الرموز فِى الكنيسة

Large image

لقد تكلّمنا مِنَ قبل فِى موضوع عَنِ الكنيسة ، وَأخذنا بعض رموز وَبعض معانِى للكنيسة ، وَبنعمة ربِنا سنتكلّم اليوم فِى موضوع مُهِم وَهو عَنِ " الرموز فِى الكنيسة " فالكنيسة كُلَّ شىء فيها لهُ معنى ، كُلَّ شىء لهُ إِشارة ، لاَ يوجد شىء فِى الكنيسة إِلاَّ وَ لها دليل ، لاَ تجِدِى شىء فِى الكنيسة بدون أنْ تُحاوِلِى فهم ما هذا الشىء فالألوان ، المواد ، الملابِس ، الشخصيات ، الحركات ، النغمات ، كُلَّ شىء فِى الكنيسة لهُ معنى ، وَ لاَ تجِدِى شىء ليس لهُ معنى فالكنيسة هى السماء على الأرض ، لِكى نمتثِل السماء فماذا نفعل ؟؟ فالمسيحيون مِنَ كثرة محبتهُم للسماء حبّوا أنْ يُحضِروا السماء ، - مِنْ السماء للأرض - ، فماذا فعلوا ؟؟ عملوا الكنيسة ، فَلَمْ يكتفوا بِمُجرّد الحديث عَنِ السماء ، ليس فقط الكلام ، لا فمِنَ كثرِة محبّتهُم للسماء حبّوا أنْ يمتثِلوا السماء ، فأبتدأوا يُصّوروا السماء بالفن وَالجمال وَالشكل وَالألوان وَالنغمات ، حبّوا أنْ يُجسِّدوا السماء فِى حدود الإِمكانيات البشريّة نستطيع أنْ نرسِم ؟ نرسِم ، نلّوِن ؟ نلّوِن كُلَّ هذا عملهُ المسيحيون بحيث أنْ يُقرِّبوا حقيقة وَفِكر السماء ، وَأصبحوا يمتثِلوا السماء ، وَيمتثِلوا بِمعنى يُحضِروا ، يُحضِروا السماء .

نجِد أنّ الحياة فِى الكنيسة فيها إِستخدامات لأمور كثيرة جِداً وَالهدف منها أنْ نستخدِم ألوان وَحركات كأنّنا فِى طبيعة سماويّة ، وَسأتكلّم معكُم عَنِ نُقطتين فقط وَهُما :-
أولا ً: ما معنى الرموز فِى الكنيسة ؟:-
الرموز هى التعبير بطريقة غير مُباشرة عَنِ ما لاَ يُمكِن التعبير عنه ( وَهى السماء ) ، فالرموز فِى الكنيسة هى التعبير بطريقة غير مُباشرة مِنْ خِلال صور وَمُمارسات عمّا لاَ يُمكِن التعبير عنه بأساليب ماديّة فالرموز تُحاوِل أنْ تجعلنِى أعيش فِكر سماوِى روحِى مِنَ خِلال عمل بشرِى جسدِى ، هذا هُو فِكر الرموز فِى الكنيسة ، فنجِد كُلَّ شىء فِى الكنيسة يُمثِلّ معنى مُعيّن ، وَتُلاحِظوا أنّ فِكرة الرموز فِى الكِتاب المُقدّس ، وَالله أوجدها مِنَ وقت ما كلّم مُوسى النبِى وَأعطاه إِشارة ، التابوت ، وَخيمة الإِجتماع ، وَكلّمه عَنِ أُمور يصنعها مِنَ خِلال أُمور أرضيّة ربِنا حب أنْ يستخدِم رموز بشريّة لِكى يوصلّ لنا بِها معانِى روحيّة ، فنجِد مثلاً أنّ ربِنا هُو الّذى أمر بتابوت العهد ، لِماذا ؟ لأىّ شىء يرمُز إِليهِ تابوت العهد دائِماً ؟ تابوت العهد يرمُز إِلَى وجود الله ، وَحلول الله ، وَسُكنى الله ، وَحلول الله فِى داخِل النَفْسَ ، وَأيضاً عِندما قال لهُ تعمِل حاجة إِسمها مائِدة وَعليها خُبز طازِج ، وَلكِن لِماذا ؟ فهو مِنَ خِلال المائِدة يُريد أنْ يقول لهُ أنا شبعك ، وَأنا هُو غِذاءك ، وَأنا هُو غِناك ، أنا هُو مصدر حياتك وَمصدر قوِّتك ، أنا حابِب هذا الإِسلوب وَأتعامل معكُم برموز شكليّة ، فالتابوت هُو حضور الله ، وَلكِن ما معنى أنْ نصنع بِجانِب التابوت منارة ؟ المنارة رمز للإِستنارة ، وَالزيت هُو زيت الروح ، فالنَفْسَ التّى تُريد أنْ ترى التابوت لابُد أنْ يكون الله هُو شبعها وَضوءها ربِنا حابِب هذا الإِسلوب ، لِدرجِة أنّ التابوت يقولوا أنّهُ كان لهُ عمودان خشب المطلِى بالذهب ، يُريد أنْ يقول أنّ حلول الله لاَ يأتِى إِلاَّ بالعمودان ، فالعمودان هُم المعموديّة وَ التوبة ، اللّذان يجعلان النَفْسَ مُهيّأة لحلول الله داخِل النَفْسَ ، الّذى فيهُم يتِم تقديس النَفْسَ ، الله حابِب هذا الإِسلوب ، إِنّهُ يُكلّمِنا بمرموزات الحياة الحاضِرة ياأحبائِى عاجِزة عَنِ أنْ تفهم حقائِق الدهر الآتِى ، عاجزة عَنِ أنْ تفهم حقائِق السماء ، ربِنا حاوِل أنْ يجعلنِى أفهم مِنَ خِلالها الأمور السماويّة ، الحياة الحاضِرة عاجِزة وَ لاَ تقدِر أنْ تفحص السماء ، مِثَلَ ما أنا لاَ أستطيع أنْ أنظُر للشمس ، فهل أقول سأظل بعيد عنها ، لا فالله يقول لِى سأبسّطها لك وَسأشرحها لك فمجد القديسين ، وَمعيّة القديسين فِى السماء ، كيف نفهمه ؟ نضع صور ، فأنا أُريد أنْ أشعُر أنّ القديسين معِى ، فالكنيسة تضع لنا صور ، فإِنْ كان أصعب مِنَ طاقتِى الروحيّة أنْ أشعُر أنّ العدرا واقفة جانبِى ، فالكنيسة قالت لِى لاَ تحزن سنصنع لك صورة ، فهذِهِ صورة للعدرا ، وَأيضاً صورة للملاك ميخائيل وَفِى القُدّاس نجِد أنّ أبونا يقِف وَيرشِم التوانِى ، وَيرتدِى تونية بيضاء ، لِماذا ؟ فهو الآن يُريد أنْ يمثُل فِى السماء ، وَيُجسِّد حقيقة السماء ، فيرتدِى أبيض ، وَالأبيض إِشارة للنقاوة وَلكِن لِماذا لَمْ يأتِى للكنيسة بالتونية البيضاء ؟ فَلاَبُد أنْ تروا فِعل تغيير ، وَأيضاً الشمامِسة لابُد أنْ تروهُم بهيّأة جديدة ، وَأنّهُم تغيّروا عَنِ أنفُسَهُمْ ، يعنِى أنا أصبحت ليس أنا ، فأنا ليس عِندِى بِر وَ لاَ نقاوة وَ لاَ عِفّة أقِف بِها أمام المذبح ، فأرتدِى أبيض وَ أأخُذ بِر وَ أأخُذ نقاوة ، لأنّ بحالِى الضعيف هذا لاَ يجعلنِى أجسُر أنْ أقِف أمامه ، فَلاَبُد أنْ ألبِسه هُو ، وَهذِهِ الملابِس تتقدّس بِثلاث رشومات فِى حالة مِنَ التسبيح [ حوّلت نوحِى إِلَى فرح لِى ، مزّقت مِسحِى وَمنطقتنِى سروراً ] ، يُريد أنْ يقول لهُ يارب أنا خاطِى وَأنت الّذى ألبستنِى السرور ، وَيقول أيضاً مزمور [ الرّبّ قَدْ ملك ، لبس الجلال ، لبس الرّبّ القوّة وَتمنطّق بِها ] ، فأبونا لبس القوّة ، فَلاَبُد أنّ أبونا يشعُر أنّهُ إِنسان جديد ، وَمُحمِلّ بِقوّة مِنَ الله وَالكنيسة الأولى كانت غنيّة بالرموز ، وَتلاحظوا إِنْ الكنيسة تضع( بيضة نعامة ) ، فتقول لك أنّها رمز مُهِم جِداً ، فالطيور لِكى يفقِص بيضها ، مُعظمها لابُد أنْ ترقُد على البيض ، وَذلِك لِكى تُعطيها حرارة مُعيّنة ، وَمَعَ الحرارة يحدُث الفقص ، وَلكِن ما موضوع بيضة النعامة؟ فربِنا خلقها بتكوين غريب جِداً ، النعامة لِكى يفقِص بيضها لاَ ترقُد عليه وَلكِن تنظُر للبيضة ، وَالإِشعاعات التّى تخرُج مِنَ عينها بإِستمرار يجعلها تفقِص ، وَإِنْ لَمْ تفقِص فهى لاَ يكون لها قيمة يُريد أنْ يقول أنّ حياة بيضة النعامة هى تُشبِه حياتنا ، فحياتنا تُنبِت وَتُثمِر لله مِنَ خلال أنْ تكون عينِى عليه بإِستمرار ، فإِنْ حوّلت عينِى عَنِ خلاص نَفْسِى لاَأُثمِر وَأُلقى ، فبيضة الدجاجة تؤكل ، أمّا بيضة النعامة لاَ تؤكل وَ لاَ تصلُح لشىء وَتُصبِح بيضة فاسدة فعينِى لو لَمْ تكُن على ربِنا فسأفسد ، إِجعلوا عيونكُم على المذبح لِكى تُثمِروا لله ، وَعيونكُم بإِستمرار نحو عريس نفوسكُم لِكى تُثمِروا بإِستمرار ، فإِنْ دخل واحِد الكنيسة وَرأى البيضة فهو سيتعجِب ، وَيقول فهل هى للبيع ؟! وَيجِد أنّ وجود البيضة فِى الكنيسة شىء غريب وَفِى القُدّاس ، نجِد أنّ أبونا يقول بلحن ، وَأيضاً يلِف وَالشمّاس وراءه ، وَيلِف بالشوريّة فِى الكنيسة ، فإِنْ واحِد دخل الكنيسة فإِنّهُ يُمكِنْ أنْ يقول لِماذا هذا الموضوع الكبير ؟ فمِنَ الأسهل أنّ أبونا يجلِس وَيقول الصلاة وَلكِنْ نحنُ نقول لهُ ، نحنُ نمتثِل السماء ، وَعُشّاق للسماء ، وَنُريد أنّ صلواتنا تدخُل قُدّامه ، فَلاَبُد أنْ تتِم مُمارسات مسموعة ، وَيتِم إِشراك كُلَّ الحواس وَنجِد أشياء كثيرة مرسومة فِى الكنيسة مِثَلَ السمك ، إِنّ السمك الّذى يُرسم على عِمدان الكنيسة لهُ إِشارة ، فالسمك إِشارة إِلَى الحياة وَ القوّة وَالطهارة وَالنقاوة ، وَالتناسُل يتِم بأنْ يضع الذكر عُضو التذكير وَالأُنثى تضع البويضة وَيتِم التناسُل فِى الماء ، فالسمك يُشير إِلَى الحياة وَالقوّة التّى يتميّز بِها السمك الحىّ ، فالسمكة الحيّة بتمشِى ضِد التيار ، وَأعرفِى أنّها ميِّتة إِنْ كانت ماشية مَعَ التيار ، فهى حتّى وَإِنْ كانت سمكة صغيرة إِلاّ أنّها تمشِى ضِد الماء ، بِتتحدّى الماء ، وَتمشِى ضِد التيار الإِنسان المسيحِى هُو ضِد التيار ، وَكما أنّ السمكة إِنْ خرجت خارِج الماء تموت ، كذلِك المسيحِى إِنْ خرج خارِج الكنيسة فإِنّه يموت ، وَ لِذلِك الكنيسة أحبّت فِكرِة الرمز فمِنَ خِلال الرمز بِنعبُر الزمن ، وَنعبُر مِنَ العالم الحاضِر للعالم الباقِى وَنذهب للعالم الآتِى ، وَكأنّنا فِى موكِب فِى الأرض 0
 فالمفروض أنّ المذبح الحقيقِى يكون فِى السماء ، وَلِكى يكون فِى الأرض فنُحاوِل أنْ نُقرِّب حقيقة السماء ، عملت لنا الكنيسة مذبح لِكى نفهم السماء ، وَالمسيح هُو الهيكل الحقيقِى وَهُو المذبح الحقيقِى ، وَلِذلِك بنكشِف عَنِ طبيعة السماء مِنَ خِلال الكنيسة ، وَبالأخص مِنَ خِلال الرمز ، فنرى الهيكل وَهو مُزيّن بالملائِكة ، وَبالأجسام الروحانيّة ، فسريعاً فِكرك يرتفِع للسماء ، وَكأنّ الكنيسة نيابةً عَنِ السماء بِتُحضِر السماء وَالأب الكاهِن يجعل كهنوت السيّد المسيح أمامنا ، لِذلِك تجِدوا أبونا يقول [ إِيرينِى باسِى ] ، بِمعنى [ السلام لجميعكُمْ ] ، بِمعنى أنّهُ هُو مصدر للسلام ، فِى حين أنّ الرّبّ يسوع هُو مصدر السلام الحقيقِى ، فالكهنوت يُمثِلّ المسيح فأبونا البطريرك يُمثِلّ المسيح ، فتوجد عصايِة البطريرك تحضر معهُ القُدّاس إِسمها ( الحيّة النُحاسيّة ) ، فهل تروها ؟ وَوقت أنْ يتِم التقديس وَتحوُلّ الأسرار لابُد أنّ هذِهِ العصاية تختفِى ، وَذلِك لأنّ المسيح موجود وَعلى المذبح ،فَلاَ يليق أنّ العصاية تكون موجودة أبونا يقول [ إِيرينِى باسِى ] ، يرسِم الصليب ، وَلكِن يوجد وقت لاَ يرسِم بالصليب وَينحنِى أمام المذبح لأنّهُ حدث التحوُلّ ، فَلاَ يليق أنّ المسيح يكون موجود وَأبونا يُبارِكنا ، وَلأنّنا نؤمِنَ أنّ البركة يُعطيها لنا أعلى رُتبة ، فإِنْ دخل أُسقُف فِى حضور الأب الكاهِن فإِنّ أبونا يُخبِِّىء الصليب ، فَلاَ يليق أنّ أبونا يُبارِكنا فِى وجود الأُسقُف ، الكنيسة بِتُحضِر المسيح حقيقياً ، أُبوّة حقيقيّة وَأيضاً فِى حضور البطريرك ، الأساقِفة لاَ يدخُلوا بِعصاية الأُسقُف ، وَلابُد أنْ يُخبِّىء العصا فِى وجود البطريرك ، وَمَنَ هُو رئيس الكهنة الأعظم ؟ هُو المسيح ، هُو مصدر السلام ، وَهُو مصدر البركة ، حتّى فِى وجود البطريرك هُو سلامُنا نحنُ نؤمِنَ أنّ أبونا يُمثِلّ حُضور الله ، وَهو إِنسان الله الّذى يُمثِلّ حُضور الله ، الكنيسة تستخدِم الرمزيات لِتُعبِّر عَنِ الأُمور السماويّة وَمُباركة الأب الكاهِن هى رمز لِمُباركة ربِنا يسوع المسيح ، وَلكِنْ توجد فترة فِى التاريخ قَدْ أحدثت خلل فِى المسيحيّة ، فيوجد فِكر إِسمه أفلاطون وَالغونوسِى قَدْ أثّروا على الكنيسة جِداً الفِكر الأفلاطونِى فهو بإِختصار شديد هُو يحتقِر المادّة وَيُنجِّسها ، وَعِندهُم إِعتقاد أنّهُ يوجد إِلهين ، إِله للشر وَهُو إِله للسحر وَالمادّة ، وَيوجد إِله للخير وَهُو إِله الرّوح ، وَلِذلِك الجسد بالنسبة لهُم هُو نجِس أو أى مادّة بالنسبة لهُم هى نجِسة ، وَمِنَ هذا الفِكر ظهرت البِدعة ، وَالنّاس وافقت آريوس لأنّهُ قال لهُم : فهل ربِنا يأخُذ جسد ؟ وَالجسد عِندهُم يُمثِلّ أنّهُ شىء نجِس وَدنِس ، فربِنا لمّا تجسّد قدّس الجسد وَأصبح الجسد مُقدّس فِى المسيح فاليوم الكنيسة تُقدِّس المادّة ، فقطعة خشبة يُصلّىِ عليها أبونا أصبحت لوح مُقدّس ، نحنُ نؤمِنَ أنّ الصلاة تُقدِّس المادّة ، وَالماء أبونا يُصلّىِ عليه وَيُقدِّس هذا الماء وَيرُشّه ، فهو تقدّس بالصلاة ، وَمِنَ هُنا أستطيع أنْ أفهم حقيقة التحّول إِلَى الجسد وَالدم ، وَالرشم بالزيت ، وَتقبيل الصور فالمسيح أخذ جسد وَبارك المادّة ، فلِذلِك نحنُ نؤمِنَ بالرموز وَأرى المادّة وَأفهم مِنها فِكر سماوِى ، لأنّ المسيح قدّس المادّة وَإِرتفع فوق مُستوى المادّة 0
ثانيا : الرموز:-
1- شكل الكنيسة:-
فنحنُ نؤمِن أنّ شكل الكنيسة يوصلّ لنا فِكر روحِى مُعيّن ، وَشكل الكنيسة يُمثِلّ شكل مِنَ هذِهِ الأشكال الثلاثة :-
صليب وُهُو الفِداء وَالخلاص ، وَنحنُ جالسين فيها وَكأنّنا محمولين على الصليب 0
الدائِرة وَهى ليس لها بِداية وَ لاَ نهاية ، وَهى تُشير للأبديّة ، فهى تُشير إِلَى اللابِداية وَاللانهاية ، الأبديّة 0
السفينة 0
فالكنيسة أخضعت كُلَّ شىء لِسُلطانها ، الفن وَالجمال وَالملابِس ، وَكأنّ كُلَّ ما فِى سُلطان البشريّة قَدْ قدّمته للكنيسة ، فقدّمت فنّانين يرسِموا أجمل الصور ، قدّمت مُهندسين يعملوا أجمل الكنائِس السفينة وَكأنّنا الآن فِى السفينة ، وَكُلَّ شىء فيها لهُ معنى ، فالسفينة مصنوعة مِنَ الخشب ، وَهُو الصليب ، وَهُو الّذى مُحيط بِنا وَمانِع عنّا الماء ، وَهُو سبب الخلاص ، وَسنتكلّم عَنِ موضوع السفينة بِتوسُّع أكثر لِكى نتلذّذ أكثر ، فكُلَّ مُكوِّنات السفينة لها معنى ، فهى لها صاحِب وَلها قُبطان ، وَلها شبكة ، وَلها مرسى ، وَلها مُضيفين ، وَلها راية أوْ سارِى ، وَلابُد مِنَ بحر لِكى تمشِى فيه فمَنَ هُو صاحِب السفينة ؟ الله الآب ، القُبطان هُو ربِنا يسوع ، مَنَ البحّار ؟ يقولوا أنّهُم أساقِفة الكنيسة ، الجماعة المُضيفين هُم مُعلِّمِى الوعظ وَالمُشيرين ، مرسى السفينة هُو الوصايا ، الشبكة هى المعموديّة ، السارِى هُو الصليب ، فكُلَّ شكل لهُ إِشارة فِى الكنيسة الأمواج المُتلاصِقة التّى تضرب فِى الكنيسة هى إِضطهادات العالم ، نحنُ فِى الكنيسة كأنّنا نقلع فِى هذا العالم الملآن فساداً ، وَنتحدّاه وَنستخدِمه ، وَنرتفِع فوقهُ ، فالمياه وَالأمواج بِتضرب فِى السفينة الآن وَلكِن الخشبة قويّة وَأيضاً المسامير هى التّى تُثبِّت المحبّة ، كُلَّ شىء فِى الكنيسة لهُ معنى ، حِبال السفينة هى حِبال محبّة ربِنا يسوع ، المُجدِّفين هُم الشمامِسة ، وَنحنُ فِى سفر مُتواصِل ، وَالسفينة لاَ يكون إِسمها سفينة لو ظلّت واقِفة على الميناء ، وَلكِن نحنُ فِى سفر وَفِى سفر مُتواصِل ، وَبإِستمرار ننتظِر النهاية ، وَبإِستمرار نسأل كم يتبقّى ؟ إِنّها رِحلة فِعلاً حُلوة وَلكِن لاَ نُريد أنْ نظِل هكذا بإِستمرار ، وَهكذا فِكر حياتنا نحو ربِنا يسوع 0
2- حامِل الأيقونات:-
حامِل الأيقونات فِى الكنيسة لهُ مكان مُحدّد ، وَهُو ما بين الهيكل وَالشعب ، وَالهيكل إِشارة للسماء ، وَالشعب إِشارة للعالم ، فهى الكنيسة المُجاهدة ، أمّا فِى الهيكل الكنيسة المُنتصِرة ، وَالحِجاب هُو الّذى يفصِل بين الهيكل وَالمذبح ، وَذلِك لأنّ هؤلاء القديسين هُم الّذين صنعوا المُصالحة ، وَهُم الّذين صار لنا بِهُمْ دالّة للقُدوم إِليهِ فلاَ يُمكِن أنْ تدخُلِى تتناولِى إِلاّ لمّا تُعبُرِى على هذا الحِجاب لأنّهُمْ حنِّنوا قلب ربِنا علينا ، وَهُمْ سبب المُصالحة بين ما هُو سماوِى وَما هُو بشرِى ، رغم أنّهُمْ مِنَ نَفْسَ طبيعِتنا ، فالمرسوم على الحِجاب ليس فقط ملائِكة وَلكِن قديسين ، السِت العدرا ، مارِجرجِس ، يوحنا المعمدان ، وَكأنّ مارِجرجِس يقول لنا أنا كُنت مِثلكُمْ وَكُنت شاب ، وَكان عِندِى شهوة وَلكِن أنا غلبت الشهوة ، وَكأنّ مارِجرجِس يقول أنا مجِدّت إِلهِى إِعلان أنّ الكنيسة إِشارة لأورُشليم ، فنتطلّع إِلَى القديسين وَنأخُذ منهُمْ بركة وَشفاعة وَهُمْ بيرشِدونا ، هُمْ الّذين يسنِدونا وَيُعطوا لنا العلامة كيف نبلُغ إِلَى الميناء وَلابُد أنْ يعلوهُم صليب ربِنا يسوع لأنّ بالصليب لابُد أنْ ندخُل لِقُدس الأقداس ، فالصليب شرط وَالقديسين تحت لأنّهُمْ حاملِى الصليب ، لِذلِك القديسين تحت وَالصليب فوق ، وَكُلَّ هؤلاء الرُسُل هُمْ حامِلِى الصليب وَ لابِسِى الصليب ، وَكما أنّهُمْ حملوا الصليب ، إِحمِلوا أنتُمْ الصليب ، وَأنتُمْ أيضاً بشر وَلكُمْ نَفْسَ دعوتهُمْ ، وَلابُد أنْ تأخُذوا نَفْسَ بركتهُمْ 0
3- المعموديّة فِى الكنيسة:-
لابُد أنْ يكون لها مكان مُحدِّد ، وَالمفروض حسب إِتجاه الكنيسة تكون فِى جنوب غربِى ، وَلكِنْ بحسب الإِتجاهات الأصليّة تكون فِى شمال غرب وَلكِنْ لِماذا ؟ لأنّهُ لاَ يُمكِنْ أنْ أدخُل الكنيسة إِلاّ لمّا أتعمِّد الأول ، فنحنُ تعمّدنا وَ لابُد أنْ ننظُر للمعموديّة لِكى تتذكّرِى أنّكِ خرجتِى مِنَ هذا المكان ، وَدعوتِى دعوة للقداسة وَأنْ تكونِى إِبنة للنّور فالغرب رمز للظُلمة ، فأنا كأنِّى أتيت مِنَ الظُلمة للنّور ، فحتّى المكان لهُ معنى ؟ نعم طبعاً ، وَكأنّ الكنيسة تُريد أنْ تستقطِبنا للشرق ، بتشِدِنا ناحية المذبح ، يوجد مغناطيس وَلكِنْ لابُد أنْ أمُر الأول على المعموديّة ، وَلِكى نستنير لابُد أنْ نرفُض الظُلمة ، لاَ نقدِر أنْ ندخُل صِفوف المؤمنين إِلاّ وَأنْ نتعمّد الأول ، وَلِذلِك لاَ يحِق أنْ ندخُل لِباقِى الصفوف إِلاّ وَأنْ نتعمّد الأول المعموديّة هى باب كُلَّ الأسرار ، التناوُل مبنِى على المعموديّة ، الطِفل لابُد وَأنْ يتعمّد الأول لِكى يتناول ، وَلِذلِك الزواج مِنَ شخص كاثولِيكِى لابُد أول شىء هُو المعموديّة ، لأنّها هى باب الأسرار ، فَلاَ يحِق لهُ أنْ يتناول أوْ يُكللّ إِلاّ وَأنْ يتعمّد ، فالمعموديّة مبنِى عليها باقِى الأسرار وَهى باب الأسرار ، فحتّى المكان لهُ إِشارة وَمدلول وَلابُد أنّ المُعمّد يُحدِث أمرين هامين جِداً ، الأول لابُد أنْ يخلع ملابِسه ، وَبعد ذلِك يلبِس ملابِس جديدة ، فَلاَبُد أنْ تحدُث عمليِة خلع وَلِبس ، لابُد أنْ نطرح الثوب القديم وَنلبِس الجديد ، كما خلع آدم أوراق التين وَالله كساه بِذبيحة مِنَ عِنده وَأيضاً المُعمّد عِندما يقوم بالخلع وَاللبس فهو إِشارة لخلع الفناء وَالموت ، تأمّلوا فهى وَإِنْ كانت أُمور بسيطة إِلاّ أنّكِ لو فهمتِى معناها ستفرحِى جِداً ، فهو يلبِس جديد لأنّهُ أخذ تجديد فِى الداخِل ، أخذ جِدّة فِى الحياة ، لابُد أنْ يخلع الإِنسان العتيق فَلاَبُد أنْ يتعرّى لأنّ المسيح عِندما تعرّى جرّد الشياطين وَالرياسات وَالسلاطين ، فالمُعمّد إِشارة أنّهُ جرّد سُلطان العدو لأنّهُ يكون قَدْ تمّ طقس جحد الشيطان ، فبعد أنْ يتِم خلع الملابِس مُباشرةً – وَحتّى الشخص الكبير – عِندما يخرُج يلبِس تونية ، فَلاَبُد أنّهُ سيخلع سيخلع فالعُرى لهُ إِشارة ، لأنّ ربّ المجد يسوع عِندما تعرّى جرّد الرياسات[ وَجرّد الرياسات وَصعد إِلَى الصليب عُرياناً لِيكسوه بِثوب برِّهِ ] ، وَهُنا تفهمِى كلِمة مُعلّمِنا بولس الرسول الجبّارة [ أنتُمْ الّذين قَدْ إِعتمدتُم للمسيح قَدْ لبِستُمْ المسيح ] ، صار هُو لبسِنا وَعِندما خلعت القديم لاَ ألبِسهُ هُو وَلكِنْ ألبِس واحِد آخر 0
4- الإِتجاه للشرق:-
فلِماذا نُصلّى مُتجهين للشرق ؟ وَذلِك لهُ عِدّة إِشارات :-
فالشمس بِتطلع مِنَ الشرق ، كذلِك نحنُ نتجِه نحو النور وَالظُلمة وراءنا ، فنحنُ نرفُض الظُلمة وَمُتجهين نحو النّور 0
أيُّها النِجم ، نِجم المشرِق ، فأنا عينِى على النِجم 0
مكان الفردوس القديم كان فِى الشرق 0
ربّ المجد يسوع عِندما صُلِب ، صُلِب فِى الشرق 0
فِى سِفر زكريا يقول أنّهُ شمس البِر الّذى الشِفاء فِى أجنِحتها ، فنحنُ إِشتياقنا لربّ المجد يسوع ، وَتطّلُعنا للفردوس المفقود 0
عينيكِ على النِجم لِكى يُرشِدك على الشرق ، أنتِ بِتترّقبِى الوطن الجديد ، المسكن الجديد ، أنتِ بِتنظُرِى نحو المصلوب الّذى صُلِب ناحية الشرق ، هُو شرقُنا الحقيقِى ، فمِنَ خِلال الإِتجاه أُريد أنْ أوصلّ لكِ معانِى مُعيّنة لِكى تكونِى فاهمة كُلَّ هذا وَأنتِ واقفة فِى الكنيسة ، تأمّلِى الرمز فِى الكنيسة 0
5- الألوان وَالمواد فِى الكنيسة:-
توجد أربعة ألوان لاَ يتغيّروا :0
الأبيض الأسمانجونِى هُو الأزرق السماوِى
الأحمروَهُو درجتين :0
أحمر فاتِح وَهُو لون زاهِى وَهُو الأُرجوانِى وَهُو لون المُلوك 0
الأحمر الغامِق وَهُو القُرمُز وَهُو اللون القانِى 0
الأسود
فتجِدِى هذِهِ الألوان هى التّى نستخدِمها فِى الكنيسة ، فملابِس الشمّاس فيها أحمر ، وَتونية أبونا بيضاء ، وَالكنيسة لونها سماوِى ، وَالمذبح أبيض ، وَكُلَّ هذِهِ الألوان هى فِى سِفر الرؤيا ، وَتجِدِى أنّ كُلَّ لون لهُ إِشارة 0
فالأبيض هُو النقاوة و الأحمر الأُرجوانِى هُو مُلك المسيح والأحمر القانِى وَهُو دم المسيح والأسمانجونِى وَهُو السماء وَاللانهائيّة وَالإِتساع ، الأسود وَهُو الحُزن فَلاَ يأتِى لنا أحد يقول أنا عِندِى لون أحمر كنارِى أوْ بنفسجِى ، فنقول لهُ لاَ يصِح أنْ تعمل لنا هذِهِ الألوان ، فَلاَ نجِد السِتر لونه بُرتُقالِى ، فهى ليست بالهوى ، فكُلَّ أمر نراه فيهِ رمز 0
6- المواد:-
فتجِدِى المواد المُستخدمة فِى الكنيسة هى :-
الذهب الفِضّة الخشب الحِجارة
فحتّى مواد البُناء مذكورة فِى سِفر الرؤيا :0
الذهب رمز للمُلك الفِضّة رمزالنقاوة ، وَالفِضّة هى كلِمة الله المُصفّاه الخشب رمز القوّة وَعدم الفساد الحِجارة رمزالصلابة فنجِد كُلَّ شىء لهُ إِشارة ، حتّى المواد نحنُ مُقيّدين بِمواد مُعيّنة 0
7- الأعمِدة:-
لابُد أنْ تكون مصنوعة مِنَ مواد صلبة لأنّها الإِيمان ، وَالعمود إِشارة للرسول ، وَلهُ تاج وَهُو تاج الرسول ، وَالقاعِدة هى الأنبياء ، وَذلِك لأنّ الرُسُل هُمْ إِمتداد للأنبياء ، وَالمسيح هُو حجر الزاوية فالألوان وَالمواد لها معانِى مُعيّنة ، وَحتّى موضِع المعموديّة فِى الكنيسة وَأبواب الكنيسة لها إِشارات
8- أبواب الكنيسة:-
فالمفروض أنّ أبواب الكنيسة يكونوا ثلاث أبواب وَ لاَ يزيدوا ، باب فِى الشمال وَفِى الجنوب وَفِى الغرب ، فثلاثة أبواب إِشارة للّثالوث القُدّوس ، وَكُلَّ باب إِشارة إِلَى أُقنوم ، وَيدخّلوا إِلَى نَفْسَ الكنيسة لأنّهُمْ واحِد ، وَلكِن هذا الباب لهُ إِسم باب كذا وَلهُ شكل وَلهُ صِفة مُعيّنة ، فمِنَ خِلال أبواب الكنيسة بِنفهمْ فِكر روحِى وَعقيِدِى فإِنْ كان ربِنا سمح إِنْ خيمة الإِجتماع لها باب واحِد ، وَلكِنْ الآن سمح أنْ تكون الكنائِس فِى كُلَّ مكان ، وَلَمْ تكُنْ كنيسة واحِدة بل كنائِس كثيرة ، وَكُلَّ كنيسة لها ثلاثة أبواب ، وَهى إِشارة إِلَى مسرِّة الله بِقُدُوم شعبه وَإِشتياقه أنْ تأتوا إِليه ، وَأصبح لنا فِى كُلَّ مكان أكثر مِنَ كنيسة ، وَلها ثلاث أبواب ، وَكأنّهُ يقول : أنا فاتِح أبوابِى لِكُلَّ أحد ، وَفاتِح حُضنِى فِى كُلَّ مكان ، وَأقول تعالى ، فإِرتياح الله أنْ يأتِى الكُلَّ إِليه
9- أخيراً الشورية:-
فنجِد أنّ كُلَّ شىء فِى الشورية لهُ رمز وَ لهُ إِشارة ، فالشورية إِشارة لبطن العذراء ، سلاسِل الشورية فهى ثلاث سلاسِل رمز لِثلاث أقانيم ، الُخطّاف إِشارة لله الآب ، القُبّة فِى الخُطّاف الموجود أسفل هى السماء ، الفحم هُو الناسوت ، النّار هُو اللاهوت ، البُخور هُو الصلوات ، فكُلَّ شىء لهُ معنى ، فالشورية حدّثتنِى عَنِ السِت العدرا ، وعَنِ الثلاث أقانيم ، وَ عَنِ الصلاة ، وَكلّمتنِى عَنِ السماء ، كُلَّ هذا مِنَ خِلال الشورية ما مِنَ شىء فِى الكنيسة إِلاّ وَ لهُ معنى ، فإِنْ عرفتِى المعنى لتحوّلت الكنيسة إِلَى حُب ، وَشرِكة ، وَ قداسة فلو فهمتِى أعماق أعماق الكنيسة لكانت الكنيسة حياة سماويّة ، وَنعيش فيها بِتقوى وَورع أكثر ، وَلِذلِك سأكلّمكُمْ مخصوص عَنِ قُدسيّة الكنيسة ، وَكُلَّ الّذى ذكرناه هُو أساسى جِداً فِى معرِفة القُدّاس ربِنا يكشِف عَنِ أعيُننا فِى الكنيسة لِكى نستفاد مِنها بإِستمرار لمجد إِسمه القُدّوس ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .

عدد الزيارات 7194

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل