دراسة فى سفر نشيد الانشاد ج3

Large image

[ أرِينِي وجهَكِ أسمِعِينِي صوتَكِ لأِنَّ صوتَكِ لطِيف وَوَجهَكِ جمِيلٌ ]( 2 : 14 ) تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يبحث عَنْ النَّفْسَ وَيُخاطِبها قائِلاً أنَّ وجهَكِ جمِيل وَصوتَكِ لطِيف تخيَّل أنَّ السيِّد المسِيح يشتاق أنْ يرى وجهنا رغم أنَّنا صنعه يديه يُرِيد سماع صوتنا جيِّد أنْ تتراءى النَّفْسَ أمام الله وَتقِف أمام خالِقها قَدْ لاَ يقبلنا النَّاس لكِنْ الله يقبلنا لأِنَّنا عمله قَدْ أتكلَّم مَعَْ إِنسان لاَ يُرِيد سماعِى لكِنْ الله يسمعنِى فتخيَّل أنَّنا نقِف فِى الصلاة أمامه بِلاَ مُبالاه وَهُوَ يُرِيد سماعنا تخيَّل أنَّهُ يُخاطِبك وَيقُول أنَّ وجهَكَ جمِيل وَصوتَكَ لطِيف لابُد أنْ تشعُر بِقبُول الله لَكَ كثِيراً ما نقُول هل يسمعنا الله ؟ هل يرانا وَيشعُر بِنا ؟ لابُد أنْ تشعُر أنَّ حدِيثك معهُ حدِيث مُتبادل وَهُوَ يُرِيد سماعك أحد القدِيسِين يقُول فِى مُناجاه [ الله يقُول أنا مُشتاق لِسماع صوتك فأسكتَّ الملائِكة كى أسمعُ صوتك أبعدت كُلّ السَّمائِيين لأِرى وجهك ] تخيَّل أنَّ الله يفرح بِتسبِيحنا أكثر مِنْ تسابِيح السَّمائِيين الله يعلم أنَّ ملائِكته أرواح خادِمه لكِنْ أنا فِى الجسد وَالضعف لِذلِكَ تسبِيحنا لذَّته يُرِيد سماعه إِنْ كُنَّا مازِلنا مُبتدِئِين إِلاَّ أنَّ كُلّ كلِمة تخرُج مِنَّا تُمجِّده يُحِب سماعها أكثر شئ يُحارِبنا بِهِ عدو الخير أنَّنا غير محبُوبِين لدى الله يقُول أحد القدِيسِين [ ثِق أنَّ أُذُن الله قرِيبة مِنْ شفتيكَ ] أنا أسمعك لأِنَّ صوتَكَ جمِيل وَوجهِكَ لطِيف [ خُذُوا لنا الثَّعالِب الثَّعالِب الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ لأِنَّ كُرُومنا قَدْ أقعلت ]( 2 : 15 ) أى أعطى ثمراً كثِيراً ما تكُون هُناك ثعالِب صغِيرة تفسِد الكُرُوم لأِنَّها أخطر مِنْ الثَّعالِب الكبِيرة لأِنَّ الصغِيرة عندها نهم كذلِكَ الخطايا الصغِيرة تُفسِد الحياة الرُّوحيَّة مِثلَ الإِدانة وَالغضب وَالكِذب مُمكِن يكُون إِنسان لاَ يتكلَّم لكِنْ داخِلهُ يُدِين الآخرِين ثعالِب صغِيرة تُفسِد الكُرُوم فَلاَ يُعطِى ثمر[ حبِيبِي لِي وَأنَا لَهُ الرَّاعِي بين السُّوسنِ ] ( 2 : 16 ) خصُوصيَّة هُوَ لِى وَأنا لَهُ وَهذا يُدخِلنا لِلآية الجمِيلة [ أدخلنِي المَلِكُ إِلَى حِجالِهِ ] ( 1 : 4 ) مُجرَّد أنْ قالت النَّفْسَ إِجذبنِى وراءك فنجرِى تُفاجأ أنَّهُ يُدِخلها إِلَى حِجاله" الحِجال " هِى " الغُرفة الخاصَّة بِالعرُوس " لِذلِكَ لابُد أنْ أشعُر أنَّ لِى حِجال مَعَْ الله مكان أتحدَّث معهُ فِيه عرِيسِى السَّماوِى لِذلِكَ كُلّ نَفْسَ لها عِشرة حلوة مَعَْ الله تشعُر أنَّ كُلّ وقت تعِيش فِيهِ معهُ هُوَ حِجالها ترتفِع فِيهِ فوق مُستوى الزمن هل شعرت أنَّكَ تجاوزت معهُ حدُود الزمن ؟ هذا هُوَ الحِجال [ حيثُ تجلِس يا الله تُطعِم الأبرار مِنْ طعام الحقَّ ] هل جلسنا فِى وقت خاص مَعَْ الله وَإِختبرت الهدوء وَالسكيِنة ؟ نَفْسَكَ تهدأ وَجسدك يهدأ وَتبدأ نَفْسَكَ تسمو فوق ذاتِها هذا هُوَ الحِجال لاَ يلِيق أنْ نكُون مَعَْ الله بِدُون خصُوصيَّة فِى الأماكِن العامَّة لابُد مِنْ عِشرة خاصَّة يُعلِن لَكَ فِيها قِمَّة مجده وَحُبّه هل لَكَ العِشرة الَّتِى تُشعِرك بِحضُوره ؟ لحظات عربُون ملكُوت السَّموات مُمكِن يكُون الدافِع لدىَّ ضِيقة أمُر بِها [ لأِنَّهُ يُخبِّئُنِي فِي مظلَّتِهِ فِي يومِ الشَّرِّعَلَى صخرةٍ يرفعُنِي ] ( مز 27 : 5 ) هل جرَّبت حِجاله ؟ هل إِختبرت أنْ يخطف عقلك فِى الصلاة أى لَمْ تعُد تشعُر بِثِقله وَثِقل الجسد ؟ وَكما يقُول الشيِخ الرُّوحانِى [ الإِنسان يستنشِق رائِحة الحياة ] هل جرَّبت سكُون الحواس ؟ هذا هُوَ الحِجال الخرُوج مِنْ عالم الحِس إِذا لَمْ تختبِره تشعُر بِكسل وَثِقل الصلاة وَ لاَ تشعُر بِفرح فِيها صلِّى بِرُوح وَفرحة وَقُل لَهُ كَمْ أنت عظِيم أنت الَّذِى أخرجتنا وَجعلتنا ندوس فرعُون هل جرَّبت أنَّ قلبك يطفُر فرحاً فِى الصلاة ؟هل شعرت وَأنت فِى القُدَّاس أنَّ نَفْسَكَ تسجُد مَعَْ جسدك فِى التقدِيس وَتُعطِيه مجداً ؟هل توجد نغمات تخرُج مِنْ القلب تُعبِّر عَنْ محبِّة الله ؟ هذِهِ هِى ولِيمة العُرس لمحة مِنْ عربُون الملكُوت قُل لَهُ أنا صغِير لَمْ أختبِر كُلّ هذِهِ الخبرات هل حِجالَكَ لأُِناس مُعيّنِين فقط ؟فيقُول لَكَ لاَ أُدخُل حِجالِى مُتسِع أنا أُرِيد سماع صوتكَ الجمِيل وَأرى وجهك اللطِيف وَكما يقُول أشعياء النبِى [ أيُّها العِطاشُ جمِيعاً هلُمُّوا إِلَى المِياه وَالَّذِي ليس لَهُ فِضَّة تعالُوا اشترُوا وَكُلُوا هلُمُّوا اشترُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثمنٍ خمراً وَلبناً ] ( أش 55 : 1 ) [ نبتهِجُ وَنفرحُ بِكَ ] ( 1 : 4 ) الَّذِى يدخُل الحِجال ينال بهجة وَفرحة عِندما تخرُج النَّفْسَ مِنْ العالم تشعُر بِفرح لاَ يُنطق بِهِ وَمجِيد لَوْ حياة الإِنسان الرُّوحيَّة ليس بِها فرح يكُون بِها خطأ لكِنْ لَوْ حُزن بِسماح مِنْ الله يكُون داخِلهُ فرح خفِى لابُد أنْ تعِيش الفرح بِالله [ تُعظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ وَتبتهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخلِّصِي ]( لو 1 : 46 ) رنَّة الفرح الرُّوحِى داخِلك لاَ تستطِيع أنْ تصِفها لِذلِكَ يقُول داوُد فِى المزمُور [ بِهِ تفرح نِفُوسنا لأِنَّنا عليهِ توكَّلنا ] لابُد أنْ تُجرِّب هذِهِ الفرحة فِى حِجالِهِ فيقُول أشعياء النبِى [لأُِعطِيهُمْ جمالاً عِوضاً عَنِ الرَّمادِ وَدُهنَ فرحٍ عِوضاً عَنِ النَّوحِ وَرِداء تسبِيحٍ عِوضاً عَنِ الرُّوحِ اليائِسةِ] ( أش 61 : 3 )[ حوَّلت نُوحِي إِلَى فرحٍ ] يتحوَّل النُّوح إِلَى فرحٍ فِى الحِجال عِندما أُعلِن لَهُ شكواى وَأحوِلها إِلَى صلاة أكُون فرِح بِحِجاله يقُول القدِيس سِيرافِيم سيرافِسكِى [ يا لِفرحِى بِيسُوعِى ] عِندما تشعُر بِفرح تعرِف أنَّكَ سائِر فِى طرِيقه فرح رُوحِى مسئوليَّة عمل الرُّوح فرح الإِنسان مهما كانت الوصايا صعبة لكِنْ بِالرُّوح حِملها خفِيف النَّفْسَ مُتعبة لكِنَّها مسرُورة الطرِيق ضيِّق وَشاق لكِنْ المدِينة جمِيلة الطرِيق رغم صعوبته لاَ يخلو مِنْ علامات الفرح الأنبا أنطونيُوس يقُول لأولاده [ فرح الله يُرَّبِى عقولهُمْ وَيُعزَّيها ][ نذكُرُ حُبَّكَ أكثر مِنَ الخمرِ بِالحقِّ يُحِبُّونَكَ ] ( 1 : 4 ) كُلّ قدِيسِيك وَأبرارك بِالحقِّ يُحِبُّونك هل أنا مِثلهُمْ بِالحقِّ أُحِبّهُ ؟ لِنرى أبونا إِبراهِيم بِالحقِّ يُحِبّهُ يُقّدِم إِبنه مُحرِقة أى يحترِق أمام عينيهِ بِالنسبة لإِبراهِيم إِختبار سهل !!! السيِّد المسِيح يطلُب مِنْ كُلّ إِنسان إِسحاقه إِسحاقه أى أجمل ما يملُكَ وَما يتعلَّق بِهِ قلبه الَّذِى فِيهِ مشاعِره وَقلبه الله لاَ يُحِب الفِصال أُرِيد إِسحق لاَ إِسماعِيل إِسحق إِبنك وحِيدك حبِيبك الَّذِى تُحِبّه إِذا نجحت فِى الإِختبار أكُون بِالحقِّ أُحِبّهُ الأشياء الَّتِى تُحِبّها وَتقِف حائِل بينك وَبين الله سواء الأهل أوْ الذَّات أوْأُترُكها[ لكِنْ ما كَانَ لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسِبتُهُ مِنْ أجلِ المسِيحِ خسارةً ] ( فى 3 : 7 ) هل عِندِى إِستعداد أنَّ كُلّ مالِى يتحوَّل إِلَى رماد أمام عينىَّ ؟إِبراهِيم لَمْ يقُل لِسارة عَنْ ذبِيحة إِسحق حَتَّى لاَ تُعِيقه كُلٍّ مِنَّا لَهُ سارة داخِله هِى عواطِفه بعض الأمور لابُد أنْ أتجاوز فِيها سارة معقُول يقُول لها الله يطلُب مِنكِ إِسحق لِنُقّدِمُهُ إِليهِ ؟ بِالطبعِ لاَ لَوْ تحكَّمنا فِى عواطِفنا مَعَْ الله فَإِنَّها لاَ تُقرِّبنِى إِليهِ لِنُخاطِب أنفُسنا لَوْ الله طلب مِنَّا شئ غالِى وَأمسكناه عنّه تكُون محبِّتنا لَهُ بِاللِسانِ فقط داوُد أب لأُسرة وَقائِد جيش وَمَلِكَ وَيقُول لله [ سبع مرَّاتٍ فِي النَّهارِ سبَّحتُكَ عَلَى أحكامِ عدلِكَ ] ( مز 119 : 164 ) [ أُحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) معقُول داوُد لديهِ وقت فراغ لِيُصَلِّى لَهُ سبع مرَّات [ بِاللَّيلِ تُنذِرُنِي كُليتاي ] ( مز 16 : 7 ) " الكُلى " هِى أعمق جُزء فِى جسد الإِنسان وَكأنَّهُ يقُول أنا مِثل إِنسان تُنذِرهُ كُليتاه لِيقُوم لِلصلاة أعماقه تئِن عليه لِيُصَلِّى إِنسان عرف كيف يتجاوب مَعَْ موجة الصلاة بِالحقِّ يُحِبُّونهُ مِثلَ المجدليَّة وَيُوحنا الحبِيب وَالعذراء مريم وَ[ أخبرنِي يا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أين ترعى أين تُربِضُ عِند الظَّهِيرةِ ] ( 1 : 7 ) أنا أبحث عنك أين أنت ؟ كثِيراً ما لاَ نراه وَ لاَ نشعُر بِهِ فهل نصمُت ؟ لاَ أطلُبه أين هُوَأين تجتمِع قُطعانه رُبما تكُون خطيتِى هِى الفاصِلة بينِى وَبينه رُبما مَنْ حولِى هُمْ الَّذِينَ فصلُونِى عنّه رُبما يُرِيد هُوَ ذاك فِى كُلّ الحالات سأطلُبك لابُد لِرصِيد الحُب فِى العِشرة مَعَْ الله أنْ يقودنِى لَهُ أين أنت ؟ خُذنِى لِمراعِيك الجيِّدة يقُول فِى سِفر حزقيال 34 : 14 [ أرعاها فِي مرعىً جيِّدٍ وَيكُونُ مراحُها عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ العاليةِ هُنالِكَ تربُضُ فِي مراحٍ حسنٍ وَفِي مرعىً دسِمٍ يرعون عَلَى جِبالِ إِسْرَائِيلَ ] هُناك بعض المراعِى عِندما يأكُل مِنها الحيوان يكُون لِلحمِهِ مواصفات خاصَّة مراعِى دسِمة وَخِصبة أنا أقُول لَكَ أخبرنِى أين ترعى أين تربُض ؟ لأِنَّ مراعِيك دسِمة لأِنِّى كثِيراً ما رعيت فِى مراعِى غير دسِمة فلم يكُنْ لِى ثمرالراعِى يجلِس لِيسترِيح هُوَ وَرعيِّته معهُ فأين تسترِيح مَعَْ قدِيسِيك ؟ كثِيراً ما نرعى فِى قُطعان العالم فأين قطِيعك أنت ؟ أُرِيد أنْ أكُون فِى مرعاك يقُول سيِّدنا البابا[ أنا لَوْ ضللت فأنا خرُوفك وَإِنْ لَمْ أكُنْ موجُود فِى حظِيرتك ] أنا معدُود وَمحسُوب عليك فإِنْ لَمْ تجِدنِى ففتِّش عنِّى لكِنِّى الآنَ أنا أطلُبك أين ترعى أين تربُض ؟يقُول أنا أرعى وَأنا أربُض مَعَْ غنمِى [ وَأطلُبُ الضَّالَّ وَأسترِدُّ المطرُود وَأجبرُ الكسِير وَأعصِبُ الجرِيحَ ] ( حز 34 : 16 ) هذِهِ مسئوليتِى إِنْ ضللنا يطلُبنا وَإِنْ كسرنا يُجبِّرنا وَإِنْ جُرِحنا يعصِبنا هُوَ يُرِيد أنْ يكُون لنا الطبِيب النَّفْسِى وَالجسدِى وَالرُّوحِى لابُد أنْ نختبِر يَدهُ الشافية0
جيِّد مَنْ يعرِف أين هُوَ فيذهب إِليهِ عِندما علِمت المرأة الخاطِئة أنَّهُ فِى بيت الفرَّيسِى ذهبت لَهُ وَلَمْ تُبالِى بِكلام النَّاس هُوَ رابِض فِى القلب وَأنا أبحث عنّه خارِجِى[ ليس هُوَ بعِيد عنك ذاك الَّذِى تبحث عنهُ ] [ لكِنْ حِين وجدتك وجدتك عمِيق فِى أعماقِى أنت كُنت معِى أمَّا أنا فلم أكُنْ معك يالِشقاوتِى وَغباوتِى ] هكذا كَانَ القدِيس أُوغسطِينُوس يقُول قُل لَهُ أنت بِذراعك تحمِل الحُملان وَتقُود المُرضِعات فإِخبرنِى أين أنت ؟[ لِماذا أنا أكُونُ كمُقنَّعةٍ عِند قُطعانِ أصحابِكَ ] ( 1 : 7 ) " قُطعان أصحابِكَ "هِى إِهتمامات الحياة النَّفْسَ مُقنَّعة أى فِى كُلّ مكان لها شكل مُختلِف لِماذا أنا أتشكلّ بِشكل العالم ؟ لِكى أجِده لابُد أنْ أخلع الأقنِعة فأنا صورته أنا ملامِحه لِذلِكَ يُعاتِب الله النَّفْسَ فيقُول لها [ إِنْ لَمْ تعرِفِي أيَّتُها الجمِيلةُ بين النِّساء فاخرُجِي عَلَى آثار الغنمِ ] ( 1 : 8 ) عِتاب لطِيف وَكما قَالَ لَهُ فِيلُبُّس [ أرِنا الآب وَكفانا ]( يو 14 : 8 ) فيُجِيبه يسُوعَ [ أنَا معكُمْ زماناً هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تعرِفنِي يا فِيلُبُّسُ الَّذِي رآنِي فقد رأى الآبَ ] ( يو 14 : 9 ) هُوَ يُخجِل النَّفْسَ وَيقُول لها " إِنْ لَمْ تعرِفِي فاخرُجِي عَلَى آثار غنمِي " خطوة عمليَّة لاَ يكفِى الطلب وَالمُناجاه لمُهِمْ الخطوة العمليَّة إِتعِب جسدك إِسهر وَأقرأ وَسبِّح وَأعمل أعمال محبَّة وَهذا هُوَ الخرُوج عَلَى آثار الغنم جِديِّة فِى البحث آثار الغنم هُمْ القدِيسِين هُمْ يعرِّفُونا الطرِيق بِدونهُمْ نتوه لأِنَّهُمْ وصلوا قبلنا أبونا إِبراهِيم فِى إِيمانه وَداوُد فِى بِرَّه وَيوسِف فِى طهارته وَأيوب فِى صبره وَ الَّذِينَ فِى الإِيمان وَرثُوا المواعِيد [ وَارعي جِداءكِ عِند مساكِنِ الرُّعاةِ ] ( 1 : 8 ) الجِداء خِراف صغِيرة إِرعُوها عِند مساكِن الرُّعاة أى رُعاة الكنِيسة إِذهب لَهُمْ بِجِدائك أى ضعفاتك وَشهوات ذاتك ستجِد لها حل عِند مساكِن الرُّعاة لاَ تتهاون وَ لاَ تتراخى لأِنَّهُ مُنتظِرك فِى الطرِيق إِصحاح 4 : 4 يُخاطِب النَّفْسَ أوْ الكنِيسة فيقُول لها [ عُنُقُكِ كبُرجِ داوُد المبنِيِّ لِلأسلِحةِ ألفُ مجنٍّ عُلِّقَ عليهِ كُلُّها أتراسُ الجبابِرةِ ] ( 4 : 4 ) ما هُوَ عُنُقُك ؟بُرج داوُد هذا ليس غزل كَانَ قدِيماً فِى تِلَكَ العصُور كُلّ مدِينة لها بُرج عالِى تُراقِب مِنهُ حدودها هذا البُرج عَلَى سور المدِينة فِى أركانِهِ وَيقِف عليهِ الجُنُود لِحراسة المدِينة فمثلاً مدِينة داوُد لها بُرج هذا البُرج هُوَ سبب أمان المدِينة فيقُول الله لِلكنِيسة عُنُقُك كبُرج داوُد أى أنتِ سبب أمان النِفُوس أنتِ الحِصن المنِيع تُنّبِهِى أولادِك لِلعدوأيضاً قدِيماً كَانَ الجُنُود العائِدُون مِنْ الحرُوب مُنتصرِين يُعلِّقُون مِجنهُمْ مكتُوبة عليها أسمائهُمْ عَلَى بُرج المدِينة كإِفتخارعِندما أشترِك فِى الحرب وَأنتصِر أُعلِّق المجن الَّذِى صددت بِهِ سِهام العدوبِهِ أُعلِن إِنتصارِى فأُعلِّقه عَلَى البُرج كإِفتخار لِى كُلّ مُجاهِد فِينا لَهُ مجن مُعلَّق عَلَى بُرج الكنِيسة إِنِّى جاهِدت وَحارِبت وَإِنتصرت ما أجمل أنْ يكُون لِى مجن عَلَى بُرج الكنِيسة يشهد لِجِهادِى ضِد عدو الخير لِمجد الكنِيسة لِنرى مجن الأنبا أنطونيُوس كثِيراً ما صدَّ سِهام وَمجن مارِجرجِس كثِيراً ما غلب بِه تُرى هل لِى مجن أتراس جبابِرة مُعلَّقة عَلَى بُرج داوُد ؟ إِحذر أنْ لاَ يكُون لَكَ مجن وَليس لَكَ جِهاد وَأوِل سهم مِنْ عدو الخير يُسقِطك دون أنْ تستخدِم مجنك لأِنَّ مجنك هُوَ سبب مجدك وَفخرك ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1510

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل