سلسلة مبادىء فى الحياةالمسيحية ج4 الرسالة

Large image

قَالَ الرَّبَّ يسُوع عَنْ نَفْسُه أنَّ ﴿ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدُِمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ ﴾ ( مت 20 : 28 ) .. فَكَانَتْ رِسَالْتُه فِي العَالَمْ أنْ يُعْلِنْ مَلَكُوت الله وَأنْ يُمَجِّد الله وَأنْ يَحْفَظْ العَالَمْ مِنْ الشَّر وَالشِّرِّير فَقَالَ ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾( يو 17 : 4 ) .. رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة يَجِبْ ألاَّ تَخْتَلِفْ أبداً عَنْ رِسَالِة الرَّبَّ يَسُوع فَهيَ أنْ يُظْهِر وَيُمَجِّد إِسْم الرَّبَّ يسُوع لِلنَّاس .. فَخِدْمِتْنَا وَحَيَاتْنَا هِيَ إِمْتِدَادٌ لِعَمَل الرَّبَّ يَسُوع وَهُوَ قَدْ إِئْتَمَنَّا عَلَى إِكْمَال رِسَالَتِهِ وَأنْ نُعْلِنْ إِسْمُه وَمَمْلَكَتُه وَمَلَكُوتُه فِي العَالَمْ يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ ﴿ لاَ يُمْكِنْ أنْ يُوجَدٌ مَسِيحِي فِي الحَيَاة بِدُون رِسَالَة وَلاَ يُمْكِنْ أنْ يَكُون الْمَسِيحِي غِير خَادِم فَهُوَ كَالشَّمْس تُنِير لِلكُلِّ وَتُدَفِئ الكُلَّ بِلاَ شُرُوط أوْ ضَوَابِطْ كذلِك الْمَسِيحِي يُضِئ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط وَيُعْطِي رُوح دِفْء وَحَنَان وَحُبْ لِكُلَّ مَنْ حَوْلُه دُونَ شُرُوط .. وَإِنْ حَدَثَ أنَّ الشَّمْس لاَ تُضِئ أوْ لاَ تُدَفِئ قَدْ أُصَدِّقَك وَلكِنْ لاَ أُصَدِّق أنَّهُ يُوجَدٌ مَسِيحِي لاَ يُنِير ﴾ .. وَذلِك لأِنَّ الْمَسِيحِي تَشَبَّعْ بِرُوح الْمَسِيح فِي حَيَاتُه وَهُوَ الَّذِي يَعْمَل فِيهِ .. وَهُوَ رُوح عَطَاء وَحُبْ وَبَذْل وَكِرَازَة وَإِنْتِشَار لِلمَلَكُوت فَهْيَ أمَانَة أنْ نَحْمِل رِسَالِة الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا وَأنْ نُكَمِّل نَقَائِص شَدَائِد الْمَسِيح فِي أنْفُسْنَا ( كو 1 : 24 ) فَنُوحٌ عِنْدَمَا بَنَى الفُلْك كَانَ مُكَوَّن مِنْ عَوَارِض خَشَبِيَّة كَثِيرَة وَهذِهِ العَوَارِض تُمَثِّل المُؤمِنِينْ فَلاَ يُمْكِنْ بُنَاء الفُلْك إِلاَّ بِالمُؤمِنِينْ .. وَكَمَا كَانَ الفُلْك سَبَبْ خَلاَص لِلبَشَرِيَّة فَالمُؤمِنِينْ أيْضاً سَبَبْ خَلاَص لِلعَالَمْ يَتَسَائَل البَعْض عَنْ المَجِئ الثَّانِي وَمَتَى سَيَكُون .. فَالكَنِيسَة فِي السَّمَاء لَمْ تُكْتَمَل بَعْد وَمَازَالَ يَنْضَمْ إِلَيْهَا الأبْرَار وَمَتَى إِكْتَمَلَتْ وَأبْنَاء المَلَكُوت يُكْتَمَلُون يَأتِي المَجِئ الثَّانِي .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي مُمْتَدَّة مِنْ الأرْض إِلَى المَلَكُوت .. نَعِيش فِي العَالَمْ وَلاَ يَعِيش العَالَمْ فِينَا .. يَقُول أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ﴿ كَمَا أنَّ النَّفْس هِيَ سِر حَيَاة الجَسَد هكَذَا الْمَسِيحِي هُوَ سِر حَيَاة العَالَمْ .. وَكَمَا أنَّ النَّفْس تَتَحِدٌ بِالجَسَد وَلكِنَّهَا غَرِيبَة عَنْ الجَسَد كذَلِك الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي العَالَمْ وَلكِنَّهُ غَرِيباً عَنْ العَالَمْ .. هكَذَا الْمَسِيحِي يَحْيَا فِي الجَسَد وَلاَ يَحْيَا بِحَسَبْ الجَسَد ﴾ .. فَرِسَالِة الْمَسِيحِي أنْ يُعْلِنْ إِسْم الله وَمَلَكُوت الله فِي الأرْض لِذلِك الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ مَسِيحِي لاَ يَخْدِم أوْ مَسِيحِي لاَ يَكْرِز ظَهَرَتْ فِي أيَّام القِدِيس غِرِيغُورْيُوس الكَبِير جَمَاعَة تَقُول أنَّهُ لاَ عِلاَقَة لَهُمْ بِالخِدْمَة وَيَجِبْ تَرْك الخِدْمَة لِلخُدَّام .. وَفِئَة أُخْرَى تُنَادِي بِالرَّهْبَنَة وَلكِنْ بِأُسْلُوب فِيهِ إِحْتِقَار لِلعَالَمْ .. فَقَالَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس ﴿ أنَّ الرَّهْبَنَة تَخْدِم العَالَمْ بِالصَّلاَة وَالْمَسِيحِي يَحْيَا كَخَادِم .. فَجَاءَ بِتَشْبِيه مِنْ العَهد القَدِيم لِيُوَضِح ذلِك .. فَفِي شَرِيعَة العَهد القَدِيم هُنَاك شَرِيعَة " الوَلِي " أوْ شَرِيعَة " مَخْلُوع النَّعْل " وَهيَ أنَّهُ عِنْدَمَا يَمُوت زُوج دُونَ أنْ تُنْجِبْ زَوْجَتَهُ يَتَزَوَجْهَا أقْرَب شَخْص لِلزُوج مِثْل الأخ وَيُقِيم نِسَل بِإِسْم الزُوج المُتَوَفِي .. وَإِذَا رَفَض أقْرَبَهُمْ لِلزُوج يَتِمْ البَحْث عَنْ الَّذِي يَلِيه فِي القَرَابَة وَهكَذَا حَتَّى يُوَافِقٌ أحَدٌ أقَارِب هذَا الزُوج وَأمَّا مَنْ رَفَض فَيَأخُذُوا نَعْلُه وَيُسَمَّى بَيْتُه " بَيْت مَخْلُوع النَّعْل "( تث 25 : 10 ) وَذلِك حَتَّى يَتَأكَّد الجَمِيعْ أنَّهُ تَمَّ إِبْلاَغُه وَهُوَ الِّذِي رَفَض فَلاَ يَأتِي اليُّوم وَيَدَّعِي أنَّ أحَداً لَمْ يُبَلِّغُه وَأنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ .. وَتَبْصِقٌ عَلَى وَجْهَهُ تِلْكَ المَرْأة لأِنَّهُ رَفَض الإِقْتِرَان بِهَا وَتَرَكَهَا لِغَيْرُه ﴾ .. فَأخَذَ القِدِيس غِرِيغُورْيُوس هذِهِ الشَّرِيعَة وَشَبَّهَهَا بِرِسَالِة الْمَسِيحِي فَيَسُوع هُوَ أخُونَا البِكْر الَّذِي أسْلَم ذَاتُه عَنَّا وَمَاتَ وَلَمْ يَكْتَمِل نَسْلُه المُقَدَّس .. وَالمَرْأة هِيَ الكَنِيسَة فَالْمَسِيح تَرَكَ لَنَا الكَنِيسَة لِكَيْ نَقتَرِنْ بِهَا لِكَيْ مَا نُكَمِّل نَسْلُه وَإِذَا رَفَض شَخْصٍ مَا يُسَمَّى بَيْتَهُ " مَخْلُوع النَّعْل " .. وَتَبْصِقٌ الكَنِيسَة فِي وَجْهِهِ لأِنَّهُ لَمْ يُكَمِّل رِسَالَتْهَا وَلِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ تَشْبِيه آخَر ﴿ كُلَّمَا أرَى الكَنِيسَة خَالِيَة مِنْ المُؤمِنِينْ أحْزَن وَعِنْدَمَا أرَاهَا مَلِيئَة بِالمُؤمِنِينْ أفْرَح .. فَيَقُول لِلمُؤمِنِينْ أنْتُمْ رِدَاء الكَنِيسَة وَغِطَاء الكَنِيسَة وَسَتْرَهَا وَمِنْ دُونَكُمْ تُصْبِح كَأنَّهَا عَارِيَة .. فَفِي قِصَّة نُوحٌ عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ إِبْنُه وَوَجَدَهُ عُرْيَان سَخَرَ مِنْهُ فَدَخَلَ بَقِيِة إِخْوَتُه وَسَتَرُوا وَالِدَهُمْ .. فَأنْتَ مَتَى رَأيْت جُزْء مِنْ الكَنِيسَة عُرْيَان وَلَمْ تُغَطِّيه تُصْبِح مَلْعُون كَكِنْعَان إِبْن نُوحٌ وَكَمْ تَكُون لَوْ أنَّكَ أنْتَ سَبَبْ العُرْي ﴾ .. الله لَمْ يُرْسِلْنَا إِلَى العَالَمْ لِنَحْيَا لأِنْفُسْنَا وَلاَ نَحْيَا فِي مُتْعَة أوْ لَذَّة بَلْ أرْسَلْنَا لِنَشْهَدٌ لَهُ وَنُمَجِّدَهُ وَنَرْبَح المَلَكُوت بِالعَالَمْ وَنُصَيِّر العَالَمْ لَهُ وَنُصَيِّر الأرْض سَمَاء فَتَقُول كَالْمَسِيح ﴿ أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ . الْعَمَلُ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَِعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ ﴾ الْمَسِيحِيَّة لاَ تَعْرِفْ السَلْبِيَّة وَلاَ تَقْتَصِر الخِدْمَة عَلَى فِئَة مُعَيَّنَة فَقَطْ فَكُلَّ مَسِيحِي خَادِم فَنَحْيَا بِرُوح الخِدْمَة .. وَمِنْ أهَمْ أمْثِلِة الخِدْمَة العَذْرَاء مَرْيَم فَكَانَتْ تَخْدِم فِي الهِيكَل قَبْل البِشَارَة فَكَانَتْ تَحْيَا فِي الهِيكَل اليَهُودِي المَلِئ بِالذَّبَائِح وَالدَّم وَالجُلُودٌ .. فَلَمْ تَكُنْ إِقَامِتْهَا فِي الهَيْكَل مُتَنَعِمَة بَلْ كَانَتْ تَتْعَبْ وَتَخْدِم وَتُشَارِك فِي هذِهِ الذَّبَائِح .. أيْضاً عِنْدَمَا عَلِمَتْ أنَّ ألِيصَابَات حَامِل لَمْ تُفَكِّر فِي صُعُوبِة الطَّرِيقٌ أوْ كَوْنِهَا هِيَ الأُخْرَى حَامِل بَلْ ذَهَبَتْ لِتَخْدِمْهَا مُسْرِعَة .. وَأثْنَاء حَيَاة الرَّبَّ يَسُوع عَلَى الأرْض كَانَتْ لَهَا رُوح الخِدْمَة فَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ لِعُرْسٌ قَانَا الجَلِيل كَانَتْ تَخْدِم ( يو 2 : 1 – 11) .. وَكَانَ العُرْس اليَهُودِي يَسْتَمِر مِنْ سَبْعَة أيَّام إِلَى شَهْر بِحَسَبْ قُدْرِة العَرِيس وَكَانَ يَقُوم كُلَّ يُوم بِزِيَارِة أهْل المَدِينَة مَعَ أصْدِقَائِهِ وَأقَارِبِهِ وَفِي نِهَايِة اليُّوْم يَقُوم بِعَمَل وَلِيمَة كَبِيرَة فِي مَنْزِلِهِ فَنَجِد العَذْرَاء تُسَاعِد فِي هذِهِ الوَلِيمَة وَذَهَبَتْ لِيَسُوع لأِنَّهَا عَرَفَتْ أنَّهُ لاَ يُوجَدٌ عِنْدَهُمْ خَمْرٌ .. وَالخَمْرٌ رَمز لِلفَرَح الرُّوحِي فَالعَذْرَاء تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ لِيَكُون لَهُمْ فَرَح رُوحَانِي وَكَانَتْ مَعَ الْمَسِيح فِي كُلَّ مَكَان تَسْمَعْ مِنْهُ وَبَعْد صُعُودُه كَانَتْ خَادِمَة فِي وَسَطْ التَّلاَمِيذ وَكَانَتْ مَرْجَعَهُمْ فَكَانَتْ تَحْكِي لَهُمْ تَفَاصِيل حَيَاة الْمَسِيح عَلَى الأرْض وَخَاصَّةً لُوقَا الطَّبِيب الَّذِي كَانَ لَهُ دَالَّة عِنْدَ العَذْرَاء فَانْفَرَدَ فِي إِنْجِيلُه بِأحْدَاث وَتَفَاصِيل هُوَ فَقَطْ الَّذِي كَتَبَهَا .. وَالأنْ هِيَ تَشْفَعْ فِي كُلَّ المُؤمِنِينْ .. وَهيَ فِي السَّمَاء فَهْيَ لاَزَالَتْ خَادِمَة فَالله يُطِيل أنَاتُه بِسَبَبْ تَوَسُّلاَت وَشَفَاعَات العَذْرَاء كَانَتْ هُنَاك رَاهِبَة تَنَيَّحَتْ وَبَعْد نِيَاحِتْهَا ظَهَرَتْ لأُخْت لَهَا فِي الرَّهْبَنَة وَقَالَتْ لَهَا أنَّ كُلَّ التَّمَاجِيد وَالإِحْتِفَالاَت الَّتِي نُقِيمَهَا عَلَى الأرْض لاَ تَفِي مَا تَسْتَحِقُّه العَذْرَاء فِعْلِياً لأِنَّهَا لاَ تَكُفْ عَنْ الشَّفَاعَة وَالتَّوَسُّل لإِبْنَهَا لِيَرْفَعْ غَضَبُه عَنْ البَشَر بَعْض الخَدَمَات الَّتِي تُسَاعِد كُلَّ مَسِيحِي فِي رِسَالَتِهِ

(1) خِدْمِة الصَّلاَة :-
كُلَّ المُؤمِنِينْ يَسْتَطِيعُونَ الصَّلاَة .. فَلاَ يَجِبْ أنْ تَقْتَصِر الصَّلاَة عَلَى أنْفُسْنَا بَلْ يَجِبْ أنْ تَشْمَل الأخَرِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْلُهُمْ .. فَكُلَّمَا رَأيَتْ مُشْكِلَة عِنْدَ آخَر يَجِبْ أنْ تُصَلِّي لأِجْلُه .. صَلِّي مِنْ أجْل المَشَاكِل المَوْجُودَةٌ فِي العَالَمْ .. صَلِّي مِنْ أجْل غَيْر المُؤمِنِينْ .. صَلِّي مِنْ أجْل أوْلاَدَك .. صَلِّي مِنْ أجْل المُجْتَمَعْ وَسَلاَمُه .. صَلِّي عَنْ الكَنِيسَة وَرَئِيس الكَنِيسَة وَسَلاَمِتْهَا وَكَهَنِتْهَا وَالشَّمَامِسَة وَكُلَّ أمر تَرَاه وَتُرِيد تَغْيِيرُه صَلِّي مِنْ أجْلُه يَحْتَاجٌ الْمَسِيحِي أنْ يَشْعُر أنَّهُ شَفِيعْ وَأنَّ لَهُ رِسَالَة أنْ يَتَوَسَطْ لَدَى الله مِنْ أجْل الأخَرِينْ فَالكَنِيسَة تُصَلِّي عَنْ الجَمَادٌ وَعَنْ الطَّبِيعَة .. ﴿ مَزَاجاً حَسَناً لِلهَوَاء ﴾ ( جُزْء " إِنْعِمْ عَلَى عَبْدَك بِوِحْدَانِيِة القَلْب " فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. صَلِّي عَنْ أقْرِبَائَك وَأحِبَّائَك وَكُلَّ الَّذِينَ تَعْرِفَهُمْ وَالَّذِينَ لاَ تَعْرِفَهُمْ .. فَالكَنِيسَة مِحْتَاجَة لِطَغْمَة مِنْ المُصَلِينْ وَرُبَّمَا تَكُون مِحْتَاجَة لِلمُصَلِينْ أكْثَر مِنْ المُتَكَلِمِينْ .. فَخِدْمِة مَدَارِس الأحَدٌ وَخِدْمِة الكَاهِن وَالوَعْظ مِحْتَاجَة إِلَى صَلاَة لِكَيْ يُقَوِيهُمْ الله .. يَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهَبْ﴿ يَجِبْ أنْ يَكُون الفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَرَعِيِتُه كَالفَرْق بَيْنَ الرَّاعِي وَالخِرَاف .. لاَ أقُول هذَا لإُقَلِلْ مِنْ شَأن الرَّعِيَّة وَلكِنْ لِكَيْ أرْفَعْ مِنْ شَأن الرُّعَاة ﴾ .. صَلِّي مِنْ أجْل أي ضَعْف فِي الكَنِيسَة أوْ شَخْص بَعِيد عَنْ الكَنِيسَة فَخِدْمِة الصَّلاَة لاَ تَحْتَاجٌ مَهَارَات مُعَيَّنَة وَتَحْتَاجْهَا الكَنِيسَة جِدّاً .. فَكُلَّ خِدْمَة لاَبُد أنْ يَكُون وَرَائِهَا فَرِيقٌ يُصَلِّي مِنْ أجْلِهَا .
(2) خِدْمِة القُدْوَة :-
فَأنْتَ فِي وَسَطْ العَالَمْ تَصِير خَادِم بِقُدْوِتَك وَتُقَدِّم شِهَادَة حَسَنَة لِلْمَسِيح .. ﴿ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّموَاتِ ﴾ ( مت 5 : 16) .. يَقُول مُعَلِّمْنَا بُولس لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس فِي رِسَالَتِهِ ﴿ وَأَمَّا أَنْتَ فَقَدْ تَبِعْتَ تَعْلِيمِي وَسِيرَتِي وَقَصْدِي وَإِيمَانِي﴾ ( 2تي 3 : 10)فَيَجِبْ أنْ يَرَى النَّاس فِي الإِنْسَان الْمَسِيحِي سِيرَة وَأقْوَال وَالسِيرَة أهَمْ مِنْ الأقْوَال لأِنَّهَا تُؤَثِر أمَّا كَلاَم بِلاَ سِيرَة يُعْثِر .. فَهَلْ تَشْهَدٌ لِلْمَسِيح بِحَيَاتَك فِي وَسَطْ المُجْتَمَعْ ؟ كَيْفَ تَكُون نُور ؟ كَيْفَ تَكُون مَلْح وَقُدْوَة حَقِيقِيَّة ؟ يَقُول بُولِس " أنَّ العَامِيُون عِنْدَمَا يَرُوا المُؤمِنِينْ يَخُرُّوا سَاجِدِين وَيَقُولُوا أنَّ الله بِالحَقِيقَة فِيكُمْ " .. مُمْكِنْ نَاخُدٌ تَدْرِيب .. إِكْتِبْ فِي وَرَقَة شَاهِدٌ لِتَعْلِيمْ يَسُوع مِثْل " أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ "( مت 5 : 44 ) ثُمَّ شَاهِدٌ لِمَوْقِفْ أحَبَّ فِيهِ يَسُوع أعْدَاؤه .. أي ضَعْ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع فِي جِهَة وَمَوْقِفْ يُثْبِتْ وَيَدُل عَلَى مَا قَالَهُ بِجَانِبِهِ سَتَجِد أنَّ كُلَّ مَا قَالَهُ يَسُوع قَامَ بِتَنْفِيذُه فَقَدْ عَلَّمْ وَعَمَل .. فَالْمَسِيحِي يَجِبْ أنْ يَجْعَل حَيَاتُه تَتَفِقٌ مَعَ مَا يَعْرِفَهُ فَنَجِد فِي قِصِّة مُبَارَكِة إِسْحَق لإِبْنُة البِكْر عِنْدَمَا دَخَلَ إِلَيْهِ يَعْقُوب فِي ثِيَاب عِيسُو يَقُول لَهُ﴿ الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو ﴾ ( تك 27 : 22 ) .. وَيُفَسِر الأبَاء القِدِّيسِينْ ذلِك عَلَى المُؤمِنِينْ أنَّنَا أحْيَاناً نَسْلُك بِهذِهِ الإِزْدِوَاجِيَّة .. الصُوت أي الكَلاَم وَاليَدَين أي الأعْمَال فَأحْيَاناً نَتَكَلَّمْ بِشِئ وَنَتَصَرَّفْ بِطَرِيقَة أُخْرَى .. فَيَجِبْ أنْ نَحْيَا بِكَلاَم الإِنْجِيل وَلاَ نُرَدِّدَهُ فَقَطْ ﴿ لِتَمُتْ نَفْسِي مَوْتَ الأَبْرَارِ وَلِتَكُنْ آخِرَتِي كَآخِرَتِهِمْ ﴾ ( عد 23 : 10) .. هذِهِ الآيَة قَالَهَا بِلْعَام الَّذِي إِتَفَقَ مَعَ أعْدَاء شَعْب الله وَمَلِكَهُمْ بَالاَق حِينَمَا أحْضَر بَلْعَام وَاتَفَقَ مَعَهُ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَيَتْرُكَهُمْ الرَّبَّ وَحِينَئِذٍ يَسْتَطِيعْ التَّغَلُب عَلَيْهِمْ وَأعْطَاهُ مَالاً لِيُتَمِّمْ هذَا العَمَل وَكَانَ يَقُول أنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعْ أنْ يَلْعَنْ الشَّعْب فَكَانَ قَوْلُه عَلَى عَكْس فِعْلُه .. ثُمَّ أشَارَ عَلَى بَالاَق أنْ يَأتِي بِبَعْض النِّسَاء وَسَطْ الشَّعْب فَيَقَعْ فِي الخَطِيَّة فَيَغْضَبْ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ وَيَتْرُكَهُمْ .. وَبِالفِعْل تَمَّمْ بَالاَق هذِهِ الخِطَّة وَعِنْدَمَا غَضَبَ عَلَيْهِمْ الرَّبَّ أفْنَاهُمْ وَفِي وَسَطِهِمْ بِلْعَام صَمُوئِيل النَّبِي أمَر شَاوُل بِحَرَب مَعَ عَمَالِيق وَأمَرَهُ أنَّ أي عَطَايَا تَكُون لِلرَّبَّ وَلاَ يَأخُذ مِنْهَا شَاوُل شَيْئاً .. فَأقَامَ الحَرْب لِلرَّبَّ وَلكِنَّهُ رَأى أنَّ الغَنَمْ كَثِير وَالعُجُول سَمِينَة فَأخَذَ الجَيِّدٌ لِنَفْسِهِ وَحَرَّم الرَّدِئ لِلرَّبَّ .. وَعِنْدَمَا جَاءَهُ صَمُوئِيل قَالَ لَهُ شَاوُل ﴿ مُبَارَكٌ أَنْتَ لِلرَّبِّ ﴾ .. فَسَألَهُ صَمُوئِيل هَلْ أقَمْت كَلِمَة الرَّبَّ ؟ فَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ مَرَّة أُخْرَى وَأجَابَهُ " نَعَمْ " .. فَسَألَهُ ﴿ مَا هُوَ صَوْتُ الْغَنَمِ هذَا فِي أُذُنَيَّ وَصَوْتُ الْبَقَرِ الَّذِي أَنَا سَامِعٌ ﴾ ( 1صم 15 : 13 – 14) ؟ .. فَأحْيَاناً يَتَكَلَّمْ الإِنْسَان بِأُمور وَيَتَصَرَّفْ بِعَكْسِهَا فَيَظْهَر عَلَى حَقِيقَتُه أمَام النَّاس مِنْ خِلاَل تَصَرُّفَاتُه وَلَيْسَ كَلاَمُه .. فَالمُجْتَمَعْ مِحْتَاجٌ نَمُوذَج صَالِحٌ. هناك فتاةغير مسيحيه تعمل فى عيادة طبيب طلبت إنجيل وحين سألها لماذا قالت لأنها تعاملت مع ثلاثه أشخاص مسيحيين وجدت ما يجذبها إليهم وعرفت أن السر فى الإنجيل فأرادت أن تقتنيه
(3) خِدْمِة الكَلِمَة المُفْرِحَة :-
كَمُحَاوَلِة تَهْدِئَة شَخْصٍ مَا وَنَزْع القَلَقٌ مِنْهُ .. فَعِنْدَمَا تَقُول لِشَخْص " لاَ تَقْلَقٌ "" إِلْقِي عَلَى الرَّبَّ هَمَّك " .. ضَعْ هذِهِ المُشْكِلَة أمَام أحَدٌ القِدِّيسِينْ .. ﴿ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ ﴾ ( 1بط 5 : 7 ) رَبِّنَا مَوْجُودٌ .. قَدْ تُؤَثِّر هذِهِ الكَلِمَات البَسِيطَة تَأثِيراً كَبِيراً فِيمَنْ يَسْمَعْهَا لأِنَّهُ يَكُون فِي حَاجَة إِلَيْهَا ﴿ الإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ ﴾ ( لو 6 : 45 ) .. فَتَرَاهُ دَائِماً يُشَجِعْ وَيُبَارِك مَنْ حَوْلُه فَيَفْرَح مَنْ حَوْلُه .. فَعِنْدَمَا تُذَكِّر شَخْص بِآيَة أوْ تَحْكِي لَهُ قِصَّة أوْ مَوْقِفْ لِتُعَزِّيه أوْ تَسْنِد شَخْص فِي مَرَضُه أوْ ضِيقَتُه فَهذَا أمر هَام وَمُؤَثِر فِي المُحِيطِينَ بِك .. أيْضاً أنْ تُشْعِر مَنْ حَوْلَك بِمَحَبِّتَك لَهُمْ وَإِهْتِمَامَك بِهُمْ فَهذِهِ خِدْمَة وَمِنْهَا جَاءَت خِدْمِة الإِفْتِقَادٌ .. فَلأِنَّكَ إِفْتَقَدْت هذَا الشَّخْص تَسْأل عَنْهُ وَيَهِمَّك أنْ تَعْرِفْ أخْبَارُه إِجْعَل عَنْدَك رَصِيد مِنْ كَلِمَات البَرَكَة تُنَاسِبْ كُلَّ إِنْسَان .. فَعِنْدَمَا تَرَى طَالِبْ تَقُول لَهُ(( رَبِّنَا يِنَجَحَك )) .. وَعِنْدَمَا تَرَى شَخْص مَهْمُوم تَقُول لَهُ (( رَبِّنَا يِرْفَعْ عَنَّك )) .. فَالكَلِمَة مُمْكِنْ أنْ تَبْنِي وَمُمْكِنْ أنْ تَهِدٌ .. فَيَقُول الكِتَاب ﴿ شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ ﴾ .. ﴿ تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ ﴾﴿ أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ ﴾ ( 1تس 5 : 14) .. فَهُنَاك خِدْمِة (( التَّشْجِيعْ ؛ التَّأنِّي ؛ السَنَد ))فَالإِنْسَان لاَ يَنْسَى الكَلِمَات الَّتِي تُفَرِّحُه وَالَّتِي تُحْزِنُه فَحَاوِل أنْ تَكُون كَلِمَاتَك مُفْرِحَة وَمُعَزِيَة لِمَنْ حَوْلَك .. إِنَّ رِسَالِة الْمَسِيحِي فِي الحَيَاة هِيَ إِمْتِدَادٌ لِرِسَالِة يَسُوع نَفْسُه فَلْنُحَاوِل عَلَى الأقَلْ أنْ نَخْدِم الله مِنْ خِلاَل هذِهِ المَجَالاَت .

عدد الزيارات 1632

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل