يسوع الطبيب الحقيقى

Large image

تقرأ الكنيسة لنا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا يتكرر في العشيات وهو شفاء حماة سمعان” وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سُقماء بأمراضٍ مختلفة قدموهم إليه فوضع يديه على كل واحدٍ منهم وشفاهم “ غروب الشمس أي نهاية اليوم وتُشير لنهاية العالم .. يجب أن يتذكر الإنسان النهاية .. كم هو مريض ومُحتاج لشفاء يسوع .. معلمنا مار لوقا يركز على المعجزات .. الشفاء لأنه طبيب فيلفت نظره المرض ويلفت نظره بالأكثر الشفاء .. وبعض العبارات تُظهِر أنه طبيب ماهر فيشخص نوع الحمى لأن الحمى أنواع .. فيقول حمى شديدة أي درجة حرارة مرتفعة جداً ( 40 ْ ) مثل حماة سمعان .. يشخص المرض بدقة .. والحمى الشديدة جعلتها لا تستطيع القيام من مكانها فلازمت الفراش وجاء إليها يسوع لأنها لم تستطيع أن تذهب هي له .. هذا يُشير روحياً إلى كل نفس مريضة وحُمِّتها شديدة .. رغم أن الحمى أعراضها بسيطة لكن مخاطرها شديدة .. لأنه مبدأياً لكي يعمل طبيب في أي تخصص لابد أن تنخفض درجة حرارة المريض لأنها تؤثر على القلب تجعل ضربات القلب سريعة وزائدة فتُجهِد عضلة القلب وتجعل الدورة الدموية غير منتظمة .. هذه هي الخطية .. قد تظهر أعراض بسيطة لها لكن أسبابها عميقة ومخاطرها شديدة ” سألوه من أجلها“ .. هنا يظهر يسوع الطبيب الحقيقي .. معلمنا لوقا كان منبهر بيسوع فقال أنه بعد شفاء حماة سمعان ” جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه “ .. أي ليس له تخصص الحمى فقط بل كل الأمراض لأنه طبيب حقيقي لأنفسنا وأرواحنا وأجسادنا .. نحن مطروحين بخطايانا وعجزِنا .. هو موجود وأنا أيضاً موجود لكني لا أشعر به فأحتاج من يسأل عني أمامه .. من الذي يسأل من أجلي ؟ القديسين أحباء يسوع .. لذلك أنا محتاج أن أتودد لهم ليسألوا من أجلي ربنا يسوع عمل معجزات كثيرة عن طريق تدخل بعض الناس مثل مريم ومرثا أخوات لعازر .. الأربعة الذين قدموا المفلوج ليسوع .. أحياناً لا أستطيع أن أدخل ليسوع بطريقة مباشرة فأحتاج لآخر يسأل من أجلي فأقول يا إله مارجرجس .. يا إله أبو سيفين .. محتاج من يسأل من أجلي .. هذا عمل القديسين في السماء وأكثرهم أُمنا العذراء دائماً واقفة أمام ربنا يسوع تسأل عنا .. تسأل عن مرض الإنسان .. تشفع عنا .. هل هو لا يعرف أن حماة سمعان مريضة ؟ بالطبع كان يعرف .. لكن .. هل محتاج أن يسألوا من أجلها ؟ هناك حالات قد تكون هي الأقرب له فيصنع المعجزة بطريقة مباشرة وهناك حالات يكون هناك وسيط بينها وبينه أقرب له ” وقف فوقها وانتهر الحمى “ .. لأن له سلطان على الحياة والموت والمرض .. ما مدى تأثيره ؟ نحن في الكنيسة لابد أن نسأل من أجل بعضنا البعض ونرفع طِلبة من أجل بعضنا ونرى عمل الله في بعضنا وشفاءهُ لنا .. له سلطان .. ما الفرق بين شفاء ربنا يسوع وشفاء طبيب ؟ الطبيب يشخَّص المرض ويعطي العلاج الذي يعطي النتيجة بالتدريج وبعد إتمام الشفاء نشكر الطبيب .. أما ربنا يسوع فيشفي بكلمة لأن له قدرة الشفاء وهو ينبوع الحياة ولا يحتاج لإعطاء علاج للمريض .. هذا هو الطبيب الحقيقي الطبيب يتعامل مع مرض .. الطبيب شخص والمريض أيضاً شخص .. الطبيب يعطي علاج مُعيَّن وقد يتعاطف مع المريض ويسأل سلامته .. هذا أقصى ما يفعله الطبيب .. لكن ربنا يسوع لا يتحنن على المريض فقط بل له مسئولية أعلى وهي أنه يشفي المرض ويطرح المرض على نفسه .. يأخذ هو المرض ويعطي الشفاء .. هل رأينا طبيب يأخذ الحمى ويعطي الشفاء أو يأخذ روح شرير ويعطي شفاء ؟ ربنا يسوع فعل ذلك حتى أنه قيل في بعض معجزاته أنه كان يئن ” أنَّ يسوع “ .. ” أنَّ “ أي صاح .. هذا الأنين ليس إشفاق بل حَمْل مرض لذلك قال إشعياء النبي ” أوجاعنا تحمَّلها“ ( إش 53 : 4 ) عند قبر لعازر بكى لأنه قَبَلَ الموت في نفسه وأعطاه حياة .. أي ليس مجرد قيامة فقط بل قَبَلَ الضعف في نفسه .. هل رأينا طبيب يفعل ذلك ؟ ربنا يسوع .. كيف يتحمل كل هذا ؟ لأنه مثل الشمس التي تدخل وسط الميكروبات وتتخللها لكن لا تقوى عليها الميكروبات .. هذا هو يسوع يدخل للعدو ويجاهد لكن لا يقوى عليه العدو ويقول له هذا الرجل مظلوم أُخرج منه وحاربني أنا .. لذلك قالت له الشياطين ” ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتُهلِكنا“ ( مر 1 : 24 ) تخيل أن كل خطية فينا هو يحملها ليس معنوياً بل يحملها بالفعل .. كل ضعف وتعدي ونجاسة هو يحملها .. لذلك الفرق بين الطبيب ويسوع أن الطبيب قد يتفاعل مع المريض ثم يعود لبيته يأكل وينام و بينما ربنا يسوع يحمل أوجاعنا ويتراءى بها أمام الآب لأن أمراضنا سبب حزن له أحياناً عندما نرى شخص محبوب لنا مريض نقول ليتنا نكون نحن المرضى وأنت بصحة جيدة .. هكذا ربنا يسوع يقول مرضك أحمله أنا بدلاً عنك .. كم هو مُحتمِل ؟! ونحن نضع عليه ” الرب وَضَعَ عليهِ إثم جميعنا“ ( إش 53 : 6 ) .. ” أما الرب فسُرَّ بأن يسحقهُ بالحزن “ ( إش 53 : 10) .. ” أوجاعنا تحمَّلها تأديب سلامنا عليه “ ( إش 53 : 4 – 5 ) .. أوجاعنا السابقة والآتية يحملها لذلك قال ” أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له “ ( من ثاؤطوكية الجمعة ) .. ولنسأل أنفسنا ما هو فينا جيد لكي يأخذه ؟لا شئ .. هل يوجد شخص يبدِّل الجيد بالردئ ؟ أنا كلي ضعف وبشرية وتراب .. هو يأخذه في نفسه ويحمل ضعفنا ويُعطينا مجد وشفاء وعافية .. لا يوجد مرض يقف أمامه ولا مرض يستنكف منه يسوع ” أنك لم تستنكف من دخول بيت الأبرص لتشفيه “ ( من صلاة قبل التناول ) .. أي مرض تجزع منه الناس هو لا يجزع منه نقرأ معجزات البرص التي صنعها يسوع نجد أن بعضهم لمسهم يسوع رغم أنه لو لمس أحد أبرص ينتقل له المرض منه لكن يسوع يقول أنا آتي وألمسك وأشفيك لن أجزع منك .. في التناول قل له أنا أبرص أتيت إليك وأنت لم تستنكف من أن تدخل بيت الأبرص .. طبيب لا يتعالى على المريض ويقبل أن يحمل المرض في جسده ولا يعجز عن مرض ولا يقول هذا ليس تخصصي .. لو ذهبت لطبيب متخصص في مرض مُعيَّن وتعرضت لأعراض أخرى يحوِّلك لطبيب آخر له تخصص الأعراض الجديدة .. لكن يسوع لا يعجز أمامه مرض .. نحن لنا أمراض كثيرة .. منا من هو مريض بالذات .. ومنا من هو مريض بمحبة العالم .. ومنا من هو مريض بالشهوات الرديئة و...... والذي لا يُميز الخير من الشر والأبرص هو مرض لمس الأعماق كل واحد منا مُصاب بمرض وأنواع أمراض كثيرة كانوا يقدمونهم إليه .. لم يقل لمريض ليس لك شفاء عندي .. لا .. مادمنا قبلنا أن نطرح أمامه أمراضنا ونقول له قف علينا وازجر الحمى في الحال تتركنا الحمى ” وفي الحال قامت وصارت تخدمهم “ .. من مرض ونوم ورُقاد إلى قيام وخدمة .. لمسة يسوع تغيَّر القلب والفكر والسلوك .. نقول لحماة سمعان ليتكِ تستريحي قليلاً بعد مرضِك .. تقول لا .. لمسِته تعطي عافية .. أشتاق لخدمتكم أكثر .. كل من حضر شرف ضيافة يسوع خدمتهم حماة سمعان وصارت هي في حد ذاتها آية .. يا لقدرتك يا إلهي .. مادمت ذو قدرة كيف أظل أنا بمرضي وأنا أرى الآية .. لابد أن نشعر بعمل يسوع فينا ونقوم نخدم خدمة حب .. حماة سمعان صارت تحمل قوة يسوع جيد إنه استخدم الذين شفاهم ليشهدوا له .. ليس للإعجاب بل ليؤمن به الكل .. الإعجاب يقف عند حد مُعيَّن لكن الإيمان أعمق .. ربنا يسوع كان يهتم بالإيمان .. هل رأيت الآيات ؟ آمنوا .. هل رأيت حماة سمعان ؟ هل رأيت إقامة لعازر ؟ ... آمن .. هل رأيت المولود أعمى ؟ آمن .. ليكن لك الإيمان أن تقول له ربي وإلهي .. أقوم الآن وأخدمك الذي يسمع عن عمل الله ويختبره تظهر عليه علامات الشفاء وأنه تحرك وصار يحيا في فرح وقلبه يطفر فرحاً ويفرح بإخوته ولديه استعداد للخضوع لهم وخدمتهم ويتخلص من العُزلة والأنانية وسقطة المرض التي أقعدته وقفتك أمام يسوع تجعلك تشعر بوجوده وشفاءك .. أنت محتاج أن تُقيم صداقة مع هذا الطبيب .. قد يحتار أطباء كثيرون في مرضي لكني واثق أنك بكلمة منك قادر أن تمنحني الشفاء ربنا يعطينا شفاء من أمراضنا .. أمراض نفوسنا وأرواحنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2341

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل