَشْوَائِيَّة وَمِنْ كُتُبنَا صَفْحَة عَشْوَائِيَّة وَقَارِنَّا بَيْنَهُمَا سَنَجِد فُرُوق عَجِيبَة .
3/ مَسِيحِيَّة شِهَادَة :-
المَسِيحِي هَدَفه مِنْ مَسِيحِيِته أنْ يَصِير مَسِيحِياً .. مَسِيح فِي المَوَاقِف وَالسُلُوك وَالتَفْكِير شِهَادَة لِلمَسِيح .. لَيْسَ مُهِمْ أنْ تَعْرِف إِسم المَسِيحِي الحَقِيقِي كَي تَعْرِف أنَّهُ مَسِيحِي بَلْ سَتَعْرِفَه مِنْ شَكْلُه وَأُسْلُوبه وَسُلُوكه وَاهتِمَامه .. المَسِيحِي الحَقِيقِي شِهَادَة لِلْمَسِيح { بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أنَّكُمْ تَلاَمِيذِي إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ } ( يو 13 : 35 ) أي الْمَسِيح الَّذِي عَرَفْنَاه وَإِنْجِيله إِنْطَبَع فِي حَيَاتنَا وَصَارَ سُلُوك .. فَتَجِد المَسِيحِي الحَقِيقِي يِسَامِح بِسُهُوله وَيُصَلِّي مِنْ أجل الَّذِي يُخْطِئ لَهُ لأِنَّ مَحَبِّته نَابِعَة مِنْ الإِنْجِيل وَلَيْسَ مِنْ الذَّات وَالعَقْل المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة تَحْتَاج أنْ يَعِيش الْمَسِيح فِي حَقِيقَة نَفْسَك فَيَظْهَر فِي سُلُوكك{ أوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ } ( 1يو 3 : 10) .. لِذلِك المَسِيحِي يَخْتَلِف إِخْتِلاَف فِي الجَوهَر عَمَن حَوله كَمَا كَانَ الفَرْق بَيْنَ العَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت .. فَنَحْنُ نَحْيَا وَسَط العَالم وَنَتَعَلَّم وَنَعْمَل مِثْل أهل العَالم لكِنْ الفَرْق بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أنَّنَا فِينَا زِيْت مَسْحِة الرُّوح القُدُس .. عَمَل الله فِي بَاطِنَنَا وَيَظْهَر فِي سُلُوكنَا وَشَكْلِنَا وَهُوَ يَعْمَل شِهَادَة لِلْمَسِيح .. أعَظْم شِهَادَة لِلْمَسِيح ..لِذلِك الكِتَاب يِكَلِّمنَا عَلَى أنَّنَا سُفَرَاء لِلمَسِيح ( 2كو 5 : 20 ) .. نُور العَالم ( مت 5 : 14) .. مِلْح الأرْض ( مت 5 : 13) .. جَيِّد أنْ تَكُون شَاهِد لِلْمَسِيح فِي العَالم تَشْهَد لَهُ بِطَرِيقَة تِلْقَائِيَّة وَلَيْسَ بِطَرِيقَة مُفْتَعَلَه بَلْ تَشْهَد لَهُ دُونَ قَصْد لأِنَّهُ كُلَّمَا أخَذْت مِنْ الْمَسِيح كُلَّمَا نَضَح عَلَيْكَ الْمَسِيح مِثْل فَنَّان يَرْسِم لُوحَة كُلَّمَا تَأمَّل بِهَا أكثَر كُلَّمَا رَسَمهَا بِطَرِيقَة أدَق هكذَا كُلَّمَا وَقَفْنَا أمَام الْمَسِيح أكثَر كُلَّمَا شَكَّلنَا الرُّوح أكثَر فَيَكُون سُلُوكنَا سُلُوكه { يَنْبَغِي أنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً } ( 1يو 2 : 6 ) ذَهَبَ كَارِز لِبَلد فِي أفرِيقيَا .. بَلَد بَسِيطَة وَهُنَاك حَدَّثَهُمْ عَنْ يَسُوع وَلِكَثرِة حَدِيثه عَنْ يَسُوع قَالُوا لَهُ نَحْنُ نَعْلَم مَنْ هُوَ الْمَسِيح .. هُوَ أنْتَ وَأنْتَ لَسْتَ تُرِيد أنْ تُعْلِن عَنْ نَفْسَك لَنَا .. كَمْ يَكُون المَسِيحِي مُقْنِع أنْ يُقَدِّم صُورَة لِلْمَسِيح .. نَحْنُ نَحْيَا فِي عَالم كَثُرَ فِيهِ الزِيف وَضَاعَت فِيهِ الحَقَائِق فَأصبح كُلَّ شِئ بَاهِت .. كُلَّ شِئ يَتَلَوَّث .. لكِنْ يَبْقَى المَسِيحِي شَاهِد لِلْمَسِيح ثَابِت إِلَى دَهر الدُّهُوروَكُلَّمَا إِشتدَت الظُّلمَة إِشتَدَّ النُّور لِمَعَاناً لأِنَّ إِحْتِيَاج العَالم لَنَا أصْبح أكثَر وَلاَ تُطْفِئ شَمْعِتك عِنْدَمَا تَرَى ظُلمَة العَالم تَزْدَاد بَلْ أنِر بِهَا وَسَطْ العَالم .. أنْتُمْ مَدعُووُن لِحَيَاة مَسِيحِيَّة حَقِيقِيَّة فَإِحْذَرُوا المَسِيحِيَّة الأخْلاَقِيَّة الشَكْلِيَّة الرُوتِينِيَّة وَعِيشُوا المَسِيحِيَّة الحَقِيقِيَّة الرُّوحَانِيَّة كَسُفَرَاء عَنْ الْمَسِيح وَسَطْ عَالَم مُظْلِم الله يَجْعَلنَا مِنْ العَذَارَى الحَكِيمَات وَيَمْلأ مَصَابِيحَنَا بِزِيْت رُوحه القُدُّوس لِنَسْهَر وَنَنْتَظِر قُدُومه بِفَرَح وَيَكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1729

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل