يذكر عهده المقدس

Large image

أنَاجِيل آحَاد شَهْر كِيَهْك المُبَارَك :
=========================================================
هذِهِ الأنَاجِيل تَتَكَلَّمْ عَنْ قِصِّة التَّجَسُد الإِلهِي .. فَهيَ مِنْ الإِصْحَاح الأوَّل مِنْ إِنْجِيل بِشَارِة مُعَلِّمْنَا لُوقَا البَشِير .. وَهيَ مُقَسَّمَة عَلَى الأرْبَع آحَاد .. تَتَكَلَّمْ بِدَايَةً مِنْ قِصِّة زَكَرِيّا الكَاهِن وَهُوَ يُكَهِّن فِي خِدْمِة الْمَسِيح وَبِشَارِة المَلاَك بِمِيلاَد يُوحَنَّا وَتَحْكِي مِيلاَد يُوحَنَّا .. ثُمَّ تَحْكِي بِشَارِة المَلاَك لِلسَيِّدَة العَذْرَاء وَتَحْكِي مِيلاَد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. ثُمَّ تَحْكِي تَسْبِحِة زَكَرِيَّا الكَاهِن بِمِيلاَد رَب المَجْد يَسُوع الْمَسِيح وَيُوحَنَّا .. ثُمَّ تَحْكِي أيْضاً زِيَارِة السَيِّدَة العَذْرَاء إِلَى ألِيصَابَات وَتَسْبِحِة السَيِّدَة العَذْرَاء .
يَبْدُو أنَّ القِدِيس لُوقَا كَانَ قَرِيب جِدّاً إِلَى السَيِّدَة العَذْرَاء .. وَهيَ بِنَفْسَهَا الَّتِي شَرَحَتْ لَهُ كُل هذِهِ التَّفَاصِيل .. لِذلِك كَتَبْ فِي بِدَايِة إِنْجِيلُه أنَّ هذِهِ الأُمور هِيَ أُمور ﴿ سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلكَلِمَة ﴾ ( لو 1 : 2 ) .. أي أنَّ الَّذِينَ قَالُوا لَهُ هذَا هُمْ كَانُوا مُعَايِنِين إِلَى هذِهِ الأُمور .
فِي الأحَد الثَّانِي مِنْ شَهْر كِيَهْك يُقْرأ عَلَيْنَا الجُزْء الخَاص بِبِشَارِة السَيِّدَة العَذْرَاء لِمِيلاَد رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. يُوْجَد تَسَلْسُل فِي قِصِّة الكِرَازَة بِمَجِئ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يُمْكِنْ تَلْخِيصْهَا فِي " 3 " أسْمَاء هُمْ :0

فَإِنَّ أي حَرْف * ي * فِي إِسْم أحَد مِنْ العَهْد القَدِيم سَوَاء كَانَ * يَا * أوْ * ي مَمْدُود مَعَهَا الإِسْم * هُمَا إِخْتِصَار لِلَفْظ * الله يَهْوَى * .. مِثْل يُونَان .. نَحَمْيَا .. يَشُوع .. يَهُوشَافَاط .. يَهُوذَا .. حَرْف اليَاء بِهُمْ هِيَ رَمْز إِلَى * يَهْوَى .. الله * .. زَكَرِيّا .. يُوحَنَّا .. يَسُوع هُمْ " 3 " كَلِمَات يَتَلَخَص فِيهُمْ فِكْرِة التَّجَسُد الإِلهِي :0
زَكَرِيّا هِيَ الله يَتَذَكَّر أوْ تَذَكَّر .. لِمَاذَا .. كَيْفَ ؟ هَلْ أنْتَ يَارَب كُنْت نَاسَيْتَنَا لِمُدِّة 5500 سَنَة ؟ هَلْ أنْتَ يَارَب عِنْدَمَا أخْطَأ الإِنْسَان تَرَكْتَهُ وَأهْمَلْتَهُ إِلَى هذِهِ الدَّرَجَة .. دَرَجِة أنْ نَسِيتُه 5500 سَنَة لِتِفْتِكْرُه ؟ فَإِنَّ الكِنِيسَة وَضَعَتْ لَنَا أوِّل مَزْمُور لِنَقْرَأُه فِي أوِّل عَشِيَّة مِنْ عَشِيَات شَهْر كِيَهْك هُوَ مَزْمُور مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ إِلَى مَتَى يَارَبُّ تَنْسَانِي ﴾ ( مز 13 : 1) .. وَأيْضاً الكَنِيسَة تَقُول ﴿ فَلَمْ تَتْرُكْنَا عَنْكَ أيْضاً إِلَى الإِنْقِضَاء ﴾ .
لكِنْ مَا هِيَ قِصَّة النِسْيَان ؟ فِي الحَقِيقَة أنَّ الله لَنْ يَنْسَانَا لكِنْ هُوَ يُرِيدْ أنْ يُعْطِينَا إِحْسَاس وَالكِنِيسَة تَنْقِل إِلَيْنَا هذَا الإِحْسَاس وَهُوَ أنَّهُ قَدْ أتَى مِلْءُ الزَّمَان .. قَدْ أتَى زَمَنْ الإِفْتِقَاد .. لكِنْ لِمَاذَا كَانَتْ كُل هذِهِ الفِتْرَة الَّتِي مَضَتْ ؟ إِنَّ هذَا التَّأخِير كَانَ لَيْسَ مِنْ عِنْد رَبِّنَا وَلكِنْ الأمر كَانَ فِي حَاجَة إِلَى تَمْهِيد وَتَدْبِير كِبِير جِدّاً مِنْ رَبِّنَا لِكَيْ يُهَيِّئ النَّفْس البَشَرِيَّة وَالعَقْل البَشَرِي وَالمُجْتَمَع وَالنَّاس لاسْتِيعَاب فِكْرَة يَصْعُب فِهْمَهَا جِدّاً وَهيَ كَيْفَ أنَّ الله سَيَفْدِي .. وَكَيْفَ أنَّ الله سَيَحِل فِي وَسَطْ البَشَر ؟
فَإِذَا كَانَ مَعَ كُل هذَا التَّمْهِيد وَلاَزَالَ كَثِيرُونَ لاَ يُؤمِنُون بِالتَّجَسُد .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهَا فِكْرَة صَعْبَة جِدّاً لِكَيْ يَسْتَوْعِب الإَِنْسَان أنَّ الله ظَهَرَ فِي الجَسَد .. وَأنَّ الله أسْلَم نَفْسُه لِلمُوْت .. وَأنَّهُ ذُبِح وَمَات لأِجْلِنَا .. لِهذَا أمْضَى رَبِّنَا قِصَّة طَوِيلَة مَعَ الإِنْسَان وَبَدَأَ يُعْلِن حُلُولُه فِي وَسَطْ الشَّعْب .. إِبْتَدأ يَقُول لَهُمْ إِعْمِلُوا لِي خِيمَة لأِسْكُنْ فِيهَا بِشَرْط أنْ تَكُون هذِهِ الخيمَة فِي وَسَطْ مَسَاكِنْكُمْ .. فَمَهَدْنَا بِآيَة ﴿ وَالكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا ﴾ ( يو 1 : 14) .. نُلاَحِظْ أنَّ تَرْجَمِة كَلِمَة * حَلَّ * هِيَ نَفْسَهَا كَلِمَة * المَحَلَّة * الَّتِي نَزَل فِيهَا رَبِّنَا .
وَكَأنَّ رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يُمَهِّد الأذْهَان أنَّهُ سَيَتَذَكَرْنَا وَلكِنَّهُ يُعِدَّنَا إِلَى إِسْتِقْبَالِه .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يُعِد نِفُوسْنَا لِتَسْتَقْبِل هذِهِ الحَقِيقَة .. فَلِكَي نَسْتَوْعِب الفِدَاء وَالخَلاَص مَهَّد لَنَا بِطُرُق وَأنْوَاع شَتَّى مِنْ يُوم مَا أخْطَأ أبُونَا آدَم وَمِنْ زَمَنْ الآبَاء الأوَلِين عِنْدَمَا أمَرَهُمْ بِبُنَاء مَذَابِح لِتَقْدِيم ذَبَائِح – ذَبَائِح دَمَوِيَّة – لِكَيْ يُهَيِّئ النَّفْس البَشَرِيَّة لاسْتِيعَاب فِكْرِة أنَّهُ بِدُون سَفْك دَم لاَ تَحْدُث المَغْفِرَة .. وَأنَّ نَفْس يُمْكِنْ أنْ تُؤخَذ عِوَضاً عَنْ نَفْس .. وَيُهَيِّئ أذْهَانَنَا لِفِكْرَة صَعْبَة جِدّاً وَهيَ فِكْرِة إِنْتِقَال الخَطِيَّة مِنْ مُذْنِب إِلَى بَرِئ .
رَبِّنَا يِمَهِد وَيُرْسِل لَنَا أنْبِيَاء يِقُولُوا تَفَاصِيل فِي مُنْتَهِى الدِّقَة .. فَمِنْهُمْ مَنْ شَرَح صِفَات التَّجَسُد كَأشْعِيَاء النَّبِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ حَدَّد زَمَنْ التَّجَسُد كَدَانِيَال النَّبِي .. وَمِنْهُمْ مَنْ حَدَّد مَكَان التَّجَسُد .. كَيْفَ ؟!! فَإِنَّ الأمر مِحْتَاج إِلَى تَمْهِيد إِلَى النَّفْس البَشَرِيَّة وَالعَقْل البَشَرِي لِيَسْتَوْعِب مَتَى رَبِّنَا سَيَتَذَكَرْهَا .. وَمَتَى سَيَفْتَقِدْهَا .. وَمَتَى سَيَحِل مِلْء الزَّمَان .. وَعِنْدَمَا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَان أرْسَل الله إِبْنَهُ مَوْلُوداً مِنْ إِمْرَأة ( غل 4 : 4 ) .
إِذاً الأمر لَيْسَ نِسْيَاناً مِنْ رَبِّنَا .. فَهُوَ يَقُول ﴿ هَلْ تَنْسَى المَرْأةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا .. حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأنَا لاَ أنْسَاكِ ﴾ ( أش 49 : 15) .. فَإِلَى مَاذَا يَارَب تُمَهِد ؟ إِنَّ رَبِّنَا يُرِيدْ أنْ يُقِظْ مَشَاعِر شَعْبُه لِكَيْ يَسْتَوْعِبُوا مَجِيئُه .. وَمِنْ هُنَا كَانَتْ كَلِمَة * الله يَتَذَكَر .. زَكَرِيّا * .. لِدَرَجِة أنَّ زَكَرِيّا الكَاهِن نَفْسُه عِنْدَمَا مَسَك إِبْنُه يُوحَنَّا نَطَق بِتَسْبِحَة قَالَ ﴿ القَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أبِينَا أنْ يُعْطِينَا ﴾ ( لو 1 : 73 ) .. بَدَأَ يَتَحَقَّق وَبَدَأَ يَقُول يَذْكُر عَهْدُه المُقَدَّس ( لو 1 : 72 ) .
فَعِنْدَمَا نَقْرأ سِفْر التَّكْوِين نَجِد أنَّ رَبِّنَا صَنَع عَهْد بَيْنُه وَبَيْنَ أبُونَا إِبْرَاهِين وَأقْسَم بِذَاتُه وَقَالَ لَهُ ﴿ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ ﴾ ( تك 22 : 17) .. وَصَنَعَ عَهْد الخِتَان بَيْنَهُ وَبَيْنَ أبُونَا إِبْرَاهِيم كَعَلاَمَة أنَّهُ قَدْ أخَذَ لَهُ شَعْباً مُخْتَاراً مِنْ بَيْنَ وَسَطْ شُعُوب العَالَمْ .. هَلْ الخَطِيَّة نَقَضَتْ هذَا العَهْد ؟ هَلْ هذَا العَهْد مَازَالَ قَائِم ؟ أحْيَاناً تُعَاقِب الإِنْسَان يَارَب .. وَأحْيَاناً نَعْتَقِد أنَّكَ تَخَلَيْت عَنْهُ .. وَأحْيَاناً نَجِد أنَّكَ تُسَلِّمْ شُعُوبَك إِلَى الحُرُوب .. لِمَاذَا يَارَب نَاسِي عَهْدَك .. وَمَتَى سَتَتَذَكَرُه ؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَت * الله يَتَذَكَّر * .. فَإِنَّ الله لاَ يَنْقُض العَهْد كَمَا يَفْعَل الإِنْسَان .
فَإِنَّ قَبْل العَهْد الَّذِي صَنَعَهُ الله مَعَ أبُونَا إِبْرَاهِيم كَانَ يُوْجَد عَهْد قَبْلَهُ مَعَ نُوح البَّار عِنْدَمَا أعْطَاه الله عَلاَمِة قُوس قَزَح وَقَالَ لَهُ أنَّهُ عَهْد بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّفْس البَشَرِيَّة أنَّهُ لاَ يَغْضَب عَلَيْهِ ثَانِياً ( تك 9 : 13) .. وَجَدَّد العَهْد أيَّام مُوسَى النَّبِي عِنْدَمَا قَالَ لَهُ أنْ يَبْنِي الخِيمَة وَيَأتِي بِدَم الذَّبَائِح وَيَرُش نِصْف الدَّم عَلَى أدَوَات الخِيمَة وَالنِّصْف الثَّانِي عَلَى الشَّعْب .. وَهذَا كَانَ دَم العَهْد بَيْنَ رَبِّنَا وَبَيْنَنَا .. كَثِيراً مَا يَدْخُل رَبِّنَا مَعَ الإِنْسَان فِي عُهُود وَمَعَ ذلِك الإِنْسَان هُوَ الَّذِي يَنْقُضْهَا وَلَيْسَ رَبِّنَا .. لكِنْ رَبِّنَا فِي التَّجَسُد يَذْكُر عَهْدُه .
نَحْنُ فِي تَسَابِيح الكِنِيسَة نَقُول ﴿ لاَ تَنْسَ العَهْد الَّذِي قَطَعْتَهُ مَعَ أبَائِنَا ﴾ .. وَلِذلِك نُسَمِّي الكِنِيسَة بِكِنِيسِة العَهْد الجَدِيد .. الكِنِيسَة الَّتِي إِفْتَقَدِتْهَا النِّعْمَة حَيْثُ تَمَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَهْد أبَدِي لاَ يَنْقَطِع أبَداً .. لِذلِك يَقُول أنَّ الله تَذَكَّر فَقَالَ ﴿ قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةُ صِبَاكِ مَحَبَّة خَطَبْتِك ذِهَابِك وَرَائِي فِي البَرِّيَّةِ فِي أرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ ﴾ ( أر 2 : 2 ) .. رَبِّنَا يَتَذَكَّر أنَّ بَنِي إِسْرَائِيل خَرَجُوا وَرَائَهُ فِي البَرِّيَّة فَيَقُول لَنَا أنَّهُ فَاكِر وَلكِنْ إِنْ كَانَ يُوْجَد تَأخِير فَهُوَ بِسَبَبْ عَدَم إِسْتِيعَابْنَا .. لإِنَّنَا فِكْرِنَا بَشَرِي وَهُوَ فِكْرُه إِلَهِي .. هُوَ يُعِدِّنَا لاسْتِيعَاب الأُمور الإِلَهِيَّة لِنُصَدِّق وَنُؤمِنْ أنَّ الله مُمْكِنْ أنْ يَحِل فِي وَسَطْ شَعْبُه .. وَأنْ يَأتِي وَيَحِل بَيْنَنَا وَأنْ يَأخُذ جَسَدْنَا .. فَهُوَ يُمَهِد الأذْهَان وَيُعْطِينَا عَلاَمَات وَنُبُوَات وَنَمَاذِج لِنَاس صَالِحِين فِي وَسَطْ مُجْتَمَعَات غِير بَارَّة .. رَبِّنَا يُمَهِد إِلَى صُورَة تُمَجِدُه وَلِعَمَل رَبِّنَا الفَائِق وَلِذَبِيحِة نَفْسُه .. يُمَهِد لِكِنِيسِة العَهْد الجَدِيد وَلِعَطَايَا الرُّوح القُدُس وَإِلَى كَيْفَ يَتَحَوَل الإِنْسَان إِلَى إِنْسَان بَار وَهُوَ فِي وَسَطْ جِيل فَاسِق وَشِرِّير .. كُل هذَا هُوَ لِكَلِمَة * تَذَكَّر أوْ زَكَرِيّا * .
الله تَذَكَّر وَحِينَمَا تَذَكَّر أعْلَن عَنْ تَذَكُّرُه بِحَنَانُه فَتَحَنَّنْ فَجَعَلَ زَكَرِيّا يُنْجِب يُوحَنَّا .. مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تُعْلِن عَنْ حَنَان الله عَلَى الإِنْسَان هُوَ التَّجَسُد .. مِنْ أكْثَر الأُمور الَّتِي تَجْعَلْنَا نَتَلاَمَس مَعَ حَنَان الله أنَّهُ قَبَلْ أنْ يَأخُذ جَسَدْنَا وَيَفْتَقِدْنَا فِي خَطَايَانَا .. إِنُّه يَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا لِذلِك نَقُول لَهُ ﴿ تَحَنَّنْ عَلَى جُبْلِتَك الَّتِي صَنَعَتْهَا يَدَاك ﴾ .. وَنَقُول لَهُ فِي صَلَوَات القِسْمَة فِي القُدَّاس ﴿ تَحَنُّنَك غَلَبَك وَتَجَسَدْت﴾ .. الله غَلَبُه تَحَنُّنُه .. وَهُوَ مِثْل الأب الَّذِي يَحْرِم إِبْنُه مِنْ شِئ وَلكِنْ يَتَحَنَّنْ عَلِيه عِنْدَمَا يَرَى إِبْنُه يِبْكِي فَيَأتِي لَهُ بِهَا .. فَنَحْنُ صُنْعِه أيْدِي رَبِّنَا فَكَيْفَ يَتْرُكْنَا نَهْلَك ؟
هَلْ كَانْ مُمْكِنْ أنْ يَتْرُكْنَا رَبِّنَا فِي عِصْيَانَنَا ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يَتْرُك الإِنْسَان فِي شَرُّه الَّذِي يَزْدَاد يُوْم بَعْد يُوْم ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يُتْرُك عَدُو الخِير لِيَنْتَصِر إِلَى النِّهَايَة ؟ هَلْ كَانْ مُمْكِنْ إِنْ رَبِّنَا يُتْرُك الخَطِيَّة تَكْثُر فِي العَالَمْ بِدُون مَغْفِرَة وَبِدُون حَلْ ؟ الخَطِيَّة قَدْ تَأصَّلَتْ فِي الطَبْع البَشَرِي لِدَرَجِة إِنْ الأنْبِيَاء نَفْسُهُمْ وَالأبْرَار يُخْطِئُوا .. هَلْ كَانَ عَلَى الرَّبَّ أنْ يَفْنِي الكُل ؟ لكِنْ رَبِّنَا رَفَض أنْ يُهْلِكْنَا لكِنُّه قَالَ أنَّهُ سَيُجَدِّد الكُل وَيَجْعَل لِلخَطِيَّة حَل .. حَتَّى وَإِنْ الإِنْسَان أخْطَأ لِكَيْ لاَ يَقَعْ أحَد أبَداً فِي هُوِّة يَأس أوْ فِي قَبْضِة العَدُّو حَتَّى وَإِنْ أخْطَأ .
رَبِّنَا جَدِّد طَبِيعِة الإِنْسَان .. حَنَانُه جَعَلُه يَصْنَع تَدْبِير الفِدَاء حَيْثُ أنَّ جَسَد الخَطِيَّة ( جَسَدْنَا ) هُوَ حَمَلُه .. فَهُوَ حَمَل خَطَايَانَا وَيَدْفَع الثَّمَنْ عَنْهَا .. وَبَدَلاً مِنْ أنَّ خَطِيَّة وَاحِدَة تَسْتَوْجِب حُكْم المُوْت .. صَارَ الإِنْسَان وَهُوَ كَثِير التَّعَدِّي يُمْكِنْ أنْ يَتَبَرَّر عِنْدَمَا يُقَدِّم التُوبَة وَعِنْدَمَا يَتَمَسَّك بِذَبِيحَتُه .. فَالله أعْطَانَا خَلاَص كُلُّه حَنَان .. فَالله يَعْرِف جَيِّداً ضَعْف طَبِيعِة الإِنْسَان الَّتِي هِيَ قَابِلَة لِلسُقُوط الدَّائِم .. فَهُوَ رَفَض أنْ يُعْطِينَا حَلْ مُؤقَتْ أي أنْ نَلْتَمِس الخَلاَص خَارِج عَنَّا .. لكِنُّه سَيَجْعَلْنَا نَلْتَمِس الخَلاَص مِنْ دَاخِلْنَا .. فَهُوَ حَلَّ فِينَا وَقَدَّس طَبِيعِتْنَا .
فَعِنْدَمَا أخَذَ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح جَسَدْنَا .. تَقَدَّس جَسَدْنَا وَلَمْ يَعُد جَسَد الخَطَايَا .. وَأصْبَحِتْ الخَطِيَّة خَارِجَة عَنْ طَبْعِنَا بِالرَّغْم مِنْ إِنْ نَحْنُ الَّذِينَ نَفْعَل الخَطِيَّة .. فَرَبِّنَا أعْطَانَا الإِمْكَانِيَة لِنَتَغَلَّبْ عَلَيْهَا لأِنَّهُ بَارَك طَبِيعِتْنَا فِيهِ بِالتَّجَسُد وَذلِك لِكَيْ يَضَعْ حَلْ نِهَائِي لِخَطَايَانَا لِذلِك نَقُول ﴿ نَحْنُ الَّذِينَ أخْطَأنَا وَهُوَ الَّذِي تَألَّمْ .. نَحْنُ الَّذِينَ صِرْنَا مَدْيُونِينَ لِلعَدْل الإِلهِي بِذُنُوبَنَا .. وَهُوَ الَّذِي دَفَعَ الدُيُون عَنَّا ﴾ ( قِسْمِة * أيُّهَا الإِبْن الوَحِيد * ) .
فَرَغْم تَأخُرْنَا فِي الإِسْتِيعَاب إِلاَّ أنَّهُ تَحَنَّنْ .. وَلِذلِك قَالَ فِي إِنْجِيلُه ﴿ لُحَيْظَةً تَرَكْتُكِ وَبِمَرَاحِمَ عَظِيمَةٍ سَأجْمَعُكِ ﴾ ( أش 54 : 7 ) .. فَعِنْدَمَا فَسَّر الآبَاء كَلِمَة * لُحَيْظَة * قَالُوا أنَّ * لُحَيْظَة * هِيَ تَصْغِير كَلِمَة * لَحْظَة * فِي اللُغَة العَرَبِيَّة .. كَمَا أنَّ كَلِمَة * جِنِينَة * هِيَ تَصْغِير لِكَلِمَة * جَنَّة * .. لِذلِك قَالُوا أنَّ أي شِئ يُقَاس بِمَا لاَ نِهَايَة يَكُون صِفْر .. فَمُدِّة الزَّمَنْ الَّتِي رَبِّنَا مَهَّد لَنَا فِيهَا لِخَلاَص البَشَرِيَّة هِيَ مُدَّة عِنْدَمَا تُقَاس بِمَا لاَ نِهَايَة تُقَدَّر بِلاَ شِئ .. لِذلِك قَالَ * لُحَيْظَة * وَلَيْسَ * لَحْظَة * .. فَإِنَّ الله لَنْ يَنْسَانَا لكِنُّه كَانَ يُعِدِّنَا .. هُوَ كَانَ مُشْتَاق إِلَى أنْ يَكُون فِي وَسَطْنَا وَلكِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ تَأخَّرْنَا فِي إِسْتِيعَاب الأمر .
بِالرَّغْم مِنْ أنَّ بَعْد كُل المَوَاعِيد وَالعُهُود وَالنُّبُوَات الَّتِي أعْطَاهَا لَنَا الله وَبَعْد كُل هذَا التَّأخِير إِلاَّ أنَّهُ عِنْدَمَا تَمَّ الخَلاَص وَجَدْنَا مُؤامَرَات قَتْل وَتَعَجُّب وَأقْرَب المُقَرَّبِين لَمْ يُصَدِّقُوا .. وَعِنْدَ إِتْمَام الفِدَاء وَجَدْنَا التَّلاَمِيذ هَرَبُوا .. فَمَا بَالَك إِذَا لَمْ يُمَهِّد لَنَا الله بِكُل هذِهِ النُّبُوَات ؟ فَهُوَ يَعْرِف ضَعْف البَشَر وَجَهْل طَبِيعَة الإِنْسَان .. إِذاً مَاذَا سَتَفْعَل يَارَب مَعَ هذَا الإِنْسَان الجَاهِل الَّذِي عِنْدَمَا كُنْت مَوْجُود فِي وَسَطُه لَمْ يَسْتَوْعِبَك ؟ فَمَاذَا يَفْعَل عِنْدَمَا تَتْرُكُه ؟ فَإِنَّ الله أرْسَل لَنَا الرُّوح القُدُس الَّذِي يُعَلِّمْنَا وَيُذَكِّرْنَا مِنْ جَدِيد بِكُل مَا لَمْ نَقْدِر أنْ نَسْتَوْعِبُه .. فَالَّذِي لَمْ نَقْدِر أنْ نَسْتَوْعِبُه وَهُوَ مَوْجُود سَنَسْتَوْعِبُه وَهُوَ غِير مَوْجُود .. فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يُثْبِت الخَلاَص إِلَى النِّهَايَة .
وَمِنْ هُنَا تَحَنُّنَه أتَى بِالخَلاَص .. وَهذِهِ هِي ألـ 3 مَرَاحِل .. الله يَتَذَكَّر .. الله يَتَحَنَّنْ .. الله يُخَلِّص .. فَإِنَّ الله جَاءَ وَصَنَعَ الخَلاَص عَلاَنِيَةً .. هُوَ حَمَلَ عَنْ الإِنْسَان عُقُوبِة المُوْت وَخَلَّصُه وَأصْبَح المُجْرِم بَرِئ وَالبَرِئ أصْبَح مُجْرِم .. وَيُوْجَد قِصَّة رَمْزِيَّة وَهيَ .. يُوْجَد أخَوَان وَاحِد تَقِي وَبَار وَالثَّانِي شِرِّير وَفَاسِق .. الشِّرِّير كَانَ يُعَايِر أخُوه بِاسْتِمْرَار وَالأخ التَّقِي كَانَ يُحَاوِل أنْ يُهْدِي أخُوه الشِّرِّير إِلَى مَعْرِفَة وَمَحَبِّة الله .. وَفِي يُوم مِنْ الأيَّام جَاء الأخ الشِّرِّير يَجْرِي إِلَى البِيت وَهُوَ فِي حَالِة ذُعْر وَثِيَابُه مُلَوَثَة بِالدِّمَاء يَسْتَنْجِد بِأخُوه مِنْ الشُرْطَة فَعَرَض الأخ البَّار التَّقِي عَلَى أخُوه الشِّرِّير أنْ يَخْلَع مَلاَبِسُه المُلَوَثَة بِالدَّم وَيُعْطِيع مَلاَبِسُه النَّظَيِفَة وَقَالَ لَهُ * إِنْتَ مُش مُسْتَعِد لِلمُوْت .. أنَا مُسْتَعِد لِلمُوْت * .. ثُمَّ أخَذَ الثِّيَاب المُلَوَثَة وَالجَرِيمَة وَالحُكْم لكِنُّه نَصَحُه وَقَالَ لَهُ * أنَا سَأمُوت بَدَلاً مِنْكَ وَبِذَنْبَك وَلكِنْ أنْتَ أيْضاً لاَبُدْ أنْ تَأخُذ حَيَاتِي كَمَا هِيَ وَأنْ تَعِيش كَمَا كُنْت أعِيش * .
تَقْرِيباً هذِهِ القِصَّة تُعَبِّر عَنْ الخَلاَص الَّذِي قَدَّمَهُ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. وَتُلَخِص الكَنِيسَة أصْعَب الأُمور اللاَهُوتِيَّة فِي أسْهَل الألْفَاظ وَأجْمَلْهَا ﴿ هُوَ أخَذَ الَّذِي لَنَا وَأعْطَانَا الَّذِي لَهُ .... ﴾ ( ثاوطُوكِيِة الجُمْعَة ) .. فَهُوَ أخَذَ الحُكْم وَالضَّعْف وَالخَطِيَّة وَأعْطَانَا البَرَاءَة وَالبِّر وَالقَدَاسَة وَالحَيَاة الأبَدِيَّة – فَهُوَ يُخَلِّصْنَا – لِذلِك تَقُول الكَنِيسَة * أنَّ الله نَظَرَ مِنْ السَّمَاء وَتَطَّلَعْ إِلَى الأرْض لِيَسْمَع تَنَهُد المَغْلُوبِين * .. وَيَقُول فِي مَزْمُور عَشِيَّة ﴿ يَنْزِلُ مِثْلَ المَطَرِ عَلَى الجِزَازِ وَمِثْلَ الغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأرْضِ .. يُشْرِقُ فِي أيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أنْ يَضْمَحِلَّ القَمَرُ ﴾ ( مز 72 : 6 – 7 ) .. وَيَقُول أيْضاً فِي مَزْمُور عَشِيَّة ﴿ يَارَبُّ طَأطِئ سَموَاتِكَ وَانْزِل الْمِس الجِبَالَ فَتُدَخِّنَ .. أبْرِق بُرُوقاً وَبَدِّدَهُمْ .. أرْسِل سِهَامَكَ وَأزْعِجْهُمْ .. أرْسِل يَدَكَ مِنَ العَلاَءِ .. أنْقِذْنِي وَنَجِّنِي ﴾ ( مز 144 : 5 – 7 ) .. البَشَرِيَّة تَتَنَهَد وَتُنَاجِي رَبِّنَا وَتَطْلُب مِنْهُ أنْ يُطَأطِئ السَّموَات وَيَأتِي وَيُخَلِّصْنَا .. أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول ﴿ لَيْتَكَ تَشُّقُّ السَّموَاتِ وَتَنْزِلُ ﴾ ( أش 64 : 1) .. وَيَقُول أيُّوب البَّار ﴿ لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِح يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا ﴾ ( أي 9 : 33 ) .. لِيُنْهِي مَشَاكِل العَدَاوَة وَالخُصُومَة وَالخَطِيَّة .
الله تَذَكَّر وَعِنْدَمَا تَذَكَّر تَحَنَّنْ وَعِنْدَمَا تَحَنَّنْ خَلَّص .. كَمْ نَحْنُ مَدْيُونِين لِعَمَل رَبِّنَا .. نَحْنُ اليُوْم إِنْ كُنَّا خُطَاة إِلاَّ أنَّنَا جَمِيعاً أبْرَار .. فَإِنْ كُنَّا خُطَاة فَهُوَ تَرَك لَنَا جَسَدُه وَدَمُه لِكَيْ يَكُون فِعْل خَلاَصُه هُوَ خَلاَص مُتَجَدِّد أبَدِي .. فَهُوَ أعْطَانَا العِلاَج .. فَإِذَا وُجِدَت الخَطِيَّة يُوْجَد حَل لِلخَطِيَّة .. الله أعْطَانَا العِلاَج عَلَى المَذْبَح فِي كُل يُوم نَتَنَاوَل فِيهِ وَكُل يُوم نَسْمَع فِيهِ القُدَّاس .. كُل يُوم نُقِيم فِيهِ القُدَّاس هُوَ جُلْجُثَة جَدِيدَة وَصَلْب جَدِيد وَأخُذ نَفْس فِعْل الصَّلِيب وَيُعْطِي نَفْس المَغْفِرَة .. فَيَقُول ﴿ خُذُوا كُلُوا مِنْهُ كُلُّكُمْ ﴾ .. ﴿ يُعْطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفْرَاناً لِلخَطَايَا وَحَيَاة أبَدِيَّة لِمَنْ يَتَنَاوَل مِنْهُ ﴾ .. الله يَعْلَمْ أنَّ طَبْعِنَا مُحَاط بِالضَّعْف فَأحَاطَنَا بِالنِّعْمَة لِكَيْ يَضْمَن لَنَا المَيرَاث الأبَدِي .. لِذلِك قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ كَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهْمَلْنَا خَلاَصاً هذَا مِقْدَارُهُ ﴾ ( عب 2 : 3 ) .. فَمِنْ المَفْرُوض أنْ لاَ نَقِفْ أمَام رَبِّنَا وَنَقُول لَهُ أنَا خَاطِئ لأِنَّكَ أعْطَيْتَنِي جَسَد ضَعِيف وَوَضَعْتَنِي فِي مُجْتَمَع لَيْسَ جَيِّد وَمَادِّي .. فَهُوَ سَيَسْألْنَا عَنْ مَاذَا فَعَلْنَا بِالخَلاَص الَّذِي أعْطَاهُ لَنَا ؟!!
عَجِيب أشْعِيَاء النَّبِي لَمَّا يَنْظُر بِالرُّوح وَيَحْكِي لَنَا عَنْ إِنْسَان صَنَعَ كَرْم وَاشْتَرَى حَقْل وَفِي أجْمَل مَكَان وَصَنَعَ لَهُ الكَرْمَة .. وَحَوَّط الكَرْمَة بِثِيَاب وَعَمَل فِي وَسَطْهَا مَعْصَرَة وَرَعَى هذِهِ الكَرْمَة وَعِنْدَمَا جَاءَ لِيَطْلُب مِنْ الكَرْمَة ثَمَر فَوَجَد لاَ شِئ .. فَيَحْكِي لِلنَّاس وَيَقُول لُهُمْ ﴿ مَاذَا يُصْنَعُ أيْضاً لِكَرْمِي وَأنَا لَمْ أصْنَعْهُ لَهُ ﴾ ( أش 5 : 4 ) .. فَرَبِّنَا اليُوم يَقُول لِلكِنِيسَة مَاذَا كَانَ مُمْكِنْ أنْ أعْمِلُه وَلَمْ أعْمِلُه ؟!! فَإِذَا كَانَ الإِنْسَان يِشْكِي مِنْ الخَطِيَّة فَأعْطَيْتُه الحَل .. وَإِذَا كَانَ يِشْكِي مِنْ الضَّعْف فَأعْطَيْتُه الحَل .. وَإِذَا كَانَ يِشْكِي مِنْ النِسْيَان فَأعْطَيْتُه الحَل .. فَقَالَ لَنَا ﴿ أجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ ﴾ ( حز 36 : 27 ) .. فَهُوَ أعْطَانَا قَلْب جَدِيد وَأعْطَانَا أنْ نَكُون هَيَاكِل لَهُ وَأنْ يَكُون لَنَا إِمْكَانِيَّة إِلَهِيَّة كَمَا قَالَ بُطْرُس الرَّسُول جَعَلَنَا ﴿ شُرَكَاء الطَّبِيعَة الإِلهِيَّة ﴾ ( 2بط 1 : 4 ) .. لِذلِك نَحْنُ لَنَا وَعْد وَالله تَذَكَّر وَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَخَلَّصَنَا .. وَلكِنْ مُعَلِّمْنَا بُولِس قَالَ ﴿ فَلْنَخَف أنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ يُرَى أحَد مِنْكُمْ أنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ ﴾ ( عب 4 : 1) .. أصْعَب شِئ أنْ يَكُون مَعَ كُل مَوَاعِيد رَبِّنَا لَنَا وَخَلاَصُه الثَّمِين نَحْنُ نَخِيب مِنْ الوَعْد .
نَحْنُ كَنِيسَة البَرَكَات وَعَهْد النِّعْمَة .. نَحْنُ نَتَحِد بِالجَسَد وَالدَّم .. فِي سِفْر صَمُوئِيل أنَّهُ عِنْدَمَا كَانُوا يَحْمِلُوا التَّابُوت المُقَدَّس فَلَتْ مِنْ نَاحِيَة فَأرَادَ رَجُل مِنْهُمْ أنْ يَسْنِدُه لِكَيْ لاَ يَقَعْ عَلَى الأرْض .. فَمَاتَ الرَّجُل فِي الحَال لِمُجَرَّد أنْ لَمَسَهُ ( 1أخ 13 : 7 – 10) .. اليُوْم نَحْنُ نَأخُذ الجَسَد وَالدَّم .. التَّابُوت كَانَ يَرْمُز لِلتَّجَسُد أمَّا الآنْ نَحْنُ نَأخُذ الجَسَد الحَقِيقِي بِنَفْسُه المُتَحِد بِاللاَهُوت الَّذِي نَصْرُخ وَنَقُول ﴿ جَعَلَهُ وَاحِداً مَعَ لاَهُوتُه بِغَيْر إِخْتِلاَطٍ وَلا امْتِزَاجٍ وَلاَ تَغْيِير ........ بِالحَقِيقَةِ أُؤمِنْ أنَّ لاَهُوتُه لَمْ يُفَارِق نَاسُوتُه لَحْظَة وَاحِدَة وَلاَ طَرْفَة عَيْن ﴾ .. نَأخُذ جَسَدُه دَاخِلْنَا وَيَتَحِد بِنَا وَلاَ يِمَوِتْنَا وَلكِنْ يُمِيت الخَطَايَا الَّتِي بِدَاخِلْنَا .

رَبِّنَا يُعْطِينَا وَيُثَبِّت عَطَايَاه فِينَا
فَكُل يُوم بَدَلاً مِنْ أنْ نَقُول لَهُ أنْ يَتَذَكَّر .. هُوَ الَّذِي أوْصَى كِنِيسْتُه أنْ تَقُول ﴿ وَتَذْكُرُونِي إِلَى أنْ أجِئ ﴾
رَبِّنَا يُعْطِينَا لاسْتِيعَاب بَرَكْتُه فِي دَاخِلْنَا وَأنْ نَكُون عَامِلِين بِكُل عَطَايَاه
رَبِّنَا يِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1662

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل