اقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي اعظم من يوحنا المعمدان

Large image

+ الحقيقة أن نموذج يوحنا المعمدان هو نموذج نحتاجه في كل عصر، الانسان القوي في الحق والشاهد الأمين، الناسك، المتواضع رسالته الأساسية أن يُعد طريق الرب ويهيئ له سبله في طريق مستقيمة، كان دور يوحنا المعمدان يا أحباء في 6 شهور دور مهم جداً في أعداد الطريق للمخلص أسمه السابق بمعنى (الذي أتى قبل المخلص)، فما هي مدة السابق؟ هي 6 شهور فقط، 6 شهور فقط مطلوب فيها من يوحنا المعمدان

+
بسم الاب والابن والروح القدس
أقول لكم انه بين المولودين من النساء ليس نبي أعظم
من يوحنا المعمدان

+ أنجيل هذا الصباح يا احبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا يكلمنا عن أنه ليس أحد من مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان.
+ الحقيقة أن نموذج يوحنا المعمدان هو نموذج نحتاجه في كل عصر، الانسان القوي في الحق والشاهد الأمين، الناسك، المتواضع رسالته الأساسية أن يُعد طريق الرب ويهيئ له سبله في طريق مستقيمة، كان دور يوحنا المعمدان يا أحباء في 6 شهور دور مهم جداً في أعداد الطريق للمخلص أسمه السابق بمعنى (الذي أتى قبل المخلص)، فما هي مدة السابق؟ هي 6 شهور فقط، 6 شهور فقط مطلوب فيها من يوحنا المعمدان مهمة خطيرة جداً وهي أن يُعد للرب شعباُ وطريقاً وأن يكون صوت صارخ في البرية هذا هو دور يوحنا المعمدان لكن لم يكن هذا الدور بسيط فقد وجد مقاومات كثيرة منها الازدراء والمقاومة ووجد حيل واناس يشهدون بالزور وكان هناك أناس يأخذون بكلامه على أنه توبيخ لهم فقاموا برفضه وكما جاء في القصة أنه عندما وبخ الملك بأخذ زوجة أخيه أمراه له توعد له حتى كانت نهايته النهاية التي نعرفها جميعاً أنهم قتلوه وذبحوه وقاموا بفصل رأسه عن جسده.
+ فالأنسان عندما يؤمن برسالته يستطيع ان يكون ضد التيار والانسان عندما يكون يعلم من هو وماذا يريد يقدر ان يقول لا ويستطيع ان يقول لا يحل لك ومن اجل ذلك اريد ان احدثكم عن قصة ضد التيار، نحن نعيش في تيارات كثيرة واحياناً نمشي معها واحياناً نسيركما الناس تسير او كما المجتمع يسير ومثل ما غالبية الناس تسير فنسأله لماذا تفعل هذا فيجيب أن كل الناس تفعل هذا الشيء لماذا انا لا افعله فيقول لك ان يوحنا المعمدان لم يعيش هكذا، لان البيئة التي تربى فيها يوحنا المعمدان كانت بيئة في غاية الصعوبة فأبوه زكريا وأمه اليصابات كانوا ناس اتقياء جداً يعيشون في جير مزمن الا انهم كانوا شهود أمناء للحق وكانوا كلاهما باريين امام الله سالكين في جميع طرقه واحكامه بلا لوم، كهنوت تعبان ورئيس كهنة فاسد ومرتشي وكتبة وفريسين حافظين لكن في منتهى الرياء يحفظوا دون ان يفعلوا بمعنى ان الجو الديني المحيط بهم هو جو مظلم فأذاك انو هو رموز الدين وكان الكتبة و الفريسيين يعلمون بالناموس اكثر من الناس هل تعملون ان هذا الفريسي يكون حافظاً أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب بمعنى اذا قلت له اخبرني بسفر التكوين يخبره لك ويقوم بتسميع سفر العدد وسفر اللاويين وسفر التثنية وغيرها من الاسفار التي يسمعها عن ظهر قلب، فالناموسي يحفظ عن ظهر قلب والفريسي يطبق بحرفية والكاتب يُفسر فلتتخيل ان الفريسي والكاتب والناموسي يفعلون عكس ما يحفظون من أجل هذا ربنا يسوع المسيح قام بفضحهم واراهم الويل قال لهم انتوا تعشروا المانعة لكن تتركوا الرحمة والمحبة ووبخهم على جميع أعمالهم التي تكون ضد جوهر فكر الناموس وضد جوهر مفعول فكر الناموس، فيوحنا المعمدان كان ضد كل هذا.
+ فكيف يعيش الانسان ضد التيار؟ عندما تكون بداخلك قوة الحق وعندما تكون بداخلك مسنود بقوة ونعمة وعندما يكون يشعر انه على يقين يوحنا المعمدان كان هكذا فهو وبخ وانتهر وكان قوي جداً فاالانسان عندما يكون لا يريد شيء من أحد يكون هو اقوى من أي أحد، تكون مشكلة الانسان عندما يكون مذلول من الداخل فعندما يكون مذلول يضطر ان يخضع للأناس الذين في الخارج لكن عندما يكون غالب في داخله فهو غير محتاج الى احد فيقوم بتوبيخ فلان ويعطي النصيحة لشخص اخر لأنه لا يحتاج الى احد، من اجل ذلك يا احباء امر خطير جداً ان يبقى داخل الانسان قوة حق يشهد لها ويعرف كيف يكون ضد التيار، من يومين كنا نحتفل بعيد يشوع ابن نون، كان يشوع ابن نون يخرج من ارض مصر ب 600 الف رجل بمعنى اذا فرضنا ان الاسرة مكونة من 5 افراد واذا حسبناها نجد ان معه 3 ملايين نفس اشاعوا مذمة الأرض لا يريدون الذهاب الى ارض الميعاد بل يريدون الرجوع مرة اخرى الى ارض مصر، 3 ملايين شخص كانوا متمردين على الله برغم انه كان يعطيهم المن والسلوى وكا من يقوضهم بعمود السحاب وعمود النور ورغم انه شق البحر الأحمر امام اعينهم الا انهم تمردوا على الله و من اجل هذا قال لهم الرب اقسمت في غضبي ان لا تدخلوا راحتي و لم يدخلوا فعلاً ولكن الذي دخلوا اثنين هم يشوع و كالوب تخيل ان أكون انا وانت ضد 3 ملايين شخص يقولون ان نعود يقول لهم لا فيجبونه ان ارض الميعاد التي ليس لها اثر ونحن تائهين ولا نعرف اين هي فأقول لهم لا فأن الله سوف يحقق وعده.
+ فكيف يكون الانسان ان يكون ضد التيار بهذا الشكل؟ كيف تقول لي كل هذه الناس ان نعود وانا أقول لهم لا؟ فتكون قوة اقناعهم تُرعب لان اعدادهم ضخمة، فكيف لا ينغلب الشخص بقوة غالبية هذه الناس؟ كنت أقول لا لأنه لا يناسبني ولا يليق لأنه لا يتسلط على شيء كما قال بولس الرسول كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافقني، من الذي يعرف ان يقول لا؟ هو الانسان القوي والمنتصر والغالب من الداخل فيشوع قال لهم لا انا سوف اذهب الى ارض الميعاد، ما هي ارض الميعاد؟ هي الأرض التي تفيض لبناً وعسلاً، اين هي نحن لا نرى سوى عذاب ونرى عماليق قادمين لهزيمتنا ونرى مياه مرة وجوع فاذا كنتم ترون المياه مرة فأنا أرى الله يجعلها مياه حلوة، أنتم ترون عماليق انا أرى الشخص الذي غلب العماليق، أنتم ترون البحر الأحمر انا أرى الشخص الذي قام بشق البحر. من اجل ذلك يا احباء عندما يكون الانسان يعيش في المسيح تكون رؤيته مختلفة تماماً عن الذي حوله.
+ قصة: ثلاثة فتيان فلتأكلوا لكي تتلذذ بالطيب أنفسكم ولكي تكونوا مهيئين للحرب وتكونوا مميزين عند الملك لكي يقوم باختياركم وتكونون من الشبان المميزين والمعرفون فهؤلاء فتيان في سن المراهقة يعني أولاد يغريهم العالم وتشدهم الدنيا ويريدون ان يحققوا أنفسهم، تخيل عندما يخبرك عن دانيال ويقول بأن دانيال وضع في قلبه ان لا يتنجس بأطياب الملك ولا يخمر مشروبه و3 فتية قالو له جرب عبيدك فلترى نأكل من القطان ونأكل البقول، فلتجرب عبيدك لأنكم تحكمون على أنفسكم ان تكونوا ضعفاء وان تكونوا اقل الناس، من اجل ذلك يا احباء يجب ان يعلم ان هو يعيش في المسيح يسوع فيصبح مختلف عن الجميع ويجب ان اضع هذا اليقين داخل قلبي لكي لا اتزعزع فكل الناس تشتم وكل الناس تكذب وتحلف ليس لي علاقة بكل هذا.
+ عندما كان نوح يبني الفُلك كل الناس لا تصدقه وكل الناس رافضة ما الذي تفعله هل هذا خرافة ام حقيقة؟ لا أحد يصدقه ولم يدخل أحد معه الفُلك ولم يشجعه أحد ويقول له انت على صواب وفي النهاية دخل هو وأولاده وزوجاته وهم الذين فقط نجوا، فا يا ندم الغالبية التي قالت لا ويا ندم الناس التي قالت لا لأرض الميعاد، ومن أجل ذلك يحذرنا الإباء ويقولون لنا من أكثر الأشياء المؤلمة في الدينونة هو الندم وان تكون الناس في حالة ندم، نتمنى نكون قد سمعنا الكلام وياريت عدنا ورجعنا، ومن اجل ذلك يقولون لك البكاء وصرير الاسنان هل تعرف عندما يشد الاسنان على اسنانه من الضيق يكون هذا هو الندم وعندها يكون الانسان متضايق من نفسه كثيراً، من أجل هذا يجب ان نعرف أننا مختلفين فكل الناس التي لم تدخل الفُلك هلكت، عندما تكون في داخلك قوة حق تعرف الصمود حتى لو ان كل الناس اللذين حولك ضدك وكل ما كنت كلمة الحق في داخلك قوية كلما كانت مؤثرة لأنه لدينا نموذج مؤسف يمشي متوازي مع نوح هو لوط ولكن لوط كان متوسط وايضاً زوجته كانت متوسطة لأنها كانت تريد ان تكون مع الله وفي نفس الوقت كانت تريد ان تبقى مع أهل سدوم أكون ان اريد ان أكون من شعب الله وفي نفس الوقت اريد ان أكون من أهل العالم فانا اريد ان اجمع الصفتين سوياً ولكن الله يقول لا حدد ماذا تريد ان تكون لا يجوز ان تكون بين الصفتين، من اجل ذلك عندما اختلط لوط قليلاً بأهل سدوم للأسف تعلم عادتهم وقام بتعليم بناته عادتهم فجعلته الخطية ان يسكر و يفعل الخطيئة مع بناته وان لم يذهب لوط ما كان تعلم الخطيئة من أهل سدوم لأنه كان متساهل، من اجل ذلك كان لوط يوبخ اصهاره (ازواج بناته) ويقول لهم هيا نخرج من سدوم ونخرج من شرها فيقول لك الكتاب أنه كان مازحاً في عين اصهاره بمعنى أنه كان يقول نكتة او شيء لن يحصل بمعنى اكذوبة وهم يضحكون عليه عندما كان يقول لهم فلنخرج من سدوم وكان يقول لهم ان الله مزمع ان يهلكها، فهذا هو نفس الشيء الذي نراه عندما نرى أُناس مستهترين ويأخذون كلمة الله باستخفاف ولا يهمهم كلام الانجيل، من اجل ذلك يا احباء انسان المسيح يجب ان تكون فيه روح يوحنا المعمدان وان يكون بداخلك قوي فالناس لها عادات ولها طُرق ولها كلمات من اجل ذلك عندما تكون قوة الحق من الداخل قوية يكون الانسان مختلف تماماً، ومن الرموز المسيحية للمسيحين الأوائل هي السمكة فالسمكة تدل حروف اسمها من حرف يسوع المسيح ابن الله مخلص باللغة اليونانية لكن من ضمن هذه الرموز كان لها معنى أخر وهو ان السمكة دائماً تمشي عكس التيار لو رأيت سمكة في البحر تمشي مع التيار فأعرف انها تكون ميتة ومن اجل ذلك فان قوة السمكة في زعانفها التي تساعدها على المشي بعكس التيار و هذا الذي يجعلها تبقى على قيد الحياة في انها تقاوم اتجاه الماء.
+ هكذا هو المسيح يمشي عكس التيار فالناس تعيش فالشر ولكن نحن نريد العيش في البر والناس تعيش في خداع ولكن نريد العيش في صدق والناس تعيش في خلاعة ونحن نريد ان نعيش في استقامة فالناس كلها هكذا فأقول له لا انا لست هكذا فأنا مختلف لأنني انا هيكل الله وانا مدشن بميرون وانا ابن للملكوت وانا وارث للمواعيد فأنا لا اريد العيش كما الناس تعيش، فعندما نرى الشهداء تجد جميع الناس تُبخر للأصنام الا هو.
+ فلنرى القديس مار جرجس وصموده 7 سنين عندما كان الملك لا يُريد ان يقتله كان يُريد ان يُكسره ويُكسر كبرياء ايمانه يُريد ان يجعله يُبخر للأوثان وصار الموضوع بينهم تحدي وأبقى على حياته من اجل يجعله يتألم كل يوم من اجل ان يرضخ وانما هو فقد كان يزداد ثباتاً.
+ وايضاً أبو سيفين كل الجنود عادت من الحرب وكان الملك يُريد ان يُقيم احتفالاُ للآلهة من اجل ان يوفي دينهم للحرب بما انهم قد فازوا فكان كل الجنود يبخرون للأوثان وكان احتفال كبير ومهيب وجميع الناس مبتهجة فوجدوا ان أبو سيفين كان من أبرز المحاربين في الحرب لم يكن موجود فصاروا يبحثون عنه لأنه احد الرموز المهمة كان في الحرب واحضر لنا الانتصار فيجب ان يكون هو من أوائل الناس التي تُبخر للأوثان فقال له اياك ان تعتقد ان الهتك هي التي جعلتنا نفوز في الحرب فيقولون له انك توبخ الملك هل تدري ماذا يمكن ان يحدث لك فقال لهم ان كانت هذه النياشين والرُتب هي التي تحكمني فخذها يا سيادة الملك اذن قال له سوف نقتلك قال لهم اقتلوني.
+ كيف يكون الانسان قوي في الحق الى هذه الدرجة؟
+ كيف يكون الانسان يا احباء متمسك بإيمانه وكماله لهذه الدرجة؟
+ هذا هو يا احباء منهج حياتنا فلتثبت، يقول لنا معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس إنما انت فاثبت على الشيء الذي تعلمته وايقنت عالماً مما تعلمته ويقول أيضا اثبتوا ممنطقين احقائكم فلتثبت في الله لان الله يُريدك في مهمة اهم من ذلك ويريدك ليس فقط ان تكون مميز صامت يُريدك انت تكون مميز شاهد وان تصرخ للحق وان تكون موبخ للجميع بأعمالك و كما قال معلمنا بولس لا تشتركوا في اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها يعني انه بسيرتنا وسلوكنا وافعالنا نقول لأعمال الظلمة هذه لا لأنكي رديئة وأنتي غير مفيدة وانتي لستي بناءة، كان لسيدنا البابا شنودة قصيدة فيها عبارة جميلة تقول سوف أُطيع الله حتى لو اطعت الله وحدي، لو انا وحدي قلت سوف اسجد للثالوث القدوس وكل العالم قال لي ليس هناك ما يسمى الثالوث القدوس أقول لهم اسجد للثالوث قدوس، لو قالو الناس كلهم أنه لا يوجد أبدية أقول لهم بل يوجد أبدية وهذا هو الايمان الذي عمل القديس أثناسيوس فكان كل العالم ضده للأسف كان الذي ضده كهنة واساقفة وبطاركة فتخيل عندما يقول لهم اثناسيوس ان كلامهم خاطئ لدرجة انهم قالوا له يا اثناسيوس ان العالم كله ضدك فلا يعقل ان يكونوا كل هؤلاء الناس خاطئة وانت على صواب فرد عليهم بكلمة وقال لهم وانا ضد العالم، ما هذه القوة يا احباء التي تجعل انسان يقول هكذا، ما هي قوة يوحنا المعمدان؟ هذه هي القوة التي يريدنا الله ان يحملنا أياها وقال: تكلم ولا تسكت ولا يقع بك أحد يؤذيك فلا تخاف وقال ليشوع لا تخاف كما كنت مع موسى أكون معك لا تخف ولا ترتاب ولا ترهب، فالأنسان الذي يُريد ان يعيش في المسيح يعيش من اجل الحق وعندما تعيشون للحق تعرفون ان الحق يحرركم.
+ كيف يعيش الانسان ضد التيار؟ يكون غالب من داخله ولا شيء يغلبه من الداخل ويكون متمسك بإيمانه ويكون ليس غالب من داخله بل يكون ايضاً موبخ للشر.
*فليكمل الرب نقائصنا ويعافينا بنعمته.
*لإلهنا كل مجد وكرامة الى الابد آمين.

عدد الزيارات 969

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل