دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج1

Large image

سِفر نشِيد الأنشاد هُوَ قُدس أقداس الحياة الرُّوحيَّة حيثُ يُقال أنَّ هُناك تدرُّج فِى الأسفار الآتية الأمثال ، الجامعة ثُمَّ نشِيد الأنشاد وَيُمّثِلهُ الآباء مِثل إِنسان فِى هيكل الرَّبَّ حيثُ يُمّثِل سِفر الأمثال الدار الخارِجيَّة وَسِفر الجامعة يُمّثِل القُدس أمَّا سِفر نشِيد الأنشاد فَهُوَ قُدس الأقداس أسمى ما يُمكِنْ أنْ يُقال عَنْ الحياة الرُّوحيَّة وَعُمق العِلاقة مَعَْ الله فِى نشِيد الأنشاد وَقَدْ كتبهُ سُليمان الحكِيم فِى نِهايِة حياته.

إِسلُوب السِفر :-
إِسلُوب غَزَلَ أوْ حُب جسدانِى وَكأنَّ إِنسان يتأملّ فِى ملامِح إِمرأة قَدْ نقُول أنَّ هذا الأسلُوب لاَ يلِيق بِالكِتاب المُقدَّس وَرُبما يُعثر فِيهِ البعض لكِنْ لابُد أنْ يُقرأ السِفر بِرُوح صلاة وَتأمُّل لِكى نسبح فِى رُوحانياته وَنعرِف أسرار وَأسرار فِى العِلاقة مَعَْ الله فِى إِسلُوب مُناجاه رائِعة بين النَّفْسَ البشريَّة وَالله وَلِنتخيَّل أنَّ هذِهِ المرأة هِى النَّفْسَ البشريَّة أوْ الكنِيسة وَالله يمتدِح مفاتِنها تُرى كيف نفهم الفم وَالقُبُلات وَحُبِّك أطيب مِنْ الخمرِ ؟ هذِهِ لوحة رائِعة فِى المُناجاه بين النَّفْسَ وَالله تدخُل بِالإِنسان إِلَى طُوباوِيَّة الله العجِيبة وَتجعل العِشرة عمِيقة بين عرِيس وَعرُوسه حياة خاصَّة الَّذِى يُثبِت أنَّ العِلاقة ليست جسدانيَّة أنَّنا نجِد بعض التشبِيهات الَّتِى لاَ تلِيق بِالغَزَلَ مِثل ما يقُول لها عُنُقِكِ كبُرج لُبنان هذا ليس كلام غَزَلَ لِذلِكَ لَهُ معنى رُوحِى أعمق مِنْ الجسدانيَّات هذا هُوَ عُمق الرُّوحيَّات يُعلِن عَنْ رِقَّة الله وَمحبتِهِ العجِيبة لِلنَّفْسَ وَهذا أيضاً أمر ليس بِغرِيب عَنْ الكِتاب لابُد أنْ نفهم حقِيقة مُعيَّنة فِى الكِتاب وَهِى أنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِله العرِيس لأنفُسِنا فَمثلاً[ قَدْ سبيتِ قلبِي يا أُختِي العرُوس ] ( نش 4 : 9 )أى أنَّ النَّفْسَ محبُوبة لدى الله لِذلِكَ قَالَ [ لذّتِي فِي بنِي آدم ] هُوَ موضِع حُب وَحنان الله سِفر النشِيد يُعرِّفنا مركزنا عِند الله هُوَ مركز فائِق كَمْ أنا محبُوب عِنده وَكرِيم فِى عينيهِ وَهُوَ مُنتظرنِى لِنرى أيُوب فِى أزمتِهِ قَدْ زمَّهُ أصحابه بينما يقُول عنهُ الله أنَّهُ كامِل وَبار الله يرى النَّفْسَ جمِيلة نحنُ خِلقتِهِ صنعِه يديهِ نحنُ أولاده وَإِنْ كانت بِنا عيُوب فَإِنَّهُ يُدارِيها فِى سِفر العدد تعب بنُو إِسْرَائِيلَ الله جِدّاً لكِنّهُ قَالَ[ لَمْ يُبصِر إِثماً فِي يعقُوب وَ لاَ رأى تعباً فِي إِسْرَائِيلَ ] ( عد 23 : 21 ) النَّفْسَ غالِية جِدّاً لدى الله لأِنَّها عمل يديهِ وَهُوَ يُكرِمها جِدّاً لِتعلم أنَّكَ عرُوسه وَالكنِيسة أيضاً عرُوسه يقُول فِى سِفر أشعياء 54 : 5 – 7 [ لأِنَّ بعلكِ هُوَ صانِعُكِ ربُّ الجُنُودِ اسمُهُ وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ إِلهَ كُلِّ الأرضِ يُدعى لأِنَّهُ كامرأةٍ مهجُورةٍ وَمحزُونةِ الرُّوحِ دعاكِ الرَّبُّ وَكزوجةِ الصَّبا إِذا رُذِلت قَالَ إِلهُكِ لُحيظةً تركتُكِ وَبِمراحِم عظِيمةٍ سأجمعُكِ ] الله هُوَ عرِيس نقترِن بِهِ وَنحمِل إِسمهُ وَمُمتلكاته نحنُ وَهُوَ واحِد هُوَ صانِعنا وَجابِلنا لِذلِكَ يقُول [ قَدْ ذكرتُ لَكِ غِيرةُ صِباكِ محبَّة خطبتِكِ ] ( أر 2 : 2 ) مِنْ شِدَّة تعلُّقِهِ بِعرُوسه يُناجِيها وَيُدلِّلها وَيُلاطِفها فِى حزقيال 16 : 8 [ فَمررتُ بِكِ وَرأيتُكِ وَإِذا زمنُكِ زمنُ الحُبِّ فبسطتُ ذيلِي عليكِ وَسترتُ عورتك وَحلفتُ لَكِ وَدخلتُ معكِ فِي عهدٍ يقُولُ السّيِّدُ الرَّبُّ فَصِرتِ لِي ] أى أصبحنا خاصَّتهُ هُوَ بسط ذيله علينا وَستر خِزينا أيضاً يقُول فِى هُوشع [ وَأخطُبُكِ لِنَفْسِي إِلَى الأبدِ وَأخطُبُكِ لِنَفْسِي بِالعدلِ وَالحقِّ وَالإِحسانِ وَالمراحِمِ أخطُبُكِ لِنَفْسِي بِالأمانةِ فتعرِفِين الرَّبَّ ] ( هو 2 : 19 – 20 ) لِنرى جمال عمل الرَّبَّ فَهُوَ يخطُبنا لِنَفْسَه لِذلِكَ يقُول [ كُلِّك جمِيل ليس بِكِ عيب البتَّة ] أيضاً فِى مثل العذارى [ وَفِيما أبطأ العرِيس نعسن جمِيعُهُنَّ وَنِمن ]( مت 25 : 5 )إِذاً هُوَ العرِيس وَنحنُ العذارى نحنُ عذارى يسُوع لاَ نستطِيع مِنْ السِفر إِلاَّ أنَّنا عذارى يسُوع هُوَ عرِيسنا أوْ عرِيس الكنِيسة المُهيَّأة لَهُ كعرُوس مُزّينة لِرجُلهاهُوَ إِشتراها بِدمِهِ0
شخصيَّة سُليمان :-
عاش رغد الحياة وَغِنى الحياة وَلمَّا عاش كُلّ هذا المجد وَالغِنى إِكتشف أنَّ الكُلّ باطِل وَقبض الرِيح هُوَ قَالَ كُلّ ما إِشتهتهُ عينىَّ لَمْ أُمسِك عنهُما ثُمَّ قَالَ كُلّ الأنَّهار تصُب فِى البحر وَالبحر ليس بِملآن عاش كُلّ نعِيم الأرض وَلكِنْ عِندما وجَّه قلبه لله فرح بِهِ جِدّاً وَكَانَ حُبّه لله عمِيق وَصادِق لأِنَّهُ داس كُلّ إِغراءات العالم وَداس كُلّ خبراته لِذلِكَ كَانَ إِتحاده بِالله قوِى وَغنِى وَذاق محبِّة الله وَقَالَ أنشودة سِفر نشِيد الأناشِيد أى أروع ما كتب فِى الأناشِيد0
سِفر النشِيد :-
يُلخَّص فِى ثلاث كلِمات :
1- صِفات العرِيس
2- صِفات العرُوس
3- مُناجاة بينهُما
مِثال : صِفات العرِيس :-
[ لِيُقبِّلنِي بِقُبلاتِ فمِهِ لأِنَّ حُبَّكَ أطيبُ مِنَ الخمرِ لِرائِحة أدهانِكَ الطَّيَِّبةِ اسمُك دُهن مُهراق لِذلِكَ أحبَّتكَ العذارى اُجذُبنِي وراءكَ فنجرِي أدخلنِي المَلِكُ إِلَى حِجالِهِ نبتهِجُ وَنفرحُ بِكَ نذكُرُ حُبَّكَ أكثر مِنَ الخمرِ بِالحقِّ يُحِبُّونكَ ] ( 1 : 2 – 4 )[ ما دام المَلِكُ فِى مجلِسِهِ أفاح نارِدينِي رائِحتهُ صُرَّةُ المُرِّ حبِيبِي لِي بين ثدييَّ يبِيتُ طاقةُ فاغِيةٍ حبِيبِي لِي فِي كُرُومِ عينِ جديٍ ] ( 1 : 12 – 14 ) [ ها أنتَ جمِيل يا حبِيبِي وَحُلو وَسرِيرُنا أخضرُ جوائِزُ بيتِنا أرز وَروافِدُنا سرو ]( 1 : 16 – 17 ) 0
مِثال : صِفات العرُوس :-
[ أنَا سوداءُ وَجمِيلة يا بنات أُورُشلِيم كَخِيامِ قِيدار كَشُققِ سُليمانَ ] ( 1 : 5 )" قِيدار " هُوَ إِبن عيسو وَكانُوا يعملون خيامهُمْ مِنْ جلد الماعِز فكان لونها إِسود وَشكلها ردِئ [ جعلونِي ناطُورة الكُرُوم أمَّا كرمِي فَلَمْ أنطُرهُ ] ( 1 : 6 )" ناطُورة الكُرُوم " أى " حارِسة كرُوم " [ لقد شبَّهتُكِ يا حبِيبتِي بِفرسٍ فِي مركبات فُرعون ما أجمل خدَّيكِ بِسُمُوطٍ وَعُنُقك بِقلائِد نصنعُ لَكِ سلاسِلَ مِنْ ذهبٍ مَعَْ جُمانٍ مِنْ فِضَّةٍ ] ( 1 : 9 – 11 ) [ ها أنتِ جمِيلة يا حبِيبتِي ها أنتِ جمِيلة0 عيناكِ حمامتانِ ] ( 1 : 15 ) يصِف عيناها بِالحمامتان0
مِثال : المُناجاة بينهُما :-
[ أخبِرنِي يا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أين ترعى أين تُربِضُ عِند الظَّهِيرةِ لِماذا أنا أكُونُ كمُقنَّعةٍ عِند قُطعانِ أصحابِكَ ] ( 1 : 7 ) أيضاً تُناجِيه العرُوس فتقُول لَهُ [ كالتُّفَّاحِ بين شجرِ الوعرِ كذلِكَ حبِيبِي بينَ البنِين ] ( 2 : 3 ) شجر التُّفَّاح مشهُور بِإِنتظام شكله بينما شجر الوعر عشوائِى أى أنت جمِيل وسط الكُل[ تحت ظِلِّهِ اشتهيتُ أنْ أجلِس وَثمرتُهُ حُلوة لِحلقِي ] ( 2 : 3 ) [ شِمالُهُ تحتَ رأسِي وَيمِينُهُ تُعانِقُنِي أُحلِّفُكُنَّ يا بنات أُورُشلِيم بِالظِّباء وَبِأيائِلِ الحُقُولِ ألاَّ تُيقِّظنَ وَ لاَ تُنبِّهنَ الحبِيبَ حَتَّى يشاء ] ( 2 : 6 – 7 ) مُناجاة قويَّة جِدّاً بِحُب وَعِشق[ لِيُقبِّلنِي بِقُبلاتِ فمِهِ ] ( 1 : 2 ) إِعلان عَنْ قِمَّة مشاعِر الحُب وَقِمَّة تبادُل العواطِف فَالعرُوس تشعُر أنَّها لاَ ترى غيَّره وَتُرِيدهُ هُوَ فقط [ الَّذِي معهُ كانت تحلُو لنا العِشرةُ ] ( مز 55 : 14 ) كما قَالَ داوُد النبِى ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تشعُر فِى عِلاقتها بِالله أنَّ فِيها إِحتضان وَدِفئ مشاعِرهل شعرت بِذلِكَ ؟ هل شعرت بِقِمَّة حُب الله لَكَ وَأنَّهُ مصدر عاطِفتك ؟ مُعلَّمِنا بولس الرسُول يقُول[ وَتعرِفُوا محبَّة المسِيح الفائِقة المعرِفة ] ( أف 3 : 19 ) هل وصلت إِلَى درجِة محبِّة القُبلات أم لاَ ؟[ لأِنَّ حُبَّكَ أطيبُ مِنَ الخمرِ ] ( 1 : 2 ) فِى ثِيؤطوكيَّة الخمِيس نقُول [ أى عقلٍ أوْ أى قولٍ أوْ أى سمعٍ يقدِر أنْ ينهض بِاللُّجة الَّتِي لاَ تُوصف الَّتِي لِمحبتك لِلبشر يا الله ] لابُد أنْ ندخُل فِى عِشرتِهِ بِعُمق حَتَّى تقبِيل الفم لابُد أنْ نعِيش هذا الفِكر وَنذوق خِبرة عِشرتِهِ إِلَى هذِهِ الدرجة الفائِقة المعرِفة وَكما قَالَ إِشعياء النبِى [ عَلَى الأيدِي تُحملُون وَعَلَى الرُّكبتينِ تُدلَّلُونَ ]( أش 66 : 12 ) معقُول نصِل فِى محبِّة الله إِلَى القُبلات وَالتدلِيل ؟ أكثر شئ يتعِبنا أنَّنا لاَ نعرِف مركزنا عِند الله وَمحبَّتهُ لنا نعم يوجد قُبلات ما الَّذِى جعل القدِيس أرسانيُوس وَالقدِيسين يسهرُون الليل كُلّه فِى الصلاة ؟ قُبلات لَوْ لَمْ أشعُر بِقُبلاته تصِير الحياة جافَّة لابُد أنْ تشعُر بِدرجِة هذِهِ المحبَّة حَتَّى أنَّ الكنِيسة تقُول[ حُبَّكَ غصبك وَتجسَّدتَّ ] أى محبَّتهُ غلبتهُ وَتحنَّنُّهِ غصبةُ حُب المسِيح هل إِختبرناه؟ هل ملِّكناه عَلَى مشاعِرنا ؟ [ حُبَّكَ أطيبُ مِنَ الخمرِ ] ( 1 : 2 ) الخمر يُشرب بِالأفراح وَإِنْ كَانَ الخمر اليوم قَدْ إِرتبط بِالشَّرَّ لكِنْ قدِيماً كَانَ أمر عادِى وَيُستخدم لِلتدفِئة وَليس بِشرط أنَّهُ يكُون خمر مُسكِرحَتَّى أنَّ الله كَانَ يقبل أنْ تُوضع الخمر عَلَى ذبِيحتهُ [ سكب خمرٍ ] الخمر الَّذِى يُسكِر وَيرفع الإِنسان فوق مُستوى أحداث الزمن تخيَّل أنَّك فِى محبِّتِهِ تشعُر أنَّك فوق إِغراءات العالم وَكما يقُول القدِيسُون[ تعزيَّاتك تُلذِّذ نَفْسِي ] هذا هُوَ حُب النشِيد يرفعنا فوق مُستوى الضعف وَمُستوى الزمن[ لِرائِحة أدهانِك الطَّيَِّبةِ اسمُكَ دُهنٌ مُهراقٌ ] ( 1 : 3 ) الكِتاب يُحِب إِستخدام لُغة الطِيب لُغة الحُب الفائِق لِذلِكَ نرى المرأة ساكِبة الطِيب عِندما تعجز الكلِمات عَنْ التعبِير عَنْ المشاعِر تأتِى لُغة الطِيب لِذلِكَ نقُول [ لِرائِحة أدهانِك الطَّيَّبةِ اسمُكَ دُهنٌ مُهراقٌ ] الطِيب غالِى قدِيماً كَانَ الطِيب طبِيعِى وَليس مُصنَّع لِذلِكَ كَانَ غالِى الثمن جِدّاً الطِيب ينتشِر بِسُرعة وَيُعطِى نشوة " أدهانِك "أى لَهُ عِدَّة أدهان طيِّبة لاَ نستطِيع حصرها وَكُلّها طيِّبة الرائِحة رائِحة مجده رائِحة جماله رائِحة محبَّته وَحنانه وَتعزيَّاته وَعطائه وَحقَّه رائِحة وداعته كُلّها أدهان طيِّبة [ اسمُكَ دُهنٌ مُهراقٌ ] مُجرَّ إِسمه هل إِختبرت رائِحة إِسمه وَقوَّته وَفاعِليَّة إِسمه ؟ إِسم يسُوع رائِحة طِيب إِختبِر تِكرار إِسمه كأنَّكَ تناولت وجبة لذِيذة وَجمِيلة أوْ شممت رائِحة طيِّبة بِإِسمه يتقدَّس عقلك وَفمك وَحواسَّك لِذلِكَ الكاهِن فِى العشيَّة عِندما يضع البُخُور فِى رفع بُخُور عشيَّة يقُول [ طِيب مسكُوب هُوَ إِسمك يا الله ] لأِنَّنا نُؤمِن أنَّ الكاهِن يضع البُخُور رمز لِحلُول المسِيح تشتمّ رائِحته فتشعُر أنَّ أعمال خلاصه تغلغلت لأِعماقك وَإِنتشرِت داخِلَكَ هل إِختبرت إِسم يسُوعَ الَّذِى يُقدِّس كيانك كُلّه ؟ هل تقُول مَعَْ داوُد النبِى[ محبُوب هُوَ إِسمُك ياربَّ فَهُوَ طول النَّهار تلاوتِي ] فَلاَ تتعجَّب مِنْ صلاة يسُوعَ لأِنَّ إِسمه محبُوب [ إِلَى اسمِكَ وَإِلَى ذِكرِكَ شهوةُ النَّفْسِ ] ( أش 26 : 8 ) جيِّد أنْ تُردِّد إِسم يسُوعَ وَيقُول الآباء أنَّ تردِيد إِسم يسُوعَ يأتِى بِإِثنى عشر ربوة مِنْ الملائِكة أى تكُون محرُوس بِجيُوش الملائِكة [ اسمُ الرَّبِّ بُرجٌ حصِينٌ ] ( أم 18 : 10 )هل إِختبرت أنْ يكُون بينك وَبينه مشاعِر عالية حَتَّى أنَّكَ تكُون تحت تردِيد إِسمه بِعقلِكَ وَحواسَّك السائِح الرُّوسِى وصل إِلَى آلاف المرَّات فِى تردِيد إِسمه لأِنَّ إِسمه سباه وَحصره يُقدِّس القلب نُور يشِع فِى القلب وَتشعُر أنَّكَ إِرتفعت وَأصبح مالِكَ عَلَى قلبك وَعقلك وَسيطر عليك نقُول فِى ثِيؤطوكيَّة الأحد [ ذكرتُ إِسمُك فتعزيتُ يا مَلِكَ الملُوك وَإِله الألِهه ][ عنبر كثِير الثمن هُوَ إِسمُك القدُّوس ][ إِسمُكَ هُوَ يكُون لَهُمْ طعام حياة حلو فِى حناجِرهِم أفضل مِنْ العسل ][ إِذا نطقوا بِهِ تفرح قلوبهُمْ وَترتفِع لِلعُلا عقولهُمْ ]هل إِختبرت كُلّ هذِهِ المشاعِر ؟ هل عرفت روائِحة رائِحة رائِحة مجده وَقداسته وَ؟ هل جرَّبت الإِسم الَّذِى يُنِير قلبك وَعقلَكَ [ إِسمُكَ حلُو وُمُبارك فِى أفواه قدِيسِيك ]خُذ تردِيد إِسمه تدرِيب لَكَ بعض القدِيسين كانُوا يُردِّدُون إِسمه مَعَْ أنفاسهُمْ يقُول القدِيس أثناسيُوس عَنْ الأنبا أنطونيُوس أنَّهُ كَانَ يتنَّفْسَ المسِيح كُلّ نبضة فِى قلبه كانت تنبُض بِحُبِّهِ طِيب المسِيح ملأ العالم كُلّه لأِنَّهُ حلُو وَليس لَهُ حدُود لِذلِكَ مِنْ ضِمن صلواتنا نقُول لَهُ أنَّهُ عِندما أصعد ذاته عَلَى الصلِيب [ إِشتمّهُ أبوهُ الصالِح وقت المساء رائِحة رِضا ]رائِحة أدهانه طيِّبة لِذلِكَ يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ لأِنَّنا رائِحةُ المسِيحِ الذَّكِيَّةُ ]( 2 كو 2 : 15 )00ما هِى رائِحتك ؟ هل هِى رائِحة المسِيح ؟ لَوْ عِشنا معهُ وَرأينا كيف وضع نَفْسَه عنَّا نكُون رائِحته الزَّكِيَّة[ لِذلِكَ أحبَّتكَ العذارى ] ( 1 : 3 )" لِذلِكَ " أى لأِجلِ ما سبق أحبَّتكَ العذارى كُلّ نَفْسَ لمسته وَعرفته جرت خلفهُ ما الَّذِى يجعلنِى أحِبّه ؟ لأِنِّى تذّوقتهُ وَعرفتهُ لأِنَّهُ قبَّلنِى بِقُبلات فمِهِ وَرائِحة أدهانه أطيب مِنْ الخمرِلِنسأل القدِيسات لِماذا أحببنهُ ؟ لأِنَّهُنَّ تذُّوقوه هل لَكَ أسباب قويَّة تدفعك لِحُبِّهِ ؟ لَوْ تعرَّفت عليه بِطرِيقة صحِيحة وَعرفت جماله لقُلت [ لِذلِكَ أحبَّتكَ العذارى ] لَوْ لَمْ تعرِفهُ تكُون محبَّتكَ فاتِره وَيكُون ثقِيل عليك لِنسأل القلُوب العذراويَّة الَّتِى أحبَّته الَّتِى لَمْ تعرِف آخر سِواه مِثل داوُد وَإِبراهِيم وَمُوسى وَالقلُوب الَّتِى لَمْ تُعطِى ذاتها لآخر بَلْ يملأها حُب الله وَكفى هؤلاء هُمْ عذارى يسُوعَ يجِب أنْ تُعطِيه كُلّ القوَّة وَكُلّ القُدرة وَالحُب لَوْ النَّفْسَ بِها محبِّة العالم وَإِرتباكاته فَإِنَّها لَنْ تعرِفه مُمكِن تكُون محبِّته موجُودة داخِل القلب لكِنْ النَّفْسَ غير مُتفاعِلة معها لِذلِكَ لاَ تشعُر بِهِ لكِنْ لَوْ النَّفْسَ موجهه قلبها نحو حُبّه ستقُول لَهُ [ لِذلِكَ أحبَّتكَ العذارى ] [ إِنْ أحبَّ أحد العالم فليست فِيهِ محبَّةُ الآبِ ] ( 1 يو 2 : 15 ) كثِيراً ما تكُون فِى قلوبنا حواجِز تمنع حُبّه الَّذِين فِكرهُمْ فِى الأرضيَّات لاَ يعرِفُون محبَّته[ لأِنَّ اهتمام الجسد هُوَ موتٌ ] ( رو 8 : 6 ) النَّفْسَ المُشتَّته لاَ تعرِف كيف تُحِبّه الله يُحِب أنْ يرى عذارى حكِيمات لَهُ فِى كُلّ جِيل يرى قلُوب لاَ تُحِب آخر سِواه لِنرى الشُهداء وَالقدِيسين وَالقدِيسات إِمتلأت قلوبهُمْ بِمحبَّتِهِ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.

عدد الزيارات 2353

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل