شفاء المفلوج الأحد الأول من شهر بابة

Large image

شفاء المفلوج
طُول الشَّهْر المَاضِي ( تُوت ) نَتَكَلَّمْ عَنْ التُّوبَة .. اليُّوم نُدْخُل فِي شَهْر جِدِيد هُوَ شَهْر بَابَه .. فَفِي شَهْر بَابَه يُكَلِّمْنَا عَنْ السَيِّد الْمَسِيح وَقَبُولُه لِلخُطَاة .. وَيَتَكَلَّمْ أيْضاً عَنْ ثِمَار التُّوبَة .. فِي تُوت تَكَلَّمْ عَنْ المَرْأة الخَاطِئَة .. اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ المَفْلُوج فَهُوَ يُقَدِّم نَفْسُه لِلْمَسِيح .. اليُّوم نَتَكَلَّمْ عَنْ شِفَاء المَفْلُوج وَعَمَل أعْظَم مِنْ الشِّفَاء وَقَالَ لَهُ مَغْفُورَةٌ لَك خَطَايَاك ( مر 2 : 5 ) .. وَقَالَ أعْظَمْ مِنْ ذلِك إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي ( مر 2 : 9 ) .
كُلَّ أُسْبُوع مِنْ الآحَادٌ يَتَكَلَّمْ عَنْ الخُطَاة وَمَعْرِفَتْهُمْ لِشَخْص يَسُوع :
الأحَد الأوَّل زَكَّا وَصُعُودُه عَلَى شَجَرِة الجِمِّيز .
الأحَد الثَّانِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك وَارْتَبَطِتْ بِتَغْيِير بُطْرُس .
الأحَد الثَّالِث شِفَاء المَوْلُودٌ الأعْمَى الأخْرَس .
الأحَد الرَّابِع إِقَامِة إِبْنَة أرْمَلِة نَايِين .
الْمَسِيح هُوَ شَافِي الأمْرَاض قَادِرٌ عَلَى كُلَّ شِئ .. لَهُ سُلْطَان عَلَى المَرَض وَالشِّفَاء وَالبَّحْر وَالمُوْت .. لَهُ سُلْطَان عَلَى الشَّيْطَان .. الْمَسِيح مُجَرَّدٌ إِنَّك تِعْرَفُه يُعْطِيك القُدْرَة مِنُّه هُوَ عَلَى تَرْك الخَطَايَا وَعَلَى المَرَض وَالسُّلْطَان وَالشَّيْطَان .. وَهذَا هُوَ مُخْتَصَر رُوحِي عَنْ الخَطْ الرُّوحِي لِشَهْر بَابَه .
فِي مُقَابَلَة الْمَسِيح لِزَكَّا لَمَّا عِرِفْ إِنْ يَسُوع حَيْمُر مِنْ أرِيحَا كَانْ فِي هُنَاك زَحَام شِدِيد . مِنِينْ يَسُوع يِكُون مَوْجُودٌ يِكُون هُنَاك زَحَام لأِنُّه مُحِبْ .. مُرِيح .. غَافِر .. قَادِرٌ .. وَالنَّاس تَتْبَعُه أيْنَمَا يَمْضِي .. النَّاس بِتِنْسَى شُغْلَهَا وَتِنْسَى أكْلَهَا وَشُرْبَهَا مِثْل مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع عَلَى الجَبَل فَالنَّاس قَعَدِت ثَلاَثَة أيَّام مِنْ غِير ما يَأكُلُوا أوْ يَشْرَبُوا إِلَى أنْ قَالَ التَّلاَمِيذ لِيَسُوع إِصْرِف الجُمُوع لِيَذْهَبُوا لِيَأكُلُوا ( مت 14 : 15) .
هذَا إِخْتِبَار يَشْعُر بِوُجُودُه الإِنْسَان .. فَجَاذِبِيِة الْمَسِيح فِي حَيَاة الإِنْسَان تَرْفَعُه فُوق نَفْسُه .. فُوق جَسَدُه .. فُوق قُدْرَات جَسَدُه وَنَفْسُه وَمُتَطَلِبَاتْهَا .. – فَاجْتَمَع كَثِيرُون – فَالْمَسِيح لَدَيْهِ رُوح جَذَّابَة .. الإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح الْمَسِيح المَفْرُوض يِكُون لَدَيْهِ نَفْس الجَاذِبِيَّة .. البُولُس مِنْ رِسَالِة بُولِس الثَّانِيَة إِلَى أهْل كُورُنْثُوس ﴿ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ ﴾ ( 2كو 5 : 17 ) .. وَأنْتُم الرُّوح الذَّكِيَّة الَّتِي تَجْذِب .. كَذلِك أوْلاَدٌ الْمَسِيح لَدَيْهِمْ جَاذِبِيَّة لِلآخَرِينْ .. فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رَائِحِة الْمَسِيح الذَّكِيَّة فَهُوَ يَجْذِب الآخَرِينْ فِيهِ .. لَوْ وُجِدٌ الْمَسِيح فِي إِنْسَان يَصِير لَدَيْهِ جَاذِبِيِّة الْمَسِيح يَسُوع وَيَجْذِب النَّاس حَوْلُه وَيَأتِي بِالآخَرِينْ أيْضاً إِلَى الْمَسِيح فِي المَكَان المَوْجُودٌ فِيهِ الْمَسِيح فَيَكُون سَبَبْ شِفَاء وَبَرَكَة لِكُلَّ مَنْ مَعَهُ .
كَانَ الرَّبَّ يَسُوع يُخَاطِبَهُمْ بِالكَلِمَة .. فَالإِنْسَان الَّذِي لَدَيْهِ رُوح رَبِّنَا كَلاَمٌ رَبِّنَا يِتْكَلِّمْ عَلَى شَفَتِيه .. الإِنْجِيل شَبْعَان مِنُّه .. مُتَغَلْغِل فِيه .. فَلَمَّا يِتْكَلِّمْ يِتْكَلِّمْ مِنْ أفْكَار الإِنْجِيل .. جَمِيلٌ هذَا الإِنْسَان الَّذِي يَكُون الإِنْجِيل مُنْسَاب عَلَى شَفَتَيْهِ .. فَيَكُون العَقْل مِتْشَبِّعْ بِالكَلِمَة .. وَحَيَاتُه سِرَاج لِكَلِمَة رَبِّنَا ..مِنِينْ يَسُوع مَا يِجْتِمِع تِلاَقِي النَّاس حَوَالِيه .
الفَلَجٌ هُوَ حَالِة شَلَلْ كَامِلٌ فِي جَمِيع الأعْضَاء .. هذَا هُوَ حَال الإِنْسَان اللِّي فِي الخَطِيَّة .. فَالسَيِّد الْمَسِيح لَمْ يَكْتَفِي بِحَالِة الشِّفَاء فَقَطْ بَلْ قَالَ لَهُ مَغْفُورَة لَك خَطَايَاك .. الْمَسِيح رَبَطْ بِين غُفْرَان الخَطَايَا وَشِفَاء الفَلَج .. وَهُوَ لَمْ يَبْدَأ بِشِفَاء المَرَض الظَّاهِر بَلْ المَرَض المَخْفِي .. فَالخَطِيَّة هِيَ الَّتِي أحْدَثِتْ الفَلَج .. فَهذَا هُوَ حَال الإِنْسَان فَنَحْنُ مُحْتَاجِينْ أنْ نَقُول لَهُ حِلِّنِي .. فُكِّنِي .. جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان يُقَدِّم ذَاتُه لِلْمَسِيح كَمَرِيض وَهُوَ الطَّبِيب الشَّافِي .. فَهُوَ عَمَل عَمَل عَظِيم .. فَهُوَ حَلِّنَا مِنْ رَبَاطَات خَطَايَانَا .
المَزْمُور يُعَبِّر عَنْ فَرَحٌ المَفْلُوج .. ﴿ أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ وَقْت .. وَفِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي .. بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي .. يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ ( مز 34 : 1 – 2 ) .. الرَّجُل المَفْلُوج فَرْحَان بِعَمَل الله فِي حَيَاتُه فَهُوَ شَفَانِي .. فَالإِنْسَان الَّذِي يُسَبِّح وَيَشْكُر الله فَهُوَ شَاعِر بِغُفْرَان خَطَايَاه .. أنَا مِنْ غِيرَك مَفْلُوج وَلكِنَّك إِقْتَرَبْت مِنِّي وَقُلْتَ لِي لاَ تَخَفْ فَأنْتَ زَعْزَعْت مِنْ دَاخِلِي صُخُور وَأوْجَاع وَاضْطِرَابَات .. ﴿ فِي كُلَّ حِينٍ تَسْبِحَتُه فِي فَمِي .. بِالرَّبَّ تَفْتَخِر نَفْسِي ﴾ .. يُوم الإِفْتِخَار نَفْتَخِر بِالرَّبَّ .. ﴿ يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون ﴾ .. فَنِسْمَع مَا يَعْمَلُه الرَّبَّ مَعَ أوْلاَدُهٌ فَنِفْرَح .. المَدَاخِل إِذَا كَانِتْ كُلَّهَا إِتْسَدِت عَنْ الْمَسِيح نُحْمَل إِلِيه .. أنَا مُشْتَاقٌ أنْ أُحْمَل إِلِيه فَهُوَ لاَ يُهْمِلْنِي .. فَهُوَ تَرَك كُلَّ شِئ وَتَبَعْ الْمَسِيح .
فَلَمَّا رَأى الْمَسِيح إِيمَانْهُم قَالَ لَهُ ﴿ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ ....... قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ﴾ .. عَجِيب عَمَل رَبِّنَا يَسُوع الأوِّل يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَآخَرُون يُجَدِّفُوا .. إِنْسَان يَرَى عَمَل الْمَسِيح فِي حَيَاتُه فَيَفْرَح وَآخَر لأِنَّهُ لاَ يَعْرِف أنْ يُدَافِعْ عَنْ نَفْسُه فَهُوَ يَأخُذ الأُمور بِتَجَادِيفْ فَهُوَ يَسْمَع الوُدَعَاء وَيَفْرَحُون وَيَفْرَح هُوَ مَعَهُمْ .. رَبِّنَا يَسُوع قَالَ لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك وَامْشِي .. لَمَّا يِحِبْ يَسُوع يِعْمِل مُعْجِزَة يُعْطِي عَلاَمَة .. يِشْفِي المَفْلُوج قُدَّام النَّاس وَيَقُول لَهُ إِحْمِل سِرِيرَك .. إِنَّ عَضَلاَتُه كُلَّهَا يَابِسَة لكِنْ لِيَقُوم وَيَحْمِل سِرِيرُه فَهذِهِ قُدْرِة يَسُوع .. فَهُوَ يُرِيدْ أنَّ قُدْرِتُه تُعْلَن وَكُلَّ المَوْجُودِين يِقُولُوا بِالحَقِيقَة صَارَ فِينَا إِله .. الأهَمْ عَنْد السَيِّد الْمَسِيح إِنْ يِفُكُّه مِنْ القُيُودٌ الدَّاخِلِيَّة .. أنْ يُحَرِّك قَلْبُه نَحْو الله .. أنْ يَشْفِي العَقْل .
رَبِّنَا يَسُوع شَفَى الأوِّل المَرَض الحَقِيقِي وَبَعْدَهَا شَفَى الأعْرَاض .. فَنَزْع الخَطِيَّة هُوَ أسَاس الشِّفَاء .. دَاوُد النَّبِي قَالَ ﴿ الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ .. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ ﴾ ( مز 103 : 3 ) فَهُوَ طَلَبْ مِنْ الرَّبَّ أوَّلاً أنْ يَغْفِر الخَطَايَا وَالذُّنُوب ثُمَّ يَطْلُب الشِّفَاء مِنْ مَرَضُه .. فَالخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ التَّحَرُّك نَحْو السَّمَاء وَعَنْ التَّعْبِير عَنْ إِشْتِيَاقَاتُه إِلَى السَّمَاء وَالحَيَاة الأبَدِيَّة وَالعِشْرَة مَعَ الله .. كَمْ مَرَّة تَقُول أنَا نِفْسِي أصَلِّي لكِنْ مِشْ بِتْصَلِّي .. أنَا نِفْسِي أتَضِعْ وَلكِنْ لاَ أعْرِفْ .. الخَطِيَّة تَجْعَل الإِنْسَان عَاجِز عَنْ الحَرَكَة وَتَسْلِبْ إِرَادْتُه .. وَالإِنْسَان العَاجِز النَّاس تِحْمِلُه شِمَال وَيِمِين .
القِدِيس يُوحَنَّا الإِنْجِيلِي فِي أوَاخِر أيَّامُه كَانْ لاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة تَمَاماً فَكَانَ يُوضَعْ عَلَى نَقَّالَة وَسَطْ أي كِنِيسَة لِيَعِظْ .. وَهُوَ قَاعِدْ عَلَى نَقَّالَة وَيُوصِيهُمْ بِوَصِيَّة جِدِيدَة ﴿ وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾ ( يو 13 : 34 ) .. حَرَكِة الرِّجْلِينْ وَالإِيدِينْ مِشْ مُهِمَّة زَي حَرَكِة اللِّسَان وَالقَلْب .. زَي بُولِس الرَّسُول لَمَّا كَانْ مَسْجُون فِي سِجْن فِيلِبِّي فَهُوَ كَانْ مَرْبُوط فِي مَقْطَرَة وَلاَ يَسْتَطِيعْ الحَرَكَة وَعَاجِز عَنْ التَّحَرُّك وَلكِنْ قَلْبُه وَلِسَانُه فِي الكِنِيسة ( أع 16 : 23 – 24 ) .
لَمَّا إِبْتَدأ الرَّبَّ يَسُوع فِي الشِّفَاء إِبْتَدأ بِالقَلْب وَاللِّسَان .. جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَتَحَرَّر مِنْ قُيُودٌ الخَطِيَّة الدَّاخِلِيَّة فِي قَلْبُه وَلِسَانُه .. أحَد الآبَاء القِدِّيسِينْ يُعَبِّر عَنْ حَالِة الهَوَان وَالذُّل لِلخَطِيَّة فَقَال﴿ لَيْسَ لِي قُدْرَة عَلَى القِيَام وَلَيْسَ لِي مَسَرَّة بِالسُّقُوط ﴾ .. وَيَسْمَع الوُدَعَاء فَيَفْرَحُون .. فَهُوَ يُقِيم مَيْتٌ وَيَقُول لَهُمْ حِلُّوه وَاتْرُكُوه يَمْضِي .. يُقِيم بِنْت مَيِتَة وَيَقُول إِعْطُوهَا لِتَأكُل وَتَأكُل ..أي كُلَّ الأجْهِزَة المُتَوَقِفَة إِشْتَغَلِتْ .. فَلَّمَا شَفَى حَمَاة سِمْعَان فِي الحَال قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ ( لو 4 : 38 – 39 ) .. " قَامَتْ خَدَمَتْهُمْ " هذِهِ هِيَ قُدْرِة عَمَل الْمَسِيح فَأنَّهُ يُعْطِي قُدْرَة لاَ نِهَائِيَّة عَلَى العَطَاء .
الإِنْسَان التَّائِبْ تَأخُذْ مِنْهُ عَلاَمِة شِفَاء وَنُمُو وَصِحَّة مِثْل القِدِيس أُوغُسْطِينُوس فَأنَّهُ لَمْ يَتُبْ فَقَطْ بَلْ أصْبَح أُسْقُف .. فَهُوَ أعْظَمْ مَنْ كَتَبْ تَفَاسِير فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. القِدِيس العَظِيمْ الأنْبَا مُوسَى الأسْوَد فِي المَدِيح الخَاص بِه نِقُول ﴿ القَاتِل أصْبَح بَار ﴾ .. فَهُوَ إِتْغَيَّر مِنْ رَئِيس جَمَاعِة لُصُوص إِلَى رَئِيس جَمَاعِة رُهْبَان .. هذِهِ هِيَ عَلاَمِة الصِّحَة وَالقُدْرَة .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَرَى عَلاَمَة لِلتُّوبَة فَلاَزِم تِحْمِل سِرِيرَك وَتِمْشِي وَتَأكُل طَعَام رُوحِي .. إِسْتِقَامِة مَسِيرَة .. تَغْيِير الإِنْسَان الدَّاخِلِي .
فِي مُعْجِزِة صِيد السَّمَك لَمَّا قَعَدٌ طُول اللِّيل يِصْطَادٌ التَّلاَمِيذ فَفَشَلُوا فِي الصِيد وَلكِنْ لَمَّا لاَقَهُمْ يَسُوع وَقَابِلْهُمْ وَمَلأُوا الشِّبَاك بِالسَّمَك فَهُمْ تَرَكُوا شِبَاكُهُمْ وَتَبَعُوه .. المَقْصُودٌ بِذلِك بِإِنَّك تِتْغَيَّر .. وَكَيَانَك يِتْغَيَّر .. وَإِهْتِمَامَاتَك تِتْغَيَّر .. زَكَّا لَمَّا تَغَيَّر وَزَّع نِصْف أمْلاَكُه عَلَى الفُقَرَاء وَرَدَّ أرْبَعَة أضْعَاف لِلَّذِينَ أخَذْ مِنْهُمْ .. فَالله يَنْظُر لِلتَغْيِير فِي الفِكْر وَالسُّلُوك .. فَالسَّامِرِيَّة رِجْعِت وَقَبَلِتْ الْمَسِيح بِفِكْرَهَا وَرَاحِتْ بَشَّرِتْ المَدِينَة كُلَّهَا بِسُلُوكْهَا .. التُّوبَة تَعْنِي* مِيطَانْيَا * أي تَغْيِير إِتِجَاه .. فَهْيَ عَلاَمِة حَيَاة .. عَلاَمِة قُدْرَة .بُولِس الرَّسُول فِي كِرَازْتُه فِي مَدِينِة أفَسُس كَانْ مِنْتِشِر فِيهَا السِحر جِدّاً وَأهْل هذِهِ المَدِينَة مِنْ شِدِّة تَأثُّرَهُمْ بِكَلاَمُه وَجَمَال دَعْوِتُه أحْضَرُوا لَهُ كُلَّ كُتُبْ السِحر وَحَرَقُوهَا .. عَلاَمِة تُوبْتُه عَايِز يِحْرَقْهَا وَيِقُولْ كَارِهِين الشَّر ( رو 12 : 9 ) .. فَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أعْمَال الظُّلْمَة بَلْ بِالحَرِيِّ وَبِّخُوهَا ( أف 5 : 11) .. فَتَكُون بِدَاخِلُه يِوَبَخْهَا .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَعِيش فِيك وَكَلاَمَك يِتْغَيَّر .. وَاهْتِمَامَاتَك تِتْبَدِّل وَتَسْلُك بِالرُّوح فِي كُلَّ أُمور حَيَاتَك فَتِتْغَيَّر .. الخَوَّاف يِتْغَيَّر وَيُصْبِح شَهِيدٌ .
عَايِز تِبْدأ فِعْلاً بِالتَغْيِير تَرَى أنَّكَ تَغَيَّرْت فِي كَلاَمَك وَسُلُوكَك وَحَرَكَاتَك وَاحْتِمَالَك لِلآخَرِينْ وَطَرِيقِة تَعَامُلَك مَعَ المَال وَالوَقْت تَغَيَّرَت .. أُمور كَثِيرَة نُقَدِّمْهَا لله تَدُل عَلَى تَغَيُّرْنَا فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَسْتَخْدِمْنَا نَحْنُ كَشَاهِد لِعَمَلُه .. ﴿ اِذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ ﴾ ( مر 2 : 11 ) .. رَبِّنَا عَايْزَك تِتُوب عَلَشَانْ تِشْهَدٌ لُه إِنُّه قَادِر أنْ يُغَيِّر وَيِبَدِل وَتُمَجِّدُوا الله .. فَنَتَقَدَّم إِلِيه وَاثِقِينْ مِنْ شِفَائْنَا وَأنَّهُ يُحَوِّلْنَا مِنْ مَرِيض غِير قَادِرٌ عَلَى المَشْي إِلَى إِنْسَان سَلِيم يَحْمِل سَرِيرُه وَيَمْشِي .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 3055

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل