دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج2

Large image

نحنُ نحتاج أنْ نشعُر بِمحبِّة الله وَنشعُر بِثِقة فِى محبَّتِهِ كثِيراً ما نفقِد ذلِكَ الإِحساس وَنتعب لكِنْ إِذا علمنا مكانتنا عِند الله سنسترِيح وَينفتِح قلبنا لَهُ أجمل ما فِى سِفر النشِيد أنَّهُ يصِف النَّفْسَ البشريَّة فِى كُلّ حالاتها فِى تعبها وَفِى فتورها وَفِى حماسها وَفِى عُمق عِلاقِتها مَعَْ الله وَالله يُخاطِب النَّفْسَ وَيعرِف كَمْ هِى محبُوبته أحياناً نتجاوب مَعَْ محبَّته وَأحياناً لاَ [ فِي اللَّيلِ عَلَى فِراشِي طلبتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 1 )النَّفْسَ تبحث عنّه [ إِنِّي أقُومُ وَأطُوفُ فِي المدِينةِ فِي الأسواقِ وَفِي الشَّوارِعِ أطلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي طلبتُهُ فما وجدتُهُ ] ( 3 : 2 ) كثِيراً ما نقُول أنَّنا عِندما نبحث عنك لاَ نجِدك لِماذا ؟ لَمْ أجِده ليس فِى فِراشِى فقط بَلْ طُفت فِى الشَّوارِع وَالمدِينة وَلَمْ أجِده [ وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ فقُلتُ أرأيتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فما جاوزتُهُمْ إِلاَّ قلِيلاً حَتَّى وجدتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] ( 3 : 4 ) لَوْ فهمنا لِماذا إِختفى ؟ لعرفنا سبب لِماذا [ أمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ ] لَوْ لَمْ أُعانِى فِى البحث عنّه لِما كُنت مُمسِكه بِهِ هكذا حُرَّاس المدِينة هُمْ قدِيسين الكنِيسة الَّذِين إِختبرُوا عِشرتهُ وَنسألهُمْ أين هُوَ ؟ فما جاوزتهُمْ إِلاَّ قلِيلاً أى لَمْ يترُكنا أكثر مِنْ طاقتنا لكِنْ هذِهِ النَّفْسَ كانت أمِينة لله طافت تبحث عنّه فِى كُلّ مكان وَتعرَّضت لِتعب اللَّيل وَلكِنْ عِندما شعر أنَّها ستُصاب بِفشل أعلن لها نَفْسَه ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تتعب فِى لِقائِهِ [ إِنْ تعبت قلِيلاً فِى طلبه ستفرح كثِيراً بِلِقائه ] أحد القدِيسين يُشّبِه إِشتياقنا وَبحثِنا عنّه بِلِقاء يعقُوب بِإِبنه يوسِف وَلِنتخيَّل هذا اللِقاء الرهِيب [ لِيُقبِلُكَ ضمِيرِى كما قبَّل يعقُوب حبِيبه يوسِف ] لِذلِكَ يقُول سِفر النشِيد [ فأمسكتُهُ وَلَمْ أرخِهِ حَتَّى أدخلتُهُ بيت أُمِّي وَحُجرة مَنْ حبِلتْ بِي ] ( 3 : 4 ) وجدتهُ فِى الشَّارِع فأخذتهُ معِى وَأغلقت عليهِ بيت أُمِّى حُجرة مَنْ حبلت بِى [ أُحلِّفُكُنَّ يا بناتِ أُورُشلِيم بِالظِّباء وَبِأيائِلِ الحقلِ ألاَّ تُيقِّظنَ وَ لاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاء ] ( 3 : 5 ) أنا دخلت معهُ وَسكنت معهُ وَإِسترحت معهُ فَلاَ يقطع أحد هذِهِ الرَّاحة فَلاَ تُنبِّهنَ الحبِيب حَتَّى يشاءهل قضيت ليالِى مَعَْ الحبِيب بِهذِهِ الصورة وَتحلو لَكَ العِشرة معهُ لِهذِهِ الدرجة أنَّكَ لاَ تُرِيده أنْ يُفارِقك وَتقُول لَهُمْ لاَ تُيقِّظنَ الحبِيب حَتَّى يشاء[ مَنْ هذِهِ الطَّالِعةُ مِنَ البرِّيَّةِ كأعمِدةٍ مِنْ دُخانٍ مُعطَّرةً بِالمُرِّ وَاللُّبانِ وَبِكُلِّ أذِرَّةِ التَّاجِرِ ] ( 3 : 6 ) صِفات النَّفْسَ المُجاهدة صِفات الكنِيسة الخارجة مِنْ برَّيَّة العالم وَالحرب الرُّوحيَّة فتكُون كأعمِدة دُخان مُعطَّرة بِالمُرِّ أى الألم وَاللُّبان أى رائِحة المسِيح الذَّكيَّة لاَ يُمكِن أنْ تكُون حياتك لُبان فقط وَتعزيَّة لاَ لابُد أنْ يكُون فِيها ألم إِتعب جاهِد إِثبت ثابِر ستنال اللُّبان إِذا قبلت المُرّوَبِكُلّ أدوات التاجِر الشَّاطِر الَّذِى يعرِف كيف يربح تِجارته هكذا نِفُوسنا كُلّ ما نِتاجِر وَنقُول عليك إِتكلت وَإِذا لَمْ أبِيع اليوم أنتظِر لِلغد لابُد أنْ يكُون عِندِى حِكمة التِجارة إِذا لَمْ أبِيع اليوم وَأقُول سأُغلِق غداً فَلَنْ أكُون تاجِر شاطِرأجمل ما فِى الحوار مَعَْ الله [ كُلُّكِ جمِيلٌ يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ( 4 : 7 ) كيف أنا أكُون بِلاَ عيب ؟ فأنا أعلم أنَّكَ فاحِص القلُوب وَإِلَى ملائِكتك تُنسِب حماقة هُوَ يُحِبِنا حَتَّى أنَّهُ ينسى عيوبنا مهما كُنَّا خُطاه فنحنُ فِى عينه حلويِن ليس بِنا عيب ألِهذِهِ الدرجة ؟نعم مُعلَّمِنا بولس الرسُول يقُول [ إِنْ لامتنا قُلُوبُنا فَاللهُ أعظمُ مِنْ قُلُوبِنا ] ( 1 يو 3 : 20 ) أى مهما تشعُر بِمرارة داخِلك وَ لاَ تُسامِح نَفْسَكَ لكِنْ الله يسامحك هذِهِ ليست دعوة لِلإِستهتار بَلْ دعوة لِلجِهاد بِحُب مُمكِن تقبل هذِهِ الآية عَلَى نَفْسَكَ [ كُلُّكِ جمِيل يا حبِيبتِي ليس فِيكِ عيبة ] ؟ لِمزِيد مِنْ حُب الله داخِلَكَ فتزداد فِى العطاء وَالجِهاد بِحُب هُوَ أحبَّ يعقُوب وَقدَّسه وَقبلهُ إِبن مِنْ أولاده [ قَدْ سبيتِ قلبِي يا أُختِي العرُوسُ قَدْ سبيتِ قلبِي ]( 4 : 9 ) معقُول أكُون موضِع إِنشغالك يا الله وَحُبَّك لِدرجِة إِنِّى أسبِى قلبك ؟ نعم هُوَ قَالَ[ لذَّتِى فِي بنِى آدم ]أصحاح 5 الله يطلُب النَّفْسَ[ أنَا نائِمة وَقلبِي مُستيقِظٌ صوتُ حبِيبِي قارِعاً افتحِي لِي يا أُختِي يا حبِيبتِي يا حمامتِي يا كامِلتِي لأِنَّ رأسِي امتلأ مِنَ الطَّلِّ وَقُصصِي مِنْ نُدى اللَّيلِ ]( 5 : 2 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يُشّبِه نَفْسَه أنَّهُ واقِف يقرع عَلَى بابك وَأنت تُغلِقه وِيظِل بِالسَّاعات واقِف يقرع حَتَّى أنَّ شعره يُنَّدى بِندى اللَّيل علامِة طول الإِنتظار وَالمُثابرة فِى طلب النَّفْسَ مُمكِن تقرع يا الله عَلَى قلبِى كُلّ هذِهِ الفِترة وَأنا لاَ أفتح ؟ مُمكِن أبحث عنّه وَعِندما أجِده لاَ أرخِهِ وَمُمكِن هُوَ يبحث عنِّى وَيسعى لِطلبِى00وَالعجِيب فِى الإِجابة الوارِدة مِنْ العرُوس [ قَدْ خلعتُ ثوبِي فكيف ألبسُهُ0 قَدْ غسلتُ رِجليَّ فكيف أُوسِّخُهُما ]( 5 : 3 ) معقُول أنَّهُ بعدما يخلع الإِنسان ثوبه وَيغسِل رجليه لاَ يقُوم مِنْ النوم بعدها ؟ أعذار تافِهة مُقابِل محبِّة الله[ حبِيبِي مدَّ يدهُ مِنَ الكوَّةِ فأنَّتْ عليهِ أحشائِي ] ( 5 : 4 ) خجلت مِنْ نَفْسِى الأحشاء أكثر جُزء حسَّاس لِذلِكَ يُشَّبِهُوا الكنِيسة بِأحشاء يسُوعَ أنَّت عليهِ أحشائِها أى تألَّمت مِنْ عظمِة محبَّتِهِ لها لأِنَّ هذا فوق إِحتمالها فَهُوَ إِبتلَّ مِنْ ندى اللَّيل مِنْ طول إِنتظاره عَلَى الباب وَعِندما قدَّمت النَّفْسَ أعذارها التافِهه مدَّ يدهُ مِنْ الكوَّة كَمْ مرَّة مدَّ يدهُ لَكَ مِنْ الكوَّة ؟ كثِيراً كثِيراً ما يأتِينا بِطُرُق مُباشرة ( الباب ) وَطُرُق غير مُباشرة( الكوَّة )[ قُمتُ لأِفتح لِحبِيبِي وَيداى تقطُران مُرّاً وَأصابِعِي مُر قاطِر عَلَى مقبضِ القُفلِ ]( 5 : 5 ) أخِيراً قامت النَّفْسَ لِتُقابِلهُ تُرى ماذا حدث ؟ [ فتحتُ لِحبِيبِي لكِنَّ حبِيبِي تحوَّل وَعَبَرَ ] ( 5 : 6 ) " تحوَّل وَعَبَرَ " ألست أنت الطالِب النَّفْسَ فلِماذا تحوَّلت وَعَبَرَتَ ؟[ نَفْسِي خرجت عِندما أدبر0 طلبتُهُ فما وجدتُهُ دعوتُهُ فما أجابنِي وجدنِي الحرسُ الطَّائِفُ فِي المدِينةِ ضربُونِي جرحُونِي حفظةُ الأسوارِ رفعُوا إِزارِي عنِّي أُحلِّفُكُنَّ يا بنات أُورُشلِيم إِنْ وجدتُنَّ حبِيبِي أنْ تُخبِرنهُ بِأنِّي مرِيضة حُبّاً ] ( 5 : 6 – 8 ) فِى هذِهِ المرَّة حرس المدِينة ضربُوها حِكمة الله أنَّ النَّفْسَ لاَ تأخُذ أوْ لاَ تتعوَّد لِقائِهِ السهل فلمَّا خرجت لَهُ تحوَّل وَعَبَرَهل عِندما أجِد حبِيبِى تحوَّل عنِّى وَعَبَرَ أعُود لِلنوم مرَّة أُخرى أم أبحث عنّه ؟ العرُوس بحثت عنّه حرس المدِينة هُنا رمز لِحرُوب الشيَّاطِين المُرَّة لِلنَّفْسَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 ) لِذلِكَ يقُول مُعلَّمِنا بولس الرسُول [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطيَّةِ ] ( عب 12 : 4 ) لأِنَّهُ فِى زمن بولس كانت رِياضِة المُصارعة مُنتشِرة جِدّاً بحيث تنتهِى بِموت أحد المُتصارِعِين هكذا الحرب مَعَْ إِبلِيس مُرَّة ما أروع كلِمة [ مرِيضة حُبّاً ] هل أتاكَ مرض الحُب أم لاَ ؟ ليتنا كُلّنا نُصاب بِمرض الحُب لأِنَّهُ يُغيِّر الكيان الأنبا أنطونيُوس باع كُلّ أمواله وَالشُهداء قدَّموا حياتهُمْ لأِنَّهُمْ جمِيعاً كانُوا مرضى بِالحُبّ وَأصابهُمْ حُب الله كُلّ نَفْسَ لاَ تُبالِى بِالعالم وَتدُوس عَلَى رغباتها وَتغلِب جسدها هِى نَفْسَ مرِيضة حُبّاً هذا المرض عِندما يُصِيب إِنسان فَإِنَّهُ يسبِى عقله وَقلبه وَتُصبِح مشاعِرهُ ليست مَعَْ الأرض وَكما قَالَ الشيِخ الرُّوحانِى [ ساعة ما أدركُوا مِقدار محبَّتِهِ فِى قلوبِهِمْ ما صبِرُوا أنْ يبقُوا فِى أفراح العالم ساعة واحِدة بَلْ ألقُوا عنهُمْ كُلّ حُب جسدانِى وَسعُوا خلف الغِنى فِى حُبِّهِ ][ ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ أيَّتُها الجمِيلةُ بينَ النِّساء ما حبِيبُكِ مِنْ حبِيبٍ حَتَّى تُحَلِّفِينا هكذا ] ( 5 : 9 ) مَنْ هُوَ حبِيبُكِ هذا حَتَّى تمرضِى بِحُبِّهِ ؟ لِنرى مواصفات الحبِيب [ حبِيبِي أبيضُ وَأحمرُ0 مُعلم بينَ رِبوةٍ ] ( 5 : 10 ) أى مُميَّز وسط 10000 شخص أعرفه مِنْ صوته وَملامِحه وَعينيهِ وَقصده هل صوت يسُوعَ فِى قلبك مُميَّزأم مازال غير واضِح وسط زحمِة الإِهتمامات وَالمشاغِل ؟[ رأسُهُ ذهب إِبرِيز قُصصُهُ مُسترسِلة حالِكة كالغُراب عيناهُ كالحمامِ عَلَى مجارِي المِياهِ مغسُولتانِ بِاللَّبنِ جالِستانِ فِي وقبيهِما ] ( 5 : 11 – 12 ) مِنْ مراحِم الله أنَّ العِين حسَّاسة فحوَّطها بِعِظام لِحِمايتها [ خدَّاهُ كخمِيلةِ الطِّيبِ وَأتلاَمِ رياحِينَ ذَكِيَّةٍ ] ( 5 : 13 ) " خمِيلة طِيب " أى " صُحبة أوْ حِزمة وروُد " [ شفتاهُ سُوسن تقطُرانِ مُرّاً مائِعاً يداهُ حلقتانِ مِنْ ذهبٍ مُرصَّعتانِ بِالزَّبرجدِ بطنُهُ عاج أبيضُ مُغلَّف بِالياقُوتِ الأزرقِ ساقاهُ عمُوداً رُخامٍ مُؤسَّستانِ عَلَى قاعِدتينِ مِنْ إِبرِيزٍ طلعتُهُ كلُبنانَ0 فتىً كالأرزِ ] ( 5 : 13 – 15 ) كُلّ هذا الوصف وَتشعُر أنَّها لاَ تعرِف كيف تصِفه فتقُول [ حلقُهُ حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات0 هذا حبِيبِي وَهذا خلِيلِي يا بنات أُورُشلِيم ] ( 5 : 16 ) خُذ تدرِيب أُكتُب صِفات يسُوعَ بِالنسبة لَكَ حَتَّى تقُول لَهُ أنت الكُلَّ لِى كلِمات عاجِزة عَنْ وصفه " حلقة حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات "هل ذُقت حلاوتهُ ؟ أبيض فِى نقائه أحمر فِى فِدائه وَإِحمراره يدُل عَلَى بياضه وَالعكس هل سمعت مِنْ حلقِهِ كلِمات حلوة وَذُقت مُشتهياته أم عدو الخير يعرِض عليك الجانِب الشاق فِى الحياة الرُّوحيَّة ؟ لِتُجِيبه أنَّهُ يستحِق أنْ نشقى فِى طلبه لأِنَّ حلقه حلاوة وَكُلُّهُ مُشتهيات [ اُجذُبنِي وراءك فنجرِي ] ( 1 : 4 ) لِنسأل سؤال مُهِم هل مسئوليَّة خلاصِى وَإِنجذابِى نحوك لِى فِيها دور مِثلَكَ ؟ هل أبحث أنا عنك أم تبحث أنت عنِّى ؟يقُول يسُوعَ فِى يُوحنا 6 : 44 [ لاَ يقِدرُ أحد أنْ يُقبِل إِليَّ إِنْ لَمْ يجتذِبهُ الآبُ الَّذِي أرسلنِي ] أنت قُلت أنَّهُ لاَ يقدِرُ أحد يأتِى إِليك إِنْ لَمْ يجذِبهُ الآب إِذاً الحل أنْ تقُول لَهُ إِجذبنِى وراءك فنجرِى إِجذبنِى مِنْ ذاتِى وَمِنْ رغباتِى وَمِنْ العالم مِثلَ المجال المغنطِيسِى الَّذِى يجذِبُ إِليهِ مَنْ لَهُ صِفة الجاذِبيَّة نحنُ فِينا صِفات أولاد الله وَمِسحة مِنّه إِذاً أنا قابِل لِلإِنجذاب إِلاَّ إِذا أفسدت أنا طبعِى مغناطِيسى هُوَ محبِّته الَّذِى يجعل كُلّ القوى المُحِيطه بِى تتلاشى[ وَأنَا إِنِ ارتفعتُ عَنِ الأرضِ أجذِبُ إِلَيَّ الجمِيعَ ] ( يو 12 : 32 ) وَكَانَ يقصِد الصلِيب أى أنَّ صليبه مغناطِيس قوَّة حُب صلِيبه قادِرة أنْ تجذِبنا جمِيعاً00النِفُوس الَّتِى تضع نَفْسَها فِى مجاله وَتكُون فِى دائِرة صلِيبه تنجذِب وَترضى بِهِ [ قَالَ هذا مُشِيراً إِلَى أيَّةِ مِيتةٍ كَانَ مُزمِعاً أنْ يمُوتَ ] ( يو 12 : 33 ) يقُول فِى سِفر هُوشع [ لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلَ غُلاَماً أحببتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دعوتُ ابنِي ]( هو 11 : 1 ) أى يعقُوب وَأخرج أولاده مِنْ مِصْرَ [ وَأنَا درَّجتُ أفرايِمَ مُمسِكاً إِيَّاهُمْ بِأذرُعِهِمْ فلم يعرِفُوا أنِّي شفيتُهُمْ كُنتُ أجذُبُهُمْ بِحِبالِ البشرِ بِرُبُطِ المحبَّةِ وَكُنتُ لَهُمْ كمنْ يرفعُ النِّيرَ عَنْ أعناقِهِمْ وَمددتُ إِليهِ مُطعِماً إِيَّاهُ ] ( هو 11 : 3 – 4 ) أنت يا مَنْ درَّجت أفرايِم أى ( علَّمتهُ السيَّر ) مُمسِكاً بِذراعه أنت قُلت أنَّكَ جذبتهُ بِرُبُطِ المحبَّة مُمكِنْ تجذِبنِى بِرُبُطِ المحبَّة فأنا أُرِيد أنْ أجرِى وراءك[ عرِّفنِي الطرِيق الَّتِي أسلُكُ فِيها ] ( مز 143 : 8 ) [ كراعٍ يرعى قطِيعهُ بِذِراعِهِ يجمعُ الحُملانَ وَفِي حِضنِهِ يحمِلُها وَيقُودُ المُرضِعاتِ ] ( أش 40 : 11 ) هُوَ يجمع حِملانه بِذِراعه أى أنا مسئولِيته وَ " المُرضعات " هِى المُبتدِئِين إِذاً كُلُّنا مسئولِيته أجمل شئ أنْ نسِير خلفه وَأنْ يُدِخِلنا مجال محبَّتِهِ يقُول أحد القدِيسين[ إِجذِبنِى إِنْ شِئت أنا أم لَمْ أشأ ] إِجذِبنِى حَتَّى لَوْ لَمْ أرِد أنا فهذِهِ مسئولِيتك فِى هُوشع 2 : 6 – 7 الله يُخاطِب النَّفْسَ البشرَّيَّة الَّتِى أرادت أنْ تهرب مِنّه فيقُول لها [ لِذلِكَ هأنذا أُسَيّجُ طرِيقكِ بِالشَّوكِ وَأبنِي حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسالِكها فتتبعُ مُحبِّيها وَ لاَ تُدرِكُهُمْ وَتُفتِّشُ عليهِمْ وَ لاَ تجِدُهُمْ فتقُولُ أذهبُ وَأرجعُ إِلَى رجُلِي الأوَّلِ لأِنَّهُ حِينئِذٍ كَانَ خير لِي مِنَ الآنَ ] سيُّسيِج بِشوك حولها وَيبنِى حائِطها حَتَّى لاَ تجِد مسلك لِلهرب وَسوف يُجبِرُها عَلَى الحياة معهُ حنان الله أنت تعلم زيغانِى تعلم إِنِّى أُرِيد أنْ أسِير خلف آخر غيرك لكِنْ أنت تقُول لِى سأُسيِّج حولك وَأبنِى حائِط وَتُبعِدنِى عمن أُرِيده فأعُود لَكَ مِنْ جدِيد[ وَهِي لَمْ تعرِف إِنِّي أنَا أعطيتُها القمح وَالمِسطار وَالزَّيت وَكثَّرتُ لها فِضَّةً وَذهباً جعلُوهُ لِبعلٍ ] ( هو 2 : 8 ) ليتنِى طلبتهُ إِجذبنِى وراءك فأجرِى ما أجمل أنْ تتقابل مشيئتِى مَعَْ مشيئتهُ أنا أقُول لَهُ إِلَى إِسمك وَإِلَى ذِكرك شهوة النَّفْسَ بِنَفْسِى إِشتهيتك فِى اللَّيل وَأرميا النبِى يقُول لَهُ [ عرفتُ ياربُّ أنَّهُ ليس لِلإِنسانِ طرِيقُهُ ليس لإِنسانٍ يمشِي أنْ يهدِي خطواتِهِ ] ( أر 10 : 23 ) ليس لِى أنْ أعرِف طرِيقِى فإِرشدنِى [ نحنُ لاَ نعرِف ماذا نعمل لكِنْ نحوك أعيُننا ] عمل الله فِى جذب النِفُوس عمل خطِير مَنْ الَّذِى جذب لاوِى وَزكَّا وَمُوسى الأسود وَالقدِيس أُوغسطِينُوس ؟ هُوَ ربطهُمْ بِرُبُط المحبَّة هُوَ الَّذِى أغلق عليهُمْ الطُرُق مَنْ الَّذِى أتى بِالسامِريَّة وَدِيماس وَتلامِيذه ؟لِذلِكَ قَالَ [ ليس أنتُمُ اخترتُمُونِي بَلْ أنَا اخترتُكُمْ ] ( يو 15 : 16 ) لكِنْ هل أنا أمِين لِهذا الإِختيار أم لاَ ؟ هُوَ نِفْسِه يكُون لَهُ آلاف مِنْ العذارى وَالمُحِبِين مَنْ أتى بِشَاوُل ؟ كَانَ ذاهِب لِيُعّذِب القدِيسين فِى دِمِشق مُهِمَّة رسميَّة وَإِذ بغتةً أشرق عليهِ نور مِنْ السَّماء وَظهر لَهُ وَجذبهُ وَأتى بِشَاوُل لكِنْ النَّفْسَ لها دور وَالله يرى الإِستعدادات الله جذبنا كُلِّنا لكِنْ المُهِم أنْ نقبل كُلِّنا سمعنا صوته وَشعرنا بِهِ المُهِم لاَ نرفُض شَاوُل كَانَ مُمكِن يرفُض أيضاً لاوِى وَفِى ولِيمة العُرس المدعويين رفضُوا الدعوة لِذلِكَ طلب مِنْ الخُدَّام أنْ يخرُجوا وَيبحثُوا فِى الشُّوارِع لِيأتوا بِآخرِين لِلولِيمة إِحذر أنْ تترُك مكانك لِغيَّرك معقُول تكُون جذبت كُلّ هؤلاء وَأمَّا أنا فَلاَ ؟ لاَ إِجذبنِى كما جذبت السابِقِين [ فَأُعلِّمُ الأثمة طُرُقَكَ ]( المزمُور الخمسُونَ ) لِماذا نحنُ لَمْ نكُنْ خُدَّام بعد حَتَّى الآنَ ؟ لأِنَّنا لَمْ نسمع صوته داخِلنا عِندما نسمعهُ داخِلياً نصِير مسِيحيين بِحق فنصِير حِملان الله يُرِيد أنْ يجذِبنا فإِجذِبنا يا الله مِنْ الإِهتمامات التافِهة وَمِنْ شهوات العالم الجُنُود الَّذِينَ كانُوا تحت الصلِيب ألقُوا قُرعة عَلَى ثِياب السيِّد المسِيح أحد الجُنُود كانت لَهُ القُرعة عَلَى حِذاء المُخلِّص فلبسهُ مِنْ الإِستخفاف وَعِندما رأى أحداث الصلِيب إِنجذب لها جِدّاً وَعِندما رأى الشَّمس تظلمّ وَالنَّاس يقرعُون صدورهُمْ تعجَّب يُقال أنَّهُ ذهب إِلَى أحد الجِبال وَهُناك صلَّى تحت شجرة فإِذ بِهِ فِى جبل الزيتون وَتحت الشجرة الَّتِى كَانَ يجلِس تحتها يسُوعَ حِذاء يسُوعَ جذبهُ [ فنجرِي ] عِندما أنجذِب لَهُ يكُون عِندِى إِندفاع قوِى فِى الطرِيق فأجرِى[ الغِلمانُ يُعيُون وَيتعبُون وَالفِتيانُ يتعثَّرُون تعثُّراً وَأمَّا مُنتظِرُو الرَّبِّ فيُجدِّدُون قُوَّةً يرفعُون أجنِحةً كالنُّسُورِ يركُضُون وَ لاَ يتعبُون يمشُون وَ لاَ يُعيُون ]( أش 40 : 30 – 31 )إِذا إِنجذب فِى طرِيق الله تجِد نَفْسَكَ تجرِى فِى الفضِيلة وَالأصوام بِلاَ تعب [ يرفعُون أجنِحة كالنسُور ] لأِنَّ النسر جِناحه قوِى لِذلِكَ يُحلِّق عالِياً هل تُرِيد أنْ تُحلِّق فوق فِى الصلاة كالنسُور ؟ هذا يحتاج تجدِيد قوَّة وَمُعلَّمِنا بولس يقُول [ أُركُضُوا لِكي تنالُوا ] ( 1 كو 9 : 24 ) القدِيس أُوغسطِينُوس جرى بِمُجرَّد أنْ تاب بِدموع وَصلوات وَنُسك وَأصبح أُسقُف القدِيس مُوسى الأسود جرى فِى الفضِيلة مِنْ رئِيس عِصابه إِلَى رئِيس رُهبان حَتَّى أنَّ جسدهُ أصبح كالخشب اليابِس جرى فِى الأصوام وَالأتعاب وَعرف كيف يستُر العيُوب معرُوض علينا الجرى فِى الطرِيق لِكى نكسب وَلكِنْ لاَ يُعِيقنا سِوى خطايانا وَجمِيل أنَّ الَّذِى يذوق محبِّة الله يجذِب مَنْ حوله الرُسُل جذبُوا الجمِيع السامِريَّة جذبت بلدتها الَّذِى يُرِيد أنْ يجرِى وحدهُ هُوَ لَمْ يجرِى بعد حَتَّى الآنَ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

عدد الزيارات 1754

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل