دراسة فى سفرصموئيل الاول ج3

Large image

الإِصحاحُ الخامِسُ :-
[ فَأَخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوتَ اللهِ ] ، أمر مُحزِن أنْ يُؤخذ تابُوت الله حتَّى أنّ عالِى الكاهِن حزِن ليس لِموت ولديه وَ لاَ لِهزِيمة الشَّعب لكِنْ لأِنّ التابُوت قَدْ أُخِذ [ وَأخَذَ الْفِلِسْطِينيُّون تَابُوت اللهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ بِقُرْبِ دَاجُونَ ] ، خاف الفلِسطِينيُّون عِندما أخذوا التابُوت لِذلِك وضعوه مَعْ إِلههُمْ داجُون وَفِى الصباح وجدوا داجُون ساقِط على وجهِهِ أمام تابُوت الله فَأقامُوهُ مرّة أُخرى[ فَأَخَذُوا دَاجُونَ وَأَقَامُوهُ فِي مَكَانِهِ0 وَبَكَّرُوا صَبَاحاً فِى الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجهِهِ عَلَى الأرْضِ أمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ وَرَأْسُ دَاجُونَ وَيَدَاهُ مَقْطُوعَةٌ عَلَى الْعَتَبَةِ ] ،داجُون لهُ شكل سمكة وَفِى صباح اليوم التالِى وجدوهُ ساقِط على وجهِهِ وَيداهُ وَرأسهُ مقطُوعين على العتبة لِذلِكَ لاَ يدُوسُون على العتبة مِنْ بعدها فِى العهد القدِيم كان عِند النَّاس جهل بِالله فَكانُوا يعبُدُون آلهة تُعطِيهُمْ أشياء مُعيَّنة ، تُعطِيهُمْ قوَّة أوْ خير أوْ إِنتصار فِى الحرُوب أوْ تكُون مصدر شر لِعلّهُمْ يُرضُوها فَمَثلاً يعبُدُون عِجل لأِنّهُ مصدر خير لحم وَلبن وَيُساعِد فِى الأرض لِذلِكَ هُوَ مصدر خير وَقوَّة ، وَآخرُون يعبُدُون النَّهر وَيقُولُون أنّهُ مصدر الخير الحقِيقِى وَالوسِيلة لِعِبادِة شيئ مُعيَّن أنّ الخير يزِيد فِى بِلادهُمْ بِسببِهِ ، وَالَّذِى يُؤكِّد قوَّة إِلههُمْ أنّهُمْ ينتصِرُون فِى الحرُوب على بِلاد أُخرى لها آلهة غير إِلههُمْ لِذلِكَ كان يوجد فِكر خطِير فِى العهد القدِيم وَهُوَ أنّ الله لمَّا أراد أنْ يُخرِج شعبه مِنْ مِصر وَلأِنّ مِصر كانت بلد مُتعدِّدة الخيرات لِذلِكَ فَهى مُتعدِّدة الآلهة ، لِذلِكَ كان فِى إِخراجِهِ لِشعبِهِ مِنْ مِصر إِعلان لِمجدِهِ فِى مِصر ، لِذلِك كانت الضربات العشر موّجهة لآلهة مِصر سواء النَّهر الَّذِى تحوّل إِلَى دم وَالَّذِى إِعتبروه إِله مصدر خير ، فَضربهُ الله لِيُعلِن مجده أنّهُ الإِله الحقِيقِى لِذلِكَ وضع الفلِسطِينيُّون تابُوت الرَّبّ فِى معبد داجُون حتَّى يكُون الوضع إِله أمام إِله ، وَعِندما سقط داجُون مرَّة وَإِثنين قالُوا أنّ داجُون غير مُسترِيح مَعْ التابُوت النَفْسَ البعِيدة عَنْ الله تكُون فِى عمى رُوحِى حتَّى أنّ كهنِة داجُون قدِّسوا العتبة لأِنّ رأس داجُون سقطت عليها جهل وَفُقدان تمييز وَفُقدان معرِفة الله عِندما يكُون الله داخِلنا ( تابُوت الله الحامِل وصاياه ) فَإِنّهُ يُحطِّم الشَّر وَقُدراته الَّتِى بِداخِلنا ( داجُون ) [ لِذلِكَ لاَ يَدُوسُ كَهَنَةُ دَاجُونَ وَجَمِيعُ الدَّاخِلِينَ إِلَى بَيْتِ دَاجُونَ عَلَى عَتَبِةِ دَاجُونَ فِي أَشْدُودَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ ] [ فَثَقُلَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى الأشْدُودِييِنَ وَأَخْرَبَهُمْ وَضَرَبَهُمْ بِالْبوَاسِيرِ فِي أشْدُودَ وَتُخُومِهَا ] ، تعامل الله مَعْ أهل أشدُود فَأصابهُمْ بِالبواسِير وَهُوَ مرض مُتعِب وَمؤلِم ، فَكان أهل أشدُود مُتألمِين ، وَإِختار الله مرض غير مؤذِى وَلكِنْ لهُ علامة مُميّزة ، وَأيضاً غير مُعدِى حتَّى لاَ يظُنّوا أنّهُ عدوى فخاف أهل أشدُود مِنْ التابُوت [ وَقالُوا لاَ يَمْكُثُ تَابُوتُ إِلهِ إِسْرَائيلَ عَُنْدَنَا لأِنَّ يَدَهُ قَدْ قَسَتْ عَلَيْنَا وَعَلَى دَاجُونَ إِلهِنَا ] ، هُنا الله يُعلِن نَفْسَه إِله رغم أنّهُ بِلاَ شعب الله لاَ يحتاجنا لِلشهادة لهُ لكِنّهُ مِنْ فرط حُبِهِ لنا يستخدِمنا هُنا فِى أشدُود لاَ يوجد لهُ شعب لكِنْ أهلها خافوا مِنهُ لِذلِكَ نقلوا التابُوت إِلَى جت[ وَكَانَ بَعْدَمَا نَقَلُوهُ أنَّ يَدَ الرَّبِّ كَانَتْ عَلَى الْمَدِينَةِ بِإِضْطِرابٍ عَظِيمٍ جِدّاً وَضَرَبَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ وَنَفَرَتْ لَهُمْ الْبَوَاسِيرُ ] ، فَنَقلوهُ إِلَى عقرُون [ وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ اللهِ إِلَى عَقْرُونَ أنّهُ صَرَخَ الْعَقْرُونيُِّونَ قَائِلِينَ قَدْ نَقَلُوا إِليْنَا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِكَىْ يُمِيتُونَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا ] ، وَبدأ التابُوت يعمل مُشكِلة بين الشعُوب مجد الله لمَّا يكُون الله يُعلِن مجده بِذِراعة الرَّفِيعة وَأنّهُ قادِر وَقوِى وَكلِمتهُ حيَّة وَأمضى مِنْ سيف ذِى حدين وَفعَّالة رغم أنَّ منظره تابُوت ، وَمِنْ جهل الفلِسطِينيُّون قَالُوا لِنعتبِرهُ إِله مِنْ ضِمن الآلهة ثُمّ قالُوا لاَ [ أَرْسِلُوا تَابُوتَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرْجِعَ إِلَى مَكَانِهِ وَ لاَ يُمِيَتنَا نَحْنُ وَشَعْبَنَا لأِنَّ إِضْطِرَابَ الْمَوْتِ كَانَ فِي كُلِّ الْمَدِينَةِ يَدُ اللهِ كَانَتْ ثَقِيلَةً جِدّاً هُنَاكَ وَالنَّاسُ الَّذِينَ لَمْ يَمُوتُوا ضُرِبُوا بِالْبَوَاسِيرِ فَصَعِدَ صُرَاخُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّمَاءِ ] ، النَّاس كُلّها مُتألِمة وَصُراخهُمْ صعد لِلسَّماء مِنْ شِدَّة الألم 0
الإِصحاحُ السَّادِسُ :-
[ وَكَانَ تَابُوتُ اللهِ فِي بِلاَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ ] ، فقد بنِى إِسرائِيل التابُوت لِمُدّة سبعة أشهُر وَلَمْ يسألُوا عنهُ وَلَمْ يُفكِّرُوا فِيه صعب جِدّاً الله يستخدِم ضعف البشريَّة لِيُعلِن قوَّتهُ لِشعبٍ آخر لأِنّ إِسرائِيل تخيّل أنّ الله وَتابوته أداة سحريَّة ينتصِروا بِها لكِنْ الله يقُول لهُمْ أنّ سِر نُصرتهُمْ هُوَ قداستهُمْ جاء الفلِسطِينيُّون بِعرَّافِين لِيُعلّموهُمْ ماذا يفعلُون بِالتابُوت ، فَقَالَ العرَّافُون مشورة وَهى لِيتأكّدوا إِذا كانت البواسِير بِسبب التابُوت أم لاَ ، لِذلِكَ قالُوا لِنأتِى بِبقرتين مُرضعتين أىّ لهُما خِلفة جدِيدة وَلَمْ يعلُوهُما نِير مِنْ قبل فَنَضع عليهُما نِير وَهدايا وَالتابُوت فَإِذا سارتا البقرتان فِى خطٍ مُستقِيم فِى إِتجاه تخُوم الفِلِسْطِينيُّون وَلَمْ تلتفِتا لِلبيت الَّذِى فِيهِ وِلدتهُما الجدِيدة يكُون الأمر مِنْ الله النِير يجعل البقرة تسِير فِى جديَّة وَفِى خط مُستقِيم وَإِذا لَمْ يكُنْ قَدْ علاها نِير مِنْ قبل فَإِنَّها لاَ تعرِف كيف تسِير بِهِ ، قال أيضاً العرَّافُون إِذا أرسلتُمْ التابُوت محمُول على البقرتين إِلَى إِسرائِيل لاَ تُرسِلوه فارِغاً بَلْ أرسِلُوا معهُ قُربان إِثم الفِلِسطِينيُّون شعروا بِقُدرة الله وَأنّ ما حدث معهُمْ كان بِسبب خطأهِم فِى حق الله[ حِينَئِذٍ تَشْفَوْنَ وَيُعْلَمُ عَُِنْدكُمْ لِمَاذَا لاَ تَرْتَفِعُ يَدُهُ عَنْكُمْ ] ، أنتُمْ لاَ تحتمِلُوا الضربات الَّتِى أرسلها الله على مِصر لِذلِكَ أرسلوهُ سرِيعاً إِلَى إِسرائِيل الآباء القدِيسُون يقُولُون أنّ البقرة الَّتِى لَمْ يعلُوها نِير مِنْ قبل تُمّثِل النَفْسَ الَّتِى تعِيش بِحسب وصيَّة الله وَ لاَ يعلُوها نِير آخر نِير عبوديَّة لأِنّهُ لَوْ علاها نِير آخر لاَ تعرِف كيف تسلُك بِمُقتضى الوصايا بَلْ هى تحمِل نِير الوصايا فقط وَالبقرتين المُرضعتين هُما النَفْسَ الَّتِى تتعلّم الجديَّة فِى وصايا الله ، نَفْسَ تسِير بِإِستقامة وَ لاَ تسِير بِحسب عواطِفها لأِنّ البقرتين أحسّتا أنّهُما فِى مُهِمَّة أهم مِنْ مُهِمَّة إِرضاع أولادهُما سارتا البقرتان وَخلفهُما الهدايا وَخلفهُمْ الفِلِسطِينيُّون حتَّى حدود إِسرائِيل فَفرِح الإِسرائِيليُون [ وَكَانَ أهْلُ بَيْشَمْسَ يَحْصِدُونَ حَصَادَ الْحِنْطَةِ فِي الْوَادِي فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَرَأَوُا التَّابُوتَ وَفَرِحُوا بِرُؤْيَتِهِ ] ، فَقَدّموا ذبِيحة لله وَأكرموه وَأخذوا الهدايا وَلكِنْ الله [ وَضَرَبَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ لأِنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، لأِنّ التابُوت يدخُل إِليهِ رئِيس الكهنة فقط وَقَدْ لاَ يراه مِنْ كثرة البخُور ، لِذلِكَ عِندما كان الشَّعب يأخُذ التابُوت معهُ فِى الحرُوب كان يُغطِيه بِغطاء جلد تُخس وَغِطاء آخر ،لِذلِكَ هُناك إِحتمالين إِمَّا أنّ التابُوت رجع لأهل بيتشمس بِدُون غطاء فنظروه أوْ أنَّهُمْ هُمْ الَّذِين عرّوه لِينظُروه وَفِى كِلتا الحالتين إِمَّا تركوه بِدُون غطاء أوْ هُمْ الَّذِين عرّوه فَهَذَا تهاوُن بِمُقّدسات الله ، هكذا نحنُ أحياناً نتهاون بِمُقدّسات الله إِذا كان الله قَدْ ضرب خمسِين ألف شخص مِنْ أهل بيتشمس لأِنَّهُمْ نظروا تابوته فما بالِى أنا الَّذِى أتقدّم إِلَى التناوُل وَأنا أراعِى شر داخِلِى مُمكِن أتكبّر أوْ فِى قلبِى أىّ شر لكِنِّى أقاوِم هذا الشَّر هذا يقبلهُ الله ، لكِنْ إِذا كُنت مُعجب بِالشَّر الَّذِى داخِلِى فهذا ما يرفُضهُ الله [ وَقَالَ أهْلُ بَيْتَشَمْسَ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَقِفَ أمَام الرَّبِّ الإِلهِ الْقُدُّوسِ هذَا وَإِلَى مَنْ يَصْعَدُ عَنَّا وَأَرْسَلُوا رُسُلاً إِلَى سُكَّانِ قِّرْيَةِ يَعَارِيمَ قَائِلِينَ قَدْ رَدَّ الْفِلِسْطِينيُّونَ تَابوتَ الرَّبِّ فَأنزِلُوا وَأَصْعِدُوهُ إِلَيْكُمْ ] 0
الإِصحاحُ السَّابِعُ :-
رجع الشَّعب لِلكُتُب وَقال رؤساء الكهنة لِيُغطّى التابُوت [ فَجَاء أهْلُ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ أَبِينَادَابَ فِي الأكَمَةِ وَقَدَّسُوا أَلِعَازَارَ إِبْنَهُ لأِجْلِ حِرَاسَةِ تَابُوتِ الرَّبِّ ] ، أبِيناداب شخص نقِى وَظلّ التابُوت داخِل بيتِهِ أربعِين سنة تُرى هل كلِمة الله داخِلِى تدخُل وَتستقِر [ هَهُنا أسكُن لأِنِّي أردتهُ ] ( مز 131 مِنْ مزامِير صلاة النَّوم ) ،هل أنا أُقدِّس كلِمة الله داخِلِى ؟ هل أنا مُكرّس ذهنِى لِحراسِة كلِمة الله ؟ هل أنا يقِظ على كلِمة الله ؟ هل أتذكّر الوصيَّة بِإِستمرار ؟ وَكما يقُول الآباء إِحذر مِنْ الغفلة وَالنسيان[ ثلاثة تسبِق الخطيَّة الغفلة وَالنسيان وَالشهوة ] [ وَنَاحَ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَ الرَّبِّ ] ، أراد الشَّعب أنْ يعُود لله فَكانت لهُ قصَّة توبة ، [ وَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً إِنْ كُنْتُمْ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى الرَّبِّ فَأنْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيَبَةَ وَالْعَشْتَارُوث مِنْ وَسْطِكُمْ وَأَعِدُّوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَأعْبُدُوهُ وَحْدَهُ فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينيِّينَ فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَعْلِيمَ وَالْعَشْتَارُوثَ وَعَبَدُوا الرَّبِّ وَحْدَهُ ] ،كان داخِل الشَّعب آلهة غرِيبة لأِنّ الشَّعب كان بِهِ ضعف وَضُعفاء ، بِهُمْ مَنَ قلّد جِيرانه وَخاصةً فِى أخِر سبعة أشهُر الَّتِى لَمْ يكُنْ التابُوت أثناءها فِى إِسرائِيل ، لإِنّهُ فِى غِياب كلِمة الله مُمكِن النَفْسَ تتلّوث بِشهوة ، لِذلِك يوجد خطر فِى عدم قِراءة الكلِمة لأِنّ النَفْسَ تتلّوث بِآلهة غرِيبة بِشهوات وَخطايا فَإِنزعُوا الآلهة الغرِيبة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ إِجْمَعُوا كُلَّ إِسْرائِيلَ إِلَى الْمِصْفَاةِ فَأُصَلِّيَ لأِجْلِكُمْ إِلَى الرَّبِّ ] ،" المِصفاة " هُوَ مكان إِلتقاء الشَّعب مَعَ الله وَهى مكان فسِيح حتَّى أنّ شاوُل مُسِح فِى المِصفاة ملِك أماكِن فسِيحة يلتقُون فِيها بِالرَّبِّ ، وَالمِصفاة شهدت وعُود كثِيرة لله وَالشَّعب صموئِيل يقُول لِلشَّعب تعالُوا نُقّدِم توبة عَنْ جهل زمان وَلأِشفع فِيكُمْ أمام الرَّبِّ وَهذا هُوَ عمل الكاهِن لِذلِكَ يقُول الكاهِن [ لِتكُنْ هذِهِ الذبِيحة مقبُولة عَنَ خطاياى وَجِهالات شعبِك ] ، أىّ أنّ الخطأ خطأى أمَّا شعبك فَإِحسِب لهُ خطيتهُ جِهالة [ فَإِجْتَمَعُوا إِلَى الْمِصْفَاةِ وَإِسْتَقَوْا مَاءً وَسَكَبُوهُ أمَامَ الرَّبِّ وَصَامُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَقَالُوا هُنَاكَ قَدْ أَخْطَأْنَا إِلَى الرَّبِّ ] ، سكب الماء عادة لِلتضرُّع وَالتذلُّل لِذلِكَ نُلاحِظ عِبارة مُعلّمِنا بولس الرسُول [ أُسكبُوا قُلُوبكُمْ ] ، أىّ لاَ يكُون بِها شيئ النَفْسَ الَّتِى تُقّدِم توبة تنسكِب أمام الله كالماء حتَّى لاَ يظِل داخِلها أذيال لِلخطيَّة السابِقة وَكانت عادة الصُوم مقرُونة بِالتوبة وَالتضرُّع الشَّعب فِى المِصفاة وَصموئِيل يُصَلِّى لأِجلِهِ وَلكِنْ الله سمح أنْ يُهيِّج الفِلِسطينيُّون على إِسرائِيل فِى هذِهِ اللحظة إِذْ قَدْ تخيّلوا أنّ الشَّعب مُجتمِع لِلحرب فَخاف إِسرائِيل مِنْ الفِلِسطينيينَ [ وَقَالَ بَنُو إِسْرائِيلَ لِصَمُوئِيلُ لاَ تَكُفَّ عَنْ الصُّراخِ مِنْ أَجْلِنَا إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا فَيُخَلِّصَنَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ] ، صرخ صموئِيل لله مِنْ أجل الشَّعب جيِّد أنْ يشفع صموئِيل لله عَنْ الشَّعب [ وَبينما كان صموئِيل يُصُعِدُ المُحرِقة تقدَّمَ الْفِلِسْطِينيُّونَ لِمُحاربةِ إِسْرائِيلَ فَأرعد الرَّبُّ بِصوتٍ عَظِيمٍ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى الْفِلِسْطِينيِيِّنَ وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسْرائِيلَ ] ،هُنا لَمْ يُحارِب الشَّعب لكِنْ الله أعطاهُمْ نُصرة بِدُون حرب الله أرعد على الأعداء وَأزعجهُم فَإِنكسروا أمام إِسرائِيلَ بِدُون حرب [ وَخرجَ رِجالُ إِسْرائِيلَ مِنْ المِصَفاةِ وَتبعُوا الْفِلِسطِينيِيِّنَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تحت بيتِ كارٍ فَأخذ صَمُوئِيلُ حجراً وَنصبهُ بين المِصَفاةِ وَالسِّنِّ وَدَعَا إِسمهُ حجر الْمَعُونةِ وَقَالَ إِلَى هُنَا أعاننا الرَّبُّ ] ، دائِماً يُحِبُّ الله النَفْسَ المُتذكِّرة إِحساناته ، لِذلِكَ كانُوا يُقِيمُون ما أشبه بِالنُصُب التذكارِى لِتذكُّر إِحساناته فَمَثلاً أبِينا يعقُوب أقام مذبح مِنْ الحِجارة كى يراه أولاده فَيتذكّرُون عمل الله مَعْ يعقُوب أبيهُمْ ، أيضاً عِند عبُور نهر الأردُن أنْ أخذ رِجال إِسرائِيل إِثنى عشر حجراً مِنْ قاع النَّهر وَأقاموا مذبح تذكار لِعمل الله معهُمْ أمَّا نحنُ فَنستطِيع تدوِين أعمال الله معنا حتَّى لاَ ننسى إِحساناته وَلِنتعلّم كَمْ حجر وضعناه تذكار لأِعمال الله معنا ، وَكما يقُول الآباء القدِيسُون [ أنَّكَ ستظل تضع فِى حياتك حجر على حجر حتَّى أخِر حجر عِند باب الفردُوس وَتقُول إِلَى هُنا أعاننا الرَّبِّ ] ،لأِنّ عدو الخير سيظل يُحارِبك حتَّى باب الفردُوس [ وَقضى صَمُوئِيلُ لإِسْرائِيلَ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِ وَكان يذهب مِنْ سنةٍ إِلَى سنةٍ وَيدُور فِي بيتِ إِيلَ وَالجِلجالِ وَالمِصفاةِ وَيقضِي لإِسْرائِيلَ فِي جَمِيعِ هذِهِ المواضِعِ وَكان رُجُوعُهُ إِلَى الرَّامَةِ لأِنَّ بيتهُ هُناك وَهُناك قَضَى لإِسْرائِيلَ وَبَنَى هَناك مذبحاً لِلرَّبِّ ] ، إِفتقاد الخادِم لِرعيتِهِ فِى المِصفاة وَالجِلجال وَبيت إِيل وثُمّ يعُود لِلرَّامة حيثُ بيتهُ ، وَالرَّامة تُمّثِل الفردُوس ، وَ "الجِلجال " تعنِى " دحرجِة العار " ، وَالمِصفاة مكان تجمُّع الشَّعب وَمُراقبة الأعداء ،لِذلِك يقُول الآباء أنّ حياتك لابُد أنْ تمُر بِهذِهِ الأماكِن ، لابُد أنْ تمُر على الجِلجال أىّ دحرجِة العار أىّ التوبة وَتكُون فِى المِصفاة لِتُراقِب الأعداء أىّ الجِهاد وَ فِى النِهاية تعُود لِلرَّاحة أىّ الرَّامة 0
الإِصحاحُ الثَّامِنَ :-
الشَّعب مُتقلِّب كُلّ يوم بِحال مُختلِف مِثل النَفْسَ البشريَّة الشَّعب الَّذِى أرعد الله على الفِلِسطِينيينَ مِنْ أجلِهِ قالُوا لِصموئِيل [ هُوذا أنت قَدْ شِختَ وَإِبناك لَمْ يَسِيرا فِي طَرِيقِكَ فَالآنَ إِجعل لنا ملِكاً يقضِي لَنَا كَسَائِر الشُّعُوبِ ] ، هل إِلَى الآن تُرِيدُون تقلِيد الشَّعُوب وَلَمْ تتعلّموا حتَّى الآن أنّ إِلهكُمْ مُختلِف عَنَ سائِر الشّعُوب لابُد أنْ أشعُر إِنِّى مُختلِف عمن حولِى وَأنّ ملكِى وَإِلهِى هُوَ يسُوعَ [ فَسَاءَ الأمرُ فِي عيني صَمُوئِيلُ إِذْ قالُوا أعطِنَا ملِكاً يقضِي لَنَا ] ، غضب صموئِيل وَصَلّى لله ، [ وَصَلَّى صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّبِّ ] ، ما أجمل أنْ أُحّوِل مُشكلتِى لِصلاة وَما أصعب أنْ أُحاوِل فِيها بِذاتِى [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلُ إِسْمع لِصُوت الشَّعبِ فِي كُلِّ مَا يقُولُون لَكَ لإِنَّهُمْ لَمْ يرفُضُوكَ أنتَ بَلْ إِيَّاىَ رفضُوا حَتَّى لاَ أملِكَ عَليْهِمْ ] ، لِماذا أنت غاضِب فَإِنّهُمْ لَمْ يرفُضُوك أنت بَلْ رفضُوا مُلكِى عليهُمْ جيِّد أنْ نرى أنّ صموئِيل رجُل صلاة ، وَما أجمل أنْ ترفع نَفْسَكَ لِلصلاة رغم أنّ الموقِف لَمْ يحتمِل الصلاة وَالتأنِّى بَلْ يحتاج قرار سرِيع وَما أجمل الله الَّذِى لهُ كُلّ الممالِك وَيقبل أنْ يُرفض ، وَأيضاً إِلَى الآن كثيِرُون يرفُضونهُ وَهُوَ يُشرِق شمسهُ عليهُمْ [ حسب كُلِّ أعمالِهِم الَّتِى عمِلُوا مِنْ يومِ أصعدتهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذا الْيومِ وَتركُونِي وَعبدُوا آلِهةً أُخْرَى هكذا هُمْ عامِلُون بِكَ أيضاً ] ، الله مُتذكِّر الخطايا وَ لاَ يُعلِنُها إِلاّ فِى حِينِها عِندما يجِد النَفْسَ جاحِدة دائِماً فَيُعلِن لها خطاياها الله مُتذكِّر أنّ الشَّعب رافِض لهُ مُنذُ أخرجهُ مِنْ مِصر صموئِيل كان يرفُض فِكرِة إِقامِة ملِك لكِنّهُ وضع لهُمْ تحذِيرات وَهى [ هذا يكُونُ قضاءُ الملِكِ الَّذِي يملِكُ عليكُمْ يأخُذُ بنيِكُمْ وَيجعلهُمْ لِنَفْسِهِ لِمراكِبِهِ وَفُرْسَانِهِ فيركُضُونَ أمامَ مَراكِبِهِ ] ، بِالفِعل تحقّق كلام صموئِيل النبِى فِى سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى حيثُ أنّ يربعام جعل الشُبَّان يركُضُون أمام مركبتهِ ، هؤلاء الشباب هُمْ أولاد الشَّعب [ وَيأخُذُ بناتكُمْ عَطَّاراتٍ وَطبَّاخاتٍ وَخبَّازاتٍ0 وَيأخُذُ حُقُولكُمْ وَكُرُومكُمْ وَزيتُونكُمْ أجودها وَيُعطِيها لِعبِيدِهِ0وَيُعَشِّرُ زُرُوعَكُمْ وَكُرُومكُمْ وَيُعطِي لِخِصيانِهِ وَعَبِيدِهِ ] ، سيأخُذ أولادكُم فِى عمله الخاص وَيأخُذ خيركُم وَيُعطِيهِ لِعبيدِهِ [ فَتصرُخُون فِي ذلِكَ الْيومِ مِنْ وجهِ ملِكِكُمُ الَّذِى إِخترتُموهُ لإِنْفُسِكُم فَلاَ يستجِيبُ لَكُمُ الرَّبُّ فِي ذلِكَ الْيومِ فَأبَى الشَّعْبُ أنْ يسمعُوا لِصوتِ صَمُوئِيلَ وَقالُوا لاَ بَلْ يكُونُ علينا مَلِكٌ ] ، كثيِراً ما لاَ تستجِيب النَفْسَ لله ، كثيِراً ما يقُول الله لَكَ أنّ الخطيَّة ستأخُذ أجمل وَأجود ما لديك وَتستعبِدك وَأنت تقُول أنا قابِل ذلِك صموئِيل عرض على الشَّعب ما سيفعلهُ الملِك بِكُلّ فِئة مِنْ فِئات الشَّعب ، وَهذِهِ الفِئات هى طاقات النَفْسَ ، وَالله يُحذِّر مِنْ نِير العبُوديَّة لكِنْ النَفْسَ تقُول لهُ لِيكُن لِى ملِك [ فَسَمِعَ صَمُوئِيلُ كُلَّ كَلاَمِ الشَّعبِ وَتكلَّم بِهِ فِي أُذُني الرَّبِّ ] ، صموئِيل لهُ عِلاقة خاصَّة بِالله وَكأنّهُ يهمِس فِى أُذُنيهِ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ إِسمع لِصوتِهِمْ وَملِّكَ عليهِمْ ملِكاً فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِرِجالِ إِسرائِيلَ إِذهبُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى مَدينتِهِ ] ، الله سمح لِلنَفْسَ بِالحُريَّة إِلَى النِهاية الله يُرِيد أنْ يكُون علينا ملِك بِحُريَّة وَليس بِالإِجبار ، فَلنستخدِم الحُريَّة بِطرِيقة صحِيحة وَ لاَ نسِير بِها فِى عبُوديَّة الشهوات بَلْ نكُون فِى مُلكِهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين .

عدد الزيارات 2031

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل