دراسة فى سفر راعوث ج2

Large image

رجعت رَاعُوث وَحماتها مِنْ مُوآب وَوصلتا بيت لحم فِى أوان الحصاد وَلَمْ يعرِفهُما أحد لأِنَّ ملامِح نُعمِى تغيَّرت وَرَاعُوث كانت غرِيبة عَنْ الشَّعْب.

الأصْحَاحُ الثَّانِي :-
" رَاعُوث فِى حقل بُوعز "
" بُوعز " كلِمة تعنِي " فِى عِز " أوْ " فِى قُوَّة " وَهُوَ يُشِير لِلمسِيح الَّذِى مِلئه عِز وَقُوَّة وَمصدر كُلّ قُوَّة وَعِز[ وَكَانَ لِنُعمِى ذُو قرابةٍ لِرَجُلها جبَّار بأسٍ مِنْ عشِيرةِ ألِيمالِكَ اسمُهُ بُوعزُ ]كلِمة " جبَّار بأس " دائِماً فِيها إِشارة خفِيَّة لِلسيِّد المسِيح لمَّا جاء المَلاَكَ لِجدعُون القاضِى قَالَ لَهُ سَلاَمَ لَكَ يا جبَّار البأس وَكَانَ بِها إِشارة لِلسيِّد المسِيح [ فقالت رَاعُوث المُوآبِيَّةُ لِنُعمِي دعِينِي أذهب إِلَى الحقلِ وَألتقِطْ سنابِلَ وراء مَنْ أجِدُ نِعمةً فِي عينيهِ ] كانت عادة عِند اليهُود فِى أوان الحصَّادِين كانُوا يحصِدُون الحقل وَيترُكُون أركانه وَجوانِبه لِلغرِيب وَالفقِير لِيلتقِط وَهذِهِ هِى عظمِة عمل الله مَعَ البشرِيَّة لأِنَّهُ يُرِيد أنْ يأكُل الفُقراء مِنْ يَدَ الله وَخِير خلِيقتهُ وَليس مِنْ يَدَ إِنسان لأِنَّ هذا أكرم لَهُ وَكأنَّ ما يجنِيه هُوَ مِنْ تعبه وَعرقه هُوَ ذهبت رَاعُوث لِتلتقِط وَكَانَ نصِيبها فِى حقل رجُل يُدعى بُوعز دُون عِلمها بِدرجِة قرابتِهِ لِنُعمِى [ فذهبت وَجاءت وَالتقطت فِي الحقلِ وراء الحصَّادِينَ فاتَّفَقَ نصِيبُها فِي قِطعةِ حقلٍ لِبُوعزَ الَّذِي مِنْ عشِيرةِ ألِيمالِكَ وَإِذا بِبُوعزَ قَدْ جاء مِنْ بيتِ لحمٍ وَقَالَ لِلحصَّادِينَ الرَّبُّ معكُمْ ] سِفر رَاعُوث يُعلِن آداب الحدِيث وَرِقَّة التعامُل وَهذا واضِح فِى إسلُوب نُعمِى وَكنَّتاها وَفِى إسلُوب بُوعز وَالحصَّادِين وَبُوعز مَعَ رَاعُوث يأتِى بُوعز لِيطمئِن عَلَى الحصاد وَالحصَّادِين وَيقُول لِلحصَّادِين الرَّبُّ معكُمْ يتعامل مَعَ رَاعُوث بِرِقَّة وَيقُول لها يا إِبنتِى رَاعُوث الَّتِى مُمكِن أنْ تكُون مُثِيرة لِلشَّكَ وَنُعمِى تتعامل مَعَ رَاعُوث بِرِقَّة وَتقُول لها لِيكُنْ الناظِر إِليكِ مُباركاً الَّذِى ينظُركِ يكُون فرِح إسلُوب تعامُل راقِى[ فقالَ بُوعزُ لِغُلاَمِهِ المُوكَّلِ عَلَى الحصَّادِينَ لِمَنْ هذِهِ الفتاةُ ] بُوعز يعرِف كُلّ الَّذِينَ يعملُون فِى الحقل حَتَّى الفُقراء لكِنْ رَاعُوث كانت أوِلَ مرَّة يراها فِى الحقل فسأل غُلامه عنها بُوعز كَانَ لَهُ قرابة لِنُعمِى وَهذا يُعلِن قرابة المسِيح لِلنَّفْسَ البشرِيَّة الَّتِى دمها مِنْ دمهُ وَحياتها مِنْ حياتِهِ إِذاً العِلاَقة بين المسِيح وَالنَّفْسَ البشرِيَّة ليست سطحِيَّة لأِنَّنا نحنُ أعضاء فِى جسدِهِ رَاعُوث لفتت نظر بُوعز مِنْ خِلاَلَ نشاطها فسأل عنها أى إِمرأة فِى العهد القدِيم تُنسب لِرجُلٍ لكِنْ رَاعُوث لمَّا سأل بُوعز عنها نسبها الغُلاَمَ لِحماتِها نُعمِى لأِنَّ زوجِها ميت الحقل هُوَ الكنِيسة وَإِذا سأل أحد عَنْ آخر لِمَنَ هذا الإِنسان نُجِيب أنَّهُ لِلمسِيح لكِنْ لَوْ غرِيب فِى الكنِيسة وَنسأل عنْهُ لِمَنَ هذا الإِنسان ؟ لاَ نعرِف تُرى هل أنا فِىَّ مِنْ نسب المسِيح ؟ هل فِىَّ بصمِة حياته واضِحة ؟ لَوْ سألنِى أحد عَنْ نسبِى هل أقُول بِصراحة أنا لِلمسِيح ؟ أحياناً توجد نَفْسَ ليس لها إِستحقاقات لكِنْ جِهادها يلفِت نظر المسِيح كما لفتت نظر بُوعز لِذلِكَ أراد أنْ يُعلِن نسبها لَهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ نسبها غير واضِح رَاعُوث جِهادها جعل بُوعز يسأل عنها النَّفْسَ الأمِينة بِجِهادها تستطِيع أنْ تستمِيل قلب عرِيسها المسِيح وَكأنَّ النَّفْسَ تُرِيد مَنْ يضُمَّها وَهذا هُوَ إِستحقاق ضمِنا لِلمسِيح جِهادنا[ فأجاب الغُلاَمُ المُوكَّلُ عَلَى الحصَّادِينَ وَقَالَ هِي فتاة مُوآبِيَّة قَدْ رجعت مَعَْ نُعمِي مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ ] لَمْ يعرِف لِمَنْ هذِهِ الفتاة فسأل عَنْ جنسيتها وَقِيل لَهُ أنَّها مُوآبِيَّة وَأنَّها أتت مَعَْ نُعمِى وَقَالَ عنها الغُلاَمَ كلِمة جمِيلة [ قلِيلاً ما لبِثت فِي البيتِ ] جِهاد نَفْسَِ مُتواصِل لاَ يهدأ وَ لاَ يستطِيع أنْ يهدأ الحقل أمامها واسِع وَمملؤ خيرات لِذلِكَ لاَ يجِب الرَّاحة لأِنَّ التعزيات تُلذِّذ وَجمع الحِنطة يُشبِع هذِهِ أمانة الجِهاد يأتِى بِجِهاد وَالصلُوات تأتِى بِصلوات وَالحُب يجلِب حُب وَالعكس الفتُور يجلِب فتُور لكِنْ لَوْ النَّفْسَ ذاقت حلاوة الرِبح تُزِيد عَلَى تعبها تعب وَحَتَّى أنَّها قلِيلاً ما تلبث فِى البيت جِهادنا فِى الحقل يظهر فِى النِهاية بِكمية الحصاد تخيَّل أنَّ معكَ إِنسان مِنْ أوَّل اليوم فِى الحصاد وَحَتَّى نِهايتهُ ثُمَّ تجِد معهُ حصاد كثِير بينما معكَ القلِيل بِالتأكِيد ستخجل لِذلِكَ الله يُعلِن دينونتهُ بعضُنا بِبعضٍ أى أنَّنا ندِين بعضِنا بِبعض إِنسان كُلّ أعماله صالِحة هذا قلِيلاً ما لبث فِى البيت [ فَقَالَ بُوعزُ لِرَاعُوثَ ألاَ تسمعِينَ يا بِنتِي ] رِقَّة الحدِيث وَجِهادها جعلها تدخُل دائِرة بُنوته وَمحبَّته وَكلَّمها كَلاَمَ جمِيل لكِنْ كُلّه نتِيجة جِهادها [ لاَ تذهبِي لِتلتقِطِي فِي حقلٍ آخر وَأيضاً لاَ تبرحِي مِنْ ههُنا بَلْ هُنا لازِمِي فتياتِي ] هكذا يقُولَ المسِيح لاَ تذهب لِحقلٍ آخرلِنسألَ أنفُسنا فِى أى حقلٍ نحصُد وَنجتهِد ؟ وصِيَّة المسِيح أنْ نُحِبه هُوَ وحدهُ وَ لاَ نذهب لِحقلٍ آخركثِيراً ما تعبنا فِى حصاد وَلَمْ نمسِكَ شئ لأِنَّهُ حقل ليس بِهِ خِير لكِنْ المسِيح يقُولَ لَكَ لاَ تلتقِط فِى حقلٍ آخر لأِنَّهُ ضامِن لَكَ حصاد كثِيرتُرى هل تلتقِط فِى حقل الأرض أم فِى حقل السَّماء ؟ وَ مَا هِى كمية حصادنا ؟المسِيح نِعمِته وفِيرة وَ لاَ تتخيَّل وفرِتها المُعدَّه لنا رَاعُوث خيرها فِى حقل بُوعز لكِنْ الجِهاد جِهادها وَالعطِية مِنْ الله لكِنْ المُهِمْ أنت تطلُب هكذا رَاعُوث إِجتهدت لِتطلُب وَتأخُذ وَكما يقُولَ سِفر الأمثال [ النَّفْسُ المُتراخِيةُ تجُوعُ ] ( أم 19 : 15 )[ النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ ] ( أم 11 : 25 )[ أيضاً لاَ تبرحِي مِنْ ههُنا ] وعد الله لنا بِالثبات فِيهِ [ بَلْ هُنا لازِمِي فتياتِي ] هذا التعبِير يقُولَ عنْهُ القِدِيسِين أنَّ هذِهِ هِى شرِكة القِدِيسِين هكذا عِندما تعمل فِى الكنِيسة تجِد نِفُوسَ المُجاهِدِينَ فتعمل معهُمْ وَتجِد أنَّ النِّفُوسَ الَّتِى فِى العالم لاَ تشغِلَكَ بَلْ يشغِلَكَ حقله وَيساعدكَ فِيهِ فِتيانه أى قِدِيسِين لِكى تمسِكَ خيرات أكثرلِذلِكَ الله جعلَ فِتيانه أوْ قِدِيسِيه يسنِدُونا وَ لاَ يترُكونا لِذلِكَ لاَ نترُكَ مارِجرجِس وَالأنبا أنطونيُوس وَرعِيَّة بيت أهل الله قَالَ بُوعز لِرَاعُوث [ عيناكِ عَلَى الحقلِ الَّذِي يحصُِدُونَ وَاذهِبِي وراءهُمْ ]أى سأجعلِكَ رقِيبة عَلَى الحقل وَكأنَّهُ يقُول لها هذا حقلِكَ لِتكُونِى أمِينة عليه كأنَّ الله يقُول لَكَ أنت رقِيب عَلَى كنِيستِى فصَلِّى لأِخوتكَ وَلِلبطرِيركَ وَلِلأساقِفة وَالكهنة وَالخُدَّام وََالسَّاكِنِين فِيها بِإِيمان الله أى كُلّ جُبلته لأِنَّهُ أمَّنْكَ عَلَى الخلِيقة كُلّها الله أدخلنِى حقله وَجعلنِى أحصُد وَألازِم الفِتيان وَأكُون رقِيب عَلَى الحقل [ ألَمْ أُوصِ الغِلمانَ أنْ لاَ يمُسُّوكِ وَإِذا عطِشتِ فَاذهبِي إِلَى الآنِيةِ وَاشربِي مِمَّا استقاهُ الغِلمانُ ] هل جاهد أحد وَمنعهُ القِدِيسُون ؟ لاَ لأِنَّ إِشتياقهُمْ أنَّ رصِيد القداسة فِى الكنِيسة يزِيد أيضاً دائِماً الإِرتواء يُشِير لِعمل الرُّوح القُدُس الله يقُول لَكَ رُوحِى القُدُّوس فِيكَ فإِشرب مِنْهُ وَما أعطيتهُ لِغِلمانِى أوْ قِدِيسِىَّ سأُعطِيه لَكَ رَاعُوث لَمْ تُصدِّق هذِهِ النِعم بعد قلِيل يعرَّفها طرِيق الطعام هذِهِ هِى عطايا الله لِلنَّفْسَ المُجاهِدة الأمِينة [ فسقطت عَلَى وجهِها وَسجدت إِلَى الأرضِ وَقالت لَهُ كيف وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ حَتَّى تنظُرُ إِلَيَّ وَأنَا غرِيبةٌ ] إِذا لَمْ أشعُر بِقِيمة عمل الله فِى حياتِى أنَّهُ خلَّصنِى وَنجَّانِى وَفدانِى وَيُعامِلنِى كإِبن وَوارِث لَهُ وَيُعطِينِى مجده وَعطايا بِرَّه وَقداسته عِندئِذٍ لَنْ أعرِف كيف أسجُد لَهُ الَّذِى يجعلنِى أسجُد هُوَ عطايا الرُّوح لِذلِكَ هُناكَ سجُود جسد وَسجُود رُوح الَّذِى يخرُج مِنْ إِنسان يشعُر أنَّهُ لاَ يستحِق عطايا الله هُوَ سجُود الرُّوح الَّذِى يدخُل لِلتناوُل وَيشعُر أنَّهُ غير مُستحِق وَالَّذِى يُدرِكَ عطايا الله يشعُر كَمْ هُوَ ضئِيل أمام الله هذا لاَ يكفِيه حَتَّى السجُود رَاعُوث قالت لِبُوعز كيف وجدت نِعمة فِى عينيكَ نقُول ذلِكَ لأِنفُسنا - ما هِى -تُرى ما هِى إِستحقاقتنا حَتَّى يختارنا ورثة لَهُ وَأولاده بِماذا أُكافِئ الرَّبُّ عَنْ جمِيع ما أعطانِيه [ فأجاب بُوعزُ وَقَالَ لها إِنَّنِي قَدْ أُخبِرتُ بِكُلِّ ما فعلتِ بِحماتِكِ بعد موتِ رجُلِكِ حَتَّى تركتِ أباكِ وَأُمَّكِ وَأرضَ مولِدِكِ وَسِرتِ إِلَى شعبٍ لَمْ تعرِفيهِ مِنْ قبلُ ] أنا لمَّا رأيتِكَ سألتُ عنكِ فقالُوا عنكِ أنَّكِ فقِيرة لكِنَّكَ وفِيَّة لِذلِكَ أنتِ تستحِقِى نِعمة مِنْ أجل جِهادِكَ لأِنِّى علمت عنكِ كُلّ شئ وَكُلّ الأُمور هكذا الله يعلم كُلّ أمورنا حَتَّى الَّتِى ننساها لأِنَّ خفايانا معرُوفه أمامه وَهُوَ يُكافِئنا وَنزِيد نِعمة فِى عينيهِ وَجمالَ وَكُلّ ما نعملَ فِى خفاء كُلّ ما يحسِب لنا أدق الأُمور عِندهُ جيِّد أنْ تشعُر أنَّ حياتكَ اليومِيَّة محسُوبة عِنْدهُ فتزِيد مشاعِركَ بِمخافتِهِ بُوعز يقُولَ لِرَاعُوث أنا أعرِف أنَّكِ تركتِ أباكِ وَأُمَّكِ وَأرضِكَ هذا إِشارة لِتركَ العالم وَرِباطاته وَجسدياته لِذلِكَ الله ناظِر لِكُلّ أُمور حياتنا وَهُوَ يُرِيد أنْ يُعطِى أنت تركت شر العالم وَصِرت لِشعب لَمْ تعرِفه [ لِيُكافِئ الرَّبُّ عملَكِ وَلِيكُنْ أجرُكِ كامِلاً مِنْ عِندِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ ] كُلّ ما أعطيتهُ لَكِ قلِيلَ لكِنْ لِيُكافِئكَ الرَّبُّ إِله إِسْرَائِيلَ مهما نأخُذ وَنحنُ فِى الأرض مِنْ عطايا فهذا عربُون ما سنأخُذهُ وَنناله فِى الملكُوت تُرى هل أجرِى كامِل ؟أم كُلّه خصُومات ؟ أم سأكُون مديُون ؟ لِيكُنْ أجركَ كامِلاً مِنْ إِله إِسْرَائِيلَ تُرى مَنْ عرَّف رَاعُوث السجُود وَعرَّفها إِلَه إِسْرَائِيلَ ؟ نُعمِى الفضل يعُود لِنُعمِى هكذا النَّامُوس يؤهِلنا لِلَّبِرنُعمِى فِى حياة رَاعُوث مرحلة ضرورِيَّة لِلوصُولَ إِلَى مُقابلة بُوعزأمَّا بُوعز فَهُوَ مصدر البركة الَّذِى عرَّفنا بِالمسِيح هُوَ النَّامُوس وَهُوَ عرَّفنا حقائِق الخَلاَصَ وَالوصايا وَالذبائِح لكِنْ إِلَى حد مُعيَّن ثُمَّ سلَّم العرُوس إِلَى العرِيس المسِيح [ فقالت ليتنِي أجِدُ نِعمةً فِي عينيكَ يا سيِّدِي لأِنَّكَ قَدْ عزَّيتنِي وَطيَّبتَ قلبَ جارِيتكَ ] رَاعُوث مُتضِعة رغم كُلّ ما قالهُ لها بُوعزالنَّفْسَ الَّتِى لَمْ تنسحِق أمام عطايا الله العظِيمة لاَ تستحِق عطاياه وَتُخلِى ذاتها مِنْ نِعم الله [ متى فعلتُمْ كُلَّ ما أُمِرتُمْ بِهِ فقُولُوا إِنَّنا عبِيد بطَّالُون ] ( لو 17 : 10 ) إِذا لَمْ أتضِع فَلَنْ أستحِق مُرافقة فِتيانه أى قِدِيسيه[ فقالَ لها بُوعزُ عِند وقتِ الأكلِ تقدَّمِي إِلَى ههُنا وَكُلِي مِنَ الخُبز وَاغمِسِي لُقمتكِ فِي الخلِّ فجلست بِجانِب الحصَّادِينَ فناولها فرِيكاً فأكلت وَشبِعت وَفضل عنها ]النَّفْسَ الجوعانة الَّتِى ليس لها خير وَتُرِيد أنْ تلتقِط خلف الحصَّادِين الله يُشبِعها وَيزِيد عنها[ ثُمَّ قامت لِتلتقِطَ ] نعم هِى شبعت وَفضل عنها لكِنْ لاَ لَمْ تتراخى بعدها بَلْ لمَّا ذاقت النِّعمة زاد جِهادها أنت صُمت فِترة وَفرِحت بِالله تُرى بعدها هل جاهدت أم تكاسلت ؟ رَاعُوث بعدما شبِعت قامت لِتلتقِط مِنْ جدِيد أى زادت جِهاداً[ فأمر بُوعزُ غِلمانهُ قائِلاً دعُوها تلتقِطْ بينَ الحُزمِ أيضاً وَ لاَ تُؤذُوها ] بُوعز أمر أنْ تدخُل وسط الحُزم الَّتِى ليس لِلغُرباء أنْ يدخُلُوها ثُمَّ يقُولَ لَهُمْ حَتَّى الَّذِى جمعتُموه أُترُكوا مِنْهُ ما يسقُط لِتجمع مِنْهُ وَجاهدت حَتَّى المساء أى جاهدت بِأمانة إِلَى النِهاية[ فالتقطت فِي الحقلِ إِلَى المساءِ وَخبطت ما التقطتهُ فكان نحو إِيفةِ شعِيرٍ ]" خبطت " أى " فصلت الحبُوب مِنْ السنابِل "وَالخبط يُشِير لِلصلِيب الَّذِى يُعطِى ثمر الحياة رجعت رَاعُوث لِحماتها الَّتِى سألتها [ أينَ التقطتِ اليوم وَأينَ اشتغلتِ ]جيِّد أنْ نسأل هذا السؤال لأِنفُسنا فِى نِهاية كُلّ يوم أينَ أشتغلنا وَأينَ ألتقطنا أينَ عملنا هذا اليوم ؟ يوجد بعض النَّاس يُقَّدِمُون تقرِير فِى أخِر يوم عملِهِمْ هكذا نحنُ نُسأل مِنْ الله فِى نهاية كُلّ يوم فِى أى حقلٍ عملنا ؟ هل نُقَّدِم تقرِير بِهِ جِهاد كى نستحِق الحِنطة الَّتِى ستُعطى لنا مجاناً ؟ يا ليت جِهادنا يلفِت نظر الله حَتَّى يسأل عنَّا لِمَنْ هذا الفتى وَلِمَنْ هذِهِ الفتاة [ لِيكُنِ النَّاظِرُ إِليكِ مُباركاً ] ملامِحكَ جمِيلة وَالَّذِى ينظُرُ إِليكِ يفرح نعم الجِهاد مُتعِب وَرَاعُوث عادت مِنْ يوم شقاء لكِنْ الثمر مُفرِح إِحذر أنْ تنظُر لِلجِهاد مِنْ جانِب واحِد الصُوم مُتعِب وَالصلاة مُتعِبة وَلكِنْ أُنظُر لِلمُكافأة وَستفرح وَتُجاهِد أكثر[ مُبارك هُوَ مِنَ الرَّبِّ لأِنَّهُ لَمْ يترُكِ المعرُوف مَعَ الأحياءِ وَالموتى ثُمَّ قالت لها نُعمِى الرَّجُلُ ذُو قرابةٍ لنا هُوَ ثانِي ولِيِّنا ] " ذُو قرابة لنا " أى المسِيح ذُو قرابة لنا كَانَ بُوعز ثانِى ولِى بِالنسبة لِنُعمِى وَرَاعُوث هكذا المسِيح هُوَ ثانِى ولِى بِالنسبة لِلنَّفْسَ البشرِّيَّة بعد النَّامُوس الَّذِى هُوَ أوَّل ولِى وَلكِنْ النَّامُوس عجز أنْ يُشبِع النَّفْسَ البشرِّيَّة وَيُثمِر فِيها فجاء الولِى الثَّانِى المسِيح لِيُثمِر بِالنَّفْسَ البشرِّيَّة وَيرتبِط بِها الوصِيَّة تُعطِى بركات لكِنْ وصايا النَّامُوس تُؤهِل لِوصايا المسِيح وَتُؤكِّدها قالت رَاعُوث لِنُعمِى بُوعز أكرمنِى وَجعلنِى أُلازِم فتياته أى أصبحت مِنْ العذارى الحكِيمات [ فلازمت فتيات بُوعز فِي الاِلتِقاطِ حَتَّى انتهى حصادُ الشَّعِيرِ وَحصادُ الحِنطةِ وَسكنت مَعَْ حماتِها ]كانت رَاعُوث تذهب كُلّ يوم لِلحقل وَتعمل حَتَّى المساء وَلها فِيهِ غِذاء جدِيد وَتمتُّع جدِيد هكذا الكنِيسة تُعطِينا كُلّ يوم جسده وَدمه مِنْ جدِيد وَتمتُّع جدِيد هذِهِ إِستحقاقات جعلت بُوعز لاَ يُمانِع أنْ يرتبِط بِرَاعُوث جِهادها لكِنَّها لَوْ كانت مُتوانِية وَمُتكاسِلة ما كَانَ إِرتبط بِها لابُد أنْ نُجاهِد فِى كنِيسته وَنُشارِكَ الصلُوات وَالتسابِيح وَقُلُوبنا تكُون مَعَْ كُلّ فتح سِتر لِلهِيكل كُلّ يوم هذا هُوَ المكان الَّذِى نأخُذ مِنْهُ حِنطة لِنشبع وَيفضل عنَّا ما يُشبِع آخرِين ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.

عدد الزيارات 2308

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل