كيف نغلب أعمال الشياطين

كثير منا يؤمن وينشغل بأشياء من فِعل الشيطان .. مثل السحر والأعمال .. النجوم .. عِلم الغيب .. كيف يتعامل إبن الله مع كل هذه الأمور ؟ سفر الأعمال الإصحاح " 13 " يتحدث عن بولس الرسول عندما تقابل مع عليم الساحر وقال له { أيها الممتلئ كل غشٍ وكل خبثٍ يا ابن إبليس يا عدو كل برٍ ألا تزال تُفسد سُبل الله المستقيمة .. فالآن هوذا يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حينٍ .. ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده } ( أع 13 : 10 – 11) قديماً شعب الله لكثرة إختلاطه بالأمم أخذوا منهم بعض الأشياء .. منها عبادات أوثان وشياطين .. كان عندهم إيمان بالتفاؤل .. أيضاً كانوا يؤمنون بالعرافة .. لذلك في سفر التثنية إصحاح " 18 " يقول { لا يوجد فيك من يُجيز ابنه أو ابنته في النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقي رُقيةً ولا من يسأل جاناً أو تابعةً ولا من يستشير الموتى لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب } ( تث 18 : 10 – 12) لا نستطيع أن نقول أن كل ما يحدث من أعمال غير موجود .. ولكن جزء كبير جداً منه سببه نفسي .. أي من فِكر الإنسان .. مثال على ذلك إن دخل كلب على عشرة أفراد فإن الكلب يتجه نحو الخائف منهم فقط لأن هذا الخائف يفرز هرمون معين .. هذا الهرمون معروف جداً عند الكلب عندما يشمه يتجه نحوه الذي يعطي قيمة كبيرة لعدو الخير ولا يثق في الله يتسلط عليه عدو الخير .. إذا شعر العدو بالضعف البشري يتاجر العدو بهذا الضعف ويتسلط عليه .. القديس العظيم الأنبا أنطونيوس عندما يأتي إليه فكر من العدو يقوم مثل الأسد ويقول { قم أيها الرب الإله وليهرب من قدام وجهك جميع أعدائك }.. بهذا تهرب منه الشياطين .. لهذا نقول إذا كان عدو الخير لديه قوة فنحن لدينا وعود كثيرة جداً من الله .. عندما قال لنا { ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء }( لو 10 : 19) .. لا تثق في الشيطان .. لا تذهب لمُنجم أو عرَّاف لتقول له ماذا أفعل .. فلا تفرط في ثقتك في إلهك ولا تضع هذه الثقة في الشيطان .. فلا تطلب من الشيطان أن يرسم لك حياتك .لا تسير في هذا الطريق حتى لا تفقد سلامك .. وإذا فقدته تشعر أن هناك قوة غير الله تتحكم في حياتك .. هذا أمر صعب جداً يُقال أن طبع الشخصية المصرية بها ميول كثيرة جداً للخرافات .. لأننا نسل فرعوني .. والفراعنة لديهم جزء كبير جداً في عِلم الخيال .. لهذا نرى البعض ينسج أمور كثيرة جداً من الخيال ونصدقها وتُصبح حقيقة .. الإنسان يجب أن يكون لديه رجاء في الله .. المسألة ليس بالأعمال أو السحر .. حجاب .. أولاد ربنا يثقوا في ربنا .. يدهم في يده .. لا يوجد من يسيطر عليهم مادام يدهم في يد القوي .. لحل هذه المشكلة هناك ثلاث نقاط يجب عملهم :0
1) الإلتجاء إلى الله ( الثقة في الله ) .
2) الإيمان بالله لا يلغي عقل الإنسان .
3) المعجزة ليست شرطاً .
(1) الإلتجاء إلى الله :-
( الثقة في الله )
من يطلب المعونة أو يلتمس سلام خارج عن الله فذلك خطية .. المعتمد على عدو الخير سواء بسحر أو عمل أو هذا معناه عدم الثقة في الله وقدرته وخيره علينا .. الآباء القديسين شبهوا هذا النوع من الناس بنوع من الإلحاد ( أي أن الله غير موجود ) .. فمن يلجأ لأي من هذه الأمور يحتاج أن يقدم توبة .. العدو لا يُشكل الحياة .. لا يستطيع العدو أن يقول لي ماذا أفعل .. من يضع ثقته في هذه الأمور فهو مسكين لأن أولاد ربنا لا تجهل أفكاره .. ويقول الكتاب { قاوموا إبليس فيهرب منكم }( يع 4 : 7 ) من لا يثق في التناول والصوم والصلاة ويسير في طريق آخر ويثق فيه ؟!! إن عدو الخير إذا شعر بضعفك فإنه يلعب معك ويقنعك بها وتحل المشكلة الأولى وتقع في المشكلة الثانية وأنت معه في الطريق .. بذلك فإن هذه النفس بدأت تخرب وأصبحت تابعة له .. القديس لوقا يقول في الإصحاح العاشر { رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء } ( لو 10 : 18 ) .. والتلاميذ عندما رجعوا إلى يسوع متهللين وقالوا له { حتى الشياطين تخضع لنا باسمك } ( لو 10 : 17) .. أُذكر إسم يسوع فقط فإنه قال لنا{ ولا يضركم شيء } ( لو 10 : 19) .. { اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع }( أم 18 : 10) .. من يثبت في الله بالإيمان .. بالصوم والصلاة والتناول ووسائط النعمة ولكن عليك أن تضع ثقتك في هذا حتى تنال النعمة .. فالحياة مع الله ليست مجرد مظاهر خارجية أو وسائل .. هذه حياة قوتها من الداخل .. وعدو الخير لا يقوى عليك ما أجمل صورة القديسة مارينا وهي تمسك العدو بيدها .. وهي تقول له لماذا تفعل هذا بالناس .. وتجعل بهم خطايا .. وهو مرعوب منها .. نعرف قصة القديسة يوستينة الذي أراد الملك أن يتزوج منها وعندما رفضت ذهب الملك إلى ساحر ووعده الساحر بأنه سيُحضرها له .. عندما أراد الشيطان أن يدخل عليها يجدها تصلي فلم يستطع عليها بشئ .. فدخل الشيطان على الملك في صورة يوستينة ولكن عندما نطق الملك وقال * السلام ليوستينة جميلة النساء * الشيطان لم يستطع أن يحتمل إسمها وفي الحال تحول إلى الوضع الطبيعي له .. لم يحتمل حتى الإسم .. إن الشيطان موجود بالفعل .. ولكن يوجد أيضاً أولاد لله .. ويوجد قوة صليب .. فلا تضع ثقتك في عدو الخير .
(2) الإيمان لا يلغي العقل :-
الإيمان فوق العقل ولكن ليس ضد العقل .. لا تذهب لأمور تجعلك تلغي عقلك .. وتتجه إلى من يقول لك ماذا تفعل وما لا تفعله ( غسيل للمخ ) .. يجعلك مسلوب الإرادة .. فإن الميزات التي ميزت الإنسان عن جميع المخلوقات هي :-
i.العقل .
ii.الإرادة .
من يُسلب منه عقله وإرادته فقد إنسانيته .. وهذا ما يريده عدو الخير .. والخطية أساسها فقد العقل والإرادة وكثرة تعود الخطية تجعله بلا عقل وإرادة .. عند التوجه حتى للآباء الكهنة للإستشارة فالكاهن لا يلغي عقل الشخص بل عليه أن يتناقش معه في هذا الأمر .. وفي النهاية إرادة ربنا الكاهن عليه أن يعرف الأمر ويناقشه ولكن لا يقول رأيه دون معرفة الوضع ثم يقول إفعل هذا أو لا تفعل .. لكي نلتمس رأي أو مشورة يجب أن يكون هناك روح صلاة .. ونخضع لإرادة الله .. ويجب أن يكون هناك فكر بشري أيضاً .. لا تضع المسئولية على غيرك سواء شخص .. أو كاهن .. أو غير ذلك .. نتذكر أب روحي ذهب إليه شخص ليسأله أن يدخل الدير أم يتزوج فقال له الأب أن هناك شئ يُسمى قُدرات وميول .. الراهب لكي يكون راهب يجب أن يكون لديه مقومات نفسية وروحية .. وإن خبرته تكون كافية في المجتمع .. وسِنُّه مناسب .. ليس فقط علاقته تكون جيدة مع الله .. لهذا نقول الحياة مع الله لا تلغي العقل أبداً هناك ثلاث نقاط عليك أن تعلمهم :-
أ- فكَّر .
ب- صلي .
ت- إستشير .
عندما تكون العلاقة مع الله ضعيفة جداً لا يستطيع أن يسمع صوت الله داخله .. لهذا يُصبح ربنا بعيد .. وبذلك يبحث عن أحد ليقول له أي رأي .. لكن إن كانت روح ربنا بداخلنا يقدر يعطينا راحة وسلام وعلاقة من داخلي ويجعلني أعمل ما أستريح إليه وأنا متأكد أن هذه هي إرادته .. لذلك نقول علينا أن نفكر ونصلي ونطلب مشورة المرشد الخاص بنا ولكن ليست هي كل شئ لهذا يضمن سلامة القرار من يعمل مع عدو الخير يتاجر بهذه النقطة .. أي عقلك يُلغى ويقول لك هو ماذا تفعل .. وأنت مسلوب الإرادة .. وإن راجعته في شئ يرفض .. أما الله عندما تراجعه في شئ يقبل .. أبونا إبراهيم في سدوم وعمورة راجع الله وقال له ( 50 باراً ) .. وبعدها قال ( 40 باراً ) ثم ( 10 ) .. الله قَبَل الحوار أما الشيطان فلا يقبل الحوار .. العدو يريد أن يسلبني إرادتي وقوتي وسلامي .. ففكر كثيراً وصلي واطلب مشورة الله .. فالإنسان محتاج أن يقول لربنا * أنا أحتاج معونتك * .. من أقام الميت ممكن جداً أن يرفع الحجر ويفك الأكفان .. الله لا يريد أن يلغي الإنسان لكن عدو الخير يريد أن يلغي الإنسان .. يريد الله أن يكون الإنسان عنده إرادة وهذه الإرادة تخضع لإرادة الله عندما تسمع عن صورة بها زيت .. يد إمرأة بها نور .. إلى آخره .. فقل في نفسك المجد لك يارب .. فالله قادر أن يفعل أكثر من ذلك .. ولكن لا تأخذني هذه القصة فإذا أردت أن أشاهد معجزة فأنا ممكن أن أعاين كل يوم معجزة تحدث على المذبح في الجسد والدم .. لأن ممكن جداً أن هذه الصورة تكون من العدو .. لهذا يطلب الآباء الكهنة في مثل هذه الأمور إحضار هذه الصورة في الكنيسة وإذا إستمرت على هذا الحال فإنها من الله .. وإن لم تستمر فإنها من العدو .. وهنا نتساءل لماذا يفعل العدو هذا ؟ لكي يلهي الناس ويغيِّب العقول ويشتت الناس في أمور فرعية ويجعلهم يضعوا ثقتهم في مثل هذه الأمور .. ويعيشوا مع الله لا على مستوى التصديق ولكن على مستوى التغيب .. العدو يريدك أن لا تصلي أمام الله ولكن تذهب للزيت الذي في الصورة وكفى دون الإلتماس لربنا .
عندما تسمع هذا عليك بالآتي :-
a) صلي الأجبية والمزامير .. فالمزامير قادرة أن تبدد منك روح العدو .. تلاوة المزامير بها قوة تصرف العدو .
b) تناول باستمرار وبانتظام وثقة أكيدة أن هذا جسد حقيقي .
c) كن رفيق للقديسين .. قم بتمجيد بخاصة الملاك ميخائيل .. مارجرجس .. أبو سيفين .. الأنبا موسى الأسود .. فإن عدو الخير لا يحبهم .. بهذا يهرب عدو الخير ويذهب لآخرين إن شعرت بداخلك بمشكلة إشرب من ماء اللقان .. ماء صلى عليها صلوات طويلة وكثيرة وبحلول روح ربنا عليها حاملة إسم يسوع .
(3) المعجزة ليست شرطاً :-
الله يستخدم المعجزة ولكن لا يجعلها ملجأ للحياة .. ليس كل مريض عليه أن يُشفى .. وكل من لديه مشكلة يجب أن تُرفع .. وكل متألم يجب أن يزول ألمه .. وكل من ليس له أولاد يجب أن يُنجب .. هناك أمور مدبرة من عند ربنا .. ليس شرط أن كل واحد فينا مشكلته تُحل .. إذا كان هذا التصور لدينا فإذا لم تحدث المعجزة تجعلنا نلجأ إلى غير الله .. ثق أن الله قادر على الشفاء وإنه يعطي الشفاء لمن يريد .. القديس أغسطينوس يقول المعجزة تحدث من أجل غير المؤمنين .. هدف المعجزة ليست جوهر المعجزة ولكن هي تحدث لغير المؤمنين .. أُطلب ولكن لتكن إرادته .. المعجزة ليست كل شئ ويحدث له شفاء .. ولكن في إيمانك نعرف أن كل شئ يتم بنعمة الله وقوته ومعونته أعظم معجزة في حياة الإنسان هي إنه يتوب .. الناس رافضة الألم والصليب فيأمر البعض ربنا ويقول له * أنت ضعيف * .. { احسبوه كل فرحٍ يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعةٍ } ( يع 1 : 2 ) .. يجب أن أثق أن الله صانع خيرات .. إن أعطى وإن لم يعطي .. إن صنع المعجزة وإن لم يصنع معجزة .. معلمنا بولس الرسول يقول { أُعطيت شوكة في الجسد } ( 2كو 12 : 7 ) .. وأما الله لم يشفيه وقال له { تكفيك نعمتي } ( 2كو 12 : 9 ) .. إرادة الله إنه ليس كل مريض يُشفى .. أُطلب منه ولكن قل له * لتكن إرادتك .. إن رفعت عنا أشكرك .. وإن لم ترفع إسندنا إنت يارب * الكاهن في أوشية المرضى يقول { أقمهم وعزيهم } .. أي تعطي قوة للإحتمال .. الإنسان الذي يريد أن يلتمس عدو الخير في خلاص نفسه وإن عمل عدو الخير شئ فهي تأثيرات وهمية شريرة ليضعك في دومته المهلكة .. من يدخل مع عدو الخير كأنه دخل في مصيدة وبالتأكيد عدو الخير يأذيه لا يُخفى علينا أن عدو الخير خبير في ضعفات الإنسان .. يربطه بأولاده بعاطفة قوية جداً .. الله يسمح في وقته هو .. صلي ونفكر جيداً .. لا تجعل الأمور تزعجك وتُفقدك سلامك .. ولهذا الأمر يحتاج إلى تسليم وصلاة وتثق في الله .. من ضعف في يوم بهذا عليه أن يطلب التوبة ويقول * يارب سامحني أنا بجهل فعلت هذا .. سامحني لأني طرحت ثقتي فيك .. أعترف بك يا الله مُخلص قوي .. أنت الذي أعطيتنا السلطان لكي ندوس كل قوة العدو * ربنا يثبت ثقتنا فيه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين