الأحد السادس من الصوم المقدس أحد التناصير

Large image

الأحد السادس من الصوم المقدس {أحد التناصير}
+ الأحد السادس من الصوم المقدس التي اعتادت الكنيسة تسميته أحد التناصير وتقرأ فيه الكنيسة انجيل {المولود اعمى} وهو رجل ليس له عينين يجلس للشحاتة على الطريق بلا رجاء وبلا أمل لا يعرف التمييز لا يرى شيء والناس تحتقره فوجدنا ان ربنا يسوع هو الذي يتحنن عليه ويشفيه، أريد ان أتكلم معكم في نقطتين:
+ اولاً: ان المسيح هو مسيح الضعفاء ومسيح من ليس لهم رجاء ومسيح من ليس لهم كرامة والضعفاء.
+ ثانياً: ان هدف هذه المعجزة هو ان ربنا يسوع قال: لتظهر أعمال الله فيه.

+
بسم الاب والابن والروح القدس
الأحد السادس من الصوم المقدس {أحد التناصير}
+ الأحد السادس من الصوم المقدس التي اعتادت الكنيسة تسميته أحد التناصير وتقرأ فيه الكنيسة انجيل {المولود اعمى} وهو رجل ليس له عينين يجلس للشحاتة على الطريق بلا رجاء وبلا أمل لا يعرف التمييز لا يرى شيء والناس تحتقره فوجدنا ان ربنا يسوع هو الذي يتحنن عليه ويشفيه، أريد ان أتكلم معكم في نقطتين:
+ اولاً: ان المسيح هو مسيح الضعفاء ومسيح من ليس لهم رجاء ومسيح من ليس لهم كرامة والضعفاء.
+ ثانياً: ان هدف هذه المعجزة هو ان ربنا يسوع قال: لتظهر أعمال الله فيه.
+ مسيح الضعفاء: لو اتيت لترى حياة ربنا يسوع سوف تجد دائماً انه كان يميل للضعفاء الذين كانوا حوله {صائدي اسماك، الجاهل، الضعيف والبسيط} وأخرى فيها 7 شياطين وأمراه منحنية وأخر مولود أعمى والمرأة الكنعانية كانت تعاني ابنتها من الجنون قالت له ارحمني يا سيد لأن ابنتي مجنونة، فما هي طبيعية هذا الشخص الذي يريد ان يتجمع حوله كل هؤلاء الناس أصحاب العاهات؟ يعني عندما يريد أحد ان يتصادق مع أحد يكون ان يكون مع اشخاص ذو مراكز كسلطان واناس يملكون القوة ونفوذ، لكن ما حاجته ان يمشي مع ناس مزدرى واناس محتقرة؟ لماذا يحن على شحات؟ كمريض بركة حزدى الذي كل الناس انصرفت عنه وهو قال للسيد المسيح ليس لي أحد، فالمسيح جاء لكي يعطينا رجاء وكل الناس انصرفت من حولك ولا أحد يريد التعاون معك والناس تسخر من عيبك وتقوم بالاستهزاء بك وانت في موقف ضعف دائماً فيقول لنا: انا من اجلك قد أتيت وقد أتيت من أجل الضعفاء وانا اتيت للمساكين والمطرودين والمطروحين، فلتأتي الي انت أيها الضيف وليس ضعيف فقط بل ضعيف واعمى لدرجة ان حتى شكله ومظهره قد يُرعب ولا أحد يرغب ان ينظر في وجهه حتى ان أفكار التلاميذ في معظم الأحيان بعيدة كل البعد عن أفكار السيد المسيح مثل افكارنا الأن فهي بعيدة عن تفكير الرب يسوع، فكان كل الي يُشغل بال التلاميذ هل هو من أخطئ ام انا ابواه من أخطئوا وحتى ان كان هو الذي اخطئ ما هي الاستفادة فقال لهم ليس هذا وذاك فقط لتظهر أعمال الله فيه، من اجل ذلك يا أحباء عندما الانسان يقطع رجائه ويكون في هذه الفئات المسكينة فلتعرف ان يسوع قد اقترب منك جدا فكل ما كنت انت اضعف كل ما كان المسيح اقرب اليك والعكس كل ما كنت انت اقوى كل ما المسيح ابتعد فيقول لنا انا رجائك وشفائك وانا قوتك فاذا انت كان لديك رجاء وقوة وشفاء ولا تحتاجني وتطلبني اذا انا ابتعد، من اجل ذلك يا احباء علاقتنا بربنا يسوع المسيح تتلخص في نقطتين هما:
1- الاحتياج
2- الحب
+ فاذا كان حبي بطيء لان قلبي بليد لأنني مشغول يقول لك: إذا كان حبك بطيء فهل انت محتاج ام لا فيجيب ويقول انا محتاج فيقول لك إذا فلتدعني أركز على هذه النقطة فلديك خياريان اما محتاج او إنك تُحب فقامة الذين يحبون تكون في مرتبة عالية قليلاً من أجل ذلك سمح الله ان تكون كل الناس لديهم احتاج فما هو الاحتياج؟ كل أحد منا لديه نُقط ضعف في حياته تجعله يقول أنا لا أقدر عليها فانا محتاج قوة أكبر مني فما هي هذا القوة؟ هذه القوة هي الله، نجد ربنا يسوع المسيح كان قريب جداً للضعفاء والمحتاجين والمساكين والذين ليس لهم انسان فالمسيح رجاء كل هؤلاء الناس، من اجل ذلك يا احباء مهما تعاظمت ضاعفتنا فلنعلم ان المسيح قد اقتر ب منا جداً لكن المهم أن نعمل كما قال: ارحمني يا سيدي يا ابن داوود، فلتحول ضعفك بدل ان يكون ضعف اليأس ويصير ضعف الاحتياج وبدل ان يكون ضعف فقدان الرجاء يصبح الضعف الذي ينولد منه الرجاء، الذي يولد الصرخة والسجدة والذي يولد رفع اليد ويقول ارحمني يا رب يا مخلصي ساعدنا يا رب لأننا قد تمسكنا جداً واصبحنا غير قادرين فالمسيح هو مسيح الضعفاء، من أجل ذلك نحن نقول له في الاوشية: انت رجاء من لا رجاء له ومعين من ليس له معين وعزاء صغير القلوب وكل الانفس المتضايقة اعطها يا رب رحمة ومعونة ونعمة فالكنيسة تشفع في ضعفك هذا فهو رجاء من ليس له رجاء، فالرجل الاعمى كان رجل كل الناس تستحي من الوقوف معه وهو كان فاقد الرجاء تماماً لا يرى شيء ولا يعرف ان يميز شيء لا يعرف الناس، فمن يحل هذا المشكلة يا احباء؟ ومن يحل مشكلة ظلمة الانسان؟ وطبعاً جميعنا نعرف ان في الكتاب المقدس ان الموضوع لا يكون مجرد الحدث ولكن يكون المعنى فالمعنى اهم بكثير من الحدث فالحدث انه رجل اعمى فتح السميح اعينه اما المعنى فهي أكبر بكثير فيقول لك ان هذا الانسان الذي فقد التمييز الانسان الذي عين قلبه لا تعمل هذا الاعمى، والانسان الذي فقد البصيرة الداخلية يكون الاعمى والانسان التي تكون الأمور الإلهية امام عينه ولا يراها او يحتار فيها ذلك يكون الاعمى، من اجل ذلك يأتي المسيح ويقول لنا: كل أحد منا في ظلمة وكل أحد فينا قلبه لم يعد يميز والعقل لم يعد يميز وصار لا يعرف الخير من الشر واصبح يبرر الشر لنفسه واصبح لا يهتم ويفعل كما تفعل الناس فأقول لك انا هذا مرض وعمى لا يجوز لماذا؟ لأنه يقول لكم: مستنيرة عيون قلوبكم فعندما ترى بقلبك ترى ان هذا التصرف لا يليق ولا يجوز.
+ قال هذا اخطئ فلتظهر اعمل الله فيه، فالرجل المولود أعمى أصبح بحد ذاته كرازة وهو بحد ذاته مناداة لحياة يسوع وصار شاهد لعمل المسيح، فلنتخيل اننا جئنا بالرجل الاعمى وقمنا باستضافته واجلسناه وسطنا ويكلمنا ونكلمه فبمجرد ان ترى هذا الاعمى تراه اعمى وينظر اليك ويبتسم او يقول لك مرحباً، قد صار هذا الرجل اية عظيمة وبدون كلام تظهر اعمال الله فيه، فالله يريد ان يعلن حضوره وان يعلن شخصه ومجده من خلال اشخاص، ربنا يريد ان يعلن مجده فينا ولله يريدنا ان يقيمنا آيات له، هل اصير انا آية؟ يقول لك نعم فانت تشبه هذا الرجل الاعمى، ومتى يمكن ان اصبح اية؟ عندما يستنير قلبي سوف أكون وقتها آية للمسيح والناس سوف ترى علي عمل المسيح ومجد المسيح فكل واحد منا مصاب بالعمى بشكل او باخر فالذي لا يرى الالهيات والسماء والذي لا يرى سوى الأرض والمال، من اجل ذلك فان العمى هذا مرض خطير وفي الفن القبطي يرسم الأشرار بعين واحدة يعني ان رأيت صورة للعشاء الأخير تجد ان كل التلاميذ لهم عينين الا واحد سوف تراه انه اتى بعين واحدة وهذا التشبيه جاء من الفن القبطي فالشخص الذي يأتي من الجانب بعين واحدة هو يهوذا لماذا؟ لأنه نظر على الأرض ولم ينظر على السماء، من اجل ذلك في الفن القبطي يأتي بالقديس عينه واسعتين وفمه صغير فعيناه تكون واسعة دلالة على الاستنارة كاستنارة الرؤية والقلب والانفتاح وفمه يكون صغير لأنه لا يتكلم ولا يأكل كثيراً، من اجل ذلك الايقونة تعلمني وتعلمك يا ريت ان عينك تكون مستنيرة و ياريت ان يبقى فمك صغيراً تكلم أقل وكل أقل فهذا هو المعنى، الرجل الاعمى يجلس في وسطنا ونقول له هل يمكن ان تكلمنا عن يسوع فعندما تأتي سيرة المسيح تجد أنه يبكي فأي كلام سوف أقوله سوف أكون أظلمه لأنه هو أكبر من الكلام، وهناك الكثير من الناس الذي يشككون به فهؤلاء الناس عميان، فهل انت لم تخف عندما اتيت لكي تشهد له؟ فقال انا لا املك شيء ولكنه اعطاني أغلى شيء فاذا اخذ روحي فيأخذها فهو قد فتح لي عيني ولم اعد خائف ولم تعد امور هذه الدنيا ترهبني ولا تضايقني او تذلني لم أعد اهتم لأحد نهائياً، فالذي وجد المسيح يا احباء لا تذله ولا تهينه الدينا ولا يقدر أحد أن يضايقه او يزعجه لأنه اقتنى شيء غالي جداً في داخله من كان يريد مال وكرامة فليأخذها لكني لا اريد سوى المسيح فقط ويكفيني جداً لا أريد شيء أخر اما الذين يريدون أشياء أخري فهؤلاء هم المساكين والعميان، فكما يقول ان هناك أناس مبصرين لكنهم لا يرون، من اجل ذلك يا احباء ونحن جالسين مع المولود أعمى في الكنيسة نقول له يا رب لا تخرجني اليوم الا وانا أرى فالظلمة في غاية السوء وعدم التمييز مُر وظلمة العقل والقلب تكون مرارة في غاية الشدة فالقلب عندما يكون مظلم يكون مليء بالكراهية ومليء بالرفض للذين حوله وعندما نسأل جميع الناس لا يكون أحد يرضى على أعماله حتى زوجته وأولاده والمجتمع فقلبه مظلم لا يوجد فيه نور المسيح ودائماً يكون رافض وكاره ويتخاصم مع الكل ويفعل كل هذه الأمور لأنه يرى معنى الحياة، فأنا يجب أن يكون قلبي منير ويجب أن ترى عيني ويجب ان يصنع يسوع الطين خاصته ويضعه على عيني ويجب أن اغتسل واتوب ويجب أن يكون عقلي منير كما يقول مستنيرة هي عيون قلوبكم فعقلك وقلبك يجب ان ينيروا ويجب أن يكون هناك اختلاف كبير في حياتك لكي يتمجد الله بك، فندما تكون في المجتمع وتقول ان فلان كان يأتي بسيرة الناس مثلنا ولم يعد يأتي بسيرهم فنحن لسنا دائنين للناس ونحن لسنا اعلى من الناس فالذي يكون فيه ضعف يكون فيا انا اضعاف ضعفه ولو كان اخي فيه عيب فانا يوجد داخلي اضعاف من العيوب المخفية فلماذا تتكلم عليه وتعطي لنفسك حكم ولماذا نأخذ دور الاخرين فلا تدينوا لئلا تدانوا، وكما قال بولس الرسول: لماذا تُدين عبد غيرك فهو له مولاه الرجل الذي يعمل لديه هو الذي يحاسبه ليس انا فلا اتدخل في شؤونه فكما الله يستر علينا و على الاخرين فاستر عليهم حتى وان كنت اعرف عيوبهم من أجل ذلك هذا يسمى عمى فالأنسان الذي يرى الناس بعين غير صالحة فهو انسان اعمى اما الانسان الذي لا يرى سوف نفسه هو وكرامته وإنجازاته فهو لا يرى ومسكين.
+ من اجل ذلك اليوم يا احباء أحد الاستنارة هذا الكنيسة تظل تعظ المؤمنين الى هذا اليوم لكي تعمدهم وتعطيهم البهجة وتنقلهم من الظلمة الى النور ونجدد عهد معموديتانا، مثل ما قال القديس العظيم الانبا انطونيوس: جددوا في كل يوم عهد معموديتكم وكأنك اليوم عُمدت من جديد فأنت في المعمودية تجحد الشيطان وترفض سلطانه على حياتك وتقول أجحدك بكل جنودك الرديئة وكل حيلك وبكل شياطينك وكل خدعك وافكارك انا اجحدها وارفضها وارفض سلطانك على حياتي فهذه هي التوبة.
+ اليوم وانت جالس في الكنيسة يا رب لا تخرجني اعمى يا رب تحنن علي وانا في هذا البؤس والشقاء وانا في هذا العمى والظلمة الشديدة فلتنور قلبي وعيني فلتأتي ولتعلن مجدك في واجعل كل الذين حولي يمجدوك لانهم قد رأوا شخصي اختلف مثل معلمنا بولس عندما تغيير من شاول المضطهد الى بولس كانوا في حالة استغراب ويريدون فقط ان يروه، فلتتخيل عندما تقابل شخص متعصب ويقتل ويخترع فتاوى ويصبح شخص صالح فكانوا الناس يقولون فقط نريد ان نراه ويمجدون شخص الله في كما وُرد في رسالة غلاطية مبارك هو عملك يا رب لأنك قد جلت هذا الرجل تابعاً لاسمك القدوس واصبح كارز اً وشاهداً لك ولديه استعداد ان يموت من اجلك فالله يريد ان يتمجد فينا يا احباء ويريد ان يستخدمنا أدوات لأعلان مجده ويريد ان يكون كل واحد من معجزة فعندما ينطق لسانك بالحب وعندما تكون عينك عين نيرة وعندما يصبح قلبك مليء بمحبة الله ومخافته وعندما عقلك يقرأ كلمة الله وشفتيك تلهت بناموسه فانت تصير آية تُصبح للمسيح يُريد ان يتمجد فينا ونفتح اعينا مثل المولود اعمى ونقترب منه ونصير آية له.
الله يكمل نقائصنا ويستر ضعفنا.
لإلهنا كل مجد وكرامة الى الابد امين.

عدد الزيارات 1655

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل