من هو الروح القدس

Large image

الكنيسة في فترة العشرة أيام التي ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس أي من اليوم الأربعين إلى اليوم الخمسين من فترة الخماسين المقدسة ليس لديها حديث سوى الروح القدس وكيف نستقبله ونهيأ له ونعرفه وهذا أمر يشغل الكنيسة جداً في هذه الفترة .. لذلك أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي ( لو 24 : 49) كثيراً ما تكون علاقتنا بالروح القدس ضعيفة ولا نعرف كيف نتكلم عنه ونشعر أنه بعيد عنا أو أنه خيال ولا نستطيع أن نتصوره .. لذلك نحاول أن نفهم الروح القدس .. كيف نؤمن بثلاثة أقانيم ولا نعرف الأقنوم الثالث منه ؟ ولا نعرف طبيعة علاقتنا به كما نعرف طبيعة علاقتنا بالآب والإبن لو توددنا للروح القدس نضمن ثلث الأمر ونجد أن هذا مهم حتى أن الآب والإبن مفاعيلهما نأخذها بالروح القدس أي له الكفة الكبيرة لعمل الله داخل النفس .. إن قلنا أن الآب والإبن يريدان أن يعملا فينا فإنهما يُمكِّنا الروح القدس وهو يعمل بمفاعيل الآب والإبن .. كل ما يريد أن يفعله الآب يفعله بالإبن عن طريق الروح القدس .. أقنوم الروح القدس أقنوم روح عقل ناطق متكلم ﴿ الناطق في الأنبياء ﴾ .. إذاً ممكن فهمه وتكون بيني وبينه دالة .. أفعال الروح القدس في الكتاب تكشف لنا عمله .

عمل الروح القدس :-
(1) ناطق ﴿ الناطق في الأنبياء ﴾ .. يحرك القلب لينطق بكلمة الله .. يحرك اللسان يجعلك تتكلم بكلمة الله .. هناك فرق بين إنسان يتكلم كلمة الله بعقله وآخر يتكلم كلمة الله بقيادة الروح القدس .. الذي يتكلم بالعقل يكون كلامه نظري وليس عن إختبار أي يقنع العقل فقط مجرد نظريات .. بينما الذي يتكلم بقيادة الروح القدس الروح ينطق فيه بالكلمة ويضمن تأثيرها على سامعها مثل عظة بطرس الرسول التي آمن بها ثلاثة آلاف شخص يقول أحد الآباء ﴿ عظة واحدة بالروح تقود ثلاثة آلاف نفس للإيمان وربما ثلاثة آلاف عظة لا تقود نفس واحدة ﴾ .. إذاً هو ناطق .. إذاً هو عاقل .. إذاً هو شخص .
(2) الروح يفحص﴿ يفحص كل شئ حتى أعماق الله ﴾ ( 1كو 2 : 10) .. أي يفتش ويجعلك تفهم أعماق الله .. المسيحية كلها لا تُفهم إلا بالروح القدس .. ﴿ ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس ﴾ ( 1كو 12 : 3 ) .. ما الذي يجعل الشخص لاهوتي ؟ ليس ذكاؤه بل الروح القدس .. أريوس كان حاد الذكاء جداً بينما القديس أثناسيوس يرجع دفاعه عن الإيمان إلى تقواه وقيادة الروح القدس له .. يفحص كل شئ .. يفهمك أمور كثيرة كثيراً ما وقفت الكنيسة أمام معضلات مثل الأبدية والأزلية و مساوي للآب في الجوهر .. أمور كثيرة كانت سبب بدع وهرطقات كيف حلت هذه الأمور ؟ بالروح القدس الروح القدس يفحص ويتكلم .
(3) الروح القدس يعرف ويعمل أمور كثيرة يعملها الروح القدس وأمور كثيرة لا نعرفها إلا بالروح القدس .
(4) الروح القدس يعطي فهم أمور كثيرة في التدبير الإلهي رأى الله أن الإنسان يعجز عن إستيعابها لذلك فهمها بالروح القدس .. إنجيل غداً يقول ﴿ في ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً ﴾( يو 16 : 23 ) .. أمور كثيرة لن تفهمها إلا بالروح القدس لذلك لن تسأل عنها لأنك فهمتها بالروح القدس .. ﴿ يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم ﴾ ( يو 14 : 26 ) .. ربنا يسوع كان يتكلم بأمثال لكن عندما نالوا الروح القدس فهموا ما قاله لهم .. ينابيع الروح القدس تعلم وتفهم أسرار الله لذلك روحه فعال داخلنا .. لذلك مرة يقول ﴿ لا تحزنوا روح الله القدوس ﴾ ( أف 4 : 30 )ومرة يقول ﴿ لا تطفئوا الروح ﴾ ( 1تس 5 : 19) .. * لا تحزنوا الروح * إذاً الروح يحزن إذاً هو كيان وليس خيال لأن الخيال لا يحزن .
(5) الروح القدس يبكت ويقدس سر عمل الله داخلي بالروح القدس ويحزن الروح القدس عندما أفعل الخطية بإرادتي .. الروح القدس لا يمنعني عن الشر والخطية لكنه يحذرني وينبهني ويبكتني .. وأيضاً يقدسني لأن إسمه ﴿ روح القداسة ﴾ .. إذاً هو روح فعال روح قوة .. روح ناطق .. روح يحزن .. إذاً هو حي داخلي .
(6) الروح القدس يعلم ويذكريعلم ويذكر أي يدرس الأمر ليبسطه ويفهمه لك .. يربط معرفتي بالله .. لنرى سر المعمودية وفاعليته تجد أن الشخص الغير معمد أمور كثيرة عنده جهالة لكن المعمد يفهم بالروح كل شئ .. إذاً هو يعلم هو يقود .
(7) الروح القدس يعين بولس الرسول يقول ﴿ الروح أيضاً يعين ضعفاتنا ﴾( رو 8 : 26 ) .. عمله أنه يعين .. نحن في جهل وضعف وعدم معرفة .. هو يعين يعينني في ضعفي ضد الخطية وضد جهلي وجسدي .. الروح القدس يعين .. الله يعلم أننا في عالم شرير لذلك أعطانا الروح القدس يعيننا حتى لا نُغلب من هذا العالم .. قوة كبيرة في الروح القدس والذي يبتعد عنه يضعف وييأس .. الروح يعين الضعف .. أنا داخلي روح القداسة .. أقنوم الله الطبيعة الإلهية الذي أعطاني إياه ليسكن داخلي لذلك عندما نقيم مقارنة بين الروح القدس في العهدين نجد فروق كبيرة .. قديماً كان روح الله يرف على وجه المياه .. كان يحل على الشخص في العهد القديم بينما يسكن الشخص في العهد الجديد .. في العهد القديم كان يحل لفترة ثم يفارق كما فارق شاول الملك وشمشون أو يحل ليفسر أحلام كما كان مع يوسف العفيف .. أي كان يحل لفترة لقضاء مهمة ثم يفارق بينما في العهد الجديد يسكن داخلنا لا يفارقنا حتى وإن سقطنا في الخطية لا يفارق لكن يحزن لذلك هو يعين ضعفنا والله أعطانا إياه كسكنى دائمة .. جيد أن نقول له ﴿ نسألك أن تجدده في أحشائنا ﴾ الذي يريد أن يسكن الروح داخله ليعينه ويذكره ويعلمه لابد أن يتودد له .
(8) يشفع بأنات لا ينطق بها أنين .. يترجى الله مثل من يتذلل .. أنات لا ينطق بها أي لا نعرف أن نعبر عنها .. الأنين في البشر لا يشرح ولا يفسر فكيف يكون أنين الروح القدس ؟عندما يتنهد الإنسان تعرف أنه عاجز عن التعبير .. الروح القدس أناته لا ينطق بها .. أطلب منه أن يشفع عنك بأنات لا ينطق بها وهو يشفع دون أن تطلب .. تخيل البركات التي أعطانا الله إياها كم هي عظيمة جداً جداً !!
(9) الروح القدس يعزي﴿ المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي ﴾( يو 14 : 26 ) .. يقول لك لا تخف ولا تقلق .. يريح ويعزي في تجربة .. في فشل .. في ضعف هو المعزي يعطي بركة .. عندما تقف للصلاة وتشعر بسلام فهذا عمل الروح القدس يجعلك أثناء الصلاة تشعر بمشاعر لا تعرف من أين أتت ولا تعرف كيف تعبر عنها سوى بأنك قد تعزيت .. يقول الآباء﴿ الروح يربت على الإنسان ﴾ وكأنه يضمك إلى صدره .. يجد الإنسان الساقط مغلوب من الخطية فيعزيه لذلك نقول ﴿ أيها الرب الذي أرسلت روح قدسك ﴾ .. ظل التلاميذ بأمر إلهي في إنتظار ليأخذوا العطية وقد كانوا لا يعرفون ما هي لكنهم رأوه في مجده وطلب منهم أن ينتظروا فإستجابوا حتى حل عليهم الروح القدس مثل ألسنة نار فكانت ثورة في الكنيسة وبداية إنطلاق إن كانت نفخة الله أعطت الإنسان حياة فما بال نفخة الروح القدس في الإنسان الجديد ؟ يفهم .. يعلم .. يذكر .. يعزي .. ينطق .. يشفع .. حتى أنه ذكر في سفر الأعمال أن ﴿ قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول ﴾ ( أع 13 : 2 ) .. ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14) .. هو يقود ويقول .. أحياناً نتكلم بكلمات لا نعرف من أين أتت من الروح القدس لأن الخدمة هي لله فيقودها روح الله ويقول إذهب إلى هنا ولا تذهب إلى هناك قل ذلك ولا تقل تلك لذلك تعامل مع الروح القدس ولا تفصله عن الآب والإبن .. الآب أرسل لي الإبن والروح القدس .. والإبن أعطاني الروح القدس .. أحياناً نركز على الإبن ونحرم أنفسنا من شركة الثالوث لذلك عندما تتكلم لا تتكلم عن الروح القدس بمعزل عن الآب والإبن أو عن الإبن بمعزل عن الآب والروح القدس أو عن الآب بمعزل عن الإبن والروح القدس .. لا .. تكلم عن الثالوث آب وإبن وروح قدس ﴿ لأن الآب إختارِك والروح القدس ظللِك والإبن تنازل وتجسد منكِ ﴾ .. كل البركات الفداء والتجسد و .... تممها الآب بالإبن وتستمر فينا بالروح القدس .. إن كان التجسد قد تم منذ ألفي عام فنحن نتمتع به حتى اليوم بالروح القدس ونتمتع بالإفخارستيا حتى الآن بالروح القدس لذلك يقول الآباء أن الروح القدس هو صاحب الوليمة هو صاحب الكنيسة .. لذلك نجد بعض القداسات تخاطب الآب * القداس الباسيلي * .. وبعضها يخاطب الإبن * القداس الغريغوري * .. ولا تجد قداس يخاطب الروح القدس لأنه صاحب القداس نفسه .. مثل صاحب وليمة لا يعد لنفسه مائدة فاخرة لكنه يهتم بالمدعوين .. الروح القدس يقدس ويعزي ويفهم أسرار الله وأسرار الإنجيل .. صلي بالروح القدس .. رتل بالروح القدس .. إخدم بالروح القدس .. لا تفصل نفسك عنه لأنه يقود ويتكلم ويعمل ويفهم ويعلم ويحزن ويفرح وأي هو حي كائن ناطق .. ليكن دائماً متجدد في أحشائنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2295

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل