التربية وقضايا معاصرة

Large image

التربية وقضايا معاصرة
بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين
فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُل أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين
فِي الحَقِيقَة المَوْضُوع الَّذِي أُرِيدْ أنْ أتَحَدَّث فِيهِ اليُوْم مَعَكُمْ مَوْضُوع يَخُص طَرَفِين .. يَخُصُّكُمْ أنْتُمْ وَيَخُص أوْلاَدِكُمْ .. وَفِي الحَقِيقَة عِنْدَمَا نَحْتَك بِالأوْلاَد وَخُصُوصاً الجِيل الجِدِيد نَجِد بِدَاخِلَهُمْ أخْطَاء كَثِيرَة جِدّاً نَابِعَة مِنْ عَدَم مُتَابَعَتْكُمْ أنْتُم .. وَأنَا أُرِيدْ أنْ أُذَكِّرَكُمْ بِكَلِمَة قَالَتْهَا لَكُمْ الكِنِيسَة عِنْد مَعْمُودِيِة أحَد أبْنَائَكُمْ وَهذِهِ الكَلِمَة أكِيد تَارِيخْهَا قَدِيم وَقَدْ يَكُون أيٍ مِنْكُمْ قَدْ نَسَاهَا .. * إِنَّ الأُم تَكُون إِشْبِين لإِبْنَهَا أوْ لإِبْنَتْهَا * .. كَلِمَة * إِشْبِين * أي * آمِنَة .. حَارِسَة .. حَافِظَة .. شَاهِدَة * .. وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُسَلِّم لَنَا أوْلاَدْنَا وَنَحْنُ حَافِظِين وَحَارِسِينْ لَهُمْ .
وَكَأنَّهَا تَقُول أنَّ هذَا الإِبْن أوْ هذِهِ الإِبْنَة فِي مَرْحَلِة عَدَم إِدْرَاك وَعَدَم وَعْي وَعَلَيْكُمْ أنْتُم أنْ تَقُومُوا بِتَرْبِيَتَهُمْ وَتَوْعِيَتْهُمْ وَتَسْلِيمَهُمْ مَبَادِئ الإِيمَان وَحَقَائِق الحَيَاة الْمَسِيحِيَّة إِلَى أنْ يَبْلُغُوا سِن الرُّشْد .. وَبَعْد أنْ تُسَلِّمْنَا الكِنِيسَة الطِفْل أوْ الطِفْلَة وَالأُم تَكُون شَاهِدَة عَلَى ذلِك يَسْألْهَا الأب الكَاهِن ( المُعَمِّد ) سُؤال وَاحِد ثَلاَث مَرَّات قَائِلاً * هَلْ آمَنْتِ " أُؤتُمِنْتِ ) عَلَى هذَا الطِفْل ؟ * .. فَتَقُول الأُم * أُؤتُمِنْت * ثَلاَث مَرَّات .. وَيَقُول لَهَا الكَاهِن أنْتِ مِنْ الآنْ مَسْئُولَة عَنْهُ أمَام الله لِتُرَبِّيه تَرْبِيَة وَتُنْشِيئِهِ فِي مَخَافِة الرَّب وَتُعَلِّمِيه أسْرَار الكِنِيسَة وَتُسَلِّمِيه كُل حَقَائِق الإِيمَان عِوَضاً عَنْهُ إِلَى أنْ يَبْلُغ سِنْ الرُّشْد .. قَدْ يَرْتَاح ضَمِير بَعْض الجَالِسِينْ الَّذِينَ لَهُمْ أوْلاَد بَالِغِين إِذْ يَقُولُون أنَّ دُورْهُمْ إِنْتَهَى .. وَلكِنْ أقُول لَكُمْ هَلْ فَعَلْتُمْ دُورْكُمْ عَلَى مَا يُرَام أوَّلاً ؟ هَلْ عَلَّمْتُمُوهُمْ حَقَائِق الإِيمَان ؟ وَهُنَا يَأتِي مَوْضُوعْنَا اليُوْم .
حَقِيقَةً يَا أحِبَّائِي إِنَّ تَرْبِيِة الإِنْسَان هِيَ أعْظَم مُهِمَّة يُمْكِنْ أنْ تَتِمْ عَلَى الأرْض .. تَنْشِأة إِنْسَان يَرْبَح المَلَكُوت هِيَ أعْظَم رِسَالَة يُمْكِنْ أنْ يَقُوم بِهَا إِنْسَان .. وَأنَا أعْلَم أنَّكِ إِذَا كُنْتِ أُم لأِبْنَاء كُبَار إِذاً قَدْ يَكُون لَكِ أحْفَاد وَبِذلِك تَكُون رِسَالْتِك مَازَالَتْ قَائِمَة وَهيَ لاَ تَنْتَهِي .. وَمَا أقُولُه لَكِ الآنْ يُمْكِنْ أنْ تُعَلِّمِيه لأِبْنَائِك مُبَاشَرَةً – إِذَا كَانَتْ أُم لأِطْفَال صِغَار – أوْ تُعَلِّمِيه إِلَى أبْنَائِك الكِبَار لِيُعَلِّمُوا أطْفَالِهِمْ وَتُعَلِّمِيه أيْضاً لأِحْفَادِك .. هَلْ آمَنْتِ عَلَى أبْنَاءِك ؟ مَا أجْمَل الأُم الَّتِي تَنْظُر إِلَى إِبْنَهَا كَأنَّهُ رِسَالِتْهَا عَلَى الأرْض .. كَيْفَ تُوَجِّهِيه إِلَى المَلَكُوت ؟ وَمَا أجْمَل الأُم الَّتِي تَنْظُر إِلَى إِبْنَتَهَا كَأنَّهَا عَطِيَّة الله كَيْفَ تَرْبَح السَّمَاء ؟
وَمِنْ هُنَا نَشْعُر أنَّهُ لاَبُدْ عَلَيْنَا أنْ نُقِيم صَلَوَات عَنْهُمْ .. كَمْ أُم مِنْ الجَالِسِين تَشْكُو مِنْ تَعَبْ مِنْ أوْلاَدْهَا ؟ تَقْرِيباً جَمِيعْنَا .. نَقُول وَلكِنْ مَا دُورْنَا إِذاً تِجَاهَهُمْ ؟ وَمَاذَا نُقَدِّم لَهُمْ مِنْ قُدْوَة وَمِنْ نَمُوذَج ؟ .. أقُول ذلِك لأِنِّي فِي الحَقِيقَة أرَى فِي الجِيل الجَدِيد أشْيَاء مُتْعِبَة جِدّاً وَعِنْدَمَا أجْلِس مَعَهُمْ أرَى أنَّ هذَا الأمر مَسْئُول عَنْهُ هؤُلاَء الأبْنَاء بِجُزْء وَلكِنْ البِيت مَسْئُول بِجُزْء أكْبَر .. وَنَحْنُ نُخَاطِبْ دَائِماً الأوْلاَد وَنَنْسَى أنْ نُخَاطِبْ الآبَاء وَالأُمَهَات .. عَلَيْنَا أنْ نَتَكَلَّمْ مَعَ الطَرَفِين لأِنَّ الكِنِيسَة تُوصِي الرَّاعِي أنْ يُعَلِّم وَيَمْحُو الذَّنْب بِالتَّعْلِيم .
دَخَلِتْ إِلَى المُجْتَمَع ظَوَاهِر جَدِيدَة لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَة مِنْ قَبْل – لَيْسَ مِنْ 20 سَنَة بَلْ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَة مِنْ 5 سِنِينْ فَقَطْ – .. وَذلِك لأِنَّ المُجْتَمَع فِي تَطَوُر سَرِيع وَمُسْتَمِر .. أُرِيدْ أنْ أتَحَدَّث عَلَى بَعْضٍ مِنْ هذِهِ الأُمور الجَدِيدَة الَّتِي يُمْكِنْ أنْ تُشَكِّل عَلَى أوْلاَدْنَا سَبَبْ تَعَبْ أوْ سَبَبْ خَطَر أوْ سَبَبْ إِنْحِرَاف .. وَأذْكُرَهُمْ فِي نِقَاط خَمْس :
أوَّلاً : التَّدْلِيل :
أحْيَاناً نَكُون ظَانِّين أنَّ تَلْبِيِة أي رَغْبَة لَدَى أوْلاَدْنَا شِئ يِسْعِدْهُمْ .. وَكُلَّمَا طَلَبُوا شَيْئاً يَضْعُف قَلْبِنَا أمَام إِلْحَاحْهُمْ أوْ أمَام حُزْنُهُمْ فَأُغْلَب مِنْ عَوَاطِفِي وَأُلَبِّي الرَّغْبَة .. فِي الحَقِيقَة يُقَال عَنْ هذَا الأمر تَرْبَوِياً أنَّهُ مُفْسِد .. فَلاَبُدْ مِنْ رَغَبَات تُلَبَّى وَأُخْرَى تُمْنَع .. لاَبُدْ عَلَى الأبْنَاء أنْ يَعْرَفُوا أنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ حُدُود وَقَوَانِين وَضَوَابِط .. لأِنِّي إِذَا لَبِّيتْ كُل رَغَبَات الطِفْل هَلْ عِنْدَمَا يَبْلُغ وَيَعِيش وَسَطْ مُجْتَمَعُه وَيُصْبِح مَسْئُول عَنْ نَفْسُه هَلْ سَيَسْتَطِيع أنْ يُحَقِّق كُل رَغَبَاتُه أم أنَّهُ سَيَجِد هُنَاك أشْيَاء تَحْتَاج إِلَى الإِخْتِيَار .. وَقَبْل كُل هذَا مَاذَا سَيُصْبِح فِي المُجْتَمَع أوَّلاً ؟
فِي الحَقِيقَة لاَ يَكُون غِير إِنْسَان مُتْعِب مُمَزَق مِنْ دَاخِلُه نَاقِمْ عَلَى كُل شِئ .. أوْ سَيُصْبِح إِنْسَان إِتِّكَالِي مُتَطَفِل .. فَكُلَّمَا صَعُبَ عَلِيه الإِتْيَان بِشِئ يَطْلُبُه مِنْ غِيرُه سَوَاء كَانَ وَالدُه أوْ وَالدِتُه أوْ إِخْوَاتُه أوْ أصْحَابُه أوْ قَدْ يَقْتَرِض بَعْض المَال .. فَكُل مَا يَهِمُّه هُوَ تَلْبِيِة وَتَحْقِيق طَلَبَاتُه لأِنَّ الرَّغْبَة تُمَثِّل لَهُ أرَق لاَ يَهْدَأ حَتَّى يُتَمِّمُه .. وَفِي الأصْل هِيَ عَادَة قَدْ تَكَوَنَتْ عِنْدُه مُنْذُ الصِغَر وَكَانَ فِي المَاضِي يَسْتَخْدِم سِلاَح البُكَاء وَعَرَف أنَّهُ سِلاَح جَمِيل لاَ يُوْجَد مِثْلُه .. فَإِذَا مُنِعْ مِنْ دُخُول حُجْرَة يَبْكِي فَيُفْتَح البَاب أمَامُه . وَإِذَا مُنِعْ مِنْ اللِعْب بِالتِلِيفُون يَبْكِي فَيُعْطَى لَهُ .. وَهكَذَا سَوَاء طَلَبْ شِئ صَحِيح أوْ خَطَأ .. مُفِيد أوْ مُضِر فَمَعَ البُكَاء كُل شِئ يَنْتَهِي إِذْ أنَّ الوَالِدَيْن لاَ يُرِيدَان إِزْعَاج عُقُولِهِمْ وَلاَ يَعْرِفُوا أنَّهُمْ بِذلِك يُقِيمُون لَهُ مُشْكِلَة تَرَاكُمِيَّة كَبِيرَة جِدّاً لَدَيْهِ وَهيَ أنَّ رَغَبَاتُه لَيْسَ لَهَا سَيْطَرَة .
وَعِنْدَمَا يِكْبَر الطِفْل يَسْتَخْدِم أسَالِيب أُخْرَى مِثْل الإِلْحَاح أوْ مُخَاصَمَة وَالِدِيه أوْ يِسَلَّطْ أحَد آخَر لِيُقْنِعَهُمْ أوْ يُعَاقِبَهُمْ بِعَدَم سَمَاع كَلِمَتْهُمْ وَعَدَم الطَّاعَة .. وَنَحْنُ كَثِيراً مَا نَصْنَع شَفَقَة فِي غَيْر مَوْضِعْهَا وَنُلَبِّي كُل مَا يَطْلُبُوه .. وَأوْلاَدْنَا يَعْرِفُون أنَّ لَدَيْنَا أوْتَار حَسَّاسَة وَنِقَاط ضَعْف فَيَسْتَغِلُّوهَا .. فَيَأتُوا إِلَيْنَا مَثَلاً قَائِلِين أنَّ كُل أصْحَابْهُمْ يَفْعَلُون هكَذَا .
إِنَّهُ أمر هَام جِدّاً أنْ أتَعَلَّمْ كَيْفَ أعْتَنِي بِهِمْ وَأُرَبِيهُمْ وَأُدَرِّبَهُمْ عَلَى قَمْع رَغَبَاتِهِمْ وَضَبْطَهَا وَتَرْشِيدْهَا .. فَأنَا عِنْدَمَا أُلَبِّي لِطِفْلِي كُل مَا يُرِيدُه أُرَبِّيه بِذلِك عَلَى التَّدْلِيل وَعَلَى الإِتِّكَال الَّذِي بِهِ سَيُصْبِح إِنْسَان غِير مُثْمِر وَنَتِيجَة لِهذَا الأمر بِالتَّرَاكُمْ يُصْبِح شَخْص لَدَيْهِ نَزْعَة إِسْتِهْلاَكِيَّة أنَانِيَّة .. تَعَامُل آخَر لأُم مَعَ بِنْتَهَا .. تَشْعُر الأُم أنَّ قِمِّة التَّعْبِير عَنْ مَحَبِّتْهَا لإِبْنَتِهَا هُوَ رَاحِتْهَا فَلاَ تَقُوم الإِبْنَة بِعَمَل أي أمر فِي المَنْزل حَتَّى كُوب الشَّاي .. أمر مُتْعِب جِدّاً عَلَى البِنْت قَبْل الأُم لأِنَّ البِنْت قَدْ أُعْطِيَت مُنْذُ الصِغَر لأُِمَّهَا وَهيَ مَمْلُوءَة بِطَاقِة حُبْ وَطَاقِة عَطَاء وَلكِنْ الأُم هِيَ الَّتِي تَمْنَعْهَا فَتَتَحَوَّل البِنْت الَّتِي كَانَتْ مُعْتَادَة عَلَى العَطَاء كَشِئ تِلْقَائِي إِلَى فَتَاة مُعْتَادَة عَلَى الأخْذ فَقَطْ .. وَتَجِد حَتَّى البَنَات المُقْبِلِين عَلَى الزَوَاج كِبِر سِنَّهَا وَلاَ تَعْرِف أي شِئ عَنْ أي مَوْضُوع .. وَلاَ تَعْرِف أنَّ عَلَيْهَا وَاجِبَات مَنْزِلِيَّة وَأُسَرِيَّة لأِنَّهَا مُفْتَقِدَة هذَا التَّعْلِيم .
أحْيَاناً الأُم تُحِب أنْ تَشْعُر أنَّهَا أُم بِزِيَادَة فَتُحِبْ أنْ تَعْمَل كُل الأدْوَار وَتَلْغِي بِنْتَهَا وَكَأنَّ هذَا الأمر يُشْبِع أُمُومِيِتْهَا .. وَقَدْ تَكُون الأُم مُسَيْطِرَة وَلاَ يَعْجِبْهَا عَمَل أي فَرْد آخَر فَتَعْتَرِض عَلَى كُل شِئ تَقُوم بِهِ الإِبْنَة فَتَتَوَقَفْ البِنْت .. وَهذِهِ الطَّاقَات تُبْذَل فِي الإِعْتِنَاء بِشَعْرَهَا وَبِأظَافِرْهَا وَبِذلِك تَكُون البِنْت قَدْ إِنْحَسَرَت فِي ذَاتْهَا .
أمر آخَر هَام .. تَجِد أنَّهُ مَهْمَا كَانَ البِيت يُعَانِي مِنْ ضُغُوط إِقْتِصَادِيَّة شَدِيدَة إِلاَّ أنَّ الوَالِدَيْنِ لاَ يَسْتَطِيعُون رَدْع طَلَبَات أوْلاَدَهُمْ .. أمر مِحْتَاج لِضَبْط إِذْ لاَبُدْ أنْ يُشَارِكُونَا المَسْئُولِيَات .. وَيَعْرَفُوا مَا هُوَ يَصْلُح وَمَا لاَ يَصْلُح .. وَمَا نَسْتَطِيع تَحَمُّلُه وَمَا هُوَ لَيْسَ كذَلِك .. لأِنَّ البِنْت سَتَكْبَر وَسَتَتَزَوَج وَسَتُوَاجِه نَفْس المُشْكِلَة وَلكِنَّهَا سَتُصْدَم عِنْدَمَا يَقُول لَهَا زَوْجَهَا * خُذِي هذَا المَبْلَغ وَدَبَّرِي أُمور المَنْزِل لِمُدِّة الشَهْر كُلُّه * .. وَهكَذَا لِلإِبْن لأِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَادُوا عَلَى التَّدْبِير وَعَلَى ضَبْط النَّفْس .. إِذْ قَدْ إِعْتَادُوا أنَّ كُل شِئ يَطْلُبُونُه يَجِدُوه وَيَأتِي إِلَيْهِمْ بِأي طَرِيقَة حَتَّى وَلَوْ أدَّى الأمر إِلَى الإِقْتِرَاض ( طَلَبْ سُلْفَة ) .. مَهْمَا كَانَ الطَلَبْ تَافِه مِثْل بُلُوزَة تُرِيدْهَا الإِبْنَة مَهْمَا كَانِتْ بِمَبْلَغ أكْبَر مِنْ قُدْرَات وَالِدِيهَا .
عَلَيْنَا ألاَّ نَنْظُر لِلأُمور الآنْ فَقَطْ بَلْ أنْ نَنْظُر إِلَى الأمَام وَإِلَى المُسْتَقْبَل .. فَلَيْسَ المَوْضُوع مَوْضُوع بُلُوزَة تِشْتِرِيهَا لإِبْنَتِك أم لاَ بَلْ هِيَ مَسْألِة مَبْدأ فِي التَّرْبِيَة وَزَرْع مَشَاعِر الإِهْتِمَام بِالآخَرِين وَتَقْدِير الظُّرُوف وَعَدَم الإِنْحِصَار عَلَى النَّفْس .. لِمَاذَا لاَ تَزْرَع هذِهِ المَشَاعِر مِنْ الصِغَر ؟ أنَا لاَ أُرِيدْ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى الحِرْمَان إِذْ لِلحِرْمَان مَشَاكِل نَفْسِيَّة .. وَلكِنْ أُرِيدْ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى الضَبْط لأِنَّ لِلتَّدْلِيل نَتَائِج خَطِيرَة .
يُوْجَد كَثِير مِنْ الفَتَيَات الآنْ أوِّل شَرْط لَدَيْهِم لِلإِرْتِبَاط بِإِنْسَان أنْ يَكُون غَنِي فَهْيَ تَعْرِف أنَّهَا نُقْطَة ضَعْف فِيهَا إِذْ أنَّ هذَا الأمر لاَ تَسْتَطِيع إِحْتِمَالُه .. أمَّا مِنْ نَاحِيَة الأخْلاَق فَقَد تُقَدِّم تَنَازُلاَت .. مَنْ الَّذِي رَبَّى هذَا الإِحْتِيَاج لَدَى البِنْت ؟ .. نَحْنُ .. لأِنَّنَا لَمْ نُرَبِّيهُمْ عَلَى القَنَاعَة وَالإِكْتِفَاء وَنَسُوا مَفْهُوم الغِنَى الحَقِيقِي ألاَ وَهُوَ غِنَى النَّفْس وَغِنَى الفَضِيلَة .. لِذلِك عَلَيْكِ أنْ تَعْرِفِي أنَّ الأب الكَاهِن عِنْدَمَا سَلَّمِك طِفْلِك فِي المَعْمُودِيَّة سَلَّمَهُ لَكِ كَوَدِيعَة فَعَلَيْكِ أنْ تَرُّدِّيه إِلَى الكَنِيسَة أكْثَر جَمَالاً وَأكْثَر بَهَاءً حَتَّى يَدْخُل المَلَكُون وَتَقِفِي بِجَانِبِهِ فِي مَجْد السَّمَاء
لَقَدْ عَيَّدَت الكِنِيسَة لَيْلَة أمْس بِـ 3 قِدِيسَات عِنْدَمَا نَقْرأ سِيرَتِهِمْ تَجْزَع أنْفُسْنَا وَهُمْ القِدِيسَة صُوفْيَة وَبَنَاتْهَا الثَّلاَثَة بِيسْتِيس وَهِلْبِيس وَأغَابِي ( 9 سَنَوَات ، 11 سَنَة ، 12 سَنَة ) ( 30 طُوبَة ) .. يَقِفُون أمَام الوَالِي وَيُعَرِّضَهُمْ لأِشْرَس أنْوَاع العَذَاب .. فَيَبْدأ الوَالِي بِالإِبْنَة الأكْبَر ( أغَابِي ) فَيُغْرِيهَا بِالزَوَاج بِأحَد أكَابِر المَدِينَة فَتَرْفُض ثُمَّ يُهَدِّدْهَا بِالجَلْد وَيَقْطَع ثَدْيَيْهَا .. وَيَقْطَع رَأسَهَا .. ثُمَّ يَتَوَجَه إِلَى الإِبْنَة الوُسْطَى بَعْدَمَا حَدَث كُل هذَا لأُخْتَهَا الأكْبَر أمَام عَيْنَيْهَا وَلكِنَّهَا تَرْفُض هِيَ الأُخْرَى أنْ تَتْرُك الْمَسِيح فَيَضَعْهَا فِي نَار مُوقَدَة وَيَأتِي الرَّب وَيُطْفِئ النَّار .. ثُمَّ يَجْلِدْهَا وَأخِيراً يَقْطَع رَأسَهَا .. ثُمَّ الإِبْنَة الأصْغَر الَّتِي كَانَتْ تَخَاف أُمَّهَا عَلَيْهَا جِدّاً لَئَلاَّ تَضْعُف أمَام هذِهِ المَشَاهِد – فَكَانَتْ الأُم تُصَلِّي – وَيَضَعْهَا الوَالِي عَلَى الهِيمْبَازِين فَيَكْسَر الرَّب هذِهِ الآلَة مُبَاشَرَةً بَعْد رَبْط جَسَد الفَتَاة فِيهَا .
وَمَاذَا نَحْنُ نَتَعَامَل مَعَ أوْلاَدْنَا ؟ فَهَا هِيَ البِنْت تَصِل إِلَى 25 مِنْ عُمْرَهَا وَتَقُول أُمَّهَا إِنَّهَا مَازَالَتْ صَغِيرَة .. وَآخَرُون يُشْفِقُوا عَلَى أوْلاَدِهِمْ مِنْ الصُوْم بِحِجِّة صِغَر سِنَّهُمْ .. وَعَلَى هذَا الكَلاَم فَالصَغِير فِي الصُوْم لاَبُدْ وَأنْ يَكُون صَغِير فِي الشَّر .. وَلكِنْ تَتَبَّعُوا وَلَد فِي العَاشِر مِنْ عُمْرُه تَجِدُه مُدْرِك لِكُل شِئ وَجَسَدُه بَدَأ يَعْمَل فِيهِ الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة .. فَلِمَاذَا إِذاً عِنْدَ الأُمور الرُّوحِيَّة نُطْلِق عَلَيْهِ صَغِير ؟ لاَبُدْ أنْ تَعْلَم أنَّ الجَسَد مَغْرُوس فِيهِ الغَرِيزَة مُنْذُ تَكْوِينُه – وَهُوَ جَنِين فِي بَطْن أُمُّه – حَتَّى آخِر نَسْمَة فِي حَيَاتُه .. بِمَعْنَى أنَّهُ لاَ يُوْجَد لَحْظَة يَحْيَاهَا الإِنْسَان الشَّر فِيهَا يُسَاوِي صِفْر .. أوْ لَحْظَة نَقُول فِيهَا أنَّ الشَّر قَدْ إِنْتَهَى .. وَهذَا مَا نَرَاه فَالإِنْسَان إِذَا تَبَع شَهْوِتُه تَجِدُه يَخْرُج مِنْ أمر إِلَى أمر .. حَتَّى لاَ نِهَايَة لِلشَّر وَلَيْسَ لَهُ بِدَايَة .. أي أنَّ الطِفْل إِبْن يُوْم لَدَيْهِ غَرِيزَة يَجِبْ ضَبْطَهَا .
فَعُلَمَاء التَّرْبِيَة يَنْصَحُون بِإِعْطَاء الطِفْل مَوَاقِيت وَمَوَاعِيد لِلأكْل وَلِلنُوْم كُلٍّ حَسَبْ إِحْتِيَاجُه .. نَفْتَرِض أنَّ الطِفْل يَأكُل كُل سَاعْتِين فَإِذَا طَلَبْ الأكْل بَعْد السَّاعَة الأُولَى نَنْتَظِر حَتَّى تَتِمْ السَّاعَاتَان حَتَّى يَنْشَأ عَلَى ضَبْط إِحْتِيَاجَاتُه وَتُعْطِيه الكِمِيَة المُحْتَاج إِلِيهَا فَحَسْب – لاَ نُجَوِّعُه بَلْ نَضْبُطُه – .. وَأيْضاً النُوْم لَهُ تَسَلْسُل وَاحْتِيَاج مُعَيَّنْ فَتَجِد الطِفْل بَعْد وِلاَدْتُه يَحْتَاج إِلَى 18 سَاعَة / يُوْم .. ثُمَّ 16 ثُمَّ 14 وَهكَذَا نُعْطِيه كِفَايْتُه وَلكِنْ أضْبُطُه .. وَهكَذَا كَانَ القِدِّيسِينْ يَفْعَلُون وَيَضْبُطُوا إِحْتِيَاجَات أوْلاَدِهِمْ مُنْذُ الرِّضَع .. لِذلِك أعْطُونَا أمْثِلَة مِثْل هِلْبِيس وَبِيسْتِيس وَأغَابِي وَيَكُونُوا أقْوَى مِنْ أي ضَغْط .
ثَانِياً : الكُمْبُيُوتَر :
الدَّوْلَة تُشَجِّع هذَا الجَهَاز وَفِي الحَقِيقَة هُوَ نَافِع جِدّاً وَاليُوْم كُل شِئ فِي العَالَمْ يَتَحَوَل إِلَى كُمْبُيُوتَر .. وَحَتَّى المَدَارِس بَدَأت تَهْتَمْ بِهِ وَلكِنْ .. هَلْ نَحْنُ مُتَيَقِظُون لِمَا يُشَاهِدُوه أوْلاَدْنَا وَفِيمَا يَسْتَخْدِمُوه ؟ أمر هَام جِدّاً .. هُنَاك أوْلاَد يُجِيدُوا إِسْتِخْدَام الإِنْتَرْنِت جِدّاً وَلكِنْ قَدْ يَكُون إِسْتِخْدَامُه لَهُ فَوَائِد عَدِيدَة أوْ أضْرَار عَدِيدَة .. عِنْدَمَا رَأُوا الأوْلاَد أنَّهُ مُكَلِّف وَلَيْسَ كُل البُيُوت تَسْمَح بِهِ وَجَدُوا أنَّهُمْ يَتَبَادَلُونُه فِي المَدَارِس بِمَا فِيهِ مِنْ أشْيَاء خَطِيرَة وَضَارَّة جِدّاً .. فَيَأخُذ الإِبْن هذَا ألـ CD الصَّغِير وَيُشَاهِد مَا عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَضْمَن سَلاَمِة المُنَاخ – أثْنَاء نُوْم الأهْل .. أثْنَاء خُرُوجَهُمْ – فَيَجِد أشْيَاء تِتْعِبُه جِدّاً جِدّاً .
عَلَيْنَا أنْ نَعْلَم أنَّ لَدَى أبْنَائْنَا غَرِيزَة وَهُمْ يَعِيشُون فِي مُجْتَمَع لَيْسَ مَلاَئِكِي فَقَدْ يَرْفُضُوا إِلَى حِين وَلكِنْ قَدْ يَضْعَفُوا .. لاَبُدْ أنْ نَعِي تَمَاماً أنَّهُمْ لَيْسُوا أطْفَال وَلاَ مَلاَئِكَة بَلْ هُمْ بَشَر وَالطَّبِيعَة البَشَرِيَّة مَائِلَة لِلخَطِيَّة .. لِذلِك نَجِد أبُونَا يَقُول فِي القُدَّاس مُصَلِياً ﴿ إِبْطِل سَائِر حَرَكَاتُه المَغْرُوسَة فِينَا ﴾( مَا يَقُولُه الكَاهِن سِرّاً بَعْد صَلاَة القِسْمَة ) .. * حَرَكَاتُه أي العَدُّو * .
إِنْتَبِهُوا لِهَؤُلاَء الأوْلاَد وَاجْلِسُوا بِجَانِبِهِمْ وَانْظُرُوا فِيمَا يَسْتَخْدِمُون الكُمبِيُوتَر .. وَأنَا أتَعَجَبْ لِهَؤُلاَء الأوْلاَد الَّذِينَ يُغْلِقُون بَاب الحُجْرَة وَيَمْنَع أي أحَد مِنْ الدُّخُول عَلِيه أثْنَاء إِسْتِخْدَامُه لِلكُمبِيُوتَر !! ثُمَّ يَأتُوا الآبَاء وَيَشْتَكُون مِنْ أوْلاَدِهِمْ وَمِنْ عَصَبِيَتِهِمْ وَعَدَم طَاعَتِهِمْ وَتَكْسِيرَهُمْ لِلأشْيَاء .. أقُول لَك أنَّهَا طَاقَات غَرِيزَة فَالوَلَد بِدَاخِلُه يَتَمَزَق لأِنَّهُ غِير رَاضِي عَنْ نَفْسُه وَلأِنَّهُ مَوْضُوع تَحْت ضُغُوط شِدِيدَة وَصَلَتْ بِهِ إِلَى دَرَجَات مِنْ الضَّعْف الَّتِي جَعَلَتْ نَفْسِيَتُه مُتْعَبَة وَمُهْتَزَّة فَأصْبَح يُعَبِّر عَنْ هذَا الأمر وَعَنْ نَفْسِيِتُه الغِير مُسْتَرِيحَة بِأُسْلُوب خَاطِئ .. لاَبُدْ أنْ تَعْرِف هذَا .
وَإِنْ كَانَ هُنَاك أشْيَاء دِينِيَّة عَلَى الكُمْبِيُوتَر هَلْ نُشَجِّعُه عَلَى ذلِك ؟ فَتَقُول لَهُ مَثَلاً * لَقَدْ عَلَمْت أنَّ هُنَاك عِظَات لِلبَابَا عَلَى CD هَلْ مَوْجُودَة ؟ وَإِنْ كَانَتْ غِير مَوْجُودَة فَشَجَّعُه عَلَى شِرَائْهَا لأِنَّكَ تَسْتَطِيع أنْ تَسْتَمِع إِلَى 200 عِظَة بِـ 10 جُنَيْهَات فَقَطْ الَّتِي إِذَا إِشْتَرَيْتَهَا عَلَى شَرَائِطْ كَاسِيت قَدْ تُكَلِّفَك 400 .. هَلْ فَكَّرْت لِمَاذَا الأبَاء الكَهَنَة وَسَيِّدْنَا البَابَا عَمَلُوا عِظَاتْهِمْ عَلَى CD ؟ لأِنَّنَا نُرِيدْ أنْ نُخَاطِب هؤُلاَء الأوْلاَد المُولَعِين بِالكُمبِيُوتَر .. نُرِيدْ أنْ نُقَدِّس هذَا الجَهَاز وَنُوَجِه إِتِجَاهَاتِهِمْ فِي أُمور صَحِيحَة وَهُنَاك أوْلاَد كَثِيرَة يَسْتَجِيبُوا لِهذَا وَهذَا مُفْرِح جِدّاً .. هُنَاك CD وَاحِد عَلِيه 30 ، 50 ، 150 عِظَة .. لاَ نُرِيدْ غِير أنَّهَا تُسْمَع لأِنَّهُ أمر مُفِيد وَمُقَدَّس جِدّاً .. إِذْ يُوْجَد دِرَاسَة كِتَابِيَّة .. أبْحَاث .. أفْلاَم دِينِيَّة .. وَسَائِل إِيِضَاح .. كَنَسِيَات .... فَهَلْ أوْلاَدْنَا يَسْتَخْدِمُوه هكَذَا ؟ الأمر يَحْتَاج تَوْجِيه مِنَّا .
ثَالِثاًً : الدِش :
أنَا أتَذَكَّر أنَّهُ كَانَ مَوْجُود بِجَانِب الكِنِيسَة المُرْقِسِيَّة دِش بِـ 20ألْف جِنِية .. هذَا فِي أوِّل مَرَّة ظَهَر وَلكِنْ بَدَأ سِعْرُه فِي الإِنْخِفَاض ( 300 ) .. ثُمَّ ظَهَرَت شَرِكَات تُعْطِيك إِرْيَال بِـ 20 فِي الشَهْر .. وَقَدْ تَشْتَرِك العِمَارَة كُلَّهَا بِـ 20 فِي الشَهْر .. وَأصْبَح المَوْضُوع مُيَسَر جِدّاً وَالنَّاس تَجْلِس لِمُشَاهَدَتُه فِي أي وَقْت وَعَلَى كُل شِئ لأِنَّ لَيْسَ لَهُ بِدَايَة وَلاَ نِهَايَة .. 24 سَاعَة فِي اليُوْم .. فَهُوَ يُذِيع كُل شِئ فِي كُل المَوَاضِيع بِلاَ حُدُود وَأوْلاَدْنَا مُنْسَاقِين .. وَرُبَّمَا أنَّكَ شَخْص مُتَقَدِّم فِي العُمْر وَتَعْرِف أنْ تُمَيِّز – قَدْ يَكُون بِصُعُوبَة وَلكِنْ دَعَنَا نَقُول رُبَّمَا – وَلكِنْ مَاذَا عَنْ أوْلاَدْنَا الَّذِينَ فِي سِنْ المُرَاهْقَة وَالمُقْبِلِين عَلَى الحَيَاة وَمَازَالُوا يَتَعَرَّفُونَ عَلَيْهَا .. أيَسْتَمِدُّوا ثَقَافَتِهِمْ مِنْ هذَا ؟!! مَعَ العِلْم أنَّ النَّاحِيَة الرُّوحَِيَّة ضَعِيفَة .
وَتَنْظُر الفَتَاة إِلَى فَتَيَات التِلِيفِزْيُون وَتَرَى مَلاَبِسْهُمْ فَتَجِدْهَا شِئ عَادِي بِالنِّسْبَة لَهُمْ .. فَتَتَمَثَّل بِهُمْ وَيَتَدَرَّج لِبْسَهَا مِنْ سَيِّئ إِلَى أسْوأ نَاظِرَة أنَّهَا مُحْتَرَمَة بِالنِّسْبَة لِهؤُلاَء .. وَهكَذَا .. وَنَحْنُ صَامِتُون تَارْكِينْهُمْ يُشَاهِدُوه فِي أي وَقْت وَإِلَى أي وَقْت ( الفَجْر ) وَنَتْرُكَهُمْ لِنَنَام لأِنَّنَا تَعَابَى طَوَال اليُوْم .. وَطَبْعاً هذَا الدِش يَعْرِض كُل الثَّقَافَات .. أغَانِي .. رَقْص .. أفْلاَم .. وَكُل هذَا وَيَقُولُون أنَّهُ يَخْتَلِف عَنْ الأُورُوبِّي ( الأصْعَب ) !! .. فَإِنْ كُنَّا نَحْنُ كِبَار نَسْتَطِيع التَّمْيِيز وَالغَرِيزَة هَدَأت وَاسْتَقَرَت فَأوْلاَدْنَا مَازَالُوا فِي سِنْ الجُمُوح وَالغَرِيزَة مُحْتَدَّة وَالجِسْم بِدَاخِلُه نِيرَان الغَرِيزَة الَّتِي تُطْفَأ بِمَاء الرُّوح وَمَاء عَمَل الله وَلكِنَّي مَاذَا أفْعَل أنَا ؟ أنَا أضَع عَلَيْهَا بَنْزِين فَتَزْدَاد إِشْتِعَالاً .. إِيَّاك أنْ تَقُول أنَّكَ غِير مَسْئُول عَنْ هذَا .
وَلاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنَّ لَدَيْهِم مِنْ الإِمْكَانِيَات العَقْلِيَّة مَا يُمْكِنَهُمْ مِنْ إِكْتِشَاف أُمور لاَ نَعْلَم نَحْنُ شَيْئاً عَنْهَا .. وَيَسْتَطِيعُوا أنْ يَأتُوا بِقَنَوَات جَدِيدَة – لَمْ يُقْصَد مِنْ عَمَل هذَا الجِهَاز بِالإِتْيَان بِهَا – إِمْكَانِيَات عَالِيَة وَمُرْتَفِعَة .. جِيل مُحِبْ لِلتِكْنُولُوچيَا .. فَتَسْتَعْجِب مِنْ هذَا الصَّغِير الَّذِي تَسْتَصْغِرُه كَيْفَ عَرَف كُل هذَا وَمَتَى ؟!! فَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَقُول لَنَا لاَ تَسْتَهِين بِيَّ فَأنَا عِنْدَمَا أُحِب أنْ أعْرِف أسْتَطِيع أنْ أعْرِف أكْثَر مِنَّك .
كُل هذِهِ الأُمور الحَدِيثَة الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى حَيَاتْنَا وَاقْتَحَمَتْهَا وَأثَّرَت عَلَيْنَا أفْقَدَتْنَا الحَرَارَة الرُّوحِيَّة وَمَخَافِة الله وَأفْقَدَتْنَا كَرَامِتْنَا لأِجْسَادْنَا وَأفْقَدِتْنَا القُدْرَة عَلَى الإِسْتِيقَاظ مُبَكِراً مَثَلاً لِحُضُور قُدَّاس أوْ التَّرْكِيز فِي إِجْتِمَاع لأِنَّ الإِتِجَاه الرُّوحِي لَمْ يَعُد يَحْظَى بِالإِعْجَاب لأِنَّهُ لاَ يُحَقِّق لِدَى أوْلاَدْنَا طُمُوحَاتِهِمْ وَتَطَلُّعَاتِهِمْ .. وَذلِك لأِنَّ شَكْل الخَطِيَّة مُغْرِي وَلَذِيذ .
رَابِعاًً : المُوبَايِل ( المَحْمُول ) :
هذَا الَّذِي إِخْتَرَقَ حَيَاتْنَا .. دَخَلْهَا وَسَيْطَر عَلِينَا فَجْأةً .. يُقَال أنَّ مِصْر فِي تَارِيخْهَا كُلُّه عَدَد التِلِيفُونَات المَوْجُودَة فِي البُيُوت وَالمَنَازِل 8 مِلْيُون تِلِيفُون أمَّا الأوِّل فِي الفِتْرَة البَسِيطَة الَّذِي دَخَلْ فِيهَا وَصَلْ إِلَى 5.5 مِلْيُون تِلِيفُون .. 60 – 70 سَنَة لِتِلِيفُون المَنْزِل .. 3 – 5 سِنِين لِلمُوبَايِل .. قَفْزَة رَهِيبَة وَمَاذَا بَعْد ؟ هَلْ لِلمُوبَايِل هذِهِ الإِسْتِخْدَامَات الضَرُورِيَّة لأِوْلاَد فِي سِنْ الإِعْدَادِي وَالثَّانَوِي ؟ هَلْ لَهُمْ هذِهِ الإِهْتِمَامَات وَالمَسْئُولِيَات وَالمَشْغُولِيَات ؟ وَيَرُد الأبَاء وَالأُمَهَات أنَّهُمْ يُرِيدُوا الإِطْمِئْنَان عَلَيْهِمْ عِنْدَمَا يَذْهَبُون لِدُرُوسْهُمْ .. أقُول لَهُمْ أنَّ هذَا تَدْلِيل زَائِد .. وَقَدْ يَقُولُوا أنَّهُمْ يُرِيدُوا أنْ يَطْمَئِنُّوا عَلَيْهِمْ أثْنَاء ذِهَابِهِمْ لِرِحْلَة .. أقُول أنَّهُ أمر عَارِض وَقَدْ تَقْتَرِضُه مِنْ أقْرِبَائَك هذَا اليُوْم فَقَط .. أوْ قَدْ تَتَصِل بِأي مَسْئُول أوْ خَادِم فِي هذِهِ الرِّحْلَة لِتَطْمَئِن عَلَى أوْلاَدَك .. وَذلِك لأِنَّ لِلمَحْمُول خُطُورَاتُه الكَثِيرَة فَهُوَ يِعْمِل خُصُوصِيَّة لِمَنْ يَمْتَلِكُه .. فَكُل وَاحِد أصْبَح مُسْتَقِل عَنْ الآخَر وَلاَ يَعْرِف أيٍ مِنْهُمْ أي شِئ عَنْ الآخَر .. فَكُل فَرْد فِي المَنْزِل لَهُ الرَّنَّة الخَاصَّة وَلاَ يَسْتَطِيع أي فَرْد آخَر بِالرَّد بَدَلاً مِنْ صَاحِب المُوبَايِل .. فِي حِين نَرَى تِلِيفُون المَنْزِل أي فَرْد يَقُوم لِيَرُد فَأعْرِف مَنْ الَّذِي يُكَلِّم إِبْنِي أوْ إِبْنَتِي .
وَقَدْ يُغَيِّر الوَلَد أوْ البِنْت أُسْلُوب كَلاَمْهُمْ فَلاَ أعْلَم مَنْ الَّذِي يَتَكَلَّمْ مَعَهُ .. فَقَدْ تُغَيِّر مَثَلاً البِنْت أُسْلُوب حَدِيثْهَا فَتَقُول بَدَلاً مِنْ * إِزَّيَك .. إِزَّيِك * .. وَنُوقِعَهُمْ فِي خَطَايَا عَدِيدَة مِثْل الكِذْب .. هذَا الجِهَاز عَمَل لِكُل فَرْد خُصُوصِيَّة خَاصَّة بِهِ فَعَزَل الأوْلاَد عَنْ بَعْضِهِمْ .. وَهَلْ إِبْنِي عَلَى هذَا النُّضْج لِكَيْ يَكُون لَهُ حَيَاة خَاصَّة ؟ يَا لَيْتَ كَانَ هذَا !!
لَقَدْ كَسَر هذَا الجَهَاز حُدُود كَثِيرَة جِدّاً فِي التَّعَامُل بَيْنَ الوَلَد وَالبِنْت فَأعْطَى حُرِّيَة لِلوَلَد أنْ يُعْطِي message ( رِسَالَة ) لِلبِنْت بِغَيْر خَجَل وَالعَكْس بِالعَكْس .. وَأعْطَى فُرْصَة أكْبَر لِلتَجَاوُزَات وَأصْبَح يُمْكِن التَّعْبِير عَنْ أُمور كَانَ يَصْعُب التَّعْبِير عَنْهَا مِنْ قَبْل. وَيُوْجَد شُبَّان يَبْعًثُوا نَفْس الرِّسَالَة الَّتِي بِهَا مَعَانِي لاَ تَلِيق مِثْل * لَمْ أنَمْ مُنْذُ أمْس * وَأشْيَاء أُخْرَى .. وَمَا هُوَ بِالسَجْع لِـ 20 بِنْت فِي نَفْس الوَقْت وَالبَنَات مَسَاكِين وَسُذَّج وَيُصَدِّقُون هذَا الكَلاَم بِسُهُولَة .. وَتَظُنْ أنَّهُ مُهْتَم بِهَا لِهذِهِ الدَّرَجَة .. وَقَدْ يَظِلْ الوَلَد يِرِنْ عَلَى البِنْت كُل فِتْرَة – إِذْ أنَّهُ غِير مُكَلِّف – فَتَظُنْ البِنْت أنَّهُ فَاكِرْهَا كُل الوَقْت وَمُنْشَغِل بِهَا فَيُؤَثِر عَلَى مَشَاعِرْهَا .. وَهكَذَا يَسْتَجِيب عَدَد مِنْ البَنَات لَيْسَ بِقَلِيل .. وَتَبْدأ تَتَذَكَّر البِنْت مَوَاقِفْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ هذَا الوَلَد لِتُثْبِت لِنَفْسَهَا أنَّ حَقّاً كَانَ لَهُ أفْعَال تَدُل عَلَى إِعْجَابُه بِهَا وَهكَذَا .
قَدْ يَقُول الأبَاء أنَّهُمْ مُتَنَبِهِين جَيِّداً لِكُل مَا يَصِل لأِبْنَائِهِمْ .. أقُول لَكُمْ أنَّ أوْلاَد قَدْ يِغَيَّرُوا أسْمَاءَهُمْ وَيَسْتَعِيرُوا أسْمَاء أُخْرَى لِتَدُل عَلَى شَخْصِيَتِهِمْ مِثْل * بُلْبُل .. سِمْسِمْ * .. شِئ مِنْ هذَا القَبِيل يَعْمَل كَشَفْرَة لَهُمْ .. وَنَحْنُ نَظُنْ أنَّهُ مُجَرَّد مِزَاح بَيْنَ الأوْلاَد وَأصْحَابِهِمْ .. وَقَدْ يَتَبَادَلُون رَسَائِل بِهَا كَلاَم قَبِيح وَنُكَتْ خَارِجَة وَأُمور لاَ تَلِيق .. وَيُوْجَد زِر وَاحِد فِي هذَا المَحْمُول يُمْكِنْ الضَّغْط عَلِيه فَيَحْذِف هذِهِ الرَّسَائِل وَيُلْقِيهَا فِي صَنْدُوق المُخَلَّفَات وَلاَ يَسْتَطِيع أحَد أنْ يَقْرَأهَا بَعْدُه .. وَيَكْفِي الإِنْشِغَال وَإِضَاعِة الوَقْت فِي بَعْث رَسَائِل أوْ بَعْث missed calls لِلأصْحَاب .
كَثِيراً مَا نَتَعَامَل مَعَ أوْلاَدْنَا بِطَرِيقَة لَيْسَ فِيهَا شِئ مِنْ الحِكْمَة وَبِهذَا نِخَسَّرْهُمْ المَلَكُوت .. وَنُتْلِف وَنُفْسِد بَسَاطِتْهُمْ وَنَقَاوِة حَيَاتْهُمْ الَّتِي أعْطَاهَا الله لَهُمْ .. فَلاَ تَصْنَع شَفَقَة فِي غَيْر مَوْضِعْهَا .. وَأُذَكِّرَك أيْضاً بِتَسْلِيم الكِنِيسَة لأِوْلاَدَك وَقْت عِمَادْهُمْ .. وَائتِمَانَك عَلَيْهُمْ فَأنْتَ قَدْ تَسَلَّمْت إِبْنَك أوْ إِبْنَتَك فِي أبْهَى صُوَرْهُمْ وَهُمْ مَوْلُودِين مِنْ المَاء وَالرُّوح .. فَهَلْ حَافَظْت عَلَيْهُمْ وَسَتُرْجِعْهَا لِرَبِّنَا فِي مَجْد وَبَهَاء فَيَرْبَحُوا المَلَكُوت أم لاَ ؟
خَامِساًً : المَلاَبِس :
أحْيَاناً نُلَبِّي رَغَبَات أوْلاَدْنَا فِي أي مَلاَبِس يَطْلُبُونَهَا دُونَ النَّظَر إِلَى مُلاَئَمَتْهَا أم لاَ .. لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك نَظْرَة شَامِلَة .. لاَبُدْ وَأنْ نَعْرِف أنَّ هذَا المَلْبَس هُوَ تَعْبِير عَنْ المَحَبَّة لِسَتْر الجَسَد وَهُوَ لِكَيْ يَكُون الشَّخْص فِي مَظْهَر لاَئِق وَلكِنْ أكْثَر مِنْ هذَا الحَد يَجِب أنْ نَضْبُطُه .. مَرَّة سَألُوا سَيِّدْنَا البَابَا قَائِلِين يَا سَيِّدْنَا هَلْ البَنْطَلُونَات تَلِيق فِي اللِبْس لِلفَتَيَات أم لاَ * ؟ فَرَد عَلِيهُمْ قَائِلاً * لاَ نَسْتَطِيع أنْ نَقُول أنَّ البَنْطَلُونَات شَر أوْ خَطَأ وَلكِنِّي أُرِيدْ أنْ أُحَذِّرَكُمْ مِنْ " 3 " أنْوَاع مِنْ المَلْبَس :0
عَلَيْنَا وَنَحْنُ نِشْتِرِي لأِوْلاَدْنَا المَلاَبِس أنْ أضَعْ فِي ذِهْنِي ألاَّ تَكُون مِنْ هذِهِ الأنْوَاع مَهْمَا كَانْ هذَا اللِبْس سَوَاء بَنْطَلُون .. بُلُوزَة ..... أيَّاً كَانْ .
نَحْنُ كَثِيراً نَتَعَجَبْ مِنْ مَنْظَر بَنَاتْنَا هَلْ هؤُلاَء هُمْ بَنَات الْمَسِيح ؟ حَدَث أمر أتْعَبْنِي جِدّاً .. جَاءَنِي شَخْص مِمَّنْ يَعْمَلُون فِي مَجَال الأمن عَلَى الكِنِيسَة ( ظَابِطْ ) وَمَجِيئُه لِلكِنِيسَة لَيْسَ بِكَثِير وَقَالَ لِي * يَا لَيْتَ يَا أبُونَا أنْ تُنَبِّهُوا عَلَى البَنَات أنْ يَرْتَدُوا مَلاَبِس تَلِيق وَخُصُوصاً فِي المُنَاسَبَات وَلَيَالِي الأعْيَاد لأِنَّ الرِّجَال المُكَلَّفِين بِنُوبَات الحِرَاسَة عَلَى الكَنَائِس يَتَشَاجَرُون مَنْ الَّذِي يَأخُذ نُوبَات الحِرَاسَة لأِنَّ كُل وَاحِد مِنْهُمْ يُشَاهِد عُرُوض أزْيَاء مِمَّنْ يَدْخُلُون وَيَخْرُجُون مِنْ الكِنِيسَة * .. هَلْ نَحْنُ إِلَى هذَا الحَد ؟!!
أنَا أعْلَم أنَّ هؤُلاَء البَنَات بُسَطَاء وَمَعَ إِحْتِكَاكِي بِهُمْ لَمْ أشْعُر أنَّهُ يُوْجَد مِنْهُمْ مَنْ تَفْهَم أبْعَاد هذَا الأمر وَأنَّهُمْ نَاظِرِين إِلَى هذَا الأمر كَمُجَرَّد تَسْلِيَة وَفَرَح بِالمَلاَبِس وَلاَ يَضَعُون فِي قُلُوبِهِمْ شِئ رَدِئ وَلكِنْ هَلْ النَّاس فَاهْمِين هكَذَا وَيَنْظُرُون إِلَى الأمر بِنَفْس العِين ؟!! .. وَمَنْ الَّذِي إِشْتَرَى لَهَا هَذَا المَلْبَس .. ألَيْسَ وَالِدَتْهَا ؟!! كَيْفَ أتَتْ بِهِ إِلَى إِبْنَتِهَا .. هَلْ لَمْ تَرَاه ؟ عَلَيْنَا أنْ نُحَافِظ عَلَى كَرَامِة أجْسَاد بَنَاتْنَا لأِنَّهُمْ هَيَاكِل لِلرُّوح .. أوَانِي لِلمَجْد .. عَطَايَا الرَّب لَنَا .. إِذَا كُل فَتَاة عِرْفِت أنَّ جَسَدْهَا هُوَ هَيْكَل لِلرُّوح وَإِنَاء لِلكَرَامَة مَا كَانَتْ أيٍ مِنْهُمْ إِسْتَهَانَت إِلَى هذَا الحَدْ ؟!! وَلكِنْ إِذَا كَانَتْ البِنْت لاَ تَعْلَم هذَا وَالمُجْتَمَع مَأثَّر عَلَيْهَا فَعَلَيْنَا نَحْنُ أنْ نُوَجِّهَهَا .. إِذَا كَانَ المُجْتَمَع اليُوْم مُعْظَم بَنَاتُه مُتَحَفِظِين وَيُغَطُّون شُعُورِهِمْ وَأجْسَادِهِمْ .. فَبَنَات الْمَسِيح كَمْ يَكُونُوا .. وَكَيْفَ يَكُونُوا بِهذَا التَّسَيُّبْ ؟
كَمْ هُوَ أمر مُؤلِمْ عِنْدَمَا أرَى فَتَاة تَمْشِي فِي الشَّارِع وَمَنْظَرْهَا غِير لاَئِق .. وَطَبْعاً بِحُكْم الخِدْمَة فَأنَا أعْرِف كُل بَنَات مَحَرَّم بِك .. فَأعْلَم أنَّ هذِهِ البِنْت مِنْ بَنَاتْنَا وَالشَّارِع كُلُّه يُشَاهِدْهَا وَهيَ تَنْظُر إِلَى الأمر بِبَسَاطَة .. عَلَيْنَا أنْ نَنْظُر إِلَى هذَا الأمر مِنْ مِنْظَار آخَر .. فَإِذَا كَانَ المُجْتَمَع الآنْ أفْرَزْنَا – يَعْرَفْنَا مِنْ عَدَم تَغْطِيِة شُعُورْنَا – إِذاً عَلَيْنَا أنْ نُمَجِّد رَبِّنَا بِمَظْهَرْنَا .. وَهُنَاك البَعْض عِنْدَمَا يَرَوْنَ عَدَم تَحَفُّظْنَا يَدَّعُون أنَّ الإِبَاحِيَّة هِيَ شِئ عَادِي وَمُعْتَاد فِي الكِنِيسَة .. وَقَدْ يَقُولُوا أنَّهُمْ يُمَارِسُونَ الدَنَس دَاخِل الكَنَائِس لأِنَّهُمْ لاَ يَخْجَلُون مِنْ دُخُول الكَنَائِس بِمِثْل هذِهِ المَظَاهِر .. وَقَدْ يُصَدِّقْهَا الآخَرُون وَيَأخُذُون هذَا الإِنْطِبَاع عَلَيْنَا وَعَلَى الْمَسِيحِيَّة .
هكَذَا قَدْ أحْبَبْت أنْ أتَحَدَّث مَعَكُمْ فِي هذَا المَوْضُوع الَّذِي قَدْ يُغْفَل التَّكَلُمْ فِيهِ
وَذلِك لأِنِّي مَشْغُول بِهِ كَثِيراً .. وَعِنْدَمَا أرَى أيٍ مِمَّا تَحَدَّثْنَا عَنْهُ فِي أوْلاَدْنَا .. أدْعُو لَهُمْ وَأقُول يَارَب أُسْتُر عَلِيهُمْ وَاحْمِيهُمْ وَاحْفَظْهُمْ ..رَبِّنَا يِبَارِك فِيكُمْ وَيُبَارِك فِي أوْلاَدْكُمْ
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا كُل مَجْد وَكرامة دائما ابديا امين

عدد الزيارات 1592

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل