القداسة طريق

شهر أبيب شهر مملوء بالقديسين العظماء :-
5 أبيب إستشهاد الرسولين بطرس وبولس .
7 أبيب نياحة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
8 أبيب تذكار الأنبا بيشوي حبيب مخلصنا الصالح .
8 أبيب تذكار نياحة الأنبا كاراس السائح .
8 أبيب تذكار القديسين بيرو وآتوم .
القداسة منهج وطريق وحياة وسلوك .. والكنيسة عملها الرئيسي أن تصنع قديسين .. وكلما أحببت الكنيسة كلما أحببت القديسين .. وكلما أحببت القديسين أحببت الكنيسة .. وكلما أحببت المسيح أحببت الكنيسة وأحببت القديسين .. الكل يوصل إلى بعضه .. القديسين يأخذوك إلى المسيح والكنيسة أيضاً تأخذك للمسيح طريق القداسة هو طريق الوصية طريق رسمه لنا يسوع طريق جهاد وتعب ودموع ونسك .. أحياناً مع ضغوط الحياة يستحسن الإنسان طريق آخر ويترك نفسه للضغوط ولرغباته وكسله .. لكن لا .. نحن كلنا مدعوين للقداسة وليس البعض منا فقط بل على كل مسيحي أن يحيا القداسة قداسة الفكر والقلب لا يمر يوم على الكنيسة بدون تذكار شهيد أو قديس .. الكنيسة غنية بأولادها هؤلاء عاشوا الطريق الضيق بحب وكأنهم صف عيونهم على المسيح وهم يقودون بعضهم البعض .. الخوف علينا نحن لئلا نكون متفرجين على الطريق فقط .. الخوف أن نكون محتفلين بالقديس فقط دون أن ننال من فضائله شئ وأن تتحول الحياة بالنسبة لنا إلى معرفة ونظريات .. لا .. القداسة حياة وسلوك وطريق ضيق يستحسن أن يحياه الإنسان بإرادته الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عندما كان طفل صغير كان يعطي طعامه للرعاة ويظل يومه صائم .. كيف يتعود طفل صغير على العطاء ويعيش النسك ويتخلى عن طفولته وعندما يصلي كانت أصابعه تضئ نور ونار ؟ تركه أبوه ليرعى الخراف فكان يتأخر في ميعاد العودة وسأل أبوه الراعي لماذا يتأخر ؟فقال الراعي أنه يتركه مبكراً ليعود لمنزله .. فراقبه أبوه فوجده في طريق عودته يذهب إلى الجبل وهناك يصلي وتضئ أصابعه .. حياة جدية هناك قضية تشغله وإله يعبده صار إله حقيقي بالنسبة له يشعر به ويتكلم معه فإرتفع عن ثقل الجسد الأنبا بيشوي كان يربط شعره بسقف القلاية لكي لا يغلبه النعاس .. عندما يلتهب القلب بحرارة النعمة يشعر بثقل أعمال الجسد فيميل للكمال بالروح وكما يقول الآباء ﴿ إن النفس موضوعة بين الجسد والروح إن مالت النفس لأعمال الجسد صار الإنسان جسداني وإن مالت النفس لأعمال الروح صار الإنسان روحاني ﴾ .. ولنسأل الأنبا شنودة ما هي إشتياقاتك ؟ يجيب أشتاق أن أقف مع ربنا يسوع أصلي وأبكي وأتوب .. إنسان روحاني .. ولتسأل نفسك ما هي إشتياقاتك ؟ ستعرف إن كنت إنسان جسداني أم روحاني الأنبا كاراس ظل خمسون عاماً لم يرى فيها إنسان .. كيف يعيش هكذا ؟ لن يعيش دون أن يرى وجه إنسان إن لم تكن له تعزيات ومسرات روحية .. ﴿ الله ملهيه بفرح قلبه ﴾ ( جا 5 : 20 ) لم يكن يحيا الملل والضجر بل كان في قمة الفرح ولتسأله ماذا يزعجك ؟ يقول أن لا أعرف كيف أصلي .. إنسان غالب نفسه وبالتالي غلب طبعه وبالتالي غلب شهواته فغلب العتيق وعاش جدة الروح الروح الجديد بالنسبة له لذيذ مفرح .. هذه هي روح القداسة .. هذه هي روح القداسة التي تضع الكنيسة لها نماذج أمامك كل يوم كي تسير خلفها .. الكنيسة غنية مملوءة نماذج مفرحة ما من ميول إلا وتجد لها نماذج قديسين .. الهادئ والشجاع والتقي والجليل والوديع .. كل من هذه الطباع تجد لها نموذج قديس .. تجد من كان شرير مثل القديس موسى الأسود .. والهادئ الوديع مثل الأنبا بيشوي .. تجد نماذج كهنة ونماذج جنود ونماذج شيوخ ونماذج عذارى وأطفال وأمهات وكلها نماذج والكنيسة تقول لك إختر منها ما تريد أن تكون مثله .. كلها نماذج جاهدت ووصلت بتعب الأنبا شنودة أحب يسوع منذ طفولته .. طريق الفضيلة به تعب لكن أيضاً به تعزيات .. نعم دائماً الجسد يشكو ويقف ضدنا لكن مغبوط هو الإنسان الذي غلب الجسد وارتفع عنه فيدوس بعز على الجسد وبالتالي يدوس بعز على الشهوات ويذوق إنتصار الروح قال الله لنوح إدخل الحيوانات إلى الفلك .. الدور الأول أدخل الحيوانات النجسة وفي الدور الثاني أدخل الحيوانات الغير نجسة والدور الثالث إدخل الطيور .. هكذا نحن لابد أن ننتقل من دور إلى دور .. من سلطان الجسد إلى سلطان الروح .. أنظر الأنبا بيشوي وتمثل به .. إحذر أن يمر تذكار قديس دون أن تأخذ نصيبك منه .. إعمل له تمجيد وقل له علمني حلاوة الصلاة .. أنا جسدي ثقيل فكيف كنت تغلبه وتقف للصلاة أيام ؟ يقول أنا كنت لا أطيع الكسل ولا أختم الصلاة بسرعة بل كنت أجاهد لكي أنال بركة أكثر .. كل نفس تخطت حاجز الملل تجد بركة تنتظرها عندما تكون هناك مسابقة بها أسئلة وكل مجموعة أسئلة لها هدية إن توقفت من السؤال الأول لن تنال أي هدية لكن إن جاهدت وجمعت معلومات ستنال جوائز وهدايا .. فجاهد واغلب الملل لتنال بركة ونعمة أكثر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين