دراسة فى سفرصموئيل الاول ج5

Large image

الإِصحاحُ الْحَادِي عَشَرَ :-
بدأت إِنتصارات شاوُل الملِك وَكان شاوُل لَمْ يُمارِس العمل الملُوكِى أىّ مازال يحيا فِى الحقل وَلَمْ ينتقِل النقلة الكبِيرة الَّتِى سمح بِها لهُ الله أنْ يكُون ملِكَ فَجاء نَاحَاشُ العمُّونِى وَهُوَ ضِد شعب الله وَنزل إِلَى يابِيِش جلعاد وَحاصرها وَذلّ شعبها وَقال لِيستعبِدهُمْ طول الأيَّام ، وَقالُوا لهُ ندخُل معك فِى عهد وَنُستبعد لَكَ ، فَطلب مِنهُمْ طلب عجِيب لِكى يدخُل معهُمْ فِى عهد طلب أنّ كُلّ إِنسان مِنهُمْ تُقوّر لهُ عينه اليُمنى علامِة العبُوديَّة لهُ طول الأيَّام فَخَافَ أهل يابِيِش جلعاد وَطلبُوا فُرصة لِلتفكِير وَأخذ المشُورة فِى سِبط يشُوع نجِد أنّ سبطىّ رآوبِين وَجاد وَنِصف سِبط مِنسّى أرادوا أنْ يحيوا شرق الأردُن وَلَمْ يأخُذوا مِيراث فِى كنعان الحقِيقيَّة هذِهِ هى منطِقة يابِيِش جلعاد وَهذا إِشارة لِلنِفُوس الَّتِى لاَ تُرِيد أنْ تُكمِل المسِيرة أىّ لاَ ترغب فِى الجِهاد الرُّوحِى ، أوْ تصِل لِدرجة مُعيّنة وَتقِف ، هذِهِ هى يابِيِش جلعاد الَّتِى تكُون مُعرّضة لِناحاش العمُّونِى " نَحَاش " أىّ " جِنْسَ " إِشارة لِعدو الخير الَّذِى يُحِبُّ تملُّك النِفُوس الَّتِى ترفُض الجِهاد ، وَيذِل النِفُوس الَّتِى لاَ تُحِبُّ الإِستمرار فِى الجِهاد وَكثِيراً ما نكُون مِنْ هذِهِ النوعيَّة وَنسِير لِفِترة وَنقِف ، فِى حِين أنّ خيرات كثِيرة تنتظرنا لكِنّنا لاَ نُثابِر ، وَفِى هذِهِ الحالة يذِلّنا ناحاش العمُّونِى وَيُقّوِر لنا العين اليُمنى الَّتِى تعنِى فقد البصِيرة الرُّوحيَّة فَهَلَ يوجد أخطر مِنْ حالِة إِنسان لهُ أعيُن وَ لاَ يُبصِر ؟ الأعمى رُوحياً هُوَ الَّذِى لاَ يرى خطاياه وَيقُول عنهُ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول [أعمى قَصِيرُ البصرِ قَدْ نسِيَ تطهِير خطاياهُ السالِفة ] ( 2 بط 1 : 9 ) ، هذا هُوَ الأعمى ، نَاحَاشُ العمُّونِى يُرِيد أنْ يعمل فِينا علامة وَهى أنْ يعمِينا وَيفقِدنا البصِيرة النِفُوس الَّتى لاَ ترى مجد الأبديَّة وَ لاَ تُحِبُّ أنْ ترى مجد الله هى نِفُوس قوّر لها ناحاش عينها ،فِى الفن القبطِى تُرسم صُورة العشاء الأخِير وَبِها يهُوذا بِعينٍ واحِدةٍ وَفِى جانِب وحدهُ ،عكس باقِى الرُسُل لأِنّ نَاحَاش العمُّونِى قوّر لهُ عينه اليُمنى ، هذا هُوَ المجد الَّذِى يسلِبهُ مِنّا عدو الخير قالُوا لهُ [ إِقطع لنا عهداً فَنُستعبدَ لَكَ ] ، إِشارة لِلضعف00النَفْسَ الَّتِى لاَ تُحِبُّ الجِهاد وَإِكتفت وَأرادت أنْ تسكُن شرق الأردُن مُعرّضة لِحربٍ شرِسة ، لِذلِكَ ينصحنا الآباء ألاّ نقِف بَلْ نُسابِق وَنُجاهِد [ لَمْ تُقاوِموا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) ، إِستمرار [ النَفْسَ متى أهملت حياة الفضِيلة جذبتها الأمور المُضادّة رغمٍ عنها ] ،النَفْسَ الَّتِى تُهمِل الفضِيلة نَاحَاش يقوى عليها وَيُسيِطِر ، تقوِير العين اليُمنى مذلَّة لِذلِكَ الَّذِى يحيا مَعَْ الله يُوصف بِالإِستنارة [ مُستنِيرةً عيُونُ أذهانِكُمْ ] ( أف 1 : 18 ) ،وَيُقال [ الحكِيمُ عيناهُ فِى رأسِهِ ] ( جا 2 : 14 ) ، أمَّا النَفْسَ المسبيَّة بِالخطايا لاَ ترى وَالشيطان ينصِب لها فِخاخ وَهى تذهب لهُ بِنَفْسِها ، لِذلِكَ يُقال[ باطِل أنْ يُنصب فخ أمام عينىّ كُلّ ذِى جِناح ] ، الَّذِى لهُ جِناح يطِير مِنْ الفِخاخ ،نحنُ لنا أجنِحة الرُّوح وَعيُون مُستنِيرة ، لِذلِكَ كُلّ فخ يُنصب لنا باطِل عِندما قال شعب يابِيِش لِناحاش أعطِنا فُرصة سبعة أيَّامٍ نستشِير مُشِيرِين تركهُمْ سبعة أيَّامٍ ، إِذا كان يخافهُمْ ناحاش مَا كان يترُكهُمْ سبعة أيَّامٍ لكِنّهُ كان يستهِين وَيستخِف بِهُمْ لِذلِكَ تركهُمْ [ أُترُكنا سبعة أيَّامٍ فَنُرسِلَ رُسُلاً إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فَإِنْ لَمْ يُوجد مَنْ يُخَلِّصُنَا نخرُج إِليكَ ] ، إِذا لَمْ نجِد مَنْ يُخَلِّصُنَا نأتِى إِليك وَنقُول لَكَ نُستعبدُ لَكَ وَتُقّور عِيوننا ذُل فَجَاء الرُسُل إِلَى شاُول [ وَتَكَلَّمُوا بِهذا الكلامِ فِي آذانِ الشَّعْبِ فَرَفَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أصواتهُمْ وَبَكَوْا وَإِذا بِشاوُلَ آتٍ وَرَاءَ البقرِ مِنَ الحقْلِ ] ، أوِل مُهِمة حقِيقيَّة تُقابِل شاوُل وَهُوَ مَلِكَ وَكان لاَ يزال يحيا حياته القدِيمة فِى الحقل وَلَمَّا قالُوا لهُ هذا الكلام حمى غضبه جِدّاً وَأتى بِفدَّان بقرٍ وَقطَّعهُ وَأرسل قِطعهُ لِتُخُوم إِسرائِيل وَقَالَ [ مَنْ لاَ يخرُجُ وراء شاوُلَ وَوَرَاء صَمُوئِيل فَهكذا يُفعلُ بِبقرِهِ ] ، أىّ يقطع بقرهُ [ فَوَقَعَ رُعبُ الرَّبِّ عَلَى الشَّعْبِ فَخَرجُوا كرَجُلٍ وَاحِدٍ ] ، عاشُوا الوِحدة وَالرُعب فَتوّحدوا وَذهبوا لِشاوُل وَإِبتدأ يعدِّهُمْ وَوجدهُمْ 300000 رجُل مِنْ إِسرائِيل وَ30000 رجُل مِنْ يهُوذا وَقَالَ لهُمْ إِذهبُوا إِلَى أهل يابِيِش جلعاد وَقُولُوا لهُمْ[ غداً عِندمَا تحمى الشَّمْسُ يَكُونُ لَكُمْ خَلاَصٌ ] ، وعد بِالإِيمان أنّهُ غداً قبل أنْ تحمى الشَّمس يكُون خلاص وَيجِب أنْ يكُون هذا الإِيمان هُوَ إِيمان النِفُوس المؤمِنة بِعمل الله أجمل شيئ أنْ نُصّدِق المواعِيد قبل تحقِيقها وَليس بعد شاوُل كان لهُ إِيمان شدِيد وَقوِى أنّهُ غداً عِندما تحمى الشَّمس يكُون خلاص هل لنا مواقِف مَعَْ الله يظهر فِيها إِيماننا بِمِثل هذِهِ الدرجة أنّ الله سيعمل سيعمل [ أتى الرُّسُلُ وَأخبرُوا أهل يابِيِش فَفَرِحُوا ] ، بعض الترجمات تقُول " آمنوا " وَهى كلِمة أفضل سمعُوا الرِسالة إِبتدأ نَاحَاش العمُّونِى يُرسِل رُسُل لأهل يابِيِش يقُول لهُمْ غداً سنأتِى إِليكُمْ وَلَمْ يظهر أهل يابِيِش أنّ داخِلهُمْ السَّلام الَّذِى شعروا بِهِ وَالغلبة الَّتِى قالُوا لهُمْ عنها إِسرائِيل فَقَالُوا لِناحاش تعالوا غداً وَالله يفعل ما فِيهِ الخير[ وَكَانَ فِي الغدِ أنَّ شاوُل جعل الشَّعب ثلاثَ فِرَقٍ وَدخلُوا فِي وسطِ المحلَّةِ عِندَ سَحَرِ الصُّبحِ وَضربُوا العمُّونِيّينَ حَتَّى حَمِيَ النَّهارُ ] شاوُل معهُ 330000 رجُل قسّمهُمْ إِلَى ثلاث فِرق هجموا مِنْ ثلاث جِهاتٍ على جيش ناحاش وَغلبُوهُمْ حَتَّى قِيل[ وَالَّذِينَ بقُوا تَشَتَّتُوا حَتَّى لَمْ يبقَ مِنهُمْ إِثنانِ مَعاً ] ، لَمْ يبق مِنهُمْ إِثنانِ معاً ، خافُوا وَتشتَّتُوا كُلّ واحِدٍ مِنهُمْ فِى طريقِهِ مُبارك أنت ياربّ عِندما تُحِبُّ أنْ تُمّجِد أولادك وَتنصُرهُمْ تكُون مُرعِب لإِعدائِهِمْ وَأعدائك فَتفنِيهُمْ وَتُشتَّتهُمْ ، رُعب لِدرجِة أنّهُ لَمْ يوجد إِثنان معاً جبرُوت خلاص يمِين الرَّبِّ وَلِنُقِيم مُقارنة بين نَاحَاش العمُّونِىُّ بِجيشِهِ الَّذِى لَمْ يبقى مِنهُ إِثنانِ معاً وَجيش شعب الله ألـ 330000 الَّذِين خرجُوا كرجُلٍ واحِد مَا أروع الكنِيسة فِى وحدِتها وَوِحدة قلُوب المؤمِنين الَّتى دائِماً الكنِيسة تُركِّز عليها يكُونُ لنا وحدانيَّة القلب ، لنا طِلبة واحِدة وَإِشتياق واحِد وَراعِى واحِد وَإِنجِيل واحِد وَهدف واحِد وَسؤال وَاحِد وَ [ خِرافِي تسمعُ صوتِي وَأنَا أعرِفُهَا فَتتبعُنِي ]( يو 10 : 27 ) [ وَقَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ مَنْ هُمْ الَّذِينَ يقُولُون هَلْ شاوُلُ يملِكُ علينا0 إِيتُوا بِالرِّجالِ فَنقتُلهُمْ ] ، بدأ الشَّعْب يتوّحد وَقالُوا مَنَ هُمْ الَّذِين رفضُوا شاوُل وَرفضُوا تقدِيم هدايا لهُ ؟ هؤلاء هُمْ بنِى بلِيعال هاتُوا كُلّ هؤلاء الرِجال فَنقتُلهُمْ أخذُوا رأى شاوُل [ فَقَالَ شاوُلُ لاَ يُقتلْ أحد فِي هذا اليومِ لإِنّهُ فِي هذا اليومِ صنعَ الرَّبُّ خلاصاً فِي إِسْرَائِيلَ ] ، شاوُل لَمْ يترُك الإِنتقام لِنَفْسَه ، لَمْ يسمح لِغروره أنْ ينتقِم وَهذا هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى لابُد أنْ يكُون عِنده لُطف على رعيتهُ وَيُطِيل أناته عليهُمْ وَمحتمِلهُمْ حَتَّى لَوْ كان فِيهُمْ مَنَ أهانوه أوْ سخرُوا مِنهُ أوْ قالُوا أنّهُ لاَ يصلُح اليوم يقُولُون لهُ هات هؤلاء الَّذِين سخرُوا مِنك وَأقتُلهُمْ وَهُوَ اليوم فِى مركز قوَّة ،بينما عِندما كان فِى موقِف ضعف كان كأصمَّ لإِنّ النَّاس لَمْ تكُنْ تعرِفهُ بعد لكِنَّكَ اليوم يا شاوُل فِى موقِف قوَّة فَإِنتقِم لِنَفْسَكَ ، فِيُجِيب شاوُل لاَ لاَ يلِيق لإِنّهُ اليوم يوم خلاص صنعهُ الله لإِسرائِيل جيِّد وَرائِع هُوَ قلب الرَّاعِى الَّذِى يترّفق على الرَّعيَّة مِثْلَ الأب الَّذِى لاَ يُحاسِب أطفاله على حماقتهِمْ قلب الرَّاعِى المُتسِع الَّذِى يقُول عنهُ القدِيس يُوحنا ذهبىّ الفم[ قِيل عَنْ الرُعاه أنّ الإِهانة مكسب لهُمْ وَالكرامة ثِقل عليهُمْ ] [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ هَلُمُّوا نذهب إِلَى الجِلجالِ وَنُجَدِّدْ هُناكَ الْمملكةَ ] ،" الجِلجال " هُوَ مكان مواعِيد الله مكان دحرجِة العارقال صَمُوئِيل تعالُوا إِلَى الجِلجال نُجَدِّد المملكة [ فَذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ إِلَى الجِلجالِ وَمَلَّكُوا هُنَاك شاوُلَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] ،تجمّع الشَّعب بِقلبٍ واحِد جددّوا هُناك عهد مملكتهِ داخِلهُمْ [ وَذَبحُوا هُناك ذبائِح سلامةٍ أمامَ الرَّبِّ وَفرِحَ هُناك شاوُلُ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ جِدّاً ] 0
الإِصحاحُ الثَّانِي عَشَرَ :-
" حدِيث صَمُوئِيلُ الوداعِى "
يحكِى الإِصحاح حَتَّى نِهايِة مرحلة صَمُوئِيل النبِى الشَّعْب فرِح وَمُتحِد وَصَمُوئِيل أقام لهُمْ شاوُل مَلِكَ ، فَقَالَ لهُمْ صَمُوئِيل أمام الشَّعْب وَشاوُل [ هأنذا قَدْ سَمِعْتُ لِصوتِكُمْ فِي كُلِّ مَا قُلتُمْ لِي وَمَلَّكتُ عليكُمْ مَلِكاً وَالآنَ هُوذَا الملِكَ يمشِي أمامكُمْ وَأمَّا أنَا فَقَدْ شِختُ وَشِبتُ وَهُوذَا أبنائِي معكُمْ وَأنَا قَدْ سِرتُ أمامَكُمْ مُنذُ صِبايَ إِلَى هذا اليوم هأنذا فَإِشهدُوا عَلَىَّ قُدَّامَ الرَّبِّ وَقُدَّامَ مَسِيحِهِ ] ، " مَسِيحِهِ " أىّ " شاوُل " صَمُوئِيل جمع الشَّعْب لِيُكلِّمهُمْ أمام شاوُل وَيقُول لهُمْ أنَا اليوم أُخلِى مسئوليتِى مِنْ قِيادِة الشَّعْب وَأُسلّمها أمام الله لِشاوُل ، وَبدأ يُكلّمِهُمْ وَيُطلِعهُمْ كَمْ هُوَ كان عفِيف فِى ما فعلهُ معهُمْ[ ثورْ مَنْ أخذتُ وَحِمارَ مَنْ أخذتُ وَمَنْ ظَلَمتُ وَمَنْ سحقتُ وَمِنْ يَدِ مَنْ أخذتُ فِديَةً لأُِغضِيَ عينىَّ عنهُ فَأَرُدَّ لَكُمْ فَقَالُوا لَمْ تظلِمنَا ] ، جيِّد هُوَ الرَّاعِى الَّذِى يسمع مِنْ رعيته شِهادة كهذِهِ ، فَيقُولُون لهُ أنت لَكَ قلب كجمر النَّار على خلاصنا مِنْ فرط محبتك لنا كُنت تُوّبِخنا لكِنْ لَمْ تظلِمنا راعِى بذل نَفْسَه عَنْ الخِراف كان ينفِق وَينفِق كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنّ حاجاته خدمتها يداهُ شِهادة صالِحة مِنْ الله وَمِنْ رعيته ، وَكما يقُول مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول[ صائِرينَ أمثِلةً لِلرَّعيَّةِ ] ( 1 بط 5 : 3 ) [ لاَ كمن يتسلّط على الموارِيث ] ،لاَ تأخُذ شيئ مِنْ رعيتك بَلْ إِخدِم صَمُوئِيل خدم الشَّعْب 20 سنة وَيقُول لهُمْ مَنْ مِنكُمْ ظلمت جيِّد أنْ يشهد لَكَ الله القائِد الَّذِى يكُون بِلاَ عيب يكُون مُثمِر ، [ نحنُ لاَ نحتاج لِلُغة مُنمّقة لكِنْ نحتاج إِلَى نموذج بِلاَ عيب ] الله يُرِيد الرُعاه نماذِج حيَّة أمام رعيتهِمْ ، صَمُوئِيل يقُول ذلِك أمام شاوُل وَكأنّهُ يُعطِيه درس لِيتعلّم ، ليتنِى أعرِف أنَّك بعدِى تقُول لهُمْ عَنْ نَفْسَك ثور مَنْ أخذت فَيُجِيبُك شعبك أنت لَمْ تظلِمنا [ فَقَالَ لهُمْ شاهِدٌ الرَّبُّ عليكُمْ وَشاهِد مسِيحُهُ اليوم هذا أنَّكُمْ لَمْ تجِدُوا بِيدِي شيئاً فَقَالُوا شاهِدٌ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ الرَّبُّ الَّذِي أقَامَ مُوسى وَهرُونَ وَأصعد آباءكُمْ مِنْ أرضِ مِصْرَ ] ، بعدما كلّمهُمْ عَنْ عملهُ معهُمْ قصّ عليهُمْ قِصَّة الشَّعْب مُنذُ خروجهُمْ مِنْ أرض مِصْرَ وَكأنّهُ يقُول لهُمْ أنتُمْ إِمتداد عمل الله ، وَيُذكِّرهُمْ بِعمل الله فِيهُمْ وَبِهُمْ [ فَلَمَّا نسُوا الرَّبَّ إِلههُمْ باعهُمْ لِيَدِ سِيسرا رئِيسِ جيشِ حاصُورَ وَلِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَلِيَدِ مَلِكِ مُوآبَ فَحَارَبُوهُمْ ] ، أىّ إِذا نسيتُمْ الرَّبّ سيُسلّمكُمْ لِيدِ أعدائكُمْ [ فَصَرخُوا إِلَى الرَّبِّ وَقَالُوا أخطأنَا لأِنَّنَا تركنَا الرَّبَّ وَعبدنَا الْبعلِيمَ وَالْعشتارُوثَ ] ، صرخُوا لِلرَّبِّ عِندما ذلّهُمْ الرَّبَّ بِيدِ الأُمم صَمُوئِيل يُذكِّرهُمْ بِيفتاح وَيربعل وَالقُضاة الَّذِين عمل بِهُمْ الرَّبَّ فِى الشَّعْب [ وَلَمَّا رأيتُمْ نَاحَاشَ مَلِكَ بنِي عَمُّونَ آتِياً عليكُمْ قُلتُمْ لِي لاَ بَلْ يملِكُ علينا ملِكٌ وَالرَّبُّ إِلهكُمْ مَلِككُمْ فَالآنَ هُوذَا المَلِكُ الَّذِي إِخترتُمُوهُ ] ، يقُول لهُمْ أنتُمْ الَّذِين إِخترتُمْ شاوُل ، هذِهِ هى إِرادتكُمْ الذاتيَّة وَهذا خطأ [ وَهُوذا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ عليكُمْ مَلِكاً إِنْ إِتَّقيتُمُ الرَّبَّ وَعبدتُمُوهُ وَسمِعتُمْ صَوتهُ وَلَمْ تعصُوا قولَ الرَّبِّ وَكُنتُمْ أنتُمْ وَالمَلِكُ أيضاً الَّذِي يَمْلِكُ عليكُمْ وراء الرَّبِّ إِلهِكُمْ ] ،الرَّبَّ يُمكِن أنْ يتغاضى عَنْ إِختياركُمْ المَلِك بِشرط أنْ تظِلُّوا خاضِعِين لِعمل الله وَتسِيرُون تحت قيادتِهِ وَتدبيره [ وَإِنْ لَمْ تسمعُوا صوتَ الرَّبِّ بَلْ عصيتُمْ قول الرَّبِّ تَكُنْ يَدُ الرَّبِّ عليكُمْ كَمَا عَلَى آبَائِكُمْ ] ، فِى حدِيثِى الوداعِى معكُمْ سأُرِيكُمْ شيئ [ فَالآنَ أُمثُلُوا أيضاً وَأنظُروا هذا الأمر العظِيمَ الَّذِي يفعلُهُ الرَّبُّ أمَامَ أعيُنِكُمْ0 أمَا هُوَ حَصَادُ الحِنطةِ اليومَ ] ، حصاد الحِنطة فِى الربِيع أىّ فِى طقس مُعتدِل [ فَإِنِّي أدعُو الرَّبَّ فَيُعطِي رُعُوداً وَمطراً فَتَعلمُون وَترون أنّهُ عَظِيمٌ شَرُّكُمُ الَّذِي عملتُمُوهُ فِي عينِيِ الرَّبّ بِطَلَبِكُمْ لأِنْفُسِكُمْ مَلِكاً ] ، إِختياركُم لِلملِك خطأ وَلكِنْ سيُصّحِح خطأكُمْ إِذا سِرتُمْ بِتدبِير الله ، وَقَالَ أنّ الله سيُعطِى رعُود علامِة خطأكُمْ وَحدث بِالفِعل رغم أنّ الجو مُعتدِل [ وَخَافَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الرَّبَّ وَصَمُوئِيلَ جِدّاً ] [ وَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ صَلِّ عَنْ عبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ ] ، أنت شفِيعنا وَسنضع ثِقتنا فِى إِلهك رغم أنّ إِلههُ هُوَ إِلههُمْ لكِنّهُمْ أخطأوا إِليه [ لأِنَّنَا قَدْ أضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايانَا شَرّاً بِطَلَبِنَا لأِنْفُسِنَا مَلِكاً ] ، فَأجابهُمْ صَمُوئِيل[ لاَ تخافُوا إِنَّكُمْ قَدْ فعلتُمْ كُلَّ هذا الشَّرِّ وَلكِنْ لاَ تحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ بَلِ أُعبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ ] ، بعدما عرّفهُمْ خطأهُمْ طمأنهُمْ بِشرط أنْ يكُونُوا مَعَْ الله بِكُلّ قلوبهُمْ راعِى يُوّبِخ وَيُشّجِع الشَّعب خاف مِنْ الرعُود فَرفعهُمْ صَمُوئِيل ، راعِى جيِّد يفتح باب الرَّجاء [ وَ لاَ تَحِيدُوا لأِنَّ ذلِكَ وراء الأباطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَ لاَ تُنقِذُ لأِنَّها باطِلةٌ لأِنَّهُ لاَ يترُكُ الرَّبُّ شعبهُ مِنْ أجلِ إِسمِهِ العظِيمِ ] ، لاَ تخافُوا لأِنَّ إِسمهُ دُعى عليكُمْ حَتَّى لَوْ أخطأتُمْ الله يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ رفعهُمْ صَمُوئِيل بعدما شعرُوا بِكمال الضعف جيِّد أنّ الرَّبّ يعمل مِنْ أجل إِسمِهِ وَنَفْسِهِ لأِنَّهُ كيف يُدّنِس إِسمه ؟ الله يُدافِع عَنْ إِسمه وَنحنُ كُلُّنا مدعويين على إِسمِهِ مسِيحيين ثُمَّ يقُول صَمُوئِيل آية هى مُفتاح السِفر [ لأِنَّهُ قَدْ شاء الرَّبُّ أنْ يجعلكُمْ لَهُ شعباً وَأمَّا أنَا فَحَاشَا لِي أنْ أُخطِئَ إِلَى الرَّبَّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلوةِ مِنْ أجلِكُمْ ] ، صَمُوئِيل سلَّم القيادة لِشاوُل لكِنّهُ لَنْ يكُون سلبِى ، سيظل إِنسان عملِى وَعمله خفِى وَهام جِدّاً أنا لَنْ أكُفّ عَنِ الصلاة لأِجلكُمْ حَتَّى لَوْ كان غيرِى هُوَ المسئُول عنكُمْ الآن لأِنَّ الكفّ عَنِ الصلاة خطيَّة مسئوليَّة عَنِ الآخرين تُعطِى إِحساس أنَّ الكفّ عَنِ الصلاة عَنِ الآخرين خطيَّة جيِّد أنْ تشعُر أنّ قلبك مُلتهِب مِنْ أجل الآخرين مهما كانُوا رافِضِين لَكَ وَلإِلهك هذا ما حدث مَعَْ الشَّعْب الَّذِى عبد الأوثان وَترك الله وَرفض توبِيخ صَمُوئِيل مسئوليَّة الرَّاعِى هى الصلاة مِنْ أجل الآخرين كَشَفِيع يطلُب عَنْ الكُلّ وَيسأل عَنْ الكُلّ وَإِنْ لَمْ يطلُب وَلَمْ يشفع تكُون بِالنسبة لهُ خطيَّة كان أبونا بيشُوى يتخِذ هذِهِ الآية هدف لهُ ، إِحساسه بِهذِهِ الآية كأنَّهُ وجد أكثر مِنْ كِنز [ إِنَّمَا إِتَّقُوا الرَّبَّ وَأعبُدُوهُ بِالأمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ بَلِ أنظُرُوا فَعْلَهُ الَّذِي عَظَّمهُ معكُمْ وَإِنْ فَعَلتُمْ شَرّاً فَإِنَّكُمْ تهلكُون أنتُمْ وَمَلِكُكُمْ جَمِيعاً ] 0
الإِصْحاحُ الثَّالِثَُ عَشَرَ :-
" بِدايِة سقُوط شَاوُل "
شاوُل قِصّتهُ مملؤة بِالتقلُّبات ، بِهِ خفيَّات خطأ وَظاهِرات صحِيحة وَهذا يُمّثِل النَفْسَ الغير أمِينة مَعَْ الله شاوُل شعر بِنَفْسَه بعدما غلب نَاحَاش وَتخلَّى صَمُوئِيل عَنْ القيادة [ وَإِختار شَاوُلُ لِنَفْسِهِ ثلاثة آلافٍ مِنْ إِسْرَائِيلَ فَكَانَ ألفانِ مَعَْ شاوُلَ فِي مِخماسَ وَفِي جبلِ بيتِ إِيلَ وَألف كَانَ مَعَْ يُوناثانَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ ] ، بدأ شاوُل يُكّوِنَ جيش لِنَفْسَه ،ألفان معهُ وَألف مَعَْ إِبنِهِ يُوناثان أمَّا باقِى الشَّعْب فَأرسل كُلّ واحِد مِنهُمْ إِلَى بيتِهِ [ وَضَرَبَ يُوناثان نَصَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِي فِي جِبعَ فَسَمِعَ الْفِلِسْطِينيُّونَ ] ،وَهذا سِر العداء بين إِسرائِيل وَفلسطِين الَّتِى كرهت إِسرائِيل فَتجمّع الْفِلِسْطِينيَّونَ لِمُحاربة إِسرائِيل[ ثلاثُون ألفَ مَركبةٍ وَسِتَّةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَشعْبٌ كالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شاطِئِ الْبحرِ فِي الْكثرَةِ ] ، مركبات وَشعب وَفِرسان [ وَصعدُوا وَنزلُوا فِي مِخماس شرقيَّ بيتِ آونَ ] ، عرفُوا أنّ شاوُل فِى مكان وَيُوناثان فِى مكانٍ آخر رغم أنّهُمْ لَمْ يعرِفُوا العدد الَّذِى مَعَْ الإِثنانِ فوقف الجيش الفلسطِينِى فِى الوسط لِيسِد الإِتصال بين شاوُل وَيُوناثان وَشعر الشَّعْب أنّهُ فِى ضنك [ إِختبأ الشَّعْبُ فِي الْمغايِرِ وَالغِياضِ وَالصُّخُورِ وَالصُّرُوحِ وَالأبآرِ وَبعضُ العِبرانيِّيِنَ عبرُوا الأُردُنَّ إِلَى أرضِ جاد وَجِلعاد وَكَانَ شاوُلُ بعدُ فِي الجِلجالِ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِرْتَعَدَ وَرَاءهُ] ، نموذج صعب لِلنَفْسَ الَّتِى تفقِد إِيمانها فِى لحظة رغم أنَّ الله تمجَّد فِى حياتهُمْ كثِيراً حَتَّى أنَّهُ أرسل مُنذُ قريب رعُود وَبرُوق لكِنّهُمْ تعوَّدوا عَلَى الإِتكال عَلَى النظرة البشريَّة فَإِختبأوا فِى المغايِر وَالغِياضِ وَفِى الأبآرِرُعب صُورة صعبة لِنَفْسَ تنسى عمل الله وَمواعِيده وَمركزها عِنده وَ لاَ تتذكّر سِوى ضعفِها فَتختبِئ ، كثِيراً ما تنسى أنَّها محفُوظة وَلها مِنهُ مواعِيد لكِنَّها تنظُر لِضعفِها فقط فَتيأس عِندما لاَ يُدرِك الإِنسان عمل الله وَيُحاصر مِنْ أعدائه يضعُف [ فَمَكُث سبعة أيَّامٍ حَسَبَ مِيعادِ صَمُوئِيلَ وَلَمْ يأتِ صَمُوئِيلُ إِلَى الجِلجالِ وَالشَّعْبُ تَفَرَّقَ عَنْهُ ] ، صَمُوئِيل قَالَ لِلشَّعْب سَأُصَلِّى عنكُمْ سبعة أيَّامٍ وَفِى اليوم السَّابِع أُقّدِم عنكُمْ ذبائِح00لكِنّهُ تأخّر فَقَالَ شاوُل قّدِمُوا لِى الذبائِح لأُِقدِمُها كارثة شعر شاوُل أنَّهُ كَمَلِكَ لهُ سُلطان كهنُوتِى وَإِذا كان صَمُوئِيل تأخّر فَهُوَ قادِر أنْ يُقّدِم بدلاً مِنْهُ ذبائِح [ وَكَانَ لَمَّا إِنتهى مِنْ إِصعادِ المُحرِقَةِ إِذا صَمُوئِيلُ مُقبِلٌ فَخَرَجَ شَاوُلُ لِلِقائِهِ لِيُبارِكَهُ ] ، بدأ الموقِف الصعب لَمَّا تقابل شاوُل مَعَْ صَمُوئِيل ، فِى البِداية كان صَمُوئِيل قَدْ أعطاهُ بعض التحذِيرات ، قَالَ لهُ أنّ الجمال باطِل وَأنْ لاَ يقترِب مِنْ الجِداء وَالخمر وَتحذِير مِنْ الإِقتراب لِلكهنُوت وَتحذِيرات أُخرى كثِيرة [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ ماذا فعلت0 فَقَالَ شاوُلُ لأِنِّي رَأيتُ أنَّ الشَّعْبَ قَدْ تفرَّقَ عَنِّي وَأنتَ لَمْ تأتِ فِي أيَّامِ المِيعادِ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ مُتَجَمِعّوُن فِي مِخماسَ فَقُلتُ الآنَ ينزِلُ الْفِلِسْطِينيُّونَ إِليَّ إِلَى الجِلجالِ وَلَمْ أتضرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ فَتَجَلَّدْتُ وَأَصْعَدْتُ الْمُحرِقَةَ ] ، قوَّيتُ قلبِى وَأصعدتُ المُحرِقة فَقَالَ صَمُوئِيل لِشاوُل [ قَدْ إِنحمقتَ ] ، أنتَ تُبّرِر أعمالَكَ هذِهِ ؟هذا خطأ حماقة عمل الكهنُوت ليس لأِىّ إِنسان لهُ فِئة مُخصّصة فقط أنتَ فِى جهلٍ عظِيم شاوُل كَانَ يُرِيد أنْ يقُوم بِدُور صَمُوئِيل وَلَمْ ينتظِر لِليوم السّابِع وَتعجَّل لأِنَّ صَمُوئِيل أتى فِى مِيعاده شاوُل لهُ سلُوكيات مُتهوِّرة وَليس لديهِ صبر لِمواعِيد الله فِى الإِصحاحُ الثانِى قال لِلكاهِن صَلِّى وَلَمْ يصبِر فَقَالَ لهُ كفى صلاة لَمْ ينتظِر إِتمام الصلاة أحياناً عِندما تترُك النَفْسَ البِرّ تستبِيح المُقدّسات وَعِندما تترُك مخافِة الله تذدرِى بِالعمل الكهنُوتِى وَكأنَّهُ مِثلهُمْ كيف وَهذا سِر مِنْ الله ؟ [ لأِنَّهُ الآنَ كَانَ الرَّبُّ قَدْ ثَّبتَ مَملَكَتَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأبَدِ وَأمَّا الآنَ فَمَمْلَكَتَكَ لاَ تقُومُ قَدِ إِنتخبَ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ رَجُلاً حَسَبَ قلبِهِ وَأمرهُ الرَّبُّ أنْ يَتَرَأَّسَ عَلَى شَعْبِهِ ] ،فِى العهد القدِيم ظهر بعض الملُوك كان لهُمْ نَفْسَ السلُوكيَّات وَكان هلاكهُمْ سرِيع الَّذِى لاَ يحترِم مُقدَّسات الله فَهَذَا دلالة عَلَى خراب النَفْسَ صَمُوئِيل يقُول لِشاوُل الأمر قَدْ خرج مِنْ عِند الرَّبّ أنّ مملكتك قَدْ إِنتهت وَ لاَ تقُوم ، بينما الله قَدْ إِنتخب لِنَفْسِهِ آخر وَهُوَ " داوُد " أىّ " يسُوع " [ لأِنَّكَ لَمْ تحفظْ مَا أمركَ بِهِ الرَّبُّ وَقَامَ صَمُوئِيلُ وَصَعِدَ مِنَ الجِلجالِ إِلَى جِبعةِ بنيامِينَ وَعَدَّ شَاوُلُ الشَّعْبَ الْموجُودَ مَعَْهُ نحو سِتِّ مِئَةِ رَجُلٍ ] ، الَّذِين بقوا مَعَْ شاوُل سُتمائة رجُل بينما فِى الحرب مَعَْ نَاحَاش كَانَ معهُ 330000 رجُل ، وَالعجِيب فِى هذا الموقِف أنّ شاوُل لَمْ يخاف صَمُوئِيل وَلَمْ يشعُر بِخطأه بَلْ قدّم أعذار وَتبرِيرات وَلَمْ يقُل أنَا إِنحمقت وَقدّمت الذبِيحة مِنْ أصعب الأُمور أنَّ النَفْسَ تعلم خطأها وَ لاَ تقُل أنَّها أخطأت بَلْ تُبّرر الخطأ وَتُؤخِر التوبة ، وَكمَا يقُول الآباء [ ليس أفضل مِنْ إِلقاء الملامة عَلَى النَفْسَ ] ،قُل أنَا أخطأت مهما كَانَ الَّذِين حولَكَ مُخطِئين لاَ تُلقِى الخطأ عَلَى مَنْ حولَكَ وَتقُول مِثل آدم المرأة الَّتِى أعطيتنِى ،لِنُقارِن بين موقِف شاوُل وَمارِينا الراهبة الَّتِى قبلت التُهمة رغم أنَّها فتاه وَقَالَتَ{ إِنِّى شاب وَقَدْ أخطأت فَإِغفِر لِى } ، وَلَمْ يعلموا أنَّها فتاه إِلاَّ فِى ساعِة نياحتها صعب أنْ نُبّرِر أخطأنا ، بينما كلِمة " أخطأت " تُعطِى صلاح وَسلام ، فِى حِين أنّ كبرياء الإِنسان يمنع عنهُ السَّلام العجِيب أيضاً فِى شاوُل أنّ صَمُوئِيل قَالَ لهُ أنّ الله سيُزِيل عنك المملكة وَيختار غيرك لكِنّهُ لَمْ يهتم فَعدَّ الشَّعْب الَّذِين معهُ وَمارس حياته بِطرِيقة عاديَّة وَلَمْ يهتز كما كان قدِيماً عِندما أُخِذ التابُوت بِواسِطة الفلسطِينيُّون لَمْ يهتز إِسرائِيل النَفْسَ الَّتِى تحيا فِى رخاوة لاَ تُبالِى حَتَّى وَلَوْ قَالَ الإِنجِيل [ إِنْ لَمْ تتوُبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تهلِكُونَ ] ( لو 13 : 3 & 5 ) أسمع التحذِير أنّ مملكتِى لاَ تدُوم وَأنّ الملكُوت سيُنزع مِنِّى وَنصِيبِى سيُعطى لآخر وَأُمارِس حياتِى بِطرِيقة عاديَّة وَكأنِّى لَمْ أسمع التحذِير كان يجِب عَلَى شَاوُل أنْ يلبِس المسُوح وَيجلِس عَلَى الرماد وَيُقّدم توبة لكِنّهُ لَمْ يفعل صعب عَلَى الله أنْ لاَ يستجِيب الإِنسان لِندائه عِندما تشتّت الجيش وَالشَّعْب قَامَ الْفِلِسْطِينيُّون بِعمل صعب لِزيادِة مذلِّة إِسرائِيل أنّهُمْ أخذُوا سِلاحهُمْ وَالآلات الَّتِى تمِد الأسلِحة [ وَلَمْ يوجد صانِع فِي كُلِّ أرضِ إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الْفِلِسْطِينيِّينَ قَالُوا لِئلاَّّ يعملَ العِبرانِيُّونَ سيفاً أوْ رُمْحاً ] ، أخذُوا الصُنّاع خِطة عدو الخير أنْ يأخُذ مِنك السيف وَالرُمح لَوْ نقرأ فِى رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسُول عَنْ سيف الرُّوح وَخوذة الخلاص وَ" السيف " هُوَ " كلِمة الله " ، عِندما يبعِدك عدو الخير عَنْ الإِنجِيل وَالصلاة ستُصبِح بِلاَ سيف وَ لاَ رُمح فَكَيف تُحارِب ؟ ستُذل صُورة مؤلِمة لِعمل الخطيَّة الَّذِى يُحّطِمْ طاقات الإِنسان فَيكُون بِلاَ سيف وَ لاَ يد مرفُوعة وَ لاَ مِنجل الَّذِى هُوَ لِلحصاد وَ لاَ فأس وَ لاَ مِعول عدو الخير يأخُذ كُلّ آلات الحرب [ وَكَانَ فِي يومِ الحربِ أنَّهُ لَمْ يُوجدْ سيفٌ وَ لاَ رُمحٌ بِيَدِ جَمِيعِ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَْ شَاوُلَ وَمَعَْ يُونَاثَانَ ] ، الأسلِحة ردِيئة وَالشَّعْب مذلُول وَ لاَ يوجد صُنّاع هل سيف الرُّوح معك حاد أم أنت معدُود فِى جيش الله لكِنْ سيفك ردِئ إِذا كُنت جُندِى نشِيط يكُون سِلاحك نشِيط هُوَ أعطاك السِلاح وَأنتَ تُسّلِمهُ لِعدُوك ؟! صُورة لِلشعب عِندما أهمل الوصايا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1585

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل