أدرب نفسى فى كل شئ

يَقُول سِفر أعْمَال الرُّسُل { أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } ( أع 24 : 16) .. الحَيَاة الرُّوحِيَّة لَيْسَت مَعْرِفَة بَلْ مُمَارَسَة .. كُلَّ الأُمُور الَّتِي نَعْرِفهَا فِي الحَيَاة الرُّوحِيَّة لاَبُد أنْ تَتَحَوَّل إِلَى مُمَارَسَة وَلِكَي تُحَوِّل المَعْرِفَة إِلَى مُمَارَسَة لاَبُد أنْ تَتَحَوَّل أوَّلاً إِلَى فِعْل وَالفِعْل إِلَى تَدْرِيب وَكَمَا يَقُول مَارِ بُولِس الرَّسُول { تَدَرَّبْتُ أنْ أَشْبَعَ وَأنْ أَجُوعَ }( في 4 : 12) .. " تَدَرَّبت " أي تِكْرَار الفِعْل أكْثَر مِنْ مَرَّة وَمُلاَحَظَة النَّفْس مَا مَدَى دَرَجِة إِتقَانهَا لِلفِعْل .. لَيْسَ مِنْ مَرَّة تُحَاوِل فِيهَا أنْ تَفْعَل الفَضِيلَة وَلاَ تَعْرِف فَتَترُكهَا .. لاَ .. دَرِّب نَفْسَك وَاثْبَت .. إِنْ كُنْت تَشْرِد فِي الصَّلاَة إِتَخِذ تَدْرِيب كَيْفَ تَرْفَع قَلْبَك فِي الصَّلاَة إِنْسَان يُخْطِئ دَائِماً قُلْ لَهُ أنْتَ مُحْتَاج تَدْرِيب .. إِنْسَان كَسُول فِي الصَّلاَة مُحْتَاج تَدْرِيب عَلَى الصَّلاَة .. إِعْرَف نُقْطِة ضَعْفَك وَتَدَرَّب عَلَى رَفْضَهَا .. جَيِّد أنْ تُدَرِّب نَفْسَك عَلَى عَمَل الفَضِيلَة وَاخْتَار الفَضِيلَة الَّتِي تُرِيد أنْ تُدَرِّب نَفْسَك عَلَيْهَا وَلاَ تَتَعَجَّب أنَّ الآبَاء كَانُوا يُدَرِّبُون أنْفُسَهُمْ أحَدَهُمْ يَصُوم حَتَّى المَسَاء وَآخَر يَصْمُت حَتَّى المَسَاء .. وَاحِد يِدَرَّب نَفْسَه عَلَى ضَبْط أمر مُعَيَّن دَاخِله { أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِماً ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ } .. وَنَحْنُ أيْضاً نُرِيد أنْ نَتَعَلَّم كَيْفَ نُدَرِّب أنْفُسَنَا فِي كُلَّ شِئ .
مَجَالاَت تَدْرِيب النَّفْس :-
فِي فِتْرِة الصُوم يَلِذ لَنَا أنْ نُدَرِّب أنْفُسَنَا فِيهَا .....
1/ تَدْرِيب ضَبْط الأكل :-
وَضَعِت الكِنِيسَة الصُوم وَبِهِ فَتَرَات إِنْقِطَاع كَي نَضْبِط أنْفُسَنَا فِي الأطْعِمَة هِيَ قِصَّة تَعَوُّد إِتِجَاه إِحْتِيَاج جَسَدِي وَمِنْ أجْمَل التَدَارِيب فِي الصُوم أنْ نَقُول لِلجَسَد .. لاَ فِي الصَبَاح نَسْتَيْقِظ وَلَدَيْنَا إِحْسَاس الجُوع وَنَقُول لَنْ نَأكُل .. الآبَاء يُطْلِقُون عَلَى هذَا الأمر ضَبْط البَطْن .. تَدْرِيب النَّفْس عَلَى ضَبْط البَطْن .. فِتْرِة الصُوم طَوِيلَة وَالآبَاء يَقُولُون لاَبُد أنْ نَنْتَقِل مِنْ بَلْدَة إِلَى بَلْدَة .. نَبْدأ الصُوم وَنَحْنُ فِي قَبْضِة فِرْعُون وَنَنْتَهِي بِأرْض المِيعَاد نَبْدأ الصُوم وَنَحْنُ فِي قَبْضِة الخَطِيَّة وَنُنْهِيه بِقَطْع هذِهِ الإِرْتِبَاطَات جَيِّد أنْ تَبْدأ الصُوم بِهذِهِ الإِشْتِيَاقَات .. جَرَّب أنْ تَبْدأ الصُوم وَأنْتَ مُقْتَنِع أنْ لاَ تُلَبِّي لِلجَسَد كُلَّ طِلبَاته .. لَيْسَ بِالإِنْقِطَاع فَقَط بَلْ بِالضَبْط فِي كِمِيِة وَنَوْعِيِة الأطْعِمَة .. دَرِّب نَفْسَك أنْ لاَ تَمْلأ مِعْدِتَك أي تَأكُل بِضَبْط .. جَيِّد أنْ نَصُوم حَتَّى السَّاعَة الثَّالِثَة أوْ الرَّابِعَة وَقَدْ لاَ نَشْعُر بِالجُوع فِي فِتْرِة الإِنْقِطَاع رَغمْ أنَّنَا كُنّا نَشْعُر بِالجُوع لَحْظِة الإِسْتِيقَاظ لَكِنْ فِيمَا بَعْد السَّاعَة الثَّالِثَة أوْ الرَّابِعَة نَجِد أنْفُسَنَا وَكَأنَّنَا قَدْ أتَيْنَا مِنْ مَجَاعَة مِنْ حِيث نَوْعِيِة وَكِمِيِة الأطْعِمَة .. لاَ .. هذَا خَطَأ قِيلَ عَنْ الأنْبَا بَاخُوميُوس أبَّ الشَرِكَة أنَّهُ كَانَ مُسَافِر فِي مَرْكِب وَكَانَ مَعَهُ فِي المَرْكِب مَجْمُوعَة مِنْ الرُهبَان ذَاهِبِين إِلَى المَجْمَع وَأثْنَاء الطَعَام كَانَ الأنْبَا بَاخُوميُوس قَدْ دَرَّب نَفْسَه عَلَى أكل قَلِيل مِنْ الخُبْز وَقَلِيل مِنْ المَاء لَكِنْ الآبَاء الرُّهْبَان كَانُوا قَدْ أخَذُوا مَعَهُمْ نَوْعِيَات كَثِيرَة مِنْ الأطْعِمَة وَلَمَّا وَجَدُوه لاَ يَأكُل مَعَهُمْ تَخَيَّلُوا أنَّهُ غَاضِب مِنْ شَيْءٍ مَا وَألَحُّوا عَلِيه أنْ يَأكُل مَعَهُمْ فَرَفَض وَلَمَّا سَألوه قَالَ { أنْتُمْ كَإِنْسَان غَلَب وَاحِدَة وَغُلِب مِنْ عَشَرَة } أي بِحِسَاب الرِيَاضَة 10 : 1.. لاَ .. كُل لَكِنْ بِضَبْط وَلاَ تَتَخَيَّل أنَّ الصُوم فِتْرِة إِنْقِطَاع فَقْط بَلْ وَفِتْرِة أكل أيْضاً إِذاً جَيِّد أنْ نَضْبِط الأطْعِمَة وَهُنَاك عِلاَقَة بَيْنَ ضَبْط الأكل وَضَبْط الشَّهوَة بَيْنَ ضَبْط الأكل وَالإِتِضَاع .. يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا الدَرَجِي { أنَّ حُب الأطْعِمَة لَهُ أبْنَاء وَإِخْوَة .. تَوْأمه الشَّهوَة وَأُخْته الثَّالِثَة الكَسَل وَأُخْته الصُغْرَى الثَرْثَرَة } .. وَكَأنَّ حُب الأطْعِمَة عَائِلَة النَّفْس الصَوَامَة مُتَضِعَة لأِنَّهَا تَشْعُر بِمَذَلِة الجَسَد وَنَحْنُ نَقُول " المِسْكِين بِالرُّوح "المِسْكِين بِالرُّوح يَشْتَاق لِلصُوم وَالمُتَكَبِّر يَشْتَاق لِلأطْعِمَة إِتَخِذ تَدْرِيب لَك فِي الصُوم أنْ تَضْبِط بَطْنَك وَإِنْ كَانَ أبُونَا آدَم قَدْ طُرِد مِنْ الفِرْدُوس بِسَبَب الأكل فَالمُفْتَاح إِلَى الفِرْدُوس هُوَ ضَبْط الأكل .. المُتَحَكِّم فِي بَطْنه مُتَحَكِّم فِي لِسَانه وَالمُتَحَكِّم فِي لِسَانه مُتَحَكِّم فِي عَقْله وَالمُتَحَكِّم فِي عَقْله مُتَحَكِّم فِي يُطْلَق عَلَى البَطْن { سَيِّدَة الأوْجَاع } وَهَذَا تَعْبِير نُسْكِي عَنْ آلاَم الإِنْسَان فِي جِهَاده الرُّوحِي لِذلِك { عَوِّد نَفْسَك أنْ تَأكُل مَا تَحْتَاجه وَلَيْسَ مَا تَشْتَهِيه } .. { حِيْنَمَا تَبْدأ النَّفْس بِالصُوم عَنْ الطَعَام يَرْتَفِع القَلْب بِالأشْوَاق } أحْيَاناً نَأكُل لاَ لأِنَّنَا نَشْعُر بِالجُوع بَلْ لأِنَّنَا نُرِيد أنْ نَأكُل فَقَط .. لاَ .. هذَا أمر خَطَأ تَدْرِيب جَمِيل يُعْطِيه الآبَاء { عَوِّد نَفْسَك أنْ لاَ تَأكُل إِلاَّ عِنْدَمَا تَجُوع } .. لَكِنَّنَا نَرَى أُمور عَجِيبَة .. مَثَلاً إِنْسَان أكل وَشَبَع وَبَعْد وَقْت قَلِيل يَمِد يَدَهُ لِلطَعَام مَرَّة أُخْرَى دُونَ أنْ يَشْعُر بِالجُوع وَهَذَا أُسْلُوب لاَ إِرَادِي لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَضْبِط نَفْسَه إِتِجَاه أي طَعَام .. حَتَّى هَذَا الأمر صِحِيّاً خَطَأ لأِنَّهُ المَفْرُوض أنَّ المِعْدَة عِنْدَمَا تَأكُل تَبْدأ بِالهَضْم حَسَب نَوْعِيِة الوَجْبَة وَتَأخُذ رِحْلِة الهَضْم حَوَالِي سَاعْتِين تَقْرِيباً وَلِنَفْرِض أنَّهُ أثْنَاء الهَضْم دَخَل المِعْدَة طَعَام جَدِيد بِالطَبع سَتَرْتَبِك فَكَيْفَ تَتَعَامَل مَعَ طَعَام مَهْضُوم وَطَعَام غِير مَهْضُوم .. بِأي نِظَام تَعْمَل المِعْدَة ؟لِذلِك عَوِّد نَفْسَك عَلَى الضَبْط وَلاَ تَتَبِّع غَرِيزَتك .. تُوْجَد نَظَرِيَة تَقُول أنَّ مِعْدِة الإِنْسَان – مِنْ مَرَاحِم الله – جَعَلَهَا تَتَشَكَّل بِحَجْم الطَعَام أي قَدْ تَتَمَدَّد حَسَب كَمِيِة الطَعَام فَعِنْدَمَا يَتَعَوَّد إِنْسَان أنْ يَأكُل كَثِيرَاً يَتَأخَر عِنْده إِحْسَاس الشَبَع حَتَّى أنَّهُ تَوَاجَدَت الآن عَمَلِيَات جِرَاحِيَّة لِتَقْلِيل حَجْم المِعْدَة " تَدْبِيس المِعْدَة " لِيُقَلِّل كَمِيِة الطَعَام وَيَكُون لَدَى الإِنْسَان إِحْسَاس الشَبَع سَرِيع .. عَوِّد نَفْسَك أنْ تَأخُذ فِتْرِة إِنْقِطَاع وَأنْتَ مُقْتَنِع وَدَرِّب نَفْسَك عَلَى الصُوم عَنْ الطَعَام كَمَاً وَنُوعَاً لِذلِك لِضَبْط البَطْن بَرَكَة عَظِيمَة لأِنَّ مِنْ هُنَا تَبْدأ إِرَادِة الإِنْسَان الرُّوحِيَّة تَرْتَفِع .
2/ تَدْرِيب صُوم الحَوَاس :-
لاَ يَلِيق أنْ يَصُوم إِنْسَان عَنْ الطَعَام وَعِينه وَلِسَانه غِير مُنْضَبِطِين وَكَذلِك آذَانه هذِهِ حَوَاس غِير مُنْضَبِطَة .. لاَ .. نَحْنُ مُحْتَاجِين صُوم الحَوَاس .. العِين تَقَعْ عَلَى مَشْهَد خَاطِئ إِغْلِقهَا وَلاَ تُعْطِيهَا فُرْصَة لِلتَوَاصُل مَعَ شِئ رَدِئ لأِنَّ النَظْرَة تَتَحَوَّل إِلَى فِكْرَة وَالفِكْرَة تَتَحَوَّل إِلَى فِعْل وَالفِعْل إِلَى عَادَة وَالعَادَة إِلَى سُلُوك .. لِذلِك إِتَخِذ تَدْرِيب صُوم الحَوَاس وَلْتَكُن عَيْنَك مُنْضَبِطَة مَخْتُونَة وَإِنْ أرَادَت أنْ تَتَفَرَّس فَلْتَتَفَرَّس فِي شَكْل يَسُوع وَوَجْه يَسُوع وَلتَتَأمَّل فِي الآيَات وَالفَضَائِل .. أيْضاً الأُذُن تَصُوم وَتَتَقَدَّس فَلاَ تَسْتَمِع إِلَى الأغَانِي العَالِمِيَّة وَالجَسَد يَهْتَز عَلَى نَغَمَاتهَا.. لاَ .. أيْضاً لِيَصُوم اللِسَان عَنْ الكَلاَم أهَمْ مِنْ صُومه عَنْ الطَعَام لِذلِك الآبَاء يَقُولُون أنَّ صُوم اللِسَان أفْضَل مِنْ صُوم الطَعَام وَالْمَسِيح رَبَّ المَجد قَالَ { لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ . بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ } ( مت 15 : 11 ) لاَ يَلِيق أنْ أمْتَنِع عَنْ الطَعَام وَلِسَانِي مَازَالَ غِير مُنْضَبِط عَوِّد نَفْسَك أنْ تَكُون حَوَاسَك حَوَاس رُوحِيَّة .. قُلْ سَأمْتَنِع عَنْ مُشَاهَدِة التِلِيفِزيُون وَلاَ تَقُلْ سَأمْتَنِع عَنْ مُشَاهَدَته فِتْرِة الصُوم ثُمَّ أعُود بَعْد الصُوم لِمُشَاهَدَتُه مَرَّة أُخْرَى .. لاَ .. نَحْنُ لاَ نَحْبِس أسَد لِمُجَرَّد تَجْوِيعه بَلْ لِتَرْوِيضه وَتَهْذِيبه .. هُنَاك مَنْ يُحِب هَذَا المَنْهَج فَيَجْعَلَهُ مَنْهَج حَيَاته وَبِالتَالِي يَكُون لَهُ طَبع تَدْرِيب الحَوَاس .. { الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمْ الْحَوَاسُّ مُدّرَّبَةً } ( عب 5 : 14 ) .. عِنْدَمَا نَرَى إِنْسَان يَرْفَع أثْقَال نَجِده بِالتَدْرِيب تَصِير لَهُ عَضَلاَت قَوِيَّة هكَذَا الحَوَاس تَحْتَاج تَدْرِيب لِيَكُون لَهَا عَضَلاَت قَوِيَّة رُوحِيَّة تُقَاوِم الخَطِيَّة لِذلِك الله سَمْح أنْ يَكُون لَكَ قُدْرِتِين لِلعِين الأُولَى أنْ تُغْمَض وَالثَّانِيَة أنْ تَتَحَوَّل لَيْسَت كَذلِك الآذَان لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَصُمَّهَا أمَام النَّاس لَكِنْ سَهل أنْ تُغْمِض العِين دُونَ أنْ يُلاَحِظ أحَد .
3/ تَدْرِيب التُوبَة عَنْ الخَطَايَا المَحْبُوبَة :-
مَا هِيَ الخَطَايَا المُتَكَرِرَة وَالَّتِي لَهَا سُلْطَان عَلَيَّ ؟ مَثَلاً الغَضَب .. الكَلاَم الرَدِئ .. الشَّهَوَات .. الكَسَل .. إِذاً قُلْ لَهُ سَاعِدْنِي يَارْبَّ فِي الصُوم أنْ أكَرَّسه لِلتُوبَة عَنْ هذِهِ الخَطِيَّة .. وَلتَكُنْ لِي طِلْبَة يَوْمِيَّة لأِجل التُوبَة عَنْ الخَطَايَا المَحْبُوبَة .. قُلْ لَهُ إِعْطِنِي نَشَاط رُوحِي وَحَوَاس مُدَرَّبَة وَأفْكَار مُقَدَّسَة إِجْعَل هذِهِ الطِلْبَة مَكْتُوبَة فِي وَرَقَة أمَامك دَائِماً .. لاَبُد أنْ يُقْرَن الصُوم بِالتُوبَة وَإِلاَّ سَيَكُون لُون مِنْ ألوَان العِبَادَات الوَثَنِيَّة الَّتِي تَفْرِض بَعْض العَذَابَات وَالعَادَات .. لاَ .. نَحْنُ نَصُوم لِتَدْرِيب حَوَاسِنَا وَأفْكَارْنَا لِذلِك لاَبُد أنْ نَتُوب هُنَاك تَدْرِيب جَمِيل يِسَاعدَك فِي هَذَا الأمر لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان لَدَيْهِ بُغْضَة وَآخَر لَدَيْهِ أفْكَار رَدِيئَة .. هذِهِ أُمُور تَحْتَاج تَنْقِيِة مَشَاعِر لِذلِك إِجْمَع آيَات عَنْ خَطِيِتَك المَحْبُوبَة وَرَدِّدهَا كَثِيراً .. فَعِنْدَمَا تَأتِيك أفْكَار شَرِّيرَة وَيَتَجَاوَب مَعَهَا الجَسَد قُلْ { الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا } ( 1كو 6 : 13){ أَفَآخُذُ أعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ . حَاشَا } ( 1كو 6 : 15){ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ } ( غل 5 : 24 ) رَدِّد هذِهِ الآيَات { أنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يَقْتَنِي إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ } ( 1تس 4 : 4 ) أيْضاً بَعْض الآيَات عَنْ المَحَبَّة إِنْ كَانِت لَدَيْكَ بُغْضَة { مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ }( 1يو 4 : 8 ) وَغَيْرَهَا .. هُنَاك آيَات كَثِيرَة عَنْ المَحَبَّة رَدِّدهَا .. إِجْمَع آيَات عَنْ نِقَاط ضَعْفَك وَرَدِّدهَا وَمَا أجْمَل أنْ أعَالِج ضَعَفَات بِآيَات وَمَا أجْمَل أرْمِيَا النَّبِي عِنْدَمَا كَلِّم الله قَائِلاً { أبَرُّ أَنْتَ يَارَبُّ مِنْ أنْ أُخَاصِمَكَ لكِنْ أُكَلِّمُكَ مِنْ جِهَةِ أَحْكَامِكَ } ( أر 12 : 1 ) .. جَيِّد أنْ تُكَلِّم الله مِنْ جِهَة أحْكَامه .
4/ تَدْرِيب الخِلوَة كَيْفَ نَقْضِي وَقْت مَعَ الله :-
جَيِّد أنْ يَكُون الصُوم مَصْحُوب بِخِلوَة .. وَلِنَفْرِض أنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكَ الوَقْت الَّذِي يَسْمَح بِالخِلوَة إِتَخِذ لِنَفْسَك خِلوَة فِي البِيت .. مَبْدَئِيّاً لاَبُد أنْ تُقَلِّل مِنْ الوَقْت الضَائِع وَخَاصَّةً فِي الصُوم إِنْ عَمَلْنَا دِرَاسَة عَنْ " الوَقْت القَيِّم " فِي حَيَاة الإِنْسَان أي الوَقْت ذُو القِيمَة وَالمُسْتَفَاد مِنْهُ سَنَجِده قَلِيل وَلِنَنْظُر لِثَلاَثِة أيَّام مِنْ الأُسْبُوع المَاضِي وَهُمْ أيَّام الثُلاَثَاء وَالأرْبِعَاء وَالخَمِيس .. مَا هُوَ الوَقْت الَّذِي إِسْتَثْمَرْته فِي هذِهِ الأيَّام ؟ كَمْ مَضَى مِنْ الوَقْت فِي الأحَادِيث التِلِيفِزيُونِيَّة أكْثَر مِنْ المُعْتَاد كَمْ مِنْ الوَقْت قَضَى فِي مُشْاهَدِة التِلِيفِزيُون ؟ الدِرَاسَة تَقُول أنَّ الشَخْص الَّذِي عُمْره عُشرُونَ عَاماً يُشَاهِد التِلِيفِزيُون 20.000 ألف سَاعَة وَالَّذِي عُمْره سَبْعَةَ عَشَرَ عَاماً يُشَاهِده 17.000ألف سَاعَة هَذَا مُتَوَسِط عَدَد السَّاعَات .. كَمْ مِنْ الوَقْت ضَاع قَدْ يَقُول الشَّاب أنَّهُ ذَاهِب لِلجَامْعَة مِنْ السَّاعَة 12 ظُهراً حَتَّى 6 مَسَاءً وَهُوَ أسَاساً لَيْسَ لَهُ مُحَاضَرَات فِي هَذَا اليُوْم أوْ هذِهِ الفِتْرَة أوْ قَدْ لاَ يَكُون عَارِف بِجَدْوَل مُحَاضَرَاته وَيَعُود لِبِيته مُنْهَك فَيَنَام ثُمَّ يَسْتَيْقِظ مُتَأخِراً وَيَقْضِي لِيله فِي الكَلاَم وَهكَذَا يُضَيِّع الوَقْت .. نِسْبَة كَبِيرَة مِنْ مُسْتَخْدِمِي الكُومْبِيُوتَر فِي مَصْر قَدْ تَصِل إِلَى 75 % مِنْهُمْ لِلتَسْلِيَة بَيْنَمَا فِي الهِنْد 75 % مِنْهُمْ يَسْتَخْدِمَهُ لِلبَحْث العِلْمِي .. مَنْ مِنَّا يَسْتَخْدِم الكُومبيُوتَر لِلبَحْث العِلْمِي ؟ قَدْ يَقُول أنَا أفْتَح ألـ E – mail لِلتَسْلِيَة .. لاَ .. الوَقْت مُهِمْ تَدْرِيب مُهِمْ فِي الصُوم وَهَوَ أنْ تَفْعَل مَا هُوَ ضَرُورِي .. إِنْ كَانِت عِنْدَك مُحَاضَرَة إِحْضَرْهَا فَقَط وَلاَ تَقِف لِمُجَرَّد الوُقُوف أوْ تَضْيِيع الوَقْت .. لَدَيْكَ خِدْمَة تَمِّمْهَا .. قُدَّاس .. إِجْتِمَاع قَسِّم وَقْتَك بَيْنَ العِبَادَة وَالدِرَاسَة أوْ العَمَل .. هَلْ تُعَذِّب نَفْسَك بِالصُوم عَنْ الطَعَام فَقَط ؟ لاَ .. الصُوم صُوم مَعَ عِبَادَة .. الصُوم شِئ فِي كَيَانَنَا .. نُرِيد أنْ نَعُود لِلبِيت لِنَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل وَلِنَخْتَزِل وَقْت التِلِيفِزيُون وَالكَلاَم الهَدَّام .. وَخُذ إِحْسَاس الخِلوَة وَإِهْدَأ إِلَى نَفْسَك .. نَحْنُ نَقُول أنَّنَا لاَ نَعْرِف أنْفُسَنَا وَلاَ نَهْدأ مَعَ أنْفُسَنَا .. هَذَا أمر لاَ يَلِيق .. إِجْلِس مَعَ نَفْسَك وَصَلِّي وَاسْجُد وَقُلْ لَهُ" يَارْبَّ إِسْنِدْنِي وَاعْطِنِي نِعْمَة " .. قَدْ يَقُول شَخْصٍ مَا لَوْ جَلَسْت فِي هُدُوء أتَعَب فَيَرْفَع صُوت التَسْجِيل أوْ التِلِيفِزيُون .. هَذَا لاَ يَسْتَطِيع أنْ يُوَاجِه نَفْسَه لأِنَّ دَاخِله أُمُور لاَ يَسْتَطِيع أنْ يُوَاجِهَهَا .. الَّذِي يَتَصَالَحْ مَعَ نَفْسه يَتَصَالَحْ مَعَ الله يَزْدَاد إِشْتِيَاقه لله وَكَمَا يَقُول الآبَاء { الهُدُوء يُسَكِّن خَطَايَا عَظِيمَة } جَرَّب أنْ تَجْلِس سَاعْتِين فِي هُدُوء وَآخَر غِيرَك يِجْلِس سَاعْتِين فِي ضَوْضَاء ثُمَّ أُخْرُج إِنْتَ وَالآخَرإِلَى مَوْقِف بِهِ مُشْكِلَة سَتَجِد نَفْسَك هَادِئ تَتَخِذ قَرَارَات صَحِيحَة بَيْنَمَا الآخَر يُثَار سَرِيعاً فِي سِفر مَرَاثِي أرْمِيَا يَقُول { يَجْلِسُ وَحْدَهُ وَيَسْكُتُ } ( مرا 3 : 28 ) .. إِتَخِذ هذِهِ الآيَة تَدْرِيب إِجْلِس وَحْدَك وَاصْمُت .. تَخَيَّل كُوب مَاء بِهِ تُرَاب هَذَا الكُوب يَحْتَاج سُكُون كَي يَهْدَأ التُرَاب فَتَعْرِف كَمِيِة التُرَاب الَّتِي تُلَوِّث المَاء .. هكَذَا النَّفْس عِنْدَمَا تَهْدَأ تَعْرِف كَيْفَ تُقَيِّمهَا مَا هِيَ خَطَايَاك وَمَا هِيَ فَضَائِلَك لِذلِك لاَبُد مِنْ الهُدُوء فِي الصُوم { بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ بِالهُدُوءِ وَالطُّمَأنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ } ( أش30 : 15) جَيَِد أنْ يَكُون لَنَا كُتُب رُوحِيَّة فِي الصُوم نَقْرَأهَا .. الصُوم يَحْتَاج قِرَاءَات رُوحِيَّة وَمُمَارَسَات رُوحِيَّة كَي تُدَرِّب نَفْسَك وَإِلاَّ يَكُون الصُوم هُوَ عُقُوبَة كَنَسِيَّة .. مَعْرُوف أنَّ الصُوم يَسْبِق أي نِعْمَة وَالكِنِيسَة تُعَلِّمنَا ذلِك .. نَصُوم كَي نَتَمَتَّع بِالتَنَاوُل .. نَصُوم كَي نَتَمَتَّع بِالقِيَامَة .. هَلْ تُرِيد أنْ تَتَأهَّل لِنِعْمَةٍ مَا ؟ صُوم بِمَشَاعِر صَادِقَة صَائِمَة وَجَسَد صَائِم وَفِكر صَائِم .. جَيِّد أنْ يَكُون الصُوم مَصْحُوب بِسُكُوت .. إِجْلِس فِي البِيت فِي سُكُون وَزِد إِشْتِيَاقك لِلصَلَوَات فِي الصُوم وَإِلاَّ لَنْ يَكُون هُنَاكَ فَرْق بَيْنَ الصُوم وَالإِفْطَار .. أُدْخُل فِي صُوم أكْثَر فَتَدْخُل مِنْ عِشْق إِلَى عِشْق وَمِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ دَرِّب نَفْسَك أنْ تَأكُل صَنْف وَاحِد مِنْ الأطْعِمَة وَكَمِيَة مَحْدُودَة وَلاَ تَقُل أخْتَار أقل الأطْعِمَة فَهذِهِ قَامَات رُوحِيَّة .. قَدْ نَرَى آبَاء يَضَعُون تُرَاب عَلَى الأطْعِمَة وَكَأنَّهَا دُعَابَة .. لاَ .. هذِهِ قَامَات دَانِيَال النَّبِي قَالَ { لَمْ آكُلْ طَعَاماً شَهِيّاً } ( دا 10 : 3 ) .. نَحْنُ لاَ نَقُل أنْ لاَ تَأكُل طَعَام شَهِي بَلْ نَقُل طَعَام بَسِيط أوْ عَلَى الأقل لاَ تَشْغِل فِكْرَك بِالأطْعِمَة .. نَحْنُ الآن فِي تَقَدُّم عِلْمِي وَأطْعِمَة حَدِيثَة فَهذَا لَبَنْ صِيَامِي وَهَذَا لَحْم صِيَامِي وَهَذَا لَيْسَ صُوم .. نَحْنُ لاَ نَطْلُب أنْ تُضَيِّق عَلَى نَفْسَك بِقَسَاوَة لَكِنْ بِإِنْضِبَاط .. إِنْ قُدِّمَ لَكَ طَعَام كُل بَعْضه حَتَّى أنَّ الآبَاء يَنْصَحُون بِأنْ تَرْفَع يَدَك عَنْ الطَعَام قَبْل إِنْتِهَاء الوَقْت .. البَابَا شِنُودَه فِي كِتَابة " رُوحَانِيَة الصُوم " يَقُول مَا أكَثْر الأمْرَاض الَّتِي تُسَبِّبهَا الأطْعِمَة وَمَا أكَثْر الأمْرَاض الَّتِي يُعَالِجهَا الصُوم .. قَدْ تَقُول أنَّ الصُوم يُسَبِّب مَرَض الأنِيميَا .. لاَ .. هَذَا مَرَض لَيْسَ مِنْ الصُوم بَلْ مِنْ نَوْعِيِة الطَعَام فَهُنَاك أطْعِمَة صِيَامِي بِهَا كُلَّ الفِيتَامِينَات وَالأمْلاَح الَّتِي يَحْتَاجهَا الجِسْم مِنْ حَدِيد وَكَالسِيَوم وَ. إلخ .. إِذاً لَيْسَ الصُوم هُوَ المُسَبِّب لِلأمْرَاض بَلْ الأطْعِمَة الَّتِي تُسَبِّبْهَا .. لِذلِك قُل لله " عَلِّمنِي كَيْفَ أُقَدِّم لَكَ صُوم لاَئِق " رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين