يدعو خرافه الخاصة باسماء

Large image

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعلمنا الكنيسة يا أحبائي في تذكارات آبائنا البطاركة أن تقرأ لنا فصل يتكرر علينا كثيراً وهو انجيل الراعي الصالح فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (10)،وسوف نتناول نقطة واحدة فقط صغيرة وهي عندما يقول يدعو خرافه الخاصة بأسماء، أي أن الراعي يعرف قطيعه رغم أننا نشاهد أن هذا القطيع كبير جداً ومزدحم جداً وأشكالهم جميعاً تشبه بعضهم البعض، لكن هو كراعي يعرفهم كل واحد بتفاصيله، ويعطي لهم أسماء، فينادي على كل خروف باسمه وهكذا يعطيهم أسماء، وبالطبع الخراف تميز جداً صوت الراعي، أي أنهم وهم يسيرون ويكون عددهم كثيرين وواحدة منهم ذهبت يسار قليلاً فينادي عليها أو يرفع صوته عليها فتأتي على الفور ناحيته، نفس الأمر يحدث حينما يريد الله أن يطمئنا عليه، يريد أن يقول أن عيني عليكم جميعاً، وأعرفكم، وأعرف كل واحد فيكم باسمه، وشكله، وظروفه، وبيته، وعائلته، ومشاكله وكل شيء.أحياناً كثيرة يا أحبائي نفقد اليقين في هذه النقطة، هل الله يشعر بي؟!،هل الله يعرفني أنا تحديداً؟!،هل أنا في وسط هذه الدنيا كلها معروف عند الله باسمي؟!،هل من المعقول أن الله يعرف ظروفي؟!،أحياناً لا نصدق كل ذلك، أقول لك اذن تعالي أنظر إلى نفسك هكذا من منا يشبه الآخر بالضبط؟! فالأخوات التوأم لا يشبهوا بعض بالضبط، لكن ليس فقط من يشبه الآخرفي كل الشعب الذي في الكرة الأرضية الذي يقرب على ثمانية مليار نسمة هل يوجد بينهم شخص يشبه الآخر؟!،هل أنت يارب خلقت كل إنسان وظللت تفعل له ملامح خاصة قال لك نعم كل إنسان، كل فرد أنا أعرفه باسمه، واعرفه بظروفه،واعرف اهتماماته، يدعو خرافه الخاصة بأسماء أحبائي هذه النقطة عندما يعرفها الشخص منا فإنه يطمئن جداً، أي أنك يارب تعرفني، تعرف اسمي، تعرف ظروفي، تعرف حالتي، يقول لك بالطبع فأنا الذي فعلت لك لون بشرتك، أنا الذي فعلت لك لون عينيك، أنا أعطيتك مواهب، أنت قلبك من الداخل به أشياء أنت لا تعرفها لكن أنا أعرفها، أنت الرئتين من داخلك بهما أشياء لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنت الكليتين من داخلك بهما أشياء أنت لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنا أعلم، أنا أعلم عنك ما لا تعلمه أنت، في سفر أشعياء يقول "أنا دعوتك باسمك أنت لي" ذات مرة سيدة تقول لي من أكثر الألقاب التي أحبها وعندما أقوله اطمئن جداً هو "أنت ضابط الكل"، عندما أقول كلمة ضابط الكل يحدث لي اطمئنان، في بعض الأحيان الإنسان يأتي له فكر أن الدنيا تسير صدفة، تسير كما تسير، لا أبدا فالشمس تشرق في أوقات بالثواني، تشرق، تشرق مقاسة بدقة شديدة جداً، أحياناً يا أحبائي عدو الخير يود أن يطمس من أعيننا هذه الحقيقة لكن عندما يعرفها الإنسان تجد الصلة بينه وبين الله تتوطد جداً، وتقوى جداً، وتكبر جداً، أنت أبي قال لك نعم أنا أرعاك هنا في زمن الحياة، أرعاك وأرسلك إلى مراعي خضر، المراعي الخضر هي الكنيسة، مياه الراحة هي ينابيع الروح القدس، إلى أن أطمئن عليك لكي أرسلك لتبيت في الحظيرة، ما هي الحظيرة؟ الحياة الأبدية، بمعنى أنه الآن يرعانا إلى أن يطمئن علينا أننا دخلنا الحظيرة، يريد أن يعود بنا مرة أخرى للحياة الأبدية، نحن وجودنا في السماء وسوف نذهب أو نرحل إلى السماء مروراً بالأرض، إذن من يرعانا في فترة الأرض؟ هو، كثيراً يا أحبائي أشخاص تشكك في هذا الكلام، في العهد القديم في سفر صفنيا يقول لك كلمة صعبة جدًا يقول أنه يوجد أناس تقول "أن الرب لا يحسن ولا يسيء" بمعنى أنه - عذراً في التعبير- كقلته لا يفعل شيئاً، لا يحسن ولا يسيء! لا فأنت لا تعلم من هو، لا فهو ضابط الكل، وهو كان يثبت لهم في العهد القديم أنه هو الذي يحرك التاريخ يوم أن يريد يسبي الشعب كان هو الذي يجعل الملك الوثني الأممي نبوخذنصر يتحدث في قلبه يجعله يسبيهم، وعندما يريد أن يرجعهم يتحدث في قلب ملك وثني اسمه كورش ملك فارس لكي يرجعهم، يريد أن يقول لهم أنا صانع التاريخ وإن كان من حيث الشكل يتواجد ناس لكن أنا الذي أحركهم ما أجمل يا أحبائي أن يكون لدينا يقين أن الله يعرفني، وعارف ظروفي، وعارف أموري، واتحدث مع ضابط الكل الذي يعرفني ويعرف حدودي ويعرف مشاكلي ويعرف نفسيتي ويعرف همومي ويعرف أحزاني، يعرف، لكن لابد أن أكون منتبه أنه مهتم جداً بخلاصي، مهتم جداً جداً أن أذهب للسماء، وأمور الحياة ليست بنفس القدر من الاهتمام لديه لأن الذي يشغله بالأكثر الأبدية، يشغله بالأكثر أنني أذهب للسماء،حتي إذا كان عن طريق ضيق الحياة،أنا بالطبع غير مقتنع بهذا الكلام أنا أريد الحياة الجميلة والسهلة والواسعة، يقول لك نعم أنا سوف أرعاك في الحياة لكن أهم شيء لدي أن أرسلك للحظيرة، أهم شيء لدي أن أرجعك للأبدية، هذا قصد الله يا أحبائي من حياتنا.ما أجمل أن الشخص يكون متأكد أن حياته هذه كلها في يد الله، وهو ضابط الكل وهو الذي عيناه تراقب كل شيء وفاحص القلوب والكلى وفاحص الأعماق، الكلى هي من أكثر الأعضاء العميقة في جسم الإنسان، مختبئة لأنها حساسة جداً، الله خبأها يقول لك هو فاحص الكلى، قل له أنت تعرف قلبي وتفحص كليتاي، الكلى العميقة جداً الذي خبأها الله في الداخل جداً هو يعرفها ويعرف كل ما فيها، ما هذا؟!، نريد أن نتأكد أن الله راعي نفوسنا، نريد أن نشكر الله علي محبته ورعايته لنا، نريد أن نشعر أنه يهتم بنا ويعتني بنا، نريد أن نقول له أنا متأكد أنك شاعر بي وتعرفني وأنا أقول لك أنا أطلب ملكوتك وأنا أريدك تعطني توبة، وأريدك تعطني رحمة،أريدك أن تجعلني في قطيعك أكون طائع لك،وأكون واثق فيك وواثق في محبتك، كثيراً ما تأتي علينا ظروف كثيرة في هذه الحياة تشككنا في هذه الأمور، كثيراً ما تتضايق الناس وتتألم من أمور كثيرة ويظلوا يقولوا لماذا تركنا الله؟، لماذا؟،هل هو موجود،هل هو يعرف، هل هو يشعر بي، إذن لماذا يحدث لي كل ذلك؟!لأن في الحقيقة يا أحبائي هو يعتني بنا جداً خصوصًا لأجل خلاص نفوسنا، من الممكن أن نكون مهتمين بالأكثر بالزمنيات لكن هو في الحقيقة يهتم بالأكثر بالأبديات، ما يعنيه جداً، ما يعنيه جداً مستقبلنا الأبدي، مثلما بالضبط عندما يكون هناك طفل مهتم جداً أن يلعب وأبيه مهتم جداً أنه يذاكر فأن أبيه يرى ما هو ألاهم أما الطفل فإنه يرى الآن فقط، نحن كذلك مع الله بالضبط، نحن نرى الآن لكن هو يرى ألاهم، عندما يتأكد الإنسان أن الله يرعى نفسه وضابط أمور حياته فيقول في كل أمور حياته أشكرك يارب، أشكرك على تدبيرك، أشكرك على افعالك التي أراها والتي لم أراها يحكى عن أبونا بيشوي كامل الله ينيح نفسه أنه كان مريض سرطان وأنتم تعلمون أن مرض السرطان مؤلم جداً وأدويته وعلاجه يسقط الشعرفكان شعر لحيته يسقط فكانت تاسوني أنچيل زوجته تتأثر عليه نفسياً وتبكي كثيراً عندما تجد شعره يسقط، وإذا كان يجلس ووجدت عدة شعور على ملابسه،فذات مرة وجدها تبكي فوضع يده على رأسه فسقط في يده كمية من الشعر فقال لها أريد منك أن تعرفي لي عدد هؤلاء يا أنجيل، فبالطبع هي تريد أن تقول له ما هذا الذي تقوله؟!، لكن كل الذي يهمه أنه شغلها وقال لها أتعرفي هذا الشعر لا يوجد فيهم شعرة واحدة سقطت إلا بأذن، أخذت أذن،تأمل عندما يكون الإنسان لديه هذا اليقين رغم أنه في شدة وضيق، فهو قال لك "شعور رؤوسكم محصاة"، هو يعلم، يدعو خرافه الخاصة بأسماء.ربنا يثبت داخلنا يقين أننا معروفين لديه، وأننا محبوبين لديه، وأننا مهمين لديه، وأنه يرعانا في الزمن لكي ما يطمئن علينا في الأبدية ويدخلنا إلى الحظيرة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

عدد الزيارات 906

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل