الصوم والتغيير الاحد الاول من الصوم

Large image

الصوم والتغيير
آحَاد الصُوْم الكِبِير وَضَعِتْهَا الكِنِيسَة بِإِرْشَاد إِلهِي وَحِكْمَة مِنْ الرُّوح القُدُس عَالِيَة جِدّاً مِنْ أجْل أنْ تُسَاعِد الإِنْسَان فِي رِحْلِة الصُوْم الكِبِير عَلَى إِنَّهَا لاَ تَكُون تَغْيِير لِلأكْل مِنْ الفِطَارِي إِلَى الصِيَامِي وَلكِنْ تَغْيِير لِلحَيَاة .. فِي الصُوْم " 9 " آحَاد إِذَا إِعْتَبَرْنَا أحَد الرِّفَاع وَالقِيَامَة مِنْهُمَا .. " 9 " آحَاد كُل أحَد فِيهُمْ يُرِيدْ أنْ يِغَيَرْنِي وَيِسَاعِدْنِي عَلَى أنْ أتَغَيَّر .. فَلاَزِم يِكُون فِيه تَغْيِير مُصَاحِب لِلصُوْم لَيْس شَكْلاً وَلكِنْ جَوْهَر .. التَّغْيِير الأهَمْ فِي الدَّاخِل .. فِي السُلُوك .. فِي الإِرَادَة .. فِي القَلْب .. فِي الحَيَاة . فِي الأهْدَاف .. تَغْيِير شَامِل يَمِس كَيَان الإِنْسَان كُلُّه .
الأحَد الأوَّل : التَّغْيِير فِي المَفَاهِيم :
التَّغْيِير فِي المَفَاهِيم .. مِثْل مَفْهُوم الصُوْم .. الصَّلاَة .. الصَدَقَة .. فَفِي فِكْر النَّاس إِنْ الوَصَايَا لاَبُدْ أنْ تُنَفَذْ مِنْ خِلاَل مَظَاهِر شَكْلِيَّة .. أمَّا رَبِّنَا يَسُوع فَقَدْ غَيَّر المَفَاهِيم وَبَدَأَ يُكَلِّمْنَا قَائِلاً ﴿ مَتَى صُمْت فَادْهِنْ رَأسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ .. لِكَيْ لاَ تَظْهَر لِلنَّاسِ صَائِماً بَلْ لأِبِيكَ الَّذِي فِي الخَفَاءِ .. فَأبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً ﴾ ( مت 6 : 17 – 18) .. فَيُدْخِل رَبَّنَا يَسُوع مَفْهُوم جِدِيد لِلصُوْم . مَفْهُوم جِدِيد لِلصَّلاَة .. مَفْهُوم جِدِيد لِلصَدَقَة وَطَرِيقِة صُنْعَهَا .. فَلاَ يَصْنَعْهَا فِي المَجَامِع أوْ فِي رَؤُوس الشَّوَارِع ( مت 6 : 5 – 7 ) .. بَلْ إِنَّهَا فِعْل رَحْمَة مِنْ دَاخِلُه فِي مُسْتَوَى الذَّبِيحَة .
الكِنِيسَة فِي بِدَايِة الصُوْم تُغَيِّر مَفَاهِيمْنَا فَلاَ تَجْعَل الإِنْسَان مَفْهُومُه عَنْ الشِئ مُبْهَمَاً فَيُمَارِسُه بِضَعْف فَتَضَع مَفْهُوم لِلصُوم عَلَى أنَّهُ طَاعَة لِلوَصَايَا .. تَهْذِيب لِلنَّفْس .. غِذَاء لِلرُّوح .. إِقْتِرَاب إِلَى الله .. الإِنْسَان دَائِماً أفْعَالُه تُحَقِّق أفْكَارُه .. إِذاً الفِكْر مُهِمْ جِدّاً فَأي فِعْل أسَاسُه فِكْرَة .. فَلاَزِم الصُوْم يِكُون مَبْنِي عَلَى فِكْرَة سَلِيمَة .. عَلَى أسَاس مَفْهُوم .
الأحَد الثَّانِي : تَغْيِير الأهْدَاف :
﴿ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ ﴾ .. فَالإِنْسَان فِي حَيَاتُه يَعِيش يَدَّخِر .. يَصْنَع كَرَامَة .. وَعَدُو الخِير يُحَاوِل أنْ يُلْهِيه بِهذِهِ الأُمور فَيِأمِّنْ حَيَاتُه عَلَى الأرْض وَيَهْتَمْ بِأكْلُه وَشُرْبُه .. فَيَقُول ﴿ لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً عَلَى الأرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ .. بَل اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوس وَلاَ صَدَأ وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ .. لأِنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أيضاً ﴾ ( مت 6 : 19 – 21 ) .. فَإِبْتَدَأ رَبِّنَا يِغَيَّر الأهْدَاف وَيَقُول إِجْعَل هَدَفَك فُوق .. كِنْزَك فُوق .. قَلْبَك فُوق .. لَمَّا تَدَّخِر إِدَّخِر فُوق وَلَيْسَ تَحْت .. فَيُكَلِّمْنَا عَنْ تَغْيِير المَفَاهِيم وَالأهْدَاف فَيَقُول لَنَا ثَلاَثَة لاَ .. لاَ تَكْنِزُوا .. لاَ تَقْدِرُوا .. لاَ تَهْتَمُّوا .. لاَ تَكْنِزُوا أي لاَ نَسْتَقِر تَحْت .. لاَ نَطَمِنْ تَحْت .. لاَ تَجْعَل كِنْزَك تَحْت بَلْ إِجْعَل هَدَفَك فُوق .. لاَ تَقْدِرُوا أنْ تَعْبُدُوا الله وَالمَال .. لاَ تَهْتَمُّوا .
الثَّلاَثَة مُرْتَبِطِين بِبَعْض .. فَلَمَّا يِصْنَع الإِنْسَان ذلِك فَتُصَحَّح طُرُقُه .. مُعَالْجِتُه وَنَظْرِتُه لِلأُمور تَتَغَيَّر فَيَرْفَعَك بِأنْ يَجْعَل الصُوْم فِتْرَة لِلإِرْتِقَاء السَّمَاوِي .. لِلإِرْتِقَاء الرُّوحِي .. كُل هذِهِ أهْدَاف لَمَّا الهَدَف لاَ يَكُون وَاضِح فَالحَيَاة تُبْقَى مِلَغْبَطَة لأِنْ الهَدَف نَفْسُه ضَايِع .. فَلاَزِم فِي الرِّحْلَة تِعْرَف وَتِسْأل نَفْسَك إِنْتَ صَايِم لِيه ؟!! .. فَلاَ تَقُول الصِيَام جِه فَنَصُوم مِثْل البَاقِيِينْ وَخَلاَص .. فَمِنْ الضَرُورِي أنْ يَكُون هُنَاك أهْدَاف مِثْل ضَبْط النَّفْس .. ضَبْط العِين .. ضَبْط الغَرَائِز .. عَطَاء أكْثَر .. حُبْ أكْثَر .
الصُوْم لاَ يَجْعَلْنِي أقِفْ عِنْدَ مَرْحَلِة الأكْل بَلْ أعْمَق مِنْ ذلِك بِكَثِير .. فَلاَبُدْ أنْ يُوَاكِبُه سُلُوك وَفِكْر مُخْتَلِف .. الصُوْم يِغَيَّر فِكْرِة إِنْ اللِّي مَعَاه فُلُوس أكْثَر يَطْمَئِنْ أكْثَر .. فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانْ الصُوْم الكِبِير فِيهَا بِتُحَاوِل وَتَجْتَهِد أنْ تُقَرِّب وَتَجْعَل مِنْ المُجْتَمَع كُلُّه مُجْتَمَع مُتَسَاوِي .. بِمَعْنَى أنَّ الَّذِي مَعَهُ أكْثَر سَيُعْطِي الَّذِي مَعَهُ أقَلْ مِنْ أجْل أنْ يَكُونُوا مُتَسَاوِيِينْ .. فَكَانُوا يُخْرُجُوا مِنْ الصُوْم مُتَسَاوِيِينْ وَمَفِيش فَرْق بِينْهُمْ .. فَالصُوْم مَعَهُ رَحْمَة .. مَعَهُ صَدَقَة .. مَعَهُ عَطْف فَلاَ تَكُون مُحِب لِنَفْسَك .. شَايِفْ غِيرَك مِحْتَاج وَلاَ تِسْأل فِيه .
الصُوْم مَعَهُ ذَبِيحِة عَطَاء .. يَرْتَفِع فَوْقَ مُسْتَوَى الأطْعِمَة .. الإِنْسَان فِي الصُوْم يِصْرِف عَلَى الأكْل وَالشُرْب أقَلْ مِنْ غِير الصُوْم .. فَالرَقَمْ الَّذِي يُوَفَر نِتْصَدَق بِه وَلاَ نَدَّخِرُه .. فَأنْتَ تَرْفَع عَنْ نَفْسَك نِير فَلاَ تَقَعْ تَحْت نِير آخَر .. فَلاَ تَكُون قَدْ غَلَبْت الأطْعِمَة وَاتْغَلَبْت مِنْ المَال .. فَتُغَيِّر المَفَاهِيم وَتُغَيِّر الأهْدَاف .
الأحَد الثَّالِث : أحَد التَّجْرُبَة :
فَهُنَاك الكَثِير لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَقُول لاَ وَأنَّ هُنَاك إِحْتِيَاجَات .. العَدُّو حَارَب رَبِّنَا يَسُوع فَاسْتَغَل الإِحْتِيَاجَات .. إِسْتَغَل ضَعْف الجَسَد .. العَدُّو حَارِب رَبِّنَا وَهُوَ جَعَان مِحْتَاج لِلأكْل لأِنُّه شَابَهْنَا فِي كُل شِئ حَتَّى فِي الجُوع .. فَقَالَ لَهُ قُلْ لِلحِجَارَة أنْ تَصِير خُبْزاً .. فَقَالَ لَهُ يَسُوع لَيْسَ بِالخُبْز وَحْدُه يَحْيَا الإِنْسَان ( مت 4 : 3 – 4 ) .. فَنَحْنُ بِنْحَارِب وَحَنِتْحَارِب .. الصُوْم الكِبِير تَغْيِير فِي الأهْدَاف وَالمَفَاهِيم .. تَغْيِير مِنْ هَزِيمَة إِلَى نُصْرَة فَنَسْتَنْشِق عَبِير الإِنْتِصَار فِي الصُوْم الكِبِير .. فَالإِنْسَان لاَ يَدْخُل فِي الصُوْم وَيَكُون لَدَيْهِ فِكْر الغَرِيزَة .. فِكْرِة الإِقْتِنَاء أوْ الكُرْه أوْ الإِنْتِقَام .. فَبِرُوح الصُوْم الَّذِي بِدَاخِلَك تَرْتَفِع .
فِتْرِة الصُوْم هَيُبْقَى فِيهَا حُرُوب وَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهَا حُرُوب .. فِي الصُوْم تُعْلِنْ الكِنِيسَة حَرْب عَلاَنِيَّة عَلَى حُرُوب إِبْلِيس .. عَلَى مَمْلَكِة إِبْلِيس .. فَالعَدُّو يِهِيج فَالْمَسِيح يَقُول إِمْسِك فِيَّ فَتَنْتَصِر .. فَأُعْبُر مِنْ الهَزِيمَة إِلَى الإِنْتِصَار .. فَتَسْتَطِيع أنْ تُحَارِب العَدُّو كَعَدُو مَهْزُوم هَزَمُه الْمَسِيح .. هُنَاك نَاس يِقُولُوا أنَا بَخَاف مِنْ الصُوْم الكِبِير لأِنِّي بَضْعَف .. فَالكِنِيسَة تَقُول إِحْنَا مَعَانَا قُوَّة كِبِيرَة .. فَالْمَسِيح صَايِم مَعَانَا .. كَإِنِّنَا فَرِيق وَمُضَاف إِلِيه قُوَّة جَبَّارَة أكْبَر مِنْ الفَرِيق .. فَقِيمِة صُوْمنَا فِي صُومُه .. أخَذْنَا قُوِّتْنَا مِنْ صُومُه .. لِذلِك تَقُول لَنَا الكِنِيسَة إِنْ لَمْ تَصُوْم فَلاَ تِتْنَاوِل .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيح جِسْمُه صَايِم فَكَيْفَ جُزْء مِنْ جِسْمُه مِشْ صَايِم .. فَكُلِّنَا جِسْم الْمَسِيح وَكُلُّه صَايِم فَلَوْ جُزْء مِشْ صَايِم فَأنْتَ خَارِج هذَا الجِسْم فَلاَ تَتَنَاوَل مِنْ جَسَدُه وَدَمُّه .. فَالكُل يَجِبْ أنْ يَكُون مُشْتَرِك فِي تَقْدِمِة الصُوْم .
الأحَد الرَّابِع : الإِبْن الضَّال :
الأحَد الخَامِس : السَّامِرِيَّة :
فَفِي أحَد الإِبْن الضَّال تَغْيِير مِنْ كُورَة الخَنَازِير إِلَى بَهَاء وَجَمَال الأحْضَان الأبَوِيَّة .. وَأحَد السَّامِرِيَّة تَغْيِير مِنْ غَرَائِز الجَسَد وَشَهَوَاتُه الكَثِيرَة إِلَى الرَّاحَة الحَقِيقِيَّة فِي الْمَسِيح .. فَالكِنِيسَة تُؤكِد عَلَى التَّغْيِير .. تُؤكِد عَلَى التُوبَة .. فَلاَ يُمْكِنْ لِلصُوْم أنْ يُعْطِي فَائِدَة مِنْ غِير رُجُوع .. فَلاَ تَدَع الصُوْم يَمُر وَأنْتَ مَوْجُود فِي كُورَة الخَنَازِير .. فَيَجِب أنْ تَرْجَع وَتَتَمَتَّعْ بِالحِذَاء .. بِالعِجْل المُسَمَّنْ .. بِالحُلَّة .. بِالخَاتِم .. بِاللُّبَاس المُلُوكِي .. بِجِدِّة الحَيَاة .. بِجَمَال البِيت .. وَتَرْجَع إِلَى كَرَامْتَك فَيُرْجِع لَك كَرَامْتَك المَسْلُوبَة .
أمَّا فِي حَيَاة السَّامِرِيَّة فَالتَّغْيِير مِنْ حَيَاة الشَّهوْة الجِسْدَانِيَّة الَّتِي لاَ تُشْبِع وَلاَ تُرْوِي إِلَى حَيَاة كَارِزَة شَاكِرَة لِلْمَسِيح .. فِي السَّامِرِيَّة لاَبُدْ أنْ نَتَغَيَّر مِنْ خِلاَل الصُوْم .. فَيَقُول رَبِّنَا يَسُوع لَهَا فِي حَدِيثُه اللَطِيف ﴿ كَانَ لَكِ خَمْسَهُ أزْوَاجٍ وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ .... ﴾ ( يو 4 : 18) .. أي كَانُوا " 6 " أزْوَاج .. رَقَمْ " 6 " يُشِير إِلَى النُقْصَان فَهُوَ رَقَمْ بَشَرِي أرْضِي .. أمَّا رَقَمْ " 7 " فَهُوَ رَقَمْ الكَمَال .. رَقَمْ " 6 " لَمْ يُشْبِعُوكِ .. لَمْ يَكْفُوكِ .. أمَّا السَّابِع فَدَخَّل فِي حَيَاتْهَا غِنَاهَا .. نَسَّاهَا كُل المَاضِي .. إِبْتَدأ مَعَاهَا بِدَايَة جِدِيدَة .. أعْطَاهَا الكِفَايَة .. رَجَّع لَهَا كَرَامِتْهَا .. خَرَجِتْ تَكْرِز بَعْد أنْ كَانَتْ لاَ تُقَابِل أحَد .. وَأصْبَحِت تُقَابِل النَّاس بَعْد أنْ كَانَتْ تَهْرَب مِنْ النَّاس.
فَالتَّغْيِير فِي الْمَسِيح يَكُون لَهُ دَالَّة فَنَرْجِع إِلِيه بِوَجْه غِير مَخْزِى فَهُوَ تَغْيِير فِي التُوبَة ..فَالكِنِيسَة جَعَلِت هُنَاك أُسْبُوعِين مِنْ أجْل التُوبَة .. بَعْض الآبَاء يُشِيرُوا إِلَى هَذَيْن الأُسْبُوعَيْن عَلَى أنَّهُمْ عَوْدِة اليَهُود وَعَوْدِة الأُمُمْ .. فَعَوْدِة اليَهُود يُمَثِّل الإِبْن الضَّال .. وَعَوْدِة الأُمُمْ تُمَثِّل عَوْدِة السَّامِرِيَّة . فَالله يُرِيدْ أنَّ الكُل يَأتِي لَهُ وَإِنْ كَانَ بِعِيد فَتِتْغَيَّر إِلَى تِلْكَ الصُورَة عَيْنِهَا .
الأحَد السَّادِس : أحَد المِخَلَعْ :
فَتَتَغَيَّر الإِرَادَة فِي المِخَلَعْ المَشْلُول بِالكَامِل الَّذِي لَهُ 38 عَام .. فَمِنْ أهْدَاف الصُوْم الجَمِيلَة أنْ تَجْعَل أوْلاَدْهَا يَتَمَسَّكُوا بِالْمَسِيح وَتَكُون لَهُمْ إِرَادَة قَوِيَة فِيهِ .. فَإِنَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ رِجْل يَقُول لَهُ قُمْ فَيَتَمَتَّعْ بِحُرِيِّة حَرَكَة كَامِلَة .. الصُوْم يِفُكَك .. يُعْطِيك غَلْبَة وَانْتِصَار .. يُحَرِّر الإِرَادَة .. فَهُنَاك الكَثِير يَقُولُون * نِفْسِي أعْمِل حَاجَة وَمَشْلُول .. نِفْسِي أصَلِّي وَلاَ أعْرِف .. نِفْسِي أضْبُط نَفْسِي وَلاَ أقْدِر فَكُل مَا أحَاوِل لاَ أقْدِر * .. لكِنْ مِنْ خِلاَل الصُوْم تِعْرَف تِنْتِصِر مِنْ خِلاَل أمر بَسِيط عِنْدَمَا تَقُول لاَ عَلَى الأكْل .. لاَ عَلَى كُوب مَاء .. لاَ عَلَى لُقْمَة يَابِسَة .. فَتَقُول أنَا عَطْشَان .لاَ .. أُصْبُر لَيْسَ الآنْ .. فَالإِرَادَة تَتَقَوَّى .
الحَيَاة الرُّوحِيَّة تَنْتَقِل مِنْ سُلُوك الجَسَد إِلَى الرُّوح .. فَالجَسَد الَّذِي يَخْدِم الإِنْسَان عَلَى طُول فِي الصُوْم يَكُون فُرْصَة لِِلإِرْتِفَاع عَنْ إِغْرَاءَات الجَسَد .. فَالصُوْم يُرِيك كَيْفَ أنَّ الخَطِيَّة مُذِلَّة وَمُهِينَة فَهيَ تُحَطِمْ الإِنْسَان .. تِضَيَّع الأهْدَاف .. تِضَيَّع كَرَامِة الإِنْسَان .. تِسْلِبُه مَجْدُه .. أمَّا فِي الصُوْم فَيُعْطِيك إِرَادَة جَدِيدَة .
الأحَد السَّابِع : أحَد المَوْلُود أعْمَى :
فَفِي كُل أُسْبُوع فِي الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تُفِيدَك .. مِثْل طِفْل تُدْخِلُه الحَضَانَة ثُمَّ إِبْتِدَائِي ثُمَّ إِعْدَادِي ثُمَّ ثَانَوِي ثُمَّ جَامْعَة ثُمَّ الشُغْل .. فَلاَ تَجْعَل الكِنِيسَة تِجْرِي وَرَاءَك فِي الصُوْم وَلاَ تَجِدَك .. فَالكِنِيسَة جَعَلِتْ كُل شِئ بِفَهْم وَبِقَصْد .. فَالإِسْتِنَارَة حَصِيلِة جِهَاد تُعْطَى لِلإِنْسَان .. فَلَمَّا الإِرَادَة قِوْيِت جَعَلِتْ هُنَاك إِسْتِنَارَة .. وَالإِرَادَة قِوْيِت مِنْ التُوبَة الحَقِيقِيَّة .. وَالتُوبَة جَاءَت مِنْ تَحْدِيد الأهْدَاف الوَاضِحَة .. وَالأهْدَاف الوَاضِحَة لَمْ تَأتِي إِلاَّ إِذَا كَانِتْ المَفَاهِيم وَضَحِت أوَّلاً إِلَى أنْ نَصِل إِلَى الإِسْتِنَارَة الكَامْلَة .. فَالعِين المُسْتَنِيرَة تُصَلِّي .. تِعِيش فِي العَالَمْ وَلَهَا مَقَاصِد الله .. تِعِيش فِي العَالَمْ وَتَتَرَجَّى الله .. تَقْرأ فِي الإِنْجِيل فَيُلَذِذَك وَيُعْطِيك وَيِفَرَّحَك .. عِين مَكْشُوفَة تُرِيك مَجْدَك .
الأحَد الثَّامِنْ : أحَد الشَّعَانِين :
فِي أحَد الشَّعَانِين صِرْت هَيْكَل كَامِل لله .. صِرْت بِجُمْلِتَك مِلْكُه .. تِتْغَيَّر فِينَا السِيَادَة ..فِي الصُوْم نِسْأل إِنْتَ مِلْك مَنْ ؟!! مَنْ صَاحْبَك ؟!! فَبَعْد الإِسْتِنَارَة تَمِتْ المُبَايْعَة بِالكَامِل فَهُوَ قَدْ صَارَ مَلِكاً عَلَيْنَا .. فَالكِنِيسَة تَضَعْ هذَا الحَد بَعْد نَوَال الإِسْتِنَارَة .. فَالمَلِك يَأتِي لَك .. يَمْلُك عَلِيك . يَأمُر وَيَحْكُمْ .. يِهَذِّب نَفْسَك .. لأِنَّهُ هُوَ مَلِكَك .. هُوَ إِلهَك .. هُوَ سَيِّدَك بِأمرُه تُطِيعُه .. فَلَمْ تَعُد لآخَر وَأنْتَ أحْبَبْتُه وَأحْبَبْت أنْ يَمْلُك عَلِيك .
الأحَد التَّاسِعْْ : أحَد القِيَامَة :
فَهُوَ أحَد الحَيَاة الجِدِيدَة .. هُوَ تَغْيِير مِنْ المُوْت إِلَى القِيَامَة .. فَالقِيَامَة هِيَ نِهَايِة الصُوْم .. غَايِة الصُوْم .. هَدَف الصُوْم .. الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تُثَبِّتْ فِينَا إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة عَنْ طَرِيق جِهَاد أرْضِي فَتَضَعْ صُوْم .. مِنْ خِلاَل رِحْلَة تِتْغَيَّر عَلَى مُسْتَوَى الأسَابِيع وَالأيَّام .. فَجَمِيل أنْ تَكْتَشِفْ أنَّ كُل يُوم بِتِتْغَيَّر .. مَثَلاً أنْ تَتَدَرَج فِي مُحَارَبَة خَطِيِة الإِدَانَة .. فَفِي البِدَايَة تُسْكُت وَإِنْتَ مِرْتَاح .. ثُمَّ تُسْكُت بِمَعْرِفَة . ثُمَّ كَلاَمَك يُبَارِك .. ثُمَّ لاَ تَدِين أحَد بِذِهْنَك .. ثُمَّ تُبَارِك كُل أحَد .. فَكُلَّهَا دَرَجَات تَنْتَظِرَك وَتُبَارِكَك وَتَنْقِلَك مِنْ ضَعْف إِلَى قُوَّة .
فَالتَّغْيِير يَكُون فِي
فَالكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَرْفَعْنَا .. فَكُنُوز الكِنِيسَة تُذَخِّرْهَا الكِنِيسَة لِلصُوْم الكِبِير .. فَالأُم لَمَّا تُرِيدْ أنْ أنْ تَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة فَتَسْتَعِد لَهَا وَتِحَضَّر مِنْ كُل الأطْعِمَة .. الكِنِيسَة أُمِّنَا فَهيَ تَقُوم بِتَحْضِير وَلِيمَة لَنَا وَتُقَدِّم لَنَا أشْهَى الأطْعِمَة فِي الصُوْم الكِبِير .. فَتُقَدِّم لأِبْنَائْهَا الَّذِينَ تَنَازَلُوا عَنْ أطْعِمِة الجَسَد الإِشْبَاع الرُّوحِي وَتُخْرِجَهُمْ مِنْ الصُوْم نَالُوا بِهِ بَرَكَة وَتَغْيِير فِي حَيَاتْهُمْ .. فَالصُوْم مَنْهَج حَيَاة .. شَهْوِة نَفْس .. لَيْسَ بِثَقِيل .. مُفْرِح .
رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَتَغَيَّر وَنَفْهَمْ المَفَاهِيم وَنُحَدِّد الأهْدَاف وَنُقَوِّي الإِرَادَة
وَنَنَال الإِسْتِنَارَة لِيَمْلُك عَلِينَا وَنَقُوم مَعَهُ فَنَحْيَا مَعَ الكِنِيسَة أُسْبُوعِياً
وَنَقْتَدِي بِهِ خَلاَصاً وَبَهْجَة وَفَرَح وَقِيَامَة
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1707

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل