الله محب البشر الصالح

بالطبع نحن سعداء برؤيتكم لأن هناك أشخاص من بينكم لم نراها منذ فترة طويلة وبالتأكيد أنه كانت لديهم مراجعة، فإن هذه الفترة وهي فترة ما قبل الامتحانات يكون الشخص فيها مرتبك، مشتت، غير متذكر، متشكك وبداخله أفكار كثيرة قد تكون أكثر من أفكار المذاكرة نفسها، مثلاً كم عدد الدرجات التي أحصل عليها؟، بماذا سوف ألتحق؟، هل سيقف الله معي أم أنه مثلما أنا كثيراً ما لا أكون معه فهو أيضا لا يكون معي؟!، أفكار كثيرة مشوشة، الشخص مننا يظل يحسبها بعقله، هل الله سيجد الفرصة التي يقول لي فيها أنا أريد أن آخذ حقي منك!، أحيانا هناك أشخاص تظن أن الله يفعل هكذا، ويظل مذبذب ثم تأتي إليه لحظة يقول فيها أنا لا أتذكر أي كلمة في الكمياء، ولا كلمة في الفيزياء، ... إلخ، لا يوجد شيء أبدا، أريد أن أقول لك أن كل هذا كلام طبيعي، إذن ماذا نفعل؟
أولا أريدك أن تنتبه أن الله لا يمكن أبدا يأتي لشخص يقول له هيا بنا لأنهي معك حسابات، هذا الكلام بيننا وبين بعضنا نحن البشر، لكن الله اسمه محب البشر الصالح، أتعرف ما معني كلمة صالح؟ الصلاح يقصد به أنه لا يتعامل مع من أمامه بالمثل، بمعنى أن الله يشرق شمسه لكل البشر حتى الذين يقولوا أنه غير موجود، وكل الشعوب سواء التي تعبد النار، البقرة، وكل هذه الأشياء الغريبة التي تندهش لها جدا، الله يعطي لهم خير، يطعمهم، يسقيهم، يشرق لهم الشمس، ويعطيهم كل شيء، يعطيهم الصحة وكل نعمة، الله ليس من النوع المنتقم، الله ليس من النوع الذي يقول للبشر أنا أفعل معكم ....، ....،.... إلخ، الله ليس كذلك، الله يحبنا وإن كان من الممكن أن يجربنا لكن تجاربه لا تحتاج إلى امتحان أو درجات، لا ليست هذه أبدا، بدليل أنك من الممكن أن تجد الطالب الأول أو الثاني على الجمهورية غير مسيحي، نقول يارب أأنت تترك أولادك هكذا؟!، يقول لك لا معذرة هذا موضوع آخر، ليس موضوع تصفية الحسابات، لابد أن تثق في الله أنه يحبك، إذا سمحت لابد أن تثق في الله أنه يحبك، ولابد أن تثق في شيء آخر أن الله صانع الخيرات، ولابد أن تثق في شيء ثالث وهو أن الله ضابط الكل، مدبر كل شيء، لابد أن تثق أن الله يحبك، الله يدبر لك أمورك أكبر من حدود عقلك الضيقة، لكن ما موضوع الامتحانات؟! هذا موضوع أن تذاكر فيه وتحصل معلومات وأشياء تفييدك، فلابد أن تذاكر جيدا وتفعل كل ما هو عليك بكل أمانة وكل إخلاص وتفعل كل ما عليك واترك المتبقي علي الله بكل ارتياح، الله يريد أن يقول لك اجتهد وافعل كل ما عليك، وهناك كلمة الآباء يعلموها لنا ويقول لك "الله يطلب منك أن تفعل ما تستطيع ليفعل هو معك ما لا أنت تستطيع"، كل ما تستطيع أن تفعله فأفعله، والذي لا تقدر عليه أتركه على الله، لكن هناك عدد من الأسئلة بداخلي تضايقني، أنا لم أكن أمين جداً في المذاكرة في الفترة الماضية، لقد لهوت كثيراً، قمت بالتقصير، شخص آخر يقول لك أنا أفكر في التأجيل، أفكر أني أقسم المواد الدراسية، أقول له لا بل أنهي، هناك طالب آخر يقول لك أنه كان يعتقد أنه لن يوجد امتحانات بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا فكان لا يبالي، فيفاجئ أنه هناك امتحانات يقول لك انتبه! أي أفكار تقصير جاءت لك قبل ذلك الحل لها هو الآن، أي تقصير أنت كنت فيه في الفترة الماضية الحل الآن، إذا كان متبقي على الامتحانات من الآن أسبوعين أو ثلاثة فقل يارب قويني في هذه الفترة فالله يعمل فيها ما لا أنت تتصوره، الله يبارك في القليل، الله يبارك جداً في القليل، أن تكون أمين كل يوم تجد الله أعطاك كثيراً جداً، لكن أنت اتعب وأفعل ما عليك بأقصى طاقة لديك، لا تقصر أبدا، عندما جاء التلاميذ إليه يقولون نريد أن نشبع الجموع قال لهم أعطوهم ليأكلوا، قالوا له ليس لدينا، وقالوا له هناك كمية قليلة جداً نخجل منها ولا نعرف كيف نقولها لك وهي أن هناك فقط خمسة أرغفة وسمكتين، هل يصلحوا؟!، هل يصلحوا خمس خبزات وسمكتين على خمسة آلاف فرد ماعدا النساء والأطفال؟!، أم هذه كمية من المفترض أن لا نحتسبهم ولا نتحدث عليهم لأنهم طعام طفل صغير والدته أعطته له، كمية بسيطة جداً، قالوا له ليس لنا إلا خمسة أرغفة، قال لهم أحضروهم لي، أنا أريدهم لكي أشبع بهم الجموع، ما هم الخمس خبزات وسمكتين؟ هم ما لديك، هذا كل ما لديك، كل الذي تملكه، هو قليل جداً ويشعرك بالخجل لكن أعطيهم له في يده، إذا سمحت كل قدرتك الذهنية والجسدية وكل تركيزك هذه الفترة لا تقصر فيها أبدا لأنه لا يصح، لا يصح أن يكون معي خمس خبزات وسمكتين وأعطي له خبزتين وسمكة مثلاً، وأقول له خذ هؤلاء تصرف بهم فأنت تعرف أن تفعل كل شيء، يقول لي لا، أنا أريد كل ما معك، ما هو أقصي تركيزك، أقصى وقتك، أقصي سهر يمكن أن تسهره، أقصى شخص يستيقظ مبكراً، اجتهد بالورقة والقلم التي تذاكر بها، ما هو التركيز الذي تذاكر به، أفعل أقصى مجهود لديك والباقي علي الله، أريد أن أقول لك صدقني أن هذه الفترة يمكن أن تكون من أجمل فترات حياتك التي تلتصق بها بالله، التي أنت تشعر فيها بمليء ضعفك، التي تشعر فيها أنك في احتياج شديد لله، انتبه لأني بمجرد أن أشعر أني أفضل، وأشعر أني أستطيع، سأشعر أن الله غير مهم بالنسبة لي، لكن حينما أشعر أني لست الأفضل ولا استطيع، وقتها من سيكون المهم بالنسبة لي؟ أنت يارب، فكثيراً ما اعتمدت علي نفسي، كثيراً ما كنت أرى نفسي أني أفضل ومتفوق وأعرف، أقول لك لا أنا الآن علمت يارب أني لا شيء، أكثر الأشخاص الذين يستطيعوا تجدهم يقولون علي أنفسهم أنهم لا شيء هم أنتم، لا أعرف، لا أستطيع، يارب قويني، يارب أنا ضعيف .
لذلك أستطيع أن أقول لك أن هذه الفترة جميلة في أنك تختبر عمل الله معك، وجود الله في حياتك، وتكون فترة جميلة ولذيذة ومفرحة، ليست فترة نكد أو حزن أو شخص يكتئب ويغلق الكتاب ويقول لك لن أدخل الامتحان والذي يقول لك سوف أدخل بعض المواد، لا أنت أفعل ما عليك واترك الباقي علي الله، كم تحصل من الدرجات؟ الله يدبر لك الخير، انتبه ليس شرط أن يكون كل الناس أطباء، ليس شرط، ليس شرط أن تكون كل الناس في شيء واحد لا، فالله من جماله علينا خلق فينا تنوع، جعل مهندس، مدرس، محامي، صيدلي، محاسب، طبيب، لأنه إذا محونا من البلد أي فئة سوف تشعر أن المجتمع به خلل، أي فئة حتي إذا كانت الممرض ستصبح هناك مشكلة إذا مستشفى كبيرة ولا يوجد بها محاسب فهذه مشكلة كيف تحاسب المرضى؟ كم تأخذ منهم؟، وإذا كان ليس هناك أحد يشتري هذه الطلبات كلها كانت مشكلة، كل واحد الله أعطاه مكان لابد أن يكون أمين فيه، هذا هو المطلوب، فإن الشخص المميز في الكلية العادية أفضل من الشخص العادي في الكلية المميزة، أو يمكن أن نقول عليها إذا شخص في كلية متقدمة جداً لكن لم ينجح ويظل يفشل، حتى هو أمام نفسه صورته تظل تهتز، أذن نحن مطلوب منا أن نكون أمناء جداً، نردد دائما الآية التي تقول "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، لذلك آخر نقطة أريد أن أقولها لكم أريد أن أنصحكم طوال وقت المذاكرة بأن تفعلوا أربع أمور:
١- أرشموا على نفسكم علامة الصليب كثيراً، يأتي إليك خوف، قلق، اضطراب، عدم مذاكرة، غير ملم، لا تفهم، ارشم علي نفسك علامة الصليب بهدوء أو يمكن بأحد أصبعك ترشم على ذهنك علامة صليب فيكون هذا سند ومعونة لك .
٢- ردد اسم يسوع بمعنى قل يارب يسوع المسيح أعني، يارب يسوع المسيح قويني، قل يارب يسوع المسيح وضع الكلمة التي تريدها، يارب يسوع المسيح بارك في الوقت، يارب يسوع المسيح فهمني، يارب يسوع المسيح دبر حياتي بحسب إرادتك، يارب يسوع المسيح اسندني، يارب يسوع المسيح ....إلخ، الذي يرشم صليب ويقول كلمة يارب يسوع المسيح يمتلئ من ينبوع نهر سلام فيض .. فيض .. فيض .
٣- ردد آية، آية صغيرة مثلاً "أنا هو لا تخافوا"، أو "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، تقل آية، آية صغيرة هكذا، "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف"، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني، قل آية، عندما تقل أية تجد نفسك تشددت يقول لك لا تخف تشدد وتشجع، يقول لك أنا دعوتك باسمك أنت لي، يا رب ما هذا؟ هذه شحنة طاقة جميلة جداً، يمكن أيضاً أن تكتب مجموعة آيات أمامك مثلاً طوبي لجميع المتكلين عليك، الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يعاقب، الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني ، طوبي لجميع المتكلين عليه، عندما تقول آية تأخذ طاقة كبيرة جداً ووعود من ربنا جميلة .
٤- تتشفع بقديس أو بقديسة، حينما تذاكر وتشعر باضطراب قل يا أمي يا عذراء، يا مار جرجس، يا أبو سيفين، يا مار مينا، يا بابا كيرلس، يا ست دميانة، يا ملاك ميخائيل، تنادي علي قديس أو قديسة، يا أنبا أنطونيوس، يا أنبا موسي، يا أنبا بيشوي، فهي لم تعد فكرة مذاكرة وكفى لكن أصبحنا مثل الصلاة التي نصليها "لكي نكون بمعسكرهم محفوظين"، أنت لن تجلس بمفردك، واشعر بالسعادة جداً عند ذهابي لزيارة شباب أو شابات أجد كثيراً منهم يضعون صور قديسين حولهم أكثر من خمسين صورة ليطمئن بهم .
ثق أنك في يد الله، ثق أن الله يحبك، ثق أن الله ضابط الكل، ثق أن الله صالح لا يأتي الآن ويقول لك أنا أتركك لا الله لا يترك أحد إلا الذين يتركوه، والله لم يتركه لا بل أنا عندما تركته أشعر أني أنا تركته، وأشعر أن الله ليس معي، لكن أنا الذي تركته ليس هو، نحن إذا كانت الشمس مشرقة الآن وقمنا بغلق الشباك ووضعنا علي أنفسنا غطاء للتدفئة في البيت ستشعر أن البيت مظلم جداً، رغم أن الشمس مشرقة لكن أنا الذي منعتها ليست هي التي تمنع نفسها عنا، أحياناً نشعر مع الله أنه غير موجود لكن هذا غير صحيح، لذلك أحد القديسين يقول له يارب "إن تركتك فلا تتركني"، أذن هذه الفترة فترة جميلة، ترى فيها إلى أي قدر الله معك، إلى أي درجة الله صالح، هذه الفترة تكتشف فيها ضعفك، وعندما تكتشف فيها ضعفك تحتاج جداً لله، تمسك بالله جداً، تمسك في وعوده، تمسك في صلاحه، تمسك بضابط الكل، افعل كل ما هو عليك، أبذل أقصي طاقة لديك، قدم له الخمس خبزات وسمكتين الذين معك، وأنت تذاكر ترشم صليب، تردد اسم يسوع، تردد آية، تتشفع بقديس أو قديسة، بماذا ألتحق؟ الذي يريده الله، أنا يارب أريد ....،....،.... لكن لتكن مشيئتك، المهم أن أكون معك، المهم أكون أمين، المهم أمجد أسمك، في أي مكان أمجد اسمك.ربنا يبارك فيكم، يحافظ عليكم، نحن نصلي لأجلكم، ونتذكركم لن ننساكم أبدا، وكل الناس تصلي لكم .ربنا يملئكم بالسلام، يعطيكم روح اجتهاد، روح أمانة، روح تدقيق، ونفرح بكم ونفرح بنتائجكم، لكي تكونوا صورة جميلة لربنا يسوع المسيح في كل مكان . لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .