ما هى الكنيسة ؟ ج2
لقد إِتفقنا مَعَ بعض أنّنا سنأخُذ سلسِلة عَنِ الحياة الكنسيّة وَإِبتدأنا فِعلاً وَتكلّمنا عَنِ ما هى الكنيسة ، وَسأُكلِّم حضراتكُم فِى تكمِلة موضوع ما هى الكنيسة وَفِى هذهِ السلسِلة سنأخُذ مواضيع مُتعدِّدة ، سنأخُذ موضوع عَنِ الرموز فِى الكنيسة ، سنأخُذ موضوع عَنِ قُدسيّة بيت الرّبّ ، سنأخُذ موضوع روحانيّة الصلاة بالأجبية ، سنأخُذ موضوع عَنِ روحانيّة تسابيح الكنيسة ، سنأخُذ موضوع عظمِة قديسِى الكنيسة ، وَفِى المرّة السابِقة تكلّمنا وَقُلنا أنّ الكنيسة هى عروس المسيح ، وَهى بيت الرّبّ ، وَهى جسد المسيح السرِّى ، وَتكلّمنا عَنِ الصلاة التّى نُصلّيها عَنِ الكنيسة أنّها [ واحِدة وحيدة مُقدّسة جامِعة رسوليّة ] ، وَتكلّمنا عَنِ كُلَّ نُقطة ، وَبنعمِة ربِنا سأُكلّمكُم اليوم عَنِ ثلاث نُقط وَهى :-
أولاً : الكنيسة هى المسيح بِذاته :-
ماذا يعنِى أنّ الكنيسة هى المسيح نَفْسَهُ ؟؟ القديس أُوغسطينوس قال أنّ أثناء كِرازِة المسيح كانت الكنيسة داخِل المسيح ، وَأيضاً عِندما صُلِب وَمات وَقام كانت الكنيسة فِى المسيح لأنّ المسيح أخفى الكنيسة فِى داخِله ، أمّا بعد كرازتِهِ وَبعد صعودهِ أصبح هو مخفِى فِى الكنيسة الكنيسة هى المسيح بِذاته ، الجسد السرِّى ، وَهى حلوله الشخصِى ، حيثُ يوجد المسيح توجد الكنيسة ، وَحيثُ توجد الكنيسة يوجد المسيح ، فإِنْ كان هو الرأس فالكنيسة هى الجسد ، فالمسيح مخفِى فِى الكنيسة ، وَإِنْ أحببنا أنْ نتلامس مَعَ المسيح فنحنُ نتلامس معهُ فِى بيتِهِ ، أين المسيح ؟ هو قال أنّهُ بيتِى ، وَقال [ ههُنا أسكُن لأنِّى أردتهُ ] ، وَلِذلِك مِنَ المُمكِن أنْ تأتِى إِلَى الكنيسة وَ لاَ تقومِى بأىّ عمل وَتجِدِى نَفْسِك أنّك تشعُرِى بِراحة ، لِماذا ؟ ما هو سِر الراحة فِى الكنيسة ؟ لأنّ المسيح كائِن فِى الكنيسة لأنّهُ حيثُ توجد الكنيسة يوجد روح الله ، وَحيثُ يوجد روح الله توجد الكنيسة ، وَيوجد كُلَّ بِر وَكُلَّ تقوّى وَكُلَّ نِعمة وَنتلامس معهُ ، وَتقولِى أنا فِعلاً ذُقتهُ ، وَفِعلاً أنا حبيته ، وَلِذلِك مُعلّمِنا داوُد النبِى يقول أنا [ تشتاق بل تتوق نَفْسَىِ إِلَى ديار الرّبّ لأنّ يوما واحِداً فِى ديارِك خير مِنَ ألف إِخترت الوقوف على العتبة فِى بيت إِلهِى] ، لإِنِّى وجدت فِى بيت ربِنا غِنايا ، وجدت فيه نِعم غائِبة عنِّى ، وَعِندما جلست فيِهِ فرِحت[ فرِحت بالقائلين لِى إِلَى بيت الرّبّ نذهب ] ، فأىّ شخص يقول لِى تعالى لِنذهب للكنيسة أفرح ، لِماذا ؟ لأنِّى سأذهب لِبيته ، وَسأذهب لِمكانه وَفِى الكنيسة نتقابل مَعَ جِراح المسيح ، وَمَعَ محبّة المسيح ،وَمَعَ أعضاء المسيح ، القديسين يشعُروا أنّ الكنيسة هى موضِع المسيح وَموضِع جروحه ، وَيتكلّمون عَنِ جُزء جُزء ، فمثلاً يقولوا أنّ صحن الكنيسة هو العالم ، أمّا المكان الذّى يقِف فيِهِ الشمامِسة وَهو الذّى يسبِق الهيكل يُسمّى السامِرة ، أمّا داخِل الهيكل فهو يُمثِل أُورُشليم ، وَهكذا الكنيسة مُقسّمة ، وَكأنّ رُسُلة وَتلاميذه بشّروا فِى أُورُشليم وَالسامِرة وَالعالم وَنجِد أنّ بيت القُربان هو بيت لحم ، وَهو المكان الذّى تضع فيِهِ الكنيسة الحِمل ، وَالمعموديّة هى نهر الأُردُن ، وَالهيكل يُشير إِلَى الفردوس ، وَالمذبح يُشير إِلَى إيه ؟ الجُلجُثة ، فأنا عِندِى بيت لحم ، وَعِندِى نهر الأُردُن وَعِندِى الفردوس وَعِندِى الجُلجُثة ، وَكأنَّ الكنيسة تعيش إِستعلانات المسيح ، وَكأنَّ المسيح بالظِبط يتحسس حياتنا وَيقول لنا أنا معاكُم لأنّهُ هو الذّى رأيناه يجول يصنع خيراً ، هو يسكُن فينا حِضن الآب هو عرش الله ، فكُلَّ مكان فِى الكنيسة يُمثِلّ حقيقة فِى حياة المسيح ، يُمثِلّ بالنسبة لنا ظهور الرّبّ وَإِعلاناته ، وَنحنُ نعيش معهُ فِعلاً وَليس تذكار ، لِدرجِة فِى القُدّاس أبونا يقول [ يا مَنَ بارك فِى ذلِك الزمان الآن أيضاً بارِك ، يا مَنَ قدّس فِى ذلِك الزمان الآن أيضاً قدّس ، يا مَنَ قسّم فِى ذلِك الزمان الآن أيضاً قسِّم ] ، فماذا يعنِى هذا ؟ يعنِى أنت الذّى باركت يوم الخميس الكبير الآن بارِك ، أنت الذّى باركت وَأنت الذّى قسمّت ، نرجوك أنت بِذاتك بارِك وَقسِّم ، فنحنُ عِندنا إِيمان أنّ الذّى يُناوِل هى يد المسيح بِذاته ، وَهو الذّى يُعطيك التناوُل ، [ خُذوا كُلوا منهُ كُلّكُمْ لأنّ هذا هُو جسدِى ، خُذوا إِشربوا مِنها كُلّكُمْ ]وَكأنّ المسيح ساكِن فِى وسطنا الآن ، كنيسة واعية ، كنيسة لها أسرار ، المسيح يعمل فِى الكنيسة كأمتِداد لِتجسُدِهِ ، إِمتداد طبيعِى ، عِندما أحب أنْ يصعد قال وَلكِن أولادِى الذّين يُريدون أنْ يرونِى ، كيف يروننِى ؟ أنا سأترُك لهُم كنيسة ، سأترُك لهُم نَفْسِىِ ، أين ؟ فِى الكنيسة ربّ المجد يسوع هُو الذّى يُتمِّم الأسرار ، وَهو الذّى يُمارِسها بِنَفْسَهُ ، أنت الذّى تحِل بِروحك القُدّوس [ لِيحِل روحك القُدّوس علينا وَعلى هذهِ القرابين الموضوعة وَيُظهِرها قُدساً لقديسيك ] ، نحنُ نؤمِنَ أنّهُ هُو الذّى يُقدِّس ، وَهو الذّى يُعمِّد وَليس الأب الكاهِن ،يد الله هى التّى تُقدِّس وَتُعمِّد ، نؤمِنَ أنّ الذّى يقرأ الإِنجيل ليس الشمّاس وَلكنّهُ هو المسيح بِذاته ، هو حاضِر كما نقول [ هوذا كائِن معنا على هذهِ المائِدة اليوم عمانوئيل إِلهنا ] ، ليس تعبيرِى وَليس رمزِى ، أبداً حقيقاً هو كائِن معنا الكنيسة هى المكان الوحيد الذّى يجمع البشرِى مَعَ السماوِى ، نلتقِى فيِهِ مَعَ صوت الله ، وَالمكان الذّى تتقابلِى فيِهِ مَعَ المسيح شخصياً هو الكنيسة ، لِذلِك الكنيسة توقِف أولادها وَتأخُذهُم مِنَ خورس لخورس حتّى تُدخِلهُم الهيكل ليأخُذوهُ حقيقاً ، تُريد أنْ تُغذّيهُم بِجسد المسيح السرّى ، بتحِبُهُم ، هى حقيقة سماويّة فائِقة للعقل هذهِ هى الكنيسة ، مش مُمكِن أنْ يعيش الإِنسان جمال الكنيسة الروحِى بِدون الإِتحاد بالمسيح - مش مُمكِن - ، تلاحظوا إِنْ أبونا أثناء قِراءِة البولس يطوف الكنيسة كُلّها ، وَلكِن لِماذا ؟ لأنّ بولس الرسول كرز فِى العالم كُلّه وَالكنيسة تُمثِلّ العالم ، وَكأنّ صوت الله بلغ العالم كُلّه عَنِ طريق بولس الرسول وَأثناء دورة الإِبركسيس لاَ يطوف فِى الكنيسة كُلّها ، وَلكِنّه يلِف الخورس الأول فقط ، وَعِندما يرجِع مِنَ الدورة لاَ يدخُل الهيكل ، فأبونا يقِف وَيرفع يديهِ بالشوريّة وَيطلُب صلوة مِنَ ربِنا ، وَذلِك لأنّ الرُسُل عِندما كرزوا مُعظمهُم ماتوا وَإِستشهدوا خارِج أُورُشليم ، فَلَمْ يرجعوا لأُورُشليم كُلَّ شىء لهُ قصد ، لأنّنا نعيش حياة المسيح وَكأنّها جديدة بإِستمرار ، أحد القديسين يقول تعبير وَهو أنّ [ الكنيسة تجتر المسيح ] ، فهى تخزِّنه داخِلها بإِستمرار دُفعة دُفعة ، فِى كُلَّ مواضِع الكنيسة وَكُلَّ مُمارسات الكنيسة الكنيسة تعيش المسيح وَكأنّه كِرازة الآب ، الكنيسة تعيش المسيح وَكأنّهُ مسيح اليوم ، لأنّها هى المسيح ذاته ، هُو مؤسِسها وَهُو فاعِلها 0
ثانياً : الكنيسة خرجت مِنَ جنب المسيح :-
فما هذا الموضوع ؟؟ فِى الحقيقة يا أحبائِى القديسين لهُم أعماق فِى هذا الموضوع ، وَقالوا كلام كثير فِى هذا الموضوع ، فأنا سأبسّط جِداً هذا الكلام نحنُ نؤمِنَ أنّ الكنيسة كانت فِى المسيح ، كيف خرجت منهُ ؟ قالوا عِندما ضُرِب بالحربة وَخرج منهُ دم وَماء ، فقالوا هذهِ هى الكنيسة قالوا أبونا آدم الله أوقع عليِهِ سُبات وَأخذ مِنهُ ضِلع وَأعطانا مِنهُ حوّاء ، وَهكذا المسيح عِندما كان على الصليب ، وَهو واقِع عليِهِ سُبات ضُرب فِى جنبِهِ فخرجت مِنهُ الكنيسة ،أبونا آدم أعطانا مِنَ ضلعِهِ حوّاء التّى أعطتنا الموت ، لكِن المسيح عِندما طُعِن فِى جنبِهِ أعطانا حياة وَنجاة وَخلاص ، الكنيسة نبعت مِنَ جنب المُخلِّص ، دمه وَماءه هُما اللذّان أسس عليهُم أسرار الكنيسة ، الكنيسة تؤمِنَ أنّ ماء المعموديّة هُو الماء الذّى نبع مِنَ جنب المُخلِّص ، الكنيسة تؤمِنَ أنّ الدم الذّى نتناوله أنّهُ هو ذات الدم الذّى خرج مِنَ جنب المُخلِّص فَلاَ زالت الكنيسة تُقدِّم لنا دمه وَماءه الذّى خرج مِنَ جنبِهِ ، الطعنة هى التّى فتحت لنا باب الحياة ، وَإِنْ تكلّمنا عَنِ فُلك نوح نجِد أنّ كُلَّ شىء مصنوع فيِهِ بترتيب ، وَنوح قسّم الحيوانات وَكان كُلَّ شىء بترتيب وَلهُ هدف كذلِك الكنيسة كُلَّ شىء بِها لهُ هدف ، فَلَمْ يدخُل الفُلك شىء ليس لهُ إِحتياج ، مِنَ كُلَّ حيوان وَمِنَ كُلَّ طير أخذ إِثنين ، ففِى الكنيسة كُلَّ شىء موجود فيِها أولاً بأمر إِلهِى وَبترتيب وَبِنظام وَثالِثاً تخدِم هدف مُعيّن فالعمود يُمثِلّ الرُسُل ، وَالمفروض أنّ العمود لهُ قاعِدة وَلهُ تاج ، فالقاعِدة تُمثِلّ الأنبياء لأنّ الرُسُل هُمْ إِمتداد للأنبياء ،وَالتاج هُو إِكليل الرُسُل ، وَوضع الأيقونات وَالرسم فِى الكنيسة ، كُلَّ شىء لهُ هدفه ، فعِند المعموديّة كانوا يرسِمون أشكال مُعيّنة ، ففِى الكنيسة الأولى كانوا يرسِمون منظر الآيائِل عِند جداوِل المياه ، فهى نِفوس مُشتاقة لِماء الحياة الفُلك كان لهُ باب وَمِنَ الطبيعِى أنْ يكون باب الفُلك مِنَ الأخِر وَلكِنّه كان فِى جنبِهِ ، فقال إِنّ الباب مِنَ الجنب هُو إِشارة إِلَى جنب المسيح الذّى بِهِ خرجنا مِنهُ إِلَى الحياة ، وَبِهِ دخلنا إِلَى أحضانه ، هُو الذّى ضمن لنا النجاة ، لِذلِك فِى قسمة الإِبن الوحيد فِى القُدّاس[ وَفتح جنبهُ بالحربة لِكى ندخُل إِليهِ وَنسكُن فِى عرش نعمتِهِ ] ، فهذِهِ الحربة هى التّى أخرجت دم وَ ماء ، وَهُما أساس الكنيسة وَهُم نبع الكنيسة القديس مارِأفرآم السُريانِى يقول [ أُخِذت المرأة الأولى مِنَ جنب الرجُل وَكانت الحياة مِنَ جنب المسيح ] ، إِذن مِنَ ضِلع آدم خرج الموت وَمِنَ ضِلع يسوع المسيح خرجت الحياة ، وَكأنّ الذّى حدث مَعَ آدم بالظبط هُو الذّى حدث عِندما وقع السُبات على ربّ المجد يسوع عِندما أسلم الرّوح على الصليب ، وَأحنى على رأسه لِكى يستلِم على الصليب شرِيكة الحياة فهذا هُو الدم المُحى ، وَهذهِ هى الكنيسة ، فأساس الكنيسة أنّها خرجت مِنَ جنب المسيح ، هذا هُو الدم وَهذا هُو حُب المسيح ، وَالقديسين أحبّوه فنجِدهُم يُطلِقوا على دم المسيح ألقاب عجيبة ، يقولوا عنه مثلاً : ( ترياق الخلود ) فهو دواء أوْ دهان مُلطِف ، يقولوا عنه ( مصل عدم الموت ) فلو واحِد لدغتهُ حيّة فإِنّهُ يأخُذ المصل المُضاد فيوقِف الموت الذّى دخل حياة الإِنسان ده ، قالوا عنه أيضاً ( أُكسير الحياة ) قالوا عنه كلام فائِق للوصف لأنّهُم أحبّوه ، تخيّلِى إِنتِ إِن هذا المصل بيجرِى فِى داخِل عروقك فتأخُذِى بِهِ حياة أبديّة ، تأخُذِى خلود ، تأخُذِى حياة غير مائِتة الذّى يأخُذها لاَ يموت ، ترياق عدم الموت ، الذّى بِهِ نأخُذ مصل يُعطينا حياة ، يمشِى فِى عروقنا ، يمتزِج بِحياتنا ، القديسين يقولون شىء عجيب جِداً أنّ الفردوس الذّى كان محروساً بالشاروبيم المُمسِك سيفاً مِنَ نار لأنّ عِندما خرج مِنهُ دم وَماء إِنفتح الفردوس وَأدخل معهُ أوِل شخص وَهو اللص اليمين ، الحربة أبطلت هذا السيف ، الحربة أدخلتنا للفردوس المحروس بالسيف ، سترنا بِفتحِة جنبِهِ بدل العُرى الذّى أعطاهُ لنا آدم القديس مارِأفرآم السُريانِى يقول قول جميل جِداً [ مُبارك هُو الرحوم الذّى رأى السيف بِجانِب الفردوس مُغلِقاً الطريق ، فجاء وَإِتخذ لهُ جسد وَجُرِح لِكى بِفتح جنبِهِ يفتح الطريق للفردوس ] عِندما رأى السيف قال لا أنا أُريد أنْ أفتح هذا الفردوس ، هذا الطريق المُغلق هُو فتحهُ ، الكنيسة خارجة مِنَ جنب المسيح ، الدم الذّى خرج مِنَ جنبِهِ هُو الدم الذّى خطب بِهِ الكنيسة ، الذّى إِشترى بِهِ الكنيسة واحِد مِنَ القديسين إِسمه مارِ يعقوب السروجِى مُتعجِب بيقول معقول إِنْ واحِد بيُخطُب واحدة وَهو بيموت ، وَيدفع مهر لواحدة خطيبته يكون دمّه ، ما هذهِ الحفلة العجيبة ؟؟ ما هذا العريس الغريب ؟؟كيف يخطُب عروسته فِى هذا الوقت ؟؟ سأقرأ لكُم لأِنِى لاَ أستطيع أنْ أُعبِّر عَنِ جمال الكلام الذّى يقوله [ مَنَ ذا الذّى مُنذُ تأسيس العالم أعطى دمهُ هديّة عُرسِهِ إِلاّ المصلوب الذّى ختم زواجه بِجراحاته هل مِنَ عروس تطلُب رجُل مذبوح لِيكون زوجها مَنَ ذا الذّى رأى جُثّة موضوعة وسط حفل عُرس وَالعروس تحتضِنها كى تتغذّى بِها فِى أىّ عُرس كسروا جسد العريس للضيوف بدل طعام آخر !! إِنّ الزوجات ينفصِلن عَنِ أزواجهُنّ بالموت لكِن هذهِ العروس إِتحدت بِزوجِها بالموت لقد نام على الصليب وَأعطى جسدهُ لعروسه المجيدة تأكُله على مائِدتهُ كُلَّ يوم لقد أعطاها كأسه مملوء بدمِهِ حتّى تنسى أصنامِها الكثيرة مات على الصليب وَلَمْ تقبل عِوضاً عنهُ لأنّها مملوءة بالحُب إِذ تعرِف أنّ دمهُ مملوء حياة ] هل مِنَ عروس ؟ ما المقصود بالعروس هُنا ؟ الكنيسة ، مَنَ الذّى رأى جُثّة موضوعة فِى وسط عُرس وَالعروس بِتحضُن الجسد كى تتغذّى بِهِ فِى أىّ عُرس كسروا جسد العريس للضيوف بدل طعام آخر ؟ أىّ فرح هذا لمّا أحبّوا أنْ يُقدِّموا للنّاس ليأكُلوا فقطّعوا العريس وَقدّموه طعام إِنّ الزوجات ينفصِلن عَنِ أزواجِهنّ بالموت لكِن هذهِ العروس إِتحدت بِزوجِها بالموت ، الزوجة عِندما يموت زوجِها خلاص بتنفصِل عنهُ وَلكِنّها هى إِتحدت بِهِ يوم موتِهِ لقد نام على الصليب وَأعطى جسدهُ لعروسه المجيدة تأكُله على مائِدتهُ كُلَّ يوم لقد أعطاها كأسه مملوء بِدمِهِ حتّى تنسى أصنامِها الكثيرة ، أصنامِها هى خطاياها ، لأنَّ الكنيسة كان مُعظمها مِنَ الأُمم ، فأعطاها كأسه لِتنسى أصنامِها الكثيرة مات على الصليب وَلَمْ تقبل عِوضاً عنهُ لأنّها مملوءة بالحُب إِذ تعرِف أنّ دمهُ مملوء حياة ، هذا هُو الدم المُحى ، هذا هُو الدم الذّى خطب بِهِ المسيح الكنيسة ، وَمِنَ ألقاب الكنيسة ( البيعة ) لأنّها أُبتِيعت ، هذا هُو الدم الذّى دفعهُ لِكى تصير الكنيسة فِعلاً لهُ وَليس لأحد آخروَالماء كان كُلَّ بِداية جديدة ، ففِى بِداية العالم كان روح الله يرِف على وجه المياه ، وَبِداية كِرازِة المسيح مِنَ ماء الأُردُن ، وَبِداية الكنيسة مِنَ الماء الخارِج مِنَ جنب المسيح ، فهذا الماء هُو الماء الحىّ ، هُو نبع الأسرار ، الذّى تجتمِع حوله الخِراف ، هُو ماء المعموديّة ، فتُعطِى لهُ بنين جُدُد ، التّى يصطبِغ بِها الإِنسان فيأخُذ شكلة وَيأخُذ صِفاتة لو حضرتوا صلاة العِماد ، فَلاَ تظُنِّى أنّها ماء مِنَ الصُنبور ، فهى قَدْ عُمِل لها قُدّاس لِماء المعموديّة ، وَتُصلّى عليها صلوات طويلة جِداً ، وَيُسمّى قُدّاس المعموديّة لِتتقدّس وَليكون الماء مِنَ جنب المسيح فِى الكنيسة السُريانية الأرثوذوكسيّة لهُمْ طِلبة فِى تقديس ماء المعموديّة فتقول [ قدِّس هذا الماء عِوض عَنِ رحِم حوّاء التّى ولدت لنا أبناء مائتين وَفاسِدين ، فليلِد رحِم هذا الماء أبناء سمائيين روحانيين غير مائتين ، وَليحِل روحك القُدّوس المُحى يارب وَيسكُن وَيستقِر على هذا الماء وَيُقدِّسها وَيجعلها مِثَل المياه التّى فاضت مِنَ جنب إِبنك الوحيد على الصليب ] الكنيسة تؤمِنَ أنّ ماء المعموديّة هى ماء جنب المسيح الذّى يتِم فيِهِ إِغراق الإِنسان العتيق ، لِذلِك تُصِرّ الكنيسة أن تُغطِّس الطفل لِكى يتِم عمليّة دفن كامِل ، بموت كامِل للإِنسان العتيق لِكى يصطبِغ بالماء الخارِج مِنَ جنب المسيح ، يعنِى جسمِى هذا تلامس مَعَ الماء الخارِج مِنَ جنب المسيح فصرت لهُ ، مولود مِنَ رحِم الكنيسة فصرت إِبن لهُ ، لِذلِك نُسمّيِها ماء الحياة ، المِسحة الملوكيّة ، الإِستنارة ، صِبغة ، وشاح ، ماء النعمِة الإِلهيّة ، وَهى صِبغة وَوشاح لأنّها تُعطينا إِغتسال مِنَ أدناسنا ، ماء الغِبطة وَالقداسة وَالتطهير 0
ثالِثاً : دور الكنيسة :-
ما هُو دور الكنيسة ؟؟ فإِذا كانت الكنيسة فيِها كُلَّ هذهِ الأسرار ، فلِماذا تقوم بِهذهِ الأسرار ؟؟ فهى تُقدِّم لأولادها غُفران لِخطاياهُم ، وَنأخُذ مِنها التعليم ، فهى تُعلِّم وَتُنذِر ، هى تُقدِّم الشِهادة للحق ، هى عمود الحق وَقاعِدته ، فهى موحِدانا وَموحّدة أهدافنا تُقدِّم لك التمتُّع بالعريس السماوِى ، تُعلِّمك أسرار السماء وَالحياة الأبديّة ، تُقدِّم لك غِنى الرّوح فِى الأسرار ، تُقدِّم لك مُعايشة السمائيين ، تُقدِّم لك العطايا السماويّة وَالهِبات الروحيّة ، تُقدِّم لك الخلاص وَالغُفران أُريدكُم أنْ تتقبّلوا الكنيسة بأكثر وعى ، بأكثر حُب ، بأكثر تجاوُب ، لأنّ أنتُمْ الكنيسة ، الكنيسة هى جماعة المؤمنين ، أنتُمْ علامات الكنيسة ، بُناء الكنيسة فعِندما تدخُلِى الكنيسة تدخُليها بوقار وَرِعدة وَبِحُب ، وَأجلِسِى فيِها وَتأمّلِى الصلوات ، وَأبدأيِها مِنَ أوِلها وَسوف نعرِف خطورة التأخُر فِى حضور الصلوات ، أو الخروج بِدون صلاة التحليل مِنَ أبونا الكنيسة هى لكُم وَكُلَّ غِناها هُو لكُمْ وَكُلَّ أسرارها هى لكُمْ ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِتة وَلإِلهنا المجد الدائِم أبدياً آمين.