القراءة الروحية

Large image

يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا البَشِير { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ } ( لو 2 : 52 ) .. النُمُو فِي الحَيَاة يَحْتَاج غِذَاء لِذلِك لاَبُد لَنَا مِنْ قِرَاءة فِي المَجَال الرُّوحِي كَي نَنْمُو فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم عَنْ :-

1/ أهَمِيَة القِرَاءة :-
القِرَاءة تُغَذِّي العَقْل وَتُشْبِعه وَتُنَمِّيه .. القِرَاءة تَجْعَل العَقْل مَشْغُول بِشِئ مُفِيد العَقْل مِثْل مَاكِينَة لِفَرْم الأشْيَاء لاَبُد أنْ تَعْمَل دَائِماً وَلاَ تَقِف .. هكَذَا إِنْ لَمْ تُغَذِّي العَقْل بِشِئ جَيِّد سَيَأخُذ شِئ رَدِئ يَعْمَل فِيهِ فَيَتَغَذَّى بِرَدَاءة .. إِنْ تَرَكْت عَقْلِي لِلطَيَاشَة سَتَنْضَح عَلَيَّ وَتِتعِبنِي لِذلِك مُهِمْ لِلعَقْل أنْ يَنْشَغِل بِشِئ مُفِيد وَمِنْ أهَمْ الأشْيَاء الَّتِي يَنْشَغِل بِهَا القِرَاءة الرُّوحِيَّة سَاحِة القِتَال الأُولَى وَالحَقِيقِيَّة بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَدُو الخِير هِيَ العَقْل .. أي قَدْ نُعْرِّف الشَّيْطَان بِأنَّهُ مَا هُوَ إِلاَّ قُوَى عَقْلِيَّة .. عِنْدَمَا يَكُون العَقْل فَارِغ يُسَيْطِر عَلِيه الشَّيْطَان وَبِالتَالِي يُسَيْطِر عَلَى كُلَّ كَيَان الإِنْسَان وَمَشَاعِره وَسُلُوكه وَمَتَى ضَبَطَ الإِنْسَان عَقْله أمِّن نَفْسه مِنْ الشَّيْطَان لِذلِك الآبَاء يُحَذِّرُونَا مِنْ العَقْل الفَارِغ .. { العَقْل الفَارِغ مَعْمَل لِلشَّيْطَان } .. لِذلِك القِرَاءة الرُّوحِيَّة ضَرُورَة لإِنَارِة الإِنْسَان الإِنْسَان القَارِئ تَجِده إِنْسَان رَزِين عَمِيق مُتَزِن بَيْنَمَا الإِنْسَان الغِير قَارِئ تَجِده سَطْحِي فَارِغ .. وَنَحْنُ فِي عَصْر يَمِيل لِلفَرَاغ وَالسَطْحِيَّة لاَ يَمِيل لِلقِرَاءة وَبِالتَالِي يَبْتَعِد عَنْ العُمْق فَيَتَعَرَّض لِمُحَارَبَات كَثِيرَة وَكَمَا يَقُول الآبَاء { فِي عَقْل إِمْتَلأ بِالمَعْرِفَة لاَ يُوجَد مَكَان لِحُرُوب الشَّيَاطِين } لاَبُد أنْ يَكُون العَقْل مُشَبَّع وَمُحَصَّن حَتَّى إِذَا جَاءَته الحُرُوب وَالَّتِي دَائِماً تَكُون بِدَايِتهَا مِنْ العَقْل يَنْتَصِر الإِنْسَان لأِنَّ عَقْله مُسْتَنِير وَمُحَصَّن لكِنْ إِنْ كَانَ العَقْل فَارِغ هُزِمَ الإِنْسَان مِنْ المُؤسِف أنَّ جِيلنَا لاَ يَسْعَى لِلقِرَاءة لِذلِك نَخْسَر كَثِيرَاً وَنَفْقِد أسْلِحَة كَثِيرَة وَيَنْضَح ذلِك عَلَى سُلُوكنَا .. لِذلِك القِرَاءة تُشْبِع الكَيَان وَتَرْتَقِي بِالإِنْسَان .. وَالشُّعُوب تُنَّمِي أوْلاَدهَا عَلَى الثَقَافَة كَي يَكُونُوا نَافِعِين أكثر .. الثَقَافَة لَهَا عِلاَقَة بِالبُنَاء وَالمَنْفَعَة .. لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا قِرَاءة صَعْب أنْ نَهْتَمْ بِالطَعَام وَغِذَاء البَطن وَلاَ نَهْتَمْ بِغِذَاء عُقُولنَا .. أمر صَعْب أنْ تَكُون البَطن مُمْتَلِئَة وَالعَقْل فَارِغ بَيْنَمَا أفضَل أنْ يَكُون البَطن فَارِغ وَالعَقْل مُمْتَلِئ .. وَلنَقُمْ مُقَارَنة بَيْنَ مَا نُنْفِقة مِنْ مَال عَلَى طَعَام البَطن وَغِذَاء العَقْل أي الكِتَاب ؟ لَوْ كِتَاب ثَمَنه عِدَّة جُنْيهَات قَلِيلَة قَدْ نَجِده غَالِي وَلاَ نَسْتَطِيع شِرَاءه بَيْنَمَا قَدْ نُنْفِق هذِهِ الجُنْيهَات وَأكثَر مِنْهَا لِشِرَاء وَجبِة طَعَام دُونَ أدنَى تَرَدُّد أوْ تَفْكِير .. هذَا لأِنَّهُ لَيْسَ لَدَينَا إِيمَان بِمَنْفَعِة الكِتَاب .. فَلَوْ دَخَلنَا مَكْتَبَة مَنْ مِنَّا يشْتَرِي كُتُب ؟ قَدْ نَشْتَرِي صُور .. إِكْسِسوَار .. شَرَائِط كَاسِيت تَرَانِيم وَلَيْسَ عِظَات .. لكِنْ مَنْ مِنَّا يَهْتَمْ بِشِرَاء كُتُب ؟ قَلِيل هَلْ لأِنَّهُ لاَ تَعْجِبَك نَوْعِيَة الكُتُب مِثْل كُتُب سَيِّدنَا البَابَا وَكُتُب المُتَنَيِّح أبُونَا بِيشُوي كَامِل وَ؟ إِذاً لَيْسَ لَدَيكَ إِهْتِمَام بِالقِرَاءة السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجد كَانَ حَافِظاً لِلنَّامُوس وَمُتَعَلِّمَه مِنْ سِن مُبَكِرَة .. لَيْسَ لأِنَّهُ الله الظَّاهِر فِي الجَسَد جَاءَ إِليْنَا مُتَعَلِّم النَّامُوس بَلْ وَعَالِم بِكُلَّ شَيء .. لاَ .. بَلْ كَانَ يَنْمُو كَإِنْسَان فَكَانَ يَحْفَظ وَيَقْرأ النَّامُوس .. يُوجَد شِئ غِير وَاضِح فِي الإِنْجِيل وَهُوَ أنَّ كُلَّ شَاب كَانَ لاَبُد أنْ يَجْتَاز إِمْتِحَان كَي يَدْخُل الهِيكَل فَكَانُوا يَجْتَمِعُون فِي كُلَّ فِصح لِيُقِيم الشُّيُوخ إِخْتِبَارَات لِكُلَّ الشّبَاب وَالَّذِي يَجْتَاز الإِخْتِبَار يُسْمَح لَهُ بِدُخُول الهِيكَل .. السَيِّد الْمَسِيح كَانَ عُمره إِثنَى عَشَرَ سَنَة وَكَانَ فِي الهِيكَل مَعَ العَذْرَاء مَرْيَم وَيُوسِف النَّجَار وَكَانَ يَسْتَمِع لِلشُّيُوخ وَالشَّبَاب فَلَمْ يَعْجِبه كَلاَمهُمْ فَبَدَأَ يَتَكَلَّم هُوَ وَبُهِتُوا مِنْهُ لأِنَّهُ كَانَ أكثَر عِلماً مِنْهُمْ رَغم حَدَاثِه سِنَّة وَنَسَى نَفْسه وَسَطَهُمْ ثَلاَثَة أيَّام وَنَسُوا هُمْ أنْفُسَهُمْ مِنْ عَظَمِتهُمْ نَحْنُ نَظلِم أنْفُسَنَا عِنْدَمَا لاَ نَقْرأ وَنَتبَع هَوَانَا الَّذِي هُوَ كَفَانَا الدِرَاسَة وَلِنُرِيح عُقُولنَا مِنْ القِرَاءَات الأُخْرَى .. لِمَاذَا تُرِيح عَقْلَك ؟ هَلْ لِيَكُون فَارِغ وَتَكُون كَقَصَبَة تُحَرِّكهَا الرِيح ( لو 7 : 24 ) ؟لِنَرَى الإِسْتِشهَادَات الَّتِي إِسْتَشهِد بِهَا السَيِّد الْمَسِيح مِنْ العَهد القَدِيم وَلِنَرَى ثَقَافَته وَمَعْرِفَته لِمَا حَولَهُ .. أرْجُوك إِقْرأ .. إِعْرَف .. تَثَقَف .. لاَ تَظلِم نَفْسَك بِعَدَم القِرَاءة وَتَحْكُمْ عَلَى نَفْسَك بِالسَطْحِيَّة بُولِس الرَّسُول رَجُل مَعْرِفَة مُثَقَف يَعْرِف كَيْفَ يَتَكَلَّم مَعَ كُلَّ فِئَة مَعَ اليَهُود وَمَعَ الأُمَمْ كَلِمَات فِي مُنْتَهَى الإِبدَاع .. فَلَمْ يَتَكَلَّم أحَد مَعَ العِبرَانِيين كَمَا تَكَلَّم بُولِس الرَّسُول مَعَهُمْ يَقُول لَهُمْ أنَا أكَلِّم العَارِفِين بِالنَّامُوس .. وَيَتَكَلَّم مَعَ فَلاَسِفَة كُورنثُوس وَرُوميَة بِكَلِمَات مُبْدِعَة .. القِدِّيسِين كَانِت عُقُولَهُمْ مُشَبَّعَة وَمُسْتَنِيرَة بِالقِرَاءة .. جَيِّد أنْ تَعْرِف أنَّ القِرَاءة مِثْل الطَّعَام وَالهَوَاء .. لاَبُد مِنْ قِرَاءة مُنْتَظِمَة حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُحِبَّهَا إِقْصِر نَفْسَك عَلِيهَا شُعُوب العَالم كُلَّه وَجَدَت عِلاَقَة حَمِيمَة بَيْنَ الثَّقَافَة وَالتَقَدُّم .. كُلَّمَا زَادِت الثَّقَافَة زَادَ التَقَدُّم .. وَالدَولَة تَفْتَح التَعْلِيم الجَامِعِي عَلَى مِصْرَاعَيْهِ حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَحْتَمِل الجَامِعَة كَثَافِة عَدَد الطَلَبة فَتَجْعَلَهُمْ عَلَى فَتَرَات صَبَاحِيَّة وَمَسَائِيَّة لِزِيَادِة الثَّقَافَة .. وَكُلَّمَا كَانَ الإِنْسَان مُتَعَلِّم وَمُثَقَف كُلَّمَا كَانَ تَهْذِيبه أفضَل حَتَّى وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَامِل لأِنَّ التَعْلِيم فِي حَد ذَاته سِلاَح .. وَكُلَّمَا كَانَ عَقْل الإِنْسَان مُشَبَّع وَمُسْتَنِير كُلَّمَا كَانَ إِرْتِقَائه أفضَل نَحْنُ فِي عَصْر يَمِيل لِلخَبَر لاَ لِلمَقَال .. لِلسَطْحِيَّة لاَ لِلعُمْق .. قَدْ تَعْرِف أخْبَار فَنَّان وَلاَ تَعْرِف أخْبَار العُلَمَاء أوْ المُبتَكِرِين .. مُنْذُ فِترة زَارَ العَالِم أحمَد زِوِيل مِصْر وَقَالَ وَجَدْت خَبَر إِهتَمْ بِهِ كُلَّ العَالم مَا عَدَا مِصْر لَمْ أسْمَع عَنْه فِيهَا وَهُوَ صُعُود بَشَر إِلَى المَرِيخ .. المَفْرُوض إِنَّه يَكُون أمر يَشْغَل كُلَّ الأوْسَاط فِي مِصْر وَيَمْلأ صَفَحَات الجَرَائِد وَالصُحُف وَالإِعْلاَم بَيْنَمَا نَجِد أخْبَار لَيْسَ لَهَا قِيمَة تَأخُذ صَفَحَات لأِنَّ الوَسَطْ الَّذِي حَوْلَنَا فِي ضَعْف فَلاَ نَكُنْ نَحْنُ أيْضاً فِي ضَعْف .. لاَبُد أنْ نَهتَمْ بِالمَوضُوع أكثَر مِنْ العِنوَان .. إِهتَمْ بِتَحْلِيل الأُمُور .. القِرَاءة مُهِمَّة لَيْسَ فِي المَجَال الرُّوحِي فَقَط بَلْ وَفِي كُلَّ المَجَالاَت المُفِيدَة فِي مَعْرَض الكِتَاب الدُوَلِي نَجِد قَلِيل مُقْبِل عَلَى القِرَاءة بَيْنَمَا شَبَاب كَثِير مِنْ دِيَانَات أُخْرَى يَحْمِلُون كَمْ كَبِير مِنْ الكُتُب لَوْ فَتَحْنَا صَفْحَة عَشْوَائِيَّة مِنْ كُتُبنَا وَصَفْحَة مِنْ كُتُبهُمْ نَجِد أنَّ مَا عِنْدَنَا بِهِ غِنَى عَظِيم أعْظَم مِنْ كُتُبهُمْ أجمَع .. الكِتَاب يَقُول { هَلَِكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ } ( هو 4 : 6 )إِذاً عَدَم المَعْرِفَة يُهْلِك .. فِي سِفر أرْمِيَا النَّبِي يَقُول { أمَّا شَعْبِي فَلَمْ يَعْرِفْ } ( أر 8 : 7 ) لاَ يَقْرَأ .. عِنْدَمَا تَقَابَل السَيِّد الْمَسِيح مَعَ تِلْمِيذَيّ عَمْوَاس قَالَ لَهُمَا { أيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ } ( لو 24 : 25 ) لأِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفَا الكُتُب أحْيَاناً نَتَهِمْ أنْفُسَنَا بِأنَّنَا لاَ نَفْهَمْ .. لِمَاذَا لاَ نَفْهَمْ الأُمُور الرُّوحِيَّة وَنَفْهَمْ الكُتُب الدِرَاسِيَّة ؟لِمَاذَا فِي المَجَال الرُّوحِي نَقْرَأ القِصَص الشَيِقَة فَقْط ؟ القِرَاءة تَصْنَع نَهْضَة وَنَشْوَة رُوحِيَّة وَتُنَمِّي إِشْتِيَاقَاتنَا لِوَقفِة صَلاَة وَحَمَاس رُوحِي .. وَتَسِير وَسَطْ النَّاس تَشْعُر أنَّكَ مُخْتَلِف عَنْهُمْ فَأنْتَ مُؤمِن وَمَحْفُوظ لأِنَّ فِكْرَك ثَمِين .. عِنْدَمَا تُرِيد أنْ تُتعِب إِنْسَان إِتعِب عَقْله .. إِذاً مُفْتَاح مُهِمْ جِدّاً غِذَاء العَقْل .. لَوْ أتِت لَكَ فُرْصَة لِلقِرَاءة عَنْ ثَقَافَات العَالم سَتَجِد أنَّ شَبَاب الدُوَل الغَرْبِيَّة يَقْرَأوُن دَائِماً حَتَّى فِي وَسَائِل المُوَاصَلاَت .. حَتَّى فِي مُودِيلاّت ثِيَاب الشَّبَاب نَجِد بِهَا جِيب كِبِير لِوَضع كِتَاب بِهِ حَتَّى عِنْدَمَا تُتَاح لَهُمْ فُرْصَة لِلقِرَاءة يَقْرَأوُن .. كُلَّمَا كَانَ الإِنْسَان قَارِئ مُتَطَلِّع كُلَّمَا كَانَ مُسْتَنِير .. إِهتَمْ بِالقِرَاءة وَاعْمَل لَهَا وَقْت .
2/ مَجَالاَت القِرَاءة :-
أ/ كُتُب رُوحِيَّة :-
كُلَّ مَا هُوَ مُتَعَلِّق بِالفَضِيلَة وَالتُوبَة وَالإِتِضَاع وَالمَحَبَّة عَمَل رُوح الله دَاخِلِي .. رُوحِيَات يَجِب أنْ يَكُون لِي شَغَف لِلطَّهَارَة فَأقرأ عَنْهَا .. عِنْدِي تَسَاؤَلاَت عَنْ العَطَاء أقرأ عَنْه .. صَعْب أنْ نَكْتَفِي بِمَا نَسْمَعه لأِنَّ الَّذِي نَسْمَعه فِي سَاعَة نَقرأه فِي عَشَر دَقَائِق وَنَشْرِد فِي 30 % مِنْهُ .. إِذاً القِرَاءة تُعْطِي 6 أضعَاف مَا نَسْمَع فِي الوَقت وَالتَركِيز أي 12 ضِعْف مَا نَسْمَع لِذلِك نَظلِم الطَلَبَة عِنْدَمَا نَجْعَلَهُمْ يَسْتَمِعُون لِلمُحَاضَرَات وَلاَ يَكْتِبُوهَا ثُمَّ نَمْتَحِنَهُمْ .. إِذَا اعْتَمَدت عَلَى مَا سَمِعْتَهُ فَقْط فَهذَا تَمْهِيد لكِنْ أنْ تَسْتَذْكِر تُثَبِّت المَعْلُومَات أكثَر .. أُمُور كَثِيرَة فِينَا تَحْتَاج مَعْرِفَة رُوحِيَّة .. الحَيَاة الرُّوحِيَّة بَحر .. عِفَّة .. صَلاَة .. مُحَارَبَات شَيَّاطِين .
ب/ الكِتَاب المُقَدَّس :-
أسْفَار كَثِيرَة نَجْهَلهَا .. شَرْح لِبَعْض المَعَانِي .. لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا كُتُب مُعَيَّنة لِفَهمْ الكِتَاب المُقَدَّس .. إِهتَمْ بِمَعْرِفَة الكِتَاب بِالتَفَاسِير أوْ التَأمُلاَت وَمَا أغْنَى كِنِيسِتنَا بِالتَفَاسِير حَتَّى وَلَوْ بَدَأت بِمَكْتَبة بَسِيطَة صَغِيرَة .
ج/ كُتُب طَقْس وَعَقِيدَة :-
كَثِير مِنْ أُمُور كِنِيسِتنَا لاَ نَعْرِفَهَا .. تَخَيَّل أنَّكَ تَحْضَر القُدَّاس طُول عُمْرَك وَلاَ تَفْهَمه إِنْسَان يَقُول أنَا أُرِيد أنْ أفهَمْ صَلاَة السَّجْدَة الَّتِي تَتِمْ مَرَّة وَاحِدَة فِي السَنَة وَهُوَ لاَ يَفْهَمْ القُدَّاس الَّذِي تَحْيَاه عُمْرَك كُلَّه لاَ تَفْهَمه هذَا أمر صَعْب .. كُتُب الطَقْس وَالعَقِيدَة كَثِيرَة وَتَحْتَاج فَهمْ نَقرأ لأثنَاسيُوس الرَّسُولِي وَلِلقِدِيس كِيرلُس الكَبِير وَدِيسقُورُوس .. هؤلاَء كَانُوا عُلَمَاء وَرِجَال مَعْرِفَة وَلَيْسَ فَلاَسِفَة بَلْ كَانُوا عُلَمَاء عَامِلِينَ بِالكَلِمَة .
د/ كُتُب لاَهُوت :-
كَمْ فِينَا مِنْ أُمُور اللاَهُوت تَحْتَاج فَهمْ .. كُلِّنَا عَنْدِنَا إِشْتِيَاق لِفَهمْ الثَّالُوث وَوِحدَانِيِته وَطَبِيعَة الْمَسِيح .. لاَبُد أنْ تَقرَأ وَإِنْ إِعْتَمدت عَلَى مَا تَسْمَع فَقْط لَنْ تَعْرِف خَاصَّةً وَنَحْنُ فِي جِيل تُهَاجَمْ فِيه عَقِيدِتنَا مِنْ كُلَّ إِتِجَاه لأِنَّهُ يُوجَد أُنَاس يَتَفَرَّغُونَ لِدِرَاسِة المَسِيحِيَّة لِيَخْرُج مِنْهَا بِأسْئِلَة تُشَكِّك أذْهَانَنَا فَيَقُول لَكَ مَثَلاً " كَيْفَ يَكُون الْمَسِيح إِلَه وَهُوَ يَجُوع وَيَعْطَش وَيَبْكِي وَ ؟ " .. أيْضاً فِي بَعْض أحْدَاث العَهد القَدِيم يُوجَد إِخْتِلاَفَات .. يَتَسَاءَلُونَ فِيهَا .. سِفر نَشِيد الأنَاشِيد يَعْتَبِروه كَلاَم قَبِيح وَبِهِ إِبَاحِيَّة .. وَيَقُول لَكَ الإِنْجِيل مَا هُوَ إِلاَّ كِتَاب أسَاطِير " فَكَيْفَ تَكَلَّم حِمَار بَلْعَام وَكَيْفَ تَقِف الشَّمْس مَعَ يَشُوع بن نُون وَ؟ " .. هُجُوم مِنْ كُلَّ إِتِجَاه عَلَى العَقِيدَة .. إِذاً تَحْتَاج مَعْرِفَة لِصَد هذَا الهُجُوم وَإِلاَّ سَتَكُون أمَامَهُمْ مَهْزُوز وَأنْتَ بِالطَبع تُرِيد أنْ تَقُول لَكَ الكِنِيسَة كُلَّ شِئ .. صَعْب الكِنِيسَة تِعَرَّفَك وَعَلَيْكَ أنْتَ أيْضاً دُور .. الأمر يَحْتَاج جِهَاد مِنْكَ .. إِجْتِهَادَات شَخْصِيَّة .. هذَا مُهِمْ جِدّاً قَرِيباً سَمِعنَا عَنْ مَجْمُوعَة مِنْ الشَّبَاب ذَهَبُوا إِلَى اليُونَان لِدِرَاسِة اللُغَة اليُونَانِيَّة لِمَعْرِفَة الإِنْجِيل بِلُغَته الأصْلِيَّة كَي يُهَاجِمُونَنَا .. وَأوْلاَدنَا لاَ يُرِيدُونَ القِرَاءة وَلَوْ وَرَقَة وَاحِدَة .. هذِهِ الأُمُور تَحْتَاج مِنْكَ جِهَاد وَاجْتِهَاد لِتَعْرِف حَقَائِق عَقِيدَتك .. حَقَائِق عَنْ القِيَامَة وَالصُعُود وَالتَجَسُّد وَحَتَّى تَكُون ثَابِت فِي إِيمَانك وَعَقِيدَتك وَلاَ تَكُون كَقَصَبَة تُحَرِّكهَا الرِيح .
3/ بَعْض التَدَارِيب عَنْ القِرَاءة :-
كُلٍَّ مِنَّا لَدَيْهِ بَعْض الكُتُب فِي بَيْته .. فَعَلَيْهِ أنْ يَفْعَل مَا يَلِي:-
أ/ تَنْظِيم مَا لَدَيْكَ مِنْ كُتُب :-
قَسِّم الكُتُب إِلَى أقْسَام .. رُوحِيَات .. عَقِيدَة .. كِتَاب مُقَدَّس .. طَقْس .. إِيمَانِيَات سِيَر قِدِّيسِين .. وَهكَذَا رَتِّبهَا .. عِنْدَئِذٍ تَعْلَم كَمْ مِنْ الكُتُب لَدَيْكَ فِي كُلَّ قِسْم وَاهتَمْ بِتَنْمِيَتهَا .
ب/ نَمِّي عَدَد الكُتُب :-
نَحْنُ فِي جِيل لاَ يَقْرَأ وَإِنْ حَاوِل أنْ يَشْتِرِي كِتَاب يِشْتِرِي كُتُب مُعْجِزَات لِيُحَقِّق أشْيَاء فِي ذِهنه مَثَلاً لَهُ مَرِيض وَيَتَمَنَّى شِفَاءه .. يُرِيد دِخُول كُلِيَّة مُعَيَّنَة وَلكِنَّه لاَ يَهتَمْ بِسِيرِة صَاحِب المُعْجِزَات .. يَجِب أنْ تَعْرِف السِيرَة أكثَر مِنْ المُعْجِزَات لأِنَّ سِيرِة القِدِيس هِيَ الَّتِي أتَت بِمُعْجِزَاته هُوَ رَجُل صَلاَة .. خَفَاء .. نُسْك .. عِنْدَمَا تَقْرَأ سِيرته تَمْتَلِئ غِيره حَتَّى فِي أُسْلُوب قِرَاءِتنَا نَحْتَاج مَصْلَحة ذَاتِيَّة حَتَّى وَإِنْ كَانَ صَاحِب السِيرَة قِدِيس يَكُون لِمَصْلَحَة شَخْصِيَّة .. وَبَرَكته تَأتِي فِيمَا بَعْد .. هَلْ هذِهِ قَاعِدَة فِي حَيَاتنَا أنَّ الله يُرِيد أنْ يَسْنِدنَا بِالقِدِّيسِين لِمَصْلَحَة شَخْصِيَّة ؟ .. لاَ ..
ج/ إِسْتَخْرِج مَا يَعْجِبَك مِنْ كُتُب :-
إِسْتَخْرِج مَا تَشْتَاق إِليه مِنْ كُتُب أوْ يَعْجِبَك وَضَعَهُ فِي مَكَان وَاضَِح وَاقرأ مَا اخْتَرْتَهُ لَوْ لَمْ تَشْتَاق لِلقِرَاءة مِنْ بِدَايِة الكِتَاب لاَ تُغْلِقه بَلْ إِفتَح الفِهرِس وَاخْتَار عُنْوَان فَصْل يَجْذِبَك ثُمَّ إِقرَأه وَانتَقِل لِكِتَاب آخَر وَهكَذَا حَتَّى تُحِب القِرَاءة وَتَتَعَوَدهَا .. وَكَوِّن مَكْتَبَة تُفِيدَك وَتُفِيد غِيرَك .
د/ خَصِّص وَقْت لِلقِرَاءة :-
تَخَيَّل شَخْص مُتَتَبِع مُسَلْسَل تِلِيفِزيُونِي مُعَيَّن يَومِياً لِمُدِّة شَهر .. سَاعَة كَامِلَة كُلَّ يُوْم ثُمَّ بَعْد إِنْتِهَاء الشَّهر أرْجُوك لاَ تَبدَأ مُسَلْسَل آخَر فِي الشَّهر التَالِي بَلْ إِتَخِذ وَقْت المُسَلْسَل لِلقِرَاءة وَلِنَرَى النَتِيجَة بَعْد هذَا الشَّهر سَتَجِد فَرْق كَبِير بَيْنَ تَتَبُّع مُسَلْسَل وَبَيْنَ تَتَبُّع قِرَاءة لِمُدِّة شَهرهَلْ تَعِيش أُمُور مُصْطَنِعَة وَأُنَاس يُمَثِّلُون عَلِيك شِئ غِير وَاقِعِي وَلاَ تَعِيش عَقِيدَتك وَإِيمَانك ؟!!!الإِنْسَان المُحِب لِلقِرَاءة سُلُوكه مُخْتَلِف وَعَقْله مُسْتَنِير وَمُقَاوَمَته لِلأفْكَار الشِّرِّيرَة أفْضَل لأِنَّ العَقْل تَبَارَك بِآيَة أوْ سِيرِة قِدِيس أوْ فَلاَ يَجِد عَدُو الخِير مَكَان لَهُ فِي عَقْل ذلِك الإِنْسَان لأِنَّ الأفْكَار النُورَانِيَّة تَطْرُد أفْكَار الظُلمَة لاَ تُسَلِّم لِوَاقِع إِسمه عَدَم مَحَبِّة القِرَاءة وَكَفَى مَا نَقْرَأه مِنْ مَوَاد دِرَاسِيَّة الَّتِي نَحْنُ مُجْبَرِينَ عَلَيْهَا .. لاَ .. تَعَلَّم مَحَبِّة القِرَاءة وَتَحَمَّس لَهَا وَاقرأ لِعَقِيدِتك الَّتِي وَثَقت فِيهَا وَأعْطَيْتَهَا حَيَاتك المَعْرِفَة تُعْطِي تَهذِيب لِلأخْلاَق وَالسُلُوك وَتُنَمِّي شَخْصِيِتَك وَتُنِير عَقْلَك رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2582

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل