باركوا ولا تلعنوا

Large image

يعلمنا الكتاب المقدس وصية جديدة وجميلة ﴿ باركوا ولا تلعنوا ﴾ ( رو 12 : 14) .. والسؤال ما هي البركة ؟ البركة هي السلام والنعمة ومصدرها الله ويعطيها واضع الناموس .. فالله هو الذي يبارك أولاده وشعبه .. البركة هي أن يأتي بالشئ مئات أضعافه .. وأن يكون الشخص على إتكال كامل في الله .. البركة تكون في الجسديات والماديات والروحيات قديماً يقول الرب لأبينا إبراهيم ﴿ أُباركك .... وتكون بركة ﴾ ( تك 12 : 2 ) .. فإن بركة الله حين تقع على أحد يكون هذا الإنسان مصدر للبركة لكل من حوله .. لذلك يأخذ الكاهن البركة من الله ويُصبح هو بركة لشعبه .. فسلام الكاهن ودعاؤه بركة لمن حوله .. لذلك أوصانا الله أن نبارك ولا نلعن .. رأينا في العهد القديم الصراع بين أبونا يعقوب وأخوه عيسو من أجل أن يحصل كلٍ منهما على البركة التي كانت تُعطى للإبن الأكبر ويكون هذا الإبن محظوظ لهذا أصبح أبونا يعقوب فيما بعد أبو أسباط الإثنى عشر رؤوس شعب الله ويقول أحد القديسين ﴿ إجعل كل شخص يباركك ﴾ .. لأنه جميل جداً أن تشعر أنك لم تعيش معتمد على ذكائك ولا قدراتك وإمكانياتك .. ولكن بخير وبركة من الله عليك .. فإذا تسلسلنا مع موضوع البركة في الكتاب المقدس من آدم وحواء نرى أن الله بارك نسلهم .. نوح بارك إبنه سام ولعن إبنه كنعان .. ربنا بارك أبونا إبراهيم وأعطى له من ندى السماء ومن دسم الأرض .. وأخذت البركة تتوارث إلى أن إنتهت بسيدنا المسيح لأن البركة التي وعد الله بها آدم ونسله هي مجئ يسوع المسيح من نسل آدم فصار المسيح هو مصدر البركة ومحورها التي إنتهت فيه بركات العهد القديم وبدأت فيه بركات العهد الجديد .. وكما يقول معلمنا بولس في رسالته إلى أفسس عن الله ﴿ باركنا بكل بركة روحية ﴾( أف 1 : 3 ) .. فإذا كان قديماً كان الإبن ينتظر البركة من أبوه أصبحت البركة من أبونا السماوي فادينا ومخلصنا حين أكون أنا بركة من يسوع المسيح أُصبح أنا مصدر للبركة للآخرين .. فرحنا كثيراً لما جاء إلينا ربنا يسوع المسيح أرض مصر ودعا إلينا ﴿ مبارك شعبي مصر ﴾ ( أش 19 : 25 ) .. فوجود مسيحيين في مصر حتى الآن بسبب بركة يسوع المسيح .. أيضاً وجود خير وسلام ونِعم وبركات وكنائس وأديرة وتعليم في مصر أساسها بركة المسيح .. لهذا يجب علينا أن نتعلم كلمات كثيرة تخرج بركة مثل * ربنا يحافظ عليك .. ربنا معاك .. ربنا يحفظك * .. وإن شعرت بالحزن والظلم قل * ربنا يسامحك * بدون إنتقام حتى لا يأخذ أحد دينونة بسببك .. يُحكى عن الآباء القديسين عند هجوم البربر أنهم كانوا يرفضون الإستشهاد خوفاً من هلاك أحدهم ( أي البربر ) بسبب قتل الآباء لذلك ينبغي علينا أن نبارك كل أحد .. وكل ما كانت حياتنا مليئة بالبركة تمتلئ خدمة وبذل وعطاء وتبحث بإجتهاد عن كلمة بركة من أحد .. يُذكر أن منذ 15 أو 20 سنة كان هناك أب راهب مُتنيح يدعى * أبونا أندراوس الصموئيلي * بمستشفى زيزنيا وكان يتردد عليه الكثير والكثير من الناس لنوال البركة وكان يدعي لكل أحد ويقول له * يكون معاك ما يكون عليك * .. حقاً كلام البركة مفرح .. والرب يسوع المسيح بارك كل مكان ذهب إليه .. وعندما أخذ الجسد البشري بارك أجسادنا .. وعندما أكل من طعامنا بارك الطعام .. وعندما ركب سفينة في البحر بارك البحر وما فيه .. لذلك نحن مقدسين .. فمن الله نحصل على كل البركات ويعطينا إمكانيات وقدرات فائقة تفوق الطبيعة قديماً طلب رب المجد من شعبه أن يعملوا 6 أيام واليوم السابع لا يعملوا .. وهو يعطيهم في اليوم السادس طعام اليوم السادس والسابع معاً .. أمرهم بالعمل ست سنوات والسنة السابعة لا يعملوا وهو في السنة السادسة يعطيهم طعام السنة السادسة والسابعة .. وهكذا أيضاً في سنة اليوبيل أي السنة ألـ 50 وهو يعطيهم طعام السنة ألـ 50 في السنة 49 .. خير وبركة وطعام يكفي سنة 49 ، 50 معاً .. هذا لكي يعرفوا أن المسألة هي رزق من عنده وليس مجرد بذل جهد منهم .. لهذا نطلب منه أن يبارك ثمار الأرض .. ويذكر إجتماعاتنا ويباركها ويعطيها خير .. جميل أن نشعر أننا نأكل من يد الله ومن محبته .. لذلك وجب الشكر قبل الأكل يروي القديس المتنيح الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أنه وزع المال الخاص بالفقراء فإنه لم ينقص ويقول * لا عوزنا ولا حوزنا * .. أيضاً يقول البابا شنوده في هذا الأمر – وهو يقوم بنفس العمل وتوزيع المال على إخوة الرب – أن الحقيبة التي يحملها التي يُوضع بها المال لا يشعر بها فارغة أبداًما أجمل أن تلمس الخير داخل حياتك .. وأن الله هو صانع البركات .. فعلينا دائماً أن ندعو لأولادنا بالبركة ولإخوتنا وأقاربنا وحتى أعدائنا .. لأن الدعوة تفتح القلب واللعنة تؤلم .. بل إدعو للمبغضين بالبركة لأن هذا هو عمل الله .. وبدون الله أنا صغير لا أقوى على عمل شئ .. مثل الكرة الصغيرة التي متى وُضعت في كوب ماء فإنها تُصبح كبيرة عندما تراها من خلال الماء .. وهكذا عمل الله فينا يجعلنا أكبر وأوسع في هذا الوقت تستطيع أن تدعو لمبغضيك وتباركهم .. ومتى اختبرت بركة الله في حياتك يعطيك هو فيض من البركات وتُصبح مفتوح بالخير والبركة للكل لأن مكيالك أصبح مكيال إلهي فإن مصدر البركة هو الله .. ويقول لنا سفر العدد أنه كانت هناك جبال محددة جبل للبركة وجبل للعنة .. فمن المؤكد أن الله هو سبب البركة الموجودة في حياتنا يُذكر عن الأب المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يبارك كل من كان أمامه مهما كان .. بائع .. إمرأة تحمل طفل .. بيوت يسكنها مسيحيون أو غير ذلك لأن من بداخله بركة مصدرها الله بالطبع يعطيها لمن حوله .. وتقول الكنيسة عن الأنبا بولا أول السواح أنه كان سبب البركة لمصر في وقت فيضان النيل .. إذن من الممكن أن يكون شخص بركة لبلد كاملة وفرد يكون سبب بركة لعائلة ( زوج أو زوجة أو أحد الأبناء ) يُحكى عن القديس العظيم أبو مقار أنه ذات يوم خرج مع أبناؤه وتلاميذه في الصباح الباكر ولما سبقوه تلاميذه شاهدوا رجلاً قوياً يمسك بقدوم وينحت في الصخر لعمل تمثال ليعبده الناس .. فذهب إليه التلاميذ وتحدثوا معه وهاجموه بكل قوة على عمله هذا .. إلا أن الرجل أمسك بهم وضربهم وقيدهم وألقى بهم خلف التمثال .. وبعد فترة من الوقت وصل القديس العظيم أبو مقار إلى مكان الرجل بإبتسامة وقال * سلام لرجل الهمة والنشاط * .. فرد عليه الرجل وسأله عن الذين يرتدوا نفس ملابسه ومروا قبله وقال له بما فعل بهم .. وأخبره الرجل أيضاً أنهم أهانوه أما أنت فمختلف وعاملتني معاملة حسنة .. أبو مقار بارك عابد الأوثان وكانت هذه البركة سبب تحول هذا الرجل .. ولهذا يجب أن تكون دعواتنا سبب بركة لغيرنا وسبب تغيير في حياة الآخرين .. ولا تلعنوا لأن أولاد الله لا يعرفون اللعنة في العهد القديم أراد أحد الملوك أن يحارب شعب الله رغم أنه كان يعلم أنه شعب مبارك .. فجاء هذا الملك برجل الله بلعام وطلب منه أن يلعن الله هذا الشعب حتى يقوى هو عليه فإن هذا الشعب يعيش ببركة الله .. فإذا كنا لا نستحق البركة والله يباركنا فيجب علينا أن نبارك غيرنا .. فإن محبة الله في القلب تُحول العدو إلى حبيب وتعطي النفس إتساع .. وعلينا أن نعيش حسب فكر الله ونحب أعدائنا ونبارك لاعنينا هناك تدرج في ثلاث كلمات مرة عن طريق الحب ومرة أخرى في الكره :-
الأولى ← دعوة للحب ؛ الثانية ← دعوة كي نبارك ؛ الثالثة ← دعوة كي نُحسن .
الأولى ← لعدوي ؛ الثانية ← لمن يلعني ؛ الثالثة ← لمن يُبغضني .
فإذا تدرج هو في كرهك تدرج أنت معه في محبتك .. هذا هو عمل ربنا في حياتنا ونشعر ببركته .. فإجعل البركة شاملة حياتك وحياة من حولك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 2814

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل