أنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا

Large image

يَقُول الإِنْجِيل { أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا } ( مت 14 : 27 ) .. الخُوْف غَرِيزَة طَبِيعِيَّة فِي الإِنْسَان خَلَقَهَا بِقَصْد أنْ يَحْفَظ الإِنْسَان لكِنْ كُون إِنْ عَدُو الخِير يَسْتَغِل هذِهِ الغَرِيزَة الطَّبِيعِيَّة وَيَسْتَثْمِرْهَا لِحِسَابُه مِنْ خِلاَل مَوَاقِف وَتَجَارُب مُخْتَلِفَة لِيُزَعْزِع إِيمَان الإِنسَان وَيَجْعَلَهُ لاَ يَعِيش رُؤيَة رُوحِيَّة صَحِيحَة فَهذَا هُوَ الخُوْف الخَطَأ .. الخُوْف الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَفْقِد ثِقَتُه فِي الله وَيَقْطَع الرَوَابِط الوَثِيقَة بَيْنُه وَبَيْنَ الله هُوَ خُوْف خَطَأ .. يَذْكُر سِفْر الرُؤيَا الفِئَات الَّتِي لاَ تَدْخُل السَّمَاء مِنْهُمْ الزُنَاة وَ ........ وَالخَوَّافِين ....... وَسَطْ كُلَّ هَؤُلاَء الخَوَّافِين لأِنَّ الخُوْف يَمْنَع عَنَّا بَرَكَات كَثِيرَة .. كَي نَتَخَلَّص مِنْ الخُوْف نَحْتَاج إِلَى :
أنْ نَعْرِف أنَّ
1/ حَيَاتْنَا وَمُسْتَقْبَلْنَا فِي يَدْ الله وَلَيْسَ فِي يَدْ بَشَر
2/ نَثِق وَنُدْرِك مَحَبِّة الله لَنَا
3/ ألاَّ نَنْظُر إِلَى أنْفُسَنَا وَلكِنْ نَنْظُر إِلِيه
4/ أنْ نَتَمَسَّك بِمَوَاعِيد الله
1/ حَيَاتْنَا وَمُسْتَقْبَلْنَا فِي يَدْ الله وَلَيْسَ بَشَرْ :
==================================================
الله خَلَقَنَا وَأحَبَّنَا لَيْسَ لِيَجْعَلْنَا فِي يَدْ بَشَرْ بَلْ فِي يَدِهِ هُوَ .. لَمْ يَحْدُث أنَّ أب أو أُم مَلَّ مِنْ إِبْنِهِ وَأعْطَاهُ لأِخَر لِيُرِبِيه .. لاَ .. الله هُوَ مُدَبِر حَيَاتْنَا هُوَ الضَّابِط وَالضَّامِن .. أنْتَ لَسْتَ فِي يَدْ إِنْسَان أوْ فِي يَدْ مَوْقِف بَلْ فِي يَدْ الله وَإِنْ كَانَ الله يُدَبِر إِمْتِحَان أوْ مُمْتَحِن لِيُنَفِذْ مَشِيئَتُه .. مِثَال لِذلِك القَلَمْ قَدْ يَكْتُب خَط جَيِّد أو خَط رَدِئ المُحَرِّك لِلقَلَمْ لِيَكْتُب الخَط هُوَ اليَدْ وَلَيْسَ القَلَمْ .. هكَذَا الله يُدَبِّر حَيَاتْنَا وَإِنْ كَانَ شَكْل المَوْقِف إِمْتِحَان لكِنْ الله الَّذِي لَهُ كُلَّ المَجْد وَكُلَّ قُدْرَة يُسَخِّر كُلَّ مَوْقِف كَي يُنَفِّذ مَشِيئَتُه الصَّالِحَة .
يَقُول الله { الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ } ( رؤ 3 : 7 ) .. الله يَقُول أنَا أُنَفِّذ إِرَادَتِي وَلاَ يَتَخَطَّانِي أحَدٌ أنَا الَّذِي أفْتَح وَلاَ أحَدٌ يُغْلِق وَأنَا الَّذِي أُغْلِق وَلاَ أحَدٌ يَفْتَح .. عِنْدَمَا تَدْخُل كَلِمَتُه هذِهِ فِي قَلْبَك تُعْطِيكَ ثَبَات وَقُوَّة .. إِذاً مُسْتَقْبَلِي فِي يَدْ الله وَلَيْسَ بَشَرْ .. الله يُحَرِّك كُلَّ الأُمُور لِخَيْرِنَا .. فِي مَرَاثِي أرْمِيَا يَقُول { مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ } ( مرا 3 : 37 ) .. لِذلِك يَجِب أنْ يَكُون لَدَيْنَا ثِقَة فِي كَلِمَتُه وَتَدْبِيرُه وَعِنْدَمَا نَشْعُر بِذلِك سَنَسْتَرِيح وَنَطْمَئِن .. وَلِنَأخُذ أمْثِلَة عَلَى ذلِك :0
(أ) سَألَ أحَدٌ الأبَاء تَلاَمِيذُه مَنْ ذَا الَّذِي بَاعَ يُوسِف العَفِيف ؟ قَالُوا لَهُ إِخْوَتُه .. أجَابَهُمْ .. لاَ .. الله هُوَ الَّذِي بَاعَ يُوسِف .. هُوَ الَّذِي دَبَّر كُلَّ ذلِك لِخِيرُه .. الله ضَابِط الكُلَّ يُسَخِّر كُلَّ الأُمُور لِخِيرَك .. { كُلَّ الأشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ } ( رو 8 : 28 ) .
(ب) يُحْكَى عَنْ القِدِيس أبُو مَقَّار أنَّهُ كَانَ يَجْلِس فِي قَلاَّيْتُه وَأرَادَ الشَّيْطَان أنْ يُخِيفُه فَأتَى عَلِيه بِكُلَّ قُوَّة وَسُرْعَة وَمَعَهُ سِكِّين فَمَدَ أبُو مَقَّار يَدَهُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كَانَ الله قَدْ أمَرَك أنْ تَقْطَع يَدِي فَإِقْطَعْهَا وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أمَرَك فَلَنْ تَسْتَطِيع .. فَخَافَ مِنْهُ عَدُو الخِير وَابْتَعَد عَنُّه .. لاَ تَجْعَل أمْراً مَا يُخِيفَك حَتَّى لاَ يُزْعِجَك عَدُو الخِير .. هُوَ يَسْتَغِل فِتْرِة الإِمْتِحَانَات لِزَعْزَعِة النِفُوس .. لاَ .. الله لَنْ يَنْشَغِل عَنْكَ أنْتَ فِي يَدِهِ وَسَتَخْرُج مِنْ هذِهِ الفِتْرَة أكْثَر قُوَّة .
(ج) حَيَاة دَاوُد النَّبِي فِي يَدْ مَنْ كَانَتْ شَاوِل أم الله ؟ المَظْهَر أنَّهَا كَانَتْ فِي يَدْ شَاوِل المَلِك لكِنْ الحَقِيقَة أنَّهَا كَانَتْ فِي يَدْ الله لِذلِك يَقُول دَاوُد { إِنْ يُحَارِبَنِي جَيْشٌ فَلَنْ يَخَافَ قَلْبِي .. إِنْ قَامَ عَلَيَّ قِتَال فَفِي هذَا أَنَا أطْمَئِنْ } ( مز 26 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. دَاوُد غَلَبْ بِثِقَتُه فِي الله .. كُنْ وَاثِق فِي عَمَل الله مَعَك .
(د) فِي الهِيكَل اليَهُودِي كَانَتْ تُبَاع تَقْدُمَات الذَّبَائِح مِنْ تِيُوس وَعُجُول وَ ..... وَمَعَهُمْ كَانَتْ تُبَاع العَصَافِير أيْضاً .. كَانَ ثَمَنْ العَصْفُورَان فِلْس وَالأرْبَعَة عَصَافِير فِلْسَان رَغم أنَّ الشَّرِيعَة كَانَتْ عَصْفُورَان .. لكِنَّهُمْ تَعَوَدُوا أنْ يَبِيعُوا أرْبَعِة عَصَافِير بِفِلْسَان وَمَعَهُمْ عَصْفُور مَجَّاناً .. إِذاً الخَمْسَة عَصَافِير بِفِلْسَان لِذلِك قَالَ الْمَسِيح { أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيّاً أَمَامَ اللهِ } ( لو 12 : 6 ) .. هَلْ هذَا العُصْفُور المَجَّانِي مَنْسِي عِنْدَ الله ؟ .. لاَ .. قَدْ يَكُون مَنْسِي عِنْدَ البَشَرْ لكِنَّهُ غِير مَنْسِي عِنْدَ الله فَإِنْ كَانَ الله لاَ يَنْسَى العُصْفُور أيَنْسَاكَ أنْتَ ؟ .. لاَ .. تَأكَّد أنَّ الله يَحْزِم حَيَاتَك فِي حِزْمِة الحَيَاة فَلاَ تَخَفْ مُسْتَقْبَلَك وَحَيَاتَك فِي يَدِهِ .
2/ أنْ نُدْرِك مَحَبِّة الله لَنَا :0
==============================
جَيِّد أنْ تَعْرِف كَمْ أحَبَّك الله .. نَحْنُ خَلِيقَتُه أوْجَدَنَا مِنْ العَدَم وَأوْجَد كُلَّ شِئ لِيِسْعِدْنَا .. الشَّمْس وَالقَمَر وَالسَّمَاء وَالأرْض وَ ........ لأِنَّهُ أحَبَّنَا .. فَهَلْ يُعْقَل أنَّ الَّذِي يُحِبَّك يُسَبِّب لَكَ مُشْكِلَة أو يُؤذِيك ؟ بِالطَبْع لاَ .. هذَا لَيْسَ فِكْر الله .. كَثِيرُونَ مِنَّا يَشْعُر أنَّ الله فِي الإِمْتِحَانَات يُخَلِّص مِنْهُ خَطَايَاه وَذُنُوبه .. لاَ .. هذَا أُسْلُوب بَشَرِي .. الله صَالِح مَهْمَا أخْطَأنَا فِي حَقُّه أو أهَانَّاه هُوَ أحَبَّنَا وَفَدَانَا وَكَمَا يَقُول القُدَّاس { وَلَمَّا كَانَ المَوْتُ فِي طَرِيقِ خَلاَصِنَا إِشْتَهَى أنْ يَجُوزَ فِيهِ حُبّاً بِنَا } ( قِسْمِة " أيُّهَا الإِبْن الوَحِيد " ) وَجَدَ المُوْت عَائِق فِي طَرِيقٌ خَلاَصِنَا فَاجْتَازَهُ كَي يُخَلِّصْنَا .
الَّذِي يَتَأكَّد أنَّ الله يُحِبُّه هَلْ يَخَاف ؟ .. لاَ .. إِنْسَان ذَاهِب لِعَمَل جِدِيد يَتَمَنَّى أنْ يَكُون رَئِيسُه إِنْسَان طَيِّبْ وَصَالِح كَي يَسْتَرِيح فِي عَمَلُه .. نَحْنُ رَئِيسْنَا هُوَ الله .. هَلْ هُوَ طَيِّب أم لاَ ؟ إِنْ شَكَكْت فِيهِ إِذاً أنْتَ لاَ تَعْرِفُه لكِنْ إِنْ عَرَفْت مِقْدَار حُبُّه لَك سَتَعْلَم أنَّهُ مَعَك وَلَيْسَ ضِدَّك وَلَسْتَ أنْتَ خِصْم لَهُ .. إِنْ عَرَفْت حُبُّه سَتَعْرِف كَمْ هُوَ صَالِح وَلكِنْ إِنْتَبِه إِنَّ مَحَبِّة الله لَك قَدْ تِلْزِمُه أنْ يُقَوِّمَك فَلاَ تَفْهَمْ تَأدِيبَات الله لَك أنَّهَا عَدَاوَة بَلْ هِيَ مَحَبَّة وَاهْتِمَام لِذلِك يُدَبِر لَك كُلَّ مَا هُوَ صَالِح وَيَقُول لَك قَدْ تَكُون غِير مُدْرِك مَحَبَّتِي لَك الآن لكِنَّك سَتُدْرِكُهَا فِيمَا بَعْد .. عِنْدَمَا أرَادَ الْمَسِيح أنْ يَغْسِل أرْجُل بُطْرُس رَفَضَ بُطْرُس فَقَالَ لَهُ الْمَسِيح { لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ } ( يو 13 : 7 ) .
3/ أنْ نَنْظُر إِلِيه وَلاَ نَنْظُر لأِنْفُسَنَا :
========================================
إِمْكَانِيَات الإِنْسَان ضَعِيفَة وَبَسِيطَة جِدّاً إِنْ نَظَرَ إِليْهَا سَيَشْعُر بِعَجْز وَضَعْف وَفَقْر .. نَفْسِي بِهَا تَقْصِير .. وَمِنْ أكْثَر أسْبَاب الخُوْف الإِنْحِصَار فِي الذَّات .. أنْ يَنْظُر الإِنْسَان لِنَفْسُه وَأنْ يُعَدِّد كُلَّ حَسَنَاتُه البَشَرِيَّة .. مَاذَا لَدَيَّ وَمَاذَا يَفْضَل لِيَّ ؟ أنْ يَنْظُر الإِنْسَان لِنَفْسُه وَلاَ يَنْظُر لِعَمَل الله أوْ يَنْسَى وُجُود الله فِي حَيَاتُه .. بُطْرُس الرَّسُول عِنْدَمَا رَأى الْمَسِيح وَأرَادَ أنْ يَذْهَب لَهُ مَاشِياً عَلَى المَاء سَارَ عَلَى المَاء عِنْدَمَا كَانِتْ عِينُه عَلَى الْمَسِيح لكِنَّهُ عِنْدَمَا نَظَرَ لِنَفْسُه وَوَجَدْ المَاء تَحْت قَدَمِيه وَأنْزَل عِينُه عَنْ الْمَسِيح وَهُوَ يَعْرِف أنَّ إِمْكَانِيَاتُه البَشَرِيَّة لَنْ تُسَيِّرُه عَلَى المَاء بَدأَ يَغْرَق .. هكَذَا نَحْنُ إِذَا نَظَرْنَا إِلَى الله وَلَمْ نَنْظُر لأِنْفُسَنَا سَنَتَقَوَّى وَلكِنْ إِنْ نَظَرْنَا لأِنْفُسَنَا سَنَرَى أنَّنَا ضُعَفَاء وَفُقَرَاء وَمُقَصِّرِين وَنَتَزَعْزَع مِنْ أصْغَر كَلِمَة وَعَدُو الخِير يَصْطَاد نِفُوسْنَا الضَّعِيفَة وَيَنْظُر لِلأُمُور وَيَقُول لَكَ لاَ فَائِدَة مِنْكَ .. وَالسَبَبْ فِي كُلَّ ذلِك أنَّكَ مُنْحَصِر فِي ذَاتَك .. لاَ .. يَجِب أنْ تَعْرِف أنَّهُ لاَبُد أنْ تَتَخَلَّص مِنْ ذَاتَك وَالله يَعْلَم أنَّنَا ضُعَفَاء وَهُوَ يُحِب أنْ يَتَمَجَّد فِي ضَعْفِنَا لِذلِك قَالَ { قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ } ( 2كو 12 : 9 ) .. إِنْ كَانَ إِنْسَان مُعْتَد بِنَفْسُه وَدَائِماً يَقُول " أنَا " يَتْرُكَهُ الله لِذَاتُه .. لكِنْ إِنْ أعْلَنْت ضَعْفَك لَهُ وَاتَخَذْت مِنْ الإِمْتِحَانَات فُرْصَة لِتَعْرِف مَجْد الله فِي حَيَاتَك وَتَقُول { حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ } ( 2كو 12 : 10 ) .. فُرْصَة تَخْتَبِر قُوِّة الله فِي حَيَاتَك سَتَخْرُج مِنْهَا بِقُوَّة جَبَّارَة تِفَرَّحَك .
الْمَسِيح قَالَ لِلتَّلاَمِيذ عَنْ الجُمُوع { أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا } .. أجَابُوه { الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى } ( مت 14 : 15 – 16) .. المَوْقِفْ صَعْب وَهذَا حَالْنَا أنَّ المَوْضِع خَلاَء وَالوَقْت مَضَى .. بَقَى أيَّام قَلِيلَة عَلَى الإِمْتِحَانَات وَلَمْ نَسْتَذْكِر سِوَى القَلِيل مِنْ الأبْوَاب وَالفُصُول الدِرَاسِيَّة .. فَمَاذَا إِذاً ؟ يَقُول لَك هَات مَا عِنْدَك وَلَوْ فُصُول وَأبْوَاب قَلِيلَة وَاسْتِذْكَار ضَعِيف وَلكِنِّي قَادِر أنْ أعْمَل بِهُمْ .. حَاوِل أنْ تَجْمَع أكْبَر قَدْر مِنْ المَعْلُومَات الدِرَاسِيَّة فِي هذِهِ الأيَّام القَلِيلَة البَاقِيَة وَأنَا سَأعَمْل مَعَك .. هَلْ كَانَ يَلِيق بِالوَلد الصَغِير أنْ يُعْطِي الجُمُوع الخَمَس خُبْزَات وَالسَمَكْتِين فَقَطْ ؟ .. لاَ .. لكِنْ عِنْدَمَا وَضَعْهُمْ فِي يَدْ الله بَارَك وَأشْبَع الجُمُوع بِهذَا القَلِيل .. لِذلِك أرْجُوك لاَ تَتَأمَّل إِمْكَانِيَاتَك وَظُرُوفَك وَنَفْسَك فَتَضْعُف .. أُنْظُر لَهُ هُوَ قَادِر وَالقَلِيل فِي يَدِهِ كَثِير وَمُشْبِع .
4/ تَمَسَّك بِمَوَاعِيدُه :
=======================
مَا هِيَ مَوَاعِيد الله ؟ تُعَلِّمنَا الكِنِيسَة أنَّ " مَوَاعِيدُه مَوَاعِيد حَقِيقِيَّة وَغِير كَاذِبَة " ( أُوشِيِة الرَّاقِدِين ) .. عِنْدَمَا تَخَاف ذَكَّر نَفْسَك بِآيَات الكِتَاب .. { لاَ تَخَفْ لأِنِّي مَعَْكَ } ( أش 41 : 10) .. { تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لاَ تَخَفْ } ( 1أخ 22 : 13) .. { أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي } ( في 4 : 13 ) .. { الرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافْ } ( مز 26 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. { مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ } ( مز 34 : 7 ) .. { أَنَا هُوَ لاَ تَخَافُوا } ( مت 14 : 27 ) .. بِهذِهِ المَوَاعِيد يَتَبَدَّد الخُوْف وَيَتَحَوَّل إِلَى قُوَّة .. تَأكَّد أنَّ " الرَّبُّ عِزٌّ لِخَائِفِيهِ " .. هُوَ مَصْدَر قُوِّة خَائِفِيه .. سَتَشْعُر بِقُوِّة تِلْكَ الآيَات وَأنْتَ فِي فِتْرِة الإِحْتِيَاج .. لِذلِك فِتْرِة الإِمْتِحَانَات هِيَ فُرْصَة لِتَخْتَبِر مَوَاعِيد الله فِي حَيَاتَك وَتُدْخِل كَلِمَتَهُ دَاخِلَك وَتَتَمَسَّك بِهَا .
قُلْ لَهُ أنْتَ قَلْت { هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّام } ( مت 28 : 20 ) فَكُنْ مَعِي .. كَلِمَة الله وَعْد بِهَا إِطْمِئنَان وَقُوَّة تَتَخَطَّى بِهَا كُلَّ صِعَاب عِنْدَئِذٍ يَتْرُكَك الخُوْف .. لكِنْ إِنْ تَرَكْت مَوَاعِيد الله وَنَظَرْت لِنَفْسَك سَيُسَيْطِر عَلِيك الخُوْف وَصِغَر النَّفْس .. خُذْ ذلِك تَدْرِيب بِأنْ تَضَعْ أمَامَك بَعْض الصُوَر مِنْهَا صُورِة عُبُور البَحْر الأحْمَر وَسَتَرَى فِيهَا مُوسَى النَّبِي بِيَدُه عَصَاه وَخَلْفُه الشَّعْب وَالمَاء حَوْلَهُمْ مِثْلَ السُور .. يَارَبَّ كَمْ هِيَ قُوَّتَك وَعَظَمَتَك ؟!! أيْضاً صُورِة الثَّلاَثَة فِتْيَة فِي أتُون النَّار وَيُحَوِّطَهُمْ مَلاَك الرَّبَّ .. صُورِة دَانِيَال فِي جُبّ الأُسُود وَحَوْلُه الأُسُود الجَائِعَة وَالمَلاَئِكَة تَحْفَظُه .. هذِهِ صُوَرْ لأِحْدَاث تُظْهِر عَمَلْ الله لَك وَسَتَشْعُر حِينَئِذٍ بِقُوِّة عَمَل الله فِي حَيَاتَك .. أيْضاً صُورِة يَشُوع بْنَ نُون وَهُوَ يُحَارِب عَمَالِيق وَيَغْلِب وَمُوسَى النَّبِي فَوْقَ الجَبَلْ رَافِع يَدَيْهِ عَلَى مِثَال الصَّلِيب .. وَيَشُوع يَنْتَصِر .
عِنْدَمَا يَنْظُر الإِنْسَان لِتِلْكَ المَوَاقِف تُرَى مَاذَا سَيَأخُذْ مِنْ قُوَّة ؟ أُنْظُر لِتَرَى عَمَلْ الله فِي حَيَاتَك وَقَلْ لَهُ أنْتَ وَقَفْت مَعَ دَانِيَال وَيَشُوع وَالثَّلاَثَة فِتْيَة وَ ........ أنْتَ الضَّامِن لِحَيَاتِي فَكُنْ مَعِي .. نَحْنُ نَحْتَاج أنْ نَعْرِف وَنَتَذَوَّق أنَّ وَلِينَا حَيٌّ وَأنَّهُ عِزٌّ لِخَائِفِيه .. عِنْدَمَا تَجْلِس لِلإِسْتِذْكَار ضَعْ أمَامَك صَلِيبَك وَإِنْجِيلَك وَاسْتَخْرِج مِنْهُ آيَات وَمَوَاعِيد الله وَكُلَّ مَا تَشْعُر بِالخُوْف رَدِّد هذِهِ الآيَات .. تَذَكَّر القِدِّيسِين وَقُلْ يَا عَذْرَا .. يَا أنْبَا مُوسَى القَوِي .. يَا مَارِجِرْجِس .. سَيَعْرِف عِنْدَئِذٍ عَدُو الخِير أنَّكَ غَالِب لِلخُوْف وَتَعِيش مَجْد الله فِي حَيَاتَك وَعَمَلُه مَعَك وَسَيَعْرِف أنَّ يَدْ الله بَدَأت تَعْمَل مَعَك وَسَيَعْرِف أنَّ فِتْرِة الإِمْتِحَانَات أصْبَحَت فِتْرِة إِخْتِبَار عَمَل الله وَالدُّخُول فِي عِشْرَة قَوِيَّة مَعَهُ .
إِسْأل الَّذِينَ إِجْتَازُوا الإِمْتِحَانَات مِنْ قَبْلَك وَسَيَقُولُونَ لَك رَغم أنَّهَا كَانَتْ أيَّام صَعْبَة لكِنَّنَا كُنَّا نَشْعُر أنَّنَا مُمْسَكِين مِنْهُ .. كُنَّا فِي يَدِهِ .. إِخْتَبَرْنَا أنَّهُ { اللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ ... وُجِدَ شَدِيداً } ( مز 46 : 1 ) .. أنْتَ أيْضاً إِخْتَبِر أنَّهُ " وُجِدَ شَدِيداً " .. يَقُول الكِتَاب { لاَ يُسَرْ بِسَاقَيّ الرَّجُل .. بَلْ يُسَرْ الرَّبَّ بِخَائِفِيهِ وَبِالرَّاجِينَ رَحْمَتِهِ } ( مز 146 مِنْ مَزَامِير النُوْم ) .. " سَاقِيّ الرَّجُل " أي المُتَكِل عَلَى نَفْسُه وَمُنْحَصِر فِي ذَاتُه .. الله يُسَرْ بِخَائِفِيه وَلَيْسَ المُتَكِلِينَ عَلَى ذَوَاتِهِمْ .
الخُوْف لاَ يَقْوَى عَلَى أوْلاَد الله
بَلْ لَيْتَكَ تَتَخِذْ مِنْ فِتْرِة الإِمْتِحَانَات فُرْصَة لإِخْتِبَار عَمَلْ الله وَمَجْدُه فِي حَيَاتَك
رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1540

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل