دراسة فى سفرصموئيل الاول ج1

Large image

سِفر صموئِيل الأوَّل مِنْ الأسفار الرائِعة الَّذِى يحكِى تعامُلات الله مَعَ شعبه وَكنِيسته وَكهنته وَكيف أنّ الله يُدّبِر كُلّ شيء وَهُوَ صانِع التارِيخ الحقيقِى لِلكنِيسة ، وَهُوَ الَّذِى يُقِيم الرُعاة وَيُعطِيهُمْ الكلِمة ، وَهُوَ صانِع النُصرة وَالهزِيمة سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى وَسِفرىَّ ملوك الأوَّل وَالثانِى هى أسفار المملكة وَيحكِى قصَّة تارِيخ مملكة إِسرائِيل وَقِصص ملوكها وَتدُّخلات الأنبياء وَتعامُلات الله مَعَ شعبه ،وَفِى كُلّ مرحلة كيف يُعطِيهُمْ الله نِعمة خاصَّة وَمشيئة خاصَّة .

كاتِب السِفرصموئِيل النبِى وَكلِمة " صموئِيل " تعنِى " مِنْ الرّبّ سألت " ، وَهُوَ إِبن حِنَّة النبيَّة الَّتِى معنى إِسمها " الله يتحنّن " ، لأِنّ حِنَّة سألته مِنْ الرّبّ ، صموئِيل النبِى كتب 25 إِصحاح مِنْ السِفر أمَّا باقِى إِصحاحات السِفر وَهُمْ سِتَّة إِصحاحات فَكتبها جاد الرَّائى 0
فترة السِفرمِنْ نِهاية عصر القُضاة وَحتَّى عصر المملكة أى حوالِى 115 سنة سِفر يشُوع يحكِى قصَّة 40 سنة ، وَسِفر القُضاة يحكِى قصَّة 400 سنة ، وَأمَّا سِفر صموئِيل الأوَّل فَيحكِى قصَّة 115 سنة مِنْ تارِيخ مملكِة إِسرائِيل ،وَهُنا تسلسُل الكِتاب المُقدّس ، وَبِذلِك نعرِف أنّ سِفر صموئِيل الأوَّل كُتِب حوالِى سنة 1170 ق0م ، يحكِى سِفر صموئِيل الأوَّل تارِيخ المملكة خِلال عصر صموئِيل النبِى وَشاوُل الملِك وَداوُد الملِك إِنْ كان سِفر يشُوع يُمّثِل نُصرة الله مَعَ شعبه إِلاّ أنّ سِفر القُضاة يُمّثِل فساد الشَّعب وَعصر الظُلمة وَسِيادِة الخطيَّة أمَّا عصر صموئِيل الأوَّل فَهُوَ يُمّثِل عصر فساد الشَّعب وَالكهنة مُمّثلاً فِى عالِى الكاهِن وَولديه لِماذا يُبرِز الله هذا الفساد حتَّى أنّ الشَّعب وَالكهنة رفضوا الله وَسُلطانه وَأرادوا لهُمْ ملِك كباقِى الأُمم فَإِذا كان الشَّعب وَالكهنة وَالملُوك فسدوا فَإِنّ هذا كى يُعلِن قول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الجمِيع زاغُوا وَفسدُوا وَأعوزهُمْ مجدُ اللهِ ] ( رو 3 : 12 ، 23 ) إِذن الجمِيع فِى حاجة إِلَى مُخلِّص [ ليس مَنَ يعملُ صلاحاً ليس وَ لاَ واحِدٌ ]( رو 3 : 12 ) ، إِذا كان الحل فِى ملِك فِالملُوك فسدوا ، وَإِذا كان الحل فِى الكهنُوت فَالكاهِن فاسِد إِذن مادُمتُمْ مركِّزِين على المملكة الأرضيَّة فَالفساد سيعُمْ 0
بعض المُلاحظات على السِفر :-
1- هذا السِفر يُسّميه القدِيسين سِفر ثمر الصلاة أوْ سِفر الصلوات ، وَفِى إِفتتاح السِفر صلاة مِنْ أروع الصلوات فِى الكِتاب وَهى صلاة حِنَّة لأِنّ صموئِيل كان ثمر صلاة حِنَّة النبيَّة وَهذا السِفر يخفّزنا لِلصلاة وَيُعلِن أنّ الصلاة تحنِّن قلب الله وَتحِل كُلّ المشاكِل حتَّى أنّ صموئِيل قال كلِمة تصلُح لأِنْ تكُون عِنوان لِلسِفر [ أمَّا أنا فَحاشا لِى أنْ أُخطِىء إِلَى الله وَأكُف عَنَ الصلاة مِنْ أجلكُمْ ] ، حتَّى أنّ الله قال لهُ لاَ تحزن لأِنّ الشَّعب رفضك لأِنّهُ لَمْ يرفُضك أنت بَلْ إِيَّاى رفضوا00رأينا أيضاً صلاة حِنَّة قبل صموئِيل وَبعده كانت صلوات رائِعة لِذلِكَ هُوَ سِفر صلاة 0
2- سِفر صموئِيل الأوَّل بِهِ إِرتباط قوِى مَعَ العهد الجدِيد :-
أوَّلاً : كُون ألقانة زوج حِنَّة النبيَّة أنْ يأخُذ زوجته وَأولاده وَيذهب لِيُقدِّم ذبيحة سنويَّة فِى الهيكل رأينا هذِهِ العادة فِى يوسِف البار وَالعذراء مريم وَالطِفل يسُوعَ الَّذِين كانوا يصعدون لِزيارِة الهيكل فِى كُلّ عيد فِصح لِيُقدِّموا ذبيحة عَنَ بيتهُمْ سنوياً 0
ثانياً : تسبِحة حِنَّة النبيَّة كانت محفورة فِى ذِهن وَقلب العذراء مريم وَقالتها بِنَفْسَ المعانِى فِى إِنجِيل لوقا إِصحاح 1 وَهذا يعنِى أنّ العذراء كانت تحفظ الكِتاب المُقدّس فِى قلبها ،وَهُنا يُعلِن الكِتاب خطورة عدم العِلاقة بِهِ لأِنّ القلب يكُون فارِغ بِدُون كلِمة الله 0
3- نذر حِنَّة لِصموئِيل هُوَ نَفْسَ نذر يُوحنا المعمدان إِذن يوجد إِتفاق بين العهدين حتَّى أنّ السيِّد المسِيح نَفْسَه إِستشهد بِسِفر صموئِيل عِندما قال أنّ داوُد النبِى عِندما جاع أكل مِنْ خُبز التقدِمة الَّذِى كان لِلكهنة فقط إِذن يسُوعَ وَالعذراء مُطلّعِين على أسفار العهد القدِيم فَهَلَ نهمِلها نحنُ ؟!!!
4- صلاة صموئِيل النبِى عَنَ الشَّعب نموذج لِصلاة السيِّد المسِيح الَّتِى تضرّع فِيها لِلآب عَنْ الخلِيقة فِى صلاته الوداعيَّة السِفر يُعلِن أنّ يسُوعَ حجر الزاوية الَّذِى يربُط العهدين وَهُوَ النبِى وَالكاهِن وَكمال الكهنُوت وَكمال النبَّوة وَالسُلطان إِجتمع فِى شخص المسِيح 0
أقسام السِفر :-
السِفر 31 إِصحاح وَينقسِم إِلَى 3 أقسام :-
1- مِنْ إِصحاح 1 إِلَى 7خاصَّة بِصموئِيل النبِى 0
2- مِنْ إِصحاح 8 إِلَى 15خاصَّة بِشاوُل الملِك 0
3- مِنْ إِصحاح 16 إِلَى 31 خاصَّة بِداوُد الملِكَ وَالنبِى 0
القسم الأوَّل :-
مِنْ إِصحاح 1 حتَّى إِصحاح 7
الإِصحاح الأوَّل :-
[ كَانَ رَجُلٌ مِنْ رَامَتَايِمَ صُوفِيمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ إِسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ هُوَ أَفْرَايِمِيٌّ ] ، ألقانة أبو صموئِيل مِنْ رامتايِم وَهى تقرِيباً رام الله الموجودة الآن وَهى أرض معرُوفة وَمِنها أبرار كثِيرون مِثل يُوسِف الرَّامِى ،وَلهُ إِمرأتان هُما " حَنَّة " وَتعنِى " حنان الله أوْ نِعمة " وَالثانية " فَنِنَّةُ " وَتعنِى " لؤلؤة " [ وَكَانَ لِفَنِنَّةَ أوْلاَدٌ وَأَمَّا حَنَّةُ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَوْلاَدٌ وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ يَصْعَدُ مِنْ مَدِينَتِهِ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدَ وَيَذْبَحَ لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي شِيلُوهَ ] ، شِيلُوهَ هُوَ مكان خيمة الإِجتماع كان ألقانة رجُل تقِى لاَ تمُر عليه سنة إِلاّ وَيأخُذ أولاده وَزوجتيهِ وَيذهب إِلَى شِيلُوهَ لِيُقّدِم ذبِيحة لله عَنْ بيته جمِيلة الذبِيحة العائِليَّة وَالكُلّ مُشترِك فِى عِبادة واحِدة وَهذا مُهِم لِبيوتنا ، مُهِم أنْ نحضر نَفْسَ القُدّاس معاً وَنتناول معاً ، مُهِم أنْ نلتف حول الكِتاب المُقدّس نتأملّ فِيهِ معاً كان فِى ذلِكَ الوقت عالِى الكاهِن وَولديه حَُِفْنِي وَفِينْحَاسُ [ وَلَمَّا كَانَ الْوَقْتُ وَذَبَحَ ألْقَانَةُ أَعْطَى فَنِنَّةَ إِمْرَأَتَهُ وَجَمِيعَ بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا أنْصِبَةً0 وَأَمَّا حَنَّةُ فَأَعْطَاهَا نَصِيبُ إِثْنَيْنِ لأِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ حَنَّةَ ] ، كان ألقانة لديهِ عطف على حَنَّة زوجتهُ لأِنَّها كانت عاقِر فَأراد أنْ يعوّضها ، وَلمَّا قدّموا الذبِيحة كانُوا يُقّدِمُون جُزء مِنها لله وَجُزء لِلكهنة وَالجُزء الأخِير يأكلوه هُمْ وَهذِهِ علامِة إِشتراك الكنِيسة كُلَّها فِى الذبِيحة وَكان ربّ الأُسرة يُقّسِم الجُزء الخاص بِهِ على أُسرته وَكان ألقانة يُعطِى حَنَّة الجُزء الأكبر ، وَالقدِيسين يقُولُون أنّ حَنَّة تُمّثِل الكنِيسة الَّتِى ليس لها أولاد أى كنِيسة العهد الجدِيد الَّتِى لَمْ يكُنْ الله قَدْ تحنّن عليها بِثمر ، بينما فَنِنَّة تُمّثِل كنِيسة العهد القدِيم الَّتِى كان لها أولاد لِلأسف أنّ فَنِنَّة لَمْ يكُنْ لها إِحساس جيِّد [ وَكَانَتْ ضَرَّتُهَا تُغِيظُهَا أَيْضاً غَيْظاً لأِجْلِ الْمُرَاغَمَةِ ] ، " مُراغمة " أى" غضب "كانت فَنِنَّة تغِيظ حَنَّة لِكى تُغضِبُها أكثر بدلاً مِنْ أنْ تُعطِيها مِنْ نصِيبها ،وَهذا ما فعلته كنِيسة العهد القدِيم الَّتِى أرادت أنْ تِتعِب كنِيسة العهد الجدِيد فَبدأت تشعُر أنّ إِلهها يتخلّى عنها وَإِغتاظت مِنْ نشأت كنِيسة العهد الجدِيد لأِنّ الله كان يتحنّن عليها ،بينما كنِيسة العهد القدِيم كانت المصدر الرئِيسِى لِصلب المسِيح رؤساء الكهنة هُمْ الَّذِين إِشتكوا المسِيح لِهيرودِس وَبِيلاطُس لِيصلبوه ، وَهذا الطبع تسرّب لِيهُود كنِيسة العهد الجدِيد الَّذِين عيَّروا المؤمِنيِن الأُمم الَّذِين دخلوا لِلإِيمان فِى كنِيسة العهد الجدِيد وَهذِهِ المُشكِلة ظهرت فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس إِلَى أهل رومية وَهذا ما كانت تفعلهُ فَنِنَّة فِى حَنَّة لأِنّ الرّبّ أغلق رحمها نعم أنّ العقوريَّة كانت تجرُبة لِحَنَّة وَالله سمح بِها لكِنّها تجرُبة تحوّلت لِلبِر وَالثمر مِنْ أجل الله [ وَهكَذَا صَارَ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ كُلَّمَا صَعِدَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ هكَذَا كَانَتْ تُغِيظُهَا0 فَبَكَتْ وَلَمْ تَأْكُلْ ] ، لَمْ تأكُل حَنَّة مِنْ الذبِيحة إِعلان عَنْ حُزنها ، وَالذبِيحة كانت تُسمّى ذبِيحة السَّلامة وَهى إِعلان عَنْ السرُور لِما فعلهُ الرّبّ لِلأُسرة ، وَكأنّ حَنَّة تُقّدِم لله إِعتراضها بِعدم أكلها مِنْ الذبِيحة بدلاً مِنْ أنْ تغضب مِنْ فَنِنَّة أوْ ألقانة سلوك نَفْسَ تعرِف الله وَتُعلِن حُزنها لهُ [ فَقَالَ لَهَا أَلْقَانَةُ رَجُلُهَا يَا حَنَّةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ وَلِمَاذَا لاَ تَأْكُلِينَ وَلِمَاذَا يَكْتَئِبُ قَلْبُكِ أمَا أنَا خَيْرٌ لَكِ مِنْ عَشَْرَةِ بَنِينَ ] ، رائِعة حِكمة ألقانة وَمشاعِره وَعطفه جيِّد الإِنسان الَّذِى يقُول كلِمة فِى حِينها وَيُعزِّى مَنَ حولهُ بِكلِمات رقِيقة ألقانة يقُول لِحَنَّة أنا ضمانِك وَستر لكِ وَهذِهِ رِسالة مِنْ الله لِكُلّ نَفْسَ مُجرّبة وَمحرومة ، رِسالة لِكُلّ مُتألِّم يقُول لهُ الله أنا خير لَكَ مِنْ عشرة بنيِن كُلّ ألم أرضِى لهُ أجر سماوِى وَالسيِّد المسِيح شرِيك المُتألمِين وَهُوَ ذاته عطيَّة المُتألمِين وَأجمل شيء أنْ يرتبِط الإِنسان بِالله ذاته وَيشعُر أنّهُ عطيته حَنَّة عِندما شكرت الله على صموئِيل نسيت صموئِيل وَكان حدِيثها كُلّه عَنَ الله نَفْسَه وَعمله معها مِثل عرُوس أحبّت عرِيسها أكثر مِنْ خاتِمهُ المسِيح هُوَ مُعوِض كُلّ نقص وَضيِقة وَتجرُبة ، لِذلِك هُوَ الَّذِى يحمِل عنَّا الصلِيب وَيُعطِينا نصِيب إِثنين [ فَقَامَتْ حَنَّةُ بَعْدَمَا أَكَلُوا فِي شِيلُوهَ وَبَعْدَمَا شَرِبُوا ] ، كلِمة ألقانة عزّت حَنَّة فَأكلت وَشرِبت خمر شُرب الخمر مَعَ الذبِيحة إِشارة لِلبهجة [ وَعَالِي الْكَاهِنُ جَالِسٌ عَلَى الْكُرْسِيِّ عَُِنْدَ قَائِمةِ هَيْكَلِ الرَّبِّ وَهيَ مُرَّةُ النَّفْسِ فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ وَبَكَتْ بُكَاءً وَنَذَرَتْ نَذْراً وَقَالَتْ يارَبَّ الْجُنُودِ ] ، ليتنا نتعلّم الصلاة مِنْ حَنَّة النبيَّة بِنَفْسَ مشاعِرها لله ألقاب فِى الكِتاب قِيلت حسب كُلّ مُناسبة00فِى صلاة حَنَّة النبيَّة صلّت لله وَقالت لهُ يارب الجُنُود ربّ الجُنُود علامِة عِزّة قوّة ربّ الجُنُود أى لاَ تصعب عليك تجرُبتِى ربّ الجُنُود فِى العهد القدِيم هى نَفْسَ معنى ربّ الصباوؤت فِى العهد الجدِيد تعلّم كيف تتكلّم مَعَ الله حسب مُناسبة الكلِمة [ إِنْ نَظَرْتَ نَظْراً إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ وَ لاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى ] ، أكثر مِنْ مرَّة بَلْ مرَّات قالت لِلرّبّ أمتك وَكيف تكلّمت مَعَ الله بِمذلَّة ليتنا نتعلّم مِنْ حَنَّة كيف نتكلّم مَعَ الله بِإِتضاع أحياناً نتكلّم مَعَ الله وَكأنّنا نأمُره بينما هُوَ قال [ إِلَى هذا أنظُر إِلَى المسكِين وَالمتواضِع القلب ][ لاَ يُسَرُّ بِقُوَّةِ الْخَيْلِ0 لاَ يَرْضَى بِسَاقَيِ الرَّجُلِ0 يَرْضَى الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ ] ( مز 147 : 10 – 11 ) ، " ساقى الرَّجُلِ " أى " عظمته " ، أى الله ينظُر إِلَى الإِتضاع وَالإِنكسار وَالإِنسحاق حَنَّة تقُول لله أُرِيد إِبن ليس عطيَّة لِلذات بَلْ كى أُقّدِمهُ لَكَ كَشرِكة مِيراث لِتنزع عارِى عنِّى وَلِكى أُشارِك قدُوم المسيَّا أعطِيه لِى وَأنا أُعطِيه لَكَ ، حَنَّة تُرِيد أنْ تتمتّع بِنصِيب سماوِى وَكانت كُلّ صلاتها لَمْ يُسمع لها فِيها صُوت وَلكِنْ شِفاهها كانت تتحرّك وَكان عالِى يُلاحِظ ذلِكَ فَتخيّلها فِى حالِة سُكر بِالخمر ، لكِنْ الله أعلن لهُ تقواها عِندما عادت لِتُقّدِم إِبنها لِلهيكل تعلّم أنْ لاَ تنظُر لِرد فِعل النَّاس ، صَلِّى بِكُلّ مشاعرك وَلِيقُل النَّاس ما يقُولُون لاَ تخجل مِنْ الصلاة لِنفرح بِوقفِة أولادنا لِلصلاة وَ لاَ نُعلِّق أخطائهُمْ على صلواتهُمْ عالِى كان رئيس كهنة لكِنْ حُكمه على حَنَّة كان خاطِىء مِنْ قمّة البِر إِلَى قمّة الشرّ ، لكِنْ الله عالِى وَيُعايِن المُتواضِعِين [ لاَ يَسَيِّدِي0 إِنِّي إِمْرَأةٌ حَزِينَةُ الرُّوحِ وَلَمْ أَشْرَبْ خَمْراً وَ لاَ مُسْكِراً بَلْ أَسْكُبُ نَفْسِي أمَامَ الرَّبِّ ] ، إِسلُوب يُعلِن قلب مُنسكِب رغم أنّ ألقانة كان رجُل ثرِى جِدّاً وَقَدْ تثُور حَنَّة عِندما يُخاطِبُها أحد بِأسلُوب عالِى الكاهِن لكِنّها كانت مُتضِعة وَقلبها مُختبِر بِموقِف جيِّد أنْ تقِف أمام الله ، لكِنْ عِندما يمُر عليك موقِف كيف يكُون قلبك ؟؟ [ لاَ تَحْسَِبْ أَمَتَكَ إِبْنَةَ بَلِيَّعَالَ0لأِنِّي مِنْ كَثْرَةِ كُرْبَتِي وَغَيْظِي قَدْ تَكَلَّمْتُ إِلَى الآنَ ] ، غِيظ حَنَّة وَتعييرات مُعييرها حوّلتها إِلَى صلاة ، ليتنا نُحّوِل ضِيقتنا إِلَى صلوات[ أبِثُّ لديهِ ضِيقِي ] ( مز 141 مِنْ مزامِير النُّوم ) ، حتَّى كلِمات ألقانة الَّتِي عزّتها لَمْ تزِل همّها لكِنْ وقفِة الصلاة كانت الحل [ وَكَانَتْ قَدْ أكَثْرَتْ الْصَلاَة ] لجاجة وَأنِين وَالله يسمع الأنِين مُجرّد أنْ تتنّهد لله يسمع لَكَ وَينظُر لِتنهُّدك[ لِتَجِدْ جَارِيَتُكَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ ] إِتضاع جارية [ ثُمَّ مَضَتِ الْمَرْأَةُ فِي طَرِيقِهَا وَأَكَلَتْ وَلَمْ يَكُنْ وَجْهُهَا بَعْدُ مُغَيَّراً ] عادت الإِبتسامة لِوجه حَنَّة لأِنّ الصلاة أراحتها وَكأنّ الله قَدْ وعدها بِحل المُشكِلة مُجرّد أنّ حَنَّة تكلّمت مَعَ الله وَوضعت سؤالها عِندهُ عادت مُسترِيحة ما أجمل عمل الله فِى حياتنا وَإِنْ كانت الإِستِجابة مُتأخِرة ما أجمل الثِقة فِى عمل الله قبل أنْ يعمل بَلْ بِعين الإِيمان أبينا إِبراهِيم وَهُوَ ذاهِب لِيُقّدِم إِبنهُ ذبِيحة لله قال نذهب وَنرجع وَليس نذهب وَأرجع وَكأنّهُ بِعين الإِيمان يقُول سأعُود بِإِسحق مرَّة أُخرى حتَّى لَوْ قدّمتهُ بِالفِعل ذبيحة نموذج لِصلاة المُتضعِين بِثِقة فِى الله الرجاء فِيه هُوَ وحده القادِر سامِع الصلاة ،وَأنيِن القلب هُوَ يعلمه ، وَكما قال أحد القدِيسين[ ها أنا صامِت أمامك وَلكِنْ صمتِى يُحدِّثك ] ، ثمر الصلاة هُوَ الثِقة فِى أنّ الله يُعطِى الطِلبة [ وَبَكَّرُوا فِي الصَّبَاحِ وَسَجَدُوا أمَام الرَّبِّ وَرَجَعُوا وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِهِمْ فِي الرَّامَةِ] عادوا إِلَى الرَّامة جمِيعهُمْ [ وَعَرَفَ أَلْقَانَةُ إِمْرَأَتَهُ حَنَّةَ وَالرَّبُّ ذَكَرَهَا وَكَانَ فِي مَدَارِ السَّنَةِ أنَّ حَنَّة حَبِلَتْ وَوَلَدَتِ إِبْناً وَدَعَتِ إِسْمَهُ صَمُوِئيلَ قَائِلةً لأِنِّي مِنَ الرَّبِّ سَأَلْتُهُ ] ، لمّا علمت حَنَّة بِحملها بِصموئِيل ظلّت فِى بيتِها وَلَمْ تصعد مَعَ زوجِها لِتقدِيم الذبائِح[ وَلكِنْ حَنَّة لَمْ تَصْعَدْ لأِنَّهَا قَالَتْ لِرَجُلِهَا مَتَى فُطِمَ الصَّبِيُّ آتِي بِهِ لِيتَراءَى أمَامَ الرَّبِّ وَيُقِيمَ هُنَاكَ إِلَى الأبَدِ ] ، حَنَّة قالت إِذا ذهبت لِلهيكل سأترُك الطِفل هُناك ، لِذلِكَ سَأظل هذِهِ السنة وَالَّتِى بعدها حتَّى يُفطم الصبِى ثُمّ أذهب لِلهيكل وَأترُكهُ هُناك قال أحد القدِيسين [ بِالحقِيقة هى إِبنة إِبراهِيم بَلْ وَفاقت إِبراهِيم لأِنّ إِبراهِيم قدّم إِبنهُ حِين طُلِب مِنهُ أمَّا هى فقدّمتهُ دُون أنْ يُطلب مِنها ] [ فَقَالَ لَهَا أَلْقَانَةُ رَجُلُهَا إِعْمَلِي مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكِ0أُمْكُثِي حَتَّى تَفْطِمِيهِ إِنَّمَا الرَّبُّ يُقِيمُ كَلاَمَهُ فَمَكُثَتِ الْمَرْأَةُ وَأَرْضَعَتِ إِبْنَهَا حَتَّى فَطَمَتْهُ ] ، ألقانة مُتّفهِمْ زوجته وَلمّا صعدت أخذت صموئِيل معها عطيَّة الله وَالثمر الَّذِى كانت مُشتاقة لهُ جِدّاً جيِّد أنَّها لَمْ تنسى الله بَلْ أعادت العطيَّة لِواهِبُها دُون أنْ تأخُذها لِذاتها هل كُلّ إِنسان غنِى يعلم أنّ الغِنى مِنْ الله ؟ هل كُلّ عطيَّة سواء ثروة أوْ مجد أوْ جمال يُعلم أنَّها مِنْ الله وَتُعاد لله؟ حَنَّة لَمْ تُعيِّر فَنِنَّة بِالإِبن بَلْ أعادتهُ لله جيِّد أنْ يُقّدِم الإِنسان قلبه وَإِشتياقه لله [ ثُمَّ حِينَ فَطَمَتْهُ ] جيِّد أنْ يُقّدِم الإِنسان قلبه لله بعد أنْ يفطِمهُ عَنَ العالم الكِتاب يقُول فِى سِفر التكوِين إِصحاح كامِل عَنَ وليمة فِطام إِسحق لابُد مِنْ الفِطام عَنْ العالم رغم أنّ الفِطام مؤلِم لأِنّهُ صعب جِدّاً على نَفْسَ مُدلّله وَمُعتاده على مسرّات العالم أنْ تُفطم لِكى تتمتّع بِمسرّات الله لابُد أنْ أُفطم عَنْ الدالّة وَالشهوة بعد الفِطام أصعدت حَنَّة إِبنها صموئِيل بِثلاث ثِيران لأِنَّها تغيّبت سنتان عَنْ الذبِيحة فقدّمت ثوران ذبِيحة السنتان وَثُور ذبِيحة السنة الَّتِى صعدت فِيها الله لاَ يُسر بِالذبِيحة بِقدر ما يُسر بِالقلب لِنتخيَّل مشاعِر حَنَّة وَهى تُوّدِع الطِفل فِى الهيكل لِتعُود وَتراه بعد سنة رغم أنَّها نالتهُ بِتعييرات وَمذلّة ، وَقدّمت مَعَ ذبِيحة الثِيران تقدِمة دقِيق وَخمر الَّذِى هُوَ علامِة المسرَّة [ فَذَبَحُوا الثَّوْرَ وَجَاءُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى عَالِي0وَقَالَتْ أسْأَلُكَ يَاسَيِّدِي حَيَّةٌ هيَ نَفْسُكَ يَاسَيِّدِي أنَا الْمَرْأَةُ الَّتِي وَقَفَتْ لَدَيْكَ هُنَا تُصَلِّي إِلَى الرَّبِّ ] ، جيِّد أنْ يوّفِى الإِنسان لله نذره [ وَأَنَا أَيْضاً قَدْ أَعَرْتُهُ لِلرَّبِّ جَمِيعَ أيَّامِ حَيَاتِهِ هُوَ عَارِيَّةٌ لِلرَّبِّ ] ، أعرتهُ لِلرَّبِّ كُلّ أيَّام حياته ، أعطيتهُ لله تخيّل لمَّا إِنسان يُعِير لله مجده الأرضِى أوْ مصدر ثِقتهُ أوْ أكبر عطيَّة فِى حياته تُرى كيف تكُون فِى عينىّ الله ؟؟الله يُرِيد أنْ يرانا مُعترِفين بِعمله وَمجده ، نعم إِنّ الإِبن الَّذِى تُعطيه الأُسرة لله كنسب يُنسب لأُسرتِهِ لكِنّهُ مُعار لله جيِّد أنْ نُقّدِم لله تارِيخنا وَمجدنا وَنسلنا وَثِقتنا فنشعُر أنّهُ خير لنا مِنْ عشرة بنِين الرائِع فِى حَنَّة أنّ الله أعطاها أولاد آخرِين لكِنْ وقت ما قدّمت صموئِيل لله لَمْ يكُنْ لديها ولد غيره الله أعطاها بعد صموئِيل ثلاث بنِين وَإِبنتان ، وَيقُول القدِيسُون أنّهُ عِندما كان الله يُعطِى حَنَّة إِبناً كان يموت لِفَنِنَّة إِبن وَهذا إِشارة لِقيام كنِيسة العهد الجدِيد وَإِعلان الملكُوت السَّماوِى على الأرض كُلّها ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

عدد الزيارات 3724

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل