انت هو المسيح ابن الله الحي

Large image

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين
اليوم أحبائي تذكر الكنيسة مجمع نيقية الذي اجتمع فيه 318 أسقف في عام ٣٢٥م لمقاومة بدعه آريوس.
إذ أن ما قاله آريوس يمكن ان نسمعه الي الآن لأنه في الحقيقة أمر يمس العقل والإدراك حيث قال إن المسيح ليس هو الله ، وإن الآب أكبر من الابن ، وإن المسيح ليس مساوي للآب في الجوهر بل ان المسيح اقل من الآب. لذلك فقد اجتمعت الكنيسة وأقرت بأن المسيح هو الله وإن كنا نقول أن المسيح ابن الله فهذا ليس معناه إنه أقل منه.
من أكثر المشكلات يا أحبائي التي تواجه الحقائق الإلهية تتلخص في أمرين :-
الأمر الأول:- هو إن الإنسان يريد ان يفهم هذا الكلام بعقله.
الأمر الثاني:- هو عجز اللغة.
بالنسبة للأمر الأول: قال لا يستطيع احد ان يقول المسيح رب إلا بالروح القدس فالأمر لا يأتي بالإقناع العقلي ونحن نفسر أمثال تحتاج إيمان بعمل الروح القدس الداخلي. وأن نقول مثلما قال معلمنا بطرس عندما قال لهم السيد المسيح "من يقول الناس إني أنا؟" فأجاب معلمنا بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي.
الأمر الثاني خطير جدا: وهو عجز اللغة، فاللغة يا أحبائي تقوم بالتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه، وتقوم بوصف غير الموصوف. عندما يقال كلمة إبن سرعان ما يفهم منها معنيين ، والإثنين خطأ في الفهم اللاهوتي
المعنى الأول: عندما اقول ابن معناها انه يوجد واحد كبير وواحد صغير هذه اللغة، اللغة قامت بتوصيل هذا المعنى لدينا.
المعنى الثاني: انه يوجد انفصال بمعني ان الآبن عندما يولد من والديه ويخرج من بطن الام فبذلك ينفصل.
اما الآب والآبن غير ذلك فهي ولاده غير منفصلة ولاده متصلة ،الآب والآبن ليس معناه إن هناك أحدهم كبير والآخر صغير، فالآبن موجود منذ الأزل ولكن في ملء الزمان أخذ جسدا ليس معنى ذلك انه عندما أخذ جسد فبدايته كانت أزليه ، لكن هذه هي بدايته بحسب التجسد وأيضا قبل ذلك هو موجود .مثلما أنا الآن اتحدث اليكم فأنا احدثكم بكلام موجود في عقلي لكن انت لا تراه فهو موجود في عقلي منذ زمن طويل لكني أعبر عنه الآن ليس معنى ذلك انه اتولد الآن، فهو اتولد الآن لكي يعبر لك عن شيء لكن هذا الشيء موجود داخلي وعندما تحدثت الآن بهذا الكلام معني ذلك انه خرج من عقلي، لكنه مازال موجود في عقلي ، وفي نفس الوقت أنا تحدثت به الآن فبذلك خرج ... لذلك انت سمعته و رأيته و شعرت به.
+ هكذا يا أحبائي ضعف اللغة يقوم بإعطاء سوء فهم لأمور لاهوتية كثيرة، لذلك يا احبائي اجتمع الآباء لوضع صياغة إن الابن هذا نور من نور إله حق من اله حق مولود من الآب قبل كل الدهور. فانه لم يولد الآن فعندما أراد الله ان يخلصنا هذا الذي من اجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء ، فهو موجود مثلما نصلي ونقول كائن في حضن ابيه منذ الأزل.
+ إيماننا يا احبائي بربنا يسوع المسيح هو أساس لحياتنا كلها، فأنا من أعبد؟ أنا أعبد ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح إبن الله الحي لابد ان تقال هذه الجملة الكبيرة. هو ربي وهو إلهي وهو مخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي هذا إعلان إيماني في المسيح يسوع لذلك ربنا يسوع المسيح سأل هذا السؤال لئلا يكون تلاميذه غير مدركين من هو ولئلا يكون الناس غير مدركين. وفي الحقيقة أن الذي توقعه ربنا يسوع المسيح حدث - لماذا حدث ذلك؟ - لأنه عندما سأل هذا السؤال وجد اجابات عجيبة. اجابوا وقالوا له انت يوحنا المعمدان. لأن يوحنا المعمدان كما تعلمون إن هيرودس قطع راسه فهم متوقعين أن يوحنا المعمدان سيأتي مرة اخري. فقال أأنت يوحنا المعمدان الذي بعدما قطعت رأسه جاء إلينا مرة أخري. ثم شخص آخر قال له انت ايليا. وشخص آخر قال انت ارميا. أنتم بذلك غير مدركين . وشخص آخر قال له أنت أحد الانبياء.
نحن إيماننا بربنا يسوع المسيح أنه هو يسوع المسيح ابن الله الحي. لذلك يا احبائي اذا كانت فكرة إيماننا بربنا يسوع المسيح تزعزت قليلا. فبهذا إيماننا كله تزعزع، وإيماننا عندما يتزعزع معناه إن أساس المنزل تزعزع وهذه مشكلة كبيرة جدا. فمثلا مشكلة اذا سقطت طوبه من جدار المنزل انها مشكلة لكنها ليست بمشكله كبيرة لكن المشكلة الكبيرة موجودة في أساس المنزل الذي غير واضح ألا وهو إيماننا. لذلك قال اليك بهذا نغلب العالم بإيماننا.
بمن نؤمن؟ نؤمن بيسوع المسيح ابن الله الحي الذي هو مساوي للآب في الجوهر، فأن الذي آتي الينا ليس شخص اخر ولا انفصل عن الآب. لكنه آخذ جسدآ لكي يأتي إلينا ويفدينا ويعلمنا، فلكي يعلمنا ينبغي ان يصير إنسان ولكي يفدينا لابد ان يصير إنسان ليصلب فلابد ان يصبح لحم ودم لكي يفدينا فداء كامل ويدفع ثمن خطايانا آخذ شكلنا وآخذ جسدنا وآخذ طبعنا وحمل على نفسه طبيعة بشريتنا الضعيفة. وأخذها في نفسه لكي ينجينا من الموت، ذاك الذي له سلطان الموت وهذا ما حدث.
+ لذلك يا أحبائي قامت الكنيسة بعمل اجتماع مكون من 318 أسقف والعجيب يا أحبائي انهم عندما ارادوا تعداد الأساقفة وجدوا أنهم ٣١٩أسقف فيقومون بقراءة الأسماء المكتوبة يجدوهم ٣١٨ فيسألون من منكم لم يكتب اسمه؟ فيجيبوا كلنا كتبت أسماءنا. فيقوموا بالتعداد مرة اخري الي ان ايقنوا وقالوا 31٩ لكن المكتوبين 318 فمن هذا الحاضر؟! معناه أنه ربنا يسوع المسيح بنفسه حاضر، هو الذي قاد الكنيسة لأنه اذا كانت الكنيسة تنازلت عن هذه الحقيقة، حقيقة ان المسيح هو إبن الله وحقيقة انه مساوي للأب في الجوهر لأصبحنا الآن غير مسيحيين اذا قلنا إن المسيح ليس هو الله نحن بذلك نقضنا لأن معني ذلك انه اصبح بشر وعندما أصبح بشر فمن يفدي؟ يفدي نفسه فبما اننا قبلنا كلمة إنه بشر فقط، ليس إله فهذا يعني إن الخلاص لم يكتمل بمعني إنه اذا فدى فأنه فدى نفسه لأنه بشر لكن هو أخذ شكل البشر هو ليس بشر فهو اله "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لكنه فقط أخذ جسد هو اخذ شكل العبد - فلماذا أخذ شكل العبد ؟ - اخذه من أجل خلاصنا من أجل فدائنا انه أتي في الزمن لكي يقدس الزمن واتي في شكل الجسد لكي يقدس الجسد وعلمنا وصنع معجزات وعجائب لكي يعلن للعالم كله إنه غالب للجسد وغالب للمرض وغالب للشيطان وغالب الموت وغالب للطبيعة.
اذا قمت بالتركيز ودرست معجزات ربنا يسوع المسيح وقمت بتصنيفها ستجد حوالي ستة وثلاثين معجزة تقريبا والستة وثلاثين معجزة يوجد فيها عده انواع : قدرة على مغفرة الخطايا ، قدرة على شفاء الأمراض، قدرة على قيامة الموتى، قدرة على الطبيعة ، قدرة على الجسد، قدرة على المرض ، قدرة على الشيطان ... شيطان وجسد ومرض وطبيعة وموت ، فمن هذا الذي يقوم بكل هذه المعجزات فهو فعل ذلك لكي يعلن لهم إنه ليس مجرد إنسان عادي لذلك الكثير من المعجزات التي فعلها ربنا يسوع المسيح جعلتهم يقولون بالحقيقة هذا ابن الله هذا لا يمكن ان يكون إنسان عادي. جاء الي العالم بطريقة غير طبيعية . لم نري أبدا شخص يأتي الي الدنيا بدون زواج لا يوجد في جميع البشر. جاء للعالم بطريقة غير طبيعية وعاش حياة غير طبيعية و مات بطريقه غير طبيعية و قام قيامه غير طبيعية إنه فريد .لماذا؟ لأنه اله تجسده عجيب حياته عجيبة موته عجيب قيامته اعجب وفي النهاية ختم كل هذا أمام التلاميذ، وامام الدنيا كلها. انه قام من الموت وصعد الي الأب في السماء فمن هذا؟ لذلك يا أحبائي إيماننا بربنا يسوع المسيح لابد ان يكون إيمان قوي بداخلنا.
تؤمن بمن؟ بيسوع المسيح ابن الله الحي المساوي للآب في الجوهر، الذي لم يحسب خلسه أن يكون مساوي لله.
قال معلمنا بولس الرسول في رساله فيلبي لم يحسب خلسه. ما معني لم يحسب خلسه ؟ تعني أنه لم يأخذ شيء لم يمتلكه. لم يقم بسرقة شيء ان يكون مساوي لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان واطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. فما هذا يا احبائي عمل ربنا يسوع المسيح .
+ من الأشياء التي تزعزع الإنسان وتزعزع ايمانه إنه اذا رأي ربنا يسوع المسيح في موقف ضعف فمثلا عندما قال جاع ،عطش ،تألم ، صرخ ، بكي ، اكتئب ، صار عرقه كقطرات دم ...إلخ
فكل هذا الكلام يقول لك انتبه كل هذا الكلام من أجل تدبير الخليقة عندما تجد موقف ربنا يسوع المسيح يظهر فيه بهذا الشكل. قم بكتابه هذه الجملة " هذا من أجلي و نيابة عني". لماذا جاع ؟ لماذا صرخ؟ لماذا صلى؟
تذكر وقل من أجلي و نيابة عني لأنه جاء فقط لكي يقوم بفدائي أنا. ولكي يفديني لا بد ان يأخذ طبعي أنا بكل ضعفاته الذي لم يعرف خطيه صار خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه.
لذلك يا أحبائي اجتمعت الكنيسة ووضعت صياغة للإيمان لكي تثبت في قلوب أولادها من هو المسيح.
+ من الأشياء التي كان ربنا يسوع المسيح يريد أن يثبتها بعد قيامته هذه الحقائق ، لأنه بالفعل يوجد اشخاص أعثرت في الصليب فجاء يمشي بجوار اثنين من تلاميذه (تلميذي عامواس) فسألهم من هو هذا فأجابوا بتعريف لكن ربنا يسوع المسيح كان يريد ان يؤكد على حقيقه لاهوته قالوا تعريف ضعيف جدا، سألهم من هو يسوع؟ قالوا له إنسانا نبيا مقتدرا في القول والفعل أمام الله والناس
وهذا لا يكفي أبدا. ليس هو يسوع لا يكفي أبدا أننا نؤمن ان يسوع هذا إنسان نبيا مقتدرا في القول والفعل عند الله والناس. يوجد اشخاص كثيرة تؤمن بهذا، ان يسوع هذا شخص فريد وكان لديه قدرات خارقة. لا لا هو ليس مجرد ذلك. لا فهو إبن الله الحي، فهو الله مساوي الاب في الجوهر.

ربنا يثبت في قلوبنا أحبائي حقيقة إيماننا به وباستمرار نأكدها وأرجوكم عندما نقف نصلي قانون الإيمان لا نتلوه بدون فهم. لابد ان نقوله ونحن نفهم أن - هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاص نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب - كل كلمه في قانون الايمان أقولها وأنا مدرك لمعانيها.
ربنا يدينا إنه يثبت في قلوبنا حقيقه ان يسوع المسيح هو ابن الله الحي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد ابديا امين

عدد الزيارات 483

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل