المسيح هو المن النازل من السماء

Large image

المسيح هو المن النازل من السماء
إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك يَتَكَلَّم عَنْ نُقْطَة صَعْبَة الإِسْتِيعَاب .. وَلأِوَل مَرَّة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُعْلِنْ عَنْ نَفْسه كَخُبْز الله النَّازِل مِنْ السَّمَاء المُعْطِي حَيَاة لِلعَالَم وَيَسْألُونَهُ اليَهُود مَنْ هُوَ الَّذِي تَقُول عَنْهُ ؟ يَقُول أنَا هُوَ خُبْز الله .. تَخَيَّل لَوْ جَاءَ إِنْسَان يَتَكَلَّم مَعَك حَوْلَ هذَا الأمر سَتَقُول مَا هُوَ أسَاس هذَا الأمر ؟ لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع كَانَ قَدْ أشْبَعَ الجُمُوع .. أكَلُوا وَشَبَعُوا ثُمَّ رَفَعُوا عَنْهُمْ 12 قُفَّة مَمْلُوءة وَيَقُول الإِنْجِيل كُلَّ وَاحِد بِحَسْبَمَا أخَذْ ( 1بط 4 : 10 ) .. وَآخَر يَقُول مِثْلَمَا أرَادُوا .. فَبَدَأوا يَتْبَعُوا يَسُوع لِيَأكُلُوا بِاسْتِمْرَار .
وَأشَارَ لَهُمْ يَسُوع أنَّهُ هُوَ خُبْز الله فِي ( يو 6 ) وَذلِك لأِنَّهُ يُرِيد مِنْهُمْ أنْ يَأكُلُوا حَتَّى لاَ يَجُوعوا .. لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع أرَادَ قَبْلَمَا يُؤَسِس سِر الشُكْر يُوْم خَمِيس العَهْد كَانَ يُمَهِد النَّاس وَلأَِوَل مَرَّة يُعْلِنْ عَنْ هذِهِ الحَقِيقَة .. حَاوِل يِمَهِد أذْهَانَنَا مِثْلَمَا وَضَّح فِي بِدَايِة سِفْر التَّكْوِين عَنْ شَجَرِة مَعْرِفِة الخِير وَالشَّر وَأنَّهَا كَانَتْ سَبَب السُقُوط وَالمُوْت وَحِينَمَا أكَلُوا مِنْهَا طُرِدُوا حَتَّى لاَ يَأكُلُوا مِنْ شَجَرِة الحَيَاة .. لأِنَّ الَّذِي يَأكُل مِنْهَا يَحْيَا إِلَى الأبَدْ وَالإِنْسَان قَدْ وَقَعَتْ عَلِيه عُقُوبَة المَوْت لأِنَّهُمْ لَوْ أكَلُوا مِنْهَا لَنْ يَمُوتوا فَطَرَدَهُمْ وَأوْقَف كَرُوب عَلَى شَجَرِة الحَيَاة بِالقُوَّة ( تك 3 : 24 ) .
وَالسؤَال هُنَا مَنْ هُوَ شَجَرِة الحَيَاة ؟ هذَا طَعَام مِنْ نُوع مُخْتَلِف .. أيْضاً قِصَّة أبُونَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ قَادِم مِنْ مَعْرَكِة كَدر لعُومَر تَقَابَل مَعَهُ مَلْكِي صَادِق فَسَجَدَ إِبْرَاهِيم لَهُ وَقَدَّم لَهُ عُشُور رَغم أنَّ أبُونَا إِبْرَاهِيم هُوَ أوِّل مُخْتَارِي الله .. هُوَ أب الآبَاء وَهُوَ أعْظَم شَخْصِيَّة فِي هذَا الزَمَان .. فَمَنْ هذَا الَّذِي ظَهَرَ فَجْأة ؟ لأِنَّ مَلْكِي صَادِق قَدَّمَ لَهُ خُبْز وَخَمْر وَلأَِوَل مَرَّة يُذْكَر فِي الإِنْجِيل فِي سِفْر التَّكْوِين .. وَلكِنْ رَبِّنَا كَانَ يُمَهِدَنَا لِحَدِيث هذَا اليُوْم حَتَّى نَسْتَوْعِب مَعَهُ .. لأِنَّ مَلْكِي صَادِق يَعْتَبِرَهُ الكِتَاب المُقَدَّس أعْلَى مِنْ أبُونَا إِبْرَاهِيم وَهُوَ مُؤَسِس كَهَنُوت العَهْد الجَدِيد .. وَحِينَمَا يُوْجَد أبُونَا البَطْرَك فِي الكِنِيسَة وَتَقْرأ الكِنِيسَة المَزْمُور الخَاص بِهِ تَقُول { أنْتَ هُوَ الكَاهِنْ إِلَى الأبَدْ عَلَى طَقْس مَلْكِي صَادِق } وَلَيْسَ عَلَى كَهَنُوت هَارُون .ثُمَّ يَقُول هَلُمُّوا نَتَذَكَّر قِصَّة آبَائْنَا لَمَّا أكَلُوا الْمَنَّ زَمَان النَّازِل مِنْ السَّمَاء فَإِنْ كُنْت أنْتَ الْمَنَّ فَهُمْ أكَلُوا هذَا الخُبْز وَمَاتُوا .. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع { الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِي مِنَ السَّمَاءِ } ( يو 6 : 32 ) .. فَهَلْ هُنَاك خُبْز أعْلَى مِنْ الله { لأِنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ ..... } ( يو 6 : 33 ) .
مَا هذَا الْمَنَّ ؟ الْمَنَّ هُوَ مَا أكَلَهُ الشَّعْب 40 سَنَة فِي البَرِّيَّة .. وَفِي السُطُور الآتِيَة نَتَحَدَّث عَنْ صِفَات هذَا الْمَنَّ الَّذِي لاَ يُمِيت .. هُوَ عِبَارَة عَنْ رَقَائِق بِعَسَل يَسْتَيْقِظُوا بَاكِر وَيَجِدُوهَا وَيَجْمَعُوا مِنْهَا لِيَأكُلُوا طُول النَّهَار وَلاَ يَأخُذُوا بِزِيَادَة لأِنَّهُ يَفْسَد لِذلِك كَانُوا يَأخُذُوا اليُوْم بِيُومه يَأكُلُوا وَيَشْبَعُوا ..{ ... لَمْ يُفْضِلِ الْمُكَثِّرُ وَالْمُقَلِّلُ لَمْ يُنْقِصْ } ( خر 16 : 18) .. فَمَا هِيَ هذِهِ الرُمُوز ؟
(1) رَقَائِق بِعَسَل مُسْتَدِيرَة :
وَهيَ إِشَارَة أنَّ لَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة .. إِشَارَة أنَّ الْمَسِيح أزَلِي أبَدِي .. { مَخَارِجهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأزَلِ } ( مي 5 : 2 ) .. { وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ } ( مت 28 : 20 ) .. هُوَ أزَلِي أبَدِي .
(2) عَسَلْ :
لَهُ طَعْم حُلْو لأِنَّ رَبَّنَا يَسُوع { حَلْقَهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ } ( نش 5 : 16 ) . { ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ . طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ } ( مز 34 : 8 ) .. وَكُلَّ مَنْ يَقْتَرِب مِنْهُ يَجِدَهُ حُلْواً .. فِي التَّسْبِحَة يَقُول { هُوَ يَكُون لَهُمْ طَعَام حَيَاة } .. وَالتَّقْلِيد اليَهُودِي يَقُول حِينَمَا كَانَ الشَّعْب يَتَذَمَّر مِنْ طَعْم الْمَنَّ يَجْعَل الله طَعْم الْمَنَّ فِي فَمْ كُلَّ وَاحِد كَمَا يَشْتَهِي وَكَمَا يَشْتَاق . أي أنَّهُ كُلَّ وَاحِد مِنَّا يَأخُذْ الْمَسِيح مِثْلَمَا يُرِيد هُوَ .. لأِنَّهُ مَنْ يَحْتَاج إِلَى الْمَسِيح المُوَبِخ .. المُعَزِّي .. المُؤَدِب .. الشَّافِي .. الصِدِيق .. الآب .. كُلَّ مَا تُرِيد تَجِده فِيهِ .. مَا مِنْ شِئ يِعْوِزَك إِلاَّ وَتَجِد فِي الْمَسِيح كَمَا يَقُول الكِتَاب { الأشْبَالُ احْتَاجَتْ وَجَاعَتْ وَأَمَّا طَالِبُو الرَّبِّ فَلاَ يُعْوِزُهُمْ شَيْئٌ مِنَ الْخَيْرِ } ( مز 34 : 10 ) .
(3) مَنَّ :
مِنْ ضِمْن الأُمُور العَجِيبَة فِي ( خر 16 ) .. لَمَّا رَأوا الْمَنَّ قَالُوا مَنْ هُوَ ؟ لأِنَّ الَّذِي يَرَى مِثْل هذَا يَقُول " مَا " أم " مَنْ " ؟!!! بِالتَأكِيد المَفْرُوض " مَا " لأِنَّهَا تُقَال عَنْ الغِير عَاقِل .. إِذاً هُمْ إِعْتَبَرُوا أنَّ هذَا الْمَنَّ شَخْص وَلَيْسَ شِئ لأِنَّ هُنَاكَ فَرْق بَيْنَ " مَا " وَ " مَنْ " .. إِذَنْ هُمْ شَعَرُوا أنَّهُمْ أمَام شِئ حَيَّ وَلَيْسَ مَيِّت لِذلِك أسْمَاه الله " مَنَّ " بِمَعْنَى أنَّهُ شَخْص سَوْفَ نَتَعَرَّف عَلِيه وَالمَقْصُود بِهِ هُوَ السَيِّد الْمَسِيح .. كَانَ يُؤخَذْ كُلَّ صَبَاح وَالَّذِي يَخْرُج مُتَأخِراً لاَ يَجِدْ ( عِنْدَمَا تَظْهَر الشَّمْس ) .. لِذلِك يَقُول رَبَّ الْمَجْد يَسُوع { الَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي } ( أم 8 : 17 ) .. كُلَّمَا بَكَّرْتَ كُلَّمَا كَانَ نَصِيبَك مَوْجُود أكْثَر لِتَجِد الطَّعَام جَاهِز وَأنْتَ إِنْ أرَدْتَ أنْ تَأخُذْ قُوِة الْيُوْم كُلَّه تَأخُذْهَا فِي الصَبَاح البَاكِر .
(4) مُشْبِع :
وَحِينَمَا يَقُول عَنْ الْمَنَّ { ... لَمْ يُفْضِلِ الْمُكَثِّرُ وَالْمُقَلِّلُ لَمْ يُنْقِصْ } فَهيَ إِشَارَة إِلَى الْمَسِيح المُشْبِع وَأنَّ هذَا لاَ يَتَوَقَفْ عَلَى كِمِيَّة لأِنَّ الَّذِي أخَذْ قَلِيل يَشْبَع بِنَفْس قَدْر الَّذِي أخَذْ كَثِيراً .. إِذَنْ مَا هِيَ صِفَات هذَا الطَّعَام العَجِيب الَّذِي يُشْبِع دُونَ أنْ يَرْتَبِط بِالكِمِيَّة ؟ مَنْ هذَا الَّذِي يُعْطِي هذَا الطَّعَام ؟ لأِنَّ كَلِمَة مِنْهُ تَمْلأ حَيَاتَك كُلَّهَا .. لِقَاء وَاحِد مَعَهُ يُغَيِّر حَيَاتَك كُلَّهَا .. مُشْبِع لأِنَّهُ طَعَام سَمَاوِي طَبِيعَتَهُ مُخْتَلِفَة عَنْ طَبِيعِة الطَّعَام العَادِي وَيَكُون فِي الصَّبَاح فَقَطْ وَأي كِمِيَّة تُشْبِع .. لأِنَّ لَهُ قَاعِدَة مُخْتَلِفَة هُوَ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح المَخْفِي فِي هذَا الْمَنَّ .. هُوَ طَعَام مَجَّانِي نَأخُذَهُ دُونَ مُقَابِل .. المُقَابِل الوَحِيد أنْ تَقُوم بَاكِر وَتَجْمَع مِنْهُ لكِنْ لِكَيْ تَأخُذَهُ وَتَدْفَع فِيهِ .. لاَ .. هذَا لاَ يَحْدُث .. هذَا هُوَ السَيِّد الْمَسِيح الَّذِي جَاءَ مِنْ أجل العَالَم لِيُعْطِي خَلاَص مَجَّانِي .. وَلكِنْ المَطْلُوب أنْ تَكُون مُشْتَاق .. أنْتَ مُحْتَاج لِذلِك خَرَجْت وَطَلَبْت لِتَجْمَع مِنْهُ وَالْمَسِيح يَقُول أنَا سَأُعْطِيك مَجَّاناً بِرَّ .. نِعْمَة .. عِفَّة .. خَلاَص .. تَخَيَّل لَوْ أنَّ الكِنِيسَة وَضَعَت التَّنَاوُل بِمُقَابِل وَلكِنْ مَا هُوَ مُقَابِل التَّنَاوُل إِلاَّ التَوْبَة .. التَبْكِير .. أُسَبِّح فِي القُدَّاس .. أسْتَقْبِلُه بِتَقْوَى وَبِرْ وَعَفَاف .. هذَا هُوَ المُقَابِل بِالنسْبَة لَهُ وَلَيْسَ كَمَا يَفْعَل أهل العَالَم وَيَكُون المُقَابِل مَادِّي .. لاَبُد مِنْ أخذ الْمَنَّ وَلِكَيْ يَكُون هذَا أنْ تَكُون مُشْتَاق وَمُحْتَاج وَمُسْتَيْقِظ مُبَكِراً .
(5) نَازِل مِنْ السَّمَاء :
كَانَ النَّاس يَرُوا الْمَنَّ وَهُوَ يَتَطَايَرْ مِنْ السَّمَاء وَحَتَّى يَنْزِل إِلَى الأرْض .. مَنْ الَّذِي صَنَعَهُ ؟ لَيْسَ أحَدْ وَلكِنْ هُوَ آتِي مِنْ عِنْدَ رَبِّنَا يَسُوع .. { خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ } ( يو 16 : 28 ) .. { وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ .... } ( يو 3 : 13 ) .. لِكَيْ يُشْبِعْنَا جَاءَ إِليْنَا " نَزَلْ " .. { هذَا الَّذِي مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ البَشَرْ ، وَمِنْ أجْلِ خَلاَصِنَا ، نَزَلَ مِنْ السَّمَاء وَتَجَسَّدَ مِنْ الرُّوح القُدُس ، وَمِنْ مَرْيَمْ العَذْرَاء تَأنَّس ..... } ( مِنْ قَانُون الإِيمَان ) .. لِيُعْطِي لَنَا شَبَعْ مِنْ بَعْد جُوع .. لِتَتَحَوَل حَيَاتْنَا إِلَى تَسْبِحَة شُكْر كُلَّ يُوْم لِذلِك الَّذِي يُطْعِمْنَا وَنَحْنُ الآن فِي غُرْبَة مَاذَا نَفْعَل ؟ لاَبُد أنْ نَعْمَل وَإِنْ لَمْ نَعْمَل سَنَمُوت لأِنَّهُ مِثْلَمَا كَانَ الطَّعَام هُوَ سَبَبْ طَرْد الإِنْسَان مِنْ الفِرْدُوس .. أنَا سَأُعْطِي لَكُمْ طَعَام حَيَاة بَدَل مِنْ طَعَام المَوْت الأوَّل .. الآن أنْتُمْ مَدِينُون لِلمَذْبَح وَلَيْسَ لِمَائِدَة أرْضِيَّة لأِنَّهُ هُوَ خُبْز نَازِل مِنْ السَّمَاء .. خُبْز لاَ تَنْطَبِق عَلِيه صِفَات الأرْض ..وَمِنْ الصَعْب أنْ يَسْتَوْعِب عَقْلَك هذَا الخُبْز إِذَا قَارَنْتَهُ بِالأرْضِيَات لأِنَّ مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول{ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ } ( 1كو 2 : 13 ) .
رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي أذْهَانَنَا وَإِيمَانَنَا لاَ نَقِيسه وَإِذَا أرَدْنَا قِيَاسه يَكُون ذلِك بِمَقَايِيس سَمَاوِيَّة وَبِالطَبْع لَنْ نَصِل إِلَى هذِهِ الدَرَجَة .. إِذَنْ إِدْرِكه بِإِيمَانَك وَإِذَا سَهَرْت طُوْل الَّلِيل لِتَجِد وَتَرَى مَنْ الَّذِي يُرْسِل هذَا الخُبْز لَنْ تَرَى وَتَحْتَار وَأخِيراً تَسْجُد وَتَقُول آمَنْت بِعَمَلَك .. لِذلِك قَالَ لَهُمْ أُرِيد أنْ تَحْتَفِظُوا بِهذَا الْمَنَّ فَقَالَ إِحْضِرُوا تَابُوت العَهْد وَضَعُوا فِيهِ :0
1/ عَصَا هَارُون الَّتِي أفْرَخِت .
2/ لَوْحَي العَهْد .
3/ قِسْط الْمَنَّ .
ضَعُوا الْمَنَّ فِي وَعَاء مَنَّ مِنْ الَّذِي أكَلْتُوه وَالْمَنَّ يَفْسَد وَلكِنْ هذَا الْمَنَّ لَنْ يَفْسَد لأِنِّي أنَا القَادِر عَلَى كُلَّ شِئ فَسَيَظِل فِي تَابُوت العَهْد عَهْد أبَدِي .. أيْنَ التَّابُوت ؟ وَهذَا الْمَنَّ مِنْ أيَام مُوسَى النَّبِي فَهَلْ هذَا الْمَنْ مِنْ نَفْس الْمَنَّ الأوَّل ؟ وَبِالتَّالِي عِنْدَ التَّنَاوُل يَكُون هذَا هُوَ جَسَدْ رَبَّ الْمَجْد يَسُوع أم مُجَرَّد ذِكْرَى ؟!! هَلْ هذَا هُوَ خُبْز خَمِيس العَهْد أم مُجَرَّد رَمْز ؟ .. هُوَ هُوَ .. نَفْس الْمَنَّ الَّذِي كَانَ فِي القِسْط الَّذِى فِي تَابُوت العَهْد هُوَ نَفْسه الجَسَد اليَوْم وَلَيْسَ تِذْكَار أوْ صُورَة أوْ رَمْز أوْ أي شِئ يِفَكَرْنِي بِالْمَنَّ ..لَيْسَ تِذْكَار .. { جَسَدْ وَدَم حَقِيقِي لِيَسُوع الْمَسِيح إِبْن إِلهْنَا } ( مَا يَقُوله الكَاهِنْ أثْنَاء رَشم الجَسَدْ ثَانِيَةً } .. { أخَذَهُ إِبْنَك الوَحِيد رَبِّنَا وَإلهْنَا وَمُخَلِّصْنَا يَسُوع الْمَسِيح مِنْ سَيِّدْتنَا وَمَلِكَتْنَا كُلِّنَا وَالِدَة الإِله القِدِيسَة الطَّاهِرَة مَرْيَم } ( الإِعْتِرَاف الأخِير ) .. ثُمَّ يَقُول { أعْتَرِف إِلَى النَّفَسْ الأخِير } .
أي أنَّهُمْ إِذَا أجْبَرُونِي أنَّ هذَا هُوَ الجَسَدْ الحَقِيقِي أم أموت أقُول هُوَ .. أنَا أسْتَشْهِد وَلاَ أُنْكِر أنَّ هذَا هُوَ الجَسَدْ .. هُوَ الْمَنَّ المُخْفَى فِي قِسْط الْمَنَّ .. لِذلِك سَألَهُ اليَهُود هذَا هُوَ الْمَنَّ الآتِي ؟! يَرُد عَلِيهُمْ بَلْ هُوَ أعْظَم مِنْ الْمَنَّ الَّذِي جَاءَ مِنْ السَّمَاء .. وَكُلَّ مَا سَمِعْتَهُ عَنْ الْمَنَّ جَمَعَهُ فِي يَسُوع الْمَسِيح .. إِذَنْ الْمَسِيح المُعَزِّي وَالمُشْبِع مَعَنَا .. وَالأبَدِي وَالأزَلِي مَعَنَا .. ذُو الطَّعْم الحُلْو مَعَنَا .. لِذلِك هذَا الأمر كَانَ بَعْد مُعْجِزِة إِشْبَاع الجُمُوع وَجَاءَ بَعْدُه مُعْجِزَة أُخْرَى وَهيَ هِيَاج البَحْر .. حِينَمَا إِقْتَرَبَ مِنْهُمْ يَسُوع وَقَالَ { أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا } ( يو 6 : 20 ) .. فَنَجِدُه صَنَعْ مُعْجِزَتِين فِي غَايِة العَظَمَة أشْبَعَهُمْ ثُمَّ نَجَّاهُمْ مِنْ البَحْر وَالعَجِيب أنَّهُمْ حِينَمَا مَشُوا وَرَائه كَانُوا لاَ يَزَالُوا يَأكُلُون مِنْ القُفَفْ المُتَبَقِيَة .. وَلَمَّا يِنْتِهِي المَوْجُود فِي القُفَفْ مَاذَا يَفْعَلُوا ؟ يُطْلُبُوا مُعْجِزَة أُخْرَى تَحْدُث عَلَى البَاقِي لأِنَّ رَبِّنَا يَسُوع قَالَ أنَا أُرِيد أنْ أُعْطِيكُمْ طَعَام جَدِيد وَهيَ المَرْحَلَة الَّتِي تُمَهِدْنَا إِلَى مَرْحَلِة { أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاة } ( يو 6 : 48 ) .
الكِنِيسَة تَقُول فِي البِدَايَة تِتْمَتَعُوا بِالخَمَسْ خُبْزَات وَالسَمَكْتِين .. وَالكِنِيسَة تُشِير إِلَى هذِهِ السَّبْعَة الَّتِي تَسْبِق التَّنَاوُل وَهيَ :0
1/ البُولِس . 2/ الكَاثُولِيكُون . 3/ الإِبْرَكْسِيس . 4/ السِنِكْسَار .
5/ المَزْمُور . 6/ الإِنْجِيل . 7/ العِظَة .
بَعْدَمَا أكَلْت وَتَمَهَدْت إِنْتَقَلْت إِلَى مَرْحَلِة تَصْدِيق أعْلَى لِتَسْتَوْعِب الخُبْز النَّازِل مِنْ السَّمَاء لِذلِك المُتَقَدِم لِلتَّنَاوُل دُونَ حُضُور هذِهِ السَّبْعَة لاَ يَسْتَوْعِب المُعْجِزَة الثَّانِيَة لأِنَّهُ لَمْ يَسْتَوْعِب الأُولَى الَّتِي تُمَهِدُه لإِسْتِيعَاب الخُبْز الآتِي مِنْ السَّمَاء .
كُلَّ قِرَاءَة تَسْمَعْهَا خُذْ مِنْهَا نَصِيبَك .. وَحِينَمَا تَقُول أنَّ الوَصِيَّة صَعْبَة – صَعْب المَوْضُوع عَلِيك – لكِنْ خُذْ نَصِيبَك .. يَقُول الرَّبَّ { أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ } ( عد 18 : 20 ) النَّازِل مِنْ السَّمَاء .. لِذلِك الَّذِي لاَ يَسْتَوْعِب قُدَّاس المَوْعُوظِين لاَ يَسْتَوْعِب قُدَّاس المُؤمِنِين .. لأِنَّهُ مَنْ لاَ يَتَجَاوَب مَعَ الكَلِمَة المَكْتُوبَة لاَ يَسْتَوْعِب الكَلِمَة المُحيِيَة .
فِي قُدَّاس المَوْعُوظِين تَجِدُون البِشَارَة مِنْ العَشِيَّة حَتَّى دَوْرِة بُخُور بَاكِر ..وَتَظِل حَتَّى قِرَاءِة الإِنْجِيل وَبَعْد صَلاَة الصُلْح تَخْتَفِي البِشَارَة حِينَمَا يُنَادِي الشَّمَّا {قَبِّلُوا بَعْضَكُمْ بَعْضاً بِقُبْلَة مُقَدَّسَة ..... تَقَدَّمُوا تَقَدَّمُوا عَلَى هذَا الرَسْم ، قِفُوا بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ، وَإِلَى الشَرْق أُنْظُرُوا ، نُنْصِت } .. يُرْفَع الإِبْرُوسْفَارِين وَيُوْضَع وَرَاء كُرْسِي المَذْبَح وَيُوْضَع فَوْقَهُ البِشَارَة وَكَأنَّنَا نَشْكُرْهَا أنَّهَا وَصَّلِتْنَا لِلهَدَف وَهُوَ الخُبْز الَّذِي عَلَى المَذْبَح .. عَرَّفِتْنَا الْمَسِيح نَفْسه لأِنَّهُ مِنْ قَبْل كَانَ مُغَطَّى فَفَتَّحِت أعْيُنَنَا لِلأهَمْ وَالخَمَسْ خُبْزَات وَالسَمَكْتِين فَتَّحُوا أعْيُنَنَا إِلَى الْمَنَّ السَّمَاوِي .. لِذلِك نَسْمَع فِي سِفْر الرُؤيَا عَنْ الْمَنَّ المَخْفِي وَالَّذِي يَغْلِب سَيَأكُل مِنْهُ وَهُوَ المِيرَاث العَجِيب ( رؤ 2 : 17 ) .. كَمْ هِيَ عَظِيمَة الْمَسِيحِيَّة وَالكِنِيسَة غَنِيَّة تَنْتَظِر الإِشْتِيَاق وَالتَّفَاعُل حَتَّى لاَ نَجُوع أبَداً .
رَبِّنَا يِكَمِل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
وَلإِلهْنَا الْمَجْد الدَّائِم أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 3931

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل