الأشتياق لله

Large image

” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله .. صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يومٍ أين إلهك .. هذه أذكرها فأسكب نفسي عليَّ لأني كنت أمُرُّ مع الجماع أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنمٍ وحمدٍ جمهورٍ مُعيِّدٍ .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله لأني بعد أحمدهُ لأجل خلاص وجههِ يا إلهي نفسي مُنحنية فيَّ لذلك أذكرك من أرض الأردن وجبال حرمون من جبل مِصعر .. غمر يُنادي غمراً عند صوت ميازيبك .. كل تياراتك ولُججك طمت عليَّ .. بالنهار يُوصي الرب رحمته وبالليل تسبيحة عندي صلاة لإله حياتي .. أقول لله صخرتي لماذا نسيتني .. لماذا أذهب حزيناً من مُضايقة العدو .. بسحقٍ في عظامي عيَّرني مُضايقيَّ بقولهم لي كل يومٍ أين إلهك .. لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ ( مز 42 ) ” كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه “ .. الإيل هي الغزلان .. معروف عن الغزلان أنها تجري بسرعة كبيرة جداً .. وتُسرِع في أمرين هما أولاً عندما تهرب من مطاردة وعندها قُدرة فائقة أن تجري بسرعة على الجبال المُرتفعة .. وثانياً تجري بسرعة عالية جداً نحو مجرى المياه لتشرب .. ويُقال أن الغزلان حيوان حار أي دورته الدموية نشيطة أي جسده ساخن هذا أمر يُزيد عطشه أكثر .. ولديها وجبة مُحببة جداً هي الحيات لكن للأسف بعد هذه الوجبة تشعر بعطش غير مُحتمل وهي أصلاً حيوان يميل للعطش لذلك تجري بسرعة رهيبة للماء للشرب .. داود النبي في البرية يرى هذا المشهد غزلان تجري بشدة وسرعة للماء .. المشهد جَذَبه فقال يارب نفسي مُشتاقة إليك كاشتياق الأيائل للمياه من يجري للصلاة ومن يشتاق يعطي وقته لك في جلسة يومية .. من لديه رغبة لله مثل الأيائل للماء ؟ دائماً الحية تُشير في الكتاب المقدس إلى الشيطان .. عندما تغلب النفس حيل عدو الخير يزداد اشتياقها لله .. الإشتياق يزداد عندما تأكل الحيات .. إذاً الإشتياق يتوقف على الجهاد الروحي في أحد الأيام جلست فتاة مع أبونا بيشوي كامل جلسة اعتراف وكانت هذه الفتاة مرتبطة بشاب لم توافق عليه الأسرة لكنها كانت مُصرَّة على ذلك الشاب لأنها ارتبطت به عاطفياً فكانت تبكي في اعترافها وتقول لأبونا بيشوي أنها تحب الشاب جداً ولن تستطيع أن تتركه أو تبتعد عنه .. ولأن أبونا بيشوي رجل روحاني عندما رأى حال الفتاة هكذا وبخ نفسه قائلاً كيف ارتبطت هذه الفتاة بالشاب وأحبته لهذه الدرجة بينما أنا لا أعرف كيف أحب الله مثلما أحبت هي الشاب ؟! لو أحببت يسوع مثلها لن أتركه أبداً !هل أنا مشتاق لله وأحبه وأُسرِع إليه ؟ هل لحظات الصلاة ثقيلة أم لذيذة ؟ صوت الله في الإنجيل مُفرِح ومُشبِع أم غير مفهوم ؟ عدم الفهم يأتي من عدم التفاهم ومن الفجوة .. والفهم يأتي من العِشرة .. أستطيع أن أفهم الإنجيل من عِشرتي مع الله .. أنا مشتاق لك يا الله .. وكلما جاهدت كلما غلبت الحيات ” تطأ الأفعى وملك الحيات وتسحق الأسد والتنين “ ( مز 90 ) .. عندما غلبت حب العالم داخلي وروح الحقد والإستهتار و أستطيع أن أغلب الحية وأشتاق لله الغزلان تُراقب الحية حتى تخرج من جُحرها وتأكلها .. هكذا أراقب نفسي ومداخلها ومخارجها لأغلب عدو الخير ويزداد اشتياقي لله .. وإن لم تخرج الحية من جحرها تملأ الغزلان فمها بالماء وتدفعه بقوة نحو جُحر الحية فتخرج الحية وتلتهمها الغزلان .. وإن لم تخرج الحية من هذا الموقف تستطيع الغزلان أن تُصدِر صوت قوي بنفخة قوية جداً فتضطر الحية للخروج .. هكذا لابد أن يكون لدينا أفكار لطرد الحيات .. عدو الخير يحاربني من خلفي ومن أمامي أو من حفره أو ..... وهو يرى الوقت المناسب للحرب .. علينا أن نرصُده وكلما قاومناه كلما ازداد اشتياقنا لله وكلما اتحدنا بالخطية كلما قل اشتياقنا لله تقول أنا لا أتلذذ بالقداس ولا أستمتع بالصلاة ولا أفهم الإنجيل و...... أسألك هل جاهدت ؟ كلما ازداد جهادك ازداد اشتياقك لله .. الغزلان كلما غلبت الحيات وأكلتها كلما ازداد عطشها كلما ازداد اندفاعها نحو ينابيع المياه .. ينابيع الحق .. وكلما ازداد الجهاد أكثر كلما ازداد الإشتياق كلما غلب الإنسان وانتصر ويصل إلى درجة ” أما أنا فصلاة “ ( مز 109 : 4 ) يحكي المتنيح الأنبا بيمن عن المتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يأتي إلى الإسكندرية كل عام وكان أولاده يأتون إليهِ للإعتراف .. وفي أحد المرات كان الأنبا بيمن يبيت مع أبونا ميخائيل وقَلَقْ أثناء الليل فوجد أبونا ميخائيل يصلي ودعاه ليصلي معه .. وبعد الصلاة ذهبا للقداس وفيما هما ذاهبان وقف أبونا ميخائيل عند باب البيت وقال للأنبا بيمن لنصلي دقائق .. وعند باب العمارة قال له لنصلي دقائق .. وفي الطريق قال له لنصلي دقائق استعداد للقداس .. وعند باب الكنيسة طلب أيضاً أن يُصليا .. وعند الأيقونات وعند باب الهيكل و صلاة .. صلاة في كل لحظة وكل مكان وكل الظروف اشتياق الإنسان لا يكتسب هذه الخبرة في لحظة بل بالإختبار تتولد في القلب حرارة روحية تُنمي الإشتياق .. ” أن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يُصلي “ كان أبونا ميخائيل إبراهيم يدعو بالبركة ويصلي لكل من يُقابله سواء يعرفه أو لا يعرفه .. بائع .. أُم تحمل طفلها .. طالب .. عامل .. مشغول بالناس .. إنسان يُبارك كل أحد .. أما نحن فإن رأينا شاب نقول أنه منحرف والبائع غاش و...... نلعن كل من نراه .. لا .. القلب المُحب لله يُبارك .. هذا لا يأتي في لحظة .. والصلاة لا تبدأ مع بداية الصلاة بل تبدأ قبل الصلاة .. جيد أن نحيا حضور الله الدائم” عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي .. متى أجئ وأتراءى قدام الله “ .. داود النبي كتب هذا المزمور وكان المسبيين يُرددونه يسألون الله متى نُفَك من نير الأسر .. متى رباطاتي العاطفية والناس وخطاياي تنحل عني ؟ كلما انحلت رباطات العالم عني كلما ازدادت رباطاتي بالله .. كلما أفرغت مكان لمحبة الله في قلبي كلما مَلَك عليَّ أكثر كما قال أحد الآباء ” اخلِ المكان ليسوع “ .. أحياناً يود الله أن يجلس معنا ويفرح بنا لكن للأسف لا نسمح له ولا نُخلِ مكان له في قلبنا لأننا مشغولون بأمور عالمية وصانعين عالم لأنفسنا فلا يجد لنفسه مكان عندنا .. وفي نهاية اليوم قد نتذكره بعد أن نكون قد تعبنا فلا نستطيع حينئذٍ أن نجلس معه لابد أن يكون الله بالنسبة لنا شهوة كما يُقال ” نحن عُشَّاق ليسوع “ .. نحب أن نجلس معه ونتعامل معه .. المتنيح أبونا بيشوي كامل كان يتفق مع المعترفين على قراءة الإنجيل بالوقت وليس بعدد الإصحاحات أي يقرأ ساعة ساعتين .. ليشبع من يسوع ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله .. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي “ .. عطشت .. أي إنسان مُتلهف شغوف أن يجلس مع الله .. الإنسان الروحاني يسعى بنشاط للصلوات بينما الإنسان الجسداني تدفعه للصلاة وكأنك تدفعه للجَلد .. اقصِر نفسك ودربها على التغصب وقل لنفسك مادُمتِ تعيشين بالجسد ستندمين قومي الآن .. ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. لماذا أنتِ كئيبة .. لماذا أنتِ حزينة يا نفسي ؟ ترجي الله .. لماذا الناس مهمومة ؟ لأنهم بعيدون عن الله .. يقولون لك ” قل لنا عن سبب يُبهِج الحياة “ .. الإرتباط ؟ الدراسة ؟ العمل ؟ كل هذه الأمور فرحها مؤقت ولا تُشبِع .. لا يوجد شئ مُشبع حتى لو مركز عظيم فإنهُ يُدخِلَك في صراعات جديدة .. الغِنَى والثروة تُزيد عطشك للمال ويُزيد التطلعات .. دائرة لا تنتهي .. الشبع في الله فقط كما يقول القديس أوغسطينوس ” من اقتفى آثارك لن يضل قط ومن امتلكك شبعت كل رغباته “ .. كفايتنا من الله .. الذي يحيا مع الله يعيش سعيد مُكتفي شابع .. عندما تشبع بالله يزيدك الله وترحم اخوتك الغزلان تسير في مواكب ويسيرون مسنودين على بعضهم البعض .. وعندما تتعب الغزالة المتقدمة الموكب تعود إلى خلف الموكب وتستند على أخرى لتستريح .. هكذا مواكب هجرة الطيور أكثر طير يتعب في الهجرة هو المتقدم الموكب لأنه يعمل تفريغ للهواء أمامهم ليُسهِّل لهم هجرتهم لذلك لابد أن يكون أقواهم كما يقول الكتاب ” اِحملوا بعضكم أثقال بعضٍ “ ( غل 6 : 2 ) .. ليت الله يستخدمني ليضع آخر رأسه عليَّ ويستريح جلست فتاة تحكي لصديقتها مشكلة أحزنتها وكانت الأخرى تهوِّن عليها أمر المشكلة وفي النهاية طلبت الفتاة من صديقتها أن تسند رأسها على كتف صديقتها لتستريح .. الذي يحمل الآخر يُريحه لأنه يشعر به يقول داود النبي ” صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً “ .. لا يكفي الإشتياق بالقول .. لا يكفي أن نجوع ونعطش بل لابد أن نأكل ونرتوي .. أي أحب الله من رغباتي الخاصة وألتصق بالسماء فتصغُر الأرض في عينيَّ .. لكن مادمت مذلول لرغباتي لن أستطيع أن أحب الله ولن تصغُر الأرض ورغباتي لا .. لتصغُر الأرض ورغباتي حتى أصل إلى درجة ” من لي في السماء ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض “ ( مز 73 : 25 ) .. أفضل شئ يُلهِب قلوبنا أمام الله أن نقف أمامه بمشاعر مُتجمعة ونُعبِّر عن ذُلنا بدموع أمامه .. ” اجعل أنت دموعي في زقك “ ( مز 56 : 8 ) قل له أنا يارب أحبك وأريدك وقد أكون ضعيف لكن ليس معنى ذلك إني أرفضك .. لا .. أريد الإقتراب إليك وأشتاق إليك .. يقول مارإسحق ” محبة الله غرَّبتني عن كل البشر والبشريات “ .. محبة الله تعطي الكفاية .. يقول أحد الآباء القديسين لله ” قد جرحت نفسي أيها الحبيب .. أنا لا أقوى على ضبط لهيبك .. سأجري مُسبِّحاً إياك “ .. جروحك جرحتني لأني بها أدركت محبتك وأدركت طول أناتك لذلك أحب الجلوس معك وأريد أن يكون بيني وبينك خفاء وعِشرة وعمق .. وأشكو لك ضعفي وأقول لك أن آمالي وضعفاتي وطموحاتي وثقتي هي فيك عواطف الإنسان واشتياقاته إلى أين تأخذه ؟ صعب نعيش مع الله بدون اشتياق وصعب نتحدث عن كيف نحيا مع الله بدون أن نكون مشتاقين له .. اشتياق أي مشاعر ولنرى أشواق القديسين .. مكسيموس ودوماديوس يتركان المُلك ليبحثا عن الله في البراري وسارا مسافات طويلة حتى تعبا من السير بحثاً عن القديس أبو مقار وفقدا قوَّتهما على المسير فأكملا الطريق إلى أبو مقار زحفاً حتى وصلا إليه وقد أعياهما التعب جداً .. وعندما رآهما أبو مقار شعر أنهما مُرفهان وخاف أن لا يحتملا طريق الرهبنة فقال لهما أنتما أولاد ملوك لن تحتملا طريق الرهبنة .. فقالا له جربنا .. ولما رأى ثبات عزمهما فرح بهما .. وكان لسان نار يخرج من فم مكسيموس عندما يصلي متجهاً إلى السماء وكان الذباب يحوطه لكن لا يستطيع أن يغلبه .. اشتياق من عمق القلب الإشتياق يفرَّح الإنسان ويجعله مفطوم عن العالم .. قد تقول نحن نحيا وسط العالم ولنا بيوت وأُسَرْ وأولاد و نعم .. لكن جيد أن يشترك الله معك في همومك وكلما عجزت عن حل أمر كلما كان الوقت الأفضل لله لأن الأمر يخصه .. خطايانا هو قادر عليها .. وضعفاتنا .. ومشاكلنا هذه كلها أمور هو قادر عليها .. ضعفاتك هي وقود حبك لله ولا تُضعِفَك .. نعم عدو الخير يستخدمها ليبعدك عن الله .. لكن لا .. إجعلها سبب انسحاق أمام الله لتشعر بقوة الله فيك .. لولا شعورك بضعفك ما كنت تحتاج للقوة .. إختبر أن تقف أمام الله صامت مُفكراً في حسابات الله معك وعمله معك .. فكَّر في عشرة أمور جيدة فعلها الله معك .. هل شكرته على كونك مسيحي وإنه أعطاك أسرة تحب الله وتشجعك على الكنيسة ؟ هذه كلها أمور من الله عطايا منه تستحق الحب .. لو بحثت في حياتك تجد عطايا كثيرة أعطاها الله لك .. عقل .. صحة .. أسرة .. كنيسة .. عمل .. بيت .. أمور كثيرة الشيطان يطمسها لأنه ليس في صالحه أن تقترب لله فيغلبك بهمومك .. لا .. جيد أن يعيش الإنسان محبة الله مهما كانت ظروفه صعبة وأن يجعل ظروفه سبب لاقترابه لله أكثر ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ارتجي الله “ .. كثيرون يرفضون حياتهم وأُسَرِهِمْ وظروفهم و........ العيب ليس في الأسرة والحياة و......... بل فينا نحن .. الذي يحب الله يعرف كيف يتجاوز حزنه .. ترجى الله .. الحل ليس في تغيير الحياة أو الأسرة أو الظروف .. لا .. الحل في المسيح هل هو موجود في حياتك أم لا ؟ لو موجود في حياتك ستكون أفضل .. ضع همومك في يده واسعى إليه باشتياق وقف أمامه بشوق عالي كما تشتاق الإيل إلى جداول المياه قال له أحد الآباء القديسين أنا متعجب منك يا الله كيف ظلَّ الأنبا أنطونيوس معك وحدك عشرون سنة ولم يَمِلْ أو يتضايق .. وكيف ظل الأنبا بولا سبعون سنة لم يرى فيها وجه إنسان ولم يكتئب ؟ لأن فيك يا الله الكفاية وتعزيات الناس تقل في حياة الإنسان الذي يشبع بالله .. عندما يملأ الله حياة إنسان لن يشعر بفقدان شئ قال أحد الآباء القديسين عندما تلتقي النفس بالله لن تشعر بحزن أو حرمان .. وقال أيضاً لله أنا أشتاق للقاءك كلقاء يعقوب بابنه يوسف ووقع على عنقه زمان .. تخيل لهفة اللقاء بين أبينا يعقوب وحبيبه يوسف الذي كان في نظره ميت أو أكلهُ وحش .. وقال لله ” ليقبلك ضميري كما قبل يعقوب حبيبه يوسف .. جميع ما بداخلي ليكن مشغول بمحبتك وكل أعضائي فلتُبارك اسمك القدوس .. ليس من أخذك في حضنه إلاَّ وقد عبرت رائحتك في ثيابه واستمرت بها حتى بُلِيَت .. ليس من قبلك بمحبة واحتمل البُعد عنك .. ليس من سمع لكلامك ولم يتقد في قلبه شِبه جمر نار ولم يشتاق لأنسى كلامك .. ليست من دفنت حبيبها ونظرت وجهك وذكرت في قلبها أن لها ميت .. لقاءك يُزيل كل الأحزان ونورك يحل كل الصعوبات وصوت كلامك يقلع الأوجاع من القلب .. ليس من نظر وجهك ولم يكن قلبه كل ساعة عطشاناً لنظرك .. كل ناظريك كانوا مُبتهجين بنظرك .. الصبيان يحترقون بالمحبة .. الشبان بنظرك يمتلكون سروراً .. الشيوخ بنظرك يتحركون بالتمجيد .. العذارى بنظرك كن يمتلئن عفة .. كل الطغمات مع الرياسات بنظرك كانوا يتزودون بكل التعزيات .. من رآك واحتمل قلبه ألاَّ يراك “ يقول له ليتني أقع على عنقك زمان لأني مشتاق إليك كاشتياق أبينا يعقوب لحبيبه يوسف .. وكل من اقترب منك وتلامس معك استمرت معه رائحتك لأنها أقوى من الثياب .. وعندما يقرأ آية من كلامك تتحول داخله نار تُلهِب قلبه بحبك .. ومن هي التي دفنت حبيب لها واقتربت منك وتذكرت أن لها ميت ؟ هذا ليس عدم أمانة منها لمن دفنته لكن لقاءك المُعزِّي يُزيل كل الأحزان ويُنسي كل الأمور المُحزنة لأنه لقاء مُفرح .. الذي ينشغل بالله يشبع فلا تحركه أي أمور حتى عواطفه لأنك تُشبِع وتملُك وتجعل الإنسان يفطم نفسه عن محبة من حوله باختياره وإرادته الإشتياق لله موضوع عمرنا كله نقف أمامه ونتأمل غفرانه واحتماله وصليبه وفداءه و عندما تزداد هذه الأمور داخلنا يزداد اشتياقنا .. لذلك ختم داود مزموره ” لماذا أنتِ مُنحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ .. ترجي الله لأني بعد أحمدهُ خلاص وجهي وإلهي “ .. لأني تعلمت أن أترجى وجهك فلن أحزن .. ” واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس وجهك يارب أطلب “ ( مز 27 : 4 ، 8 ) .. داود النبي لم يكن راهب مُتفرغ لله بل كان رجل متزوج وملك لكن قلبه مشغول بالله .. كثيراً ما يكون إنسان ظروفه صعبة ويعيش مع الله وآخر حياته مُستريحة ولا يعيش مع الله .. الظروف لا تصنع علاقة مع الله بل القلب .. فكَّر كثيراً في محبة الله وستره وفداءه وغفرانه وسَنَده وربنا يُزيد اشتياقنا إليه ويُعطينا نعمة نغلب بها عدو الخير ويُلهب قلوبنا بشوقه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3259

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل