دراسة فى سفرصموئيل الاول ج6

Large image

الأَصْحَاحُ الرَّابِعَُ عَشَرَ :-
يصِف الحالة الصعبة التَِّى وصل إِليها الشَّعْب مِنْ ذُل وَندم وَهزِيمة وَيأس إِلاَّ أنّهُ كان يوجد شمعة مُضِيئة وسط الشَّعْب مِنْ خِلال يُوناثان إِبن شاوُل الَّذِى قَالَ لِغُلامه[ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى حَفَظَةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ الَّذِينَ فِي ذلِكَ الْعِّبرِْ0 وَلَمْ يُخِبرْ أَبَاهُ ] ،تعال لِنذهب لِمنطِقة الفلسطِينيِّيِنَ وَكَانَ مَعَْ شاوُل فِى ذلِك الوقت 600 رجُل حرب فقط وَليس معهُمْ سِلاح يُوناثان تجرَّأ وَقلبه مملؤ إِيمان وَقَالَ لِغُلامه كلِمات جمِيلة [ تَعَالَ نَعْبُرْ إِلَى صَفِّ هؤُلاءِ الْغُلْفِ لَعَلَّ اللهَ يَعْمَلُ مَعْنَا لأِنَّهُ ليسَ لِلرَّبِّ مانِعٌ عَنْ أنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أوْ بِالْقَلِيلِ ] ، يُرِيد أنْ يذهب لِيُحارِب جيش هُوَ وَغُلامه فقط وَيقُول الله قادِر أنْ يُخَلِّص بِكثِير أوْ بِقلِيل قلب مملؤ إِيمان وَثِقة بِعمل الله كثِيراً كثِيراً ما تيأس النَفْسَ وَتصغُر فِى عين نَفْسَهَا وَتشعُر أنّ عدوها إِرتفع عليها وَأذلَّ فِى الأرض حياتها سِلاح القلب هُوَ الإِيمان لِذلِكَ النَفْسَ المُتحليَّة بِالإِيمان رصِيدها مَعَْ الله كبِير جِدَّاً بينما الَّذِى يأخُذ بِحسابات البشر ييأس لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول[ الَّذِينَ بِالإِيمان قهرُوا ممالِك ] ( عب 11 : 33 ) بِالفِعل الأمر لاَ يحتاج مهارة أوْ قوَّة بَلْ إِيمان [ وَهذِهِ هى الغلبةُ الَّتِى تَغلُِبُ العالم َ إِيمانُنَا ] ( 1 يو 5 : 4 ) هل تشعُر أنَّكَ مُوسى تغلِب وَلَوْ بِإِمكانيات ضعِيفة بِالإِمكانيات " الإِيمان " قهرُوا ممالِك قَالَ الغُلام [ إِعْمَلْ كُلَّ مَا بِقلبِكَ تَقَدَّمْ هأنَذَا مَعَْكَ حَسَبَ قَلْبِكَ ] ، أيضاً الغُلام لهُ نَفْسَ الإِيمان كَانَ مُمكِنْ يُحبط قلبه وَقوَّتهُ قَالَ يُوناثان لِغُلامِِهِ نذهب لِلفِلِسْطِينيِّيِنَ لَوْ قَالُوا أُخرجُوا لَنْا تكُون علامة أنّ الله يدفعهُمْ لَنْا قَالَ الْفِلِسْطِينيُّون [ إِصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيئاً ] ، قَالَ يُوناثان لِغُلامه هكذا دفعهُمْ اللهُ لِيدِنا قَالَ يُوناثان [ إِصْعد وَرَائِي لأِنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِ إِسْرَائِيلَ ] ما أجمل أنْ يكُون لَنْا ثِقة قبل حدُوث الأمر تخيَّل أنَّكَ داخِل حرب وَمعك آخر فقط وَنقُول قَدْ دفعهُمْ الله لِيدِنَا [ فَصَعِدَ يُوناثان عَلَى يديهِ وَرِجليهِ وَحامِلُ سِلاَحِهِ وراءهُ فَسَقَطُوا أمَامَ يُوناثَانَ وَكَانَ حَامِلُ سِلاَحِهِ يُقَتِّلُ وَرَاءَهُ ] ، مُجرَّد أنّهُ صعد ورأوهُ سقطُوا أمامهُ يُوناثان صعد عَلَى يديهِ وَرجليهِ لَوْ لَمْ يكُنْ طرِيق الصعُود فِيهِ إِنكسار لَنْ ينجح أنا أصعد لهُ بِمذلَّة عَلَى رجاء أنّهُ يعمل [ لاَ بِالقُدرةِ وَ لاَ بِالقوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ ربُّ الجنُودِ ] ( زك 4 : 6 ) إِصعد بِركُوع هل تُرِيد أنْ تغلِب عدُوّك ؟ إِصعد على يديك وَرجليك وَإِنحنِى وَأسجُد وَثِق أنّ الله سيُعطِيك نُصره [ وَكَانَ إِرتعادٌ فِي الْجبل كُلّه ] ، خاف الْفِلِسْطِينيُّون وَإِمتلأوا رِعده مِنْ إِثنين فقط وَتخيَّلُوا أنّهُ كُلّ فترة سيخرُج لهُمْ إِثنان مِنْ بنِى إِسرائِيل ، لكِنْ هذان لَمْ يكُونا عاديان بَلْ مملؤان إِيمان لَوْ الكنِيسة بِها نَفْسَ الإِيمان تغلِب ممالِك وَتقهِر العدو وَتجعل كُلّ مَنَ حولها فِى رِعدة مُبارك إِسمكَ يارب لأِنَّكَ تستخدِم الضعِيف تستخدِم يُوناثان وحدهُ الَّذِى بِحِكمة لَمْ يُخبِر أباهُ حَتَّى لاَ يُعْطِلهُ لأِنَّ أعمال النُصره تتِم فِى الخفاء كما ذهب إِبراهِيم أبونا لِيُقّدِم إِبنه إِسحق مُحرِقة لله دُون عِلم أحد لَوْ كان الأنبا أنطونيُوس سأل النَّاس هل أذهب لأعبُد الله وَأهِب نَفْسِى لهُ أم لاَ ما كَانَ يُصبِح الأنبا أنطونيُوس هُناك أمور تحتاج صُوت الله فقط دُون النَّاس وَفِى أوِل ضربة لِيُوناثان ضرب فِيها نحو عشرِين رجُلاً [ وَكَانَ إِرتِعادٌ فِي الْمَحَلَّةِ فِي الْحقلِ وَفِي جَمِيعِ الشَّعْبِ الصَّفُّ وَالْمُخَرِّبُونَ إِرتعدُوا هُمْ أيضاً وَرَجَفَتِ الأرْضُ فَكَانَ إِرتِعادٌ عَظِيمٌ فَنَظَرَ الْمُراقِبُونَ لِشاوُلَ فِي جِبْعَةِ بنيامِينَ وَإِذا بِالجُمهُورِ قَدْ ذابَ وَذهبُوا مُتَبَدِّدِينَ ] لِذلِك كَانَ الأنبا أنطونيُوس عِندما تهِيج عليه حرُوب العدو يقُول [ لِيقُمْ الله وَلِيتبدّد جَمِيع أعدائه ] جرَّب بِالإِيمان سِلاح المسِيح وَإِسمه وَشفاعة القدِيسين وَستغلِب شاوُل تعجّب بِمَنْ حدث ذلِكَ وَطلب أنْ يُعِد شعبه لِيعرِف مَنَ فعل ذلِك فَعْرَفَ أنّهُ يُوناثان وَغُلامهُ فَأحضر أخِيَّا الكاهِن وَقدَّم التابُوت ، وَلَمَّا صَلَّى الكاهِن سمع الضجِيج يزداد فِى مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ ، فَقَالَ شاوُل لأخِيَّا الكاهِن [ كُفَّ يَدَكَ ] أىّ كُفَّ عَنْ الصلاة أخذ القرار مِنْ نَفْسَه مرَّة أُخرى إِستخدِم الكهنُوت لأغراض شخصيَّة خطأ جدِيد لِشاوُل شاوُل مُتسرِّع وَجمع النَّاس لِلحرب وَبِالفِعل [ لأِنَّ شاوُلَ حلَّفَ الشَّعْبَ قائِلاً مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يأكُلُ خُبزاً إِلَى الْمَسَاء حَتَّى أنتقِمَ مِنْ أعْدَائِي ] مُتسرِّع شاوُل فَأوَّلاً قَالَ " أعدائِى " كلِمة تُعلِن أنَّ شاوُل أخذ الموضُوع شخصِى فِى حِين أنَّهُمْ أعداء الله لِذلِك إِستخدِم الكهنُوت لِغرض شخصِى وَكأنَّ الشَّعْب شعبه وَليس شعب الله قرار مُتسرِّع كُلّ الشَّعْب لاَ يأكُل حَتَّى يرى شاوُل ماذا يفعل حَتَّى المساء يُوناثان لَمْ يسمع لأباه وَمدّ يدهُ وَأخذ قطرِ عسل وَالشَّعْب كان مُتعب مِنْ قِلَّة الطعام سأل شاوُل الله أنُكمِل الحرب أم لاَ ؟ لَمْ يُجِب الله شاوُل فَعْلِمَ أنّهُ توجد خطيَّة فِى الشَّعْب وَأحسَّ أنّهُ فِى أزمة ، فَقَالَ الله مُخَلِّصَ إِسرائِيل شاوُل مُتقلِّب ساعة يستخدِم الله وَساعة يعتمِد عَلَى نَفْسَه فَقَالَ شاوُل [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ مَخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ وَلَوْ كَانَتَ فِي يُوناثانَ إِبْنِي فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً ] الشخص الأمِين حيثُما توجَّه غلب وَيفعل بِبأس وَيُنقِذ إِسرائِيل مِنْ يَدِ ناهِبيه [ وَأخذ شاوُلُ الملِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَحاربَ جَمِيعَ أعدائِهِ حواليهِ مُوآبَ وَبَنِي عَمُّونَ وَأَدُومَ وَمُلُوكَ صُوبَةَ وَالْفِلِسْطِينيِّيِنَ وَحيثُما توجَّه غَلَبَ0 وَفَعَلَ بِبأسٍ وَضَرَبَ عَمَالِيقَ وَأنقذَ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ نَاهِبيِهِ ] عدوِنا يُرِيد أنْ ينهبنا لكِنْ حيثُما نتوجَّه المفرُوض أنَّنا نغلِب [ وَكَانَتَ حربٌ شَدِيدَةٌ عَلَى الْفِلِسْطِينيِّينَ كُلَّ أَيَّامِ شَاوُلَ ] آية رائِعة تنطبِق علينا ، نحنُ نحيا الحرب كُلَّ أيَّام حياتنا جِهاد لاَ ينقطِع لاَ تظُن أنّ العدو إِذا هُزِم سينصرِف[ لِلرَّبِّ حربٌ مَعَْ عمالِيق مِنْ دُورٍ إِلَى دُورٍ ] ( خر 17 : 16 ) فلسطِين حاربت بنِى إِسرائِيل حوالِى 400سنة وَلَمْ تهدأوا لكِنْ لِلأسف أنّ مبدأ الأُخوة البرُوتوستانت هُوَ الخلاص فِى لحظة ، إِنتهِت الحرب هكذا لاَ بَلْ كانت الحرب شدِيدة كُلَّ أيَّام شاوُل الملِك [ وَإِذا رأى شَاوُلُ رَجُلاً جَبَّاراً أوْ ذا بأسٍ ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ ] قيادة حكِيمة عِندما يجِد رجُل جبَّار بأسٍ يضَّمهُ لِجيشِهِ النَفْسَ الواعية الَّتِى تعِيش لحظِة ضعف تتدارك الضعف لِكى تضُم كُلّ مرَّة فضائِل لِتتقوَّى فِى الحرب 0
الأصْحَاحُ الْخَامِسَُ عَشَرَ :-
[ وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ إِيَّاىَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل يُحاوِل يؤكِّد لِشاوُل أنّ الشَّعْب هُوَ شعب الله وَليس شعبه هُوَ [ وَالآنَ فَأسمع صوتَ كَلاَمِ الرَّبِّ هكذا يقُولُ رَبُّ الجُنُودِ إِنِّي قَدِ إِفتقدتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صعُودِهُ مِنْ مِصْرَ ] الله يُذكِّرهُ وَيتذكّر عمل عمالِيق مِنْ 400سنة وَيقُول أنا إِفتقدت عمل عمالِيق حَتَّى لَوْ أنت تناسيت [ سوف أمحُو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء ] الله يشعُر بِمسئولية نحو شعبه لِذلِك قَالَ أنَا أمحو ذِكر عمالِيق مِنْ تحت السَّماء أبِيده مِنْ الأرض وَِأفنِيه لكِنْ شاوُل عمل العكس[ فَالآنَ إِذْهب وَإِضرب عَمَالِيق وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَ لاَ تَعْفُ عنهُمْ بَلِ أقتُلْ رَجُلاً وَإِمرأةً طِفلاً وَرَضِيعاً بقراً وَغَنَماً جَمَلاً وَحِمَاراً ] الله طلب مِنْ شاوُل أنْ يضرب عمالِيق وَيفنِيهُمْ طِفلاً وَرجُلاً وَغنماًوَقَدْ نقُول هُنا أنَّ الله قاسِى لكِنْ الله يُجِيبُنا أنّهُ يُرِيد أنْ يُبِيد الشَّر مِنْ جذوره [ طُوبى لِمَنَ يُمسِكُ أطفالِكَ وَيضربُ بِهُمْ الصَّخرة ]( مز 136 مِنْ مزامِير النُّوم ) " الأطفال " هى الأفكار الصغِيرة الَّتِى إِذا تركناها وَأهملناها قَدْ تِكبر وَتُحارِبنا [ فَأستحضر شاوُلُ الشَّعْبَ وَعَدَّهُ مِئَتَيْ ألْفِ رَاجِلٍ ] إِذاً عدد الجيش زاد وَأصبح 200000 رجُل ، لكِنْ سِبط يهُوذا الَّذِى تمسَّك بِمُلكِهِ كَانَ يشعُر أنَّهُ مُميّز عَنْ باقِى الأسباط فَلَمْ يدخُل فِى التعداد وَكان تعداده وحده10000 حارِب شاوُل عمالِيق وَغلب لكِنّهُ لَمْ يُحرِّم الجيش كما قَالَ لَهُ الله بَلْ أمسَك أجاج مَلِكَ عمالِيق حيَّاً هؤلاء هُمْ الَّذِين سيقتلوه وَيُعّلِقوه عَلَى باب لكِنْ شاوُل تهاون معهُمْ وَكَانَ هذا التهاوُن هُوَ سبب الهلاك [ وَعَفَا شاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أجاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالبقرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ وَلَمْ يرضوا أنْ يُحَرِّمُوهَا0 وَكُلُّ الأمْلاَكِ الْمُحتقرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا ]عفُوا عَنْ الجيِّد وَكسّر شاوُل كلام الله وَطمع فِى الغنائِم وَتخيَّل أنَّهُ ضحك عَلَى الله وَأنَّ الله يتغافل[ وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلاً نَدِمْتُ عَلَى أنِِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً لأِنَّهُ رَجَعَ مِنْ ورائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي ] الله لاَ يندم لكِنّهُ أُسلُوب الكِتاب لِنفهمْ مشاعِر الله بِلُغة البشر خطُورة التهاوُن وَالتساهُل وَتكسِير كلام الله وَالسير بِفِكر الذات وَالمشُورة الشخصيَّة يؤدِى إِلَى الهلاك وَكَانَ رد فِعل صَمُوئِيل النبِى رائِع [ فَإِغتاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ ] جيِّد أنْ يصرُخ الإِنسان إِلَى الله فِى مشاكله وَيُحوِّلها لِصلاه [ فَبَكَّرَ صَمُوئِيلُ لِلِقاءِ شاوُلَ صَبَاحاً0 فَأُخبِرَ صَمُوئِيلُ وَقِيلَ لَهُ قَدْ جاء شَاوُلُ إِلَى الكرمل وَهُوذا قَدْ نَصَبَ لِنَفْسِهِ نَصَباً وَدَارَ وَعَبَرَ وَنَزَلَ إِلَى الجِلجالِ ] شاوُل مِنْ شِدَّة فرحِهِ بِذاته وَبِإِنتصاره فِى الحرب أخذ لِنَفْسِهِ غنائِم وَأقام لِنَفْسِهِ نصباً أىّ تمثال فِى بِدايِة شاوُل كان مُتضِع وَإِختبأ بين الأمتِعة عِندما نصَّبُوهُ مَلِكاً وَكَانَ كَأصمَّ مَعَْ شاتِميه ، وَلكِنْ عِندما عمل الله فِى حياة شاوُل تخيَّل أنّهُ هُوَ الفاعِل وَأقام لِنفْسِهِ تمثال الله يُرِيد أنْ يعمل معنا لكِنّهُ يخاف علينا مِنْ السقُوط فِى الكبرياء أين إِتضاعك يا شاوُل وَأين بساطِة قلبك ؟ النَفْسَ الغير واعية وَ لاَ تُراقِب نَفْسَهَا سهل أنْ تتغيَّر بِسُرعة لأِنَّها عُرضة لِعدو الخير أنْ يُخرِّب ما بِداخِلها [ فَأذكُر مِنْ أين سقطتَ وَتُبْ ] ( رؤ 2 : 5 ) قَالَ شاوُل لِصَمُوئِيل [ مُبَارَكٌ أنْتَ لِلرَّبِّ قَدْ أقَمْتُ كَلاَمَ الرَّبِّ ] شاوُل سبق فِى الحدِيث لأِنّهُ خجل مِنْ صَمُوئِيل [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ وَمَا هُوَ صَوْتُ الغنم هذا فِي أُذُنيَّ وَصوتُ البقرِ الَّذِي أنَا سَامِعٌ ] أجابهُ شاوُل أنَّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى عفا عنها لأِجل الله إِذا كُنت يا شاوُل قَدْ منعت النَّاس عَنْ أنْ يأكُلوا طعاماً قبل الحرب حَتَّى المساء ،وَعِندما أكل يُوناثان إِبنك أردت أنْ تُمِيته ، إِذاً لَكَ كلِمة مُقامة عَلَى الشَّعْب فَكَيف تركت الشَّعْب يعفى عَنْ الغنائِم ؟ شاوُل تحاجج بِذبائِح الله قَالَ صَمُوئِيل [ كُفَّ فَأُخبِرَكَ بِمَا تكلَّمَ بِهِ الرَّبُّ إِلَيَّ هذِهِ اللَّيْلَةَ ] أجمل شيئ الإِقرار بِالخطيَّة وَقُول الإِنسان إِرحمنِى يا الله وَ لاَ يُقّدِم أعذار كما قدَّم آدم عِند سقُوطه [ أليس إِذْ كُنتَ صَغِيراً فِي عينيكَ صِرَتَ رأسَ أسباطِ إِسْرَائِيلَ وَمَسَحَكَ الرَّبُّ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ0 وَأرسلَكَ الرَّبُّ فِي طَرِيقٍ وَقَالَ إِذهبْ وَحَرِّمِ الخُطاة عَمَالِيقَ وَحارِبهُمْ حَتَّى يفنوا فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ بَلْ ثُرْتَ عَلَى الغنِيمةِ وَعملتَ الشَّرَّ فِي عَيْنيَِ الرَّبِّ ] لكِنْ شاوُل يُصّمِمْ عَلَى تبرِير نَفْسَه [ فَقَالَ شاوُلُ لِصَمُوئِيلَ إِنِّي قَدْ سمِعتُ لِصوتِ الرَّبِّ وَذهبتُ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أرسلنِي فِيهَا الرَّبُّ وَأتيتُ بِأجاجَ مَلِكِ عَمَالِيقَ وَحَرَّمْتُ عَمَالِيقَ0 فَأخذ الشَّعْبُ مِنَ الغنِيمةِ غَنَماً وَبقراً أوَائِلَ الْحَرَامِ لأِجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهكَ فِي الجِلجالِ ] شاوُل يقُول " الرَّبُّ إِلهك "وَليس " إِلهنا " صَمُوئِيل عبَّر عَنْ فلسفة عمِيقة فِى الحياة الرُّوحيَّة فَقَالَ لِشاوُل[ هل مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالمُحرِقاتِ وَالذَّبائِحِ كَمَا بِإِستماعِ صوتِ الرَّبِّ هُوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الْكباشِ ] إِذا وضعنا الذبائِح فِى كفَّة مِيزان وَطاعِة الرَّبّ فِى الكفَّة الأُخرى فَأيُّهما أفضل ؟ الطاعة أفضل الكنِيسة تقُول صُم إِسمع كلامها أفضل مِمَّا أحدِد صُوم لِنَفْسِى بِحسب فِكرِى النَفْسَ الخاضِعة الأمِينة محبُوبة لله أفضل مِنْ الذبائِح [ لأِنَّ الَّتمرُّد كخطيَّةِ الْعِرافةِ وَالعِنادُ كالوثنِ وَالَّترَافِيمِ ] وصل التمرُّد إِلَى حد العِرافة وَالدجل وَالعِناد أىّ التصمِيم عَلَى عدم الطاعة إِلَى عِبادِة الوثن [ لأِنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ ] [ وَدار صَمُوئِيلُ لِيمضِي فَأمسكَ بِذَيْلِ جِبَّتِهِ فَإِنمزقَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ يُمَزِّقُ الرَّبُّ مملكة إِسْرَائِيلَ عنك اليومَ وَيُعطِيها لِصاحِبكَ الَّذِي هُوَ خيرٌ مِنْكَ وَأيضاً نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يكذِبُ وَ لاَ يندمُ لأِنَّهُ لَيْسَ إِنساناً لِيندمَ ] أعلن الله رفضه لِشاوُل كَمَلِكَ[ فَقَالَ قَدْ أخطأتُ وَالآنَ فَأكرِمنِي أمام شُيُوخِ شعبِي ] شعر شاوُل بِخطيتِهِ ليس لأِنّ الله رفضهُ مِنْ المُلك وَلكِنْ لأِنَّ صورتهُ ستهتز أمام الشَّعْب لكِنْ صَمُوئِيل رفض طلب شاوُل وَرجع مِنْ ورائِهِ وَتولَّى صَمُوئِيل قتل أجاج مَلِكَ عَمَالِيق وَلَمْ يتهاون [ وَقَالَ صَمُوئِيلُ قَدِّمُوا إِليَّ أجاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ فَذَهَبَ إِليهِ أجاجُ فَرِحاً وَقَالَ أجاجُ حَقّاً قَدْ زالتْ مرارةُ الْموتِ ] أجاج تخيَّل أنَّهُ بِيَدِ صَمُوئِيل سيحيا [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كَمَا أثْكَلَ سيفُك النِّساءَ كذلِك تُثكْلُ أُمُّكَ بين النِّساءَ فَقَطَعَ صَمُوئِيلُ أجاجَ أمَامَ الرَّبِّ فِي الجِلجالِ ] الإِنسان الرُّوحِى يُحارِب العدو بِلاَ شفقة وَفِى الجِلجالِ أىّ المخدع لأِنّ الله أعطانا سُلطان عَلَى العدو أنْ نسحقهُ [ وَذهب صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ وَأمَّا شاوُلُ فَصَعِدَ إِلَى بيتِهِ فِي جِبعةِ شاوُلَ وَلَمْ يعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤيَةِ شاوُل إِلَى يومِ موتِهِ ] لَمْ يعُد صَمُوئِيل يفتقِد شاوُل حَتَّى موتِهِ لكِنّهُ شعر بِمسئولية نحو شاوُل لِذلِكَ [ لأِنَّ صَمُوئِيلَ ناح عَلَى شَاوُلَ وَالرَّبُّ نَدِمَ لأِنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] صَمُوئِيل قلبه بِحسب قلب الله وَالله رفض شاوُل مِنْ المُلكَ لكِنْ لاَ نعرِف موقِف شَاوُل مَعَْ الله لعلّهُ يكُون قَدْ تاب لكِنّهُ كان مُستمِر فِى العِناد حَتَّى بعد مُلَكَ داوُد الكِتاب يقُول [ إِكرمُوا المَلِكَ ] ( 1 بط 2 : 17 ) وَصَمُوئِيل أكرم شَاوُل بِصلاته مِنْ أجله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

عدد الزيارات 1382

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل