كيف تنظر إلى نفسك ج1

Large image

من سفر أرميا النبي .. ﴿ فكانت كلمة الرب إليَّ قائلاً قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب . فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد . فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب . ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك . أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس . ثم صارت كلمة الرب إليَّ قائلاً . ماذا أنت راءٍ يا أرميا . فقلت أنا راءٍ قضيب لوزٍ فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها . ثم صارت كلمة الرب إليَّ ثانية قائلاً ماذا أنت راءٍ . فقلت إني راءٍ قدراً منفوخة ووجوهها من جهة الشمال . فقال الرب لي من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الأرض . لأني هأنذا داعٍ كل عشائر ممالك الشمال يقول الرب . فيأتون ويضعون كل واحدٍ كرسيه في مدخل أبواب أورشليم وعلى كل أسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا وأقيم دعواي على كل شرهم لأنهم تركوني وبخروا لآلهه أخرى وسجدوا لأعمال أيديهم . أما أنت فنطق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به . لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم . هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ﴾ ( أر 1 : 4 – 19) كيف أنظر إلى نفسي ؟ كثيراً ما ننظر لأنفسنا نظرة قليلة القيمة بها إحتقار .. نسمع شكوى من يقول أنا لا أعرف شئ ولا أحد يحبني أو يقبلني .. عائلتي لا تفهمني .. نرى كل شئ سلبي داخلنا ولا نرى أي شئ جيد .. هذا الأمر يجلب إحباط ويأس .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن يكون قليل في عيني نفسه .. هذا الأمر تربة خصبة لعدو الخير الذي يحاربنا أولاً بالفشل ثم بالخطايا .. مجرد أن يصغر الإنسان في عيني نفسه يصير أداة سهلة في يد عدو الخير .. أنا لست قديس ولكني أيضاً لست مملوء بكل هذه العيوب .. لكل واحد منا سلبيات وإيجابيات .. المهم هو كيف أنظر إلى سلبياتي وأطورها وأطور نفسي وكيف أزيد إيجابياتي كي أصير بكاملي في يدي الله عندما ينظر الإنسان لسلبياته فقط كشريط يمر أمام عينيه نجده يقول أنه يائس وعدو الخير ينجح في أن يجعلنا نحيا حياة محبطة .. لكن لا .. الحياة مفرحة إن كانت في المسيح يسوع .. كل شخص له ألم مختلف وكل شخص يجد معوقات لكن أيضاً هناك إمكانيات .. الله أرسل أرميا النبي في مهمة خطيرة وكان أرميا في عصر شديد الظلام وصل لأقصى حدود الشر من المتدنيين رؤساء الكهنة والأنبياء الذين كانوا أشرار في هذا العصر .. ونجد الله وسط هذا الظلام يطلب من أرميا النبي أن يذهب ليتكلم .. أمر صعب على أرميا الذي قال لله لن أستطيع لأني ولد لا أعرف كيف أتكلم .. لكن الله يقول له ﴿ قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب ﴾ .. بينما أرميا يقول له ﴿ آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد ﴾ .. وقتها لم يكن أرميا ولد صغير بل كان شخص ناضج لكنه يرى نفسه صغير في عيني نفسه .. كما قال موسى النبي لله أنا ثقيل الفم واللسان( خر 4 : 10) .. كل شخص يرى سلبياته ولا يرى إيجابياته ﴿ فقال الرب لي لا تقل إني ولد ﴾ .. أنا لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام .. لا تنظر لنفسك نظرة سلبية .. ﴿ لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به ﴾ .. سأجعلك تتكلم مع كل إنسان حتى أن الله قال له ﴿ لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب ﴾ .. هل يا الله تريد مني أن أحيا في كبرياء وأقول إني عظيم ؟ لا .. قل أنا ولد لكن الله قادر أن يستخدمني .. الله يقول له لا تخف من وجوههم لأني أنا معك .. الله قادر أن يدخل حياتك ويغيرك .. هو قادر أن يستخدمك ويعمل بك .. آمن بذلك ﴿ ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك ﴾ .. ﴿ أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس ﴾﴿ هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك ﴾ .. هل تتخيل أن أرميا نفذ أمر الله بسهولة ؟ بالطبع لا .. لقد واجه ضيقات كثيرة وحبس في جب و ...... لكنه بتشجيع الله إحتمل .. الذي ينظر إلى نفسه نظرة سلبية هذا أمر متعب .. أمر متعب أن تبتعد عن الله فترى نفسك صغيرأنت ترى نفسك ضعيف لأنك تنظر لها بعيد عن المسيح بولس الرسول يقول ﴿ ليكون فضل القوة لله لا منا ﴾ ( 2كو 4 : 7 ) .. أنظر لعمل الله معك في حياتك .. هناك تدريب صغير وهو أن تفكر في عشرة أمور صنعها الله معك وتمجد بها في حياتك .. فكر في عشرة أمور مضيئة مثلاً أعطاك الله أسرة جيدة .. أعطاك الله تعليم جيد .. أعطاك الله ذهن جيد .. جعلك مسيحي .. أعطاك صحة جيدة .. أعطاك ... أعطاك ... هذه كلها عطايا هل تنكرها ؟ عندما ينفتح قلبك على عمل الله ستقول ليست عشرة أمور مضيئة فقط في حياتي بل أكثر بكثير .. بل باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته لأنها لا تحصى .. الله يقول لأرميا سأجعلك سور حديد سأجعلك ثابت لا تتزعزع موسى النبي كان خائف من أن يتكلم مع فرعون ويقول له إخرج شعب بني إسرائيل من مصر .. الله يقول إخرج الشعب ليعبدني .. طلب صعب لكن الله شجع موسى وقال له لا تخف﴿ أرسل هيبتي أمامك ﴾ ( خر 23 : 27 ) .. هيبتي ستكون أمامك فلماذا تخاف وتتكلم أمامي بإسلوب الضعف ؟ ﴿ فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 10) بني إسرائيل شعبي لأنه شعب غالي على الله فيقول * شعبي * .. ﴿ فقال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 11) .. حرب صعبة من عدو الخير هي صغر النفس وهي إني توقفت عن محاولة النهوض لأني كلما حاولت فشلت لذلك توقفت عن المحاولة حتى لا أفشل مرة أخرى فأصاب بإحباط موسى قال لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون ؟ مهمة صعبة على شخص صغير مثلي﴿ فقال إني أكون معك وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل ﴾ ( خر 3 : 12) .. كلنا نرى كيف يستخدم الله الإنسان قليل الإمكانيات .. قد يرى الإنسان نفسه ضعيف لكن الله قادر أن يستخدم الضعف .. يقول له إذهب لتخرجهم لأني أشعر وأرى ذل شعبي ولسانك الثقيل مشكلة أستطيع أنا أن أحلها ﴿ فقال موسى للرب إستمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفم واللسان ﴾ ( خر 4 : 10) .. أنت يا الله إخترت الشخص الغير مناسب لهذا التفاوض هل ترسل إنسان ثقيل اللسان لفرعون ؟ الله يرى في موسى أمور أجمل مما يرى هو في نفسه .. يرى أنه شخص مصلي .. طويل الأناة .. رجل الله .. يراه عظيم وليس ثقل اللسان الذي فيه هو الذي يفشل مهمته .. كان بالفعل موسى رجل عظيم كما يراه الله حتى أنه أخفى جسده حتى لا يعبده الشعب .. موسى النبي كان له حضور ومهابة بينما هو يرى نفسه صغير .. الله ينظر لي كلي وليس لجزء جزء فيَّ .. نعم الله يرى نقاط ضعفي لكن يرى أيضاً إيجابياتي .. ليتك تنظر إلى قوتك وتنشطها لتغلب بها الضعف ﴿ فقال له الرب من صنع للإنسان فماً أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى أما هو أنا الرب ﴾ ( خر 4 : 11) .. ماذا يا موسى ؟ مع من تتكلم ؟ ألست أنا الخالق خالق الفم وألهذه الدرجة تتهمني بالعجز يا موسى ؟ أنا أدعوك للقداسة وأنت تقول لي لن أستطيع .. هل أنا عاجز ؟ يجب أن تعرف إني أنا الله القادر .. بينما نحن نقول لابد أن تعرف يا الله إني لست قديس ماذا تقول لله ؟ أليس هو العالم بكل شئ ويعرف ضعفك وهو قادر أن يقيم المسكين من التراب والرافع البائس من المزبلة ؟ إذاً هو قادر أن يستخدمك بكل ضعفك .. هل تتخيل أنه عندما تقول له أنك ثقيل الفم واللسان سيقول لك آه كنت ناسي أو لم أكن أعرف ضعفك ؟ كيف أن الله هو العالم بكل شئ وسيعلمك كيف تتكلم .. نعم أن ما يفرحني هو أن الله يستخدم ضعفي لأنه من صنع الإنسان ومن صنع الحديث ؟ أليس هو الله القادر أن يستخدمني ﴿ فقال إستمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل فحمى غضب الرب على موسى ﴾ .. حمى غضب الله لأنه يريد أن يرفع من موسى وهو مُصِر على أنه ضعيف ولا يليق بالمهمة التي يرسله الله فيها ﴿ أليس هارون اللاوي أخاك أنا أعلم أنه هو يتكلم وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان وهو يكلم الشعب عنك ﴾ ( خر 4 : 13 – 16) .. هل يا الله لابد أن تختار شخص لا يعرف كيف يتكلم ثم تحضر له شخص آخر يتكلم بلسانه ؟ كان الأفضل أن تختار شخص واحد يعرف كيف يتكلم كنت إخترت هارون من بداية الأمر .. لكن الله يقول أنا أرى عظمة موسى وإمكانياته وإمكانيات هارون وسأستخدم الإثنان معاً .. ﴿ هو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات ﴾ ( خر 4 : 16 – 17) .. الله يحب الضعيف ويحب أن يستخدمه ويستخدم ضعفه ويتمجد في حياته بإسلوب عجيب قد لا يتخيله الشخص نفسه .. إن كنت ترى في نفسك نقاط سلبية فالله أعطاك إيجابيات كثيرة .. أنت ضعيف لكنك بالله جيش عظيم وهو قادر أن يستخدمك .. هو أعطاك رسالة وقادر أن يجعلك تقوم بها ويغير مشاعرك وأفكارك جدعون في سفر القضاة " 6 " .. جدعون كان مختبئ من المديانيين وقت الحصاد لأن المديانيون كانوا يتركون بني إسرائيل يزرعون ويحصدون ثم يستولون على الحصاد منهم .. لذلك كان بني إسرائيل يخبئون الحصاد في سراديب .. وكان جدعون مختبئ في السراديب ليخبط الحنطة وهي عملية قد تحدث أصوات فكان جدعون مرتبك وهو يخبط الحنطة بحذر حتى تتم في صمت .. وجاء له الملاك وهو في هذه الحالة وقال له ﴿ الرب معك يا جبار البأس ﴾ ( قض 6 : 12) .. نظر له جدعون وكأنه يقول له واضح جداً إني جبار بأس وأنا في كل هذا الخوف .. قال جدعون ﴿ أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه وأين كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان ﴾ ( قض 6 : 13) .. جدعون كان صغير النفس جداً .. إن كان الله معنا فلماذا أصابتنا كل هذه الشرور ؟ كثيراً ما نقول نحن نعلم أن الله حنون وقادر لكن أين هو وأين هي عجائبه ؟ أليست هي لنا وأيضاً لي أنا ؟ أيضاً هل الله للماضي أم لغيري أم للقديسين فقط دوني أنا ؟لماذا .. هل لأني خاطئ ؟﴿ فالتفت إليه الرب وقال إذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان أما أرسلتك ﴾( قض 6 : 14) .. يارب ألم تجد سوى جدعون الخائف .. أي إن كان قائد الجيش خائف فكم يكون الجيش نفسه ؟!! ﴿ فقال له أسألك يا سيدي بماذا أخلص إسرائيل ها عشيرتي هي الذلى في منسى وأنا الأصغر في بيت أبي ﴾ ( قض 6 : 15) .. عشيرتي هي الذلى وأنا الأصغر أي أنا أصغر شخص في أصغر عشيرة بل وأذل عشيرة أي أنا أصغر الصغار وأذل المذلولين .. صورة صعبة جداً من صغر النفس .. الإتضاع غير صغر النفس .. الإتضاع هو أن تشعر أنك صغير لكن في المسيح يسوع كبير بينما صغر النفس هي أن تشعر أنك صغير فقط .. أي معادلة صغيرة هي :-
صفر + صفر + صفر = صفر صغر نفس
صفر + صفر + صفر + 1 = إتضاع
الفرق بين صغر النفس والإتضاع هو إني قليل لكن بالمسيح يسوع قوي هذا هو الإتضاع .. هو أن أتصاغر أمام الله لكنه هو قوتي ومعونتي وكلما صغرت أنا كبر هو .. بينما إن كنت بعيد عن المسيح فكلما صغرت إزدادت أصفاري فتزداد الكارثة وأحبط .. جدعون شعر أنه صغير جداً .. أنا الأصغر في أذل عشيرة .. والله يقول له ستضرب المديانيين كرجل واحد أي سأجعل جيش المديانيين أمامك كفرد واحد جدعون لم يستطع أن يصدق ما يقوله الملاك فقال له ﴿ إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة أنك أنت تكلمني ﴾ ( قض 6 : 17) .. أعطني علامة لكي أستوعب .. ولنرى الله كيف يتعامل مع الإنسان ومن أي منظور يراه .. هو يراه جبار بأس .. يرى إيمانه وتقواه وغيرته على شعبه أمور الشخص نفسه لا يراها في نفسه .. الله يقول يكفي أن عنده إشتياق للقداسة .. وهذا الفرق في وجهة نظرنا عن وجهة نظر الله وهي أن الله يحب أن يستخدم ضعف الإنسان ويجعله قائد يحرر به شعبه في سفر القضاة نراهم شرسين ( المديانيين ) والله يجعل جدعون يضربهم كرجل واحد .. تذكر أن﴿ الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) .. * النصح * أي سلامة التفكير .. الروح القدس يعطينا القوة وسلامة التفكير .. عدو الخير يحب يضربنا بهذه المشاعر لكن جيد أن أشعر إني لا شئ لكن أيضاً الأفضل والأجمل إني في المسيح يسوع أفضل .. ولنرى التلاميذ وضعفاتهم .. هم يروا أنفسهم في ضعف شديد وأنهم قليلين وكلٍ منهم يرى ماضيه .. مثلاً بولس الرسول يرى إضطهاده للكنيسة وبطرس يرى إنكاره للمسيح .. فيلبس قد نرى أن عقله ضعيف التفكير إلى حد الذاجة هو من قال للمسيح ﴿ أرنا الآب وكفانا ﴾ ( يو 14 : 8 ) .. أي ما في قلبه ينضح على لسانه بدون تفكير .. لو نظرنا نظرة إيمانية نجد أن كلامه يفضح .. فيلبس هذا بشَّر وكرز واستشهد .. من أين هذه القوة ؟من الله كل نفس منا قيمتها عند الله عظيمة وإن كان بي سلبيات فبي أيضاً إيجابيات .. إن كان بي خطايا فلا أستثقلها لأنه هو قادر أن يغفر .. فليس من الجيد أن يتعب المسيح لأجلك وينزل من سماه ليفديك وأنت تقول له أنت عاجز عن أن تصلح من حالي .. أرجوك لا تقلل من شأن عمله هو ولدك من الماء والروح أي أنت إناء مختار وأنت تقول له أنت يارب لا تعلم شئ عني فأنا صغير وضعيف .. هذه نظرة تقتل روح الجهاد في الإنسان فيشعر أن الحياة بلا معنى .. لا .. الله أقامك على رسالة .. إعمل أعمال إيجابية وفرح من حولك وانظر إلى إيجابياتك منكم من له مشاعر جميلة ومنكم من له موهبة وذهن مستنير .. منكم محب التسبيح ومنكم المرنم ومنكم الكاتب أو الشاعر أو ...... كلٍ منكم أعطاه الله عطية فأنظروا إلى هذه العطايا الثمينة .. أنظر إلى أن يد الله هي التي شكلتك وبالتالي هذا أجمل وضع لك فتصالح مع نفسك واقبل عيوبك .. لون من ألوان الكبرياء أن ترفض عيوبك لأنه ليس منا من هو كامل لذلك إقبل نفسك .. إن كان موسى أو أرميا أو جدعون فالله نظر لهم بكل إيجابياتهم وسلبياتهم وهو يقول ﴿ كلك جميل يا حبيبتي ﴾( نش 4 : 7 ) .. حتى أنه جعل عروس النشيد تقول ﴿ أنا سوداء وجميلة ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. أنا أتقدم بسوادي وأتمتع ببياضه ونقاوته الذي ينضح بها عليَّ .. أنا سوداء بذاتي لكني جميلة به أنظر لنفسك أنك مبارك وجميل بل قديس لكن لكي لا تتكبر .. أنظر أيضاً إلى ضعفك لكن من خلال المسيح .. نعم أنت مجموعة أصفار وكلما زادت أصفارك كلما كونت بجانب المسيح رقم كبير لا يستطيع أحد أن ينطقه .. الله يريد أن يستخدمك .. قد نشهد للمسيح في بيوتنا ومجتمعنا وهو يعدنا لأمور كثيرة .. الله يرى جدعون وموسى وأرميا عظماء .. رداءتي ألقيها عليه .. نعم أنا ضعيف لكن حينما أنا ضعيف فأنا به قوي ( 2كو 12 : 10) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2085

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل