الإِفْخَارِسْتِيَا وَتِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس

Large image

مِنْ إِنْجِيل لُوقَا 24 : 13 – 33 { وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا عِمْوَاسُ . وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ . وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسَهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا . وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ . فَقَالَ لَهُمَا مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ . فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأيَّامِ . فَقَالَ لَهُمَا وَمَا هِيَ . فَقَالاَ الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ . كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ . وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ . وَلكِنْ مَعَْ هذَا كُلِّهِ الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ . بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ الْقَبْرِ . وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ . وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ . فَقَالَ لَهُمَا أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ . أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَألَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ . ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ . ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقِيْنِ إِلَيْهَا وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ . فَأَلْزَمَاهُ قَائِلِين امْكُثْ مَعَنَا لأِنَّهُ نَحْوَ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ . فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا . فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا . فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا . فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ ألَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوَضِحُ لَنَا الْكُتُبَ فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ } نَرْبُط بَيْنَ حَدَثْ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس وَالقُدَّاس الإِلهِي لأِنَّهُ هُوَ رِحْلَة إِنْتَهِت بِالتَنَاوُل { أَخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا } .. لَوْ لَمْ يَكُنْ تَنَاوُل كَانَ يَقُول أكَلُوا مَعاً لكِنَّهُ إِسْتَخْدِم مَا فَعَلَهُ يُوْم الخَمِيس خَمِيس العَهْد الرِّحْلَة مَعَ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس هِيَ رِحْلِة القُدَّاس .. فِي البِدَايَة الْمَسِيح مُحْتَجِب وَالإِنْسَان فِي بِدَايَتَهُ فِي عُبُوسَة مَهْمُوم حَزِين كَسُول مِثْل تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس قَدْ يَكُون فِي حَيَاته فَشَل مِثْلَهُمَا رَجِعَا لِبَلْدَتهِمَا وَكَأنَّهُمَا يَقُولاَن خِسَارَة الأيَّام الَّتِي ضَاعَتْ مَعَ يَسُوع وَفِي النِهَايَة صُلِبْ وَمَاتْ .. إِنْتَهِتْ مِنْ حَيَاتَهُمَا كُلَّ طُمُوحَات عِمْوَاس جُغْرَافِيّاً عَكْس إِتِجَاه أُورُشَلِيم أي إِرْتَدَّ قَلْبَهُمَا عَنْ الله فِي حِين أنَّهُ كَانَ يَسِير مَعَهُمَا{ وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ ...وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ } .. أحْيَاناً نَكُون فِي القُدَّاس وَلكِنَّنَا غِير مُدْرِكِينه لِذلِك هُنَاك مَرَاحِل فِي القُدَّاس يَكُون الْمَسِيح مُحْتَجَبْ وَمِحْتَاج نَفْس مُتَطَلِعَة إِلَى فُوْق .. كُلَّ لَحْظَة يُفْتَح فِيهَا السِتْر وَيُطْلَق بُخُور فَهذَا حُضُور إِلهِي .. هُنَاك مَنْ يُعَيِّد وَيِفْرَح وَيَتَهَلَّل بِفَرَح القِيَامَة وَهُنَاك مَنْ لاَ يُعَيِّد فَيَظِل بِعُبُوسَتَهُ لِذلِك يَظِل الْمَسِيح فِي القُدَّاس حَتَّى نُدْرِكَهُ فِي النِهَايَة .. الهُمُوم تُحَاصِر الإِنْسَان .. { وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ } .. الإِنْسَان يُرِيد أنْ يَطْرَح هُمُومه فِي القُدَّاس .. كُلًّ مِنَّا لَهُ حَوَادِث يُرِيد أنْ يَطْرَحَهَا لِيَسُوع يَتَكَلَّم بِهُمُوم لكِنْ لاَ تَشْعُر أنَّهُ غِير مُتَفَائِل .. أحْيَاناً نَحْضَر قُدَّاس وَلكِنْ كَأنَّ الخَلاَص وَالفِدَاء لَمْ يَتِمْ وَنَسْتَمِر بِنَفْس الكَآبَة لِذلِك { أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ } سَألْهُمَا عَمَّا يَتَكَلَّمَان .. سَألاَه هَلْ أنْتَ لَسْتَ مِنْ هُنَا ؟ أحْيَاناً يَسُوع يَتَبَاطَأ .. هذِهِ فِتْرَة لِلتَّذْكِيَة وَامْتِحَان لِلثَّبَات وَلِيَفْتَح الإِنْسَان حَوَاسه الدَّاخِلِيَّة وَيُغْلِق حَوَاسه الخَارِجِيَّة .. أيْنَ عَيْنَيْكَ ؟ أُذُنَيْكَ ؟لاَ تَعْتَمِد فِي القُدَّاس عَلَى حَوَاسَك الخَارِجِيَّة بَلْ إِعْتَمِد عَلَى حَوَاسَك الدَّاخِلِيَّة .. عَلَى الحَوَاس الخَارِجِيَّة تَرَى قُرْبَان وَكَاهِنْ وَشَمَّاس يَقْرأ الإِنْجِيل .. لكِنْ الحَوَاس الدَّاخِلِيَّة تَرْتَفِع فَوْقَ كُلَّ هؤُلاَء وَتُشْغِل مَفَاتِيح القَلْب وَالعَقْل وَمَا الَّذِي جَعَلَ الإِعْلاَن تَأخَّر ؟ لأِنَّ خَبَرْ القِيَامَة بِالنِسْبَة لَهُمَا غِير مُصَدَق وَقَالاَ لَهُ { بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا إِذْ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ . وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى الْقَبْرِ فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضاً النِّسَاءُ وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ } .. التِّلْمِيذَان شَكَّا .. المُتَشَكِّك فِي خَبَرْ القِيَامَة لَنْ يَتَفَاعَل مَعَ الْمَسِيح وَالأسْرَار .. تُمْسَك أعْيُنَهُمَا .. مُعْظَمْ أيَّام آحَاد السَنَة إِنْجِيل بَاكِر يَتَكَلَّم عَنْ القِيَامَة .. قَدْ تَقُول لاَ تُوْجَد عِلاَقَة بَيْنَ شَهْر أمْشِير وَالقِيَامَة .. نُجِيب .. لاَ .. كُلَّ المَرَاحِل الَّتِي تَأتِي فِي القُدَّاس مَبْنِيَة عَلَى فِكْرِة القِيَامَة فَكُنْ مَعَ مُصَدِّقِي القِيَامَة وَلَيْسَ مِنْ المُتَشَكِّكِين فِيهَا كَيْ تَسْتَفِيد مِنْ القُدَّاس .. جِئْتَ مَهْمُوم تَتَطَارَح كَلاَم نَاس أتْعَبُوك إِتْبَع يَسُوع يَسُوع دَخَلْ مَعْهُمَا فِي حِوَار .. هذَا الحِوَار هُوَ قُدَّاس المَوْعُوظِين .. هُوَ لَمْ يُعْلِن قِيَامَتَهُ بِالكَمَال فَتُكَلِّمَك الكَنِيسَة مِنْ خِلاَل القُدَّاس قُدَّاس المَوْعُوظِين وَالإِنْجِيل وَكَلِمَة الله .. إِنْجِيل القُدَّاس يَجْعَل قَلْبَك يَلْتَهِب فِي الطَّرِيقٌ فَتَرَى عَيْنَيْكَ وَتَنْفَتِح فَتَفْرَح .. تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس عَابِسَان لَمْ يَنْظُرَا يَسُوع سَارَ مَعْهُمَا وَلَنْ يَتْرُكْهُمَا غَيْر مُصَدِقِين لِلقِيَامَة بَلْ تَنَاقَش مَعْهُمَا حَسَبْ إِحْتِيَاجَهُمَا وَكَلَّمْهُمَا الكَنِيسَة تَقُول أوْلاَدِي لَيْسَ لَهُمْ وَعْي بِالإِنْجِيل سَأُعَلِّمَهُمْ .. فَتُعْطِي عِظَات مُخْتَصَرَة فِي البُولِس وَالكَاثُولِيكُون وَالإِبْرَكْسِيس .. تُكَلِّمَك طُول الطَّرِيقٌ لِتُحَرِّك إِشْتِيَاقَات قَلْبَك { ألَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا } .. الأبَاء يَقُولُون أنَّ القُدَّاس تَحْدُث فِيهِ خُطُوبَة فِي قُدَّاس المَوْعُوظِين .. مَعْرِفَة مَبْدَئِيَّة مِنْ خِلاَل القِرَاءَات وَزِيجَة فِي التَنَاوُل أي مَعْرِفَة حَقِيقِيَّة فَلاَ يَقْرأ الشَّمَاس وَأنْتَ غِير مُنْصِت .. إِنْصِت لِمَا يُقَال وَلِمِحْوَر القُدَّاس وَالآيَات الَّتِي تَخْرُج مِنْهَا مِنْ المَزْمُور أوْ الإِنْجِيل .. مَا هِيَ الرِّسَالَة الَّتِي يُعْطِيهَا الله لَكْ ؟ قَدِيماً لَمْ تَكُنْ هُنَاك طِبَاعَة فَكَانَ مَصْدَر الإِنْجِيل الأوْحَد هُوَ القُدَّاس .. تَخَيَّل أنَّ الإِنْجِيل كَانَ غِير مُتَاح لِذلِك الأنْبَا أنْطُونْيُوس سَمَعْ الكَلِمَة فِي القُدَّاس فَتَوَجَّه إِلَى الرَّهْبَنَة .. القِدِيس أبَانُوب سَمَع إِنْجِيل القُدَّاس يَقُول العَالَمْ يَمْضِي وَشَهْوَتَهُ ( 1يو 2 : 17 ) فَاسْتُشْهِد .. وَعِنْدَمَا حَاوَلُوا أنْ يَثْنُوه عَنْ عَزْمه قَالَ لَهُمْ لاَ تَهْتَمُّوا بِالغَدْ( مت 6 : 34 ) .. الآن .. نَحْنُ عِنْدَنَا أنَاجِيل فِي بُيُوتْنَا وَلاَ نَقْرأ فِيهَا وَحَتَّى إِنْجِيل القُدَّاس لاَ نُنْصِت لَهُ .. كَلَّمْهُمَا الْمَسِيح وَاقْتَرَبْ إِلَيْهِمَا .. هذَا طَرِيقٌ القُدَّاس وَالكَلِمَة الَّتِي تُعْطِيهَا لَكْ الكِنِيسَة تُحَرِّكَك لِذلِك تَقُول أُوشِيِة لِلإِنْجِيل لِتُهَيِئَك لِلإِنْجِيل وَسَمَاعه لِنَأخُذْ نَصِيبَنَا مِنْهُ مِنْ خِلاَل القِرَاءَات وَجَدَتْ الكِنِيسَة أنَّ الشَّعْب غِير مُتَفَاعِل .. { فَقَالَ لَهُمَا أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ . أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَألَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ . ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ } لِكَيْ تَجْعَل الكِنِيسَة الشَّعْب يَتَفَاعَل بَدَأت بَعْد الإِنْجِيل تَحْكِي القِصَّة مِنْ بِدَايِتْهَا فَتَقُول{ يَا الله العَظِيم الأبَدِي } .. قِصِّة الإِنْجِيل وَمُعَامَلاَت الله مَعَ الإِنْسَان وَتَشْرَح الإِنْجِيل مَرَّة أُخْرَى وَتَسْتَعْطِف قُلُوب الشَّعْب .. { إِنْصِتُوا بَخَوْفٍ } .. { يَارَبَّ إِرْحَمْ } .. هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوع مَعَ تِلْمِيذَيَّ عِمْوَاس بَدَأ يُذَكِّرَهُمْ بِالنُّبُوَات وَعَمَل خَلاَصه .. هكَذَا الكَنِيسَة تُذَكِّرَك بِقِصِّة الخَلاَص وَبِقَدْر تَفَاعُلَك مَعَهَا بِقَدْر إِنْفِتَاح أعْيُن قَلْبَك .. تَحْكِي قِصَّة الصَّلْب وَالقِيَامَة حَتَّى تَصِل إِلَى الإِعْتِرَاف الأخِير أنَّ الْمَسِيح أكْمَل عَمَلَهُ وَفِدَائه مِنْ أجْلَك { اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ } .. فِي البِدَايَة كَانَ الْمَسِيح مُحْتَجَبْ وَأنْتَ عَابِس .. إِقْتَرَبْ مِنْكَ وَكَلِّمَك مِنْ خِلاَل هُمُومَك ثُمَّ كَلِّمَك عَنْ نَفْسِهِ وَالأنْبِيَاء وَعَمَله وَتَدْبِير خَلاَصه وَأنْتَ تَتَفَاعَل مَعَهُ ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى الْقَرْيَةِ .. القُدَّاس رِحْلَة تُقَرِّبَك إِلَى المَوْضِع الَّذِي تَأخُذْ فِيهِ جَسَده وَدَمه لِذلِك تَقُول الكِنِيسَة { تَقَدَّمُوا تَقَدَّمُوا } ( مَا يَقُوله الشَّمَاس فِي جُزْء " قَبِّلُوا بَعْضَكُمْ بَعْضاً " ) الْمَسِيح مَوْجُود وَأنْتَ تُدْرِكَهُ بِالتَّدْرِيج لِذلِك يُسَمَّى القُدَّاس " الأنَافُورَا " أي " الصَّعِيدَة " النَّافُورَة تَدْفَع المَاء إِلَى أعْلَى وَالأنَافُورَا تَدْفَعَك إِلَى أعْلَى حَامِلَة طِلْبَاتَك وَلَمَّا تِصْعَد تَقْتَرِب فَتَشْعُر أنَّ الله إِقْتَرَب مِنْكَ وَبَدَأت تَشْعُر بِالمُكَافَأة .. تَبْدأ تَشْعُر بِالسِر .. قَبْل لَحَظَات التَنَاوُل تَشْعُر إِنَّكَ إِقْتَرَبْت مِنْ المَحَطَّة المُهِمَة .. الذَّبِيحَة مَوْجُودَة وَالغُفْرَان مُعَدْ وَالمَلاَئِكَة مَوْجُودَة وَتَشْتَرِك فِي الذَّبِيحَة وَسَتَكُون مَعَهَا جَسَدْ وَاحِد أوْهَمْهُمَا أنَّهُ ذَاهِب لِمَكَان أبْعَد .. وَهذَا هُوَ الصِرَاع الَّذِي نَدْخُلَهُ قَبْل التَنَاوُل هَلْ أسْتَحِق التَنَاوُل أم لاَ ؟ لِذلِك إِحْسِم الأمر بـ { أَلْزَمَاهُ } .. إِلْزِمه وَقُلْ لَهُ نَعَمْ أنَا لاَ أسْتَحِق لكِنِّي أطْلُب رَحْمِتَك وَغُفْرَانَك وَنِعْمِتَك وَالإِتِحَاد بِك .. وَإِنْ كُنَّا غِير مُسْتَحِقِين لَكِّنَك سَتَتَحِدْ بِنَا .. { النَّهَار قَدْ بَدَأَ يَمِيل } ( هذَا مَا نَقُوله فِي إِنْجِيل التَّاسِعَة ) .. أي لاَ تَتْرُكَنِي فِي مُنْتَصَفْ الطَّرِيقٌ وَلاَ تَتَخَلَّ عَنِّي دَخَلَ مَعْهُمَا وَأخَذَ خُبْز وَبَارَك وَكَسَّر وَأعْطَاهُمَا .. هذَا هُوَ التَنَاوُل .. وَكَأنَّ المُتَنَاوِل نَفْس الحَرَكَة الَّتِي عَمَلَهَا يُوْم الخَمِيس وَقْت إِعْدَاد التَنَاوُل .. مُجَرَّد أنْ تَنَاوَلاَ التِّلْمِيذَان الخُبْز إِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا .. مُكَافَأة التَنَاوُل إِنَّهُ يُعْطِي إِنْفِتَاح وَاتِحَاد لَيْسَ عَلَى مُسٍْتَوَى العَقْل وَالمَعْرِفَة بَلْ إِتِحَاد فِعْلِي نَاوَلْهُمَا فَإِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا .. وَالعَجِيب أنَّهُ مُجَرَّد أنْ إِنْفَتَحِت أعْيُنْهُمَا إِخْتَفَى يَسُوع عَنْهُمَا هَلْ يَارَبَّ بَعْد مَا سِرْنَا مَعَك الطَّرِيقٌ كُلُّه وَأنْتَ مُحْتَجِب بَعْد أنْ نَرَاك تَخْتَفِي ؟ لأِنَّكَ إِنْ أرَدْت أنْ تَرَاه لَنْ تَرَاه خَارِجَك بَلْ دَاخِلَك بَعْد القُدَّاس تُفَرَّغ الصِينِيَة فَيَقُول أنَا إِخْتَفِيت دَاخِلَك لِتَحْمِل رِسَالَتِي إِلَى العَالَمْ .. أنَا فِيكُمْ وَأنْتُمْ فِيَّ وَمَا أرَدْتُمْ أنْ تَروه مِنِّي إِعْطُوه لِلعَالَمْ .. الأب الكَاهِنْ يُصَلِّي بَعْد القُدَّاس مَزْمُور { يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِأيْدِيكُمْ } ( مز 46 مِنْ مَزَامِير الثَّالِثَة ) وَهُوَ يُصَفِق لأِنَّ أعِزَاء الله إِرْتَفَعُوا .. أعْزَاء الله هُمْ نَحْنُ الَّذِينَ سِرْنَا مَعَهُ الطَّرِيقٌ وَأخَذْنَاه وَانْفَتَحِت أعْيُنَنَا وَرَأيْنَاه وَاتَحَدْنَا بِهِ .. رِحْلِة القُدَّاس { فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ } .. القُدَّاس يُغَيِّر الإِتِجَاه .. أعَادَهُمَا مِنْ الإِرْتِدَاد .. أنَا حَضَرْت القُدَّاس وَكَانَ دَاخِلِي عُبُوسَة وَهُمُوم .. بَعْد التَنَاوُل قَلْبِي إِلْتَهَبْ دَاخِلِي فَلَنْ أعُود إِلَى عِمْوَاس بَلْ أعُود إِلَى أُورُشَلِيم أحْمِل رِسَالِة فَرَح لِمَنْ لَمْ يَتَلاَمَس مَعَ يَسُوع .. نَعُود لأُورُشَلِيم لِنَكْرِز بِهِ وَنُبَشِّر بِقِيَامَتِهِ وَنَجِد الكِنِيسَة مُجْتَمِعَة فَنُثَبِتْهَا{ وَوَجَدَا الأحَدَ عَشَرَ مُجْتَمِعِينَ هُمْ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ } .. التِّلْمِيذَان الأن دَوْرَهُمَا أكْثَر وَأكْبَر وَهُوَ أنْ يُثَبِتَا الكِنِيسَة وَيَقُولاَن رَأيْنَا يَدَاه وَهِيَ تَكْسَر الخُبْز وَتُبَارِك ثَمَرْ الأرْض المَلْعُونَة نَاوِلْنَا مِنْهُ وَلَنْ يَلِيق أنْ نَتَنَاوَل مِنْهُ إِلاَّ إِذَا بَارَك وَكَسَّر .. بَارِك الأرْض المَلْعُونَة وَكَسَّرْ أي تَألَّم لأِجْلِنَا .. رَجِعَا بِرِسَالِة فَرَح هذِهِ هِيَ رِحْلِة القُدَّاس لَوْ أتَيْتَ مَهْمُوم تَفَاعَل مَعَ كُلَّ كَلِمَة وَافْرَح .. وَإِنْ تَظَاهَرْ أنَّهُ يَسِيرإِلَى مَكَانٍ أبْعَدْ إِلْزِمَهُ أنْ يَبْقَى مَعَك .. هُوَ مَوْجُود .. كُلَّ قَلْب بَطِئ فِي مَعْرِفَتِهِ يَلْزِمَهُ أنْ يَتَحَدْ بِهِ وَكُلَّ عِين مُغْلَقَة تَفْتَح قَلْبَهَا لِتَعْرِفَهُ .. لِذلِك الكِنِيسَة فَرِحَة تُهَلِّل لِعَرِيسَهَا الَّذِي ذُبِحَ مِنْ أجْلِهَا فَتَغَيِّر إِتِجَاهَك وَتُعْطِيك تَوْبَة حَقِيقِيَّة وَبَدَل عِمْوَاس أُورُشَلِيم رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمَتِهِ لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِياً آمِين

عدد الزيارات 1992

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل