شفاة حماة سمعان

Large image

تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي العَشِيَّة اليُوْم مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا أصْحَاح 4 وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنْ شِفَاء حَمَاة سَمْعَان .. وَكُلِّنَا نَحْفَظ هذَا الفَصْل لأِنَّ الكِنِيسَة عَلِّمِتنَا أنْ نُصَلِيه فِي صَلاَة الغُرُوب { ثُمَّ قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ وَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ . وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ بِحُمَّى شَدِيدَةٌ . فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا . فَوَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا وَفِي الْحَالِ قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ . وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ ، أمَّا هُوَ فَكَانَ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَشْفِيهُمْ ، وَكَانَتْ الشَّيَاطِين تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرَُخُ وَتَقُولُ : أنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ فَكَانَ يَنْتَهِرَهُمْ وَلاَ يَدَعَهُمْ يَنْطِقُونَ ، لأِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ عَرَفُوهُ أنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ } ( لو 4 : 38 – 41 ) .. وَالمَجد لله دَائِمَا أمِين

لِمَاذَا وَضَعَت الكِنِيسَة هذَا الفَصْل فِي صَلاَة الغُرُوب ؟:-
لأِنَّهَا وَجَدَت الغُرُوب هُوَ عِنْدَ النِهَايَة وَفِي النِهَايَة الإِنْسَان مُحْتَاج أنْ يُشْفَى وَيُعْتَق مِنْ خَطَايَا اليُوْم .. فَنَقُول لَهُ يَارَبَّ نَحْنُ لاَ نُرِيد أنْ يَمُر اليُوْم وَنَحْنُ مَازِلنَا مُصَابِين بِالحُمَّى فَنَرْجُوك أنْ تَأتِي وَتَشْفِينَا .. لِذلِك يَقُول الكِتَاب { فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا } .. أي لاَ يَلِيق أنْ تَكُون مَوجُود مَعَنَا وَوَاحِدَة مِنّا مُصَابه بِالحُمَّى .. لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة أنَّ هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل مُنَاسِب لِصَلاَة الغُرُوب نِهَايِة اليُوْم أنْ يَقِف الإِنْسَان مُتَضَرِّع أمَام الله كَحَمَاة سَمْعَان .. الإِنْسَان المَحْمُوم بِحُمَّى شَدِيدَة وَالَّذِي كَتَبَ ذلِك الإِنْجِيل هُوَ مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا وَهُوَ طَبِيب أي يَعْرِف تَشْخِيص المَرَض وَقَالَ إِنَّهَا حُمَّى شَدِيدَة وَلَيْسَت حُمَّى عَادِيَة .. أي الحَرَارَة مُرْتَفِعَة جِدّاً .. وَالكِنِيسَة وَضَعِت هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل لأِنَّهُ يُنَاسِب نِهَايِة اليُوْم لأِنَّ كُلَّ إِنْسَان إِعْتَرَاه مَرَض وَأُصِيبَ بِحُمَّى شَدِيدَة لاَبُد أنْ يَسْألُوا مِنْ أجْلُه وَلاَبُد أنْ أقِف أمَام الْمَسِيح كَمَرِيض أطْلُب الشِفَاء فِي نِهَايِة اليُوْم مِنْ الأمرَاض الكَثِيرَة الَّتِي أصَابِتنِي اليُوْم يَقُول الكِتَاب { وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ } .. أنْتَ وَاحِد مِنْ هذِهِ الفِئَات وَلَسْتَ غَرِيب عَنْهَا إِمَّا مُصَاب بِحُمَّى شَدِيدَة أوْ مُصَاب بِأحَد هذِهِ الأمْرَاض الكَثِيرَة فَلاَبُد أنْ تَقْتَرِب إِليه .. أيْضاً يَقُول الكِتَاب { وَكَانَ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَشْفِيهُمْ } .. جَيِّد أنَّكَ عِنْدَمَا تُصَلِّي هذَا الجُزء أنْ تَنْحَنِي وَكَأنَّكَ تَقُول لَهُ " ضَعْ يَدَكَ عَلَيَّ وَاشْفِينِي " .. وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيد أنْ تَضْمَن لِكُلَّ إِنْسَان أنْ يَتَقَابَل مَعَ الْمَسِيح فِي هذَا اليُوْم بِالوَاقِع مِنْ خِلاَل أسْقَامه وَأمْرَاضه وَآلاَمه .. حَتَّى وَإِنْ كُنْت خَاطِئ فَلَنْ يَمُر اليُوْم دُونَ أنْ تُقَابِل رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَإِنْ كُنْت مَرِيض فَمَرَضِي سَيَكُون عِلَّة مُقَابَلَتِي بِهِ .. وَإِنْ كُنْت مَرِيض فَمَرَضِي لَنْ يَكُون سَبَب إِبتِعَادِي عَنْهُ بَلْ سَيَكُون سَبَب إِقْتِرَابِي لَهُ .. لَنْ يَكُون سَبَب خَجَلِي وَبُعْدِي عَنْهُ بَلْ سَبَب قُربِي مِنْهُ لِشِفَائِي .
مَا هِيَ الحُمَّى ؟:-
الآبَاء يَقُولُون أنَّ الحُمَّى هِيَ تَشْبِيه دَقِيق لِلخَطِيَّة .. فَفَي عُرْف الطِب الحُمَّى لَهَا عَدِيد مِنْ الأسبَاب أي أنَّهُ مِنْ أكثَر الأمْرَاض الَّتِي تُحَيِّر الأطِبَاء الحُمَّى أوْ الحَرَارَة المُرْتَفِعَة مِئَات الأسبَاب تَجْعَل حَرَارِة الإِنْسَان تَرْتَفِع .. قَدْ يَكُون جَرْح أوْ أي شِئ فِي الجُوف أوْ وَرَم دَاخِلِي لاَ يَتَضِح أوْكُلَّهَا أشْيَاء خَفِيَّة غِير وَاضِحَة .. هكَذَا الخَطِيَّة أسبَابهَا دَفِينَة فِي الإِنْسَان تَحْتَاج تَدْقِيق وَفَحْص وَأمَانَة كَي تَعْرِفُهَا .. الخَطِيَّة تُسَبِّب الحُمَّى وَلِمَاذَا الحُمَّى خَطِيرَة فِي الطِب ؟ يَقُول الطِب أنَّ كُلَّ شَرْطَة فِي إِرْتِفَاع دَرَجِة الحَرَارَة تُسَبِّب زِيَادَة فِي نَبَضَات القلب .. لِنَفْرِض أنَّ نَبَضَات الإِنْسَان الطَبِيعِي مِنْ 70 – 80 نَبْضَة .. الشَّخْص الَّذِي تَرْتَفِع حَرَارته شَرْطَتَان نَجِد نَبَضَات قَلبه 90 – 95 نَبْضَة .. أرْبَع شُرَط تِزِيد النَبْض إِلَى 110 نَبْضَة .. دَرَجَتَان كَامِلَتَان تِزِيد النَبْض إِلَى 140 – 150 نَبْضَة أي أنَّهُ يِحَمِّل القلب ضِعْف مَجهُودة فِي اللَحْظَة .. فَمَا بَال لَوْ ظَلِّت الحَرَارَة مِنْ 3 – 4 أيَّام مُرْتَفِعَة ؟ .. وَلِنَفْرِض أنَّ الحَرَارَة 40 سَنَجِد القَلب مُحَمَّل خَمَس أضْعَاف مَجْهُودة فِي اللَحْظَة .. لِذلِك الحُمَّى فِي الطِب شِئ خَطَر جِدّاً وَنَجِد أنَّ الأطِبَاء لَدَيْهُمْ الإِسْتِعدَاد لِوَضع الشَّخْص المَرِيض بِالحُمَّى فِي الثَّلْج وَلاَ أنْ تَرْتَفِع حَرَارِة جَسَده فِترَة طَوِيلَة كَي يِفدُوا القَلب وَيَجْعَلَهُ يَحْتَمِل الثَّلْج رَغمْ حَرَارته المُرْتَفِعَة مُقَابِل حِمَايِة القَلب إِذاً الحَرَارَة خَطِيرَة جِدّاً عَلَى الإِنْسَان هكَذَا الخَطِيَّة فِي كُلَّ لَحْظَة تَسْرِي فِيهَا فِي الإِنْسَان تُحْدِث فِيهِ تَلَف وَدَمَار وَمُوت ..حُمَّى شِديدَة .. الخَطِيَّة قَاتِلَة بَلْ وَمُسْتَهْلِكَه وَمُمِيتَة وَمُدَمِّرَة لِذلِك مِنْ التَشْبِيهَات الدَقِيقَة لِلخَطِيَّة الحُمَّى أسبَابهَا دَفِينَة وَمُضِرَّه جِدّاً لِلإِنْسَان تَأكُل مِنْ حَيَاته فِي كُلَّ لَحْظَة وَرُبَّمَا يَكُون الإِنْسَان مُسْتَهتِر وَيَقُول سَأتُوب فِي المُسْتَقبَل وَلَيْسَ الآن .. لاَ .. الأمر مُحْتَاج يَقَظَة وَتَنْبِيه .. إِحْذَر أنَّكَ لَوْ تَهَاوَنْت مَعَ الخَطِيَّة لَحْظَة أوْ لَوْ كَانِت قَدْ سَبِّبِت لَكَ حُمَّى شَدِيدَة وَتَهَاوَنْت مَعَهَا أوْ تَعَوَدتَهَا أوْ غِير عَارِف لأِسبَابهَا هذِهِ هِيَ العِلاَقَة بَيْنَ الخَطِيَّة وَالحُمَّى لِذلِك جَيِّد أنْ يَفْحَص الإِنْسَان نَفْسه بِتَدْقِيق وَيَكُون لَهُ مُرَاقَبَة لِنَفْسه وَلِدَوَافعه وَالأعْرَاض الخَارِجِيَّة وَلِيَسْأل نَفْسه لِمَاذَا نَطَقت بِهذِهِ الألفَاظ ؟ أوْ لِمَاذَا مَشَاعرِي إِتِجَاه هذَا الشَّخْص صَارِت عُدوَانِيَّة ؟ لِمَاذَا نَظَرَاتِي غِير مُنْضَبِطَة ؟ أقُولُ لَكَ هذِهِ كُلَّهَا أعْرَاض حُمَّى إِعْرَف الأسْبَاب مِنْ الدَّاخِل قَدْ يَكُون قَدْ حَدَثَ إِسْتِهتَار أوْ تَهَاوُن أوْ قَدْ نُزِعَت مَخَافِة الله أوْ إِشْتِيَاقك لِلأبَدِيَّة خَمُد أوْ قِرَاءَاتك لِلإِنْجِيل ضَعُفَت .. هذِهِ كُلَّهَا أسبَاب .. لِذلِك الخَطِيَّة تُؤدِي إِلَى حُمَّى وَالحُمَّى إِذَا أُهْمِلَت تُؤدِي إِلَى مُوت الإِنْسَان .. وَهذَا مَا تَفْعَله الخَطِيَّة لاَ تُسَبِّب فَقَط مُوت جَسَدِي بَلْ تُؤدِي إِلَى مُوت أبَدِي لِذلِك هِيَ أخْطَر كَثِيرَاً مِنْ الحُمَّى .. هذِهِ هِيَ عِلاَقِة هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل بِصَلاَة الغُرُوب .
سَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا :-
إِنْ كُنْت مُصَاب بِحُمَّى لاَ تَصْمُت .. وَإِنْ كَانِت خَطِيِتَك شَدِيدَة لاَ تَتَبَاطَئ يُوجَد طَبِيب شَافِي يَعْرِف أمْرَاض النَّفْس وَالرُّوح .. طَبِيب مَاهِر يَعْرِف جَيِّدَاً تَشْخِيص مَرَضك وَلاَ يَحْتَار .. المَطلُوب مِنْكَ أنْ تَعْرِض نَفْسَك عَلِيه فَقَط وَهُوَ يَعْرِف جَمِيع الأمْرَاض وَعِنْده كُنُوز الأدوِيَة .. طَبِيب مَاهِر لِذلِك إِعْرِض نَفْسَك عَلِيه لأِنَّكَ مُحْتَاج أنْ تَنَال مِنْ الحُمَّى شِفَاء وَنَجَاه .. إِعْرِض نَفْسَك عَلِيه لأِنَّكَ فِي كُلَّ يُوْم تَترُك الحُمَّى دَاخِلَك فِيهِ ضَرَر شَدِيد عَلِيك وَعَلَى حَيَاتَك .. سَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَايُوجَد طَبِيب شَافِي لَهُ سُلْطَان .. مَاذَا فَعَل ؟
وَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا :-
وَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا .. وَهيَ نَائِمَة وَقَفَ بِجَانِبهَا وَزَجَرَ الحُمَّى .. لَهُ سُلْطَان شَدِيد لَمْ يَتَفَاوَض مَعَ الحُمَّى أوَّلاً لِكي يَعْرِف مَا هِيَ ؟ لاَ .. هُوَ زَجَرْهَا مُبَاشَرَةً دُونَ تَفَاوُض .. تَخَيَّل أنَّ مَا يُهَدِّدَك بِالهَلاَك وَالمُوت وَأنْتَ تَعْرِف مَنْ لَهُ سُلْطَان أنْ يَزْجُره فَلِمَاذَا تَتَبَاطَئ ؟ إِنْ كُنْتَ تَعْرِف مَنْ لَهُ سُلْطَان أنْ يَزْجُر سَبَب مُوتَك فَإِعْرِض نَفْسَك عَلِيه وَقُلْ لَهُ أنْتَ هُوَ شِفَاء نَفْسِي وَجَسَدِي وَرُوحِي .. قُلْ كَلِمَة وَقِف فَوْقِي وَازْجُر حُمَّتِي كَيْمَا تَتْرُكَنِي فِي الحَال .. كَلِمَة مِنْكَ تَشْفِينِي وَنَظْرَة مِنْكَ فِيهَا الشِّفَاء وَضْع يَد مِنْكَ تُدَاوِي كُلَّ أسْقَامِي .. أنْتَ طَبِيب نَفْسِي وَجَسَدِي .. لَهُ سُلْطَان أحِبَّائِي أحْيَاناً نَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَيْسَ لَهَا حَل بَلْ وَلَهَا سُلْطَان قَوِي جِدّاً .. نَعَمْ هذَا كُلَّه خَارِج الْمَسِيح .. الخَطِيَّة تَرْبُط الإِنْسَان بِقُيُود وَسَلاَسِل .. نَعَمْ خَارِج الْمَسِيح .. الخَطِيَّة مُؤذِيَّة أقُول لَكَ نَعَمْ خَارِج الْمَسِيح بَلْ وَتُسَبِّب مُوت لكِنْ فِي الْمَسِيح يَسُوع تُنْتَهَر بِكَلِمَة .. فِي الْمَسِيح يَسُوع لَيْسَ لَهَا سُلْطَان .. أحَد الآبَاء يُشَبِّه الخَطِيَّة فِي وُجُود الْمَسِيح بِأسَد مُفْتَرِس قَدْ نُزِعَت كُلَّ أضْرَاسه وَأُزِيلَت عَنْهُ شَرَاسَته .. هكَذَا الْمَسِيح يَسُوع أبَادَ الخَطِيَّة لِذلِك الخَطِيَّة دَاخِلنَا مُمَاته بِالْمَسِيح يَسُوع .. وَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الحُمَّى فَتَرَكَتهَا ثِق فِي قُدْرَة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَلَى شِفَاءك وَلاَ تَتَعَامَل مَعَ خَطَايَاك عَلَى أنَّهَا أقوَى مِنْهُ .. لاَ .. خَطَايَاك لَنْ تَعْسُر عَلَى الْمَسِيح وَلَنْ تَسْتَحِيل عَلِيه وَإِلاَّ تَكُون قَدْ قَلِّلت مِنْ قُدْرَته عِنْدَمَا نَسْمَع عَنْ طَبِيب مَاهِر نَضَع ثِقَتنَا فِيهِ وَنَذْهَب لَهُ مُبَاشَرَةً لأِنَّنَا سَمَعْنَا عَنْ قُدْرَاتَهُ وَمَهَارَتَهُ أحَد الآبَاء يَقُول{ إِنَّ الطَبِيب يُمْدَح بِمَرْضَاه } أي كُلَّمَا كَانَ المَرَض صَعْب وَاسْتَطَاعَ الطَبِيب عِلاَجه تِعْرَف مَهَارِة الطَبِيب .. كُلَّمَا كَانَ المَرَض مُسْتَعْصِي وَاسْتَطَاعَ الطَبِيب تَشْخِيصه وَعِلاَجه كُلَّمَا كَانَ الطَبِيب مَاهِر وَجَيِّد .. الطَبِيب يُمْدَح بِمَرْضَاه وَالْمَسِيح أيْضاً يُمْدَح بِمَرْضَاه .. وَمَنْ هُمْ مَرْضَاه ؟.. نَحْنُ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَثِيرَاً مَا تَوِّب خُطَاه عُتَاه فِي الخَطِيَّة .. هَلْ تَقُول أنَّ الخَطِيَّة صَعْبَة ؟ أُنْظُر إِلَى القِدِيس مُوسَى الأسوَد سَتَعْرِف أنَّ الْمَسِيح يُمْدَح بِمَرْضَاه .. مَهْمَا ثَقُلَت الخَطَايَا يُوجَد مَنْ لَهُ قُوَّة وَاقْتِدَار بِكَلِمَة يَزْجُرَهَا وَيَنْتَهِرَهَا .. ثِق فِي قُدْرَة الْمَسِيح عَلَى شِفَاءَك بِكَلِمَة مِنْهُ .. يَقُول لَك" مَحْلُول مِنْهَا " فَتُشْفَى .. ثِق أنَّهُ بِكَلِمَة مِنْهُ يَقُول لَك " إِيمَانَك قَدْ شَفَاك ( لو 18 : 42 ) " فَتُشْفَى يَزْجُر الخَطِيَّة فَتَتْرُكَك .. يَقُول لَك " لِعَازَر هَلُّمَ خَارِجاً ( يو 11 : 43 ) " .. ثِق فِي هذِهِ القُدْرَة اللانِهَائِيَّة .
فِي الْحَالِ قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ :-
لَمْ تُوجَد مَرْحَلَة إِنْتِقَالِيَّة بَيْنَ المَرَض وَالشِّفَاء .. قَدْ نَقُول لَهَا أنَّ شَفَاءِك لَمْ يَكْمُل بَعْد أنْتِ فِي مَرْحَلِة النَقَاهَة .. لاَ .. مُجَرَّد أنْ شُفِيَت نَالَت قُوَّة وَقَامَت .. نَقُول لَهَا قَدْ كُنْتِ مُنْذُ لَحَظَات قَلِيلَة مَرِيضَة جِدّاً وَكُنَّا نُبَاشِرِك بِالعِلاَجَات المُخْتَلِفَة وَكُنَّا حَزَانَى لِمَرَضِك وَأنْتِ الآن قُمْتِ لِتَخْدِمِينَا ؟ هذِهِ قُدْرِة رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح اللانَهَائِيَّة .. يُحَوِّل الإِنْسَان لَيْسَ مِنْ خَاطِئ إِلَى تَائِب فَقَط بَلْ مِنْ خَاطِئ تَائِب إِلَى قِدِيس خَادِم .. رَوعَة وَجَمَال .. فَفِي الحَال قَامَت وَخَدَمَتْهُمْ .. لَمْ تُشْفَى فَقَط بَلْ أصبح بِهَا قُوَّة لِشِفَاء بَلْ وَلِخِدْمِة الآخَرِين بَلْ وَلِتَلبِيَة إِحْتِيَاجَات الآخَرِين .. هذِهِ قُوَّة عَمَل الله فِي النَّفْس يُعْطِيك قُوَّة فَوْقَ الطَبِيعَة لاَ تُصَدِّقهَا إِنْسَان مِثل القِدِيس أُوغُسْطِينُوس لَمْ يَتُب فَقَط بَلْ وَصَارَ قِدِيس لَيْسَ قِدِيس فَقَط بَلْ وَأُسْقُف يُعَلِّم .. زَجَرَ الحُمَّى الَّتِي فِيهِ فَقَامَ وَعَلَّم .. أيْضاً شَاوِل الطَرْسُوسِي كَانَ ذَاهِب إِلَى دِمشق لِيَضطَهِد الكِنِيسَة وَيَتْلِفُهَا بِإِفْرَاط فَوَقَفَ فَوْقَاً مِنْهُ وَزَجَرَ الحُمَّى فَشَفَاه وَقَامَ يَخْدِم ( أع 9 : 1 – 3 ) هذَا عَمَل الْمَسِيح .. يُرِيد نِفُوس تَشْهَد لَهُ وَتَقُول تَعَالُوا أنْتُمْ خُطَاه أنَا خَاطِئَة مِثْلُكُمْ لكِنَّه تَعَامَل مَعِي وَشَفَانِي وَحَوَّلَنِي مِنْ مَرِيض إِلَى إِنْسَان مُعَافَى .. مِنْ خَاطِئ إِلَى بَار لَيْسَ بَار فَقَط بَلْ وَخَادِم لأنِّي الأقدَر عَلَى التَحَدُّث بِقُوَّتَهُ .. فَكُلَّ إِنْسَان أصَابَهُ مَرَض وَكُلَّ إِنْسَان أصَابَهُ عَجْز كَامِل أكثَر إِنْسَان يُعْطِيهِ رَجَاء هُوَ مَنْ كَانَ مَرِيض مِثْله الإِنْسَان الْمَسِيحِي عِنْدَمَا يَخْتَبِر عَمَل الله فِي حَيَاته تِغَيَّره وَتِتَوِبه وَأكثَر مِنْ ذلِك تُحَوِّله إِلَى خَادِم .. فَفِي الحَال قَامَت وَخَدَمَتْهُمْ .. تُرِيد أنْ تَجْذِب نِفُوس كَثِيرَة لَهُ وَتَحْكِي لِكَثِيرِين عَنْ حُبَّه وَاقْتِدَاره .. تَعَالُوا إِنْسَان قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ ( يو 4 : 29 ) .. تَعَالُوا لِمَاذَا أنْتُمْ صَامِتِين وَبَعِيدِين عَنْهُ ؟تَعَالُوا وَتَلاَمَسُوا مَعَهُ هُوَ صَاحِب قُوَّة لاَ نِهَائِيَّة .. فَلِمَاذَا أنْتُمْ بَعِيدِين ؟جَيِّد فِي سِفر التَكْوِين أنْ يَذْكُر أنَّ أبِينَا يَعْقُوب كَانَ وَاقِف خَارِج بِيْت خَاله لاَبَان وَهُوَ فِي خَجَل فَقَالَ لَهُ لاَبَان كَلِمَة رَائِعَة قَالَ { فَقَالَ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ . لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأنَا قَدْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ } ( تك 24 : 31 ) نَحْنُ قَدْ أعْدَدنَا كُلَّ هذِهِ الوَلِيمَة لَكَ وَأنْتَ فِي خَجَل تَقِف خَارِجاً ؟ هَيَّا أُدْخُل لأِنَّ كُلَّ شِئ قَدْ أُعِدَّ لَكَ .. هكَذَا السَيِّد الْمَسِيح لَهُ المَجد يَقُول لَك لِمَاذَا تَقِف صَامِت تَتَأمَّل فِي مَرَضَك ؟ يُوجَد طَبِيب مَاهِر قَادِر عَلَى شِفَاءَك لَيْسَ شِفَاءَك فَقَط بَلْ وَقَادِر أنْ يُحَوِّلَك إِلَى قِدِيس .. لَيْسَ قِدِيس فَقَط بَلْ وَخَادِم هُوَ يُرِيد أنْ يُعْلِن قُدْرِته فِيك وَيُمْدَح بِكَ وَيُكْرَز بِهِ مِنْ خِلاَلَك .. يُرِيد أنْ يُثبِت عَمَله مِنْ خِلاَلَك أنْتَ فَاعْطِهِ الفُرْصَة .. تَخَيَّل أنَّكَ تِعْرَف عَنْ إِنْسَان خَطَايَاه الكَثِيرَة ثُمَّ تَرَاه يَدْخُل الكِنِيسَة وَيَعْتَرِف وَ يِتنَاوِل ثُمَّ يَبْدَأ فِي الخِدمَة وَيَأتِي بِآخَرِين لِلْمَسِيح .. كُلِّنَا سَنَتَعَلَّم مِنْهُ وَنَقُول مُبَارَك أنْتَ يَارْبَّ وَعَجِيب .. عَجِيب فِي قُدْرِتَك وَفِي تُوبتَك فَأنْتَ القَادِر أنْ تُحَوِّل وَتَأتِي بِأبْنَاء كَثِيرِينَ إِلَى المَجد ( عب 2 : 10) .. فِي الحَال قَامَت وَخَدَمَتْهُمْ .
وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ :-
النَتِيجَة الطَبِيعِيَّة لِمَا رَأوه المَوجُودِين أنَّ كَثِيرِينَ في الوَلِيمَة كَانَ لَهُمْ مَرْضَى وَلأِنَّهُمْ رَأوه يَزْجُر الحُمَّى فَقَالَ كُلٍَّ مِنْهُمْ أبَي مَرِيض .. أُمِي مَرِيضَة .. أُخْتِي .. عَمِّي .. وَأتُوا بِهُمْ جَمِيعَاً لِيَسُوع وَظَلَّ فِي البِيْت مِنْ الصَّبَاح حَتَّى الغُرُوب وَأتُوا إِليْهِ بِكُلَّ هؤلاَء المَرْضَى .. إِذاً حَمَاة سَمْعَان كَانِت سَبَب إِتْيَان مَرْضَى كَثِيرِينَ إِليْهِ وَشِفَائِهِمْ .. إِذاً شِفَائِي أنَا سَيَكُون سَبَب بَرَكَة لِلآخَرِين وَيَأتِي مَرْضَى كَثِيرُون وَهُوَ يَضَع يَدَهُ عَلَى كُلَّ وَاحِد مِنْهُمْ وَيَشْفِيهُمْ لِذلِك الكِنِيسَة تَضَع هذَا الفَصْل مِنْ الإِنْجِيل فِي نِهَايِة اليُوْم وَتَقُول لَك إِحْذَر أنْ يَمُر عَلِيك اليُوْم وَأنْتَ مَازِلت فِي الحُمَّى .. إِحْذَر أنْ تَكُون الحُمَّى قَدْ أصَابَتك وَأنْتَ صَامِت .. لاَ .. إِنْ كُنْت قَدْ أُصِبت بِحُمَّى وَالحُمَّى شَدِيدَة وَالخَطِيَّة أحْدَثِت فِيك دَمَار فَلاَبُد أنْ تَقِف أمَامه بِثِقَة فِيهِ فَيَزْجُرَهَا وَيُقِيمَك فَتَقُوم .. لَيْسَ تَقُوم فَقَط بَلْ تَقُوم وَتَخْدِم وَتَقُول لَهُمْ تَعَالُوا وَهُوَ يَضَع يَدَهُ عَلَيْكُمْ وَيَشْفِيكُمْ هذَا هُوَ إِخْتِبَار عَمَل الله فِي حَيَاتنَا أنَّهُ وُجِدَ شَدِيداً .. إِخْتَبَرْنَا حَنَانه .. إِخْتَبَرْنَا شِفَاءه إِخْتَبَرْنَا مَحَبِّته .. إِخْتَبَرْنَا قُدْرِته فَتَسْتَطِيع أنْ تُقْنِع النَّاس وَتُحْضِر كُلَّ إِنْسَان فِي الْمَسِيح يَسُوع الله قَادِر أنْ يَمِد يَدَهُ وَيَشْفِينَا مِنْ حُمَّى شَدِيدَة أصَابِتنَا لِمُدَّة طَوِيلَة رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِمَاً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 6562

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل