أنت الذى خدمت لى الخلاص

قداس القديس غريغوريوس يقول [ أنت الذي خدمت لي الخلاص ] .. أي أن الخلاص محتاج خدمة وربنا يسوع هو الذي قدم هذه الخدمة لذلك أعدَّ كل شئ للخلاص .. كل مناسبة تُعدها الكنيسة تمس خلاصنا لكن للأسف لأننا نعيشها من الخارج فقط تحولت هذه المناسبات إلى روتين ومظاهر .. بينما المقصود بخدمة الخلاص أنه لو اليوم هو عيد التجسد الإلهي عليَّ أن أبتهج بخلاص نفسي .. وإن كان اليوم عيد القيامة يجب عليَّ أن أبتهج بإتمام خلاصي بقيامة ربنا يسوع و ربنا يسوع تمم خدمة الخلاص للنهاية حتى أنه قال على الصليب [ قد أُكمِل ] ( يو 19 : 30 ) .. إذاً داخل كل مناسبة خدمة خلاصي هذه الفترة هي فترة أعياد التجسد الإلهي وهي :-
1-عيد البشارة ← 29 برمهات .
2-عيد الميلاد ← 29 كيهك .
3-عيد الختان ← 6 طوبة .
4-عيد الغطاس ← 11 طوبة .
5-عيد استشهاد أطفال بيت لحم .
6-عيد عرس قانا الجليل .
7-عيد دخول المسيح الهيكل .
اليوم نتكلم عن خمسة أمور نحياها في هذه الفترة هي :-
أ/ التجسد
ب/ الختان
ج/ العماد
د/ عرس قانا الجليل
ﻫ/ دخول المسيح الهيكل
أ/ التجسد الإلهي :-
لابد أن أرى مقدار محبته لي في تجسده واتضاعه وتنازله .. لابد أن أرى طبيعة جديدة بشرية تُولد لتعطي صفحة جديدة للبشرية بعد أن انتهت صفحة آدم فورثنا من ربنا يسوع الصفحة الجديدة .. الطبيعة الجديدة .. ورثنا البر .. لذلك أبتهج بهذا العيد لأنه يمس طبيعتي البشرية أنا أرى أن جسدي ردئ وعندما أخذ ربنا يسوع جسدي الردئ قدَّسهُ فصار جسد مبارك وتباركت طبيعتي بطبعه لأنه صار كواحد منا .. شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية .. أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له ماذا يمس خلاصي في هذا العيد ؟ البداية طبع جديد وعربون الفداء الذي أخذته بالتجسد والوعد الذي تحقق .. ولنعتبر أن كل كلمة قالها قالها لنا .. وكل وعد أخذه أخذه لنا ومادام قد أخذ بشريتنا صرنا داخله وبذلك صرنا مهيئين للبركات لنفرض أننا عائلة وازداد راتب الأب مائة جنية فالعائلة كلها تفرح وكل فرد في العائلة يطلب طلب لأن أمر زيادة الراتب يمس العائلة كلها .. هكذا عندما تجسد ربنا يسوع أخذ بركات ليست له لأنه لا يحتاجها بل أخذها لنا وصار هو كبير العائلة أخونا البكر لذلك نطلبها منه لأننا من عائلته .. كل ما فعله فعله لأجلنا فكيف نتهلل وبأي قدر نفرح ونبتهج .. للأسف نحن لا نحياها لأننا نشعر أننا خارجها .. لا .. الله بارك طبعي فيه فصار جسدي مقدس مبارك وصار لي عربون حياة جديدة وصار الإنسان صديق للملائكة والسمائيين وفُتحت السماء له من هنا صارت هذه المناسبات مناسبات خلاصية صعب علينا أن نحتفل بها على المستوى الجسدي .. فكر الكنيسة هو أنه لو كنا في الجسد فالجسد هو خادم للروح تابع لها فصعب علينا أن نُحوِّل المناسبات الروحية لجسدية في الخارج إحتفالات الكريسماس خيالية .. في أحد البرامج كانت المذيعة تسأل الشباب في الخارج ما هي قصة الكريسماس ؟ بعضهم قال لها أنها قصة من العصور الوسطى وبعضهم قال إنها قصة خرافية وأخرجوا المسيح منها رغم إنها مستمدة من إسمه .. هي مناسبة تمس المسيح .. نعم إحتفل بها بالزينات لكن لا تنسى صاحب المناسبة الأساسي لأنه هو الأساس .
ب/ الختان :-
ربنا يسوع خضع للناموس من أجلي .. ما الذي جعلني لا أشعر ببركات الناموس ؟ أنا .. الخطأ فيَّ أنا وليس في الناموس .. الناموس ليس به خطية .. لكنه حكم عليَّ بالموت لأن العيب فيَّ أنا .. الناموس قال لي لا تعمل لكني عملت فأخذت حكم الموت فكرهت الناموس .. ربنا يسوع قال لي أنت عجزت عن العمل بالناموس فجاء هو ليُكمل عني الناموس .. يقول هناك عادة الختان وهي من أيام أبينا إبراهيم أراد الله أن يجعل شعبه يخصه وكانت العهود قديماً تُصنع بالدم عندما أراد الله أن يدخل في عهد مع أبينا إبراهيم قال له إحضر حيوانات وشُقَّها – أي دم – ربنا يسوع دخل في عهد مع أبينا إبراهيم بالختان قَطَع جزء من الجسد .. هذا ما تم في المسيح أخذ نفس صفاتنا .. وبذلك إستطاع أن يدخل المجمع اليهودي لأنه مختون .. لو لم يكن مختون ما قبلهُ اليهود في المجمع .. أي أراد أن يقول لهم أنا منكم .. إذاً خُتِن لأجلي ربنا يسوع مثل الظل والشجرة .. في لحظة ينطبق الظل على الشجرة وبذلك ينتهي الظل هكذا الناموس مثل الظل وعندما جاء ربنا يسوع بطُلَ الناموس الظل فيه .. صار الأمر بعد ذلك فيه هو[ أكملت الناموس عني ] .
ج/ المعمودية :-
إعتمد بدلاً عني .. ينزل الأردن ونحن معه ويدفن خطايانا في عمق الأردن ونحن داخله .. تُفتح السماء ونحن داخله .. يسمع صوت الآب ونحن فيه ويحل الروح القدس عليه ونحن داخله .. هذه أمور ليست له .. هو لا يحتاج لسماء مفتوحة وحلول الروح القدس لأنه هو ملء اللاهوت لكن نحن المحتاجين .
د/ عرس قانا الجليل :-
ما علاقة عرس قانا الجليل بالخلاص ؟ أولاً ربنا يسوع ذهب إلى عرس وهذا معناه عميق جداً لأنه مثل عرس أحد أقربائنا وربنا يسوع حضره – يا للفرحة – نعم لكنه أيضاً جاء ليعطي فكرة أن الزواج مقدس وأنه أتى ليبارك الزرع البشري الجديد .. الزرع البشري الذي فسد جاء وباركه وكأنه دخل وأحيانا وأعطانا بداية جديدة في عرس ليبارك طبيعتنا الساقطة لكن للأسف في العرس إنكشفنا وفرغ الخمر .. من الذي يحل مشكلتك وفقرك وعجزك ؟ هو .. كن داخل الأمر .. أنت داخل العرس وحوِّل لك الماء إلى خمر .. ستة أجران ماء تطهير هذه الأجران الستة لابد أن تكون في البيت اليهودي جرن لكل يوم .. ستة أجران في الأسبوع أما الجرن السادس فهو لليوم السادس والسابع لأن الله يبارك فيه لليوم السابع لو وضع الله ماء قليل في الأجران لكان البعض يقول أنه أضاف شئ .. لكنه طلب أن تُملأ للنهاية لتظهر المعجزة .. ملأها لفوق .. معجزات المسيح دائماً إما بكلمة أو بلمسة لكن هذه المعجزة تمت بالإرادة الإلهية .. لم يرفع يده ليصلي ولم يأمر الماء بل بالإرادة الإلهية إذاً المسيح يدخل عرسك ويبارك الزرع البشري ويبارك الزواج ويُحوِّل الفقر لغِنى والعجز لقدرة والتطهير اليهودي لخمر روحي لأن الخمر في الكتاب يُشير للفرح الروحاني أو عطايا الروح .. إذاً أنا داخل الحدث .. دخل حياتي وقدِّس .. خدم لي الخلاص لأني محتاج وعاجز ومريض وفقير .. أنت يارب أكملت عجزي وحوَّلت عجزي إلى كمال .. حتى أنه لما حوَّل الماء لخمر سألوا العريس هل يُوضع الخمر الدون أولاً ثم الجيد أم العكس ؟ ربنا يسوع يُحوِّل الدون إلى جيد يوجد فرق بين الفرح العالمي والفرح الروحاني .. أن أستمد فرحي من مناسبة خارجية أو من خلاص يسوع لي ؟ ربنا يسوع أعطاني فرح روحاني .. هل اختبرت الفرح من الصلاة أو القداس أو الخفاء في حياتك ؟ إذاً فقد أخذت العطايا السماوية .
ﻫ/ دخول المسيح الهيكل :-
دخل الهيكل محمول على يدي العذراء مريم وتقابل مع سمعان الشيخ الذي قال [ الآن تُطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك ] ( لو 2 : 29 – 30 ) .. دخل يقدم ذبيحة تطهير .. هل هو محتاج لذبيحة تطهير ؟ لا .. لكنه قدمها نيابةً عنا .. جاء ودخل الهيكل أنت تُقاد بالروح وتُقدم ذبيحة تطهير لكن عندما وجدتك عاجز قدمت أنا وأنت ورائي .. [ كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً ] ( 1يو 2 : 6 ) .. دخل الهيكل ليقول هيكل العهد القديم وتقديم الذبائح دخلته وقدمت ذبائح لتأسيس ذبيحة العهد الجديد .. إذاً هو عيد يمس خلاصي .. إذاً المسيح دخل ليقدم نفسه ذبيحة ترفع خطايانا كل عمل عملهُ المسيح فاق الزمن لأنه غير زمني .. وكل عمل عمله أخذ صفة الخلود .. وعندما قدم ذبيحة التطهير أخذ صفة فوق الزمن ولما تجسد فدخل بنا مراحل فوق الزمن فقدم ذبيحة التطهير ليقدس بداية جديدة للإنسان .. تخيل بهجة الهيكل لدخول المخلص فيه .. الهيكل الذي أسسهُ للعبادة دخله ليصنع هيكل جديد .. الهيكل الجديد هو أنا .. فال أدخل الهيكل وأخدم الخلاص في الهيكل وأقدم نفسي وخدم خلاصي في نفسه وجسده وصليبه لذلك كل عمل عمله يفوق الزمن لذلك المناسبات كلها عشها على مستوى الروح وخدمة الخلاص .. إسأل نفسك ماذا أخذت مع المسيح ؟ بولس الرسول يقول [ مع المسيح صُلِبت ] ( غل 2 : 20) .. [ وأقامنا معهُ ] ( أف 2 : 6 ) .. أي كل حدث عرف بولس الرسول بالروح كيف يدخله مع المسيح في صلبه وولادته ومعموديته وقيامته و ..... حضر معه عرس قانا الجليل وقدس حياته وهذه هي خدمة الخلاص .. [ أنت الذي خدمت لي الخلاص من أجلي أنا المريض ] .. إجعل كل أعمال المسيح تمس عقلك وقلبك وإن كان الجسد يحتفل فهذا ثمرة لاحتفال الروح .. ربنا يسوع يريد أن يبتهج الإنسان بالخلاص من داخله ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين