بركات العطاء

Large image

بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41) بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36].
 ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة).
 المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه.
 لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد!
 هذا هو عمل الله... لقد خلق الله السماوات والأرض والبحر. عظيمة هي هذه الأعمال ولائقة بحكمته! لكن ليس شيء من هذه لها سلطان تجتذب الطبيعة البشريّة إليه، مثل رحمته وحبُّه للبشر!
 المحبَّة (الرحمة) كما لو كانت أسمى أنواع الصناعة، وحامية لمن يمارسها. إنها عزيزة عند الله، تقف دائمًا بجواره تسأله من أجل الذين يريدونها، إن مارسناها بطريقة غير خاطئة!...
إنها تشفع حتى في الذين يبغضون، عظيم هو سلطانها حتى بالنسبة للذين يُخطئون!
إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان.
تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال.
هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا
لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟
يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6)
(فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) .
(الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8)
(اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41)
(الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33)
لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين.
ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا فلن يوجد إنسان يمكن أن يتبرر أمام الله لكن حبنا للأخرين في الله يجعله يغفر خطايانا باستحقاق دمه في أوقات كثيرة أذكوكم أيها الأحباء وأعترف لكم بما يدهشني كثيراَ فيما ورد في الكتاب المقدس وهو ما ينبغي على أن ألفت أنظاركم إليه كثيراَ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لذلك أتوسل إليكم أن تفكروا فيما قاله ربنا يسوع المسيح عن نفسه انه عندما ياتي يوم الدينوية في نهاية العالم سيجمع كل الأمم أمامه ويقسم البشر قسمين واحد عن يمينه والآخر عن يساره ثم يقول للذين عن اليمين تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم واما الذين عن اليسار فيقول لهم اذهبوا عني......... الى النار الابدية المعدة لإبليس وكل ملائكته ابحثوا عن أسباب هذا الجزاء العظيم أو العقاب المريع لماذا يرث الأولون الملكوت؟ لاني جعت فاطعمتموني. ولماذا يذهب الآخرون إلة النار الأبدية؟ لاني جعت فلم تطعموني.
إنني أسال:- ماذا يعني هذا فإنني أري ورثة الملكوت مسيحين صالحين مؤمنين غير محتقرين لكلمات الرب لهم رجاء ثابت في مواعيده لهذا اعطوا المساكين ولو لم يصنعوا ذلك لما كان ذلك العقم يتناسب مع حياتهم الصالحة فقد يكونون أطهاراَ غير خادعين ولا سكيرين حافظين انفسهم من كل شر لكنهم إن لم يضيفوا إلى هذا أعمالا صالحة (الصدفة) يبقون عقيمين فلم يقل الرب لهؤلاء (تعالوا راثوا الملكوت لأنكم عشتم اطهارا لم تخدعوا إنساناَ ولا ظللتم فقيرا ولا اعتديتم على تخم أحد ولا خدعتم احداَ بقسم إنه لم يقل هذا بل قال كنت جوعانا فأطعمتموني يا لإمتياز الصدقة عن بقية الفضائل جميعها لأن الرب لم يشر إلى الكل بل إليها وحدها!!
كذلك يقول للآخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته مع أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن يثيرها ضد الأشرار عندما يسألونه لماذا نذهب إلى النار الأبدية؟ إنه لا يقول لهم لماذا تسألون هكذا أيها الزناة والقتلة والمخادعون ومنتهكو حرمة المعابد والمجدفين وغير المؤمنين؟ إنه لم يذكر لهم شيئا من هذا بل يقول لهم لأني جعت فلم تطعموني.
أراكم تتعجبون مثلي وحقا إنه لأمر عجيب فقد كتب (الماء يطفئ النار الملتهبة والصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) كما كتب أيضا إغلق على الصدقة في أخاديرك فهي تنقذك من كل شر (حكمة يشوع15:29) وأيضا لذلك أيها الملك لتحسن مشورتي لديك وافتد خطاياك بالصدقة. وهناك شهادات كثيرة من الوحي الإلهي يظهر فيها ما للإحسان من فوائد كثيرة في إخماد الخطاايا وإزالتها لذلك سيلصق الإحسان بهؤلاء الذين على وشك أن يحكم الله عليهم بل بالحري الذين سيتوجهم فكأنه يقول لهم إنه صعب على ألا أجد عليكم سببا لإدانتكم بامتحانكم ووزنكم بدقة وفحص أعمالكم لكن أدخلوا الملكوت لاني كنت جوعانا فاطعمتموني فستدخلون الملكوت لا لأنكم لم تخطئوا بل بإحسانكم أزلتم خطاياكم كذلك كانه يقول للأخرين إذهبوا الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته......... إنه ليس بسبب ما تفكرون فيه من خطايا بل لأني كنت جوعانا فلم طعمتموني فلو ابتعدتم عن أعمالكم الشريرة هذه والتقم إلى لخلصم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم لأنه طوبى للرحماء لنهم يرحمون (مت7:5) ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2)
+ إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم
بركات العطاء
أولا : الأجر السمائى
يعتبر الأجر السمائى هو أفضل ما ننتظره من الله اذا قدمنا لله حقوقة علينا وقمنا بأعمال الرحمة تجاة اخوتنا الذين يحتاجون أن نمد إليهم يد العون . وقد وضح ذلك فى مواضع عديدة فى الكتاب المقدس . منها على سبيل المثال :
طلب الرب يسوع المسيح ألا نكنز الكنوز على الأرض بل فى السماء , وهذا يعنى أن الجزاء السمائى باق ومنتظر كل من نظر إلى فناء كنوز الأرض واستطاع التخلى عنها لغيرة بسهولة .
وعد الرب يسوع بأن هؤلاء الذين سيطعمون الفقير , ويسترون عرى من لا يستطيع كساء نفسه , ويزورون المريض والمسجون هم الذين سيسمح لهم بدخول عرسه السماوى . (متى 25 )
أشار الكتاب إلى أن هذا الشخص الذى يقدم ما عنده لا يتزعزع إلى الأبد فى قول المزمور " مغبوط هو الرجل الذى يترأف على ويقرض ويدبر أمورة بالحق لأنة لا يتزعزع إلى الأبد " ( مز 112 : 5 – 9 )
ويرجع ثباته إلى الدهر لأن ما يقدمة يحمية من الخطيئة إذ يقول الكتاب أيضا ط النار الملتهبة تطفئها الماء , وكذلك الصدقة تخمد الذنوب "
ثانيا : الجزاء الأرضى
الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات :
1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :-
اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم
لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) .
من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 )
" هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 )
ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 )
إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 )
ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6 )
2- الحماية من الخسائر
سوف يحمى الرب ممتلكاتنا من الخسائر فهو يقول بوضوح " انتهر من اجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض , ولا يعقر لكم كرم فى الحقل قال رب الجنود , ويطوبكم كل الأمم لأنكم أرض مسرة قال رب الجنود " ( ملا 3 : 11 – 12 )
إن الله يعدنا بألا تتوقف أعمالنا .. ولا تتلف محاصيلنا , ولا نخسر فى تجارتنا , ولا تشب الحرائق فى مشروعاتنا , ولا يأكل أحد حقوقنا . سندعى " أرض المسرة " بمعنى الخير والغنى ويتكلم الناس عنا بكرامة .
3- الحماية من العوز والحاجة
يحمى الرب من يتعطف على المسكين من الحاجة والعوز . وسوف يختبر كل من ينفذون الوصية مواقف عظيمة يشعرون أن يد الله تمد لهم العون فى الوقت المناسب . وحتى وقت الأزمات سوف يتم الانقاذ سريعا . والوعد واضح وصريح " من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 )
" ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 )
" وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 )
4- الحماية من الشرور والأمراض
يحمى الرب الأنسان من الشر والمرض , والوعد الصادق " طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 )
5- حلول البركة والطهر والاطمئنان
إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا .
6- النجاة من الموت
قد لا يتصور البعض أن الصدقة تنجى حتى من الموت . ولكن الوعد واضح فى قول طوبيت البار فى وصيتة إلى إبنة " طوبيت 4 : 11 "
لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١. سخاء كنائس مكدونية
"ثم نعرفكم أيها الاخوة نعمة اللَّه المعطاة في كنائس مكدونية" ]1[.
انتهز الرسول فرصة تقديم كنائس مكدونية، أي الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيريه وغيرها من منطقة مكدونية، العطاء بسخاء لحث أهل كورنثوس ومسيحيي أخائية للإقتداء بها. السخاء الذي اتسمت به هذه الكنائس ليس نابعًا عن جو من المنافسة، ولا حب الظهور، ولا لمجرد عاطفة بشرية مجردة، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس.
كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين.
يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى.
v الصدقة صناعة، حانوتها في السماء، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه.
ثيؤدورت أسقف قورش
إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه.
v ليس شيء يجعلنا هكذا مقربين من اللَّه وعلى شبهه مثل العمل الحسن.
v الصدقة قوية وذات سلطان حثى تحل القيود والأغلال،
وتبدد الظلام،
وتخمد سعير نار جهنم،
وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم".
v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال.
v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء.
v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة
لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم،
كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[.
بحكمة يقدم الشخص مما يفضل عنه ليقدم الضروريات للغير، كما يقبل من الغير ما يفضل عنهم لإشباع ضرورياته. فيوجد نوع من المساواة. لقد سمحت العناية الإلهية بوجود نوعٍ من عدم التساوي في ما يمتلكه الأشخاص، لكي تفتح الباب لممارسة الحب عمليًا بالعطاء المتبادل بين البشرية.
v كيف تكون المساواة؟ أنتم وهم تقدمون من فضلات كل منكم وتشبعون احتياجات الآخر. وأي نوع من المساواة هذا: تقديم الروحيات مقابل الجسديات؟ فإنه من هذا الجانب أسمى من الآخر، فلماذا يدعو ذلك مساواة؟ إما بسبب الفيض والاحتياج، أو يقول هذا بخصوص الحياة الحاضرة فقط. لهذا السبب بعد قوله "المساواة" أضاف "في الحياة الحاضرة". الآن يقول هذه الأمور لكي يصد الأفكار المتشامخة التي للأغنياء، ولكي يُظهر أنه بعد رحيلنا من هنا سيكون للأمور الروحية فضل أعظم. هنا نتمتع بالمساواة، وأما هناك فسيوجد تمييز أعظم وتفوق عظيم عندما يضئ الأبرار أكثر بهاءً مما للشمس.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v من يقدم عونًا مؤقتًا للذين لهم مواهب روحية إنما يحسبون شركاء في المواهب الروحية. فإنه وان كان الذين لهم مواهب روحية قلة قليلة، بينما كثيرون لديهم الأمور الزمنية بفيض، فإنه بهذه الوسيلة يمكن لمن لهم ممتلكات أن يشتركوا في فضائل المحتاجين، بأن يقدموا مما يفضل عنهم للفقراء المقدسين.
البابا غريغوريوس (الكبير)
"كما هو مكتوب الذي جمع كثيرًا لم يفضل،
والذي جمع قليلاً لم ينقص" ]15[.
يشير هنا إلى ما ورد في سفر الخروج (١٨:١٦) حيث جمع بنو إسرائيل من المن في الصباح قبل الدفء، فالذين أكثروا في الجمع لم يكثر، وما تبقى منه إلى اليوم التالي فسد، ومن جمع أقل أكل هو وأسرته وشبعوا ولم يشعروا بالحاجة إلى طعامٍ أكثر. هكذا إذ نعطي أو نأخذ، بالعطاء لا نصير في عوزٍ، وبالأخذ لن يصير لنا ما يفضل عنا، لأننا حتمًا نترك كل ما لدينا
و ليس كما رجونا بل اعطوا انفسهم اولا للرب و لنا بمشيئة الله (2كو 8 : 5)
هذا و ان من يزرع بالشح فبالشح ايضا يحصد و من يزرع بالبركات فبالبركات ايضا يحصد (2كو 9 : 6)
+ الحب الخالص لأولئك الذين نعتبرهم بحق أخوة يسوع وأخواته، باعتبار ما قاله السيد المسيح "بما أنك
كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2)
م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).
+ محبة العطاء بشكل عام كعادة اكتسبها الإنسان، إذ يجد فيها لذة.
+ للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك.
+ بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس.
+ نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل.
+ بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به.
+ بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً.
+ أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء
+ ونوع آخر يعطي ولكن لمن يمتدحه كثيرا ويثني عليه وعلى خيريته، فإذا لم يحصل على ما يرضيه في ذلك، أو إذا بكته السائل أو المحتاج: ثار وغضب وأحجم عن العطاء.
إذاً اعطي بفرح وسخاء، فالعطية الثمينة هي التي نعطيها من أعوازنا مثل فلسي الأرملة، ولا تنتظر الشكر ممن أعطيته، ولا المكافأة من الله، بل كمن يشعر بأنه لا يعطي العشر بل يأخذ التسعة أعشار !! . يجب أيضاً ألاّ تتابع عطيتك وإلى أين ذهبت وهل استخدمها الفقير في محلها أم لا، لأن اليد التي امتدت لتأخذ منك هي يد الله نفسه. حقاً يقول الكتاب: "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14).
ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه
كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ...
كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى
نصيب سماوى
يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز

عدد الزيارات 10296

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل