دراسة فى سفر راعوث ج1

Large image

زمن السِفر :-
أثناء عصر القُضاة فِى فِترة جدعُون القاضِى تقرِيباً 0
قِصة السِفر :-
يحكِى قِصة بسِيطة لكِنْ لها معانِى رُوحِيَّة عمِيقة جِدّاً تقُول القِصة أنَّ رجُل يُدعى ألِيمالِك يعِيش فِى بيت يهُوذا فِى بيت لحم مسقط رأس ربَّ المجد يسُوع هذِهِ المدِينة تعرَّضت لِمجاعة فأخذ ألِيمالِك زوجته وَولديه وَهاجر إِلَى مُوآب وَمُوآب هذِهِ مُسماه عَلَى إِسم أحد أولاد لوط الَّذِى لمَّا خرج مِنْ سدُوم وَعمورة كَانَ عِندهُ صدمة أنْ يعِيش فِى وسط ناس فعاش الوِحدة مَعَ بنتيهِ فقط لكِنْ بناته جاءت لهُما فِكرة شرِّيرة وَهِى أنْ يضطجِعوا مَعَ أبوهُمْ لِكى يكون لهُمْ ذِكر فِى الأرض فولدت الإِبنة الكُبرى مُوآب وَولدت الإِبنة الصُغرى عمُّون أى أنَّ مُوآب هُوَ ثمر الخطِيَّة لِذلِكَ عُرِف الشَّر عَنْ شعب مُوآب هذا الرجُل ألِيمالِك الَّذِى مِنْ بيت لحم ذهب إِلَى مُوآب بيت الشَّر وَزوَّج أولاده مِنْ مُوآبيات رغم أنَّ هُناكَ وصِيَّة تقُول لاَ يتزوَّج اليهُودِى بِأُمميات كانت الزوجتان الأُمميات هُما عُرفةُ وَرَاعُوثُ وَبعد فِترة مات الرَّجُل ثُمَّ ولديه وَبقيت الزوجة نُعمِى وَكِنَّتاها عُرفة وَرَاعُوث وَلمَّا طال الزمن وَبدأت نُعمى تجوع ففكرت فِى الرُجُوع لِبيت لحم وَطلبت مِنْ كِنَّتاها أنْ يظِلا فِى مُوآب لكِن راعُوث رفضت أنْ تترُكَ حماتِها بينما رجعت عُرفة إِلَى بيت أبِيها بعد إِلحاح حماتِها عليها فعادت نُعمِى وَرَاعُوث إِلَى بيت لحم وَعرفها أهل بيت لحم وَلكِنْ كَانَ شكلها قَدْ تغيَّر فقالت لهُمْ نُعمِى أنَّ الله قَدْ أذلَّها وَعاشت رَاعُوث مَعَ نُعمِى وَكانت رَاعُوث مُجتهِدة وَكَانَ وقت الحصاد وَفِى وقت الحصاد كانُوا يترُكُون جوانِب الحقل لِيلتقِط مِنْهُ الغُرباء وَأيضاً يلتقِطُوا الَّذِى يقع مِنْ أصحاب الأرض وَجاء أحد أصحاب الحُقُول وَهُوَ مِحور السِفر وَيُدعى بُوعز نزل لِحقلِهِ فوجد رَاعُوث مُجتهِدة فِى الحصاد وَسأل عنها وَعرفها وَتركها وسط الحصَّادِين تأكُل معهُمْ وَتشرب معهُمْ وَرجعت رَاعُوث بِحصادٍ كثِير لِنُعمِى وَحكت لِحماتِها عمَّا حدث معها خِلاَلَ اليوم وَعرَّفتها أنَّها كانت فِى حقل بُوعز فقالت لها نُعمِى أنَّهُ ثانِى ولِى لهُمْ أى أنَّهُ إِذا مات الزوج يتزوَّج زوجتهُ لِيُقِيم لِلميت نسل وَإِذا مات الولِى الأوَّل يتزوجها الولِى الثَّانِى وَهكذا وَكَانَ بُوعز هُوَ الولِى الثَّانِى لِرَاعُوث ( كَانَ الصُّدُقِيُون قَدْ سألوا السيِّد المسِيح عَنْ زوجة تزوجها سبعة أخوة فتكون زوجة لِمَنَ مِنهُمْ فِى السَّماء فقال لهُمْ السيِّد المسِيح أنَّهُ فِى السَّماء لاَ يُزوجون وَ لاَ يتزوجون هؤلاء السبعة أخوة هُمْ أولِية الزوجة ) قالت نُعمِى لِرَاعُوث إِذهبِى إِلَى بُوعز وَعرَّفِيه درجة القرابة بيننا وَقَالَ لها بُوعز لِنسأل الولِى الأوَّل الَّذِى وجد نَفْسَه سيخسر إِذا تزوَّج بِرَاعُوث فتركها لِبُوعز وَكَانَ ثمر زواجِهِما عُوبِيد أبو يسَّى أبو داوُد النبِى رَاعُوث تُمَّثِل النَّفْسَ المُجاهِدة المُتمسِكة بِالوصايا وَ لاَ تُحِب العالم تُمَّثِل كنِيسة الأُمم الَّتِى تركت الوثنِيَّة وَأرتبطت بِالمسِيح إِذاً بُوعز يُشِير لِلمسِيح أمَّا نُعمِى فَهِى تُمَّثِل النَّامُوس الَّذِى هُوَ الخطوة الأولى لِلإِرتباط بِبُوعز وَ لاَ يلِيق أنْ ترتبِط نُعمِى بِبُوعز وَلكِنْ لاَ يُمكِنْ الإِستغناء عنها [ لأِنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعطِيَ0 أمَّا النِّعمةُ وَالحقُّ فبِيسُوعَ المسِيحِ صَارَا ] ( يو 1 : 17 ) أى أنّنا لاَ نرتبِط بِالمسِيح دُون المرُور بِالنَّامُوس0
الأصْحَاحُ الأوَّلُ :-
[ حدث فِي أيَّامِ حكمِ القُضاةِ أنَّهُ صَارَ جُوع فِي الأرضِ فذهب رجُل مِنْ بيتِ لحمِ يهُوذا لِيتغرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ هُوَ وَامرأتهُ وَابناهُ ] هُنا النَّفْسَ البشرِيَّة الَّتِى لاَ تحتمِل المجاعة المجاعة نوعان مجاعة جسدِية أى ضِيقات وَتجارُب وَآلام وَلابُد أنْ لاَ ننفُر مِنها لكِنْ هذا الرَّجُل فشل فِى إِحتمال الضِيقات وَنسى مواعِيد الله وَشعب الله وَفكَّر بِطرِيقة مادِّية أحياناً النَّفْسَ ترفُض أى ضِيقة مِنْ الله بينما يقُول الأنبا بولا[ مَنْ يهرُب مِنْ الضِيقة يهرُب مِنْ الله ]هذا الرَّجُل هرب مِنْ الضِيقة بِطرِيقة بشرِيَّة بينما[ إِنْ أراد أحد أنْ يأتِي ورائِي فليُنكِر نَفْسَهُ وَيحمِلْ صلِيبهُ كُلَّ يومٍ وَيتبعنِي ]( لو 9 : 23 )[ وَمَنْ لاَ يحمِلُ صلِيبهُ وَيأتِي ورائِي فَلاَ يقدِرُ أنْ يكُونَ لِي تلمِيذاً ] ( لو 14 : 27 ) إِذاً لابُد مِنْ شرِكة الآلام0
النوع الثَّانِى مِنْ المجاعة هُوَ مجاعة رُوحِيَّة فَلاَبُد مِنْ إِحتماله كثِيراً ما نشعُر بِفترات جوع رُوحِى وَفتُور وَعدم تلذُّذ بِالله وَبِالصلاة وَالإِنجِيل وَتُرى ما الحل ؟الحل هُوَ الثبات وَالصمت الله ينظُر إِلَى الثبات الَّذِى يثبُت وَيكون أمِين فِى فترات الفتُور يتذكَّى أمام الله أكثر لأِنَّ ذلِكَ قِمة الحُب النَّفْسَ الَّتِى تهرُب مِنْ الجوع الأرضِى وَالرُّوحِى بِطرِيقة بشرِيَّة وَتقُول أعِيش كباقِى النَّاس هذا ليس حل بَلْ الحل هُوَ الثبات عَلَى ما تعلَّمتهُ وَتقُول[ بِاسمِكَ أرفعُ يَدَيَّ كما مِنْ شحمٍ وَدسمٍ ] ( مز 63 : 4 – 5 )هذا يُعطِى حماس أكثر لِلحياة مَعَ الله ما الَّذِى يجعلكَ تعرِف معنى الخِير ؟الجفاف وَتعرِف معنى النُور ؟الظلاَمَ هذا الرَّجُل رفض المجاعة وَهذا يُعلِنْ عَنْ نَفْسَ ترفُض عمل الله ما مِنْ ضِيقة تُقابِلنا وَنأخُذ قرار مِنْ ذواتنا هذا خطرإِحذر أنْ تأخُذ قرار فِى ضِيقة تُقابِلَكَ مِنْ ذاتكَ قرار بشرِى وَتقُول أذهب إِلَى مُوآب هذا الرَّجُل حسبها حِسبة خطأ فِى لحظة وَنفَّذها لكِنْ ذلِكَ خِدعة مِنْ عدو الخِير[ فَأتوا إِلَى بِلاَدِ مُوآبَ وَكانُوا هُناكَ0وَمَاتَ ألِيمالِكُ رجُلُ نُعمِي وَبقِيت هِي وَابناها ثُمَّ مَاتَا كِلاَهُما محلُونُ وَكِليُونُ فتُرِكتِ المرأةُ مِنِ ابنيها وَمِنْ رجُلِها ]عِندئِذٍ أرادت نُعمِى أنْ تعود إِلَى بيت لحم لأِنَّ الله كَانَ قَدْ إِفتقد شعبه بِالخير [ فَقَامتْ هِيَ وَكنَّتاها وَرجعتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ لأِنَّها سمِعتْ فِي بِلاَدِ مُوآبَ أنَّ الرَّبَّ قَدِ افتقد شعبهُ لِيُعطِيهُمْ خُبزاً ] وَأرادت نُعمِى أنْ تُقنِع كنَّتاها أنْ يعودا إِلَى بيت أبويهِما فِى سِفر رَاعُوث بعض مبادِئ وَأخلاقِيات عالية رَاعُوث أظهرت شخصِيَّة المرأة المُحِبة الباذِلة نُعمِى قالت لِكنَّتاها الرَّبُّ يصنع معكُما إِحساناً كما صنعتُما بِى وَلِيُعطِيكُما الرَّبُّ راحة كُلُّ واحِدة فِى بيت رجُلِها هذا الكَلاَمَ لاَ يخرُج إِلاَّ مِنْ سيِده تقية وَأُم بارة حِكمة وَمحبَّة وَإِتساع00جمِيل أنَّ الشخص عِندما يُرِيد أنْ يقُوم بِأمرٍ مُعيَّن أنْ يضع نَفْسَه مكان الآخرِين وَ لاَ ينظُر لَهُ مِنْ وِجهة نظره هُوَ [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ واحِدٍ إِلَى ما هُوَ لآِخرِينَ أيضاً ] ( فى 2 : 4 ) نُعمِى تكلَّمت مَعَ كنَّتاها ثُمَّ قبَّلتهُما أى أنَّها إِتخذت القرار[ وَرَفعنَ أصواتهُنَّ وَبكينَ ] بنات مُخلِصات قالت رَاعُوث وَعُرفة لاَ بَلْ نعُود معكِ لِشعبكَ نُرِيد أنْ نطمئِن عليكِ لكِنَّها أرادت إِقناعهُما فقالت لهُما [ هل فِي أحشائِي بنُون بعدُ حَتَّى يكُونُوا لكُما رِجالاً اِرجِعا يا بِنتيَّ وَاذهبا لأِنِّي قَدْ شِختُ عَنْ أنْ أكُونَ لِرَجُلٍ وَإِنْ قُلتُ لِي رجاء أيضاً بِأنِّي أصِيرُ هذِهِ اللَّيلةَ لِرَجُلٍ وَألِدُ بنِينَ أيضاً هلْ تصبِرانِ لَهُمْ حَتَّى يكبُرُوا هلْ تنحجِزانِ مِنْ أجلِهِمْ عَنْ أنْ تكُونا لِرَجُلٍ ] هذا كَلاَمَ غير منطِقِى إِسلُوب جمِيل فِى التعامُل مَعَ كنَّاتِها الشخص الَّذِى لاَ أتعامل معهُ كإِبن لِى يكُون التعامُل معهُ صعب [ لاَ يا بِنتيَّ فَإِنِّي مغمُومةٌ جِدّاً مِنْ أجلِكُما ] هِى مغمُومة عليهِما وَعِندها شعُور أنَّ الَّذِى حدث لَهُمْ كَانَ بِسبب تفكِيرها هِى وَزوجِها لِذا قالت لهُما [ لأِنَّ يَدَ الرَّبِّ قَدْ خرجت عَلَيَّ ] تُرِيد أنْ تقُول أنَّ الذنب ذنبِى أنا وَليس ذنبكُما [ ثُمَّ رفعن أصواتِهُنَّ وَبكين أيضاً فقبَّلت عُرفةُ حماتها وَأمَّا رَاعُوثُ فلصِقتْ بِها ] أرادت نُعمِى أنْ تُقنِع رَاعُوث كما أقنعت عُرفة فقالت لها [ هُوذا قَدْ رجعت سِلفتُكِ إِلَى شعبِها وَآلِهتِها اِرجعِي أنتِ وراء سِلفتُكِ ]عُرفة تُمَّثِل الجِهاد الشخصِى أى الَّذِى يُرِيد أنْ يتحِد بِالله لكِنْ بِالمجهُود الشخصَِى الذَّاتِى بِعواطِفِهِ وَإِمكانِياتِهِ البشرِيَّة فيصِل إِلَى حد مُعيَّن وَ لاَ يستطِيع أنْ يتعداه لِلوصُول إِلَى بُوعزإِلاَّ إِذا كَانَ لِهذِهِ النَّفْسَ إِستنارة داخِلِيَّة لِذلِكَ كُلّ جِهاد بِطاقة بشرِية محدُود ثُمَّ يعُود مِثْلَ عُرفة لكِنْ لِتقُول النَّفْسَ [ معُونتِي مِنْ عِندِ الرَّبِّ ] ( مز 121 : 2 ) كَمِثْلَ رَاعُوث الَّتِى قالت لِحماتِها [ لاَ تُلِحّي عَلَي أنْ أترُككِ وَأرجِعَ عنكِ لأِنَّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُكِ شعبِي وَإِلهُكِ إِلهِي حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناكَ أندفِنُ هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِي وَهكذا يزِيدُ إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِي وَبينكِ ] قرار قوِى جعل رَاعُوث تستحِق أنْ يأتِى مِنها عُوبِيد وَتدخُل فِى سِلسِلة أنساب المسِيح نعم رَاعُوث ذاهِبة إِلَى المجهُول لكِنْ عِندها ثِقة أنَّها مَعَ نُعمِى وَنُعمِى هِى مصدر بركة لِرَاعُوث قالت رَاعُوث لِنُعمِى [ إِلهُكِ إِلهِي ] رَاعُوث تُعلِن إِيمانها بِإِله نُعمِى رغم أنَّ كُلّ المؤشِرات تقُول إِنْ إِله نُعمِى ذلَّها كما قالت فِيما بعد رَاعُوث إِستحقت المِيراث الصالِح بِسبب إِشتياقات قلبِها هذِهِ هِى النَّفْسَ الأمِينة الَّتِى تسِير مَعَ الله سواء كَانَ يوجد تعزِيات أوْ ضِيقات إِنَّما تقُول لله أتبعك حيثُما تمضِى سأتبعك وَإِنْ حملت الصلِيب وَإِنْ تُهان وَإِنْ تُذل هذِهِ هِى النَّفْسَ الَّتِى لها رصِيد مِنْ الحُب يتعدَّى طاقتها البشرِية إِحذر أنْ تضع عائِق بينك وَبين الله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ[ مَنَ سيفصِلُنا عَنْ محبَّةِ المسِيحِ أشِدَّة أمْ ضِيق أم اضطِهاد أم جُوع أم عُري أم خطر أم سيف ] ( رو 8 : 35 ) رَاعُوث تتكلَّم بِقلب حار مُتجِه لله وَعِندها إِستعداد أنْ تعِيش مِنْ أجل الله وَتُضَّحِى بِذاتِها مِنْ أجله جيِّد أنْ يفوق الإِنسان طاقته البشرِية وَيلغِى عقله وَيُسَّلِم لله كما قَالَ بُولُسَ الرَّسُولَ عِندما كانت السفِينة ستغرق بِهِمْ [ سلَّمنا فصِرنا نُحملُ ] ( أع 27 : 15 ) هكذا رَاعُوث لَوْ كانت قَدْ فكَّرت بِعقلِها لكانت تقُول مَنَ هِى نُعمِى هذِهِ الأرملة الَّتِى تركت شعبها وَشعبها نساها وَفِى أرضها بِها مجاعة حَتَّى ألتصِق بِها أحياناً أولاد الله يأخُذُون شكل نُعمِى الَّتِى ليس لها سند نُعمِى تُمَّثِل النَّامُوسَ لأِنَّ بِها شيخوخة وَعجز وَعُقمْ لكِنَّها طرِيق لِلوصُول إِلَى بُوعز لِذلِكَ الكِتاب المُقدَّسَ يضُم العهد القدِيم وَالعهد الجدِيد لابُد أنْ نعرِف نُعمِى لِكى نتحِد بِبُوعز رائِعة الكلِمات الَّتِى قالتها رَاعُوث لِنُعمِى لأِنَّها نشِيد حُب ليتنا نقوله لله أنّنا لَنْ نترُكه حيثُما ذهب نذهب ليتنا نشعُر أنَّ كُلّ مكان نذهب إِليهِ يكون فِيهِ الله لأِنَّهُ لاَ يحِدَّه مكان هذا يأتِى مِنْ قِمَّة العِشرة وَقِمَّة الحُب يا ليت هذا الحُب يكون لِمسِيحنا فنتمسَّكَ لِدرجِة الموت عِندما وجدت نُعمِى أنَّ رَاعُوث مُتمسِكة بِها تركتها تذهب معها إِلَى بيت لحم الله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذا الإِلحاح وَنقُول لَهُ إِنَّنا لَنْ نترُكه حَتَّى وَلَوْ جُرِّبنا أوْ لَوْ سمح لنا بِجفاف وَكما يقُول بُولُسَ الرَّسُولَ [ تدرَّبتُ أنْ أشبعَ وَأنْ أجُوعَ ] ( فى 4 : 12 )المُهِمْ أنَّ كِفايتنا مِنْهُ هُوَالله يُحِب أنْ يسمع مِنّا هذِهِ الإِلحاحات حَتَّى لاَ نكُون تابِعِين لَهُ لِهوى شخصِى كما قَالَ ربَّ المجد لِلَّذِينَ تبعوه أنَّهُمْ تبعوه ليس لأِنَّهُمْ رأوا آياته بَلْ لأِنَّهُمْ أكلوا مِنْ الخُبز وَشبِعوا أمَّا رَاعُوث فهِى تبعت نُعمِى وَإِلهها لِلمحبَّة المُجرَّدة [ وَكَانَ عِند دُخُولِهِما بيتَ لحمٍ أنَّ المدِينة كُلَّها تحرَّكت بِسببِهِما وَقالُوا أهذِهِ نُعمِي ] المدِينة كُلّها تحرَّكت لمَّا دخلت لأِنَّ ملامِحها كانت قَدْ تغيَّرت النِفُوسَ الَّتِى تترُكَ المعِيَّة مَعَ الله وَتلتمِسَ الخِير مِنْ مُوآب تفقِد ملامِحها وَصورِتها كإِبن لله أحياناً نقُولَ معقُولَ يكُون هذا الشخص مسِيحِى ؟ فلِماذا يتكلَّم هكذا وَيتصرَّف بِسلُوكَ هكذا ؟! الَّذِى يترُك الله يفقِد ملامِح النِّعمة لأِنَّ الله يرسِم ملامِحه علينا لِذلِكَ قالت نُعمِى [ لاَ تدعُونِي نُعمِي بَلِ ادعُونِي مُرَّةَ لأِنَّ القدِيرقَدْ أمرَّنِي جِدّاً ] نُعمِى عِندها وعى رُوحِى تعلم أنَّ الَّذِى بِها ليس مِنْ المجاعة لكِنْ بِتدبِير إِلهِى القدِير هُوَ الَّذِى صنع هذا جيِّد أنْ يكون لنا نظرة لِما وراء الأحداث عِندما نُجرَّب نقُول أنَّ القدِير صنع هذا " القدِير" أى لاَ ننسِب لَهُ حماقة جيِّد أنْ نشعُر أنَّ كُلّ آلام هِى بِسماح مِنْ الله [ إِنِّي ذهبتُ مُمتلِئةً وَأرجعنِي الرَّبُّ فارِغةً ] النَّفْسَ الَّتِى تلتمِس خيرها مِنْ غير الله تفقِد ما عِندها كما الإِبن الضَّالَ الَّذِى تركَ أبوه وَسحب كُلّ طاقاته الَّذِى يخرُج بِزوجة وَأولاد يُمَّثِلَ النَّفْسَ الَّتِى تخرُج بِجسدها وَكُلّ طاقاتها فتعُود فارِغة [ فَرَجعتْ نُعمِي وَرَاعُوثُ المُوأبِيَّةُ كنَّتُها معها الَّتِي رجعت مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ وَدخلتا بيتَ لحمٍ فِي ابتِداءِ حصادِ الشَّعِيرِ رجعُوا فِى بِدايِة موسم الحصاد بعد أنْ تركُوها فِى مجاعة الخِير ينتظِركَ إِنْ ثبتَّ لكِنَّكَ أحياناً لاَ تثبُت وَ لاَ تصبِرإِنتظِر الرَّبَّ بدأ الأصْحَاح الأوَّل بِمجاعة وَإِنتهى بِحصاد لِذلِكَ كَانَ دائِماً يُقرأ هذا السِفر فِى موسم الحصاد قدِيماً وَيحكِى عَنْ المرأة الَّتِى تحمِل داخِلها سُنبُلة الحصاد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.

عدد الزيارات 2685

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل