سفر حجى ج2

Large image

الأصْحَاحُ الثَّانِي :-
بعد بِدايِة العمل بِحوالِى 27 يوم فِى البِداية إِشتغلُوا بِهِمَّة وَنشاط كبِير وَبدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ نُبُوات تُعطِيهُمْ مزِيد مِنْ التَّشجِيع عَلَى العمل لِحِساب مجد البِيت لِحِساب المجد الدَّاخِلِى0
النُبُّوة الأولى [ فِي الشَّهرِ السَّابِعِ فِي الحادِي وَالعِشرِينَ مِنَ الشَّهرِ كانت كلِمةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجّي النَّبِيِّ قائِلاً كلِّم زرُبَّابِلَ بنَ شألتِيئِيلَ وَالِي يهُوذا وَيهُوشعَ بنِ يهُوصادَقَ الكاهِنِ العظِيمِ وَبقِيَّةِ الشَّعْبِ قائِلاً ] ( 2 : 1 – 2 )[ مَنِ الباقِي فِيكُمُ الَّذِي رأى هذا البيتَ فِي مجدِهِ الأوَّلِ وَكيف تنظُرُونهُ الآنَ أمَا هُوَ فِي أعيُنِكُمْ كَلاَ شيءٍ ] ( 2 : 3 ) حدثت مُشكِلة أنَّ الَّذِينَ عاصروا هيكل سُليمان بِكُلِّ مجدِهِ بِمهارِة الصُّنَّاع وَالتكلِفة وَالذَّهب وَالفِضَّة وَالبهاء وَالإِحترام بدأوا يعمِلُوا مُقارنة وَكانُوا ينظُرُونَ لِلهيكل الجدِيد كَلاَ شئ فبدأ اليأس وَالإِحباط وَالتَّراجُعَ مِنْ جِهة الَّذِين يبنُوا وَهذا ما يحدُث لنا نحنُ أيضاً كثِيراً عدو الخِير يُقارِنِى بِغيرِى أوْ بِنَفْسِى وَهدفه شئ واحِد فقط أنْ أقِف عَنْ العملَ وَأرجع عَنْ فِكره البُناء وَهذِهِ حرب شدِيدة جِدّاً جِدّاً مِنْ عدو الخِيرإِذن مادُمنا بدأنا نبنِى فِى البيت فهذا معناه أنَّهُ سيبدأ الحرب لأِنَّ بِدايِة البُناء معناها تعمِير المذبح وَإِعادِة تقدِيم الذَّبائِح معناه أنَّ ربِّنا سيرضى عَنْ النَّاسَ معناه أنَّهُمْ سيزرعُوا وَيجِدوا يأكُلُوا وَيشبعُوا وَتحِلَ بركِة الرَّبَّ فِى حياتِهِمْ وَنُلاَحِظ أيضاً أنَّ عدو الخِير مُخادِع فمُمكِنْ يضربنا بِشر وَمُمكِنْ يضربنا بِبرفمُمكِنْ إِنسان يكُون عِنده طمُوح رُوحِى عالِى جِدّاً وَيبدأ عدو الخِير يُشعِره أنَّهُ لاَ شئ وَهذِهِ حرب صِغر النَّفْسَ فيُشعِره أنَّهُ مهما عملَ هُوَ مرفُوض إِذا رأينا غيرنا يعمل فَلاَ تجعلهُ يُحبط أوْ ييأس لكِنْ نشَّجع وَنساعِد إِذا أمكن أمَّا إِذا لَمْ أستطِيع فأترُكهُ يعملَ وَ لاَ أُحبِطه [ فَالآنَ تشدَّد يَازرُبَّابِلُ يقُولُ الرَّبُّ ] ( 2 : 4 ) يأتِى صوت الله يُشَّجِعهُمْ عَلَى تكمِلة العملَ فِى اللحظة الصعبة الَّتِى نزع فِيها عدو الخِير فرحِتهُمْ وَبعد أنْ بدأوا يحزنُوا وَيبكُوا [ وَاعملُوا فَإِنِّي معكُمْ ]فِى الحقِيقة أنَّ سِر مجد الإِنسان يكمُنْ فِى معِيَّة الله لَهُ " ربِّنا معِى " وَحِين أشعُر بِذلِكَ أتمجَّد بِعمله فِى داخِلِى وَهذا هُوَ جمال البُناء وَالإِيجابِيَّة فِى الإِنسان الله لاَ ينظُر إِلَى شكلَ العملَ وَلكِنْ ينظُر إِلَى جوهرِهِ الله لاَ ينظُر إِلَى قِيمة العمل وَلكِنْ ينظُر إِلَى الحُب المعمُولَ بِهِ العملَ وَلُوَ تذكَّرنا قِصَّة القِدِيسة صُوفِيَّا حِينما كانُوا يبنُوا كاتِدرائِيَّة فِى تُركِيا وَربِّنا أظهر أنَّ صُوفِيَّا هذِهِ تستحِق أنْ تُكتب الكاتِدرائِيَّة بِإِسمِها ماذا فعلت ؟ إِتضح أنَّها كانت تسقِى الخِيلَ الَّذِى كَانَ يحمِلَ أدوات البُناء إِذن الله لاَ ينظُر إِلَى قِيمة العملَ لكِنْ ينظُر إِلَى الحُب المعمُولَ بِهِ العملَ الله قادِر أنْ يلتقِى بِنا فِى أى مكان ليس مُهِماً أنْ يكُون المذبح ذهب أوْ نُحاس مُمكِنْ أنْ يكُون خشب لأِنَّ غايِة المبنى هُوَ إِلتِقاء الله بِنا حيثُما يوجد يسُوعَ يوجد المجد يسُوعَ هُوَ الَّذِى يُعطِى المجد لِلمكان وَليس العكس ربِّنا يُؤكِّد لَهُمْ أنَّهُ سيُقِيم رُوحه فِى وسطِهِمْ ماداموا عامِلِين هذا هُوَ المجد الحقِيقِى أنَّ رُوحه فِى وسطِهِمْ [ حسب الكَلاَمَ الَّذِي عاهدتُكُمْ بِهِ عِند خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ وَرُوحِي قائِمُ فِي وسطِكُمْ ] ( 2 : 5 )ربِّنا قَالَ لَهُمْ إِنْ كَانَ رُوحِى فِى وسطِكُمْ مُنذُ أنْ كُنتُمْ فِى مِصْرَ فِى العبُودِيَّة وَالذُل وَكَانَ مجدِكُمْ يأتِى مِنْ إِنِّى معكُمْ كُنتُ أمشِى معكُمْ فِى البرِّيَّة القفر وَكُنتُ أعولكُمْ وَكُنتُمْ تشعُروا بِيَدِى معكُمْ وَهذا هُوَ المجد الحقِيقِى المجد الحقِيقِى أنَّ " رُوحِي قائِمُ فِي وسطِكُمْ " وَهذا هُوَ أهم شئ أنَّ رُوح ربِّنا تكُون فِى وسطنا وَ لاَ يهِمْ أين نكُون [ لأِنَّهُ هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ هِي مرَّة بعد قلِيلٍ فأُزلزِلُ السَّمواتِ وَالأرضَ وَالبحرَ وَاليابِسةَ ] ( 2 : 6 )هذِهِ نُبُّوة عَنْ التجسُّد وَعَنْ الهيكل الحقِيقِى الَّذِى هُوَ جسده " مرَّة بعد قلِيل " نجِد أنَّهُ مِنْ حَجّي لِربِّنا يسُوع سنوات قلِيلة لأِنَّ حَجّي كَانَ سنة 537 ق0م " الأرضَ " إِشارة لِلجسد00وَ" السَّماء " مكان مُرتفِع إِشارة لِلنَّفْسَ وَ" البحرَ وَاليابِسةَ " هِى " طاقات الإِنسان " عِندما يدخُلَ ربِّنا فِى الإِنسان يُزلزِلَ كيانه كُلّه يُزلزِلَ السَّماء ( النَّفْسَ ) وَالأرضَ ( الجسد ) وَالبحرَ وَاليابِسةَ( طاقات وَمواهِب الإِنسان )[وَيأتِي مُشتهى كُلِّ الأُمَمِ ] ( 2 : 7 ) نُبُّوة عَنْ إِتيان ربِّنا يسُوع المسِيح حِين قَالَ [ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يسكُنُ فِيكُمْ ]( 1 كو 3 : 16 ) إِذن المجد الحقِيقِى هُوَ مِنْ داخِلَ النَّفْس ربِّنا يأتِى يُزلزِلَ الإِنسان وَيسكُنْ داخِله وَيُقِيم رُوحه داخِله وَيبنِى مذبحهُ الخرِب مذبح كُلّه مجد وَقُوَّة وَكرامة هُنا حَجّي يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ كُلّ ما فات كَانَ مُجرَّد رمز لِما سيأتِى الَّذِى هُوَ مُشتهى كُلِّ الأُمَمِ [ فَأملأُ هذا البيتَ مجداً قَالَ ربُّ الجُنُودِ ] ( 2 : 7 )فإِذا كَانَ الجبلَ تزلزلَ عِند حلُولَ الله عِندما كَانَ يُكلِّم مُوسى وَكَانَ الشَّعْب يرتعِب فهذا ما يحدُث عِندما يأتِى الرَّبُّ فيُزلزِلَ النَّفْسَ وَالجسد وَالمواهِب وَالطَّاقات وَلابُد عِندما يأتِى الرَّبَّ أنَّهُ يُحطِّم الإِنسان العتِيق الَّذِى داخِلنا لابُد تحدُث زلزلة وَإِنقِلاَب وَلابُد لنا أنْ نكُون مُهيَّئِين لِهذِهِ الزلزلة داخِلَ نِفُوسنا وَقُلُوبنا وَرغم أنَّ الزلزال مُخِيف وَمُرعِب لكِنْ نحنُ نحتاج لِزلزال رُوحِى فِى داخِلَ النَّفْسَ لِكى نبدأ وَنمتلِئ بِالرَّبَّ عِندما يأتِى ربِّنا يُزلزِل الطَّبِيعة القدِيمة لِكى ننالَ حياة جدِيدة فتتقدَّسَ النَّفْسَ وَالجسد وَيعملوا لِحِساب ملكُوت الله وَلِكى أتخلَّصَ مِنْ هذا الجسد المُتمرِّد وَالحرُوب وَالخطايا وَالمُقاومات فَلاَبُد إِنِّى أتجاوب مَعَْ هذِهِ الزلزلة ما الَّذِى يعملَ هذِهِ الزلزلة ؟ كلِمة الله فإِذا كَانَ الجبل تزلزل مِنْ كلِمة الله فَكَمْ يلِيق بِالقلب الَّلحمِى ؟ لابُد أنَّ هيكل الله يُبنى داخِلِى لابُد يأتِى الرَّبُّ يسُوع المسِيح [ هلُمَّ تفضَّل وَحِلَّ فِينا وَطهِّرنا مِنْ كُلِّ دنسٍ ] ( مِنْ قِطع السَّاعة الثَّالِثة ) هُوَ عِندما يحِلَ يُطَّهِر وَحلُوله يُعطِينا عِتق وَقُوَّة حلُوله فِى حد ذاته سيُعطِى إِجابة عَلَى أسئِلة كثِيرة نظِلَ نتسائل فِيها وَيُعطِى راحة مِنْ أمور كثِيرة ربِّنا يُرِيد أنْ يُقِيمْ مِنْ نَفْسَه ملِكاً فِى داخِلنا وَلِكى يحدُث هذا لابُد أنْ تحدُث زلزلة لابُد أنَّ ثِقتِى فِى نَفْسِى ( مِنْ الناحِية الرُّوحِيَّة ) تتحطَّم فَلاَ أقُولَ إِنِّى أقدر أتوب فذاتِى لابُد تتحطَّم وَشهواتِى وَعواطفِى كُلّ هذا لابُد يتحطَّم لِكى يأتِى الرَّبَّ وَيبنِى إِنسان جدِيد[ إِنْ لَمْ تقع حبَّةُ الحِنطةِ فِي الأرضِ وَتمُت فَهِي تبقى وحدها ] ( يو 12 : 24 ) أمَّا إِذا ظلَّت نَفْسِى مُهِمة عِندِى وَظلَّت لدىَّ إِهتمامات كثِيرة سيظِل ربِّنا مُتأخِر عَلَىَّ ربِّنا يبدأ يعمل معِى عِندما أقُولَ لَهُ ياربَّ ما أنا ؟ ليس أنا[ لاَ أنَا بَلْ المسِيحُ ]( غلا 2 : 20 ) كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُول[ لِي الفِضَّةُ وَلِي الذَّهبُ يقُولُ ربُّ الجُنُودِ ] ( 2 : 8 ) ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ كُلّ هذِهِ الأشياء هِى لِى هِى مِلكِى وَليست هذِهِ الأشياء هِى الَّتِى تُمَّجِدنِى وَهذا يُعلِّمنا أنَّ الإِنسان الَّذِى يقتنِى ربِّنا يكُون شبعان مِنْ كُلّ شئ وَ لاَ يحتاج لِشئ أبداً كُلَّما كَانَ الإِنسان عِنده فرح بِربِّنا يقُولَ لَهُ يارب أنتَ فرحِى وَشبعِى كما قَالَ القدِيس أُوغُسطِينُوسَ [ مَنْ إِقتفى آثاركَ لَنْ يضِلَ قط ، وَمَنْ إِمتلكَكَ شبِعت كُلّ رغباته ]يوم أنْ أخُذ الرَّبَّ أكُون أخذت كُلّ شئ وَيوم أكُون فقِير مِنْ الرَّبَّ أكُون فقِير مِنْ كُلّ شئ يسُوع هُوَ فضِِّتنا وَذهبنا هُوَ غِنانا الحقِيقِى[ مجدُ هذا البيتِ الأخِيرِ يكُونُ أعظمَ مِنْ مجدِ الأوَّلِ قَالَ ربُّ الجُنُودِ ]( 2 : 9 ) نُبُّوة هُنا الله يتكلَّم عَنْ نَفْسَه وَفِى نَفْسَ الوقت يُرِيد أنْ ينقِلَ أنظارهُمْ مِنْ المُقارنة الذَّهب بِالخشب ربَّ المجد يسُوع حِينما أتى كثِير مِنْ النَّاسَ أُعثِرُوا فِيهِ لَمْ يروا فِيهِ العظمة الَّتِى كانُوا يتوَّقعُوها كيف يكُون إِبن مَلِكَ وَهُوَ إِنسان بسِيط وَإِبن نجَّار[ أمِنَ النَّاصِرةِ يُمكِنُ أنْ يكُونَ شئ صالِح ] ( يو 1 : 46 ) هل يخرُج شئ صالِح مِنْ هذا المكان ؟ لِذلِكَ يقُولَ [ لِليهُودِ عثرةً وَلِليُونانِييِّنَ جهالةً ] ( 1 كو 1 : 23 ) كانُوا يتوَّقعُون أنْ يكُون قوِى وَصوته عالِى فوجدوه [ لاَ يُخاصِمُ وَ لاَ يصِيحُ وَ لاَ يسمعُ أحد فِي الشَّوارِعِ صوتهُ ] ( مت 12 : 19 ) وَقِمَّة العثرة عِندما وجدوه يُهان وَيُصَلب بدأ يتكلَّم عَنْ الهيكل الجدِيد وَهُوَ ليس مِنْ نوع أرضِى وَ لاَ مادِّى الهيكل الَّذِى يُشِير إِليهِ هُوَ هيكل السيِّد نَفْسَه هيكل جسده فبدأ يتكلَّم عَنْ مجد الهيكل الجدِيد الَّذِى فِيهِ تتِم المُصالحة بين الآب وَالبشرِيَّة خِلاَلَ دم إِبنه الوحِيد هذا الهيكل هُوَ الَّذِى تمَّ الصُلح فِيهِ الَّذِى قَالَ عنْهُ أنَّ مجده أكبر هُوَ هيكل جسده الَّذِى صالح بِهِ الأرضِيين مَعَْ السَّمائِيين [ فِي الرَّابِعِ وَالعِشرِينَ مِنَ الشَّهرِ التَّاسِعِ ] ( 2 : 10 ) أى بعد حوالِى شهرِين بدأوا يشتغلوا بعد أنْ كانُوا مُحبطِين هذِهِ هِى النُبُّوة الثَّالِثة فِى السِفر وَالثَّانِية فِى الأصْحَاحُ الثَّانِى وَكُلّ نُبُّوة تُمَّثِلَ مرحلة فِى عملَ الله مَعَْ النَّفْسَ [ إِنْ حَمَلَ إِنسان لحماً مُقدَّساً فِي طرفِ ثوبِهِ ] ( 2 : 12 ) إِذا كَانَ هُناكَ إِنسان يحمِلَ لحم لِيُقدِّمهُ ذبِيحة ( لحم مُقدَّسَ ) وَأثناء سيره مسَّ شئ ( أكل مَثْلاً ) هذا الأكل لاَ يتقدَّسَ لأِنَّهُ لمسَ الَّلحم المُقدَّسَ [ إِنْ كَانَ المُنجَّسُ بِميتٍ يمسُّ شيئاً مِنْ هذِهِ فهل يتنَّجسُ ] ( 2 : 13 ) فِى العهد القدِيم كَانَ مَنْ يلمِس ميت يتنَّجس فإِذا لمِس شئ فهذا الشئ يتنَّجس هُنا حَجّي بدأ يقُولَ لَهُمْ أنَّ عدوى الخطِيَّة تنتقِل أسرع مِنْ القداسة يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ غاية الهيكل هُوَ تقدِيسَ النَّفْسَ فإِذا كُنَّا نُقِيم الهيكل الحجرِى بِقُلُوب نجِسة فسوف يتنَّجس الهيكل أيضاً وَسيبقى الهيكل عاجِزاً عَنْ أنَّهُ يُقدِّسكُمْ لأِنَّكُمْ دنِسِين فلِكى يُقدِّسكُمْ الهيكل لابُد أنْ تكُونُوا أنتُمْ أوَّلاً مُقدِّسِين ما المنفعة يا أحِبَّائِى لَوْ كُنَّا نتكلَّم مَعَْ ربِّنا وَقُلُوبنا تمِيلُ إِلَى الشَّر ؟ ما المنفعة أنْ نُكلِّم ربِّنا وَنحنُ نُضمِر شرُور وَنحنُ داخِلنا حُب لِلخطايا وَأصُولها وَجذُورها ما المنفعة ؟لِذلِكَ كُلّ عضو فِى الكنِيسة يعمل لابُد يكُون أمِين داخِل نَفْسَه لأِنَّ عدوى الخطِيَّة تنتقِلَ أسرع مِنْ القداسة لأِنَّ الهدم أسرع وَأسهل مِنْ البُنيان [ فَأجاب حَجَّي وَقَالَ هكذا هذا الشَّعْبُ وَهكذا هذِهِ الأُمَّةُ قُدَّامِي يقُولُ الرَّبُّ وَهكذا كُلُّ عملِ أيدِيهِمْ وَمَا يُقرِّبُونهُ هُناكَ هُوَ نَجِس ] ( 2 : 14 )هُنا بدأ حَجّي يُنَّبِه أنفُسهُمْ نُبُّوة لِلتقدِيسَ الدَّاخِلِى قبل أنْ تبنِى قدِّسَ داخِلَكَ لِكى يكُون البُناء صحِيح وَمُقدَّسَ أمَّا إِذا كُنت تبنِى بِقلب دنِس سيكُون بُناءكَ دنِس أيضاً لِذلِكَ الكنِيسة لاَ تقبل عطايا غير المؤمِنِين وَ لاَ تقبل تقدُمات الخُطاه[ زيتُ الخاطِئ فَلاَ يدهِنُ رأسِي ] ( مز 140 مِنْ مزامِير النُوم ) الكنِيسة تقبل العطايا مِنْ أولادها بِإِعتبارِها عطايا قلب وَليست عطايا عينِيَّة لِذلِكَ فالكاهِن يُصَلِّى وَيقُولَ [ عوَّضهُمْ عَنْ عطاياهُمْ بِغُفران خطاياهُمْ ] إِذن يوجد إِرتِباط بين العطِيَّة وَمغفِرة الخطايا يوجد إِرتِباط بين العطِيَّة وَحالِة الشخص القلبِيَّة [ وَالآنَ فَاجعلُوا قلبكُمْ مِنْ هذا اليومِ فراجِعاً قبلَ وضعِ حجرٍ عَلَى حجرٍفِي هيكلِ الرَّبِّ ] ( 2 : 15 ) بدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ أنَّهُ لابُد أنْ تتوبوا قبل أنْ تضعُوا حجر عَلَى حجر وَتبنوا وَبدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ قِلَّة البركة عِندما كَانَ الشخص يزرع عِشرِين فيجِدهُمْ عَشَرَةَ[ قَدْ ضربتُكُمْ بِاللَّفحِ وَبِاليرقانِ وَبِالبردِ فِي كُلِّ عملِ أيدِيكمْ] ( 2 : 17 ) " اللَّفحِ وَاليرقان " هِى دِيدان تأكُلَ المحاصِيلَ بدأ ربِّنا يُنَّبِههُمْ إِلَى أنَّ أهم شئ أنْ يكُون الهيكل الدَّاخِلِى مُقدَّسَ بِهِ هُوَ وَأنْ يكُون هُوَ سِر بركته وَحلُوله فإِذا كانت قُلُوبكُمْ لَمْ تتقدَّسَ فَلَنْ تنعموا بِالبركة لأِنَّ الطَّبِيعة كُلَّها سوف تُقاوِمكُمْ وَسأُرسِلَ يرقان وَأنزع البركة مِنْكُمْ [ وَصَارَتَ كلِمةُ الرِّبِّ إِنِّي أُزلزِلُ السَّمواتِ وَالأرضَ ] ( 2 : 20 – 21 ) بدأ يقُولُ لَهُمْ أنَّهُ متى إِنتبهتُمْ لِلعملَ الدَّاخِلِى وَتقدَّستُمْ وَصَارَتَ حياتكُمْ مُقدَّسة فِىَّ وَبدأتُمْ تنتبِهُوا لِلبُناء الدَّاخِلِى فِعلاً سأُزلزِلُ لَكُمْ السَّماء وَالأرض وَسأقلِبُ كراسِى الممالِكَ وَأبِيدُ قُوَّة ممالِكَ الأُمم أقلِبُ المركبات وَالرَّاكِبِينَ فِيها وَينحطُّ الخيل وَسأجعل كُلّ أعداءكَ تحت قدميكَ ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنا صاحِب القُوَّة وَالقُدرة أنا الَّذِى أُعطِيكَ النُصرة وَأُزِيل كُلّ أعداءك قَدْ يكُونَ أعداءكَ أتوا بِسماح مِنِّى وَأكُون أنا الَّذِى سلطَّتهُمْ عليكَ وَعِندما أُرِيد أنْ أبعِدهُمْ عَنْ طرِيقكَ سأبعِدهُمْ لكِنْ لابُد أنَّكَ تُحارِب أمَّا النُصرة فَهِى أصلاً مِنْ عِند الرَّبَّ وَالخَلاَصَ مِنْ عِند الرَّبَّ كما يقُولَ مُعلِّمنا داوُد النبِى [ عظِيم هُوَ خَلاَصَه ]( مز 129 مِنْ مزامِير النُوم ) فَهُوَ عمله هُوَ فِى هذا الجُزء وعد بِالبركة لِزرُبَّابِل يقُولَ لَهُ سأجعلُكَ إِنسان جدِيد وَأنت الوالِى لكِنْ ستنعم بِبركات كثِيرة جِدّاً وَيقُولَ لَهُ كلِمة جمِيلة جِدّاً [ وَأجعلُكَ كخاتِمٍ ] ( 2 : 23 ) قدِيماً كَانَ الخاتِم عِند المَلِكَ عِبارة عَنْ خِتم يختِمْ بِهِ هُنا الخاتِم قَدْ يكُون لَهُ معنيان إِنِّى أجعلُكَ خاتِم لِى أى سأُعطِيكَ سُلطانِى وَقُوَّتِى وَهُنا يكُون زرُبَّابِل نُبُّوة عَنْ ربِّنا يسُوع المسِيح الَّذِى هُوَ خاتِم الآب كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ فِى عِبرانِيين[ الَّذِي وَهُوَ بهاءُ مجدِهِ وَرسمُ جوهرِهِ ] ( عب 1 : 3 )هُوَ خِتم الآب فنحنُ عرفنا الآب مِنْ ربِّنا يسُوع المسِيح مِنْ الخِتم كُلّ نَفْسَ أمِينة لِلرَّبَّ تحمِل كرامة الله شخصِيَّاً وَحضوره وَمجده وَبهاءه تحمِل خِتمه فِى يَدِها وَالخاتِم أيضاً إِشارة لِلزِيجة وَالعُرس وَالإِتحاد وَمادام الخاتِم فِى أيدِينا فنتحِد بِهِ وَنحمِل سُلطانه وعد الرَّبَّ لِكُلّ نَفْسَ أمِينة تجاوبت مَعَْ عمل نعمتِهِ00فهُنا يقُولَ لِزرُبَّابِلَ إِنِّى سأُزلزِل لَكَ الأُمم وَوعده بِتحطِيم الأُمم الوثنِيَّة وَكُلّ الصِعاب الَّتِى كانت قبلاً سأُحطِمُها لَكَ زرُبَّابِل يُمَّثِلَ المسِيح الَّذِى وُلِد فِى بابِلَ لكِنْ حمل جسدنا نحنُ وَأتى لأِرضِنا وَدخل معنا حَتَّى القبر زرُبَّابِل يُمَّثِلَ الإِبن الوحِيد الَّذِى هُوَ موضُوع سرُور الآب زرُبَّابِل يُمَّثِلَ يسُوع المسِيح الَّذِى أتى وَأباد الممالِكَ وَسُلطان الظُلمة الَّذِى فِيهِ صِرنا مُختارِىِّ الله وَفِيهِ ننعم بِالغلبة عَلَى قوات الظُلمة هُوَ الَّذِى أصبحنا فِيهِ نحمِلَ الخاتِم فِى داخِلنا وَنحمِلَ كرامة ربِّنا وَغِناه وَمجده وَسُلطانه لِذلِكَ عِندما نتحِد بِهِ عَلَى مُستوى العُرس الإِلهِى ننعم بِهِ وَبِحضوره وَنُلاَحِظَ أنَّهُ لَمْ يقُلَ لَهُ " إِنِّى قَدِ اخترتُكَ " مُنذُ البِداية إِنَّما قالها لَهُ عِندما كلَّمهُ وَنبَّه روحه وَبدأ يشتغلَ النِّعمة يا أحِبَّائِى تتودَّد إِلينا وَتُنَّبِه أرواحنا فإِذا إِستجبنا معها وَبدأنا نشتغل تُعطِينِى الخاتِم وَتبدأ تُقَّدِسَ الإِختيارالنِّعمة تُحرِّكَ الإِرادة فإِذا تجاوبت تزِيدها وَتُعطِيها مجد كُلِّنا مُختارِين وَكُلِّنا تقدَّسنا فِى المعمودِيَّة لكِنْ هل كُلِّنا أُمناء لأِختيارنا ؟ المفرُوض إِنِّى أخذت خاتِم فِى المعمودِيَّة ( عِلاَقِة الزِيجة – إِتحاد – سُلطان الله )وَلِذلِكَ يقُولَ الكاهِن قبل العِماد دعوة بِإِسم الكنِيسة وَبِإِسم الرُّوح القُدُسَ يقُولَ [ أنْ يحفظ الخاتِم بِغير سارِق وَالثِياب بِغير إِضمِحلاَلَ وَاللُّباسَ بِلاَ دنس ]أى يحفظ نَفْسَه المجد وَالكرامة الَّتِى تأخُذها النَّفْسَ الأمِينة يا أحِبَّائِى لاَ توصف وَهذا هُوَ غرض السِفر الَّذِى نتكلَّم عنْهُ ربِّنا يسُوع المسِيح صاحِب الهيكل الجدِيد الَّذِى يُرِيد أنْ يُقِيم مِنْ قُلُوبِنا هياكِلَ لَهُ قادِر أنْ يُنَّبِه أرواحنا بِسُلطانه وَيُحَّفِز أرواحنا وَقُلُوبِنا لِكيما نصعد إِلَى الجبل وَنأتِى بِخشب وَنبنِى البيت فيرضى وَيتمجَّد وَ لاَ نستسلِم لإِحباطات وَ لاَ نتهاون أبداً وَ لاَ نبنِى بيتهُ بِأيادِى مُتراخِية وَ لاَ نجِسة وَلكِنْ بِنقاوة وَبِر وَهُوَ يُؤَّهِلنا لِلإِتحاد بِهِ وَيُعطِينا الخاتِم وَيُعلِن إِختياره لنا ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَيُكمِّل نقائِصنا لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً آمِين.

عدد الزيارات 1522

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل