خدمة يوحنا المعمدان

Large image

من المُفترض إن يوحنا يتكلم عن التهيأة للمًخلص, يكون " صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبلا مُستيمة " . لكن طبعا شخصيا يوحنا قيل عنه إنه عظيما , شخصية يوحنا , شخصية نارية و جدية و غيور و آمين , فيقف فى تجمعات من كل الثقافات و يُكلم كل واحد بإسلوبه , فى الحقيقة يا أحبائى من المُمكن ان يكون الزمن ضيق و لكن من المُمكن أن تعمل أعمال أهم من الزمن الضيق , فى 6 شهور من الممكن تعمل عمل لسنين و من الممكن أن تعيش سنين ولا تعمل فيها شئ , يوحنا المعمدان يُعطى لنا نموذج لفداء الوقت , نموذج لشعور الإنسان برسالة فى حياته , نموذج فى كيف إن الإنسان يكون آمين فى كل وقت ربنا يُعطيه له 6 شهور يُهيئ الأذهان , فترة قصيرة لكن مليئة بالأعمال الغنية , من اصعب الأشياء يا أحبائى على الإنسان , إنه يكون وقته رخيص فى عينيه , إن الأيام تكون كلها عنده شبه بعض , فلا يصل إلى هدف منها و لا يدرى , ما الذى يُريده من هذة الأيام . يوحنا يوبخنا . يقول :" أنا كان وقتى ضيق جدا 6 شهور فقط , أمامى فترة , الناس لابد إنها تكون مُستعدة و مُهيأة و سمعت , حتى عندما يأتى ربنا يسوع يكرز , تكون هذة الفترة تهيأة له . و فعلا و لهذا قال عنه فى سفر ملاخى " سأرسل ملاك يُهيئ الطريق أمامك " و بالفعل يوحنا المعمدان كان ملاك , فكان كرازة يوحنا , كرازة ملاك و شخصيته و تقواه و بره , هو الذى جعله يستطيع أن يُؤدى هذة الرسالة , فالذى يجعل الإنسان مُقنع , فيأتى إليه ناس من العشارين و اليهود و الرومان و جنود و يأتوا له ناس عادين, فما الذى يجعله مٌقنع لكل هذة الفئات ؟؟ إنه عايش . لأنه كان حياته قضاها فى البرارى و كان مظهره بسيط و أكله بسيط , يلبس وبر الأبل و يأكل العسل , إنسان بسيط جدا و لكن من داخله , نار و تقوى و مخافة و قوة , وصل به الدرجة إن هيرودس الملك نفسه , يقول لك :" و اما هيرودس فكان يخافه " , كان يخاف من يوحنا المعمدان , هذا شكله من الممكن تقول عليه شحات , ما الذى يجعل الملك يخاف من واحد شكله يُشبه الشحاذين , فيقول :" إن هيرودس كان يخافه عالما إنه بار و قديس " ما الذى يجعله يخافه ؟؟ مظهر الإنسان يا أحبائى , لا يدل أبدا على عظمته , فإذا رأينا يوحنا المعمدان , لا نقول عنه عظيم , لا بل بمظهره هذا من الممكن أن يُقال عليه حقير . و لكن إذا قيمت رسالته و عقله و قلبه و تقواه , تقول عنه عظيم نحن يا أحبائى كثير ما نهتم بالخارج و كثير ما نُضيع وقتنا فى أشياء لا تُفيد . يوحنا المعمدان آتى اليوم ليقول لك :" اعرف إن الوقت له قيمة عالية , اعرف إن يومك يوم غالى , من الممكن ان يكون ىخر يوم فى أيام حياتك , فتخيل أنت عندما يكون الله عاطى لك وقت مُحدد و كل يوم يضبع من هذا الوقت أنت تسحب من هذا الزمن الذى أنت تعيشه . إذا فما المُفترض علينا أن نفعله كل يوم ؟؟ تخيل عندما تعلم إن كل يوم و انت تقطع ورقة من النتيجة , هذة الورقة فى الحقيقة هى ليست من النتيجة بل هى من عداد أيام حياتك على الأرض , يوحنا فى 6 شهور يعمل رسالة عظيمة . يوحنا قوته من داخله من قلبه من فكره من رساله من قناعته , من رؤيته للنبوات و رؤيته للخلاص , فاهم إن عندما يأتى السيد المسيح يرجع إلى الخلف , يُقدمه فقال :" ينبغى إن ذاك يزيد و إنى أنا انقص ". قال :" من له العروس فهو العريس ". أنا مجرد صديق للعريس و لكن أنا اقدمكم للمسيح الحقيقى . و لهذا يا أحبائى أتى بقوة , يقول :" اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة " يقول :" فى جميع القرى المُحيطة يكرز بالتوبة و غُفران الخطايا " و بدأ يُفكرهم بالنبوات و يوبخهم و يقول لهم :" كل واد يمتلئ و كل جبل و آكمة تنخفض و تصير المعوجات مُستقيمة " . هذة هى رسالة الإنسان الذى يوجد به بر الله , فيجعل الأمور المعوجة , تصير مُستقيمة , يجعل الأشياء العالية تنزل , فقيمة الإنسان بالنسبة لهم الأموال و الأشياء الرفيعة و لكن هذة بالنسبة لناس جبال كبيرة جدا , فهذة الجبال ستنخفض . قال الوديان ستمتلئ , نا هى الوديان ؟؟ هى النفوذ المُتضعة و المُنسحقة , فهذة النفوس ستمتلئ , فقال :" إن الوغر يصير طُرق سهلة , فعندما سيأتى المسيح سيجعل حياة الفضيلة التى أنت ترى إنها من المُمكن أن تكون مُستحيلة , لا ستكون مُمكنة , فقال :" و يُعاين كل ذى جسد خلاص الله " و بذا يقول لهم :" اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة " و بذأ يقول لجماعة اليهود , لا يكفى فقط أن تقولوا إنكم أبناء ابراهيم فقط , هذا لا يكفى , ليس يكفى فقط إنكم تكونوا آخذين الشكل فقط و قال لهم :" الله قادر أن يُقيم من الحجارة أبناء لإبراهيم " و أنذرهم و قال لهم :" هوذا الفأس قد وضعت على رأس الشجرة " و كأنه يوقظ كل إنسان . يوحنا إنسان جبار يا احبائى , فى 6 شهور يخدم , ففى داخل قلبه شُعلة نار , متى الإنسان عندما يُقابل أى إنسان يكون نفسه إنه يكلمه عن ربنا ؟؟ متى الإنسان يكون مُحمل بمسؤلية عميقة و شديدة ؟؟ أقول لك :" ليس من الممكن أن يأتى لك هذا الإحساس إلا و أنت بداخلك هذة الشُعلة " ليس من الممكن أن تكون أنت إنسان مغموس فى شهوة العالم و إرتباطاته و يأتى لك هذا الشعور , فإذا كان ليس لديك غيرة على خلاص نفسك أنت , كيف ستغير على خلاص الآخرين ؟؟ شوف يوحنا , يوحنا يُكلم أصعب النوعيات , أبسط الكلام , لكن أقواه و أعمقه فى نفس الوقت , كلام قوى يقول لهم :" الفأس وضعت على رأس الشجرة , كل ثمرة لا تثمر ثمرة جيدة تُقطع و تُلقى فى النار " لدرجة إن الناس خافت و لكن عندما تجاوبوا مع الكلام , بدأول يقولوا له , كلامك حلو و لكن ندخل فى النقطة الأهم , ما الذى أفعله ؟؟ و هذا يا أحبائى السؤال الذى ان يجب أن أسأله لنفسى , ما الذى أنا اعمله , سوت ربنا يصل إلى و آتى إلى الكنيسة و لكن هُناك أشياء فى حياتى مثلما هى لا تتغير و كأنى فاصل الذى اسمعه عن الذى افعله . و لكن لا هُم قالوا :" ماذا نصنع نحن أيضا ؟؟" فرأينا كلام آتى على الوجع لكل واحد , كل واحد فينا يا أحبائى مربوط ربطة مُعينة , كل واحد له ضربة قلب , و عندما تأتى و ترى أول خطوة لترجع إلى الله , فإبحث إين هى ضربة قلبك و ارجع إلى الله , فقالوا له " ماذا نصنع ؟؟" فأتى عند ناس و قال لهم :" لا تستوفوا أكثر مما فُرض لكم " بالتأكيد هؤلاء عشارون , يظلموا الناس , فبدأ يُكلمهم عن الظُلم و حُب المال , فهذة فئة , فئة أخرى من الجنود" الجنود قلبهم تحرك , الكتبة و الفريسيون , قبهم تحرك " , فقالوا له :" ماذا نصنع نحن أيضا ؟؟" فقال لهم :" لا تشوا بأحد و لا تظلموا " فبدأ يُريد أن يقول لهم أنت راجل عندك سُلطان , فيأتى واحد يقول لك :" هذا الرجل يُضايقنى , أريد أن ائزيه " فيعمل له أى تُهمة غير حقيقية , فقال لهم :" لا تشوا بأحد " لا تظلم أحد , فبدأ يقول له :" نعم انت أتيت علىوجعى و ان أشعر إن جُنديتى أعطتنى سُلطة إن أنا من المُمكن أن اتحكم فى مصائر الناس , فقال له :" لا , لا , لا تظلم أحد و لا تشى بأحد " فبدأ ناس أخرى تقول له :" و ما الذى من المُمكن نحن أن نفعله ؟؟ كل واحد يقول له مثلا :" حاول بإنك تكتفى بالثوب الذى عليك ولا يكون لك ثوبين , كل واحد يُكلمة فى نقطته . و هذا جميل يا أحبائى عندما كل واحد فينا يسمع كلمة ربنا , يقول له :" ما الذى أنا اعمله ؟؟ ما هى الخطوة العملية ؟؟ واحد فينا يا أحبائى مضروب ضربة جسد , واحد مضروب ضربة فى أفكارة , واحد وضروب ضربة فى أصدقاؤه , واحد مضروب ضربة فى مشاعره و كل واحد و له ضربته , فماذا نصنع ؟؟ فيبدأ يقول له ضع يدك على الوجع و تكلم , فما هى الخطو الأولى ؟؟ إنك تكون عارف ضعفك . القديس ماراسحق يقول:" الذى يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة و كل مريض يعرف داؤه شفاؤه قريب " لماذا ؟؟ لأنه يعرف داؤه , مُشكلة الإنسان عندما يكون عنده المرض و لا يعرفه أو مُخبئه و لكن إذا كان يعلم , فيبدأ يضع يده على الداء و يطشفه و يأخذ له علاج , فإبدأ أبسط شئ إن نقطة ضعفك , صلى من أجلها كثيرا " فمثلا واحد جسده تعبه جدا , صلى من اجل إن جسدك يكون مسكن لله حقيقى , صلى إن جسدك يُساعدك على جهادك , عندما تقول له :" اليوم صوم " , يصوم و هو فرحان , صلى إن تروض جسدك لطاعة روحك , صلى إنك تُضرب جسدك فى كل شئ , لكى يكون مُستعدا و مُهيئ لكل عمل صالح , صلى واحد آخر مضروب إنه يُضيع وقت كثير , فيقول لك :" اعطى أولويات لعمل الله " , واحد يُحب العالم و المال , أقول له :" أول شئ أعطى من اموالك , اخرج عشورك , اعمل أعمال رحمة كثير , اعطى للفقراء و المُحتاجين , ساعد ناس , حل مُشكلة أحد " حتى تتفطم أنت من محبة المال , اصنع أعمال رحمة , ستُفرحك أكثر من المال , فكل واحد له نُقطة وجعه , واحد فى الوقت و هذا فى المال و الآخر فى الجسد , واحد آخر فى المشاعر , فتجد إنه مربوط زيادة بالذين حوله , واحد مربوط زيادة بأولاده و زوجته , واحد لديه مشاعر غير نقية تجاه أى أحد . أقول لك :" قوم هذا الأمر و ارفعه و اضبطه و اطلب نعمة من اجله " فسوف لا تستطيع أبدا إنك تُنقى من داخلك إلا بروح صلاة , إلا بمُقاومة لتعبك. يوحنا المعمدان آتى ليقول :" اصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ", خدمة قليلة لكن فى عمقها عميقة جدا ,خدمة قصيرة , ولكن ثمر كثير , جعل كل الفئات تأتى و كل البشر يعرف طريق خلاص الرب , شوف فرحة إن كل الناس تأتى و تسمع لكلمة الله , ففى خلال ال6 شهور وجدنا ألوف تتقاطر على يوحنا المعمدان . وجدنا يسوع يأتى أثناء كرازة يوحنا المعمدان و كأن يوحنا يقول له :" كل الذين أنا عملتهم , أنا سأسلمهم لك و بدأ هو يتوارى و يسوع يظهر و لو أخذنا بالنا إن مُعظم تلاميذيسوع و خصوصا الذين اختارهم فى البداية , كانوا فى الأصل تلاميذ ليوحنا المعمدان . فشوف الإنسان فى 6 شهور يعمل كل هذا الكلام , محتاجين يا أحبائى أن يكون لنا رؤية لحياتنا , محتاجين يكون لدينا هدف , محتاجين إننا نصنع ثمار تليق بالتوبة فى حياتنا , محتاجين إن كل واحد يعرف نُقطة ضعفة و يأخذ خطوة أولية فيها أول شئ إنك تشخصها , ثانى شئ إنك تُصلى من أجلها , ثالث شئ إنك تبدأ تعمل أمور عملية للفطام من هذا الأمر و اطلب النعمة بإستمرار و دائما يقولوا لنا القديسين :" النعمة مُستعدة دائما " فيأتى المسيح , فتجد نفسك مُهيئ للكلام و إذا كلكم تسمع بحُب و تجد الوصية بالنسبة لك أجمل و أسهل , تجد أصبح لديك لذة الوجود معه و أصبح فيك فعلا روح الوصية , تتحرك فيك و هى الفاعلة فيط , هى الناطقة فيك, هى التى تُعينك على فعلها , لأن داخل كل آية قوة كامنة لفعلها ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نكون من المُستجيبين لنداء التوبة , مُهيئين لقدوم المُخلص ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمتى لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

عدد الزيارات 4098

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل