فتيلة مدخنة لا يطفئ

Large image

قيل عن ربنا يسوع المسيح ” قصبة مرضوضة لا يقصف .. وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ “( مت 12 : 20 ) .. هو إله رجاء .. قادر أن يُصلح ما قد تلف .. كثيراً ما يُصاب الإنسان بروح يأس أو فشل .. ” قال الجاهل في قلبه ليس إله “ ( مز 14 : 1 ) نتحدث في ثلاث نقاط مهمين في هذا الموضوع :-

1.أهمية الرجاء .
2.الرجاء بالمسيح .
3.خطورة اليأس .
أ/ الفشل .
ب/ الإستهتار .
ج/ التأجيل .
أولاً : أهمية الرجاء :-
معلمنا بولس الرسول يقول ” لأننا بالرجاء خلصنا “ ( رو 8 : 24 ) .. إن الذي جعل الإنسان يبقى في الحياة هو الرجاء بعد سقوطه في البداية .. والذي جعله يحتمل صعوبة العقوبة إن هناك وعد بخلاص .. والذي جعل الإنسان يتصالح مع نفسه ومع الله هو الرجاء تخيل لو فقدنا رجاءنا في خلاصنا ماذا يُصيبنا ؟ وبالطبع هذا ما يرغب فيه العدو .. لذلك يقول الكاهن في القداس ” لا تقطع رجاءنا يا سيدي من رحمتك “ .. ومعلمنا داود يقول ” انتظرت نفسي الرب .. من محرس الصبح إلى الليل .. من محرس الصبح فلينتظر إسرائيل الرب .. لأن الرحمة من عند الرب .. عظيم هو خلاصه وهو يفتدي إسرائيل من كل آثامه “ ( مز 130 : 5 – 8 ) رأينا مريض بيت حسدا ثمانٍ وثلاثين سنة يجلس بجانب البِركة ينتظر الرجاء ( يو 5 : 2 – 9 ) .. ويقول الحكيم ” لكل الأحياء يوجد رجاء فإن الكلب الحي خير من الأسد الميت “ ( جا 9 : 4 ) .. إن لك رجاء في كل نموذج وضعهُ الإنجيل ليجعلك صاحب رجاء أمنا سارة أعطاها الله نسل بعد فوات الأوان .. ” أ بعد فنائي يكون لي تنعُّم “ ( تك 18 : 12 ) .. لذلك في سفر أشعياء يقول ” ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد “ ( أش 54 : 1) .. إن الله أحبَّ أن يعلن قدرته في أُناس ميؤس منها تماماً .. عندما شفى أعمى ” إنساناً أعمى منذ ولادتهِ “ ( يو 9 : 1) .. أي وهو جنين وهو أعمى .. أيضاً لعازر الذي مات وكان له أربعة أيام في القبر ( يو 11 : 17) .. أي حالة مستحيلة ومستعصية .. الله قادر على إقامة ميت بعد أربعة أيام والكنيسة تقول له ” أنت رجاء لمن لا رجاء له .. وعون لمن لا عون له “ .. يقول أحد القديسين ” إن كان للموتى رجاء .. هكذا يكون رجائي فيك “ .. لأن الخطية جعلته مثل لعازر الذي قد أنتن في القبر .. وقال له أيضاً ” ليس لي مرثا ولا مريم يدعوك لإقامتي “ .. إن الخطية جعلت كثيرين جرحى ولا يوجد حل إلا في المسيح يسوع جميل معلمنا داود قوله للرب ” اقترب إلى نفسي فكها “ ( مز 69 : 18) .. والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” كل ما زادت الحالة تعقيداً .. كل ما زاد الطبيب مهارة “ .. لذلك يزداد هذا الطبيب في قيمته .. ” كما أن الطبيب يُمدح بمرضاه .. فإن يسوع يُمدح بالخطاه “ .. جميل جداً أن تنتظر الرب كالسامرية ” كان لكِ خمسة أزواج والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ “( يو 4 : 18) .
ثانياً : الرجاء بالمسيح :-
إجعل رجاءك بالمسيح بالأكثر .. ولا تنظر إلى نفسك ولضعفاتك بل انظر له هو .. ” أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ “ ( غل 2 : 20 ) .. ” أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني “ ( في 4 : 13)” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) .. حوِّل الموضوع عنده هو صاحب الخلاص اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي “ ( مز 54 : 1) الإنسان يوعد ويخلِف لكن الله يوعد ولا يخلِف فقل له " إوعدني إنت يارب " .. إلتمِس الرجاء منه .. فالله يسمح أن ندخل في خطايا كبيرة لكي يُعلن لنا :0
1.ضعفنا .
2.إحتياجنا .
إعرف ضعفك واجعله يقودك إلى معرفة القوة .. القديس مارإسحق يقول ” إن الذي يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة “ .. أحد الآباء يقول لربنا يسوع ” ليس لي مسرة على سقوط .. وليس لي قدرة على قيام “ .. أنت مصدر الخلاص لا توجد أعمال بر بدون المسيح .. فهناك من يصلي ويصوم ويعطي صدقة ومع ذلك لا يعرفون المسيح .. فالبر يجب أن يكون بالمسيح .. فنجد معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع “ ( 2تي 2 : 1) مهما كان حال الإنسان وضعفاته عليه أن يتمسك بالله .. ونسمع عن قصة في بستان الرهبان عن قديس كان دائم السقوط .. لكنه كان يرفع عينه إلى الله ويقول له " أُنظر يارب إلى شدة حالي وانتشلني إن شئت أنا وإن لم أشأ .. لأنك تعلم إني من تراب " .. ويرجع ويقول له " إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة .. ولكن إظهر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى عمل محبتك " عند الوقوع لمرات كثيرة ثم أقف مرة أخرى فإن المحصلة في النهاية لصالحي .. لذلك الآباء القديسين يقولون ” إن المجاهد يُكلل بكثرة جراحاته “ .. الله لا ينظر لنا إن كنا نقع أم لا بل ينظر لنا إن كنا نجاهد أم لا نجاهد .. لذلك يقول أيضاً الآباء ” إن الله لن يسألك لماذا سقطت .. ولكنه سيسألك لماذا لم تتُب “ .. أبونا بيشوي كامل كان يقول أنه هو أيضاً بيقع في خطايا كثيرة ولكن الفرق بينه وبيننا إنه يرجع ويصالح الله سريعاً .
ثالثاً : خطورة اليأس :-
أ/ الفشل :-
الفشل هو أن يشعر الإنسان إنه سيظل كما هو ومستحيل التغيير .. معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” الله لم يُعطِنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح “ ( 2تي 1 : 7 ) .. حذاري وأنت تجاهد أن تضع في ذهنك النتيجة بالفشل .. هناك مقارنة بسيطة بين جهاد الذات وجهاد النعمة جهاد الذات هذا جاء من الغرور .. كيف أكون أنا كذلك ؟! جهاد لا يقبل السقوط ونتيجته لا توَّصل إلى أي جهاد حقيقي أما جهاد النعمة يأتي بالإتضاع .. مثل موسى الأسود الذي ذهب إلى أب اعترافه ثلاثة عشرة مرة في ليلة واحدة .. هذا جهاد يأتي بالنعمة .. جهاد يقبل أن يكون ضعيف ويسقط وهذا السقوط يأتي بمزيد من الإتضاع والتذلل أمام الله ما الفرق بين توبة يهوذا وتوبة بطرس ؟ يهوذا تاب ورجَّع المال واعترف إنه سلِّم دم برئ .. لم يشعر بضعفه ولا بقبول توبته فمات بفشله ومات بيأسه .. جميل أن تقول ” كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله “ ( تك 39 : 9 ) .. إحذر التوبة التي تقوم على الذات والفشل .
ب/ الإستهتار :-
كثرة التبريرات والأعذار التي جعلت أيوب الصديق يقول ” الإنسان الشارب الإثم كالماء “( أي 15 : 16 ) .. الحكيم يقول في سفر الأمثال ” الرخاوة لا تمسك صيداً “ ( أم 12 : 27 ) .. جميل أن يكون لك قانون روحي وعدم استهتار .. ” خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم “( نش 2 : 15) .
ج/ التأجيل :-
لا تؤجل .. إبدأ الآن .. قل " يارب ارحمني واقبلني " .. لأن أي اشتياق غير مضمون أن يُعاد ” أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم “ ( رو 13 : 11) .. ” الآن يوم خلاص “ ( 2كو 6 : 2 ) .. إستفيد بنداءات الله وتجاوب لأن عدم التجاوب يزيد القساوة .. قد تأتي مرحلة في العمر يجد الإنسان نفسه غير متجاوب مع أي نداءات وأي فِعل كل ما سمِع الإنسان وأجِّل هذا يعمل على قساوة قلبه .. فأي نداء مصدره من الله وعدم الذهاب مسئوليتي أنا .. لذلك يقول أحد القديسين ” إن في الدينونة الله يُطالبنا بثمن توسلاته السابقة “ .. وقيل عن سكان الجحيم إنهم كانوا ينوون التوبة ولكنهم أجلوها ربنا يقبل توبتنا ويعطينا رجاء من عنده ربنا يقبلنا ويعطينا رجاء ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 4096

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل