ليس كل الأشياء تبنى

Large image

يَقُول مُعَلِّمُنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتَهُ لأِهْلِ كُورُنْثُوسَ { كُلُّ الأشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأشْيَاءِ تُوَافِقُ . كُلُّ الأشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ } ( 1كو 6 : 12 ) .. فِي الْمَسِيحِيَّة لَيْسَ لَدَيْنَا مَا هُوَ حَلاَل وَمَا هُوَ حَرَام .. كُلُّ الأشْيَاء صَحِيحَة لكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ يُوَافِقَنِي .. كُلُّ الأشْيَاء صَحِيحَة لكِنْ لاَ يَتَسَلَّط عَلَيَّ شِئ أوْ لَيْسَ كُلُّ الأشْيَاء تَبْنِي .
الآن نَحْنُ فِي أجْمَل أيَّام السَنَة .. أيَّام الصُوْم الكِبِير وَتُسَمِّيهَا الكِنِيسَة رَبِيع السَنَة الرُّوحِيَّة .. كَثِيرُونَ مِمَّنْ أحَبُّوا الله مَدْيُونِين لِلصُوْم الكِبِير لأِنَّ الكِنِيسَة فِي هذِهِ الفِتْرَة تِرَكِز مَعَ أوْلاَدْهَا لِتُعْطِيهُمْ أكْبَر قُوَّة رُوحِيَّة وَأكْثَر فَائِدَة فَنَجِد فِيهَا أطْوَل فَتَرَات إِنْقِطَاع تَسْمَح بِهَا الكِنِيسَة وَأطْوَل قُدَّاسَات وَأكْثَر تَقَشُّف .. وَيُسَمَّى ذلِك الصُوْم صُوْم مِنْ الدَرَجَة الأُولَى أي أهَمْ صُوْم فِي الكِنِيسَة .. أيْضاً نَجِد أجْمَل وَأكْثَر الألْحَان خُشُوع تُقَال فِي الصُوْم الكِبِير وَأكْبَر عَدَد مِنْ المِيطَانْيَات وَكَأنَّ الكِنِيسَة تِخَزِّن أكْبَر كِمِيَّة مِنْ غِذَائْهَا الرُّوحِي فِي الصُوْم الكِبِير .. لكِنْ هُنَاك بَعْض السُلُوكِيَات فِي حَيَاتْنَا عَامَّةً قَدْ تَكُون مِنْ طَبِيسعِتنَا أوْ دَخَلِت عَلَيْنَا مِنْ المُجْتَمَع زَادِت وَانْتَشَرِت الآن وَكُلَّ الشَّبَاب يَسْلُوكُوهَا تُؤثِر عَلَى حَيَاتْنَا العَامَة وَالرُّوحِيَّة .
ظَوَاهِر مُتْعِبَة فِي حَيَاتْنَا تَسَلَّطَت عَلَيْنَا :
==============================================
1. التَّدْلِيل
2. المَلاَبِس
3. التِلِيفِزْيُون وَالدِّش
4. المُوَبَايِل
5. الكُمبِيُوتَر
1. التَّدْلِيل :0
============
ظَاهِرَة فِي هذَا الجِيل أنَّهُ مُدَلَّل جِدّاً أي يُرِيد أنَّ كُلَّ طَلَبَاته تُجَاب سَرِيعاً وَلاَ يَنْظُر لِلآخَرِين .. أرَادَ دُرُوس تَقْوِيَة أوْ مَلاَبِس لاَ يَهِمه إِنْ كَانَ الوَضَعْ يَتَنَاسِب مَعَ طَلَبُه أم لاَ مَهْمَا كَلَّفَ الأمر الأُسْرَة لاَ يَهْتَمْ كُلَّ مَا يَهِمَه أنْ يَأخُذْ مَا يُرِيده .. جِيل سَهْل عَنْده الخِصَام مِنْ مُجَرَد تَوْجِيه أوْ نَصِيحَة .. هذَا التَّدْلِيل فِي حَدٌ ذَاته لَهُ أضْرَار دَاخِلْنَا فَهُوَ يُنْتِج شَخْص مُنْحَصِر فِي ذَاته وَلاَ يَقْبَل أي صُعُوبَة فِي الحَيَاة لأِنَّ المُجْتَمَع لاَ يُعْطِي مَا تُعْطِيه الأُسْرَة .. فَهَلْ يُعَلِّمنَا المُجْتَمَع كَمَا تُعَلِّمنَا الأُسْرَة ؟ بَالطَبْع لاَ .
الحَيَاة العَمَلِيَّة بِهَا جِدِّيَّة وَضَغْط فَإِنْ كُنَّا غِير مُهَيَّئَيِن لِهذَا الضَغْط لاَ نَحْتَمِل وَسَنَرْفُض لأِنَّنَا نَرْفُض المَجْهُود وَالتَعَب .. هذَا جِيل يَمِيل لِلعَمَل بِأكْبَر رَاتِب وَأقَلْ سَاعَات عَمَل هذَا نَتِيجَة لِلتَّدْلِيل مُنْذُ الصِغَر .. التَّدْلِيل يَجْعَل الإِنْسَان غِير مَسْئُول .. هُنَاك بَنَات تَزَوَّجْنَ وَلَمْ يَسْتَرِحْنَ لأِنَّهُنَّ لاَ يَتَحَمَلْنَ المَسْئُولِيَة .. لأِنَّ طَاقِتَهُنَّ كُلَّهَا مَحْصُورَة فِي أنْفُسَهُنَّ فِي حِين أنَّ الله أعْطَى البَنَات بِصِفَة خَاصَّة قُدْرَات هَائِلَة عَلَى العَطَاء .. نَعَمْ الله يُعْطِي النِّعْمَة مَعَ الشِّدَّة لكِنْ بَنَات هذَا الجِيل يَجِدْنَ صُعُوبَة فِي تَحَمُّل المَسْئُولِيَة .. لِذلِك أهَمْ شَرْط لَهُنَّ فِي الشَخْص الَّذِي يَرْتَبِطْنَ بِهِ أنْ يَكُون غَنِي كَي يُلَبِّي طَلَبَاتِهِنَّ لأِنَّ بِنْت هذَا الجِيل تَعْلَم جَيِداً أنَّهَا لاَ تَسْتَطِيع أنْ تَرْفُض لِنَفْسَهَا طَلَبْ وَهذِهِ نُقْطَة ضَعْفِهَا .. هُنَاك رِعَايَة زَائِدَة مِنْ الوَالِدِين وَلِلأسَفْ الأبْنَاء يَسْتَغِلُون هذِهِ الرِعَايَة .. هذَا ضَار جِدّاً .. لَوْ إِنْسَانَة مُدَلَّلَة تَدْلِيل مُعْتَدِل وَمُعْتَادَه عَلَى خِدْمِة الآخَرِين هذَا أمَرْ صَحِيح .
التَّدْلِيل مُفْسِد رُوحِياً لأِنَّهُ يُهْلِكُهَا لأِنَّ الذَّات تَمِيل لِلتَّدْلِيل .. إِنْ صَامَ الإِنْسَان يِجُوع وَإِنْ ضَبَطْ شَهْوِته لِلطَّعَام فَهذَا إِنْسَان رُوحِي .. الكِتَاب يَقُول { كُونُوا رِجَالاً } ( أش 46 : 8 ) .. رِجَال فِي الإِرَادَة كَي تَضْبُط شَهْوِتَك .. مِنْ المُؤسِف أنَّ الفَتَاة تَطْلُب طَلَبْ مُبَالَغ فِيهِ وَلاَ تَنْظُر لِدَخْل الأب أوْ طَلَبَات وَاحْتِيَاجَات الإِخْوَة .. هذِهِ كُلَّهَا أسَالِيب لاَ تَلِيق بِأوْلاَد الله أوْ بِإِنْسَان عَرَف كَيْفَ يَعِيش مِنْ أجْل الآخَر أوْ فِي مَحَبَّة مَعَ الآخَر .. لاَ تَفْتَخِر بِإِنَّك لاَ تَخْدِم بِيتَك لاَبُد أنْ تَخْدِمه بِحَسَب وَقْتَك وَلاَ تَنْتَظِر أنْ يِكَلِفَك أحَدٌ بِخِدْمِته .. الإِبْن لَهُ مَا يُكَلَّف بِهِ لِيَخْدِم بِيته دُونَ أنْ يَطْلُب مِنْهُ أحَدٌ فَمَا بَال الإِبْنَة ؟ ..التَّدْلِيل مُشْبِع لِلذَّات وَعِنْدَمَا تِكْبَر الذَّات تَكُون أسَاس لِكُلَّ الشَّهَوَات وَالهَلاَك { مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا } ( مت 16 : 25 ) أي يَكُون ضِدَّهَا .. أسَاس كُلَّ الخَطَايَا الذَّات وَالتَّدْلِيل يُنَمِّيهَا .. إِسْعَى أنْ تَكُون إِنْسَان مَسْئُول وَتَخَلَّص مِنْ التَّدْلِيل بِأنْ تَبْذِل نَفْسَك لأِجْل الآخَرِين وَتَضَعْ نَفْسَك تَحْت الجَمِيع .
2. المَلاَبِس :0
==============
لاَبُد أنْ تَلِيق بِأوْلاَد الله .. لاَبُد أنْ تَكُون مُحْتَشِمَة وَلاَ تُظْهِر مَلاَمِح الجَسَد لأِنَّ الجَسَد فِي الفِكْر المَسِيحِي هُوَ أقْدَس شِئ نَتَعَامَل مَعَهُ لأِنَّ الْمَسِيح بِالتَّجَسُّد قَدَّسَ الجَسَد .. إِذاً جَسَدَك مُقَدَّس فِي الْمَسِيح يَسُوع { بَارَكْتَ طَبِيعَتِي فِيك } ( جُزء * أنْتَ الكَائِنْ فِي كُلَّ زَمَان * - مِنْ القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. هذَا الجَسَد المُقَدَّس لاَبُد أنْ يَرْتَدِي مَا يَلِيقُ بِهِ وَبِقَدَاسَتِهِ لأِنَّهُ صَارَ هَيْكَل لله فَلاَبُد أنْ يَكُون مَسْتُور وَمُكَرَّم .. عَلَى قَدْر الطَّاقَة إِكْرِم جَسَدَك وَقَدِّسه .. لاَ تَنْسَى أنَّ الجَسَد مُدَشَّن بِالمَيْرُون وَأوَانِي المَذْبَح أيْضاً مُدَشَّنَة بِالمَيْرُون .. إِذاً كَرَامِة الجَسَد مِنْ كَرَامِة أوَانِي المَذْبَح .. بَعْد القُدَّاس الشَّمَاس يُجَفِّف أوَانِي المَذْبَح دُونَ أنْ يَلْمِسُهَا بِيَدِهِ مُبَاشَرَةً لِقَدَاسَتِهَا هكَذَا جَسَدَك قَدَاسَتَهُ وَكَرَامَتَهُ مِثْلَ أوَانِي المَذْبَح لِذلِك إِنْتَبِه لِمَلاَبِسَك بِمَا يَتَفِق مَعَ كَرَامِة الجَسَد .
لِلأسَف نَحْنُ قَدْ نُعْطِي مَنْ هُمْ خَارِج الكِنِيسَة فُرْصَة أنْ نَكُون لَهُمْ فُرْجَة رَغم أنَّهُ لَيْسَ فِي فِكْرِنَا ذلِك لكِنْ تَعَامُلْنَا بِاسْتِهْتَار مَعَ جَسَدْنَا هُوَ الَّذِي يُعْطِيهُمْ هذِهِ الفُرْصَة وَنَحْنُ لاَ نَعْلَم هَلْ النَّاس تَنْظُر لَنَا بِنَظْرَة بَسِيطَة أم لاَ ؟ .. أحْيَاناً الْمَسِيحِيَّة تُهَان لأِنَّ الكَنِيسَة تُهَان بِأوْلاَدْهَا وَيَظُنُونَ فِينَا الخَطَأ .. هذَا سَبَبُه نَحْنُ .. لاَبُد أنْ يَكُون مَظْهَرْنَا مُنْضَبِط يُمَجِّد الله .. سُؤِلَ سَيِّدْنَا البَابَا هَلْ البَنْطَلُون خَطَأ أم لاَ لِلبَنَات ؟ فَأجَابَ لَيْسَ فِي إِرْتِدَاءِهِ خَطَأ لكِنْ لاَبُد أنْ نَبْتَعِد عَنْ المَلاَبِس الضَّاغِطَة وَالمَكْشُوفَة وَالشَّفَافَة أي مَلاَبِس لاَ تُظْهِر مَلاَمِح الجِسم .. أحْيَاناً نَرَى مَلاَبِس صَعْبَة جِدّاً لاَ تَلِيق بِأوْلاَد الله وَلاَ بِالجَسَد كَهَيْكَل لله .. مِنْ المُؤسِف أنَّهُ حَتَّى فِي المَدَارِس نَجِد أنَّ الَّذِينَ هُمْ خَارِج الإِيمَان أصْبَحُوا مُحْتَشِمِين وَكَأنَّ المَلاَبِس الَّتِي لاَ تَلِيق قَدْ صُنِعَت لأِجْلِنَا نَحْنُ خِصِّيصَاً { مَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ } ( 1كو 6 : 20 ) .
3. التِلِيفِزْيُون وَالدِّش :0
==========================
مُجَرَّد ظُهُوره كَانَ قِيمَتَهُ آلاَف الجُنَيْهَات ثُمَّ بَدَأ يَنْخَفِض ثَمَنه جِدّاً .. وَالآن تُوْجَدٌ وَصَلاَت بِأثمَان زَهِيدَة وَالدِّش لَيْسَ لَهُ وَقْت رَاحَة بَلْ يَعْمَل 24 سَاعَة .. بِهِ إِذَاعَات وَثَقَافَات مُخْتَلِفَة وَهذِهِ تَبِث لِلنَّاس مَا يَتَفِقٌ مَعَ فِكْرُهُمْ وَهذَا مَا هُوَ إِلاَّ خَلاَعَة وَنَحْنُ أمَامه نُشَاهِد مَا يَتَفِق مَعَ فِكْر النَّاس إِنْ شِئنَا أم لَمْ نَشَأ .. هذَا يُشَكِّل فِي ذِهْنِنَا عَدَم كَرَامَة لِلجَسَد لِذلِك الفَتَاة تَجِد نَفْسَهَا حِشْمَة لأِنَّهَا تَقِيس ذَاتْهَا عَلَى مَا تُشَاهِده فِي الدِّش وَتَتَخَيَّل أنَّهَا تَرْتَدِي مَا يَلِيق وَهُوَ فِي الأصْل لاَ يَلِيق .. هذَا الدِّش يُخَاطِب الشَّهوَة وَالجَسَد وَالإِبَاحِيَّة وَيَجْعَل الإِنْسَان يَعِيش بِمَا لاَ يَلِيق .. لاَبُد مِنْ ضَبْط هذَا الأمر وَنَتَعَامَل مَعَهُ بِرُوح تَرَفُّع .. كُلُّ الأشْيَاءِ تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأشْيَاءِ تُوَافِقُنِي أوْ تَبْنِي .
قِف أمَام نَفْسَك بِصِدْق وَاسْألْهَا مَا الَّذِي جَعَلَكَ تَضْعُف رُوحِياً ؟ تَجِد أنَّ مِنْ ضِمْن هذِهِ الأسْبَاب الدِّش وَالتِلِيفِزْيُون .. أثَّرَا عَلَى قَلْبِي وَمَشَاعِرِي وَلَوَّثْهُمَا فَكَيْفَ إِذاً نُحَافِظ عَلَى كَرَامِة الجَسَد وَالقَلْب . قَدْ نَقُول أنَّنَا نَتَسَلَّى .. لاَ .. هذِهِ لَيْسَت تَسْلِيَة بَلْ سُمْ وَتَبْرِير ذَات .. كَيْفَ تُصَلِّي وَتَتَنَاوَل وَتُرِيد حَيَاة مَعَ الله وَأنْتَ تَتْرُك نَفْسَك لأِهْوَائَك ؟ .. أمر لاَ يَلِيق .
4. المُوبَايِل :0
==============
شِئ غَرِيب دَخَل لِحَيَاتنَا وَكُلَّ النَّاس تُرِيده .. الَّذِينَ يَعُودُونَ مِنْ الخَارِج يَتَعَجَبُون مِنْ كَثْرِة إِسْتِعْمَال المُوبَايِل فِي مِصْر بِدُون هَدَف .. مِصْر لَدَيْهَا 8 مِلْيُون تِلِيفُون أرْضِي بَيْنَمَا فِي خِلاَل أرْبَعَة سَنَوَات أصْبَح عَدَد المُوبَايِل 5.5 مِلْيُون .. لأِنَّ التِلِيفُون الأرْضِي وَاحِد لِكُلَّ أُسْرَة بَيْنَمَا المُوبَايِل نَجِده وَاحِد لِكُلَّ فَرْد فِي الأُسْرَة .
مَا هِيَ أضْرَار المُوبَايِل ؟ تَقُول أنَّهُ يُعْطِي قِيمَة لِلإِنْسَان .. نَقُول لاَ .. هَلْ الإِنْسَان الرُّوحِي يَحْتَاج لِتَزْدَاد قِيمَتَهُ بِمُوبَايِل ؟ هَلْ نَحْنُ نَتَضِع أم نَرْتَفِع ؟ تَقُول نَحْنُ نَحْيَا وَسَطْ مُجْتَمَع .. نُجِيبَك هَلْ أنْتَ تَحْيَا بِحَسَب المُجْتَمَع أم بِحَسَب إِحْتِيَاجِك ؟ وَفِي هذَا العُمْر مَا هُوَ إِحْتِيَاجِك لِلمُوبَايِل ؟ هَلْ تِعْمِل رَنَّات لِلأصْدِقَاء وَرَسَائِل ؟ مَا هِيَ ضَرُورِتْهَا ؟ هَلْ الأمر يَتَفِق مَعَ مِيزَانِيِة الأُسْرَة ؟ تَقُول مَا لَنَا نَحْنُ وَمِيزَانِيِة الأُسْرَة نَحْنُ نُرِيد مُوبَايِل .. لاَ .. الأمر لَهُ بُعْد إِقْتِصَادِي وَلَيْسَ مُجَرَّد تَقْلِيد لِلآخَرِين .. إِعْرَف هَلْ لَهُ احْتِيَاج عِنْدَك أم لاَ .. أحْيَاناً لاَ نَعِيش بِحَسَب الإِحْتِيَاج بَلْ بِحَسَب النَّاس .
بِالإِضَافَة إِلَى الإِنْشِغَال بِالرَّنَات أيْضاً لَهُ سَلْبِيَّة أُخْرَى وَهيَ صَدَاقَات الأوْلاَد مَعَ البَنَات .. لَوْ بِنْت رَنْ لَهَا وَلَد مَرَّات عَدِيدَة قَدْ تَتَخَيَّل أنَّهُ مُعْجَب بِهَا بَيْنَمَا هُوَ يَتَسَلَّى هُوَ وَأصْدِقَاءِهِ هذَا ضَرَر عَاطِفِي عَلَى البِنْت .. أيْضاً الرَّسَائِل قَدْ يَكْتُب فِيهَا مَا يَمْنَعَهُ الخَجَل أنْ يَقُوله شِفَاهَةً وَيَقُول أنَا لاَ أقْصِد وَتَتَخَيَّل البِنْت أنَّهَا غِير مُوَاكِبَة لِرُوح العَصْر إِنْ رَفَضِت رَسَائِله هذِهِ وَبِذلِك يِكْسَر حَاجِز الخَجَل وَيُسَبِّب إِنْشِغَال عَاطِفِي وَشَغْل لِلوَقْت بِالإِضَافَة إِلَى أنَّهُ قَدْ نَضْطَر إِلَى الكَذِب لأِنَّنَا نَضَعْ فِيهِ بَعْض الأسْمَاء الوَهْمِيَّة .. وَمِنْ هُنَا نَسْقُط فِي الغِش وَالخِدَاع وَالكِذْب وَتَلَوُّث المَشَاعِر وَأحْيَاناً نِضْغَط عَلَى الأُسْرَة جِدّاً كَي يُحْضِرُوه لِيَّ .. هذَا أمر خَاطِئ جِدّاً .
لَيْسَ شِئ خَارِج عَنْكَ يُعْطِيك قِيمَة بَلْ رُوحِيَاتَك وَتَفَوُّقَك هُوَ مَا يُعْطِيكَ قِيمَة .. لِلأسَف نَحْنُ المَصْرِيِين لَدَيْنَا عُقْدِة النَقْص فَنُكَمِّل نَقْصِنَا بِأشْيَاء خَارِجِيَّة .. لاَ .. إِسْأل عَنْ الإِحْتِيَاج .. سُؤِلَ أغْنَى رَجُل فِي العَالَم لِمَاذَا لاَ يَمْلُك طَائِرَة خَاصَّة ؟ فَقَالَ لأِنَّهُ لاَ يَحْتَاجْهَا .. وَلَمَّا سُؤِلَ لِمَاذَا لاَ يَحْجِز جِنَاح خَاص فِي الطَّائِرَة أثْنَاء سَفَرُه ؟ فَأجَابَ لأِنَّ الكُرْسِي يَصِل فِي نَفْس الوَقْت الَّذِي يَصِل فِيهِ الجِنَاح الخَاص وَقَالَ أنَّ أهَمْ شِئ لَدَيْهِ هُوَ الوَقْت .. بَيْنَمَا إِحْدَى الفَنَانَات تِحْجِز جِنَاح خَاص لَهَا لأِنَّهُ لاَ يَهِمَهَا سِوَى مَظْهَرَهَا .. لَوْ بَائِع لَدَيْهِ مُوبَايِل وَيَسْتَعْمِلُه فِي رِزْقُه نَقُول لَهُ احْتِيَاج .
5. الكُمْبِيُوتَر :
===============
لَهُ مَزَايَا جَمِيلَة جِدّاً .. قَدْ نُشَاهِد مِنْ خِلاَلُه أفْلاَم دِينِيَّة وَنَسْمَع عَلَيْهِ عِظَات وَقَدْ نَعْمَل أبْحَاث فِي أي مَجَال ثَقَافِي أوْ دِينِي وَنِحْفَظ مِنْهُ ألْحَان .. لكِنْ أحْيَاناً عَدُو الخِير يُحَوِّل كُلَّ شِئ لِلخَطِيَّة فَنَجِده يَضَعْ أشْيَاء غِير نَقِيَّة وَلاَبُد أنْ نَنْتَبِه أنَّ كُلَّ الأشْيَاء تَحِلُّ لِي لكِنْ لَيْسَ كُلَّ الأشْيَاء تُوَافِق .
الصُوْم فِتْرَة مُبَارْكَة حَتَّى نِرْفَع كُلَّ عَادَة رَدِيئَة لِذلِك إِنْ كَانَ لَدَيَّ أخْطَاء فِي الصُوْم أمْنَعْهَا لأِنَّهُ لاَ يَسْتَقِمْ صُوْم أوْ يُقْبَل بِدُون أنْ يَكُون دَاخِلَك إِحْسَاس رُوحِي وَرَفْض لِلسَلْبِيَّة وَصُوْم عَنْ الشَّر وَشِبْه الشَّر .. كَيْفَ نَرْتَفِع عَنْ هذِهِ الأُمُور ؟ الصُوْم مَعْنَاه غَلْبَة لِلشَّهوَة وَالجَسَد وَاحْتِيَاجَاته وَأبْسَط الأشْيَاء هُوَ الطَّعَام فَالَّذِي يَغْلِب الجُوع يَغْلِب أي عَادَة رَدِيئَة وَيَغْلِب المُوبَايِل وَالتِلِيفِزْيُون وَالدِّش وَيَحْتَشِم فِي مَلْبَسُه .. الصُوْم خَيْر مُعِين لِضَبْط الحَوَاس .. الإِنْسَان الوَدِيع دَائِماً يَكُون هَادِئ وَيَنْظُر لِلآخَر وَيَضْبُط حَوَاسه وَيَعِيش بِعِفَّة فِي كُلَّ أُمُور حَيَاته .
الله يُعْطِينَا سُلُوك كَمَا يَلِيق بِالمَعْمُودِيَّة وَكَرَامِة أوْلاَد الله وَأبْنَاء المَلَكُوت
وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 4839

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل