دراسة فى سفرصموئيل الاول ج4

Large image

أراد الشَّعب أنْ يُنّصِب لهُ ملِك مِثل باقِى الشِعُوب وَحزِن صموئِيل لِطلب الشَّعب لكِنّهُ صَلّى إِلَى الله الَّذِى أجابهُ أنْ يُطاوِعهُمْ وَيُقِيم لهُمْ ملِك جيِّد أنّ صموئِيل يأخُذ كلام الشَّعب وَيُصَلِّى بِهِ فِى أُذُن الرَّبِّ .

الإِصحاحُ التَّاسِعُ :-
هُنا نبدأ ندخُل فِى قِصَّة شاوُل الملِك [ وَكان رجُل مِنْ بنيامِين إِسمهُ قيِسُ بنُ أبِيئيلَ بنِ صَرُور بنِ بكُورة بنِ أفِيحَ إِبنُ رجُلٍ بنيامِينيٍّ جبَّارَ بَأْسٍ ] ، قيس أبو شاوُل وَيحكِى الكِتاب قِصَّة غرِيبة يبدو أنَّها ليس لها عِلاقة بِالموضُوع ، وَقَدْ نتخيَّل أنّ الرُّوح كان مُمكِن أنْ يختصِر هذا الإِصحاح مِنْ السِفر ما هى القِصَّة ؟ كان قِيس لهُ أتن تائِهه فَأرسل شاوُل إِبنهُ وَمعهُ غُلام لِيبحث عَنْ هذِهِ الأتن ،[ وَكَانَ لَهُ إِبنُ إِسمُهُ شاوُلُ شاب وَحَسَنٌ وَلَمْ يكُنْ رجُل فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحْسَنَ مِنْهُ ] ،أحسن رجُل مِنْ ناحِية الشكل وَكان أطول رجُل فِى إِسرائِيل [ مِنْ كتفِهِ فَمَا فوقُ كانَ أطول مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ ] ، أعلى رجُل فِى الشَّعب يصِل إِلَى كِتف شاوُل فقط أراد الكِتاب أنْ يُظهِر معايِير الشَّعب وَالنَّاس [ فَضَلَّتْ أُتُنُ قيس أبِي شاوُل0 فَقَالَ قِيسُ لِشاوُل إِبنِهِ خُذ معك واحِداً مِنَ الغِلمانِ وَقُمِ إِذهب فتِّشْ عَلَى الأُتُنِ ] ،بدأ شاوُل يبحث عَنْ الأتن وَيدخُل مِنْ بلد إِلَى بلد وَلكِنّهُ لَمْ يجِدها فَقَالَ شاوُل لِلغُلام[ تعال نرجع لِئلاَّ يترُك أبِي الأُتُنَ وَيهتمَّ بِنَا ] ، لمَّا وجد أنّ البحث سيطُول قال لِغُلامِهِ هلُّم لِنرجع لِئلاَّ يترُك أبِى الأتن وَينشغِل بِنَا كان هذا الغُلام هُوَ الَّذِى أصبح فِيما بعد مُشيِر لِشاوُل قَالَ الغُلام لِشاوُل [ هُوذَا رجُل اللهِ فِي هذِهِ المدِينة وَالرَّجُلُ مُكرَّمٌ كُلُّ مَا يَقُولُهُ يَصِيرُ ] ، هُنا بدأت عِلاقة شاوُل بِصَموئِيل النبِى وَالَّذِى أشار عليهِ بِذلِكَ هُوَ غُلامه ،أىّ أنّ شاوُل لَمْ يكُنْ يُفكِّر فِى المُلك أوْ الرياسة وَهُوَ أصلاً مِنْ عائِلة غير مُتدينة الغُلام قَالَ لِشاوُل تعال لِرجُل الله وَهُوَ يقُول لنا أين نبحث عَنْ الأتن [ فَقَالَ شاوُلُ لِلغُلامِ هُوذا نذهبُ فَمَاذَا نُقَدِّمُ لِلرَّجُلِ ] ، هل يُعقل أنْ نذهب لِلرجُل بِأيدِى فارِغة ؟! ، [ فَعَاد الغُلامُ وَأجاب شاوُل وَقَالَ هُوذَا يُوجدُ بِيدِي رُبْعُ شاقِلِ فِضَّةٍ فَأُعْطِيهِ لِرجُلِ اللهِ فَيُخبرُنا عَنْ طَرِيقنَا ] ، قِصَّة قَدْ يظهر أنّهُ ليس لها معنى وَلكِنّها تُظهِر تدابِير الله الَّذِى يستخدِم أمور قَدْ تبدو لنا تافِهة توهان الأتن يصِل بِشاوُل لِلمُلك أمور صغِيرة لكِنْ الله يستخدِمها هُناك بعض الصِفات فِى شاوُل بعضها إِيجابِى وَلكِنّهُ كان أيضاً يُخفِى رزائِل الصِفات كان يراها النَّاس لكِنْ الرزائِل كان يراها الله مِنْ صِفات شاوُل الجمِيلة أنّهُ كان مُجتهِد أمِين فِى البحث عَنْ الأتن كان عِندهُ إِحساس بِمشاعِر الآخرين فَإِهتم بِمشاعِر أبوه عِنده إِستعداد لأخذ مشورة الآخرِين أيضاً لاَ يُرِيد أنْ يذهب لِرجُل الله فارِغ اليدين شاوُل كان مِنْ سِبط بنيامِين وَبنيامِين هُوَ أخو يُوسِف وَهُوَ أصغر أولاد يعقُوب وَهُوَ سِبط يشعُر أنّهُ درجة ثانية لكِنْ الله لاَ يُرِيد عشِيرة بَلْ يُرِيد تقوى [ فَقَالَ شاوُلُ لِغُلامِهِ كَلاَمُكَ حَسَنٌ هَلُمَّ نذهبْ فَذَهَبَا إِلَى الْمَدِينةِ الَّتِي فِيهَا رَجُلُ اللهِ] ، وَكان رجُل الله فِى ذلِكَ الوقت يُسمّى الرَّائِى لأِنّهُ يرى رؤى تُعلِن عَنْ المُستقبل وَعِندما ذهبا صادفا فِى مدخل المدِينة فتيات تستقِى ماء ، وَهذا تكرّر فِى أحداث فِى العهد القدِيم وَفِيهِ إِشارة إِلَى أنّ المسِيح ماء الحياة لِذلِكَ نجِد عطايا عظِيمة مُرتبِطة بِإِستقاء الماء هؤلاء الفتيات تُشِيرُ لِلَّذِين أرشدونا لِرجُل الله [ فَقَالاَ لَهُنَّ أَهُنَا الرَّائِي فَأجبنهُما وَقُلنَ نَعَمْ هُوذَا هُوَ أمَامَكُمَا ] ،الفتيات تُرشِد لِرجُل الله ، [ أسرِعَا الآنَ لأِنّهُ جاء الْيومَ إِلَى الْمَدِينةِ لأِنّهُ الْيوْمَ ذَبِيحةٌ لِلشَّعْبِ عَلَى الْمُرتفعةِ] ، طقُوس كان يُقِيمها رجُل الله يُقَدِّم ذبِيحة عَنْ خطايا الشَّعب ، وَرؤساء الشَّعب كانُوا يجلِسُون يأكُلُون مِنْ الذبِيحة فرِحاً بِغُفران الخطايا الأتن التائِهة جاءت لِشاوُل بِرجُل الله وَالذبِيحة وَرؤساء الشَّعب وَشاوُل يأخُذ مكانه إِذن الأمور كُلّها لِصالِح الإِنسان فِى يد ضابِط الكُلّ [ وَفِيما هُمَا آتيان فِي وسط الْمَدينة إِذا بِصَمُوئِيلَ خارِجٌ لِلِقائِهِمَا لِيصعد إِلَى المُُرتفعةِ ] ، المُرتفِعة رمز لِلإِرتفاع وَالإِرتفاع مَعْ صموئِيل إِلَى المُرتفِعة رمز لِلنَفْسَ الهابِطة الَّتِى تبحث عَنْ الأتن فَترتفِع إِلَى الله وَهذِهِ إِشارة لأِنْ نرتفِع عَنْ الأرضيَّات إِلَى مجد الله شاوُل مِنْ بهاء المنظر لَمْ يُكلِّم صموئِيل عَنْ الأتن لكِنْ صموئِيل هُوَ الَّذِى كلّمهُ عنها حتَّى الأمور الرُّوحيَّة يسخّرها الإِنسان لِلأمور الأرضيَّة ، هكذا قَدْ نذهب إِلَى الكنِيسة لِغرض مادِّى أىّ لِلبحث عَنْ الأتن فَيقُول لنا الله أنَا جهزت لَكَ ذبِيحة وَمكان مُرتفِع وَمجد وَأنت تبحث عَنْ الأتن أيضاً قَدْ نذهب لِلإِعتراف وَلكِنْ نتكلّم عَنْ ماديَّات وَأرضيَّات لاَ تلِيق بِرجُل الله الَّذِى يجِب أنْ نُكلّمه عَنْ الكِتاب المُقدّس وَعَنْ خطايانا وَعَنْ الرُّوحيَّات نعم إِنّ الله لطِيف لكِنْ يجِب أنْ نتكلّم معهُ بِما يلِيق بِالرُّوحيَّات ، الله ليس ضابِط شُرطة بَلْ[ قارِنيِن الرُّوحيَّات بِالرُّوحيَّات ] ( 1 كو 2 : 13 ) عِندما يرتفِع الإِنسان وَيرى مجد الذبِيحة فَإِنّهُ عليهِ أنْ يتكلَّم بِالرُّوحيَّات [ وَالرَّبُّ كَشَفَ أُذُنَ صَمُوئِيلَ قبل مجِيئ شاوُل بِيومٍ قائِلاً غداً فِى مِثْلِ الآنَ أُرسِلُ إِليكَ رَجُلاً مِنْ أرضِ بنيامِين فَأمسحهُ رئِيساً لِشعبِي إِسرائِيلَ فَيُخَلِّصَ شعبِي مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِييِّنَ لأِنِّي نظرتُ إِلَى شعبِي لأِنَّ صُراخهُمْ قَدْ جاء إِليَّ ] ، الله كلّم صموئِيل أنّهُ سيُرسِل لهُ شاب فِى أمرٍ مُعيّن لكِنْ هذا الشاب إِمسحه ملِك الله خضع لإِرادِة الشَّعْب [ فَلَمَّا رأى صَمُوئِيلُ شاوُل أجابهُ الرَّبُّ هُوذَا الرَّجُلُ الَّذِي كلَّمتُكَ عَنْهُ هذَا يضبِطُ شعبِي ] ، الله كلّم صموئِيل فِى أُذنه قائِلاً هذا هُوَ الرجُل الَّذِى كلَّمتك عنهُ [ فَتَقَدَّمَ شاوُلُ إِلَى صَمُوئِيلَ فِي وسط البابِ وَقَالَ أطلُبُ إِليكَ أخبرنِي أين بيتُ الرَّائِي فَأجَابَ صَمُوئِيلُ شاوُلَ وَقَالَ أنَا الرَّائِي ] ، ثُمّ قال لهُ مُباشرةً [ أصعدا أمامِي إِلَى المُرتفعةِ فَتأكُلاَ معِي اليومَ ثُمَّ أُطلِقَكَ صَبَاحاً وَأُخبِرَكَ بِكُلِّ مَا فِى قلبِكَ وَأمَّا الأُتُنُ الضَّالَّةُ لَكَ مُنذُ ثلاثةِ أيَّامٍ فَلاَ تَضَعْ قلبكَ عليها لأِنَّها قَدْ وُجِدتْ ] يُرِيد أنْ يقُول لَكَ أرجُوك لاَ تُضيِّع وقتك فِى الأتن بَلْ إِلتفِت إِلَى الأمر الأعظم وَهُوَ مسحك ملِكاً وَإِطعامك مِنْ الذبِيحة [ إِصعد إِلَى المُرتفعة ] ، هذِهِ دعوة لِكُلّ إِنسان إِرفعُوا قلُوبكُم إِنسى الأرضيَّات وَكُنْ مَعْ الله بِقلبٍ غير مُنقسِم أنت أمام ولِيمة سماويَّة وَالله تكلّم فِى أُذُنىّ مِنْ أجلك ، أىّ الله أوصى الكنِيسة عليك لِكى تكُون على مائِدتها كرئيس لِتأكُل وَتتمتّع صموئِيل سيُخبِر شاوُل بِكُلّ ما فِى قلبه رُبما رأى الله فِى قلب شاوُل إِستعدادات وجد فِيهِ رجُل يبحث عَنْ رجُل الله بدأ صموئِيل يُكلِّم شاوُل بِكلِمات ترفعه [ وَلِمَنْ كُلُّ شَهِيِّ إِسْرَائِيلَ أليْسَ لَكَ وَلِكُلِّ بيتِ أبِيكَ ] ، إِنسى أمر الأتن " لِمَنْ كُلَّ شَهِيِّ إِسْرَائِيلَ " لِمَنْ كُلَّ هذا المجد ؟حُريَّة مجد أولاد الله ، لِمَنْ هذِهِ الذبِيحة بِكُلّ مجدِها ؟ لنا نحنُ الَّذِين إِنتهت إِلينا أواخِر الدهُور شاوُل لَمْ يكُنْ فِى فِكره شيئ لكِنْ الله إِنتظرهُ بِالكثِيرهكذا نحنُ الله منتظرنا فِى الأبديَّة فِى المجد وَجعلنا نُدِين العالم وَنجلِس مَعْ القدِيسِين ،[ فَأجَابَ شاوُلُ وَقَالَ أمَا أنَا بنيامِينِي مِنْ أصغر أسباط إِسْرَائِيلَ وَعشيرتِي أصغرُ كُلَّ عشائِر أسباط بنيامِين فَلِماذَا تُكَلِّمُنِي بِمِثلِ هذا الكلام ] ، العشائِر حسب أبناء صاحِب هذا السِبط فَكان شاوُل مِنْ أصغر عشِيرة فِى أصغر سِبط [ فَأخذ صَمُوئِيلُ شاوُلَ وَغُلامهُ وَأدخلهُمَا إِلَى المنسكِ ] ، " المنسك " هُوَ المكان الخاص بِصموئِيل المسِيح يُرِيد أنْ يأخُذك وَيُدخِلُك إِلَى حِجاله يُرِيد أنْ يُعرِّفك أسراره وَيُعطِيك مجده وَبهاءه وَيتكلّم معك فِى أمور أعلى ممّا تُفكِّر فِيهِ شاوُل كان مذهُول مِنْ هذا البهاء لأِنّهُ غير مُتديِّن وَكلّمهُ صموئِيل عَنْ الأتن الضائِعة فَيقُول أنت طمأنتنِى على شيئ كُنت أبحث عنهُ أمَّا مَا أنَا فِيهِ فَهُوَ أعظم مِنِّى هكذا الله يُعطِى وَيُزِيد وَيكِيل المُهِم أنْ تنظُر لِلذبِيحة وَلِمجدِهِ وَلِبهائِهِ وَما يُعِدّهُ لَكَ [ وَأعطاهُما مكاناً فِي رأسِ المدعوِّينَ وَهُمْ نحوُ ثَلاَثِينَ رَجُلاً وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلطَّبَّاخِ هات النصِيب الَّذِى أعطيتُكَ إِيَّاهُ الَّذِى قُلتُ لَكَ عَنْهُ ضَعْهُ عَُِنْدَكَ ] ، هُناك نصِيب مُعيَّن أنا أوصيتك عليه شاوُل شعر أنّ الموضُوع مُرّتب مِنْ أجله [ فَرَفَعَ الطَّبَّاخُ السَّاقَ مَعَْ مَا عليها وَجعلها أمام شاوُل ] ، صموئِيل أوصى على ساق الذبِيحة لِشاوُل [ هُوذَا مَا أُبقِي ضعهُ أمامك وَكُل لأِنّهُ إِلَى هذا المِيعاد محفُوظٌ لَكَ مِنْ حِينٍ قُلتُ دعوتُ الشَّعْبَ فَأكل شاوُلُ مَعَْ صَمُوئِيلَ فِي ذلِكَ الْيومِ ] ،لمَّا يرتفِع الإِنسان وَيترُك الإِهتمامات الأرضيَّة يجِد نَفْسَه مُتمتِّع بِنِعم سماويَّة وَذبِيحة وَكأنّهُ مَعَْ الشاروبِيم وَالسِيرافِيم [ وَلَمَّا نزلُوا مِنَ المُرتفعةِ إِلَى الْمدِينةِ تكلَّم مَعَْ شاوُلَ عَلَى السَّطْحِ ] ،مِنْ المنسك إِلَى السَّطح شاوُل الَّذِى لَمْ يعرِف صموئِيل دخل معهُ فِى حِوار شخصِى فِى سريَّة النَفْسَ الَّتِى تتقابل مَعَْ يسُوعَ يرفعها وَيُقدِّس إِهتمامتها وَيُحدِّثها حدِيث سرِّى وَيُشعرُها بِالخصوصيَّة وَيُرِيها نصيبها المُعد لها هكذا كرامتنا عِند الله تخيَّل عِندما تذهب لِلسَّماء وَيقُول لَكَ هذا هُوَ المكان المُعدِه أنَا لَكَ [ وَبَكَّرُوا وَكان عِند طُلُوعِ الفجرِ أنَّ صَمُوئِيلَ دَعَا شاوُلَ عَنِ السَّطحِ قَائِلاً قُمْ فَأصرِفَكَ فَقَامَ شاوُلُ وَخرجا كِلاهُما هُوَ وَصَمُوئِيلُ إِلَى خارِجٍ0 وَفِيما هُمَا نَازِلاَنِ بِطَرفِ المدِينةِ قَالَ صَمُوئِيلُ لِشاوُلَ قُلْ لِلغُلاَمِ أنْ يعبُر قُدَّامَنَا0 فَعَبَرَ0 وَأمَّا أنتَ فَقِفِ الآنَ فَأُسمِعَكَ كَلاَمَ اللهِ ] ، إِجعل غُلامك ينصرِف أمامنا لإِنّ هذا الحدِيث الآتِى هُوَ لَكَ وحدك فَلاَ تدعهُ يسمعهُ 0
الإِصحاحُ العاشِرُ :-
" مَسَحَ شاوُل مَلِكَ "
[ فَأخذ صَمُوئِيلُ قِنِّينَةَ الدُّهْنِ وَصَبَّ عَلَى رَأسِهِ وَقبَّلهُ ] ، قِنِّينة الدُّهن إِشارة لِعمل رُوح الله الَّذِى يمسح بِهِ الملُوك وَالكهنة وَالأنبياء ، وَكانت القِنِّينة مَعَْ الرَّائِى صَمُوئِيل [ وَقَالَ أليسَ لإِنَّ الرَّبَّ قَدْ مَسَحَكَ عَلَى مِيراثِهِ رئيساً0 فِي ذِهابِك اليومَ مِنْ عِندِي تُصادِفُ رَجُلينِ عِندَ قبرِ راحِيلَ فِي تُخْمِ بنيامِين فِى صلصح فَيقُولانِ لَكَ قَدْ وُجِدَتِ الأُتُنُ الَّتِي ذهبتَ تُفَتِّشُ عليها وَهُوذَا أبُوك قَدْ ترك أمر الأُتُنِ وَإِهتمَّ بِكُمَا قائِلاً ماذا أصنعُ لإِبنِي ] ،بدأنا ندخُل فِى أحداث جدِيدة صَمُوئِيل يمسح شاوُل سِرّاً لكِنّهُ سيُعلِنهُ فِيما بعد وَبِالتأكِيد أنّهُ يوجد لدى صَمُوئِيل إِحساس أنّ شاوُل سيأخُذ مكانهُ ، هذا إِحساس بشرِى ،إِذن مُمكِنْ صَمُوئِيل يرفُض شاوُل لكِنّهُ مسحهُ وَكأنّهُ يقُول هذا عمل الله وَقصده المُهِم أنّ عمل الله يتِم ، وَكما قال أحد الآباء[ فَليتمجّد الله بِى أوْ بِغيرِى وَيفضل بِغيرِى ] ، صَمُوئِيل أيضاً يقُول لِيتمجّد الله بِكَ أوْ بِى وَقبلهُ وَكأنّهُ يقُول لهُ هذِهِ عطيَّة مِنْ الله عطيَّة إِلهيَّة لأِنَّكَ أصبحت وكِيل على مِيراث الله وَإِسرائِيل الَّذِى أحبّهُ فَإِنتبِه وَبدأ يقُول لهُ علامات وَخاصةً أنّ صَمُوئِيل لَمْ يكُنْ يعرِف شاوُل معرِفة جيِّدة ،وَمِنْ هذِهِ العلامات أنّهُ أثناء ذِهابه سيجِد رجُلان عِند قبرِ راحِيل يقولان لهُ أنّ الأتن قَدْ وُجِدت وَأنّ أباهُ مُهتم الآنَ بِالبحث عنهُ وَراحِيل كانت محبوبة إِسرائِيل لأِنَّها زوجة يعقُوب الجمِيلة وَالمحبوبة ، وَكأنّهُ يُرِيد أنْ يقُول لهُ هذا قبر راحِيل أىّ تذكّر أنّ مجد العالم زائِل وَالجمال زائِل فَتذكّر أنّ جمالَكَ لَنْ يدُوم لَكَ بَلْ سيأتِى يوم وَيكُون لَكَ قبر كراحِيل فكُنْ ذِكرى بِأعمالَكَ ، وَكأنّ صَمُوئِيل يُحذِّر شاوُل بِالرُّوح مِنْ أخطائه فِيما بعد العلامة الثانية [ وَتعدُو مِنْ هُناك ذاهِباً حَتَّى تأتِي إِلَى بَلُّوطَةِ تَابُورَ فَيُصادِفُكَ هُنَاكَ ثلاثة رِجالٍ صاعِدُونَ إِلَى اللهِ إِلَى بيتِ إِيلٍ واحِد حامِل ثلاثة جِداءٍ وَوَاحِد حامِل ثلاثة أرغِفةِ خُبزٍ وَوَاحِد حامِل زِقَّ خَمْرٍ فَيُسَلِّمُونَ عليك وَيُعطُونَكَ رَغِيفيْ خُبزٍ فَتأخُذُ مِنْ يَدِهِمْ ] ،ثلاثة رِجال حامِلِين ثلاث جِداء وَثلاث أرغِفة وَزِقَّ خمرٍ فَخُذ مِنهُمْ ما يكفِيك أنت وَغُلامك وَ لاَ تأخُذ مِنْ الذبِيحة وَهذِهِ كانت خطيَّة شاوُل فِيما بعد حيثُ أكل مِنْ ذبِيحة الله ،أىّ إِنتبِه وَلِتأخُذ ما هُوَ ضرورِى لَكَ وَليس ما هُوَ لله ، أنت ملِك وَليس كاهِن فَليس مِنْ حقك الذبِيحة أوْ الخمرالعلامة الثالِثة [ بَعْدَ ذلِكَ تأتِي إِلَى جبِعة الله حيثُ أنصابُ الْفِلِسطِينِييِّنَ وَيكُونُ عِندَ مجِيئِكَ إِلَى هُناك إِلَى الْمدِينة أنَّكَ تُصادِفُ زُمرةً مِنَ الأنبياء نازِلِينَ مِنَ المُرتفعة وَأمامهُمْ رباب وَدُفٌّ وَناى وَعُودٌ وَهُمْ يتنبَّأُونَ0فَيَحِلُّ عَليكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنبَّأُ معهُمْ وَتتحوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ ] ، ثُمّ تدخُل فِى زُمرة الأنبياء وَتتنبَّأ معهُمْ ، أىّ أنت بِحالك هذا لاَ تصلُح ، لاَ يوجد فِيك تديُّن فَأدخُل فِى وسط رِجال الله وَستتحوَّل لِرجُلٍ آخَرَ [ وَإِذَا أتَتْ هذِهِ الآيَاتُ عليكَ فَأفعلْ مَا وجدتهُ يدُك لأِنَّ الله معك0 وَتنزِلُ قُدَّامِي إِلَى الجِلجالِ وَهُوذَا أنَا أنزِلُ إِليكَ لأُِصعِدَ مُحرقاتٍ وَأذبحَ ذبائِحَ سَلاَمَةٍ سبعةَ أيَّامٍ تلبثُ حَتَّى آتِيَ إِليكَ وَأُعَلِّمَكَ ماذا تفعلُ ] ، إِنتظرنِى عِند الجِلجال وَسأُعلّمك ماذا تفعل وَالرُّوح سيُغيِّر إِهتماماتك [ وَكَانَ عِندما أدار كِتفهُ لِكى يذهب مِنْ عِند صَمُوئِيلَ أنَّ الله أعطاهُ قَلباً آخَرَ ] ، الخطيَّة الَّتِى وقع فِيها شاوُل كانت بِسبب شرّه هُوَ وَليس تخلِّى الله عنهُ آدم كان مَعَْ الله فِى الجنَّة لكِنّهُ بِإِرادتِهِ عصى الله وَإِنفصل عنهُ فَصَار شرّير وَنحنُ مُنذُ المعموديَّة صِرنا هياكِل لله ، وَيُقال فِى صلاة المعموديَّة [ أنْ تحفظ الهيكل بِغير سارِق ] [ إِحفظ الخاتِم بِغير] ،أىّ أنت عرُوس لِلمسِيح فَلاَ تتخلّى عَنْ ذلِكَ [ وَلَمَّا جاءُوا إِلَى هُناك إِلَى جِبعةَ إِذا بِزُمرةٍ مِنَ الأنبياءِ لقيتهُ فَحلَّ عليهِ روحُ اللهِ فتنبَّأ فِى وسطِهِمْ ] ، الَّذِين رأوا شاوُل وسط الأنبياء يتنبَّأ كانُوا يعرِفونهُ وَيعلمُون أنّهُ غير مُتديِّن فَتعجبوا لِذلِكَ قالُوا بعضهُمْ لِبعضٍ [ أشاوُلُ أيضاً بينَ الأنبياءِ ] ، لاَ يُمكِن أنْ يكُون شاوُل بين الأنبياء إِلاّ بِعمل الله معهُ أنت تقُول هل يُمكِن أكُون صالِح وَتائِب فِى يوم مِنْ الأيَّام ؟ تُجِيبُك الكنِيسة نعم مُمكِن بِعمل الله فِيك عدو الخير يُصيبنا فِى مقتل وَيقُول لنا إِحذر حَتَّى لاَ يُقال عنك مِثلما قِيل عَنْ شاوُل " أشاوُل أيضاً بين الأنبياء " ، نُجِيبهُ نحنُ لاَ نخجل مِنْ عمل الله داخِلنا وَفِى حياتنا صَلِّى بِدُون خجل وَتحوّل عَنْ الشّر بِدُون خجل وَأشهد لِعمل الله فِيك وَمعك بِدُون خجل [ وَلَمَّا إِنتهى مِنَ التَّنَبِّي جاءَ إِلَى المُرتفعة ] ، الرُّوح يُغيِّر القلب وَيُغيِّر الإِهتمامات ، وَبينما هُوَ ذاهِب لِبيت أبيه تقابل مَعَْ عمّه الَّذِى سألهُ أين كُنتما كُلّ هذِهِ الفِترة ؟فَأجابهُ شاوُل كُنّا نبحث عَنْ الأتن وَلَمَّا وجدنا أنّنا لاَ نجِدها ذهبنا إِلَى صَمُوئِيل لعلّهُ يُخبِرُنا أين هى وَهُنا سألهُ عمّه عمّا قالهُ صَمُوئِيل لهُما وَبِالطبع لَمْ يستطِع شاوُل أنْ يتكلّم عم شاوُل سأل بِطرِيق الفضُول عمَّا قالهُ صَمُوئِيل [ أخبرنِي ماذا قَالَ لَكُما صَمُوئِيلُ ] ، لكِنْ شاوُل أجابهُ [ أخبرنا بِأنَّ الأتنُ قَدْ وَجِدَتْ0 وَلكِنّهُ لَمْ يُخبِرهُ بِأمرِ المملكة الَّذِى تكلَّم بِهِ صَمُوئِيلُ ] ، لِماذا لَمْ يُخبِرهُ بِأمر المملكة ؟ لأِنّ عطايا الله تحتاج إِلَى صمت لابُد أنْ يكُون عِندنا حِكمة ماذا نقُول وَماذا نُخّبِئ وَالله هُوَ الَّذِى يُعلِن عِندما تنال نِعمة فِى أمرٍ ما أُصمُت لأِنّ عمل الله فِى حياتك أكثر شيئ يُمّيِزهُ هُوَ الإتضاع الَّذِى يجعل الإِنسان يصمُت وَ لاَ يتكلّم[ وَإِستدعى صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ إِلَى الرَّبِّ إِلَى الْمِصْفَاةِ ] ، شاوُل مُسِح ملِكاً سِرّاً بِقِنِينة الزيت وَالآن يُعلِن أمام الشَّعب ، وَهذا ما يحدُث معنا وَنحنُ على الأرض نُمسح ملُوك فِى المعموديَّة وَلكِنْ نُتوّج فِى الأبديَّة فِى المجد وَبدأ صَمُوئِيل يُكلِّم الشَّعب [ هكذا يقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِنِّي أصعدتُ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأنقذتكُمْ مِنَ يَدِ المِصريين وَمِنْ يَدِ جمِيعِ الممالِكِ الَّتِي ضايقتكُمْ ] ، صَمُوئِيل تكلّم بِكلام الله مَعَْ الشَّعب وَلَمْ يكُنْ بعد قَدْ أعلن مُلك شاوُل رغم أنّهُ كان موجُود فِى وسط الشَّعب وَبدأ يقُول لهُمْ عمل الله معهُمْ وَيُذكِّرهُمْ أنّهُ أخرجهُمْ مِنْ مِصْرَ وَأنقذهُمْ مِنْ يَدِ الأُمم المُضايِقِين لهُمْ ، وَظلّ يُذكِّرهُمْ بِأنَّهُمْ رفضوا الله حَتَّى إِذا حدثت مُشكِلة يقُول لهُمْ أنّ هذا هُوَ إِختياركُمْ ،أنتُمْ رفضتُمْ مُلك الله عليكُمْ وَطلبتُمْ مَلِكَ أرضِى فَإِذا حدثت مُشكِلة بِسبب المَلِكَ يقُول لهُمْ هذا طلبكُمْ أنتُمْ تصرّف الله معكُمْ بِمُوسى أمام أقوى مَلِكَ فرعُون وَأثناء حدِيث صَمُوئِيل كان الشَّعب مُجتمِع فِى أشكال مُنتظِمة إِثنى عشر مجموعة وَكُلّ مجموعة لها رئيس فَكان مُوسى يُكلِّم الإِثنى عشر رئيس وَمعهُمْ رؤساء العشائِر وَهُمْ بِدورِهِمْ يُوّصِلُون الكلام لِلشَّعب ثُمّ أقام قُرعة بين رؤساء العشائِر وَالمجموعات فوقعت القُرعة على سِبط بنيامِين فَتَضجر رؤساء الإِحدى عشر مجموعة الآخرِين وَكأنّهُمْ يقُولُون مُمكِنْ أىّ سِبط لكِنْ بنيامِين ؟!! فَهَذَا أصغر سِبط [ ثُمَّ قَدَّمَ سِبطَ بنيامِينَ حَسَبَ عشائِرِهِ فَأُخِذتْ عشِيرةُ مطرِي وَأُخِذ شاوُل بنُ قيسَ ] ، ثُمّ أقام قُرعة فِى عشائِر سِبط بنيامِين فَوقعت القُرعة على عشِيرة مطرِى وَأقام قُرعة على العشِيرة فَوقعت على شاوُل بن قيسَ الَّذِى كان يعلم ماذا سيحدُث فَإِختبأ [ فَفَتَّشُوا عليهِ فَلَمْ يُوجد0 فَسَألُوا أيضاً مِنَ الرَّبِّ هل يأتِى الرَّجُلُ أيضاً إِلَى هُنا فَقَالَ الرَّبُّ هُوذَا قَدِ إِختبأ بينَ الأمتِعةِ ] ، شاوُل إِختبأ خوفاً لأِنّهُ ليس على قدرِ المسئوليَّة ،وَمُمكِنْ يكُون خوفاً أوْ إِتضاعاً وَشعُور بِعدم الإِستحقاق أيضاً خاف مِنَ أنّ الشَّعب رفض مُلَكَ الله فَإِذا ظهر فَكأنّهُ يكُون كَمَنَ يُؤيِد الشَّعب [ فَرَكَضُوا وَأخذُوهُ مِنْ هُناكَ فَوَقَفَ بين الشَّعبِ فَكَانَ أطول مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ مِنْ كِتفِهِ فَمَا فَوقُ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِجمِيعِ الشَّعْبِ أرَأيتُمُ الَّذِى إِختارهُ الرَّبُّ إِنّهُ ليس مِثلُهُ فِي جمِيع الشَّعْبِ ] ، صَمُوئِيل كان يُجّمِلهُ فِى عيُون الشَّعب [ فَهَتَفَ كُلُّ الشّعْبِ وَقالُوا لِيحيَ الْملِكُ ] ، مقايِيس بشريَّة[ فَكَلّم صَمُوئِيلُ الشَّعْبَ بِقضاء المملكةِ وَكتبهُ فِي السِّفرِ وَوَضعهُ أمَامَ الرَّبِّ ] ، تكلّم صَمُوئِيل مَعَْ الشَّعب بِدستُور المملكة لِذلِكَ الكنِيسة دائِماً تُحِبُّ دِراسة تاريخها وَتارِيخ قديسيها وَتكتُبهُ لإِنّهُ إِمتداد لِعمل الله فِيها[ ثُمَّ أطلق صَمُوئِيل جَمِيعَ الشَّعْبِ كُلَّ واحِدٍ إِلَى بيتِهِ وَشاوُل أيضاً ذهب إِلَى بيتِهِ إِلَى جِبعةَ وَذهب معهُ الجماعةُ الَّتِي مَسَّ اللهُ قلبها ] ، كُلّ النَّاس تعامل الله مَعَْ قلبهُمْ وَقبلوا شاوُل ماعدا بنُو بلِيعال وَهى عِبارة مجازيَّة وَتُطلق على الأشرار أىّ الَّذِين ليس لهُمْ رؤية لِعمل الله [ وَأَمَّا بنُو بَلِيَّعالَ فَقَالُوا كيف يُخَلّصُنَا هذا0 فَإِحتقرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لهُ هَدِيَّةً0 فَكَانَ كَأَصَمَّ ] ، كُلّ العشائِر قدّموا هدايا لِشاوُل ماعدا هؤلاء أمَّا شاوُل فَكَانَ كَأصمَّ لَمَّا يكُون الإِنسان فِى وسط مجموعة مِنْ النَّاس يكُون صعب عليهِ أنْ يُرضِيهُمْ جمِيعاً ،هكذا كان شاوُل فَكَانَ البعضُ معهُ وَالبعض يحسِدهُ وَيكرههُ ، أمَّا هُوَ فَكَانَ ردّه عليهُمْ أنّهُ كَانَ كَأصمَّ وَكما يقُول الحكِيم [ أيْضاً لاَ تضعْ قلبكَ على كُلِّ الكلامِ الَّذِى يُقالُ لِئلاّ تسمع عبدك يسِِبُّكَ ] ( جا 7 : 21 ) ، النَفْسَ الفارِغة فِى داخِلها تهتم بِكلام النَّاس وَيكُون عِندها أهم شيئ لاَ إِجعل أهم شيئ فِى حياتك هُوَ إِرضاء الله الصمت المُقترِن بِالحِكمة يُمّثِل نُصره ، وَصمت شاوُل هُوَ صمت ضبط النَفْسَ وَليس العجز عِندما تتقابل مَعَْ الله إِنسى الأمُور التافِهة لِكى يُصعِدك وَيُرِيك مجده وَكُلّ الأُمور التافِهة يستخدِمها الله لِخيرك وَلِمجد إِسمه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1685

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل