الراعي يطعم قطيعة

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
في تذكارات الآباء البطاركة مثل اليوم وهو تذكار قدوم القديس ساويرس الأنطاكي إلى مصر تقرأ الكنيسة علينا انجيل الراعي الصالح، لأن الكنيسة ترى أن ربنا يسوع هو راعي الكنيسة، ويقيم عليها رعاه وهما الآباء البطاركة، والآباء المطارنة، الأساقفة،القسوس اسمهم رعاه، ومن أهم عمل الراعي أنه يهتم بالخراف، يقود، يقوت، يفرح،يحمي، أعمال كثيرة للراعي، يحمي ويقوت ويقود، أنا سوف أتكلم معكم قليلاً عن أن وظيفة الراعي الرئيسية أنه لابد أن يطعم الخراف، الخراف إذا لم تأكل سوف تموت،الخراف فهمها ضيق، معرفتها قليلة، على الراعي أن يقول لهم ما المكان الذي يأكلون فيه، يقودهم إلى المكان ويقول لهم اجلسوا هنا كلوا فهذا المرعى مرعى جيد،لذلك يقول لك في المزمور إلى مراع خضر يربضني، إلي مياه الراحة يوردني، فالراعي يأخذ إلى المكان الذي الخراف تأكل منه، تتغذى، تشبع بأمان، هذا هو عمل الراعي ربنا يسوع الراعي الصالح لنا لابد أن يغذينا،لابد أن يطعمنا لكي نعيش،لكن يارب لماذا تطعمنا؟، ماذا تطعمنا؟ أقول لك أمرين وهؤلاء هم أكثر الأمور التي يعتمد الله عليها ليطعمنا بهم، يشبعنا بهم، يغذينا بهم، يحيينا بهم، فما هما هذين الأمرين؟ هما كلمة الله والإفخارستيا أي التناول،خذوا كلوالكي تعيشوا، عمل ربنا يسوع معنا أن يأكلنا لكي تستمر حياتنا، الذي لم يأكل منهما فسوف يجوع، وإذا استمر هكذا لا يأكل منهما فسوف يموت ليس فقط يجوع،ما هما الشيئين اللذين قال لنا الله عليهما أن تأكلون منهم؟ هذا هوغذائكم،هما اللتي نيشبعكم، وهما اللتين تحييكم؟،وهما :
١- كلمة الله.
٢- الإفخارستيا .
الذي يبعد عن كلمة الله ويبعد عن التناول ستجد حياته بدأت تضمر، تتلف، تضعف،معرضة للأمراض، معرضة للأخطار،حتي الموت، تريد أن تعيش هاتان النعمتين اهتم بهم جداً، اهتم بكلمة الله وبالإفخارستيا.
١- كلمة الله: كلمة الله هذه تؤكل،أي أنك تجلس هنا كأنك جالس أمام وليمة تشبع منها، مثلما عندما تذهب إلى فندق كبير ويضع لك أصناف وأشكال وألوان،تأكل إلى أن تصبح غيرقادر،فهو كذلك،الإنجيل الوليمة ، قال لك "وجدت كلامك كالشهد فأكلته" ، "أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة"، هيا افتح انجيلك وأجلس وأقرأ،ومن الأفضل وأنت تقرأ ألا تضع مواعيد، فتظل تقرأ،ماذا تفعل؟ تقرأ،ما أجمل البيت الذي فيه الإنجيل مفتوح، ما أجمل منظر الأب للأبناء الذي يمر أمام والده ويجد انجيله مفتوح، الفتاه التي تمر على والدتها تجد والدتها تمسك الإنجيل، المنظر نفسه عظة، المنظر نفسه تعليم، وعندما يتشبع الأب بكلمة الله سوف يعيش مع أولاده بكلمة الله،تحكمه للخلاص،أشبع بكلمة الله،فالله يقول لك هذا هو الغذاء الذي يحييك، هو لايقول أنا أطعمك ولن أعطيك الطعام،لا هو يقول أنا أطعمك وأعطيك الطعام، هو صنع لك المائدة، هو صنع لك الشيء الذي يشبعك إلى النهاية،فأنت لا توجد مائدة تأكل منها بشكل مطلق مثل كلمة الله، فكم تأخذ؟ على مقدار سعيك،على مقدار اجتهادك، افتح فمك وأنا أملأه،اجلس وارفع قلبك وقل له يارب، يارب تكلم لأن عبدك سامع، تكلم يا رب أنا عبدك وأنا أسمعك، أريد سماع صوتك، وجهني، أرشدني،أشبعني، اجعل ذهنك مشبع بكلمة الله، حينما يأتي إليك موقف تجد الإنجيل يحكمك لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص،لا يجب أن الله يعطينا كلمته لكي نشبع بها ونحن لا نأتي نحوها و نشكو من الجوع ونشكو من الموت لذلك تجد أنفسنا كثيراً منزعجة،مضطربة، تجدنا غير قادرين علي مقاومة الشر، غير قادرين علي مقاومة الخطية، ونظل نشكو من صعوبة الخطية،لكن عندما شخص لا يأكل ماذا نقول له؟،إذالم يأكل يشكو من الأمراض بالطبع فجسمه لا يوجد به دم، جسمه لا يوجد به حياة، جسم لا يوجد به مقاومة لذلك يا أحبائي كلمة الله هي التي تركها لنا للتغذية، يقول لك أنا راعيك،ليس من المعقول أكون أنا راعيك ولا أعطيك شيء لتأكله،لافأنا لابد أن أهتم بك، لابد أن انتبه جيداً أنت ماذا تأكل؟هيا افتح العهد القديم،افتح العهد الجديد، افتح المزامير وأقرأ وأشبع، شاهد كلمة الله، سوف تكتشف كل يوم كلمة تفرحك وتعزيك وتسندك وتحميك، هذه كلمة الله، المائدة التي أعطاها لناالله، الإنسان الذي يهمل في كلمة الله يهمل في غذائه، فأنه يعرض نفسه لمخاطر كثيرة، تخيل أننا كلنا نشكو من هموم الدنيا،نشكو كلنا من الحزن،الاكتئاب، الضيقات،ولدينا الكلمة المفرحة، البشارة المفرحة،"إيفانجيلون"يعني الإنجيل، يعني البشارة المفرحة، الخبر السار،لديك البشارة المفرحة، لديك دواء الحزن، لماذا لم تأخذه؟!،تشكو من الحزن لا قم بقراءة كلمة الله تجد الأحزان ليس فقط انتهت ولكنك ارتفعت فوق منها،وهموم الدنيا لااستطيع أن أعبر لك كيف انتهت لكن تجد لديك الذي يجعلك تغلبها وتعرف وترتفع بها، بماذا؟ بكلمة الله لأن الكلمة حية وفعالة،لأن كلمة الله تحكم العينين، لأن كلمة الله هي التي تعطيك روح مشورة، وروح فهم،تخيل عندما أسأل أحدكم فيقول أنا لي فترة طويلة لم افتح الإنجيل،في الواقع لا يوجد وقت،حقا أنا لم أفهم، يقول لك مهما كان الوقت، مهما كنت لا تفهم،لايمكن أن الله يصرفك فارغ، لا يمكن فكلمة الله لا ترد فارغة،أنت فقط اجلس وأرشم علي نفسك علامة الصليب وافتح انجيلك والله سوف يحدثك لأن كلمته حية إذا كان الله يغذيك بكلمته!، فنشكر الله لا يوجد بيت الآن لا يوجد به إنجيل، نشكر الله أن كلمة الله وصلت كل أقطار الأرض سواء بإنجيل يقرأ، أو بإنجيل يسمع، أو بإنجيل من على الإنترنت، المهم إن كلمة الله الآن أصبحت متاحة لكي يقول الله لكل شخص فينا أنت بلا عذر،الذي يريد أن يقرأ بالتشكيل،وبالشواهد، ومسموعة، كل الطرق موجودة .
٢- الإفخارستيا : تشبع بالجسد والدم، هو قال ذلك خذوا كلوا منه كلكم، هو قال ذلك أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة، هو الذي قال، هو الذي قال إذا لم تأكلوا لا تكون هناك حياة،فهو الراعي الصالح يطعم أولاده، الراعي الصالح تارك لنا جسده ودمه على المذبح غذاء لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، غفران للخطايا، حياة أبدية لكل من يتناول منه،هذا الذي يأكله نفسه لا تجوع، طعام الحياة،طعام الحياة،لا تبعد عنه، لا تشكو من الجوع وأنت لك الخبز السماوي، والقوت السماوي، أشكر الله عليه جداً،عندما يكون الله أعطانا هذه الوليمة السماوية،عندما يكون الله مشفق علي أولاده أنهم جائعين،يشفق عليهم لئلا يخوروا في الطريق، ويقول أعطوهم ليأكلوا،يريدكم أن تأكلوا، ما هو يارب الأكل الذي تعطيه لي؟ قال لك أنا لن أعطيك أي أكل، لا بل أغلى أكل سوف أعطيه لك، ما هو الذي تعطيه لي يارب؟ قال لك أعطيك جسدي، خذوا كلوا منه كلكم، خذوا اشربوا منه كلكم عندما تأخذ جسد ودم إبن الله ماذا يحدث لك؟ يحدث لك أنت نفسك تحول، طبيعتك تتغير، تتقدس، جسد هذا يتحد بالجسد المقدس تجده اتنقل للموت الذي فيك حياة تجد نفسك انتصرت على الخطية بماذا؟ بالمسيح الذي فيك، "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه"، ثبات في المسيح، تخيل إذا لم يكن الله أعطانا هذين النعمتين كيف نعيش؟! سيظل الله بعيد عنا،يظل الله خاضع لتصوراتنا،نظل نقول لربنا كيف نشبع؟، وكيف تظل تحدثنا عن أننا نشبع وأنت لم تعطينا الأطعمةالتي نأكلها قال لك لا أنا أعطيك الأطعمة التي تأكلها،واجعلك كيف تفهمها،وكيف تتفاعل معها، في العهد القديم عندما كان الله يريد أن يصلح من شعبه،عندما كان الله يريد أن يثبت شعبه،عندما كان الله يريد أن يجدد عهوده مع شعبه كان يقيم له ملوك يفعلوا أمرين، هذين الأمرين هما سر قوة الشعب، أمرين مهمين جداً كان هذا الملك يهتم :
١- بالشريعة .
٢- بالفصح .
حينما تجد ملك تقرأ عنه في الكتاب المقدس أنه اهتم بالشريعة واهتم بالفصح فاعرف أن هذا الملك يعرف كيف يغذي الله شعبه؟الله يغذي شعبه بكلمته بالشريعة والفصح،إنهم يأكلوا الفصح الذي هو إشارة إلى أكل جسد ودم ابن الله،ملوك كثيرين اهتموا بالفصح والشريعة،وملوك كثيرين أهملوا الفصح والشريعة، هناك ملوك للأسف أنسوا الشعب أنه هناك عادة اسمها الشريعة،لم يتذكروها، في فترات طويلة تصل إلى مئات السنين انقطعت عن الشعب عادة الشريعة وعادة الفصح،لم يتذكروا كيف يفعلون ممارسات الفصح من كثرة إهمالها، وهناك ملوك أخرى أعادوا الشريعة وقرأوها على الشعب، والشعب أصبح يتأثر وأصبح يتغير وأصبح يبكي، وأعادوا عمل الفصح، أقرا عن يوشيا الملك،اقرأ عن يوآش الملك،اقرأ عن يهوشافاط ستجد سر قوة شعبهم في هاتين العادتين الشريعة والفصح، لذلك هؤلاء هما العادتين الذي نيريد الله أن يشبعنا بهم، لا يصح أن يكون الله أعطانا الأشياء التي نشبع بها، نعيش بها ونحن نهملها،لا تهمل الإنجيل، لاتهمل أنك تتناول،لا تتناول على فترات طويلة، طالما الله أعطاك وقت وفرصة متاحة تعالى، تعالى خذ كل وأشرب مثلما قال أشعياء بلا ثمن، بلا فضة، بلا ذهب الله أعطانا بركات كثيرة لأنه يعرف أننا نحارب حروب كثيرة،الله أعطانا بركات كثيرة لأنه يعرف أن التحديات التي نواجهها قوية وعنيفة، أي شخص فينا يشكو لله بالخطية ويقول له يارب الخطية ثقيلة، العالم مظلم، الناس أشرار، الفساد كثير، التلفزيون، الإنترنت، الناس،المعاشرات، الخطية تحيط بنا بسهولة، يقول لك أنا أعرف ذلك، أنا أعرف لكني أعطيتك الأقوى منه،أعطيتك الأقوى منه، أعطيتك كلمتي، وأعطيتك جسدي ودمي، هيا نتمسك بهم، لا يمرعليك يوم دون أن تقرأ،لا تمرعليك فترة بدون تناول،لكي تذهب خلف الراعي الصالح، وتأكل من يده، تشبع، تتلذذ نفسك كما من شحم ودسم ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

عدد الزيارات 1003

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل