اجذبنى ورائك فأجرى

Large image

يقول لنا سفر نشيد الأناشيد ﴿ إجذبني وراءك فنجري ﴾ ( نش 1 : 4 ) .. أي خذني ورائك بقوة .. يقول رب المجد يسوع ﴿ لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب ﴾ ( يو 6 : 44 ) .. بمعنى آخر لكي أذهب أنا إلى الآب لابد أنه يجذبني أو يشدني .. فقط أقول أنا * إجذبني * لأني ضعيف ولديَّ معوقات كثيرة تقف أمامي في طريقك فإجذبني أنت .. يقول أحد الآباء القديسين وهو يناجي الله﴿ إنتشلني إن شئت أم لم أشأ ﴾ .. فهناك أشياء كثيرة .. كسل .. شهوات .. مغريات العالم .. وجودي داخل صراع ما بين كل ما هو أرضي وبين ما هو سماوي .. فإجذبني بمغناطيس الحب الإلهي .. إجذب نفوسنا بقوتك الجبارة كما فعلت مع اللاوي وللوقت قام وتبعك .. كما فعلت مع بطرس وكلمة * إتبعني * جعلته يترك سفينته والشباك وأيضاً السمك ويتبعك توجد قوة للجاذبية .. عندما لا نستطيع أن نتخلص من الشرور والخطايا نقول له * حاللني وإجذبني * .. فإن هناك رباطات شديدة جداً بدونك لا أقوى عليها .. أريد قوة من عندك لكي تحطم كل قوة مضادة .. أنت تعلم أن إبليس قوي ومملكته مسيطرة .. فما أجمل قول يسوع المسيح ﴿ إن إرتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع ﴾ ( يو 12 : 32 ) .. أي إرتفاعه على الصليب المجيد .. نحن من هذا اليوم عيوننا أصبحت مرفوعة بقوة الجاذبية .. إن ربنا يسوع المسيح جعلنا نتخلص من ضعفات كثيرة عندما نذوق حلاوة العشرة معه وأقول له إجذبني وراءك .. ما أجمل أن نسمع في سفر هوشع القول الذي يقول ﴿ أنا درجت أفرايم ممسكاً إياهم بأذرعهم فلم يعرفوا أني شفيتهم .. كنت أجذبهم بحبال البشر بربط المحبة وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم ومددت إليه مُطعماً إياه ﴾ ( هو 11 : 3 – 4 ) إن الله يقطع رباطات الخطايا ويربطنا برباطات محبة .. وهذا هو الصراع الموضوعين نحن فيه ما أجمل قول أشعياء وهو يقول ﴿ أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف ﴾ ( أش 45 : 2 ) .. ويقول ﴿ كراعٍ يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات ﴾ ( أش 40 : 11) .. شئ رائع أن أشعر إني أسير وهو يشدني وكما يقول له معلمنا داود النبي ﴿ علمني يارب طريقك أسلك في حقك ﴾ ( مز 86 : 11) .. مهم جداً أن أنجذب لكلمة الإنجيل وأقوال الله ووصاياه وأهتم بجمال الأبدية حتى لا تجذبني شهوات العالم .. جميل أن يقول داود النبي ﴿ تكون جميع أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك ﴾ ( مز 19 : 14) .. وفي سفر أشعياء النبي ﴿ في طريق أحكامك يارب إنتظرناك .. إلى إسمك وإلى ذكرك شهوة النفس ﴾ ( أش 26 : 8 ) .. فإن لم يستعن الإنسان بقوة إلهية في الخلاص سيظل في الإثم .. وعدو الخير يضع في ذهنه الإحباط واليأس .. من أجل هذا أنا أقول له ﴿ بنفسي إشتهيتك في الليل .. أيضاً بروحي في داخلي إليك أبتكر ﴾( أش 26 : 9 ) .. في سفر أرميا يقول له ﴿ عرفت يارب أنه ليس للإنسان طريقه ﴾ ( أر 10 : 23 ) .. أي إني عرفت أن الإنسان يجب أن لا يمشي بمفرده أبداً إن ربنا يسوع المسيح لديه جاذبية عجيبة في إجتذاب رعيته .. ذهب إلى بيت زكا وجذبه وراءه .. أيضاً السامرية .. اللص اليمين رغم أنه قد رأه وهو في الآلام .. التلاميذ .. كل الفئات من نساء وشباب .. فلاسفة .. كتبة .. ومازال حتى الآن يجذب إليه الكثير .. يجذب أبرار لأن فيه شبع الأبرار .. يجذب خطاة لأن فيه غفران للخطايا .. يجذب الفقير لأن فيه غناه ويجذب الغني لأن فيه أبديته .. إن عمل الراعي أن يجذب خرافه إلى مكان مريح به ماء وخضرة .. وإن أجمل الأماكن التي بها الماء والخضرة وينابيع الروح كي نتغذى بها هي كنيستنا .. فما أجمل أن ينجذب الإنسان إلى الله وينسى كل شئ ولا ينظر للوراء القديس أغسطينوس كانت لديه علاقات كثيرة شائكة من أصدقاء فاسدين وأفكار ملوثة .. تعلُّم عادات رديئة .. إحتقار الجميع .. غرور .. رغم هذا يقول عندما جذبني لم أرجع للوراء .. قوة محبة الله جذبت موسى الأسود الخاطئ .. السارق .. القاتل ويُصبح بار .. فإن قوة محبته قادرة أن تجذبنا وتُقطِّع منا الرباطات القديمة .. إذا كان معلمنا بولس الرسول في قمة غروره وكبريائه وهو ذاهب إلى إضطهاد المسيحيين فإذا ﴿ أبرق حوله نور من السماء وسمع صوتاً قائلاً له شاول شاول لماذا تضطهدني ﴾( أع 9 : 3 – 4 ) .. جذبه وقال له * أنت إناء مختار لي * ( أع 9 : 15) .. من جذب شاول وموسى الأسود والقديس أغسطينوس وزكا قادر على جذبي أنا ولا يعجز عندي فلا يقول لي * حالتك صعبة أو لا أستطيع أو غير ذلك * .. ﴿ يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني ﴾ ( مت 8 : 2 ) عندما أنجذب إليه لا أمشي بل أجري ولست بمفردي بل بآخرين عن طريق الفضيلة .. يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ أنا تعبت أكثر منهم جميعهم ﴾ ( 1كو 15 : 10) .. موسى الأسود سبق كل جماعة الرهبان حتى أصبح رئيس عليهم لأنه لم يمشي ولكنه جرى .. فإن قوة الحياة مع الله تجعلني أجري وأنسى الماضي وأفرح .. فإنه جذب قلوب شهداء وأبرار حيث أن العالم لم يكن مستحقاً لهم .. مكثوا في البراري والصحاري وشقوق الأرض حتى يحلقوا في السمائيات قصة تُقال عن الجنود الذين إقترعوا على ثياب يسوع .. أنه بعد عملية الصلب كان حذاء يسوع من نصيب أحد الجنود .. هذا الجندي عن طريق السخرية لبس الحذاء فوجد نفسه يسير في طريق لم يسير فيه من قبل .. توجه نحو جبل الزيتون الذي أُخذ منه يسوع ساعة القبض عليه ورأى الصخرة التي كان يسوع يصلي عندها فجلس وصلى في نفس المكان .. حتى حذاء يسوع المسيح كان فيه قوة غيرت الجندي فركع وصلى من المعروف أن قوة جذب أي مغناطيس تختلف من واحد إلى آخر .. فيوجد مغناطيس لا يجذب سوى دبوس صغير .. وهناك مغناطيس يجذب حديد .. وآخر آله وهكذا .. أما الرب يسوع المسيح يجذب القلوب فتندفع إليه .. بولس الرسول لم يأتي إلى الله بمفرده بل جذب معه آلاف وآلاف وهذا نلمسه من كم الرسائل التي تركها لنا .. السامرية لم تأتي بمفردها ولكنها جاءت بأهل مدينتها القديس أغسطينوس يقول لكل إنسان يقابله * تعال ذوق حلاوته .. إذا كنت خاطئ أنا كنت كذلك ولكنه غسلني وجذبني * في سفر أشعياء يقول ﴿ الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثروا تعثراً وأما منتظرو الرب فيجددون قوة .. يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون ﴾ ( أش 40 : 30 – 31 ) .. أي يجري ولا يتعب .. إن عُمر الأنبا أنطونيوس 105 سنة لكن محبة ربنا قادرة على تجديد شباب الإنسان الداخلي .. من أجل هذا يقول في الرسالة إلى كورنثوس ﴿ اركضوا لكي تنالوا ﴾ ( 1كو 9 : 24 ) .. حاول أن تطبق الوصية فقول له * يارب أريد أن أجري في الطريق الخاص بك .. أريد أن أحول إنجيلك لحياة داخلي * .. فمن يعيش مع الله قلبه ملئ بالفرح والسلام .. غير مضطرب أو حزين لأنه منجذب إليه فلا يوجد بداخله قلق على حياته الخاصة لأنه يعرف إلى أين يذهب ومع من يعيش .. فيجري ويُحضر له كثيرين فيشعر أن له رسالتين :-
i. أن يخلص .
ii. وأن ينادي بالخلاص .
نحن أخذنا عطايا كثيرة منه لإغراءنا حتى نجري وراءه أعطانا عطايا كثيرة .. أعطانا الغفران والفداء .. أعطانا المحبة .. أعطانا جسده ودمه على المذبح .. أعطاناأسراره وروحه القدوس الساكن فينا حتى نجري وراءه .. نتذكر عظة بطرس الرسول يوم الخمسين أن 3000 فرد إنجذبوا وسألوا ما هو المطلوب منا الآن حتى نفعله ؟ فلم يجري أحد في طريق ربنا يسوع إلا وآلاف وراءه .. فلا يجري أحد بمفرده .. مثل الأنبا أنطونيوس رغم أنه كان يسكن مغارة في الصحراء ولكن قوة جاذبية حياته جذبت وراءه آلاف وآلاف .. فيلبس لم يأتي إلى يسوع بمفرده فجاء بنثنائيل صديقه وقال له ﴿ تعال وانظر ﴾ ( يو 1 : 46 ) .. هذه هي الكنيسة التي نادت بإسم رب المجد يسوع .. فإذا كان الإنسان يعيش بعيد عن جاذبية الرب يسوع وينظر إلى طريقه القديم فعليه أن يختار الآن ويرفع قلبه ويقول ﴿ إجذبني وراءك ﴾ ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

عدد الزيارات 1816

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل