دراسة فى سفر راعوث ج3

Large image

رَاعُوث تخلَّت عَنْ صِفتها كإِمرأة وَالتقطت وسط الرِّجال فِى الحقل وَهذا يُشِير إِلَى أنَّ النَّفْسَ الأمِينة لاَ تعرِف التدلِيل وَتعرِف كيف تحتمِل المشقات فِى جِهاد الرِّجال كُلّ نَفْسَ تدخُل فِى عِشرة حلوة مَعَْ الله تدخُل فِى طبع وَجِدِيَّة وَإِلتزام الرِّجال بعدما عملت وَكافأها بُوعز سجدت لَهُ وَسألت كيف وجدت نِعمة فِى عينيهِ النَّفْسَ الأمِينة تتصاغر أمام الله لِذلِكَ أعطاها بُوعز عطايا أكثرهكذا قانُون الحياة الرُّوحِيَّة كُلّ ما تنكسِر أمام الله كُلّ ما يُزِيدكَ عطايا حَتَّى يفعل معكَ كما فعل بُوعز مَعَْ رَاعُوث حيثُ ناولها بِيَدِهِ طعام لِذلِكَ نحنُ نُؤمِن أنَّ المسِيح هُوَ الَّذِى يُناوِلنا جسده قِمَّة الحُب أنَّ شخص يُطعِم آخر بِيَدِهِ النَّفْسَ كُلّ ما تُعلِن خضُوعها لله تكُون النتِيجة مزِيد مِنْ العطايا وَهذا يدفعها لِمزِيد مِنْ الجِهاد.

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ :-
" فِى بيدر بُوعز "
قالت لها حماتها بعض الوصايا أنتِ تعرَّفتِ عَلَى بُوعز وَوثقتِ فِيهِ وَهُوَ وثق فِيكِ فإِذهبِى لَهُ فِى بيدرِهِ وَالبيدر هُوَ مكان تجمِيع حصاد الحِنطة وَالشَّعِير حيثُ يُوضع فِى مخازِن ثُمَّ يُغربل لِتُزال الشوائِب بِمزراء وَهذِهِ أهم مراحِل الحصاد حيثُ يفصِل الحِنطة عَنْ الشوائِب لِذلِكَ يقُوم بِهِ صاحِب الحقل نَفْسَه قالت نُعمِى [ ها هُوَ يُذَرِّي بيدر الشَّعِير اللَّيلةَ ] غربلة المحصُول شبَّهها الآباء بِخِبرة الصلِيب هِى الصلِيب نَفْسَه الله أحبَّ أنَّ كثِيرِين يُبَّشِرُون بِكلِمتِهِ أى بِزرعِهِ وَكثِيرُون تنبَّأوا لكِنْ الَّذِى ذرَّى هُوَ الَّذِى فدى لأِنَّ الحصَّادِين حصدوا وَالمُزارِعِين زرعُوا لكِنْ الَّذِى ذرَّى هُوَ بُوعز نَفْسَه [ وَقالت لها نُعمِي حماتُها يا بِنتِي ألاَ ألتمِسُ لَكِ راحةً لِيكُونَ لَكِ خيرٌ ] نُعمِى تُفكِّر أنْ تُؤَّمِن رَاعُوث سألتمِسُ لَكِ خير [ أليس بُوعزُ ذا قرابةٍ لنا الَّذِي كُنتِ مَعَْ فتياتِهِ هَا هُوَ يُذرِّي بيدر الشَّعِير اللَّيلةَ فَاغتسِلِي وَتدهَّنِي وَالبِسِي ثِيابَكِ وَانزِلِي إِلَى البيدرِ ]البيدر مكان عمل شاق وَالصلِيب عمل شاق التذرِية تحدُث ليلاً وَفِى وقت رِياح وَالرِياح تُشِير إِلَى عمل الرُّوح القُدُس الَّذِى يفرِز لله خُدَّامه وَيفرِز الجيِّد مِنْ الردِئ نُعمِى قالت لِرَاعُوث إِذهبِى لِبيدرِهِ وَشارِكيه مشقِة الليل وَمشقِة عملِهِ أنتِ شاركتِيه عَلَى المُستوى الجماعِى أنا أُرِيدكَ الآنَ أنْ تنفرِدِى معهُ فأدخُلِى معهُ مُستوى أعلى مُستوى الألم هكذا النَّفْسَ البشرِّيَّة الله يُرِيدها أنْ تدخُل معهُ لِمُستوى أعلى فيحِثَّها بِالوصِيَّة ( نُعمِى ) لِتدخُل فِى عِشرة جدِيدة وَشرِكة صلِيبه وَآلامه[ الَّذِي رفشُهُ فِي يَدِهِ وَسيُنقِّي بيدرهُ ] ( مت 3 : 12 ) وَهذا عمل الآلام وَلِكى تدخُل النَّفْسَ لَهُ لابُد أنْ تغتسِل وَتتدَّهن وَتلبِس ثِيابها أى المعمودِيَّة وَالميرُون وَالفضائِل الكنِيسة لاَ تتكلَّم مَعَْ الَّذِينَ يدخُلُون الإِيمان جدِيداً عَنْ شرِكة الآلام لاَ لابُد مِنْ الإِغتسال أوَّلاً وَالتلامُس مَعَْ عمل الله وَتلبِس الفضائِل عِندئِذٍ تنال النَّفْسَ الإِتحاد الَّذِى لاَ ينفصِل وَعِشرة ذبِيحة مَعَْ بُوعزلابُد أنْ ندخُل معهُ فِى البيدر أى شرِكة آلامه [ وَلكِنْ لاَ تُعرفِي عِند الرَّجُلِ حَتَّى يفرغ مِنَ الأكلِ وَالشَُّربِ ] المسِيح بعدما أنهى كُلّ كِرازتِهِ قَالَ [ شهوةً اشتهيتُ أنْ آكُلَ هذا الفِصح ] ( لو 22 : 15 ) وَأتمَّ الفِداء بعد الكِرازة [ وَمتى اضطجع فَاعلِمي المكان الَّذِي يضطجِعُ فِيهِ وَادخُلِي وَاكشِفِي ناحية رِجليهِ وَاضطجِعِي وَهُوَ يُخبِرُكِ بِما تعملِينَ ] " اضطجع " أى وُضِع عَلَى الصلِيب وَأسلم الرُّوح أى ينام وَلمَّا هُوَ يضطجِع اضطجِعِى أنتِ أيضاً وَستشعُرِى بِمشاعِره وَستدُخَلاَنَ فِى عِشرة جمِيلة نُعمِى تقُول هل تُرِيدوا أنْ تتمتَّعُوا بِالعرِيس السَّماوِى أُدخُلوا معهُ فِى عِشرة جمِيلة بعدما تتدَّهنوا بِالتوبة وَتلبِسُوا ثوب الفضائِل عِندئِذٍ تضطجِعُوا عَلَى سريره أى صلِيبه نُعمِى تقُول لِرَاعُوث أُدخُلِى فِى عِشرة [ اكشِفِي ناحية رِجليهِ ] أى إِعلِنِى عَنْ وجُودِكَ وَهذا إِشارة لِلنَّفْسَ الَّتِى لاَ تستطِيع أنْ تحتمِل أنْ تكشِف كُلّ أسراره لاَ تحتمِل سِوى أنْ تكشِف ناحية رِجليهِ أى علامات طرِيقه تلمح مِنْهُ قشُور [ الآنَ أعرِفُ بعض المعرِفةِ لكِنْ حِينئِذٍ سأعرِفُ كما عُرِفتُ ] ( 1 كو 13 : 12 ) كُلّ الكِنز الَّذِى تعرِفه عَنْ المسِيح الآنَ ليس سِوى رِجليهِ لكِنْ فِى السَّماء يكشِف لنا كُلّ شئ [ فقالت لها كُلَّ مَا قُلتِ أصنعُ ] نَفْسَ خاضِعة رغم أنَّ هذا الأمر يحتاج جراءة وَمعرِفة كَانَ مُمكِنْ تقُول لِنُعمِى تعالِى معِى سهِّلِى لِى الطرِيق لاَ يقُول القِدِيسُون[ أنَّ التوبة تُعلِّم التائِبِين الجراءة ] المرأة الخاطِئة دخلت بِجُرأة لِبيت سمعان الفرِّيسِى لِتُقابِل المسِيح[ فنزلت إِلَى البيدرِ وَعمِلت حسب كُلِّ مَا أمرتها بِهِ حماتُها0فَأكلَ بُوعزُ وَشرِبَ وَطاب قلبُهُ وَدخلَ لِيضطجِعَ فِي طرفِ العرمةِ فدخلت سِرّاً وَكشفت ناحِية رِجليهِ وَاضطجعت ] كَانَ اليوم مُجهد عليهِ ثُمَّ أكل وَشرِب وَطاب قلبهُ أى قلبهُ فرِح لِتمام الفِداء لمَّا قَالَ [ قَدْ أُكمِل ] ( يو 19 : 30 ) طاب قلبهُ لأِنَّهُ أكمل فِداء الجِنس البشرِى عِبارات بسِيطة لكِنْ بِها معانِى عمِيقة[ وَكَانَ عِند انتِصافِ اللَّيلِ أنَّ الرَّجُلَ اضطربَ وَالتفت وَإِذا بِامرأةٍ مُضطجِعةٍ عِند رِجليهِ ] المسِيح لَهُ المجد عِندما يجِد نَفْسَ مُشارِكه لَهُ آلامه وَتتبعه حَتَّى موضِع رِجليهِ يفرحُ بِها [ فقال مَنْ أنتِ فقالت أنَا رَاعُوثُ أمتُكَ فابسُِط ذيل ثوبِكَ عَلَى أمتِكَ لأِنَّكَ ولِيٌّ ] جمِيل أنَّ النَّفْسَ تلجأ إِلَى الله وَتتكِئ فِى حضنِهِ وَ لاَ تشعُر بِأمان إِلاَّ معهُ وَتقُول لَهُ أبسِط ذيلَكَ عَلَىَّ لأِنَّكَ ولِىَّ [ لأِنَّنا لاَ نعرِف آخر سِواكَ ] أنت المسئُول عنِى أنا أحيا فِى إِضطراب وَبِلاَ كرامة فابسِط ذيلَكَ عَلَىَّ وَأستُرنِى بِسِتر صَلاَحِكَ لِئلاَّ تظهر عورتِى المسِيح يُحِب أنْ يسمع هذِهِ التنهُّدات جمِيلَ قُولَ أشعياء [ كُنْ لِي ضامِناً ]( اش 38 : 14 ) رَاعُوث توسَّلت إِليهِ فِى مخدعه وَشاركته آلامه وَقالت لَهُ أنت ولِىّ فكشفت لَهُ حُبها نحنُ نقُول لِلمسِيح أنت ولِينا أُستُرنا بِبسط ذيلَكَ علينا فنأخُذ بركة كما أخذت رَاعُوث [ فقالَ إِنَّكِ مُباركة مِنَ الرَّبِّ يا بِنتِي لأِنَّكِ قَدْ أحسنتِ معرُوفكِ فِي الأخِير أكثر مِنَ الأوَّلِ ] قالَ لها بِمرُور الوقت تظهر مِنْكِ تصرُّفات أفضل مِمَّا قبل وَأنا أشعُر أنَّ ما فعلتِيه الآنَ أفضل تصرُّف وفائِكَ لِحماتِكَ مرحلة وَجِهادِكَ فِى الحقل مرحلة وَعودتِكَ لِحماتِكَ بِثمر جِهادِكَ فِى الحقلِ مرحلة لكِنْ أجمل مرحلة هِى وضع ثِقتِكَ فِىَّ وَأنْ تأتِى إِلىَّ حَتَّى مضجعِى هكذا أجمل ما فِى النَّفْسَ أنْ تشعُر أنَّهُ ليس لها سِتر وَ لاَ حِضن وَ لاَ ملجأ إِلاَّ المسِيح حَتَّى وَإِنْ دفعت الثمن آلام صلِيبه [ إِذْ لَمْ تسعِي وراء الشُّبَّانِ فُقراء كانُوا أوْ أغنِياءَ ] لَمْ تفكَّرِى أنَّكِ صغِيرة وَجمِيلة كَانَ مُمكِنْ تستخدِمِى جمالِكَ وَحُسنِكَ لِترتبِطِى بِأى شاب بينما أنا بِالنِسبة لَكِ لاَ أُناسِبِكَ لكِنَّها أحسنت أنْ تأخُذ طرِيق الآلام وَاختارت بُوعز وَرفضت طرِيق الذَّات وَالخِدع بِالمظاهِر وَشهوات الجسد [ وَالآنَ يا بِنتِي لاَ تخافِي ] المسِيح يُعطِى النَّفْسَ المُجاهِدة الأمِينة الواثِقة فِيهِ وَشرِيكة آلامه وَمُضطجِعه معهُ عَلَى صلِيبه وَوعد لاَ تخافِى [ كُلُّ مَا تقُولِينَ أفعلُ لَكِ ]تخيَّل لمَّا تصِل فِى عِلاَقتكَ مَعَْ المسِيح أنَّهُ يقُولَ لَكَ كُلّ ما تطلُبهُ أفعلُ لَكَ لأِنَّهُ يعلم أنَّكَ فُطِمت عَنْ شهوات العالم الَّذِى يطلُب عطايا رُوحِيَّة وَثبات عزم وَشرِكة آلام يستجِيب لَهُ الله فِى كُلّ طلباته [ لأِنَّ جمِيعَ أبوابِ شعبِي تعلمُ أنَّكِ امرأة فاضِلة وَالآنَ صحِيح أنِّي وَلِيٌّ وَلكِنْ يُوجدُ وَلِيٌّ أقربُ مِنِّي ] قالَ لها ترتِيب العائِلة ثُمَّ قالَ لها [ بِيتِي اللَّيلةَ وَيكُونُ فِي الصَّباحِ أنَّهُ إِنْ قضى لَكِ حقَّ الولِيِّ فحسناً لِيقضِ وَإِنْ لَمْ يشأ أنْ يقضِي لَكِ حقَّ الولِيِّ فَأنَا أقضِي لَكِ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ اِضطجِعِي إِلَى الصَّباحِ ] تركها تبِيت حَتَّى الصَّباح وَفِى الصَّباح قالَ لها [ هاتِي الرِّداءَ الَّذِي عليكِ وَأمسِكِيهِ فَأمسكتهُ فَاكتالَ سِتَّةً مِنَ الشَّعِيرِ وَوَضعها عليها ثُمَّ دخل المدِينة ] أوَّلَ مرَّة إِشتغلت فِى الحقل طول النَّهار أخذت كِيلة شعِير أمَّا فِى هذِهِ المرَّة فِى المخدع أخذت سِتَّة أكيال شعِير لأِنَّ قبُول الآلام وَالمضطجع هذا جِهاد عظِيم وَالقِدِيسِين يقُولُون أنَّ النَّفْسَ لمَّا تكُون فِى خلوة هادِئة مَعَْ الله تأخُذ أكثر مِمّا تأخُذ مِنْهُ وسط النَّاس الَّذِى لَمْ تحصُل عليه فِى الحقل ستحصُل عليه فِى البيدر لَوْ فِى خفائنا اضطجعنا معهُ وَقبلنا أنْ نُذرَّى وَنقبل عمل رفشِهِ سنأخُذ معهُ وَمِنْهُ حَتَّى نقُول كفانا كفانا أُدخُل فِى عِشرة مُنفرِده معهُ لِتأخُذ عطايا عظِيمة يقُول مارِأفرآم السُريانِى [ يا مَنْ أنت تُعلِّم التائِبِين الجراءة ] رُوح الله علَّمت التائِبِين الجراءة رَاعُوث اضطجعت عَلَى سرِير بُوعز وَكانت مُلتهِبة بِالحُب فكان منظرهُما بخُور وَنار بُوعز نار زادت بخُورها لابُد أنْ أقترِب مِنْهُ حَتَّى نكُون نار حُبَّه تفِج رائِحة طِيب بخُورِى أنت عملَكَ بسِيط بخُورلكِنْ هُوَ يُصعِد هذا العمل البسِيط بخُور طيِّب وَهِى راجِعة صباحاً وَمعها سِتَّة أكيال شعِيرقالت لها نُعمِى [ مَنْ أنتِ يا بِنتِي ] الفرحة مِنْ عِشرة المسِيح تُغيِّر الملامِح حَتَّى أنَّ مُوسى النبِى بعدما رجع مِنْ الجبل كَانَ وجههُ مُضِئ وَهُوَ لاَ يشعُرعِشرة المسِيح ترسِم ملامِح جدِيدة خِلقة جدِيدة وَنور يسطع هل يقُول أحد أنَّ مُوسى الأسود كَانَ قاتِل زانِى [ مَنْ أنتِ يا بِنتِي ] التوبة تُغيِّر مَلاَمِح القلب وَالنَّفْسَ أخبرت رَاعُوث نُعمِى حماتها بِما فعلهُ معها بُوعز وَأنَّهُ قالَ لها عُودِى لِحماتِكَ قالت لها [ لأِنَّ الرَّجُلَ لاَ يهدأُ حَتَّى يُتَمِّمَ الأمرَ اليوم ] هُوَ لاَ يهدأ حَتَّى يُتَمِّم الأمر جمِيلة ثِقة الإِنسان أنَّ الله يعمل معهُ وَأنْ يشعُر أنَّ إِقتران الله بِنا لذَّة لَهُ نحنُ لَوْ عرضنا أنفُسنا عليهِ لِنقترِن بِهِ لاَ يهدأ حَتَّى يُتَمِّم الأمرنحنُ نعرِض عليهِ أنفُسنا فِى مخدعنا وَنطلُب ستره علِينا نحنُ لاَ نهدأ حَتَّى نقترِن بِهِ وَهُوَ لاَ يهدأ حَتَّى يُتَمِّم الأمر لأِنَّهُ لَمْ يهدأ حَتَّى يُتَمِّم أمر خَلاَصِنا وَنكَّس الرَّأس حَتَّى أنَّهُ قِيل أنَّهُ سند رأسهُ بينما كانت آية الكِتاب تقُولَ [ وَأمَّا ابنُ الإِنسانِ فليس لَهُ أينَ يُسنِدُ رَأسهُ ]( لو 9 : 58 ) نعم لَمْ يكُنْ لَهُ مضجع لكِنَّهُ سند رأسهُ وَاستراح عَلَى الصلِيب0
الأصْحَاحُ الرَّابِعُ :-
بُوعز جلس عَلَى باب المدِينة لِيُتَمِّم الأمر وَرأى الولِىّ الأوَّلَ فناداه وَأتى بِعَشَرَة رِجال وَهؤلاء يُشِيرُوا لِلوصايا لأِنَّ النَّفْسَ لِكى تنفكَّ لابُد لها مِنْ المرُور بِالنَّامُوس وَبِالوصايا قَالَ لِلولِىّ هُناكَ إِمرأة زوجها مُتوفِى وَلها قِطعة أرض وَأنت ولِيها الأوَّلَ فتزوجها وَأبتاع الأرض فوافق الولِىّ الأوَّلَ لكِنْ بُوعز قَالَ لَهُ لكِنَّها كانت مُتزوِجة وَزوجها مُتوفِى بِدُون أنْ يكُون لَهُ ولد لِذلِكَ أوَّلَ طِفلَ ستُنجِبه سيكُون عَلَى إسم الزوج المُتوفِى فقالَ الولِىّ الأوَّلَ أنَّ ذلِكَ يُفسِد المِيراث لأِنَّ ذلِكَ الطِفلَ سيكُون لَهُ وضعان نسب شرعِى وَنسب لِلأب المُتوفِى كمظهر إِجتماعِى وَبِذلِكَ سيدخُلَ هذا الطِفل فِى مِيراثه هُوَ فوجد الولِيّ الأوَّلَ أنَّ الزِيجة خاسِرة بِالنِسبة لَهُ فرفضها لِذلِكَ قَالَ لَهُ بُوعز إِمَّا تفُكُّ أوْ لاَ تفُكّ [ فَأخبِرنِي لأِعلم0لأِنَّهُ ليس غيرُكَ يفُكُّ وَأنَا بعدكَ ] لأِنَّ النَّامُوس يعجز عَنْ خَلاَصَ الإِنسان فقالَ الولِىّ الأوَّلَ [ ففُكَّ أنتَ لِنَفسِكَ فِكاكِي لأِنِّي لاَ أقدُرُ أنْ أفُكَّ ] فأخذ بُوعز رَاعُوث بدلاً مِنْ الولِىّ الأوَّلَ قَالَ الولِىّ الأوَّلَ [ لاَ أقدُرُ أنْ أفُكَّ لِنَفْسِي لِئلاَّ أُفسِدَ مِيراثِي ] حسبها بِفِكر البشر فوجدها صفقة خاسِرة كثِير مِنْ النِّفُوسَ تتبع المسِيح مِنْ أجل أرضيات أوْ تتبعه وَالأرض فِى قلبِها فتدخُلَ فِى صِراع وَتقِف مهزومة وَهُوَ يقُولَ لها لاَ تفُكِّى وَاقترِبِى إِلَىَّ تقُولَ لَهُ لكِنِّى أُحِب الأرض [ رجع كثِيرُونَ مِنْ تلامِيذِهِ إِلَى الوراءِ ] ( يو 6 : 66 )[ دِيماسَ قَدْ تركنِي إِذْ أحبَّ العالم الحاضِرَ ] ( 2 تى 4 : 10 ) لِذلِكَ لاَ نستطِيع أنْ نقبل المِيراث إِلاَّ بِالنِّعمة لأِنَّ المسِيح هُوَ الَّذِى يُعطِيه لنا بعد فكاكِنا كانت عادة اليهُود أنَّهُ لِكى يُثبِتُونَ أنَّ الولِىّ تمَّم الأمر يشهد عليهِ رِجال وَيخلع نعلهُ كعلامة ضمان أنَّهُ قبل أنْ لاَ يقترِن بِهذِهِ المرأة [ لأِجلِ إِثباتِ كُلِّ أمرٍيخلعُ الرَّجُلُ نعلهُ وَيُعطِيهِ لِصاحِبِهِ فهذِهِ هِي العادةُ فِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ الولِيُّ لِبُوعزَ اشترِ لِنَفْسِكَ وَخلع نعلهُ ] الولِىّ الثَّانِى عِندما يقبل المرأة يكُونَ لَهُ كرامة وَخاصَّةً عِندما يرفُضها الولِىّ الأوَّلَ وَيُعتبر الولِىّ الثَّانِى لَهُ فضل عليهاهكذا النَّامُوس لَمْ يستطِع أنْ يُصلِح النَّفْسَ البشريَّة فكان الفضل لِلمسِيح الَّذِى فكَّ أسرِها جيِّد أنَّ بُوعز لَمْ ينظُر لِلمجد الأرضِى لكِنْ نظر إِلَى رَاعُوث جيِّد أنْ يُحِب الإِنسان الله ليس لِعطاياه بَلْ لِذاته[ فَقَالَ جمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي البابِ وَالشُّيوخُ نحنُ شُهُودٌ0فلِيجعلِ الرَّبُّ المرأةَ الدَّاخِلة إِلَى بيتِكَ كراحِيلَ وَكلِيئةَ اللَّتينِ بنتا بيتَ إِسْرَائِيلَ0فَاصنع بِبأسٍ فِي أفراتة وَكُنْ ذا اسمٍ فِي بيتِ لحمٍ0وَلِيكُنْ بيتُكَ كبيتِ فارصَ الَّذِي ولدتهُ ثامارُ لِيهُوذا مِنَ النَّسلِ الَّذِي يُعطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الفتاةِ ] باركَ الشَّعْب بُوعزفِى الكِتاب رموز خاصَّة فِى مُباركة الشخص الثَّانِى فنجِد بركِة يعقُوب بركِة منسَّى وَفِى بطن ثامار صِراعَ بين إِثنينِ زارِح وَفارص حَتَّى أنَّ القابِلة ربطت يَدَ زارِح بِشرِيط لأِنَّهُ الأوَّلَ لكِنْ فارص زاحمهُ وَخرج هُوَ أوَّلاً لأِنَّ البركة جاءت بِآدم الثَّانِى بينما آدم الأوَّلَ أتى بِالموت هكذا البركة بِالرَّجُلَ الثَّانِى [ فَأخذ بُوعزُ راعُوث امرأةً وَدخل عليها فَأعطاها الرَّبُّ حَبَلاً فولدت ابناً ]بُوعز إِقتحم المِيراث وَسرق البركة يا لِحسرة الولِىّ الأوَّلَ عِندما يرى إِبن رَاعُوث وَالكُلّ فرحان بِهِ خاصَّةً لَوْ عَلِمْ أنَّ هذا الطِفل هُوَ عُوبِيد أبو يسَّى أبو داوُد صعبة النَّفْسَ الَّتِى تُقارِن الرُّوحيات بِالأرضيات أوْ الجسديات تُقارِن الصوم بِالصِحة العطاء بِالأخذ لِكى تُقارِن ثبِّت وجه المُقارنة لابُد مِنْ وجُود عُنصُر مُشتركَ بين الإِثنان لِذلِكَ يقُولَ الكِتاب [ قارِنِينَ الرُّوحِياتِ بِالرُّوحِياتِ ]( 1 كو 2 : 13 ) وَهذا ما فعلهُ بُوعز بينما الولِىّ الأوَّلَ قارن رُوحِيات بِجسديات إِنتسب الطِفل لِرَاعُوث وَليس لِبُوعز وَذهبت النِّساء لِتُبارِكَ وَتُهَّنِئ نُعمِى لأِنَّ لها الفضلَ [ مُبارك الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعدِمكِ وَلِيّاً اليوم لِكي يُدعى اسمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ ] لأِنَّها كانت قَدْ فقدت الرَّجاء أنْ يكُون لها إِسم فِى إِسْرَائِيلَ [ وَيكُونُ لَكِ لإِرجاعِ نَفسٍ وَإِعالةِ شيبتِكِ لأِنَّ كنَّتكِ الَّتِي أحبَّتكِ قَدْ ولدتهُ وَهِي خير لَكِ مِنْ سبعةِ بنِينَ ] بركة نُعمِى عاملت رَاعُوث كإِبنة فنالت بركة وَالله يرُّد سبعة أضعافٍ[ فَأخذت نُعمِي الولد وَوَضعتهُ فِي حِضنِها وَصارت لَهُ مُربِّيةً ] جمِيل أنَّ الوصِيَّة تحتضِن الثمر عِندما تُثمِر الوصِيَّة تُرَّبِى الثمر وَتُنَّمِيه نُعمِى فرِحة بِالثمر لأِنَّ ذلِكَ هُوَ ثمرِة العهد القدِيم لأِنَّهُ مسرَّتِها [ وَسمَّتهُ الجاراتُ اسماً قائِلاَتٍ قَدْ وُلِدَ ابن لِنُعمِي وَدعون اسمهُ عُوبِيد0هُوَ أبُو يسَّى أبِي داوُدَ ] " عُوبِيد " كلِمة تعنِى " عبد مِنْ أجلِنا "[ فارصُ ولد حصرُونَ0وَحصرُونُ ولد رام وَرامُ ولد عمِّيناداب وَعمِّينادابُ ولد نحشُونَ وَنحشُونُ ولد سلمُونَ وَسلمُونُ ولد بُوعز وَبُوعزُ ولد عُوبِيد وَعُوبِيد ولد يسَّى وَيسَّى ولد داوُدَ] السِفر حكى القِصَّة مِنْ أوَّلَ فارص إِبن يهُوذا وَيهُوذا إِبن يعقُوب وَفارص هُوَ جِد داوُد وَلِذلِكَ يقُولَ النسل الخارِج مِنْ سِبط يهُوذا بِدايِة السِفر مجاعة وَأُناس هارِبُون وَنِهايتهُ بركة وَإِحتضان لِعُوبِيد النَّفْسَ الأمِينة مَعَْ الله تتنَّعمْ بِإِحتضان إِبن داوُد مُشتهى كُلّ الأُمم ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين.

عدد الزيارات 1357

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل