سفر حجى ج1

Large image

دِراسِتنا فِى سِفر حَجّي بِنِعمِة ربِّنا لكِنْ لابُد نأخُذ مُقَّدِمة بسِيطة أوَّلاً لِكى نعرِف ما سنتكلَّم فِيه0
أوَّلاً مملكِة إِسْرَائِيلَ حدث لها سبى فِى عهد المَلِكَ نبوخذ نصَّر وَأخذهُمْ لِبابِلَ وَتركَ أُورُشلِيم خرِبة ليس بِها ناس أوْ عِبادة هيكل مهدُوم هُدِمت أسوار المدِينة أُورُشلِيم وَهُدِم الهيكل وَالمذبح فَصَارَ الهيكل خراباً فِى عهد مملكِة نبُوخذ نصَّر إِنتهت مملكِة بابِل وَأتت مملكِة مادِى وَفارِس وَهذا كَانَ بِترتِيب الرَّبَّ لِكى يعتِق شعبه فالَّذِى عتق شعبه ليس مملكِة بابِلَ لكِنْ الرَّبَّ قلب الممالِكَ فلمَّا أتت مملكِة مادِى مكان مملكِة فارِس أرادوا أنْ يُظهِرُوا أنَّهُمْ أكثر رحمة مِنْ الَّذِينَ قبلِهِمْ فأظهروا عطف أكثر عَلَى بنِى إِسْرَائِيلَ فأصدر ملِكهُمْ أمر أنْ يرجع الشَّعْب إِلَى أُورُشلِيم فبدأ الشَّعْب يرجع عَلَى ثَلاَثَة أفُواج0
ملحُوظة :-
هذا الكَلاَم يجعلَكَ تفهم حَجّي وَعَزْرَا وَنَحَمْيَا وَعَامُوس وَأنبِياء كثِيرِين0
1- الفُوج الأوَّلَ :-
كَانَ فِى سنة 537 ق0م وَكَانَ قائِده إِسمه " زرُبَّابِلَ " وَمعناها " زرع بابِلَ " لأِنَّهُ وُلِد فِى بابِلَ وَلأِنَّ مُدَّة سبى مملكِة يهُوذا كانت حوالِى 70 سنة فمِنْ المؤكَّد أنَّ هُناكَ أُناس وُلِدُوا هُناكَ فالأب وَالأُم أُخِذُوا فِى السبى وَهُمْ هُناكَ أنجبُوا أولاداً مِنْ هؤلاء الأولاد حَجّي صاحِب هذِهِ النُبُّوة وَأيضاً زرُبَّابِلَ الَّذِى قاد الشَّعْب فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ أكبر عدد مِنْ النَّاس هُوَ الَّذِى رجع فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ حوالِى 42360 0
ملحُوظة :-
هذا الكَلاَمَ تجِدوه بِأسماء الأشخاص وَرؤساء القبائِلَ فِى سِفر عَزْرَا الأصْحَاحُ الثَّانِي0
2- الفُوج الثَّانِي :0
سنة 458 ق0م بِقِيادِة عَزْرَا الكاهِن فِى أيَّام المَلِكَ أرتحشستا وَكَانَ عددهُمْ قلِيل 1700.
3- الفُوج الثَّالِث :-
سنة 445 ق0م بِقِيادِة نحميا فِى أيَّام أرتحشستا أيضاً 0
الفُوج الأوَّلَ الَّذِى ذهب وجد الهيكل خرِب فبدأوا يتحمَّسُوا لِكى يبنُوه( لَوْ تذكَّرتُمْ نحميا تحمَّسَ لِيبنِى السُور لأِنَّ الهيكل كَانَ قَدْ بُنِى فِعلاً أمَّا السُور فكان مُنهدِم )أمَّا فِى أيَّام زرُبَّابِلَ فلمَّا ذهبُوا وجدوا الهيكل خرِب وَالسُور خرِب لكِنْ الَّذِى أثَّر فِيهُمْ هُوَ الهيكل فبدأوا يبنُوا الهيكل وَارتفعت معناوياتهُمْ وَلكِنْ حسدهُمْ العدو وَجعل السَّامِرِيين يقُوموا عليهِمْ وَأوقفوا العمل بِأمر مِنْ المَلِكَ عدو الخِير لمَّا يجِد الإِنسان بدأ يفِيق لِلهيكل الدَّاخِلِى وَيُرِيد أنْ يبنِى هيكله وَيُقَّدِم عِبادة نقِيَّة أمام الله لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرى هذا لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرانِى وَأنا أبنِى فِى هيكلِى الدَّاخِلِى فلمَّا هاج العدو وقف الأمر وَظلَّ موقُوف حوالِى 15 سنة فِى أثناء هذِهِ ألـ 15 سنة حدثت بعض المُتغيِّرات أنَّ النَّاس بدأت تبنِى البيُوت وَتُزَّينها وَبدأوا يعملوا لأِنفُسهُمْ بيُوت جمِيلة جِدّاً فهدأ الأعداء عنهُمْ فِى موضُوع بُناء الهيكل فأتوا يقُولُوا لَهُمْ إِبنُوا الهيكل فبدأوا يتكاسلوا وَإِنشغل كُلّ واحِد فِى بُناء بيته الخاص إِنشغل كُلّ واحِد فِى هموم حياته فضاع الحماس الرُّوحِى بنُوا بيُوتهُمْ وَكانَ كُلّ شئ جمِيلَ فِى البلد ما عدا هيكل الرَّبَّ لمَّا حَجّي رأى هذا الأمر تضايق جِدّاً وَغار جِدّاً جِدّاً وَقَالَ لَهُمْ أتسكُنوا فِى بيُوت مُغشَّاه أى مُزيَّنة وَبيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ كلِمة " حَجّي " معناها " عِيد أوْ فرح " لأِنَّ نبُّوته عِبارة عَنْ دعوة لِبُناء بيت الرَّبَّ لأِنَّ معنى أنَّ أُورُشلِيم تكُون بِلاَ هيكل معناهُ أنَّهُ لاَ يوجد حلُولَ الله فِيها وَالهيكل فِى وسط أُورُشلِيم معناه حلُولَ الله فِى وسط الشَّعْب هُوَ يملُكَ علِيهُمْ يُقَّدِسهُمْ هُوَ الَّذِى يملأ حياتهُمْ فرح وَبهجة هُوَ سِر النُصرة وَالقُوَّة وَكما قِيل[ لَكَ ينبغِي التَّسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون وَلَكَ يُوفى النَّذرُ ] ( مز 65 : 1 ) لَمْ يكُنْ هُناكَ عِيد إِلاَّ وَتأتِى بهجتهُ مِنْ أُورُشلِيم الهيكل الذبائِح وَالتقدِمات وَالعِبادات كُلَّها فِى أُورُشلِيم وَأُورُشلِيم كُلَّها لها مجد عظِيم بِسبب الهيكل إِذن فأُورُشلِيم بِلاَ هيكل تكُون بِلاَ مجد يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ حياتنا الدَّاخِلِيَّة ( الهيكل ) هِى سِر بهائنا وَمجدِنا وَعظمِتنا وَبِدُون أنْ يكُون لنا مجد مِنْ الدَّاخِلَ فمهما كَانَ الخارِج مُزيَّناً فَهُوَ لاَ شئ كُلّ الشَّعْب إِنشغل بِبُناء بيته الخاص وَتركَ بيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ سِفر حَجّي هُوَ عِبارة عَنْ دعوة إِلهِيَّة لِكُلّ نَفْسَ تركت بيت الرَّبَّ داخِلها خرِب أوْ تركت مذبحها الدَّاخِلِى خرِب يُرِيد الرَّبَّ أنْ يقُولَ لِلإِنسان تعال إِستعِيد بهجِة خَلاَصَكَ إِستعِيد سُكنى الله فِى داخِلَكَ تعال إِبنِى مذبحكَ داخِلَ هيكل نَفْسَكَ تعال إِعلِن قلبكَ هيكل لِلرَّبَّ إِعلِن أعماقكَ مُقدَّسة لَهُ إِستجِيب لِدعوة حَجّي النبِي هذا السِفر عِبارة عَنْ حدِيث إِلهِى فِيهِ عِتاب مِنْ ربِّنا لِلنَّفْسَ المُتراخِية فيقُولَ لها إِنتِ إِهتمِيتِى بِأمور كثِيرة لكِنْ تتراخِى فِى قبُول الملكُوت إِنتِ إِرتبكتِى بِأمور كثِيرة كما قَالَ لِمرثا تهتمِين وَتضطرِبِين لأِجل أمور كثِيرة وَلكِنْ الحاجة إِلَى واحِد ( لو 10 : 41 ) لِذلِكَ رِسالِة حَجّي معناها عِيد أوْ فرح لأِنَّ فِى الحقِيقة بُناء هيكل الرَّبَّ فِى داخِلَ نِفُوسِنا يدعو إِلَى الفرح ثَلاَثَ أنبِياء ما بعد السبى هُمْ حَجّي & زكرِيَّا & مَلاَخِي لِذلِكَ نجِد هذِهِ الثَّلاَث نُبُّوات مُتشابِهة جِدّاً لأِنَّ العصر واحِد هُوَ ما بعد الرُّجُوع مِنْ السبى حَجّي وُلِد فِى أرض السبى لكِنْ الَّذِى جعلهُ يُغار عَلَى الهيكل بِالرغم أنَّهُ لَمْ يراه لأِنَّهُ مولُود فِى بابِلَ لكِنْ كَانَ أباهُ وَأُمهُ دائِماً يحكوا لَهُ عَنْ أُورُشلِيم كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ إِنْ نسيتُكِ يا أُورُشلِيم تنس يمِينِي ][ عَلَى أنهارِ بابِلَ هُناكَ جلسنا ، بكِينا عِندما تذكَّرنا صِهيُون علَّقنا قِيثاراتنا ] ( مز 137مِنْ مزامِير الغرُوب ) هُمْ حزانى وَ لاَ يُرِيدُون حَتَّى أنْ يُرنِّمُوا لأِنَّهُمْ مسبِيين وَهكذا الخطِيَّة فإِنَّها تفعلُ ذلِكَ فِى داخِلَ النَّفْسَ فَحَجّي سمع كثِيراً مِنْ أهله عَنْ مجد الهيكل وَالذبائِح وَالعِبادات وَكانُوا يقُولُوا لَهُ كيف هِى مُفرِحة الحياة مَعَْ الرَّبَّ وَما بِها مِنْ قُوَّة وَبهجة فبدأ حَجّي يكُون مِنْ أكثر المُتحمِسِين لِبُناء الهيكل لِذلِكَ نجِد أنَّ العمل بعدما توَّقف أنَّهُ رجع أيضاً العجِيب أنَّهُ أحياناً يا أحِبَّائِى النَّفْسَ تجِد مُقاومة مِنْ إِتجاهِين إِمَّا مِنْ خارِجها وَإِمَّا مِنْ داخِلها مِنْ الخارِج بُناء الهيكل توَّقف وَهذا كَانَ هجُوم مِنْ السَّامِرِيين وَمرَّة أُخرى توَّقف البُناء لِكسلَ مِنْ الدَّاخِل أليست هذِهِ هِى حربِنا فِى مرَّة يضربنِى الشَّيطان وَمرَّة أُخرى أتكاسلَ مرَّة عدو الخِير هُوَ الَّذِى يخدعنِى وَمرَّة أنا الَّذِى أخدع نَفْسِى أحياناً كسلِى أنا وَأفكارِى أنا هِى الَّتِى تجلِب عَلَىَّ خطايا وَشُرُورِى الدَّاخِلِيَّة الَّتِى مِنْ داخِلِى أنا وَأحياناً عدو الخِير هُوَ الَّذِى يضع لِى ظرُوف تتعِبنِى المفرُوض أنَّنا أصحاب دعوة قِتالَ مَعَْ الطرفين الطرف الخارِجِى وَالدَّاخِلِى لكِنْ دائِماً القِدِيسُون كانُوا يركِّزوا أنَّكَ إِنْ جاهدت مَعَْ نَفْسَكَ ( لَوْ تحكمَّت فِى داخِلَكَ ) ستعرِف أنْ تُجاهِد مَعَْ الأعداء إِذن الموضُوع يبدأ مِنْ الدَّاخِلَ وَليس مِنْ الخارِج وَصدِّقُونِى أحياناً تكُون الحرب الدَّاخِلِيَّة أشرس مِنْ الخارِجِيَّة كَانَ لِلقدِيس أبو مقَّار تلمِيذ تُحارِبهُ أفكار كثِيرة وَطلب مِنْهُ أنْ يُصَلِّى لَهُ وَلكِنْ الأفكار ظلَّت تُطارِدهُ فَصَلَّى أبو مقَّار وَتعجَّب أنَّ ربِّنا لَمْ يستجِيب لِصلاته فربِّنا سمح لِعدو الخِير أنَّهُ يظهر لأبو مقَّار وَقَالَ لَهُ أنَّنا نكُف عنْهُ مِنْ يوم أنْ صلِيت لَهُ لكِنْ هُوَ الَّذِى يُقاتِل نَفْسَه يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً يمِيلَ إِلَى الرَّاحة وَالكسلَ إِذن هُوَ الَّذِى يتراخى أحياناً عدو الخِير يهدأ عنَّا وَلكِنْ الكسل يأتِى مِنَّا فسِفر حَجّي دعوة لِمُقاومِة الطرفين فلمَّا إِنشغل كُلّ واحِد بِبُناء بيته الخاص أخذ حَجّي يُنذِرهُمْ وَيحِثَّهُمْ عَلَى العمل وَبُناء بيت الرَّبَّ بِقُوَّة وَغِيره حِينما بدأوا يبنوا البيت جاءت فِئة مِنْ كِبار السِن الَّذِينَ عاصروا هيكل سُليمان وَبدأوا يستخِفوا بِالهيكلَ الجدِيد حَتَّى أنَّ الَّذِينَ كانُوا يبنُون أُصِيبوا بِالإِحباط وَاليأس فلمَّا وجدهُمْ حَجّي هكذا أعطاهُمْ نُبُّوة بِصوت ربِّنا [ ابنُوا البيت فَأرضى عليهِ وَأتمجَّد قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهِمه الذَّهب وَالفِضَّة لكِنْ يُحِب القلب00وَأنَّ مجد الهيكلَ لاَ يأتِى مِنْ الذَّهب وَالفِضَّة لأِنَّها لِى لكِنْ حلُولِى هُوَ الَّذِى يُعطِى لِلمكان قُدسِيتهُ فالرَّبَّ لمَّا كلَّم مُوسى كَانَ عَلَى جبل وَالجبل أصبح لَهُ رُعب رغم أنَّهُ جبل فبدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهتم بِهذِهِ الأشياء وَالأهم أنْ يكُون حالِلَ فِى هذا المكان المجد الحقِيقِى هُوَ مجد عملَ الله وَمجد حلُولَ الله ليس لِشكلَ وَ لاَ حِجارة لأِنَّ المذبح هُوَ الَّذِى يُقَّدِسَ وَليس الذَّهب لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ كَانَ يُعاتِب الكتبة وَالفرِّيسِيين المُراؤون لأِنَّهُمْ جعلوا الذَّهب أهم مِنْ المذبح وَكأنَّ المذبح يأخُذ مجده مِنْ الذَّهب المذبح يأخُذ مجده مِنْ حلُولَ المسِيح لِذلِكَ مُمكِنْ نجِد فِى الكنِيسة مذبح خشب أوْ رُخام فليس هذا المُهِمْ لأِنَّ ليست المادَّة هِى الَّتِى ستُضِيف المجد عَلَى الرَّبَّ يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ حَجّي بِحكمتِهِ وَرُوح ربِّنا الَّذِى داخِله أعاد إِليهِمْ رُوح الغِيره بعد أنْ كَانَ رُوح اليأس قَدْ تسرَّب إِليهِمْ مِنْ غايات سِفر حَجّي ليس فقط الحث عَلَى بُناء الهيكل لكِنَّهُ دخل معهُمْ فِى مفاهِيم رُوحِيَّة تمِس عِلاَقِتهُمْ بِالله عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ مِنْ الدَّاخِلَ فبدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ نقاوِة القلب وَالسِيرة هِى أهم مِنْ عملِيِة البُناء وَأنَّ عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ الدَّاخِلِيَّة هذِهِ هِى الأهم مِنْ البُناء نَفْسَه وَمتى تحسَّنت عِلاَقِتهُمْ بِربِّنا سيأتِى البُناء كنتِيجة لِغِيرتهُمْ عَلَى عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ فيؤكِّد أنَّ الله لاَ يسكُنْ فِى أماكِنْ مصنُوعة بِأيادِى وَأنَّهُ لاَ يطلُب أمجاد زمنِيَّة وَ لاَ شكل مُعيَّن لكِنْ يطلُب أنْ يكُون الأوَّلَ فِى حياة الإِنسان فقبل أنْ تبنِى بيتكَ إِبنِى بيت الرَّبَّ ربِّنا يُحِب أنْ يكُون لَهُ الأولوِيَّة وَيُحِب أنَّ خلِيقتهُ تُكرِمه وَتعبُده وَفِى نَفْسَ الوقت بدأ حَجّي يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ هذا الهيكل هُوَ مُجرَّد نُبُّوة عَنْ هيكل مِنْ نوع جدِيد هُوَ هيكل ربِّنا يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ حِين قَالَ سأنقُضَ هذا الهيكل وَأبنِيه فِى ثلاثة أيَّام كَانَ لاَ يتكلَّم عَنْ الهيكل إِنَّما يتكلَّم عَنْ نَفْسَه( مر 14 : 58 ) فهذا الهيكل مُجرَّد رمز لِلهيكل الحقِيقِى الَّذِى هُوَ مجِئ ربِّنا يسُوعَ المسِيح مِنْ خِلاَلَ تجسُّد الكلِمة وَيقُولَ عنْهُ حَجّي [ مُشتهى كُلّ الأُمَمِ ] ( 2 : 7 ) كَانَ هذا مدخل لِلسِفر وَنبدأ فِى دِراسِة الأصْحَاحُ الأوَّلَ0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
نجِد تدرُّج لِنُبوات حَجّي فِى الأصْحَاحُ الأوَّلَ نُبُّوة يدعو فِيها إِلَى بُناء بيت الرَّبَّ وَفِى الأصْحَاحُ الثَّانِى ثَلاَثَ نُبوات ( فِى العدد 1 ) [ كانت كلِمةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ]وَاليد تُشِير لِلقُوَّة وَكَانَ المفرُوض أنْ يقُولَ " فم " لأِنَّ الكلِمة تخرُج مِنْ الفم لأِنَّ الرَّبَّ يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّ كلِمته لابُد أنْ تُقالَ بِقُوَّة كالسيف القوِى الَّذِى يُحطِّم0
الوالِي & الكاهِن حَجّي يُوَّجِه نُبُّوته لِشخصِين الوالِى وَهُوَ زرُبَّابِلَ وَالكاهِن وَهُوَ يهُوشعَ " زرُبَّابِلَ " أى " زرع بابِلَ أوْ المولُود فِى بابِلَ " وَ " يهُوشعَ " بِمعنى" خَلاَصَ الله " الوالِى أوْ الرئِيس فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً يرمُز لِلإِرادة وَالكاهِن يرمُز إِلَى القلب إِذن نُبُّوة حَجّي موَّجهة لِلإِرادة وَالقلب لِلوالِى وَالكاهِن زرُبَّابِلَ وَيهُوشعَ إِذا كُنت تُرِيد أنْ تُحرِّكَ نَفْسَكَ إِبدأ بِإِرادتكَ وَقلبكَ وَمتى تحرَّكوا سيأتِى الفِعل الأخِير وَتكُون النتِيجة هِى سلُوكَ ( بُناء ) حرَّكَ الوالِى وَالكاهِن ستجِد الشَّعْب كُلّه تحت أمركَ لكِنْ الشَّعْب لاَ يُمكِنْ أنْ يتحرَّكَ بِدُون أنْ يأمُر الوالِى أحياناً أُلقِى بِاللوم عَلَى نَفْسِى بِسبب خطاياى وَ لاَ ألوم إِرادتِى أليست الإِرادة وَالميُول أليست الإِتِجاهات وَالإِهتِمامات هِى الَّتِى تجعلنِى هكذا ؟طالما أنَّ زرُبَّابِلَ كسلان فالشَّعْب سيظل كسلان أمَّا إِذا نشط زرُبَّابِلَ وَهُوَ المُتحكِّم فِى الشَّعْب وَبدأ يضع لَهُمْ شرُوط وَيُوزعهُمْ عَلَى العملَ سنجِد البيت قَدْ بُنِى الوالِى رمز لِلإِرادة الإِنسانِيَّة الَّتِى يُقِيمها الله داخِلَ الإِنسان لِتُدَّبِر حياته مَعَْ الرَّبَّ فهذِهِ الإِرادة ربِّنا جعلها كَمَلِكَ لَهُ سُلطان داخِلَ الإِنسان لِذلِكَ مُهِمْ جِدّاً جِدّاً أنْ نُخضِع إِرادِتنا لإِرادة الله وَلِلوصايا وَدائِماً أقُولَ لَهُ ماذا تُرِيد يارب أنْ أفعل ؟وَبِإِستمرار أقُولَ لَهُ ها أنا أمامكَ يارب وَدائِماً أقُولَ لَهُ ياربِى إِرادتِى تحت إِرادتكَ أنا تحت أمركَ وَأنت تأمُرنِى متى تقدَّست الإِرادة إِعلموا يا أحِبَّائِى أنَّهُ سيكُون لِحياتِنا إِتجاه آخر بِنِعمِة الرَّبَّ إِخضِع إِرادتكَ بِإِستمرار لأِرادِة وَتدبِير فِكر الله إِجعلَ زرُبَّابِلَ خادِم لِلولاه إِجعلَ إِرادتكَ بِإِستمرار خاضِعة لِلوصايا وَلِلمكتُوب الكاهِن يُشِير إِلَى القلب وَالقلب هُوَ مركز الحياة وَالإِهتمامات وَالعواطِف حِينما يتقدَّسَ مركز القلب وَيُطِيع الكلِمة المكتُوبة حِينما يتحرَّكَ هذا القلب تتحرَّكَ العواطِف ما هُوَ سِر الفتُور ؟ لِماذا لاَ يوجد عِندِى إِحساس بِالصلاة ؟ لاَ يوجد عِندِى رغبة فِى الحياة الرُّوحِيَّة ؟ السبب أنَّ الإِرادة مُتعبة وَالقلب مُتعب كيف أبنِى ما دامت الإِرادة وَالقلب مُتعبان ؟ لابُد ينشط الكاهِن – لابُد ينشط – وَحِينما القلب ينشط نجِد الحياة تغيَّرت بِنِعمِة ربِّنا ربِّنا مُقِيم داخِلَ قُلُوبنا يا أحِبَّائِى قلب نقِى يُحِبَّه وَمِنْ عطايا الله علِينا أنَّهُ أعطانا قلب لَهُ إِهتمامات رُوحِيَّة لأِنَّهُ لَهُ لِذلِكَ هذا القلب حِين يتقدَّسَ يصِير هيكل لله بِالرُّوح القُدُسَ يسكُنْ فِيه وَربِّنا يسُوعَ المسِيح يُعلِن فِيه أنَّهُ أُسقُف وَرئِيس النَّفْسَ وَهُوَ الشَّفِيع بِدَمه عِند أبِيهِ الصَّالِح لِذلِكَ إِجعل دائِماً إِرادتكَ وَقلبكَ خاضِعة لِكلِمة ربِّنا وَإِجعلَ قلبكَ يعِى كلِمة الرَّبَّ وَ لاَ تقرأ كلِمة عَلَى أنَّها أحداث مضت إِنَّ حدِيث حَجّي هُوَ حدِيث اليوم وَالهيكل المهدُوم هُوَ هيكل نَفْسِى زرُبَّابِلَ هِى إِرادتِى يهُوشعَ هُوَ قلبِى أنا الَّذِى أحتاج أسمع لِكلِمة حَجّي وَكأنَّ هذا السِفر مكتُوب لِى اليوم وَالآنَ وَهذا هُوَ جمال الكِتاب المُقدَّسَ إِنِّى أضع نَفْسِى فِى داخِلَ الأحداث وَإِلاَّ أصبح كِتاب تارِيخ القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ [ أنت دائِم جدِيد إِلَى الأبد ] وَلِذلِكَ كلِمة الله تجذِب إِليها نِفُوسَ وَتُقَّدِسَ وَتمنح توبة فَهِى كلِمة قادِرة وَفعَّالة لَوْ تأمَّلنا فِى زرُبَّابِلَ أوْ حَجّي نجِد أنَّهُمْ وُلِدوا فِى السبي قائِد وَنبِى وَوالِى جمِيعهُمْ وُلِدوا فِى السبى وَكَانَ مِنْ المفرُوض أنْ يختاروا زُعماء لَهُمْ ولاء أكبر لأِورُشلِيم وَمَعَْ ذلِكَ رأينا فِى زرُبَّابِلَ ولاء أكبر مِنْ الَّذِينَ وُلِدوا فِى أُورُشلِيم لأِنَّ زرُبَّابِلَ هذا رمز لِلإِنسان الَّذِى فِى وقت مِنْ الأوقات مسبِى بِالخطِيئة لكِنْ الرَّبَّ حرَّرهُ مِنها قُلنا أنَّ الَّذِى حرَّر الشَّعْب هُوَ كورش لكِنْ الشَّعْب لَمْ يُحارِب لِكى يرجع إِنَّما الرَّبَّ هُوَ الَّذِى غيَّر الموازِين وَقلب الممالِكَ وَجعل مملكِة مادِى تنتصِر عَلَى مملكِة بابِلَ وَأعطى عِتق مجاناً لِشعبه وَهذِهِ إِشارة إِلَى أنَّنا لَمْ نُحارِب عدو الخِير وَلكِنْ الله حاربهُ عنَّا وَأعطانا غلبة مجَّانِيَّة مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ يقُولَ [ إِذْ محا الصَّكَّ الَّذِي علينا فِي الفرائِضِ الَّذِي كَانَ ضِدّاً لنا ] ( كو 2 : 14 ) وَ " الصَكَ " هُوَ " الشِيكَ " وَهُوَ دلِيل العقُوبة وَهُوَ محاهُ بِعمله الخَلاَصِى وَالفِدائِى مجاناً إِذن أين جِهادِى ؟ جِهادِى أنْ أحفظ هذا العِتق مُمكِنْ إِنسان يُعتق لكِنْ لاَ يستمِر وَهذا حدث فِعلاً أنَّ بعض النَّاس رفضت العودة لأِورُشلِيم لأِنَّهُمْ أحبُّوا بابِلَ ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لإِرادِة الإِنسان الَّتِى وقعت فِى فِترة مِنْ الفترات تحت سبى الخطِيَّة أنَّهُ القادِر وحدهُ أنْ يُحرِّرُها مِنْ سبيها وَيُطلِقُها إِلَى أُورُشلِيم العُليا ربِّنا قادِر ينقِلنِى مِنْ بابِلَ لأِورُشلِيم فحِينما أكُونَ خاطِئ أكُون فِى بابِلَ وَحِين أتوب أنتقِلَ لأِورُشلِيم وَكما يقُولَ داوُد [ فَأدخُلَ إِلَى مذبح الله تِجاه وجه الله الَّذِي يُفرِّح شبابِي ]( مز 42 – مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِكى أقُود ليس نَفْسِى فقط لكِنْ أقُود 42000 وَهذا عملَ الله فزرُبَّابِلَ المولُود فِى بابِلَ الرَّبُّ يفُكَ سبيه وَيجعلهُ أيضاً قائِد أنتَ ياربَّ قادِر أنْ تُحرِّرنِى وَتجعلنِى أيضاً قائِد فِى وسط كنِيستكَ وَشعبكَ وَتجعلنِى آتِى بِأبناء كثِيرِين إِلَى المجد فعملَ الله يحمِلَ فِى داخِله إِمكانِيات مِنْ عِند الرَّبَّ يجعل الإِنسان يُقَّدِسَ كُلّ مواهِبه وَطاقاته لِحِساب ملكُوته0
ملحُوظة :-
أى قائِد فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلمسِيح فيشُوعَ & نحميا & عَزْرَا & زرُبَّابَِلَ كُلّ هؤلاء إِشارة لِلرَّبَّ يسُوعَ ما أجملَ أنَّ الإِنسان يكتشِف شخص يسُوعَ المُباركَ فِى الأشخاص الَّذِينَ نتكلَّم عنْهُمْ فالرَّبَّ يسُوعَ هُوَ زرُبَّابِلَ الَّذِى ردَّ سبينا وَهُوَ الَّذِى نقلنا لِلملكُوت كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ عَنْ يسُوعَ فِى كُولُوسِي أنَّهُ هُوَ الَّذى قدَّسَ إِرادِتنا وَعتقنا مِنْ العبُودِيَّة المُرَّة [ هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ قائِلاً0هذا الشَّعْبُ قَالَ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] ( 1 : 2 ) كلِمة " ربُّ الجُنُودِ " إِشارة لِلجِهاد الرُّوحِى وَكَانَ مُمكِنْ أنْ يقُولَ " قَالَ الرَّبَّ "هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ إِلهكَ إِله قوِى وَيُحِب أنْ يعمل بِجنُوده وَيُحِب الأيادِى المُتشَّدِدة المُتقَّوِيَّة بِهِ وَفِى اللحظة الَّتِى تُعلِنْ لَهُ أنَّكَ ستُحارِب معهُ هُوَ يقُولُ لَكَ " أنا إِلهكَ وَقائِدكَ ربُّ الجُنُود " وَكما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ [ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودُنا فِي موكِبِ نُصرتِهِ ] ( 2 كو 2 : 14 )[ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] بعد أنْ إِنتهت المُقاومات الخارِجِيَّة بدأت المُقاومات الدَّاخِلِيَّة ما رأيكُمْ فِى هذِهِ العِبارة كَمْ مرَّة قُلناها ؟ كَمْ مرَّة ربِّنا يدعُونا لِلجِهاد الرُّوحِى وَنُؤجِل وَنقُولَ ليس الآنَ ؟ حرب التأجِيلَ وَالكسلَ مِنْ أخطر وَأعدى أعداء الحياة الرُّوحِيَّة مِنْ الصعب جِدّاً يا أحِبَّائِى عَلَى الإِنسان أنْ يظِلَ حياته كُلَّها يقُولَ" أنَّ الوقت لَمْ يأتِى بعد " وَأحياناً يتعلَّلَ بِأسباب عدِيدة فِى حِين أنَّ ربِّنا يقُولَ لَكَ[ هُوذا الآنَ وقت مقبُول هُوذا الآنَ يومُ خَلاَصٍ ] ( 2 كو 6 : 2 )[ إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قًلُوبكُمْ ] ( عب 3 : 15 ) " اليوم " وَ لاَ تقُولَ " غداً "قُلَ لَهُ يارب أنا أُرِيد أنْ أبنِى بيتِى وَهُوَ بيتكَ الَّذِى خرِب قلبِى الَّذِى إِنقطعت مِنْهُ الذبائِح وَالتقدُمات كما كَانَ داوُد النبِى يقُولَ [ لَكَ أذبح ] ( مز 116 : 17 ) أُرِيد أنْ أُقَّدِم لَكَ شئ صعب جِدّاً نقضِى وقت كبِير مِنْ حياتنا نُؤجِلَ وَيجِب أنْ نُلاَحِظ أنَّ التأجِيلَ يُقَّسِى القلب وَيجعلَ الإِنسان يتبلَّد وَينغلِب لِلأمر الواقِع وَيجعل إِشتياقات الإِنسان تفتُر وَرُوحِياته تخمُد هذا ما يفعلهُ التأجِيلَ تخيَّلَ أنَّكَ تعوَّدت عَلَى أُورُشلِيم بِدُون هيكل لكِنْ ضع يَدَكَ فِيهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يكُنْ قَدْ بُنِى ضع يَدَكَ فِى الحياة مَعَْ ربِّنا سيتحسَّن كُلّ شئ حَتَّى لَوْ لَمْ يكتمِلَ بعد قُولَ لَهُ " إِشترِكَ فِي العملَ مَعَْ عبِيدكَ " ( أُوشِيَّة المُسافِرِينَ ) إِبدأ مِنْ الآنَ اليوم أفضلَ مِنْ غداً يوم أقضِيه مَعَْ ربِّنا يسُوعَ المسِيح حَتَّى إِذا لَمْ أُواصِلَ بِنَفْسَ الحماس إِلاَّ أنَّ اليوم فعلت شئ ربِحت شئ أضأت شمعة [ هل الوقتُ لَكُمْ أنتُمْ أنْ تسكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ وَهذا البيتُ خراب ]( 1 : 4 ) يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ هل عِندكُمْ وقت لِتبنُوا بيتكُمْ وَليس عِندكُمْ وقت لِتبنُوابيت الرَّبَّ كثِيراً ما نتعلَّلَ أنَّهُ ليس لدينا قُدرات لِنعملَ بِها أُمور رُوحِيَّة فِى حِين أنَّ نَفْسَ هذِهِ القُدرات هِى الَّتِى نعملَ بِها أمور عالمِيَّة لِماذا وجدتُمْ وقت لِعمل بيُوتكُمْ وَأمَّا بيت الرَّبَّ فَلَمْ تجِدوا لَهُ وقت ؟ لِماذا ينفذ الوقت عِندما نأتِى لِعملَ الرَّبَّ ؟ تخيَّلوا أنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد فِى مرَّة قائِلاً [ لأِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2 صم 12 : 10 ) صدِّقُونِى نحنُ نعملَ هكذا مَعَْ ربِّنا وَنُشعِره أنَّهُ غير جدِير بِإِهتماماتِنا [ بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ ]أى المُزيَّنة وَهُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكَ لَمْ تهتم بِبُناء البيت فقط إِنَّما زينته أنتَ مُهتم ليس فقط بِالأُمور الزمنِيَّة إِنَّما بِأدق تفاصِيلها وَالإِنسان يهتم بِالمأكل وَالمشرب كثِيراً لاَ تهتم بِالخارِج عَلَى حِساب الدَّاخِلَ فِى حِين أنَّ كُلّ مجد إِبنة المَلِكَ مِنْ الدَّاخِلَ( مز 44 مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِذلِكَ نجِد القِدِيسِين حِينما إِهتموا بِالدَّاخِلَ إَِزدروا بِالخارِج فلمَّا إِمتلأوا جِدّاً جِدّاً مِنْ الدِّاخِلَ أصبح الخارِج لاَ يُشغِلهُمْ وَالعكس صحِيح حِين يكُون الدَّاخِلَ فارِغ يكُون الخارِج مُهِمْ جِدّاً [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ] ( 1 : 5 ) يُرِيد أنْ يقُولَ راجِع نَفْسَكَ هل أنت تمشِى فِى الطرِيق الصحِيح أم لاَ ؟ حاسِب نَفْسَكَ هل يُرضِيكَ أنْ تهتم بِأموركَ الزمنِيَّة وَتسكُنْ فِى قصُور مُزيَّنة تلِيق بِالملُوكَ وَالعُظماء وَتترُكَ بيت ربِّنا ؟ هل يلِيق أنْ تُقَّدِم الزمنِيات عَلَى الأبدِيات ؟ لِذلِكَ يقُولَ [ وَلِتُلاَحِظ عيناكَ طُرُقِي ] ( أم 23 : 26 ) فاجعلَ عينيكَ عَلَى الطرِيق وَإِلاَّ تضِلَ يجِب أنْ نأخُذ حذرنا مِنْ أنْ نكُون مُهتمِين بِحياتنا الزمنِيَّة وَمُنصرِفِين عَنْ ربِّنا وَالأصعب أنَّنا لاَ نشعُر بِذلِكَ لِذلِكَ يقُولَ لَهُمْ [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ]أى تأمَّلَ فِى حياتكَ الدَّاخِلِيَّة وَراجِع نَفْسَكَ وَكما يقُولَ مُعلِّمنا بُولُسَ فِى غلاَطِيَّة[ وَلكِنْ لِيمتحِنْ كُلُّ واحِدٍ عملهُ ] ( غلا 6 : 4 )" يمتحِن " أى يسألَ وَيُدَّقِق لِذلِكَ مُعلِّمنا داوُد النبِى يقُولَ [ طُرُقكَ ياربُّ عرِّفنِي ]( مز 25 : 4 ) عرَّفنِى الطرِيق الَّتِى أسلُكَ [ زرعتُمْ كثِيراً وَدخَّلتُمْ قلِيلاً تأكُلُونَ وَليس إِلَى الشَّبعِ تشربُونَ وَ لاَ تروُونَ تكتسُونَ وَ لاَ تدفأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ] ( 1 : 6 ) هُنا توبِيخ مِنْ حَجّي إِنسان زرع أرض كبِيرة وَالحصاد الَّذِى دخَّلهُ المخزن كَانَ قلِيلَ إِنسان يأكُلَ وَ لاَ يشبع يشرب وَ لاَ يُروى يلبِس وَ لاَ يتدَّفأ يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ قَدْ فقدتُمْ البركة مهما عملت مِنْ إِهتمامات بِحياتكَ الزمنِيَّة بِدُون إِرضاء الله تفقِد البركة كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوب حِين أفقِد إِحساسِى بِالشَّبع الدَّاخِلِى وَأفقِد إِتحادِى بِالله أفقِد البركة فأجِد أنَّ حياتِى كُلَّها لاَ قِيمة لها هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ عِندما إِنصرفتُمْ عَنْ بُناء بيت ربِّنا الدَّاخِلِى هُوَ أيضاً إِنصرف عنكُمْ وَكَانَ مِنْ المُمكِنْ أنْ يُبارِكَ لَكُمْ فِى الزُرُوع وَ الغلاَّت فالرَّبَّ كَانَ يُرِيد أنْ يُشعِرهُمْ أنَّهُ وسطِهِمْ فقدِيماً كَانَ يقُولَ أنَّ فِى السنة السَّابِعة الأرض تسترِيح وَلكِنْ كَانَ فِى السنة السَّادِسة يُعطِيهُمْ محصُولَ مُضاعف يُرِيد أنْ يقُولَ أنا البركة أنا الغِنى وَأنت عليكَ أنْ تزرع فقط فالعملَ كَانَ عقُوبة أنَّكَ بِعرق جِبِينكَ تأكُلَ خُبزكَ ( تك 10 : 17 ) لكِنْ حِينما أُرِيد أنْ أُبارِكَ فأنا أُبارِكَ فنحنُ حِين ننصرِف عَنْ الرَّبَّ يجعلنا نعِيش فِى دائِرة همَّ المأكل وَالمشرب لكِنْ إِذا إِتحدنا بِهِ يرفع عنَّا هذا الهمَّ وَكما كَانَ مرفُوع عَنْ أبونا آدم قبل السقُوط وَكما يعِيش آباء وَمُتوحِدِينَ فِى البرارِى وَالجِبالَ مرفُوعَ عنهُمْ همَّ العملَ لأِنَّهُمْ إِرتفعُوا فوق مُستوى الهمَّ وَإِتحدوا بِالله فصارُوا لاَ يهتمُون بِهذِهِ الأُمور وَيحيونَ فِى بركِة الله يأكُلُونَ مِنْ يَدِهِ لاَ تظُن أنَّ سعيكَ هُوَ الَّذِى يُعطِيكَ إِنَّما هِى بركِة الرَّبَّ الَّتِى تُغنِيكَ إِسعى لكِنْ لاَ تنسى الله لاَ تهتم بِأنْ تبنِى بيتكَ وَتترُكَ بيتكَ الدَّاخِلِى مُنهدِم وَمذبحكَ مِنْ الدَّاخِلَ ليس فِيهِ تقدِمات وَ لاَ سكِيب وَ لاَ مخافِة الرَّبَّ " كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوبٍ " يُمكِنْ أنْ تُفسَّر أيضاً بِكلِمة ربِّنا إِنِّى أخُذها داخِلِى لكِنَّها تتسرَّب لكِنْ كلِمة ربِّنا كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ خبأتُ كَلاَمَكَ فِي قلبِي لِكيلاَ أُخطِئ إِليكَ ] ( مز 119 : 11 ) فَهُوَ خائِفَ عَلَى الكلِمة أنْ تتسرَّب مِنْهُ الإِنسان لابُد أنْ يُحافِظ عَلَى النِعم الرُّوحِيَّة حِين يأخُذها نحنُ نتناولَ كثِيراً وَنقرأ فِى الإِنجِيلَ نخدِم وَنسمع كثِير وَكُلّ هذا وَالكِيسَ منقُوب القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ[ إِرعى مُحِبَّاً مَا أخذتهُ ] بِمعنى أنَّ الكلِمة الَّتِى سمعتها فكَّر وَتأمَّلَ فِيها ردِّد الآية الَّتِى لمست قلبكَ وَاسرح فِيها وَتأمَّلها [ اِصعدُوا إِلَى الجبلِ وَأتُوا بِخشبٍ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ يكفِيكُمْ رخاوة وَإِهتمام بِالزمنِيات لأِنَّهُمْ لمَّا رفضُوا الرَّبَّ هُوَ أيضاً رفضهُمْ وَلمَّا تركوه تركهُمْ وَفقدوا البركة لأِنَّ الَّذِى يُهمِلَ ربِّنا فمهما عملَ وَتعب يصِير إِلَى حالة أقلَ مِنْ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبلِ " وَالجبلَ فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً إِشارة إِلَى ربِّنا يسُوعَ المسِيح سفِينة نُوح إِستقرت عَلَى جبلَ وَالسفِينة هِى الكنِيسة الَّتِى إِستقرت عَلَى الجبلَ الَّذِى هُوَ المسِيح كما أنَّ الوصايا جاءت عَلَى جبلَ وَالموعِظة عَلَى الجبلَ وَالتَّجلِى أيضاً كَانَ عَلَى جبلَ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبل " أى إِرتفعُوا فوق مُستوى الإِهتمامات الزمنِيَّة وَ لاَ نظِلَ تحت حَتَّى متى سنظِلَ فِى الهُمُوم ؟ وَحَتَّى متى نظِلَ مُنصرِفِين عَنْ ربِّنا ؟ فكُلَّما ظللت تحت فالهمَّ يزِيد لكِنْ اِصعد الجبلَ تجِد أنَّ الهُمُوم تتلاَشى لِماذا تخُنقنا الهُمُوم ؟ لأِنَّنا ندخُلَ معها فِى مواجهة بِحجمها الطَّبِيعِى لكِنْ متى إِرتفعنا ندوسها إِذن " اِصعدُوا إِلَى الجبل "أى إِرتفع وَاحتضِن وَالتحِف وَاتحِد بِيسُوعَ0
[ وَأتُوا بِخشبٍ ] أى إِجعلَ صعُودكَ فعَّالَ أى لابُد لِكى تصعد أنْ تشتغلَ وَهذِهِ دعوة لِلجِهاد الرُّوحِى وَ " الخشب " فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلصلِيب وَهُنا تعنِى إِحِملُوا الصلِيب إِذن لقد أعطى خِطَّة رُوحِيَّة لِلجِهاد :-
1- اِصعد = إِرتفِع فوق مُستوى الزمنِيات
2- إِتحِد بِالمسِيح ( الجبلَ )
3- إِحمِلَ الصلِيب إِشارة لِلجِدِيَّة الرُّوحِيَّة
[ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ ] السؤالَ هل ربِّنا يوَّصِينا عَلَى بِيته ؟ألَمْ يكُنْ قادِر أنْ يبنِيه هُوَ ؟ ربِّنا قادِر يُقَّدِسَ قُلُوبنا وَيُقَّدِسنا لكِنْ هُوَ أيضاً أعطانا حُرِّيَّة [ هُوَ العامِلَ فِيكُمْ أنْ تُرِيدُوا وَأنْ تعملُوا ] ( فى 2 : 13 ) إِذن هُوَ يدعو لكِنْ عَلَىَّ أنا أنْ أستجِيب لِلدعوة ربِّنا مِنْ كثرة مراحِمه يقُولَ أنَّ الهيكلَ هُوَ هيكل سُليمان فَهُوَ ينسِبه لأِولاده لِكى عِندما يُكافِئ فِى النِهاية يُكافِئ عَلَى شئ عملت فِيهِ لكِنْ هُوَ صاحِب الفضلَ صعب جِدّاً إِنِّى أتوب بِدُون أنْ أفعلَ شئ هُوَ عامِلَ فِىَّ إِنِّى أستجِيب مَعَْ نِدائه لِكى أُكافئ فِى الأخِر إِنِّى عملت فِى حِين أنَّ ما عملتهُ هُوَ مِنْهُ هل نتصوَّر أنَّ الرَّبَّ يجعلنا نشعُر أنَّ هُوَ مُحتاج لنا وَيُرِيدنا أنْ نبنِى نحنُ البيت ؟ [ انتظرتُمْ كثِيراً وَإِذا هُوَ قلِيل وَلمَّا أدخلتُمُوهُ البيتَ نفختُ عليهِ لِماذا يقُولُ ربُّ الجُنُود لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ راكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ ]( 1 : 10 )هُنا بدأ يُعاتِبهُمْ مرَّة ثانِية وَيقُولَ لَهُمْ كيف تكُون نشِيط مِنْ جِهة بيتكَ أى حياتكَ الزمنِيَّة وَالأرضِيَّة وَفِى نَفْسَ الوقت تترُكَ بيتِى وَتُهمِله ؟هل ياربِى أنتَ مُتضايِق لأِنَّ بيتكَ خراب وَأنت لَكَ السَّماء وَسماء السَّموات وَلَكَ الأرض ؟ هل ياربِى فُلاَنَ وَهُوَ بعِيد عنكَ أنت الكامِلَ هل ينقُصَكَ شئ ؟نعم ينقُصنِى ربِّنا لاَ يوجد عِنده نُقصَانَ إِلاَّ أولاده التَّائِهِين عنْهُ ربِّنا لاَ يوجد عِنده خِسارة إِلاَّ هَلاَكَ أولاده وَ لاَ عِنده حُزن إِلاَّ النِّفُوسَ الَّتِى تُغضِبه وَتُهِينه لِذلِكَ نجِد العقُوبة فِى العدد 10 يقُولَ لَهُمْ [ لِذلِكَ منعتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمنعتِ الأرضُ غلَّتها ] النَّفْسَ الَّتِى تتهاون فِى عملَ الله السَّموات تمنع عنها النِّدىوَ النِّدى هُوَ نِعمة الرُّوح إِذن النَّفْسَ تُحرم مِنْ عملَ الرُّوح القُدُسَ داخِلها حِين تُصبِح مُهمِلة حِين أكُونَ مُهمِلَ فِى حياتِى الرُّوحِيَّة وَأشعُر إِنِّى فِى الحرب وحدِى كُلّ هذا لأِنَّ السَّموات منعت النِّدى أصبح لاَ يوجد قُوَّة الرُّوح داخِلِى وَأكُون أطفأتها " الأرض " فِى الكِتاب المُقدَّسَ إِشارة لِلجسد وَمعنى أنَّ الأرض منعت غلَّتها أنَّ حَتَّى الجسد فقد قُدسِيتهُ وَقُوَّتهُ وَأصبح لاَ يوجد ثمر يفرَّح الله وَ لاَ الإِنسان لِذلِكَ بدأ الإِنسان يحطَّم نَفْسَه جسده إِمكانِيات وَحَتَّى طعامه وَشرابه وَكُلّ أموره بدأ يُهمِلها " الغلَّة " هِى قُوَّة قداسِة الجسد [ وَدعوتُ بِالحرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنطةِ وَعَلَى المِسطارِ وَعَلَى الزَّيتِ وَعَلَى مَا تُنبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( 1 : 11 ) ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنا سِر البركة أنا الَّذِى يملأ حياتكَ بِكُلّ خيرأنا سِر الشَّبع وَالغِنى أنا الَّذِى أُعطِى ندى وَمطر وَأُعطِى مواهِب الرُّوح ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّهُ هُوَ سِر الشَّبع الحقِيقِى لِلنَّفْسَ أحياناً يعتقِد الإِنسان أنَّ جهده هُوَ الَّذِى يفعلُ لَهُ كُلّ شئ لكِنْ ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أنظارنا لأِمور أكبر مِنْ ذلِكَ بِكثِيرفِى تثنِية 28 : 11 ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لنا أنَّهُ هُوَ سِر الغِنى وَالشَّبع وَالبركة ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّكَ لَوْ أظهرت إِهتمام فِى حياتكَ الرُّوحِيَّة معهُ وَتجاوبت مَعَْ عملَ النِّعمة ستجِده هُوَ يُقَّدِسَ فِكركَ وَإِرادتكَ وَمشاعِركَ وَيجعل النِّدى ( عطايا الرُّوح ) تفِيضُ عليك ربِّنا قادِر أنْ يجعلَ النَّفْسَ صالِحة كُلَّها لأِنَّهُ كِنزُ الصَّالِحات وَمُعطِى الحياة [ حِينئِذٍ سمِعَ زرُبَّابِلُ بنُ شألتِيئيلَ وَيهُوشعُ بنُ يهُوصادِقَ الكاهِنِ العظِيمِ وَكُلُّ بقِيَّةِ الشَّعْبِ ] ( 1 : 12 ) إِذن سمِعوا وَاستجابُوا وَهُنا ذكر" بقِيَّةِ الشَّعْبِ "إِذا طبَّقنا هذا الكَلاَمَ فزرُبَّابِلَ هُوَ الإِرادة وَيهُوشع هُوَ القلب فمتى تقدَّست الإِرادة تقدَّسَ القلب وَبدأ كُلّ بقِيَّة الشَّعْب يخضع أى طاقات الإِنسان فِكره حواسه وَكُلُّ ما بِداخِله لِذلِكَ قدِّسَ الإِرادة وَالقلب تجِد أفعالَ مُباركة تنشأ عَنْ نَفْسَكَ [ وَخافَ الشَّعْبُ أمامَ وجهِ الرَّبِّ ]إِذن مخافِة ربِّنا لَمْ تكُنْ موجودة وَكانُوا بدأوا ينصرِفُواهُنا بدأ الخوف لمَّا الرَّبَّ هدَّدهُمْ بِقِلَّة البركة [ فقالَ حَجَّي رسُولُ الرَّبِّ بِرِسالةِ الرَّبِّ لِجمِيعِ الشَّعْبِ قائِلاً أنَا معكُمْ يقُولُ الرَّبُّ ]( 1 : 13 ) يقُولَ لَهُمْ أنا لاَ أُرِيد أنْ أُخِيفكُمْ أنا لستُ ضِدكُمْ لكِنْ إِبدأوا وَابنُوا البيت وَأنا أرضى وَأتمجَّد وَأضع يَدِى معكُمْ [ وَنبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زرُبَّابِل بنِ شألتيِئِيلَ وَالِي يهُوذا وَرُوحَ يهُوشعَ بنِ يهُوصادِقَ ]( 1 : 14 ) ما أجملَ أنْ نشعُر أنَّنا فِى يد الله وَنحتاج أنْ نتجاوب مَعَْ تنبِيهاته دائِماً ربِّنا يُنَّبِه إِنسان وَيستجِيب وَلكِنْ إِنسان آخر لاَ يستجِيب فِى عَزْرَا ( 1 : 5 ) [ مَعْ كُلِّ مَنْ نبَّهَ اللهُ رُوحهُ ] ربِّنا يُنَّبِه إِنسان أى يُوقِظهُ00ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أرواحنا يقُولَ لِلكاهِن وَالقلب وَالوالِى وَالإِرادة وَلِطاقات الإِنسان أنْ يبنُوا البيت [ فجاءُوا وَعمِلُوا الشُّغلَ ] ما أجملَ إِنسجام كُلّ طاقات الإِنسان معاً الوالِى وَالكاهِن وَكُلّ بقِيَّة الشَّعْب تعال إِخضِع إِرادتكَ وَقلبكَ لِعملَ الله وَجسدكَ هذا المُتمرِّد علِيكَ تجِده بدأ يشتغلَ بعد أنْ كَانَ لاَ يُرِيد أنْ يقُوم مِنْ الكسل نَفْسَ الجسد الَّذِى كَانَ ضِد لنا سيكُونُ معنا الحياة مَعَْ ربِّنا تُنشِئ فِى الإِنسان إِنسِجام كامِلَ فِى كُلّ كيانه تجِد طلبات الإِنسان وَطلبات جسده وَإِهتماماته كُلَّها تتغيَّر وَتتقدَّسَ كُلّ الإِنسان يُصبِح فِى وِحده واحِدة مِنْ أجلَ خِدمة بيت ربِّنا الفِكر وَالعقل وَالإِرادة وَالعواطِف وَالجسد كُلّه يعِيش فِى وِحده واحِده وَكيان واحِد ما هُوَ السِر فِى أنَّنا لاَ نعرِف أنْ نعِيش مَعَْ ربِّنا ؟ كُلّ طاقة فِى الإِنسان مبعثرة فالإِرادة فِى ناحِية وَالقلب فِى أُخرى وَالجسد لِذلِكَ لابُد أنَّ الكُلّ يتوحَّد بِرُوح ربِّنا00لِذلِكَ حَتَّى كلِمة " راهِب " معناها " مُوناخُوسَ "( مُونو = واحِد ، مُوناخُوسَ = إِنسان توَّحد كيانه كُلّه مِنْ أجل الله )الكاهِن & القلب & الإِرادة & الطاقات [ وَعمِلُوا الشُّغلَ ]هُناكَ عمل ينتظِرنا عملَ داخِلَكَ ينتظِر يَدَكَ وَرُوح ربِّنا داخِلَكَ يقُولَ لَكَ إِنشط البيت لَنْ يُبنِى بِمُعجِزة أوْ بِكلِمة لكِنْ بِعمل لِذلِكَ لابُد يكُون عندِنا ثمر لِلدعوة وَنسمع لأِنَّ مخافِة الله تجعلنا كُلِّنا نخضع لِعملَ الله وَتكُون نِفُوسنا كُلَّها فِى إِنسِجام داخِلِى مُفرِح فنبنِى البيت فيرضى وَيتمجَّد.

عدد الزيارات 3944

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل