سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية 3ج التمييز

مفهوم التمييز مجالاته كيف أقتنيه
أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر فى المعرفة وفى كل فهم حتى تميزوا بين الأمور المتخالفة لكى تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح مملؤين من ثمر البر الذى بيسوع المسيح لمجد الله وحمده فى10:5
1 – مفهوم التمييز :-
هو ميزان لكل الفضائل .. هو التدقيق و التأنى فى القرار هو مراعاة لكل الأمور .. هو الاهتمام بما هو للبنيان .. فرز لجميع الأمور و المعرفة الدقيقة لما يناسب و ما يبنى .. "كل الاشياء تحل لى . لكن ليس كل الاشياء توافقنى . ليس كل الاشياء تبنى . لا يتسلط على شئ" تراءى الله لِسُليمان الحكيم فِى بِداية مُلكهِ فِى حُلمٍ وقال لهُ فِى ملوك الأول الإِصحاح الثالِث [ وَقالَ الله إِسأل ماذا أُعطيك 0 فقال سُليّمان إِنَّك قَدْ فعلت معْ عبدِك داوُد أبىِ رحمةً عظِيمةً حسبما سار أمامكَ بِأمانةٍ وَبِرٍّ وَ إِستِقامِة قلبٍ معك فحفِظت لهُ هذهِ الرّحمة العظيمة وَأعطيتهُ إِبناً يجلِس على كُرسيّهِ كهذا اليوم 0 وَالآْن أَيُّها الرّبّ إِلهىِ أَنت ملّكْتَ عبدك مكان داوُد أبىِ فَتىً صغير لاَ أعلمُ الخُرُوج وَالدُّخُول 0 وَعبدُك فِى وسط شعبكَ الّذى إِخترتهُ شعب كثير لاَ يُحصىَ وَلاَ يُعَدُ مِنَ الكثرة 0 فأَعطِ عبدَكَ قلباً فهيماً لأِحكُمَ على شعبِكَ وَأُميّزَ بينَ الخير والشر لأِنّهُ مَنْ يقدِرُ أنْ يحكُمَ على شعبِك العظيم هذا 0 فحسُن الكلامُ فِى عينىِ الرّبّ لأِنّ سُليمان سألَ هذا الأمرَ 0 فقال لهُ الله مِنْ أجلِ أنَّك قَدْ سألتَ هذا الأمرَ وَلَمْ تسألْ لِنَفْسِك أيّاماً كثيرةً وَلاَ سألتَ لِنَفْسِك غِنىً وَلاَ سألتَ أنفُسَ أعدائكَ بَلْ سألتَ لِنَفْسِك تَميِيزاً لِتفهمَ الحُكمَ 0 هُوذا قَدْ فعلتُ حَسَبَ كلامِك 0 هُوذا أعطيتُك قلباً حكيماً وَمُميِّزاً حتَّى إِنّهُ لَمْ يكُنْ مِثلُكَ قبلك وَلاَ يقُومُ بعدكَ نظِيرُك والذى يقتنى الإفراز تلمس فيه توازناً فى كل أموره بين الجسد والروح وبين الفرديه والجماعيه وبين الحب والتعلق وبين التسيب والتشددالإتـضاع والضعه وصغرالنفس بين الطاعه والقهروبين الحرية والإلتزام وبين الضبط والكبت وبين العقل والإيمان وبين الفرد والمجموعه وبين الأصالة والمعاصرة والفرد والمجموعه والأنا والآخر فيمكن أن يكون الدواء بجرعه معينه دواءً وأخرى سماً+ سأل الأنبا أنطونيوس تلاميذه عن أعظم الفضائل .. و أختلفت الاجابات و كانت أجابته هى الافراز و التمييزهو أن يعرف الانسان متى و كيف يارس الفضيلة . متى نتكلم متى نصمت .. متى نسهر متى ننام .. فهو عمل من أعمال النعمة الداخلية كى نحيا بأمانة و هى عطية تعطى للنفس التى تعيش بأمانة لله .. فلا اندفاع و لا تباطئ فهو معرفة جيدة للنفس و ما يناسب وما يدفع و تجنب ما يعطل المسيرة الروحية قيل عن الانبا أنطونيوس أنه قضى عشرين عاما فى الوحدة .. و لما خرج كانت المفاجأة .. خرج معتدلا لم يوجد نحيفا هزيلا من شدة النسك و لم يوجد سمينا بدينا من عدم الحركة .. لم يوجد ضحوكا و لا عابساحين وجد الأنبا أنطونيوس ضرورة للنزول إلى العاتلم من أجل الدفاع عن الإيمان ومواجه أريوس نزل وعلم وتقابل مع البابا أثاناسيوس وآزره يُقال عَنْ مجمع نيقية حدث جدل هل يجب أن يكون الكاهن بتولاً وإختلفت الىراء ولكن كان رأى آباء مصر متزناً الكاهن متزوج والاسقف بتولاً والشخص المتزن يقتنى نفسيه سويه لها سماتهاهي التوافق بين الإنسان ونفسه، والإنسان والمجتمع، من مؤشرات الإتزان النفسى
1- الإحساس بالسعادة. لا كآبة ولا إحباط.. نصرة على الخطية والعادات والاتجاهات السلبية .. نجاح روحى، ونفسى ودراسى وعملى واجتماعى "أستطيع كل شيء فى المسيح الذى يقوينى .. إضافة إمكانيات المسيح إلى إمكانياتى الضعيفة ..
2- الاتزان فى الإنفعالات لا مبالغات ولا شطحات ولا تعصب ولا تطرف، ولا سلبية ولا لامبالاة، ثقة فى النفس بسبب المسيح لا فشل ولا يأس، لا طموحات زائدة ولا سلبية، إشباع للروح والعقل والنفس والجسد والعلاقات..
3- قبول الذات، الوزنات والإمكانيات يقدمها للمسيح ..
4- قبول الآخر رؤية الجوانب الإيجابية.. قلب وعقل مفتوح للجميع..
5- الكفاءة الاجتماعية، القدرة على إنشاء العلاقات الاجتماعية الناجحة، لا انغلاق ولا تقوقع. تمسك دون تعصب، ومحبة دون تنازل..
6- واقعية الأهداف، ممكنة التحقيق، لا خيال ولا أحلام يقظة. مع السعى إلى النمو وتطوير الإمكانيات والسعى إلى الأفضل..والوصول إلى حياة سعيدة فى المسيح..
7- الاستقلال الوجداني. لا تبعية عاطفية ووجدانية تسبى القلب للغير، فعواطفه تتسم بالاتساع لتشمل الكل، وعدم العبودية لإنسان، والثبات وعدم التقلب ..
8- الاستقلال المعرفي تفتح لعقل لكافة المدارس مع الإفراز الروحى والذهنى. مناقشة فكر الآخر ودراسته .. التمييز بين الغث والسمين والحوار والتفاعل مشبع عاطفياً يشعر بالحب والتقديرولابد من نفسية سليمه لتبنى عليها أى قامة روحية وكلنا نمر بأزمات نفسية ولكن فرق بين تعب موقفى ومرحلى ومزمن
ثانيا مجالات الافراز :-
الحياة الروحية ما يناسب من أصوام و صلوات و قرارات الطريقة الوسطى خلصت كثيرين . و معرفة الدوافع خوفا من الكبرياء و الهروب من الدوافع الذاتية .. و ارضاء الناس .. لا تكن باراً بزيادة .. طريق الحياة مع الله .. الزواج و الرهبنة و التكريس .. كيف أميت جسدى و أيضا أقوته و أربيه رأينا فى حكمه الشيوخ أن هناك أمور تعالج بالصوم وأمور تعاقب بالصوم رأينا أب يعلم إبنه الإتضاع أن يجعله يأكل لحما فى الصوم ليقتل فيه الكبرياء والغرور ويعلمه أن الطاعه أفضل من الذبيحة الرجاء و التوبة و الدينونة قد يأتيك فكر انت قديس وأفضل من غيرك ..قل لنفسك انا عبد بطال ..وحين يأتيك فكر انت عبد بطال قل انا ابن الله انظر إلى خدمه رب المجد يسوع تجدها متدرجه من تحويل الماء إلى خمر التى كان ينوى أن يؤجل عمل المعجزات لولا شفاعه السيدة العذراء حتى تفتيح عينى الأعمى وقيامة لعازر التى عجلت الصليب والقيامه والنهاية رب المجد مع بيلاطس .. مع العبد لاطمه .. مع تلاميذه .. مع الفريسى فى حزم .. مع المرأة الخاطئة فى لطف مع التلاميذ يكلمهم عن أسرار الملكوت ومع الجموع يعلمهم بأمثال وكل فئه بما يناسبها المزارع والراعى والغنى وربة المنزل
+ العطاء .. الآعواذ .. الخفاء .. الايمان .. الاحتياج ..مع المجتمع المختلط .. مع غير المؤمنين .. مع من يسألنى .. مع صغار النفوس .. مع أخوتنا الطوائف .. مع المتشككين فى الايمان مع المرتدين قاد الأنبا باخوميوس أب الشركه جماعه رهبان عددهم أكثر من عشرين ألفاً جمعت جمبع القامات فكان يجعل المتوحدين حين يحضروا ليأخذوا قوتهم يتقابلون مع الكسالى والمتوانيين فيجدوا دموعهم وتقواهم وإتضاعهم فيمتلؤن تعزيه وقوة ونشاطاً الأنبا إيسيذيروس تدرج مع القديس موسى الأسود فى كميه الطعام التى يأكلها أن يأكل بمقدر وزن عرق شجره يوميا وإذ أنها تذبل مع الوقت ويخف وزنها فيقل بالتدريج مقدار الاكل الذى يأكله
ما أخطر الكبت فى المجال الروحى إذ تحت شعار الإتضاع يكون الإنسان قد وضع على نفسه أموراً لا يستطيع أن يحتملها أو أن يصوم دون قناعه أو يحيا فى عفة شكلية تخفى ورائها كبتاً شديداً داخلياً فيتظاهر بالتحفظ ويحرم التعامل مع الجنس الآخر بينما يخفى فى داخله نفس متعبه غير نقيه فى التعاملات والملامسات مما يعبر عن كبتاً مريضاً مخفياً فى الأعماق وما أخطر من يتظاهر بالطاعه وهو غير مقتنع وناقم فى داخله ومن لا يعرف كيف يعبر عن رأيه تحت مبدأ التسليم على النفس أن تفحص نفسها بكل أمانه وتعرف مساحه الكبت المخبأة داخلها وتعالجهاوالله يرفع ويعالج ويكمل
+ الموهبة و الاحتياج بعيدا عن الكبرياء
+ الحياة الاجتماعية
ويمكن أن نتناول بعض النقاط فى الإتزان الإجتماعى
1 التربية .. مع الأسرة مع أخوتى .. و أصدقائى كيف أميز بين شخصوآخر .. الاختيار .. الحب .. الحزم .. يسوع أستخدم السوط .. و دافع عن الزانية . الادوية الباردة للجراحات الساخنة.. قيل عن الأنبا أنطونيوس حينما قاد أولاده بأعتدال لم يمسك عليهم و لم يكن متسيبا بل كان حازما فى حنو وكانى حانياً فى حزم (إن أكثر الطرق الصحية والآمنه للتربيه والأفضل لإذدهار أبنائنا هى أن يوجدوا فى بيئة غنية بعنصرى التربية الرئيسيين الحب والحزم بنسب متوازنه حب بلا دليل وحزم بلا قسوة)د جيمس دوبسون فى معرفه نقاط الضعف والقوة فى أفراد ااسرة وكيفيه توجيهها دون كبرياء أو صغر نفس طلبات الأبناء لو نمتنع يخرج أبناء فى حرمان ولو وافقنا على كل طلباتهم يصبحون مستهلكين وغير قانعين ننصح فى التربيه المتزنه بثلاثه ف أفوت إفهم فوت فرمل متى تقول لا وكيف بطريقه لاتجرح ولا تتنازل – أرادت أم أن تتعرف على أصحاب إبنها الذى يرفض أن تتدخل فى خصوصياته فإقتحت عليه أن يقضوا معه يوما بالساحل الشمالى وأخرى دعتهم إلى حفله عيد ميلاد وراقبت ورأت وأدرك أسباب وراء تغيرات فى إبنها
2وسائل الإعلام
ماذا تشاهد هناك إحصائيات أن القنوات العربيه فى مجملها أكثر من 700قناة فضائيه لا يوجد فى برامجها أكثر من 2.5% برامج مفيده الباقى تسالى أما عن الأجنبى فمتنوع وعلى كل شخص أن يختار ما يشاهد – ماذا تفضل
3الكبت والضبط
الكبت هو شدة الإشتياق وشدة الرغبة مع عدم إمكانية التحقيق والعكس الضبط هو القدرة على التحيق مع عدم وجود الرغبة أو السيطرة عليها (واحد عايز ومش قادر وواحد قادر ومش عايز ) ما اخطر الكبت الذى يؤدى إلى الإنفجار ولابد أن يفحص الشخص نفسة جيداَ ويعرف الدوافع والرغبات والميول وكم الكبت الذى يحياةيصعب التحكم فيها لأن لها قوى عميقة فى الإنسان من دوافع لا إرادية ومن هرمونات وأعصاب وعقل لذلك أصعب شىء هى الغرائز المكبوتة لأن سلطانها عنيف وترويضها يحتاج إلى ضبط ووقت- تحريم التعامل مع الجنس الآخر دون توعية رغم العلم بأن هناك ميل طبيعى فطرى الله وضعه للتجاذب بين الجنسين كيف يفهم ويضبط ويروض ويعرف المراحل ويجعل لكل شئ وقت وزمان مثلاً فى مجال الإختلاط نافع وبناء وينصح الشاب والشابه أن يكون لهما علاقها نقيه ولكن بشروط مجموعه- ضرورة- إحترام ولياقة لو خرج أمر عن الإعتدال لابد من وقفه حازمه إسأل دوافعك هناك كبت وهناك ضبط هناك نظرة شهوانيه إستهلاكيه ذاتيه أنانيه غيرة نقص تعويض تحررمن قيود إختلاط مع غير ديانات أخرى ووجدت دوافع منحرفه مناقشات غير مرغوب فيها إهتمام زائد الكنيسة قرأت للمتنيح الأنبابيمن رأياً أعجبنى يقول فيه (إن بعض اللذين تحت سيطرة الكبت الجنسى بسبب ظروفهم الخاصة قد يلبسون رداء التدين المريض منادين بإتجاهات منغلقة ومنحرفة تجعل الشباب يحيا الكبت والإنغلاق وقد يكره الدين اللذين يحملون الناس أحملاً عثرة ويركزون على الشكليات والنتائج ولا يلمسون الجوهر ...يهولون الأمور ويحذرون من كل شىء ...دون أن يستطيعوا أن يعالجوا أو يمدوا أيديهم للساقطين وينتشلوهم ....يؤسفنى أن أقول أن الجو الدينى زاخر بكثير من أولئك (المتنيح الأنبا بيمن )سبق أن نصحت الشباب الجامعى حيث يكون قد بدأ فى مرحلة النضح أن يكون لكل جنس مجموعه من الجنس الآخر تكون موضع إحترام وتقدير وإعجاب فى طريقة التفكير الموهبة التدين الشخصية هذا يحمى الشاب من الكبت المبنى على التحذير الغير مقنع رغم أنه يحتاج إلى خبرة وإلى توجيه وإلى معرفة وإلى نضع نفسى وروحى والعلاج يبدأ بالفكر والتسامى والضبط وسلطان الروح هو العلاج مثل الصوم –التسليم –العفة-الزواج أفضل من التحرق (الكبت )(ترويض الغرائز يحتاج إلى نعمة غزيرة لأن بيننا وبين الشر تنافر بينما بيننا وبين الغرائز تجاذب )
4الإحتياجات
ما أكثر إحتياجات الإنسان المادية والجسدية والنفسية ومن الصعب التحكم فيها مالم يشبع ويتقدس الكيان كله بعمل الله فى الأعماق الداخلية ترفع الإحتياجات من تلقاء ذاتها حينما يكتفى الإنسان داخلياً تدربت أن أجوع وأن أعطش أن أنقص وأستفيض لست أريد شيئاَمن العالم لأن العالم أفقر من أن يعطينى المكبوت يرى كل شىء ويشتياق إلى إقتناؤه وإن لم يستطع ينظر إلى الشىء وكان سر حياته فى إقتناؤة ويفقد سلامة وراحتة ويذداد شوقه مع عدم وجود القدرة ينشىء الصراع الذى يؤدى إلى الكبت حينما تشبع النفس بالمسيح وتكتشف الجوهرة الغالية الثمن فى داخلها تجدها تسقط إحتياجاتها الأخرى من تلقاء ذاتها –(من إمتلكك شبعت كل رغباتة ) ق أوغسطينوس لايرى الأشياق ويزداد إشتياقه لإقتنائها بل العكس يزداد رغبه فى التخلص مما عنده بكل سرور ولذة لأنه وجد مصادر أخرى لتشبع إحتياجاته العميقه
5الحرية
ما أخطر القيود فهى تذل وتهين بل وتميت (حين يوضع نسر فى قفص لا يقبل أن يأكل أو يشرب غلى أن يموت لأنه فقد حريتة)الحرية من الإحتياجات العميقة فى الإنسان ولا يليق ان يحيا الإنسان فاقد لحريته لأن الله رأى أن ذلك حسن (الرأى –التصرف – الإختيار – القرار – الدراسة – الخدمه )مع الإلتزام بالمبادىء العامة – ومن أهم العطايا التى نلناها فى المسيح يسوع أنه حررنا من رباطاطتنا الداخلية العنيفة والمريرة ( إن حرركم الإبن فبالحقيقة تصيرو أحراراً )والكبت فى الحرية يؤدى إلى ثورات وجنوح
ثالثا كيف أقتنيه :-
التودد الى النعمة بالخضوع فى الصلوات و الكتاب المقدس فأخذ من ينابيع الحكمة الالهية :
+ الثبات فى المسيح .
+ معاشرة الحكماء " مساير الحكماء يصير حكيما
+ الاستفادةمن الاخطاء .
+ المعرفة الجيدة بالنفس و الاشخاص
الفهم العميق والتأنى فى القرارات والإستشارة وحساب ردود الأفعال .